Colonel→1936
حل صباح يوم جديد ،مُشرق وسعيد لناتاليا التي لاتزال تشم رائحة جونغكوك العالقة في وسادتها وسريرها بالكامل ثم تنهدت تنهض من فوقه تمدد يديها بنشاط وتقدمت من المرآة تنظر لوجهها..
لاحظت انتفاخ جفونها للارهاق الذي لحقها طوال الاسبوع لذا هي قررت أن تأخذ حماماً طويلاً مريحاً والكثير من الاعتناء ببشرتها وشعرها..
بعد ساعتين وفعلها لكل شيء نزلت للأسفل لتجد الجميع جالساً على طاولة الغذاء ،هي تجاوزت وجبة الفطور حينما كانت نائمة والآن الساعة الواحدة والنصف!!
نظر العمدة لها حيث جلست جوار والدتها التي تنبأت بسر سعادتها ،ليراقب مارسيل ملامحها ،يفكر بأنها رأت سيارته ولابد أنها علمت بسببها أنه عاد ،لهذا السبب هي مرتاحة وسعيدة؟ أم لكونه وعدها بعدم تزويجها وسيكون سنداً متيناً لها.
-أنا تحدثت مع كيليان وألغيت الزفاف..
-قـ قبِل بسرعة؟
-مُجبر على القبول ذاتاً..
لم تعطي ناتاليا أي ردة فعل لأنها قطعت وعداً بألا تحاكيه ولا تعطيه أي اهتمام كأب وهي تنفذ ما قالته لذا فقط استمرت بتقطيع ما أمامها بينما سيرا ووالدتها نظرتا لها بسعادة إلى أن بدد العمدة جزءًا من هذه السعادة ناطقاً.
-لكن بشرط.
-ماهو شرطك أبي؟
-ناتاليا ستذهب لقضاء فترة لابأس بها عند خالتها ،حتى أهدأ نحوها وأنسى حُبها لداعر خائن.
-مالذي تقوله فرانس!! بيت اختي يبعد ساعة عن هنا ،أنا هكذا لا أستطيع رؤيتها متى ما أريد.
-ليس وكأنها ستذهب للأبد.
نظرت الأم لناتاليا التي ترمش بهدوء ثم رفعت عينيها لمارسيل ترجوه لفعل شيء لكن طالما أنه لايؤذيها كالزواج من كيليان فهو لن يتدخل لأنه ضد حبها لجونغكوك ،هو لايتقبله.
-لكن ليكون ذهابها في نهاية هذا الاسبوع ،كي تحضر زفافي من بيلين.
أغمض العمدة عينيه بقوة ضاغطاً على كفه بينما الجميع نظر له ببعض الصدمة ثم تحولت لبسمة واسعة على شفتي ناتاليا..
-مارسيل ،أجل هذا الأمر اللعين ،بل ارفعه من رأسك.
-لن يتأجل أي شيء ،الآن سأذهب وأعيد خطبتها من جديد.
-أنا غير راضي عن ذالك!! لتتزوج بفتاة أخرى.
-لكني راضي أبي ،وهي الفتاة التي أحبها وأخطأت في حقها حينما انفصلت عنها ،أنا فقط أصحح خطئي.
ضرب العمدة الطاولة فيسقط صحن طعامه على الأرض ثم غادر المكان لتتنهد ناتاليا ماسحة على وجهها بيديها النظيفتين فتنظر نحوها سيرا ناطقة.
-المكان عند خالتي جميل وهادئ ،أفكر لو أذهب معكِ وأبتعد عن ضجيج المدينة.
-تتحدثين وكأنها في الريف مثلاً.
-أطراف المدينة مكان هادئ.
شربت ناتاليا من عصيرها تفكر بأن عليها إخبار جونغكوك بذالك ، لكن كيف؟ هي لاتريد الذهاب عند خالتها رغم كونها تعيش وحدها مع ابنتها ذات السادسة عشرة ، تشعر بالملل هناك إن ذهبت وحدها.
زفرت بقوة ونطقت ناظرة لوالدتها
-أنا لا أريد أن ابقى مسجونة هنا ،أريد الخروج ،سأزور الجدة وأذهب للمبنى المهجور..
-اذهبي، لكن لن تلتقي بجونغكوك حسناً؟
-حسناً.
نطقت نحو مارسيل الذي ابتسم وسار نحوها ماسحاً على خصلات شعرها ثم نطق
-أثق بكِ.
ابتسمت نحوه ثم نهضت تصعد للأعلى حيث غرفتها ارتدت بليزر بيضاء وفوقها جاكيت أصفر قصير ،تنورة مخططة بالأسود والأبيض والأصفر مع قبعة صفراء
نظرت لملابسها في المرآة ،كانت قد اشترتها حديثاً ،فجأة تذكرت هدايا جونغكوك لها والتي لم تأخذها بسبب توترها في ذالك اليوم ،ابتسمت ترتب حزام خصرها تعلم أن جونغكوك سيتفهمها.
اتجهت نحو معطف بلون بني غامق يلائم ملابسها ،اردته ثم أخذت جيتارها الذي لم تعزف عليه منذ مدة.
_________
-سـ سيدي ،أقسم لك أنها كاذبـ..
صفع جونغكوك وجه الجندي ليسقط أرضاً بينما هو أظهر بعض الملامح المنزعحة من ألم جراحه التي لم تشفى.
-ستبقى سجيناً هنا حتى أقرر خروجك، وطوال المدة ستجلد صباحاً ومسائاً لتعلم سوء فعلتك في التعدي على امرأة ما.
-سامحني ،أرجوك..
أسرع الجندي ينحني عند قدمي جونغكوك يقبل حذائه ليدفعه بخشونة بقدمه ثم غادر الزنزانة وأعطى أوامره للسجان بجلده من الآن.
صعد الدرج للأعلى بفكر مشغول بإيثان الذي لم يزره ولم يتصل به حتى ،هو يعرف كون إيثان فضولي وسيأتي بسرعة لأجل التقارير لكن ،هو لم يظهر!!
دخل مكتبه ودون الجلوس هو وقف يحرك الهاتف بينما يضع السماعة قرب إذنه ثم انتظر الاتصال لترد امرأة.
-مرحباً؟
-أعطني إيثان.
-أوه سيدي الكولونيل! السيد إيثان ليس هنا.
-متى سيعود؟
-هو غادر نحو الميناء ،سيعود لبريطانيا.
عقد جونغكوك حاجبيه وأنزل السماعة ثم وضعها مكانها يغلقها بينما يلاعب لسانه بثغره ،تارة يضرب خده به وتارة أخرى يقضمه بطواحينه بخفة.
-سافر؟
هذا غريب..لن أقول أن والده ضغط عليه فهو لايستمع له ذاتاً.
-من المستحيل أن يغادر إيثان دون القدوم إلي!!
جلس على مقعده يمسح بخفة على فكه ويزفر بين الحين والآخر يفكر بقرار إيثان المفاجئ بالعودة دون السؤال عنه بعد الخروج من المشفى.
-هناك شيء ،حتماً.
نهض من مكانه واضعاً قبعته على رأسه ثم أخذ عصاه الحديدية وسار نحو الباب بينما يتمتم.
-سأزور ويليام ،لآخذ الوثائق وأتأكد من سبب السفر.
_______
-جدتي أنتِ تحتاجين لشيء آخر؟
كتبت ناتاليا لجدة فيرنا حيث كانت قد أتت لها قبل ذهابها للمبنى، ساعدتها هي الاستحمام ورتبت المنزل رغم أن بيلين كانت هنا في الأمس كما فهمت من الجدة.
أشارت الجدة بالشكر لتنخفض ناتاليا تقبل خديها ببسمة واسعة ثم خرجت نحو مكانها المحبب ،لكن هي توقفت في منتصف الطريق حينما تذكرت ماحصل معها سابقاً.
شعرت بالقشعريرة تسري في جسدها لتضغط على حزام حقيبتها تنظر بعيون قلقة نحو الطريق ثم قضمت شفتيها هامسة
-لقد جعلوا المكان المفضل لي مرعباً..
لكن لحظة الوقت عصراً والناس هنا وهناك لن يفعل أي أحد شيء كذالك ،بمجرد مغيب الشمس سأغادر!!
تحلت بالشجاعة وأكملت طريقها وحينما وصلت للمبنى مرت من جوارها سيارة جونغكوك الذي لاحظها حيث كان ينظر للخارج لكنه أوقف السائق جانباً.
هي لم تراه ودخلت بقليل من الخوف ،سارت باشتياق لهذا المكان ناظرة له بحب ثم وضعت حقيبتها على المقعد ونظرت للذي يجاوره فكان مليء بالغبار.
-نسيت حقيبتي..
-يمكنكِ استعارة منديلي.
رفعت رأسها سريعاً له حيث سمعها بمجرد دخوله ونطق ببسمة فهلع قلبها لنطقه المفاجئ ثم همست ببسمة خفيفة.
-أخفتني..
توسعت بسمته ثم أخرج منديل من جيب بدلته العسكرية وأعطاها إياه لتمسح مقعدها وحينما كادت أن تمسح آخر له هو انحنى يأخذه منها ويفعل ذللك بنفسه لتنظر لجانب وجهه ثم ابتسمت بحب وجلست.
-أراك عُدت للعمل ،هل شُفيت كفاية؟
-أخبرتك عن كونه لن يؤلمني وأنني أقوى من جرح كهذا.
وضع منديله جانباً ثم جلس متنهداً بينما هي عبثت بأناملها ببعض التردد ثم نطقت من جديد.
-اشتقت لهذا المكان.
-لاتأتي له ليلاً ،هذا خطير.
-حينما تذكرت ماحصل المرة السابقة كُنت سأعود في منتصف الطريق ،لكن إنظر للحظ من الجيد أنني لم أعود ،فلقد التقيتك.
-بالنسبة لذالك الرجل ،أرسلت قوة خاصة لمصادرة أي شيء يخص حفله لكن تفاجأت أن كل شيء متوقف ولا يشير لحفل زفاف في المساء!!
-هذا لأن أبي أوقفه
-أوه أخيراً استيقظ العجوز؟
نظرت له، تحديداً لعينيه حينما نطق ساخراً وهو فقط اكتفى بقلب عينيه والنظر للأمام لاينوي الاعتذار عن هذه السخرية لتنطق.
-أوقف كل شيء بشرط.
-آه والدكِ غريب، ماهو الشرط؟
-سأبقى عند خالتي لوقت غير معلوم.
-أين تسكن؟
-في مكان يبعد ساعة عن هنا ،في أطراف المدينة.
نطقت هي تخفض رأسها بنبرة حزينة ليبتسم وكأنه وجدها فرصة ثم نطق يخلع قبعته فتسقط بعض خصلاته المرفوعة للأعلى.
-مشياً على الأقدام أو في العربة؟
-العربة.
-أي أنها أقل بسيارتي..
لاتعبسي إنها فكرة جيدة ،نستطيع أن نلتقي هناك ،ماهي حال خالتكِ؟ متزوجة؟ لديها أبناء؟
-لديها ابنة في السادسة عشر و وبسبب الانجليز حينما اعتدوا عليها بالعصي وبوحشية تضررت أوتار أقدامها وشُلت ،كذالك لديها حالة نفسية خفيفة بعد رؤيتهم يقتلون زوجها بدم بارد لشكهم أنه يتعاون مع الثوار.
رمش جونغكوك بخفة يبعد عينيه عنها ثم عقد حاجبيه يقضم زاوية ثغره ونطق
-رأيتي ذالك؟
-همم ،أعني رأيت اعتدائهم عليها حتى والدي كاد أن يموت برصاصهم ،كنا في زيارة هناك لكن لم أرى موت زوجها لأنني خفت ودخلت المنزل أنا وسيرا..
-آسف لذالك.
نظرت له لتجده ينظر للأرض ثم همس
-رؤية موت أغلى شخص أمام عينيك شيء مؤلم، على كلاً الآن أخبريني متى ستذهبين؟
-كان أبي يريد مغادرتي اليوم لكن مارسيل أجل ذالك لنهاية الاسبوع.
-لماذا؟
-لأنه أراد مني أن أحضر زفافه هو وبيلين.
رفع جونغكوك حاجبه باعتراض ثم نطق ساخراً
-كيف وهو انفصل عنها؟
ابتسمت مبللة شفتيها تستدير له ثم نطقت بحماس
-الآن ربما هو في منزلكم عاد لخطبتها.
-هل يعتقد أن هذا الأمر لعبة؟
نهض جونغكوك بانزعاج واعتراض في نبرته لتنهض سريعاً توقفه عن طريق صدها لصدره بكفيها ناطقة.
-أرجوك جونغكوك لاتفسد هذا الأمر!!
-مالذي تقولينه ناتاليا؟ هو كسر قلبها وحطمها ،أيظن الأمر سهل ويستطيع العودة لخطبتها متى ما يشاء؟
-هو يصلح خطأه ،وبيلين لابد أنها سعيدة الآن ،لاتحزنها أنت أيضاً أرجوك ،أعلم مدى معزة بيلين بقلبك لكن أقسم لك أن مارسيل لن يسمح بحزنها بعد اليوم كلاهما يحب الآخر وينتظران اجتمعاهما معاً بفارغ الصبر!
رفع رأسه زافراً ثم نظر لعينيها ناطقاً
-هل والدكِ راضي؟
-لـ لا ،لكن مارسيل عانده لأنه يحبها..
-رائع من الجيد أنه تذكر فعل ذالك..
-لقد أخطئ ،رجائاً دع الأمور تسير كما هي الآن..
-إن علمت أن والدكِ أحزن بيلين وأنزل دمعة واحدة على خدها سأقتله في منتصف منزلكم!!
-لن يحدث هذا.
قالت بتردد لينخفض آخذاً القبعة ثم نظر لها ناطقاً بنبرة هادئة.
-لاأريد ترككِ لكن أنا مشغول الآن ،سنتقابل في وقت آخر من هذا الاسبوع إن لم أراكِ هنا سأرسل لكِ المكان مع يوري واختها.
أومأت له ثم راقبته يسير ليتوقف بعد ثلاث خطوات ثم رأت كتفيه يتحركان وسمعت صوت تنهده ثم التفت لها وعاد نحوها فلاحقته بعينيها.
-سأضع رجلاً يحميكِ في الخفاء حتى خروجكِ من هنا.
-إياك..أنا لن أقبل أن يحميني جندي انجليزي ،لاتفعل ذالك!! مستعدة للموت على ذالك.
-هل بامكانكِ عدم ذكر الموت؟
نطق بهدوء لتومئ له ببطئ ثم ابتسم نحوها وانخفض يقبل خدها ويده اتجهت لخلف ظهرها يدفعها نحو صدره العريض فوضعت إحدى يديها على منتصف ذراعه والأخرى على جانب خصره مبتسمة.
-أحبكِ، لاتنزعجي من ذهابي السريع حسناً؟
كنت أرغب بالبقاء أكثر لكن لدي شيء مهم حقاً.
ابتسمت ناظرة لعينيه ثم أحاطت عنقه بذراعيها تضمه نحوها شاعرة بالانصهار لرائحته الرجولية لتنطق جوار اذنه.
-لابأس ،نلتقي في يوم آخر ،حتى بلقاء قصير أنت تغير يومي للأفضل جونغكوك..
-يشرفني ذالك آنستي..
-أحبك ،أكثر منك.
-تغيظنني مثلاً؟
-ربما.
رفعت كتفيها ناظرة لعينيه ليخفض نظره لشفتيها المبتسمتين ثم انخفض يطبع قبلة رقيقة وابتعد يرتدي قبعته بينما هي بقلب متراقص تراقب ظهره العريض ،طريقة مشيه رجولية ومثيرة ،هو يمتلك كاريزما تجعل من أي شيء يقوم به يبدو مثير وملفت كاستدارته لها الآن بعد وصوله للباب وغمزه لها ثم اختفى من مرمى نظرها.
-أحبه!!
ضحكت ناطقة ثم أخرجت جيتارها من مكانه ،راقبته لوهلة ثم تذكرت لحناً منعشاً يلائم مشاعرها الآن لتعزف ثم بغير وعي اندلقت من بين شفتيها أغنية رومنسية سعيدة..
______
بابتسامة واسعة تجلس بيلين بينما ليام ينظر بهدوء نحو مارسيل الذي يخفض عينيه بخجل من فعلته السابقة ،هو اعتذر عدة مرات لكلاهما والآن ينتظر قبول ليام الذي نظر نحو بيلين ،سعادتها أهم شيء لديه ،لذا بمجرد رؤية ابتسامتها السرية نحو مارسيل تنهد ونطق.
-حسناً ،لكن عليك القسم على ألا تحزنها مرة أخرى ،لأن حينها سآخذها ولن تعود لك أبداً.
-أقسم أنني لن أحزنها مرة أخرى ،أخطأت سابقاً فأعطيني فرصة لأصحح خطئي عمي..
-كما تريد ،بما أن كل شيء جاهز ذاتاً ليكون الحفل في نهاية الاسبوع.
-شكراً لك ،أنا حقاً ممتن لكلاكما ،شكراً لمسامحتي على خطأي..
نهض ليام يتركهما لوحدهما بينما مارسيل أخرج خاتماً يقدمه لها ثم ضمها لتفعل المثل مغمضة عينيها بسعادة لكون أمرهما قد حل.
-آسف لأجلكِ بيلين ،آسف لأنني كسرت قلبكِ سابقاً.
-أقبل اعتذارك.
ارتدت الخاتم سعيدة بينما في الأعلى ابتسمت سيران بخفة لسعادة ابنتها ثم ابتعدت للغرفة.
________
-هذه هي الوثائق ،لاتتأخر بها لتعيدها إليزابيث.
أومئ جونغكوك لويليام ثم وضعها جواره بينما يضع قدماً فوق الأخرى ثم نطق بصوته الهادئ الجاف مع خاله كالعادة.
-سفر إيثان غريب ،أعني لماذا لم يزرني هل طرأ شيء له؟
-أنا أخاف على إيثان هنا ،لاتعلم أي قذارة قد يقوم بها المخربين لذا لحمايته طلبت عودته لانجلترا ولكي يقبل أخبرته أن والدته ستكون في انتظاره وهو أسرع بالذهاب.
-همم ،لكن لقد سافر اليوم ،غريب لم يزرني بالأمس!؟
-استيقظ بعد العصر وانشغل بتجهيز أمور السفر ،أخبرني أن أبلغك سلامه وتمنياته بتحقيق ماتريد.
رفع حاجبه نحوه ،هو الآن يعلم كون خاله كذب عليه بنهاية الحديث ،إيثان أخبره ألا يثق بوالده وأن يتأكد فكيف سيطلب إبلاغه تمنيه بتحقيق مايريد ومايريده هو الانتقام؟
دخل فجاة مساعد ويليام لينظر له باعتراض على هذا الدخول لكن المساعد نطق قبل أن يتم طرده.
-سيدي المستشار ،هناك أمر طارئ.
-ماهو الأمر الذي يستدعي دخولك هكذا؟
-رصدنا تحركات مريبة للمخربين قرب الميناء والمنطقة الشرقية من المدينة.
-ماذا؟ هل انطلقت السفينة المتجهة لانجلترا؟
نهض ويليام سريعاً بينما جونغكوك توقف عن ارتشاف قهوته السوداء ونظر للمساعد ،تلك المنطقة ليست تحت سلطته وهو لايهتم عادة طالما أنه ليس المسيطر عليها لكن خوف ويليام وسؤاله عن السفينة أقلقه.
-ربما خلال دقائق ستتحرك أو تحركت بالفعل.
-هل عادوا من وضعتهم لتـ ـتبع إيثان؟
نطق ثم شعر بأنه أخطئ لكن أكمل نهاية حديثه وجزء من حواسه ركز بردة فعل جونغكوك ثم سرعان ما أعطى كل تركيزه للرجلين الذين دخلا والتوتر بادياً على ملامحها.
-ماذا؟ لماذا وجوهكم اللعينة هكذا؟
-سيدي كُنت أراقب السيد إيثان حتى وصوله للسفينة ثم اختفى.
-ربما هو في السفينة!
-لا لقد بحثت عنه فيها وأخبروني أن الغرفة التي حجزت له فارغة تماماً من أمتعته ومنه هو.
-واللعنة!! أين ذهب!! قوموا بتطويق منطقة الميناء وكل مايحطيها ،مشطو المنطقة بالكامل ،إبحثوا عنه!!
أخفض جونغكوك عينيه مفكراً حينما نهض، بينما المستشار كان يشعر أنه سيحترق ليأتي في باله فجأة أن إيثان ربما هرب؟ ثم نفى فهو وضع رجلين ماهرين في التخفي والتعقب وإيثان لن يفرط برؤية والدته التي يطوق لها منذ سنوات..لن يختار غيرها
-كيف تحصل تحركات كهذه والمسؤولين عن تلك المنطقة غافلين؟
-إن أصاب إبني أي مكروه سأحرق كيبك بمن فيها!!
جدوه!
صرخ ويليام في مساعده الذي كان يحدثه جونغكوك ليسرع للخارج بينما هو نظر له ناطقاً بهدوء.
-أتسائل عن وضعك لرجلين كي يراقبانه!؟
-لحمايته.
-كنت أرسلهم معه ،لن يمانع إيثان هذا هو حتى لن يهتم لفرحته بكونه سيقابل والدته أي لن يعترض لأن لا وقت لديه للعناد..
شعر المستشار بأن عليه أن يكون حذراً في الإجابة على أسئلة جونغكوك الدقيقة لكن عقله لايسمح له لذا هو نطق بحنق
-هل تراني الآن فارغاً لهذه الأسئلة!! اذهب وساعدهم!!
-لاتصرخ علي ،لاتفرغ غضبك بي فأنا لن أسمح بهذا ،ثم تلك المنطقة ليست تحت سلطتي.
-لكنه إيثان!! ستتخلى عنه!! ستتخلى عن ابني!! إنه أمر مني أنا الأعلى منك اذهب للبحث عن ابني!!!
تجهز للضربة التي سنقوم بها ضد المخربين!! علينا معرفة ان كان ايثان معهم!!
-لاتصرخ.
بهدوء أجاب جونغكوك بينما ينظر له بعينين باردتين ثم خرج من الغرفة آخذاً عصاه ليضرب ويليام فخده جالساً ثم وضع فكه على يديه المرتكزتين على ركبتيه ونطق مغمض العينين.
-أيمكن أنه تهرب مني؟ لكن ،لا ،لن يفعل هذا بوالده!! لن يختار جونغكوك عليها!! اللعنة ،اللعنة على الدماء التي لوثتي بها ابني مارلين!!
_______
-أمرك سيدي الكولونيل ،جميعنا سنتجهز..
-أين ذهبت إيثان؟
فجأة رن هاتف مكتبه لينظر له بينما يحرك قدمه بتوتر ،هو يحاول الهدوء للتفكير بحل فعال لمشكلة اختفاء إيثان ،فلو كان الثوار لكانوا قتلوه أو على الاقل سيعلنون اختطفاهم لابن المستشار بأي طريقة كانت..
زفر ثم رفع السماعة لأذنه يضرب الطاولة بمسدسه ليأتيه صوت هادئ جعله يعقد حاجبيه مستمعاً.
-هل يمكنك إيقاف أبي عن البحث عني؟ ،بأي طريقة.
-أين أنت إيثان؟
-في مكان ما هنا ،أرغب ببعض الوقت لوحدي.
-ماذا بك؟ أخبرني والدك أنك ستذهب للقاء والدتك ،ماذا يحدث؟
-لاتصدق كل مايقوله أبي ،أرجوك ،لاتفعل واللعنة استيقظ!!
-لم أصدق ،أعني تصرفت بغرابة ،إيثان الذي أعرفه كان سيأتي لزيارتي ويتحداني لأنني راهنت على نومه لظهر اليوم الثاني ،سيأتي ويقول ها أنت خسرت الرهان ،أخبرني ماذا يحدث؟
-أعطني مهلة ،مهلة لنهاية الاسبوع ،لأقرر شيئاً ما، لكن إن غادرت لانجلترا في النهاية فلا تسألني عن أي شيء حسناً؟
-لا ،ستخبرني.
-أنا آسف!
-تقول هذا وتريدني ألا أسألك عن شيء؟
صمت إيثان ليسمع جونغكوك أنفاسه المضطربة ثم تنهد يلاعب لسانه في الداخل ونطق.
-سأثق بك ،سأحل أمر والدك ولك حرية اخباري بما تريد ،لن أضغط عليك لكن لأكون صريح سيزعجني هذا.
-شكراً لك..
أغلق إيثان الهاتف بينما جونغكوك نظر للسماعة بصمت ثم أنزلها لمكانها ونهض يخرج من المكان.
هو انطلق للميناء ،هناك بحث عن العاملين الذين أوصلوا أمتعة المسافرين للداخل ،أمسك أحدهم وأجبره على قول أنه رأى إيثان ،واختلق قصة..
-متأكد؟
-نعم سيدي ،أنا بنفسي حملت أمتعته للداخل ،هو كان متأخراً ودخل مع آخر الواصلين.
-أرأيت؟ قلقك بلا فائدة.
نطق جونغكوك نحو المستشار بعد مغادرة الرجل ليتنهد المستشار فآخر ماكان يتوقعه أن يلعب جونغكوك هكذا لعبة، لأن باعتقاده جونغكوك لن يكذب عليه.
-سيصل لانجلترا في غضون أيام ،وأخيراً استطعت اقناعه في العودة ،أبقي الجنود متجهزين لمداهمة مفاجأة الليلة.
-كلهم ينتظرون أمراً مني.
-رائع ،سنضربهم في وكرهم ،هذه المرة لن نقوم بتجاهل أمر اختباءهم في الجبل خشية الكمائن لأن الامر كله مفاجئ.
-أعتقد أنهم سيكونون متجهزين لأمور كهذه ،لكن كما تريد لتكون اليوم.
لم يعد جونغكوك لمنزله ،حيث بقي في مكتبه انتظر اقتراب الليل وعقله شديد الفكر بماذا يحصل من إيثان؟ وحينما أتى وقت الهجوم هو نهض كالعادة يرتدي قبعته ويأخذ عصاه الحديدية التي لاتفارق يده ثم خرج يستقل سيارته وخلفه سيارات الجنود.
لمسافة بعيدة انطلقوا وحينما وصلوا للجبل ،نزلوا من السيارات وصعدوا يبحثون بقلق بينما جونغكوك كان يتقدمهم دون خوف لكن الجنود يعاودون محاوطته لحمايته.
-سيدي ،لاشيء هنا!
-لم نصل للمغارة في الأعلى بعد.
-كانوا سينتشرون هنا لحماية نفسهم.
-أكمل الصعود وأنت صامت.
نطق جونغكوك بصرامة ثم حينما وصلوا للمغارة كانت فارغة ليبتسم جونغكوك بخفة لاستماع جان له ثم أسقط ابتسامته ونظر لنيكول الذي همس.
-لعناء ،لابد أن بيننا جاسوس أخبرهم بذالك.
-إذن اعتقادي صحيح ،كارل هو الجاسوس لم أخطئ حينما سجنته اليوم وأمرت بجلده.
-ذالك الحقير أيبيع بلده ويعمل مع العدو ضدهم!!
جملة نيكول رنت داخل عقل جونغكوك بشكل مدوي ،لطالما سمع مثل هذا الكلام لكن لم يتأثر فلماذا هذه المرة فعلت الجملة ذالك؟
-سيغضب المستشار.
-سنجدهم أينما كانوا ،لنعود الآن.
______
-كيف؟ كيف غير موجودين!!!
-المغارة فارغة.
-إعدم ذالك الجاسوس علناً في منتصف المدينة ليكون عبرة لكل جندي ولكل لعين من كيبك يحاول التمرد علينا.
-اهدأ لايواتيك الغضب.
نطق جونغكوك ببرود بينما يضع قدماً فوق الأخرى ويحتسي الماء بعد شعوره بجفاف حلقه ،هدوئه استفز ويليام الذي يمتلك هذه العادة ذاتاً لكن أعصابه تالفة بعد أن خاف على ابنه.
__________
مضى اسبوع مليء بالتحضيرات لحفل الزفاف خلاله أتت الممرضة لمساعدة جونغكوك ثم توقفت حينما أمرها بذالك ،وإليزابيث كانت تزوره في مكان عمله دون الحصول على ردة فعل تذكر منه ،هو لم يلتقي بناتاليا لتضارب أوقاته وتشديد والدها عليها.
اليوم هو يوم الزفاف الذي لايشعر جونغكوك برضى تام عنه ،كان يرغب بأن يتألم مارسيل كما تألمت هي ،كما بكت، يتجاهل فكرة أن خلال الانفصال لابد أنه تألم، لأنه يريد أن يراه يحاول اعادة بيلين له وهي ترفضه لكسره قلبها..لكن يبدو أنها كانت تعذره لمعرفتها بوالده ،وحبها له جعلها تلتمس العذر.
لن يحضر جونغكوك حفل الزفاف ،يعلم كره الجميع له ولم يرد مغادرتهم للحفل بمجرد دخوله ،فكر بكم ستحزن بيلين إن تزوجت بدون معازيم كبقية الفتيات ،لذا قرر عدم الذهاب.
-أرجوك لاتفعل جونغكوك ،أنا أريد أن تكون موجود!!
-لابأس بيلين ،أنا سعيد لأجلكِ ،بصراحة التضحية ليست من شيمي لكني هذه المرة ضحيت بحضوري كي أراكِ تتزوجين وسط الناس كأي عروس عادية ،هيا اذهبي ،ستأخرين.
كانت بيلين ترتدي فستان الزفاف وبكامل زينتها ،بمجرد سماعها أنه لن يحضر صعدت له بدلاً من الاتجاه للعربة التي ستأخذها لقاعة زفافها.
ضمته بقوة ليمسح على ظهرها مبتسماً ثم وضع في معصمها سواراً مرصع بالألماس فنظرت له ثم شهقت بصدمة.
-جونغكوك!!
-إنه شيء قليل.
قبل وجنتها وفعلت هي المثل له ثم سمعت صوت عمتها ينادي لتخرج من الغرفة ناظرة بامتنان للسوار ،إنها عادته ،يغرقها بأغلى الأشياء دائماً..
راقب مغادرة العربة ثم هدأت الأصوات بابتعاد الجميع نحو القاعة ،منزل العمدة مطفئ الأنوار وكذالك منزلهم..
كل شيء ساكن وهو وحيد في هذا المكان المظلم ،لوهلة شعر بغصة في حلقه سرعان ما تحمحم وأبعدها ،جلس على السرير ناظراً للأرض.
-لو لم يحدث شيء، كُنت سأذهب لحضور زفافها ،كان من المفترض أنني أعيش هنا منذ الثامنة عشر ،كل شيء كان ليكون على ما يرام لو لم تُقتل أمي!
-أنا مشتت! لا أعلم لمن أوجه كرهي بالتحديد ،جئت هنا كي أصبه كله على الثوار وأبي لكني أفشل!! أنا أفشل في فعل أي شيء.
سقطت دمعة على خده ثم تبعتها أخرى ليقضم سفليته يمنع شهقة من الخروج ثم استلقى على السرير متنفساً ببعثرة.
-لماذا لم تظهر ناتاليا في حياتي سابقاً؟ أشعر أن انجذابي وحبي لها يغيرني!! وكأنني أنظر للحياة بمظنور مختلف ،أن هناك من يحبني ويخشى أذيتي!! أ أنا حتى بِتُ أرى القلق في عيون أبي!! لا أفهم ،لا أفهم أي شيء.
أغمض عينيه وكاد أن يغط في نومِ عميق ثم تذكر فجأة أنه ربما تغادر الليلة أو صباحاً وهو لم يعرف مكانها بعد ولم يحدد كيفية التواصل معها ليجلس فجأة.
-علي لقائها.
نهض يغير ملابسه ثم وضع معطفه عليه ،وقبعة سوداء ،كان غير ملحوظ وهذا مايريده ،خرج من المنزل مشياً إذ أن القاعة غير بعيدة.
__________
-لحظة ، مالذي تقوله؟ أ أعد من البداية!!
__________
تم✓
بارت بأحداث سريعة عشان يعني تكونو على علم بالتطور اللي صار وبعدها ندخل حقبة النهاية ،يعني تزوجو بيلين ومارسيل وهرب جان من المكان مع الجنود ،هدول اشياء صعب اتخطاهم وبنفس الوقت ماني حابة أدخل بتفاصيلهم لأنو مش مهم عندي..
باقي تقريباً خمس بارتات أو ستة المهم اقل من ٨ ،وبعرفش يمكن الرواية تشخصنها معي وتمشي لعشرين بارت 😂😂😂😂😂😂😂
لأن بصراحة الرواية تكتب نفسها وتبتكر أحداثها 😂
..