✨piece of the moon ✨

ازعاج

دخلت الى القاعة الضخمة بثقة وانا ارمق تلك الثرايا الكرستالية المعلقة فوق والى الستائر المنقوشة بالذهبي والى تلك الزخارف على الحائط والى عدد الناس الذي ليس بقليل

تمتعت النساء بفساتين منفوشة وكل واحدة اختارت خياطة تناسبها..والرجال ارتدوا الحلل والاطقم الرسمية وقد اعتلت طاولة طويلة معظم الاطعمة الجانبية تتوسطها الكعكة الكبيرة

ابتسمت بسعادة وكل نظري تحول إلى تلك الطاولة..ابدو مثيرة للشفقة لاكن في عالمي لم نملك هذا القدر من الحلويات والاطعمة الشهية..لا يغفى ان طعام والدتي ذو طعم رنان يعلق في الفاه ويجبرك على تناوله لكن هنا اشياء جديدة اتذوقها لأول مرة

إلتفت أليكس إلي وهو يرمقني:الى ماذا تنظرين..

ابتسمت بسعادة:هل بإمكاني التجول الآن..

نظر الي بنظرة غامضة وشد على يدي بعناد:ليس بعد سنعرفكِ على النبلاء اولا

تقدمت قليلا لالمح شخصا ويبدو الامبراطور رجل ذو شعر اسود فحمي وعيون ذهبية وبجانبه زوجته..سيدة رقيقة ذات شعر احمر وعيون خضراء..ويجلس بجانبها شابان..الاول شاب ذو شعر اسود وعيون زرقاء..!!

لحظة!!اظن..اظن انني عرفت صاحب هذه السمات..تعلقت عيناي عليه بغير هدى..إنه هو..الأمير لوسيفر..الخائن! والذي بسببه..اعدمت ميشيل..بعد ان ..ان عذبها بنفسه بمشاركة تلك الحقيرة لونا

التقت عيناه بعيناي بعد ان طالت مدة نظري إليه..لارمقه بسخط والف وجهي ناحية الشخص الثاني والذي كان ويليام..

لقد تألق بثياب جميلة ولا ننسى شعره الاحمر وعيناه الخضراء المشعة

رمقني من بعيد بسخرية..كنت سابتسم له لكنني قلبت عيناي واستدرت الى والداي الواقفان بالقرب من الامبراطور وزوجته

اقتربت مع أليكس وقد بدأ رجل ما في تقديمي

الآنسة ميشيل كوليوس ستافكوس..ابنة الكونت كوليوس ستافكوس بلغت اليوم عمر الثامنة عشر..نرجى أن تدعموها وتقدمو لها خالص دعواتكم..

تعالى التصفيق..ولم اهتم بنظرة الجميع..بل انحنيت بثقة ورمقت الجميع بهدوء ظاهري..لاكن داخلي كان يرتعش..انها اول مرة احظى بكل هذه الأحداث دفعة واحدة..

أليكس

منذ الأمس لم يغمض لي جفن..أخشى على شقيقتي أن تعود لها ذاكرتها مثلا..سيكون الامر جد صعب

انا متأكد أن لا أحد سعيد بقدري اليوم..شقيقتي عادت الى شخصيتها الحقيقية..متى وكيف..لا يهم..الاهم الآن أن احافظ عليها..

وقفت وانا احادث جيمس في تفاهتنا المعتادة..لكن لفت سمعي صوتها الرقيق وهي تحاول رفعه لتنادي بإسمي..إلتفت لها..لا تزال جميلة كلما رأيتها..لم ترث من ملامح والداي شيئا غير الشعر الذهبي الذي ينسدل على شعرها بحرية

حسنا تبدو ملامحها مختلفة قليلا..اكثر لطافة..اعتقد انني اهلوس فانا لم ارى وجهها منذ زمن طويل..

كدت ابتسم لولى انني لاحظت نظرات جيمس البلهاء وهو يحدق فيها..رمقته بنظرة نارية..لكنه لم يابه لي واستمر يحدق فيها

كادت تعانقني لكنني مازحتها وبعد سماعي ضحكات جيمس خلت انها ترمقني وتبتسم..

الآن..ان لمحت شخصا ينظر لها بنظرة دنيئة لن يسلم مني حتما

امسكت بذراعها وتقدمنا..لفت نظري انها تحملق بشيء من بعيد..

لازلت لا اعلم ماهيته حقا..لكنها تريد التجول..اذا ستذهب ناحية الشخص أو الشيء الذي رأته..ساراقبها عن كثب لا يهم

تقدمنا قليلا نحو والداي ولم يغفى علي توقفها للحظة وهي ترمق الامير الاول لوسيفر بنظرات غيض كبير وكأنه قام بسرقة ممتلكاتها

حاولت كتم ضحكتي عندما رمقته بسخط وغضب والتفتت لتقلب عينيها ببرود امام الامير الثاني

تخلق عداوة لطيفة مع العائلة الملكية ....

بعدما تم تقديمها للحضور بدأت تتجول بهدوء وثقة وخطوات متزنة..مابال هذه الثقة المفاجئة

سارعت في خطواتها قليلا وهذا ما جعل الشك يتسلل إلى قلبي..

هل من الممكن أن تكون اعجبت بشخص هنا..لا لا يمكن..واذا حدث الأمر فعلي إحضار كل وثائق ومعلومات هذا الشخص بالاضافة الى هويته الشخصية و..

صمتت وانا اجدها تقترب من طاولة الطعام الطويلة..وقد امسكت بقطعة من كعك التوت وشرعت في تناولها..

وضعت كف يدي على جبهتي..انها لا تنفك تتناول الاخضر واليابس..لا يهم حقا..الاهم انا مخاوفي ابتعدت

حاولت الا اضايقها وشرعت اتحرك في القاعة بغير هدى..لكنني وبالخطأ اصطدمت بفتاة..

لم أهتم من تكون حقا لذا اعتذرت وابتعدت عنها..
لكنني اجفلت عندما شعرت بيد قوية تسحبني من قميصي من الخلف وتعيدني الى مكاني

فتاة ذات شعر بني فاتح مع اعين بنية كأنها كالبن الخالص سكبت لتحتل تلك العيون الجميلة..

صمتت وانا ارفع حاجبي ببرود ونظرت إليها..

تحدثت ببرود وهدوء كي لا تجلب الانتباه:لقد قمت لتوك بتلويث فستاني والذي تعبت كي احصل عليه

رمقتها ببرود:لا بأس انتن الفتيات تملكن حتما آلاف الفساتين في تلك الحقائب..

ابتسمت بسخرية لكنها قلبتها بسرعة لتقول بفحيح صدمني شخصيا:كلمة أخرى وسانسى انك شخص نبيل وساجعل كرامتك تحت قدمي الآن

رفعت حاجبي باعجاب لشجاعتها لكنني تمتمت ببرود:هل اعتبر هذا تهديدا؟؟

_اعتبره ما شئت..هيا هاتِ ثمن الفستان

ادخلت يدي في جيبي بملل:كم سعره؟؟

_انه ب ٣٠ قطعة ذهبية..

_هل جادلتني لاجل هذا الثمن البخس..اراهن انه لا يعني شيئا للنبلاء

تمتمت بجدية:امثالكم..

انتزعت النقود من يدي ورمقتني بهدوء:كن اكثر حذرا يا سيد..ولتعلم انه لا يحظى الجميع بحياة هانئة كحياتك..العامة تحديدا يموتون لاجل ان تنام على غطاء من الحرير..بينما ينامون هم على ارصفة الشوارع لخدمتكم !!

رمقتها وانا افتح فمي:اتعتبرين من العامة..

رفعت حاجباها بمتعة:بالطبع..لكن قبل ان تمثل دور المذهول ..انا فارسة بنخبة مستشارة قائد الفرسان الملكي..لذا لا تستخف بالعامة مجددا واقبل اعتذارك وتوسلاتك الصادقة على تلويث فستاني

قالت آخر جملة بصوت عالٍ وابتعدت عني ببساطة..

يالِ قساوة وواقعية كلام هذه الشابة..تبدو بحق قوية..و..واثقة!!

تبعتها بعيناي عندما انزوت في زاوية واحدة وربعت يداها وبدت تنظر إلى الجميع بلا مبالاة

اقتربت منها تمتمت وانا استند على الحائط بجانبها:كيف قمتي بالمجيء لهذه الحفلة المملة...

_نفس السبب الذي دفعك للقدوم إليها..

_لولا شقيقتي لما حضرت اصلا..

_لولا قائد الفرسان..لما حضرت اصلا..

_ارى اننا نملك صفات مشتركة..

_لا أرى هذا ابداَ

_لم اتعرف على إسمكِ

_ادعى إيميليا...

_تشرفت بكِ آنسة إيميليا..ادعى أليكس كوليوس ستافكوس..

_همم..اذا انت تعتبر إبن الكونت كوليوس..

_نعم..

_جيد..

ابتعدت عن مكاني وهمت بالذهاب..

_لحظة !!

رفعت حاجبها ببرود وهي تنتظر مني إنهاء كلامي..

بعثرت شعري بتوتر:ان لم يكن لديكِ ما تفعلينه..فل نتجول في الحديقة..

رمقتني ثوانٍ بتفكير قبل ان تتنهد بملل:وليكن..اشعر ان امعائي تتلوى من مجاملات النبلاء هنا..

هززت رأسي وخرجت إلى الحديقة المضائة بمصابيح..كان الجو هادئا ولم يقطع هذا الصمت سوى صوتها..

_إذا..هل سنبقى نتمشى هكذا بغير هدى

_ما رأيك؟؟

_اقترح ان نتبارز..

ارتفع حاجباي بدهشة:نت..نتبارز..ضحكت وانا اكمل:وهل ستتبارزين معي بفستانك هذا

رفعت كتفاها بغير اهتمام:لا بأس..يمكنني أن ابارزك حتى لو ارتديت ثياب نوم..

حاولت منع عقلي الاحمق من تخيل شكلها وحركت رأسي بسرعة..

ابتسمت ببرود وقلت:لا املك اي مشكلة..اخرجي سيفك هيا..

ابتسمت بدورها:خنجري الآن يكفي..

_اتصدقين..حتى انا املك خنجرا فقط..

_اذا هيا..

   ميشيل

التهمت تلك الحلوى بسعادة بالغة..لكنني لا استطيع انهائها..اشعر بالشبع فجأة..

ابتعدت عن الطاولة بهدوء وبدأت اتحرك في القاعة بغير هدى..اين هو اليكس؟؟كيف يتركني هذا الاحمق بمفردي هنا..

لمحت ذالك الشخص الذي يتقدم نحوي..ولم يكن سوى الامير ويليام..

كدت استدير..لكنه تحدث:آنسة ميشيل..هل تسمحين لي بدقيقة من وقتك

رمقته بإستغراب ولكنني تمتمت:حسنا..

توقف امامي وهو يتمتم:هل قمتِ بمشاهدة الهدية التي قدمتها لكِ ؟

_لا..لم اشاهد الهدايا بعد..

أشار بيده لخادمه الشخصي فذهب ليحضر الهدية..

قدم الي تلك العلبة بابتسامة..

نظرت إليه بشك:صدقني ان وجدت حشرات أو عناكب هنا فساقوم بلكمك بقوة..

_لست بتفاهتك..لقد قدمت لكِ هديتي باخلاص

فتحت العلبة ليتبين انها مرآة مزينة بزخارف من الخيوط الوردية..تعلوها لؤلؤة لامعة وتتدلى منها خيوط ذهبية

لمعت عيناي بسعادة وانا اقلبها:انها جد جميلة..لم أتوقع أن تهديني هدية اصلا

لم يرد علي لذا نظرت الى نفسي فيها..انها رائعة..

رفعت نظري له..كان لا يزال يتأمل المرآة بابتسامة..

رفعت طرف شفتي:صدقني ان كنت تريدها ساعيدها لك

ابتسم وهو يرمقني:عيناكِ تبدو جميلة جدا في المرآة..

اتسعت عيناي بدهشة..لكنني لم ارد عليه بل توترت وأنا اعيدها إلى العلبة:حسنا..شكرا لك عليها

لمحته يخدش رقبته قبل ان يتمتم:هل تسمحين لي برقصة..

لا..لا..انها اللقطة التي اخشاها..هل علي أن أحرج كل شخص يقترب مني هكذا..انا فقط..لن اسمح لاي شخص غريب عني أن يلمسني

ابتسمت وانا الكم كتفه بمزاح: أتعلم انا جد سيئة في الرقص..

_لا بأس ..بإمكاني تعليمك

_اوه..انظر هناك..هناك عدة هدايا ..ما رأيك أن تفتحها معي

تململ وهو يرمقني بانزعاج:انا الأحمق الذي اقترحت عليكِ الأمر

لم ارد عليه بل جذبته من طرف قميصه:هيا..مالذي تنتظره

اتجهت نحو الطاولة الضخمة المليئة بالهدايا وشرعت افتح كل واحدة بسعادة

_الامر ممتع أليس كذالك

_بل جد ممل..

التفت اليه باستغراب..حقا الامر ممل..وضعت العلبة من يدي وقلت:ما هو الامر الذي ستتسلى ان قمت به

طال نظره إلي..يبدو انه يفكر بجدية:حسنا..ربما القيام بشيء مجنون

قلصت عيناي:شيء مجنون؟مثل ماذا..؟!

قلص عيناه بدوره:مثل ازعاج الامير الأول مثلا

فتحت عيناي بخبث:تعجبني افكارك..لكن ماذا لو قام بقطع رأسينا

_لا تقلقي..سوف اقوم بانقاذكِ فهو اخي ايضا..

_حسنا..مالذي علينا فعله..

_انه يستلقي في غرفة الضيوف في الاعلى..مالذي علينا فعله..؟

بدأنا نفكر بجدية مضحكة..لكنني اخفته وانا اصفق:وجدتها..ما رأيك أن...

نعم..انا اقف الآن اضع غطاءا ابيض سخيف فوق رأسي واقف بجانب الستار..بينما ويليام مسؤول عن تحريك الاشياء والقيام بالاصوات المرعبة

اقترحت أن نقلب الادوار لكن كلب البحر لم يرضى بهذا...

لا بأس..انا على الاقل اغطي وجهي..لذا يتسنى لي الهروب بعد رؤية رد فعل الامير

اووه كم أتمنى أن اراه يصرخ كالفتيات..ستكون قنبلة الموسم..وقرصة صغيرة من انتقام ميشيل

كنت أريد إضافة أجواء كان نرمي فوقه طوبة تحطم وجهه..لاكن شقيقه لم يرضى .

دخل ويليام على اطراف اصابعه ووقف في زاوية معتمة وشرع يقلد اصوات غريبة..ثم بدأ يضحك..وبعدها بدأ يتمتم بصوت غليظ

لو كنت نائمة وسمعت هاذه الاصوات بقربي لكنت مت في مكاني

بدا ويليام يهمس..وهو يكتم ضحكته..

لمحنا لوسيفر الذي بدأ يحك كلتا عيناه بنعاس ثم تثائب وقد رفع رأسه قليلا وهو يرمق المكان..عاد ليستلقي..

ليتحرك ويليام نحو الباب ويغلقه باقصى قوته..ثم استلقى ارضا..

رفع لوسيفر رأسه مجددا وصار يرمق المكان بجدية.. أطال نظره الى كل إنش في الغرفة وعاد ليستلقي

مرت دقائق فتح فيها ويليام الباب ببطئ..اما انا فتحركت بسرعة في المكان..صرت أجري في كل انش في الغرفة وكأنني شبح

توقفنا عندما استيقظ من مكانه بسرعة..تلاه هروب ويليام من الغرفة..بينما استلقيت انا في الارض واغمضت عيناي برعب..ويليام الخائن..الوقح..الاحمقق..كيف خرج وتركني وحدي..

ماذا لو قام بإعدامي مثلا..أتمنى أن لا يلمح وجودي وان يعتبرني قطعة قماش مرمية على الأرض..

سمعت صوت خطواته تقترب من السرير وهو يتنهد..جيد لقد عاد لسريره

رفعت رأسي تحت البطانية ببطئ وحذر لكنني اجفلت عندما سحبت البطانية من رأسي بقوة..

شهقت وانا ارمقه عندما انحنى وظل يرمقني بهدوء..

ابتعدت وانا ازحف وابتسمت:نقدم خدمة تنظيف مجانية..

ابتسم ابتسامة مرعبة واقترب:همم..وهل تنظفون الابواب ايضا ؟

ابتسمت بتوتر وانا اعود للخلف:كل ما تريد تنظيفه موجود عندنا..انظر لقد نظفت البطانية بجد..لكن الباب صدقني لا علاقة لي به

إقترب اكثر فزحفت بسرعة للخلف..لكنني التصقت بالحائط الذي خلفي تمتمت بانزعاج:سحقا..!!

نظر إلي ببرود:ماذا تسمي هذا آنسة ميشيل..

تنفست بتوتر:هل ستصدقني أن اخبرتك..

_صدقيني ان رآكي اي شخص هنا فيسمي هذا شيئا آخر تماما

اردفت بتساؤل:شيء مثل ماذا؟؟

_شيء مثل انكِ تريدين التقرب من الامير الاول بطريقة قذرة مثلكِ

اتسعت عيناي بصدمة..ما هاذه الاهانة القوية..هيا يا تانيا استخدمي كل الكلمات التي تعلمتها:لقد اضحكتني حقا..

_مالمضحك في الامر..تأتي فتاة شابة إلى غرفة رجل نائم وتقوم بازعاجه..ما هدفها يا ترى ؟؟

_انت قذر..

_وانتِ مجنونة..

_حسنا..انا اتيت هنا لازعاجك حقا..لكن ليس حسب تفكيرك القذر هذا..انا اتيت برفقة ويليام وهو من اقترح امر ازعاجك..لكنه هرب توا..حري بك أن تصدق ما شئت والآن ابتعد فسالقن ذالك الأحمق درسا لن ينساه

ابتسم:اتريدين ان اصدق عذرا سخيفا كهاذا ؟؟

_صدق ما تشاء هذا ليس من شأني

قطع كلامنا صوت إشعال الضوء ودلوف شخص ما..تلاه صوت شهقة قوية..

✨✨✨✨

دمتم في حفظ الله ورعايته 🥑✨