(انهض تمسك بي علينا إيجاد شخصٍ ليعالجك) ساعدته على النهوض بينما يضغط على جرحه،
(لا، نحن أصبحنا مكشوفان بالكامل هناك جائزة على رأسينا لذا لن نستطيع المجازفة بالذهاب إلى أحدهم و أنا مصابٌ هكذا)
(إذًا ماذا سنفعل؟ أنت تنزف) القلق كان واضحًا في نبرة صوتها المرتجفة لذا طمأنها الشاب (لا تقلقي معي بعض الاعشاب والضمادات من الرجل العجوز يوشيرو صاحب العيادة)
عاد كلاهما من حيث جاءا ناحية المعبد الشاب كان يتأرجح بسبب الألم الذي يسببه جرحه، (لابد من إنك تتألم، أصبر سنصل بعد لحظات)
لم يمضي لحظات الامطار مازالت غزيرة وتتساقط على أجسادهم والبرد يضرب بهم تعثر الشاب في طريقهم المعبد، وسقط أرضًا جرح ركبته وباطن كفيه بينما نزف جرحه كميه من الدماء وصل حده واستنزف طاقته حتى وصل الى المعبد،
(اعطيني الحقيبة ساكُرا) تحدث بنبرة مهتزة دليلٌ على ألمه مررت له الحقيبة ويداها ترتجفان، بعض الدماء غطت كفيها
لذا هي كانت تلوم نفسها على ما حصل، دماء ساسكي التي لطخت يديها وملابسها لن تزول لو انه قد قُتل وكانت هذه دماءه لكانت قد فقدت أخر شخصٍ يمكن ان يحميها من دون أدنى تردد،
خلع الكيمونو الخاص به بصعوبة ليظهر الجزء العلوي من جسده والجرح كان عميقًا والدماء لم تتوقف عن التدفق للخارج الامطار كانت أيضًا سببًا لعدم توقف الجرح عن النزيف،
بدأ بسكب سائل عشبي معقم فوق الجرح، زفر الهواء من رئتيه ونظر نحو ساكُرا (هل تجيدين الخياطة؟)
(ماذا؟) ارتبكت من سؤاله واستفهمته (مالذي تقصده؟)
(داخل الحقيبة هناك علبة صغيرة تحتوي على خيوط وإبرة اعطاها لي يوشيرو في حال اصيب أحدنا بجرح بليغ..) اطلق صوتًا من بين اسنانه يدل على ألمه ومحاولتهِ للتماسك.
بيدين مرتجفتين ملطختان بدماءه بدأت بغرز الابرة وخياطة الجرح لم تكن محترفة لكنها فعلت ما بوسعها كانت الغرز عشوائية لذا هي متأكدة انها ستترك أثرًا على بشرته، بينما هو كان يحاول جاهدًا ويفلت من فمه بين الحينة والاخرى صوتٌ يدل على الألم
انتهت من مهمتها رشت الاعشاب المعقمة على جرحه وضمدته جيدًا كانت تحاول عدم لمس بشرته لذا فعلت ذلك بمهل شديد، (هل الضمادة تضيق عليك؟)
(لا انها جيدة) بنبرة هافتة تحدث بينما يجلس معتدلًا (شكرًا لكِ ساكُرا)
(لا تشكرني! هذا أقل ما يمكنني فعله، بسببي حصل ما حصل لك أنا لم ..)
(كان سيحصل هذا عاجلًا ام أجلًا كانا يبحثان عن ملجأ من المطر، لربما داهمانا وقت النوم وسرقا كل شيء لذا من الجيد بأن لقاءنا حصل داخل الغابة وليس هنا) بصعوبة يطلق كلماته المريحة لنفسها المنكسرة،
(أنا لم أقصد ان اتمنى لك الموت، لكن الكلمات انزلقت من فمي..)
(لا تقلقي) ابتسم لها ابتسامة خافتة رفع كفها في الهواء
(أسف، لم أكن أقصد ان الطخ يديكِ بالدماء. كفي فتاة مثلكِ يجب ان يكون نظيفًا وناعمًا دومًا ان تستحقين هذا، حتى لو كرهتني وتمنيتي موتي سأكون الى جانبك دومًا وسأحافظ على نظافة كفيك من الدماء أعدك لن تضطري لحمل سلاح او تمسحي دمًا مطلقًا مهما يحصل سأكون هنا وأحميك)
(لقد كنتُ مشوشة، أنت تعلم والدي.. لم يمضي على رحيله الكثير. لذا لم يعد هناك أحد في هذا العالم بجانبي غيرك، لذا كنت اسأل نفسي السؤال ذاته دومًا ما هي علاقتنا ببعضنا البعض ما هي رابطتنا وماذا تكون بالنسبة لي..) اخفضت جفنيها للأسفل وتشابكت رموشها الكثيفة مازال يمسك كفها لمعت عيناه في انتظار إجابتها،
(وفي ماذا فكرتي؟) استفهما بلهفة كان بالفعل متلهفًا لمعرفة في ماذا تفكر لم يكن فضوليًا نحو أحد في حياته، غيرها لقد غيرت الكثير من النواحي داخله لم يكن شخصًا بهذه الرحمة من قبل لكنها كانت مهدئة لروحه لقد وجد شيئًا غير القتال والقتل يفكر به، هي.
(أخبرني أبي ان الشخص العزيز على قلبي يجب ان يكون من ضمن حدود العائلة لكن يبدو ان والدي كان مخطئًا أنت صديقي ومنقذي لذا لديك مكانة كبيرة في قلبي أنا أعتبرك شخصًا عزيزًا حتى خالف هذا شروط أبي..)
صديقي.. لكن اي نوع من الاصدقاء هي، صديقين؟ لكن هو لم يؤمن قط بالصداقة، جميعها علاقات عابرة ومنتهية.
(صديقين.. حسنًا) وافق كلامها بينما يتحرك ويغير وضعية جلوسه،
(لا تبدو مقتنعًا بالأمر، ألسنا صديقي؟)
(بلى، نحن كذلك) أجابها بأبتسامة تغطي محياه، لكنه كان يكذب هو لا يراها كصديقة لأنه لم يؤمن بالصداقة الصداقة لا تستمر وهو يود ان تستمر ساكُرا بوجودها قربه.
(جيد) وافقته بأمتنان، وابتسامة.
بعد الاستراحة الجيدة لجسده، وتغيير ملابسهم لملابس نظيفة تناول الطعام والنوم، انقضت ليلةٌ أخرى في العراء.
صباح اليوم التالي بدأ كلاهما الرحلة من الجديد نحو قصر الدايميو، الطريق كان طويلًا بحق،
وصل كلاهما نحو الطريق المؤدي الى القرية القادمة، (هذه القرية التي سندخلها قرية صغيرة لن نتأخر بها سوى ساعةً ربما في عبورها او ساعتين ان حصل أمرٌ ما، بعد عبور هذا الطريق سنواجه القرية مباشرةً تدعى طريق شنتو والبعض يلقبها الطريق الالهه)
يقفان أمام طريق مؤلف من بوابات شنتو (هذا رائع) تحدثت ساكُرا بينما الدهشة واضحة على ملامحها الناعمة، كل هذه المناظر كانت الاولى لها لم ترى مثلها من قبل، المكان الوحيد الذي اتيح لها رؤيته خارج اسوار القصر هو السوق لا غير.
يتجه الشابان داخل طريق شنتو توقف كلاهما متصنمين، رائحة الدخان تملئ الجو وصوت الصراخ يزداد شيئًا فشيئًا (ساكُرا ارتدي عبائتك بسرعة) غطت الشابة رأسها بالعباءة واستقامت في وقفتها خلف ساسكي، بينما الأخير خبأ السيف تحت عباءته جيدًا، كان يرجو ان يمر الامر بسلام،
(ممنوع الدخول، إلى أين انتما متجهان؟) تحدث أحد الحراس الذين يقفون خارج اسوار القرية متجهًا نحوه،
(نحن نحاول الوصول إلى الشمال من هنا وقررنا المرور عبر هذه القرية)
(أرحلا عن هنا، لا يوجد طريق)
(مالذي حصل؟)
(الطاعون تفشى في القرية، لذا يتم تطهير المكان)
استدار الشاب برفقة ساكُرا ليستوقفهم الحارس من جديد (مهلاً لحظة من هذه التي معك؟)
(زوجتي..) علقت الكلمة في حنجرته لكنه اطلقها بسرعة، لا طائل عن التراجع بعد الان.
(من أين جئتما؟)
(مِن ناغانو..) أجابه بثبات بينما يقبض على كف زوجته المزعومة، قلبه يقرع كالطبول بينما التوتر يطغى على الشابة. يقبض على كفها بشيء من القوة ليخفي ارتجاف يديها.
(اذهبا بعيدًا) صرفهما الحارس بينما يتراجع لانهاء عمله،
(مالذي يحصل ساسكي؟) همست له والخوف واضح على نبرتها.
(إنهم يحرقون القرية) أجابها بنبرة ثابتة، لم تكن هذه المرة الاولى التي تصادفه حادثة كهذه تفشي الأمراض كالطاعون اصاب سكان القرى بالهلع، ما ان ينتشر المرض في عموم القرية حتى يظهر الحرس الموكلين من قبل احد الدايميو (زعماء الإقطاعيين) او الشوغون لتطهير المكان أي بمعنى حرق القرية ومن فيها من سكان.
أطلق زفير الارتياح لم يكن مستعدًا للمجازفة أن قبض عليه الحارس وتعرف عليه، لكان حصل اشتباك ضخم مع عدة حراس وربما لن ينجو بسبب جرحه،
لكن لم يتعرف الحارس عليهما بسبب الظلام، وملامح ساسكي ليست بالملامح النادرة رغم وسامته لكن ملامحه متداولة شعر وعينين داكنين وبشرة بيضاء لا شيء غريب، العديد كانوا يحملون مواصفاته لكن بطرق مختلفة.
لو انه تعرف على ساكُرا لكان الامر مختلفًا لا يوجد العديد من لديهم شعر كشعرها، لذا هو كان متيقنًا بأنهم نجوا بأعجوبة.
قرر الشاب عدم المرور من القرى بل اختار طرقًا اخرى كالالتفاف من حول القرى او سلوك طريق الغابة، لكن حين حاجتهم للطعام او المعدات يقصدان القرى الصغيرة ويشتريان حاجتهم من الطعام،
بعد مرور يومين لاحظ ساسكي ان ساكُرا كانت تتعب بشكل كبير في التنقل بالعراء لذا سيجازف هذه المرة بلفت الانظار وشراء حصان من القرية القادمة، وبالفعل في القرية التالية اشترى الشاب حصانًا ذو لون أسود اختار رشوة الرجل بخمس قطع ذهبية في سبيل الحصول على الحصان الذي لم تكن قيمته سوى ثلاثون قطعة فضية او اقل بكثير،
امتطى الشابين الحصان، قررت ساكُرا تلقيبه بـ كورو بمعنى أسود إسمٌ عادي لحصان أسود اللون لم يكن شيئًا مميزًا،
في منتصف الطريق قررا أخذ استراحة.
لذا جلس كلاهما في بقعة مناسبة وبدأ كلاهما بتناول الطعام المتبقي لهم لقد كانت أخر وجبة من الطعام في جعبتهما،
(هذا سيكفي لليوم سننطلق بعد الاستراحة لساعة واحدة وسنصل في غضون الغد الى الدايميو، تأخرنا كثيرًا.. كان يجب ان نصل قبل ثلاثة أيام)
(أجل لكنه سيتفهم هذا، حدثت بعض الصعوبات كما ان المنقلبين ضد أبي يبحثون عنا..اذا لدينا عذرنا)
(أجل أأمل هذا..)
مضت ربع ساعة جراحه قد شفيت بشكل جيد، التئم الجرح لكنه لم يختفي يكون مؤلمًا في الليل في اغلب الاحيان لكنه يتماسك وبشكل جيد، علاقته بساكُرا كانت جيدة هي الاخرى بدأت الاخيرة بالاندماج معه يحاول ان يكسبها لجانبه و أن يجعلها تنسى او تتخطى موت والدها يحاول ان يخرجها من تلك الصدمة التي حطمت حياتها لذا هي كانت تستجيب احيانًا وتضحك بشكل مريح لنفسه،
ويعترف دومًا بأنه سعيد للغاية في رؤية ابتسامتها كانت تعطيه مشاعر دافئة، كان فخورًا بنفسه لرؤية ثمار جهده تفلح وتنتج له هذه التعابير الجميلة،
صوت تحرك صادر من داخل الغابة، جعلت ساسكي يقف بشكل غريزي مستعد لما هو قادم أصابعه متلهفة للالتفاف حول مقبض السيف وتقطيع العدو، يخرج من بين الحشائش شخصٌ ما، رجلٌ ذو قناع وقبعة تغطي ملامحه كان مسلحًا ومستعدًا للقتال
بينما يقف امامه ساسكي مستعدًا للمواجهة هو الاخر، مسح بعينيه المكان قلقًا من وجود أحد غيره كان خائفًا من تعرض ساكُرا للأذى نية الرجل كانت واضحة وهي القتل لم يتحدث الرجل ولم يلقي اي كلمة،
تأهب ساسكي وأتخذ وضعية القتال، لقد حفظ بالفعل بضع مهارات وحركات جديدة من الرجل الذي قاتله في السابق، عند بداية القتال لاحظ ساسكي ان تحركات هذا المقاتل كانت غريبة ايضًا كان يقاتل بسيف أطول من المعتاد تجاوز طوله الحد الطبيعي (ما مشكلة هؤلاء الرجال مع سيوفهم الغريبة)
(هي أنت! مالذي تريده؟) تحدث ساسكي بعصبية، استمر الرجل في محاولة قتله وتقطيعه لكن ساسكي استطاع تفاديها أصيب ببعض الجروح لكن تحركات ذلك الشخص كانت سريعة وخفيفة جسده كان مرنًا،
إستمر القتال لوقت أطول كان كلا الطرفين يكافحان للفوز حتى حانت النهاية، قلص الشاب المسافة بينه وبين خصمه كان خصمه يحبذ المدى البعيد نظرًا لطول سيفه استدرجه وقلل المسافة بينهما سحب خصمه صاحب القناع عن خنجر وحاول طعنه لكن ساسكي استطاع ايقاف الضربة الاخيرة حينما أجبر خصمه على طعنه بذراعه،
(أمسكتك..) ابتسم ساسكي له بأنتصار (هل دربتك أوسيري أنت أيضًا؟) لم يتلقى اجابة واضحة بالطبع، حاول المقنع ان يستخرج الخنجر من ذراع ساسكي، لذا فضل الاخير ان ينهي الموضوع قطع حنجرته وسقط المقنع الى الخلف تدحرج قناعه ليكشف عن الشخص المختبئ خلفه لقد كانت سيدة،
يقف كلاهما يحدقان بالجسد، المحارب الذي كان يقاتله منذ لحظات وانتصر بصعوبة ضده هو سيدة؟ لقد كان مصدومًا مالذي يدفع سيدةً مثلها للقتال بهذه الشراسة ما هو هدفها! كل هذه الافكار كانت تغزو عقله،
(ساسكي! هل أنت بخير؟ ذراعك!)
(لا تقلقي أنا بخير، هيا لنرحل من هنا)
انطلق كلاهما وانتهت رحلتهما المرهِقة اخيرًا يقفان أمام مبنى الدايميو مستعدين للدخول ومقابلته بعد عناء طويل.
**************
النهاية 💜💜
لا تنسوا التصويت⭐️⭐️
أحبكم 💜💜