روميو وجوليت ٢٠٢٣

By Millymohsen

18.3K 567 198

قام بسحب مقعدها لتلتصق بصدره رغمًا عنها، فقد كانت قريبة جدًا منه. نظرت له وقد تملكتها الصدمة من حركته، فأي ع... More

ترقبو..
اقتبااس..
Part: 1
part: 2
Part: 3
Part: 4
Part: 5
Part: 6
Part: 7
Part: 8
part: 9
Part: 10
Part: 11
Part: 12
Part: 13
Part: 14
Part: 15
Part: 16
Part: 17
اقتباس..
Part:19
Part: 20
Part: 21
Part: 22
23
Part: 24
Part: 25
Part: 26
Part: 27
Part: 28
Part: 29
Part: 30
اقتباس.
Part: 31
Part: 32
Part: 33
انتبااااه..

Part: 18

358 15 7
By Millymohsen

رواية: روميو وجوليت ٢٠٢٣.
الفصل: ١٨
للكاتبة/منة محسن.

تحدثت «جوليت» إلى «عاصي» عبر الهاتف، بوجه يملائه التوتر:
 -اا الو.

تحدث «عاصي» ببسمة تزين ثغره فور سماعه لصوتها:
 -وحشتيني.

اصبحت نظراتها تذهب وتعود في توتر يملائها، خاصة قلقها من أن يراها أحد تحادثه بالهاتف ويخبر «حازم»:
 -قول اللي عندك وإلا هقفل.

أجاب «عاصي» بهدوء؛ فماخفي كان اعظم:
 -طيب يا روحي، عايز اقولك تنهي الموضوع اللي اتفقنا عليه على بكرا بالكتير.

توسعت حدقتا «جوليت» في صدمة لما يقول؛ برغم معرفتها أن هذا اليوم سيأتي، إلا أنها فوجئت لا تدري لماذا:
 -ب بكرا؟! بكرا أزاي؟! بس أنا مش عاملة حسابي على كده.

رفع «عاصي» حاجبيه لحديثها:
 -أمال كنتِ عاملة حسابك على أيه؟! «جوليت» مفيش وقت، وعايز بكرا مع افتتاح فرع شركتي الجديدة في ايطاليا، يكون هو اتمحى من الوجود، يعني زي ماتقولي كدا هبداء أنا حياتي هناك مع نهاية حياته، وأظن أن دي حاجة قليلة عليه بعد اللي عمله علشانك، وعلشاني.

اصبحت ضربات قلبها تتعالى في قلق يكاد يفتك قلبها، الكثير والكثير من التسائلات تدور بعقلها، تجعل منها تائهة لا تدري أي طريق تسلك، ولكن هو من اخبرها بشأن قتله لوالدها، فكيف سيخبرها بغير هذا إذن؟!

تحدثت في هدوء مبهم يخرج عكس الصراع بداخلها:
 -طيب.

تبسم «عاصي» في غموض:
 -اشوفك بكرا بعد ماتخلصي المهمة زي متفقنا.

ابعدت الهاتف عن اذنها لتعطيه إلى السائق ناظرة له، أخذه لم تنتظر سماع شيء أخر، ذهبت نحو غرفة «أدم» والتي لم تدري بعد أنها تسير بالأتجاه الصحيح؛ فعقلها كان تأه لحد جعل تفكيرها ينعدم!

«بمنزل مازن»

قامت «ليلى٪ بطرق باب المنزل حتى فتح لها.

تبسم حين رأها كحالها، تحدث مبتعد عن مدخل الباب:
 -ادخلي.

خطت خطواتها للداخل بهدوء، تطالع تلك الأجواء الرومانسية، والتي يبدو أنه صنعها خصيصًا لهم، تحدثت سائلة وهي تطالع تلك الطاولة الرومانسية:
 -هو مفيش حد جي؟!

شعرت بإقتربه من خلفها ليحتضنها في هدوء وبسمة جعلت من قلبها تعلو دقاته.

تحدث في خفوت يذوب ماتبقى من تماسك قلبها:
 -لغيت العزومة؛ علشان نفضل مع بعض أطول وقت ممكن.

اغمضت «ليلى» عيناها بغرام يجثوا تلك الأنفاس المصطدمة بعنقها، يبدو أنه يمتلك تأثير قوي على مشاعرها.

فتحت عيناها من جديد، تحاول استعادة وعيها، التفتت تطالعه بنظرات متوترة خجلة ممايظهر وجنتيها بهذا اللون الأحمر.

تبسم «مازن» من توترها وخجلها كذلك، مماجعله يسحب المقعد امامها متحدث:
 -اقعدي.

اقتربت لتجلس كما فعل هو بالمقعد المجاور لها، وضعت تلك الحقيبة الكبيرة امامة، ويبدو أنها تحوي شيء ضخم!

تحدثت والبسمة ترتسم فوق ثغرها بخجل يجثوها:
  -أنا جيبتلك حاجة لأول مرة على ذوقي، بتمنى تعجبك.

تبسم «مازن» ممسك بيدها طابع فوقها قبلة خافتة:
 -مكنش ليه لزوم تتعبي نفسك.

تبسمت «ليلى» أكثر لتلك المعاملة الراقية التي تشعر بها أنها ملكة قد ملكت الدنيا ومابها.

فتح العلبة بداخل حقيبة الهدية، ليجد بها زجاجة فاخرة من البيرفيوم، كذلك اسوارتين تناسب كل منهما، ولكنهم يتشابهان، ساعة يد فاخرة من اذواقه المفضلة، وبعض الرفايع الفاخرة الأخرة والتي سعد بها كثيرة؛ فيكفي لأنها من من تعلق قلبه بها.

طالعها والبسمة تظهر مدى سعادته، فهدية كتلك اختارتها بعناية بالغة، اقترب لإحتضانها مماجعل البسمة ترتسم فوق ثغرها، فشعورها بأنها اعجبته ازداد سعادتها هي.

تحدث «مازن» ممتن ولهجته تملأها السرور:
 -شكرًا يا «ليلى» بجد أول مرة حد يجيبلي هدية كده، أنتِ اختارتيها أزاي؟

تبسمت «ليلى» ناظرة له:
  -يعني، أنا مش شاطرة أوي في موضوع الهداية، بس لأني اتخيلتك لابسهم واتخيلت ريحة البرفان فيك، فجيبتهم.

تبسم «مازن» أكثر، إذن هي تفكر به!

اقترب ليقبل يدها بحب من جديد ليجعلها تبتسم أكثر في خجل.

أخذ اسوارة منهم ليرتديها، ثم البس الأخرى لها متحدث:
  -دلوقت في حاجة متشابهة بينا.

تبسمت «ليلى» ليمسك يدها متحدث:
  -نقطع التورته؟

حركت «ليلى» رأسها تظهر موافقتها.

«بمنزل شيماء»

طرق باب المنزل تلك الطرقات التي جعلت من قلبها يقفذ عاليًا، اشعلت الشموع الهادئة فوق الطاولة، سارت بخطوات سعيدة اتجاه باب المنزل لتقم بفتحه، طالعته ببسمة عاشقة متحدثة:
 -وحشتني.

طالع وجهها بعد نظره لجسدها الذي يفصله هذا الفستان ذات اللون الأحمر الطويل، اقترب للدخول مغلقة الباب خلفه وقد توقف يطالع تلك الأجواء؛ فهي اخبرته أنها تريده بشأن عمل و«جوليت»، إذن لما تلك الأجواء الرومانسية؟!

شعر بيدها تأخذ طريقها لصدره محتضناه من الخلف، لتتحدث في عشق وكأن احدهم هوس به:
 -مش هتقول حاجة؟ ولا اقولك متقولش أنت كلامك كله بيضايقني، أنا كل اللي عيزاه بس هو وجودك.

التفت «حازم» ليطالعها في ضيق:
 -«شيماااء».

قاطعته «شيماء» ممسكة بيده حتى توجهه ليجلسو فوق الطاولة:
 -بلاش تتكلم في أي حاجة دلوقت يا «حازم» لو سمحت، هحكيلك الأول أنا جيبتك ليه ونقعد ناكل وبعدها أعمل اللي تعمله.

جلست لتنظر له متبسمة في هدوئ:
 -أقعد ناكل وهحكيلك.

جلس «حازم» يهاود ماتبقى من عقل لدى تلك الأنثى:
 -أحكي.

اشارت «شيماء» صوب الطعام امامه متحدثة:
 -طيب ناكل الأول، أيه يا «حازم» للدرحة دي مش عايز تفضل معايا ولا خمس دقايق حتى؟! أنا عملتلك أيه؟ لو كانت أختي الله يرحمها كده أنا مالي؟

تحدث «حازم» ساخر من حديثها:
  _وأنتِ أيه؟! أنتِ مش زيها كده؟ أمال بتحاولي توصلي لأيه؟

تحدثت «شيماء» نافية:
 -لا طبعًا مش زيها، أنا بحبك قبل ماهي تحبك، وكنت هموت واكلمك، اتجوزت والد ساندي لظروف أنت عارفها كويس، واتوفى ليه مشوفش حياتي مع الشخص اللي كنت بحلم أفضل معاه؟ ليه مسمي ده خيانة؟!«حازم» أنا بحبك ومستعده اثبتلك ده بأي طريقة وانفذلك أي طلب، بس بلاش تبعدني عنك.

امسكت بيده تضعها فوق وجنتها بعشق مقبلاها، يطالعها في هدوء تام، سحب يده فجأة ليقف وقد أحتل الغضب معالم وجهه؛ فيبدو أنه تذكر تلك الخائنة التي اعطاها كل ما ئوتي من حب، وماذا فعلت؟ قابلت هذا العشق بسيفها الحاد!

نهضت «شيماء» الأخرى تقف امامه؛ تحاول اللحاق بأي شيء يحثه على البقاء:
 -«حازم» بالله عليك أنسى، أنساها وتعالى أنا وأنت نبداء بداية جديدة، أنت عارف أني مستعدة ابقالك اللي أنت عايزه، مستعدة مقابلش حد بس أفضل معاك، مروحش في حتى غير معاك، مستعدة ماكلش لو أمرت بكده، بس متبعدنيش عنك، اقولك أنا مستعده نتجوز عرفي، أنا موافقة.

يطالعها «حازم» بثبات لا تدري منه ألان لحديثها؟ أم ثباته عكس ذلك؟

اقتربت لتحتضنه وهي تتمسح بوجهها في رقبته، تحدثت هامسة بأنفاس لهيبية، ظنًا منها أنه سيقبل ماتعرضه من روحها عليه:
 -«حازم» مترفضش، هربي «يونس» وهبقالك زوجة، وكل اللي أنت عايزه هيحصل، قولت أيه؟

اقترب «حازم» من اذنها بهدوئ مريب، ليتحدث هامس بأذنها مماجعل جسدها يهتز بخفوت لما قال:
 -أنا شايف أنك لو فضلتي على طريقتك دي، هتحصلي أختك يا «شيمو».

طالعته «شيماء» بدهشة قد انتابتها من حديثه، فهو كان يتواعد لها بالموت الأن!

أبتعد لم تتحدث فلسانها عجز عن فعل هذا، كما أنه لم يفعل ايضًا فقط أتجه للخروج من المنزل، ولكن حديثها السريع ناطقة بتلك الكلمات جعله يتوقف دون الألتفات لها.

تحدثت «شيماء» مسرعة، بل منفعلة لتوقفه:
 -«حازم» أنا أعرف حاجات كتير عن «عاصي» ممكن تغير تمامًا كل اللي بتفكر فيه.

نظر «حازم» امامه ليلتفت ناظر لها بعدم ثقة:
 -أمم بخصوص أيه بقى ياترى؟!

اكملت «شيماء» في صدق:
 -بخصوص «سمر» وخيانتها ليك، أنت لحد دلوقت معرفتش هي كانت بتخونك مع مين، فلو حابب تعرف أنا هقولك.

مازال يطالعها، يفكر يدور بعقله اتتحدث بصدق؟ أم أنها تخادعه بالحديث ليعود لها؟!

اكملت «شيماء» حين شعرت بتردده الملفت:
 -أنت حر وقت ماتحب تعرف وتاخد قرارك قولي، لأن أكيد أنت عارف أنا هقولك أيه، والمقابل أنت اللي هتحدده.

أبعد «حازم» نظراته عنها، يريد الذهاب ولكن حديثها جعل الدماء يغلي بعروقه؛ فطوال تلك السنوات كان سيجن لمعرفة من الذي قامت بخيانته معه، والأن فرصته، ولكن ماذا إذا كانت مثلها؟ أو هذا مايتأكد منه بالفعل.

«بقصر حازم»

بالقرب من هناك، قامت «جوليت» بالدخول إلى الغرفة المتواجد بها «أدم» بجانب القصر، طالعته فقد كان جالس ارضًا يملك رأسه بين يده ويبدو أنه بعالم موازي!

فور سماعه لصوت باب الغرفة رفع رأسه ليطالع القادم، تعجب حين رأها هي؛ فكيف سيسمح لها «حازم» برؤيته؟!

اقتربت «جوليت» بنوع من الهدوء، فقد كانت تقدم قدم وتأخر الأخرى؛ وهذا لقلقها بشأن «حازم»، اليوم كان الشجار بينهم كبير، وبالفعل لا مجال لأخر.

تحدثت «جوليت» ناظرة له:
 -«ريم» اللي طلبت مني أجي اشوفك، قلقت عليك، مع أني شيفاك تستاهل.

تحدث «أدم» متجاهل ماقالت بالنهاية:
 -«ريم» كويسة؟

اجابته «جوليت» ساخرة:
 -يهمك؟ لو كان يهمك ليه مجيتش من أول تتقدملها وخليت قلبها يتعلق بيك وبعدها أصلي خايف؟ أنت شايف أن ده أسمه رجولة؟!

تحدث «أدم» بحزن يتملكه:
 -طبعًا تهمني، وكل اللي عملته ده علشانها.

عقدت «جوليت» حاجبيها لتتحدث في غضب مما يتفوه به:
 -«أدم» أنت بتكذب على نفسك وتصدق الكذبة؟!

تحدث «أدم» منفعل من اتهاماتها له:
 -«جوليت» أنا فعلًا عملت كل ده علشانها، وكنت هخسرها بسببك أنتِ.

اجابته بدهشة أكبر لا تستوعب مايتفوه به:
 -أنت بتقول أيه؟! أنا أيه علاقتي بموضوعكوا؟!

أخذ «أدم» نفس عميق ليطالعها من جديد متحدث:
 -أنا معملتش حاجة، بس شاركت «حازم» في اللي عمله، وأنا ظلمك وده بسكوتي، كان طبيعي يحصل ويتردلي في حد بحبه، وبما أني مليش غير «ريم» وصحابي، كان ممكن يتردلي فيها، وقتها اللي هيحصل الله أعلم هيضطر يخلينا نضحي بأيه، وقتها أنا عمري مكنت هسامح نفسي أبدًا أني خسرتها، وفي نفس الوقت كنت مستني حكايتك أنتي و«حازم» تخلص علشان نتجوز، كنت متأكد أنه هيتعلق بيكِ، وأن علاقتكوا هتتحسن.

بس مش عارف ده فعلًا حصل ولا لا، في نفس الوقت بفكر ممكن تحصل حاجة ل«ريم» لأن «حازم» أساس الظلم اللي حصلك، بس على الأقل مش هتعرض لضغط أنا مش قده من «حازم» وقتها، مش هيبقى موت وخراب ديار زي مبيقولوا، أنتي ممكن تكوني مفكرتيش في حاجة زي كده، وأكيد هي كمان مفكرتش، بس ده كل اللي بيشغل بالي والسبب في سكوتي.

عارف يمكن غلط يمكن كان لازم أبعد عن كل ده وأوجهك بس اللي حصل حصل، وكنت شريك في حاجة زي كده، دلوقت أقدر أطلب منك تسامحيني، ده طبعًا لو أنتي وافقتي، أنا واللهي ندمان ومستعد اعملك اللي تطلبيه مني لو هقدر عليه.

تطالعه «جوليت» مستمعة لما يقول، مندهشة بعض الشيء؛ وهذا لحديثه الغير مسبق لها، فهو لا يريد أن تتأذه حبيبته بسببه! حتى وإن كان هذا ببعده عنها!

تحدثت محاولة انهاء تلك الأجواء المتوترة:
 -ممكن اسامحك بس بشرط.

طالعها مترقب ليتحدث سائل:
 -شرط أي؟!

اكملت ونظراتها تترقب مايتخذ من رد صوب حديثها:
 -تحكيلي كل اللي حصل بين بابا وأبو «حازم»، وازاي ماتو.

يطالعها «أدم» وقد تملك القلق معالمه؛ فهو لم يتوقع أن تطلب شيء كهذا، مؤكد «حازم» لا يرغب بالتفوه به!

تحدث «أدم» في توتر ينتابه:
 -أنا معرفش يا «جوليت»، لو في حد هتسائليه يبقى «حازم».

حركت «جوليت» رأسها نافية:
  _أنت عارف يا «أدم»، وصدقني لو كنت بتخبي عليا مش هسامحك أبدًا.

طالعها «أدم» بضيق يتملك احشائه، ماذا يفعل وهو يريد الخروج من هذا الأمر، بل اخراج صديقه معه، فإن اخبرها بأمر مقتل اباها ووالد «حازم» كذلك ستعلم أن والدها لم يكن هذا البطل الذي ظنته طوال السنوات الماضية، بل منذ الطفولة، وهذا لم يكن يريده «حازم» أو عائلته أن يحدث.

حرك «أدم» رأسه مجيب وقد حسم أمره:
 -طيب هحكيلك يا «جوليت».

طالعته بتركيذ أكبر؛ فهاهي تشبع فضولها.

«بمنزل مازن».

يقف هو و«ليلي»، يرقصان على تلك الألحان الهادئة للموسيقى، لم ينتبه أي منهم للساعة، بل لم يطالعها كلاهم حتى، فقط كل مايريده الأخر هو التجلي بتلك اللحظات الحانية.

يتحركان بهدوء على تلك الأنغام، كان يحتضنها وكأنه ليس رقص كما يزعم!

تحدث بأنفاس لهيبية لقربها مستنشق هذا العطر الجنوني الذي تضعه:
 -«ليلى».

ابعدت رأسها قليلًا للنظر له متحدثة:
 -نعم؟

طالعها وصدره يعلو ويهبط؛ يريد اخبارها بشيء يقلقه، لا يدري أمن الصواب أن يخبرها الأن؟ في كلا الأحوال هو لا يستطيع الصمود أكثر.

أخذ نفس عميق ليتحدث بما يعذب قلبه:
 -«ليلى» تتجوزيني؟

توقفت اللحظات بل عقرب الساعة عند هذه الكلمة، توسعت حدقتاها ناظرة له ولاتصدق ماستمعت له أذنها، أهي بواقعها؟

حاولت كسر تلك الصدمة قبل أن تفقد صوابها لتتأكد مماسمعت:
 -اا أنت قولت أيه؟!

هداء «مازن» من روعه معيد ماقال:
 -قولت تتجوزيني؟

لا تدري لماذا صدمت هكذا، فماذا كانت تتوقع لنهاية هذا الحب الخفي؟ والذي لم يعترف به حتى الأن! فقط الأفعال هي من تظهر هذا.

تحدثت وضربات قلبها تتعالى:
 -اا «مازن» أنت بتتكلم بجد؟ يعني هتتجوزني ونعمل فرح و، ونعيش بقية حياتنا مع بعض؟

تبسم «مازن» لأفكارها وعدم تصديقها هذا، ليحرك رأسه دليل على صحة حديثها:
 -بالظبط ومستعد بكرا أجي اتقدملك.

واخيرًا ارتسمت البسمة فوق شفتاها، بل اصبحت تضحك غير مصدقة لما قال، أهو يعرض عليها أن يشاركها حياتها الأن!

تتنهد بعمق من السعادة التي غمرتها ضاحكة بخفوت يظهر سعادتها، احتضنته بقوة مما جعل بسمته تزداد في التوسع:
 -أنت بتسائل؟! أنا أكيد موافقة، أنا أصلًا كنت هموت لو مسمعتش الكلمة دي منك.

ضحك «مازن»؛ فالسعادة بداخله لقبولها وانتظارها جعل منه فراشة يمكنها أن تحلق!

«بقصر حازم»

بعد عودة «حازم» من منزل «شيماء»، كان عقله منشغل إلى حد كبير بهذا الحديث المهلك الذي دار بينه وبين «شيماء»، ولكن حين وقعت عيناه صوب غرفة «جوليت»، نسي كل شيء يفكر به!

هاهي «جوليت» خاصته كانت غاضبة منه في المرة الأخيرة، بل كاد يجعلها تقتله من كثرة حديثه المروع معها.

ذهب لغرفته بعد وقوف دام طويلًا لاحظته «فيروز» والتي ذهبت للإطمئنان عليه ولكنها لم تريد ازعاجه بعد رؤيته يحدق بغرفتها بتلك الطريقة.

تجلس «جوليت» بغرفتها، تضم قدماها لصدرها ولم تتوقف عن البكاء، فحين خرجت من غرفة «أدم» وذهبت لتطمئن «ريم» عليه، لم تستطع تمالك ذاتها من الأنهيار، ولهذا صعدت لغرفتها والقت بقوتها للجحيم.

كل ماكانت تعيشه بعد وفاته وتصورها عنه كان كذب! صورته الطيبة التي كانت ترسمها بخيالها له، وتعتقد أنها تليق به، لم تكن حقيقية.

فهو لا يفرق عن «حازم» و«عاصي» وغيرهم ممن يتاجرون بممنوعات وكان سبب موته شجار بينهم، قتل به والد «حازم»، وقتله «حازم» اقتصاصًا لوالده! ماهذا العالم بحق!

لم يتوقف عقلها عن التفكير، تعيد وتعيد كل كلمة من المذنب إذن؟ من الذي على حق؟ من الذي عليها أن تقتص هي منه؟!

كيف ستقتل هي «حازم» الأن وهو من خُدع؟ كيف ستقتص منه وهو الذي اقتص لوالده؟!

كل شيء هُدم، ماصبرت لأجله لم يكن سوى سوء فهم! إذن هي لم تستطيع الفرار من تلك اللعبة، وإن لم تقتله ستتسلم ل«عاصي» ببساطة قاتلة.

بدل «حازم» ثيابه بعد الإنتهاء من الأستحمام، تمدد فوق سريره بإرهاق قاتل، هو حتى لم يسائل عن «يونس» كعادته، وهذا لشعوره الشديد بالإرهاق.

غفى بعض الوقت ليستفيق بعدها على هذا الكابوس المروع، والذي يسقط به من أعلى الطائرة!

أخذ انفاس عميقة فور استيقاظه فجأة حين تأكد أنه مجرد كابوس.

تعالت انفاسه ليقف ذاهب إلى الخارج حين لم يجد «يونس» بجانبه.

ذهب لغرفة والدته طرق فوق باب الغرفة طرقات خافتة لا توقظ، لم تجيبه وهذا مادفعه لتفح باب الغرفة، ولكنه لم يجده كذلك!

فتحت عيناها ببطئ حين شعرت بهذا الضوء المبنعث من الخارج، لتتحدث متسائلة فور رؤيته:
 -حبيبي أنت كويس؟

حرك «حازم» رأسه مستعيد وعيه من نوبة التفكير التي تملكته:
 -«يونس» فين؟ هو منمش معايا وجيت ملقتهوش هنا!

حركت «فيروز» رأسها لتتحدث بنعاس وتثاوب:
 -هو قالي أنه هيروح ينام مع «جوليت».

طالعها بوغز أصاب قلبه فور سماعه اسمها، بل تملكته الغيرة كذلك؛ فلماذا يحتضنها هو؟!

ذهب لغرفتها وعقله يبعث مئة حديث وحديث يتزمر به لما يحدث حوله، متناسي كل شيء.

قام بفتح باب غرفتها دون طرق حتى، ولحسن حظه كانت نائمة؛ وإلا تجاجروا من جديد لطريقة دخوله غرفتها.

طالعهم وقد أخذ قلبه هذا المشهد، تنام وتأخذه داخل احضانها، وكأنهم بالفعل مترابطان ببعضهم!

ارتسمت بسمة هادئة فوق شفتاه، والحزن قد عم بقلبه متذكر ماقالت «شيماء».
Flash back..
تحدثت «شيماء» تحاول ارضائه:
 -هحكيلك كل حاجة عنها، ومين اللي خانتك معاه، بس كل اللي عيزاه هو أنك تتجوزني.

طالعها «حازم» ساخر مما قالت، فهل سيكرر خطاء أفسد حياته بأكملها؟!

تحدث وكأن الأمر لا يعنيه:
 -تبقي عبيطه يا «شيماء» لو فكرتي أني ممكن اوافق على اللي بتقوليه، اختك بالنسبالي انتهت، ولما أعرف مين اللي عمل كده وقتها هحاسبه، يعني مش مستعجل أبدًا يا وزة.

طالعته «شيماء» بقلق لرحيله؛ فهي لا تود خسارته التي لم تعوض تلك المرة.

تحدثت مسرعة تحاول اقناعه:
 -حتى لو قولتلك يا «حازم» أن «سمر» كانت بتخونك مع صاحبك؟

طالعها «حازم» بنوع من الأهتزاز الذي حدث بمشاعره دون اظهار ذلك، اقترب ليقف امامها متحدث في هدوء:
 -صاحبي مين؟!

تحدثت «شيماء» سائلة:
 -هقولك واللهي بس أنا بحبك، أنا عيزاك جانبي ومش عايزة اخسرك، شوف حل يرضيني وأنا أكيد هقولك.

أغمض عيناه متنهد بقلة صبر، فهو لم بعتاد مواساه أحد بتلك الطريقة، فمن يريد أخذ شيء منه يعطيه فور قوله أريد، ولا ينتظر مساومته هكذا!

تحدث «حازم» مجيب:
 -طيب،/ موافق بس مفيش فرح.

طالعته «شيماء» ببسمة ارتسمت فوق شفتاها بسعادة لاتصدق أنه قبل:
 -بجد يا «حازم»؟ يعني يعني أنت موافق؟

طالعها «حازم» بهدوء مبهم:
 -هاا هتقولي ولا أرجع في كلامي؟

تحدثت «شيماء» وبدا عليها التسرع:
  •بدل منت كده كده مش هتعمل فرح يبقى نكتب ورقتين وتعرف الكل أننا اتجوزنا، وهقولك كل حاجة دلوقت.

تبسم «حازم» بسمة هادئة، وكأن مايدور بعقله يجعله يضحك من نفسه:
 -طيب.

تبسمت «شيماء» أكثر ولظهور بسمته التي لا تعرف سببها الحقيقي.

ذهبت مسرعة تحضر ورقتان، لم يكون هناك شهود ولا أي شيء، فقد كان جواز عرفي!

وبالفعل كتب ماتريد ومايرضي زواجهم ليمضي كما فعلت، لم تتملكها السعادة في تلك اللحظات البسيطة.

أخذت ورقة كما أخذ لتطالعه ببسمة احتضنته بعدها وكأن السعادة لا تسعها:
 -أنا بجد مبسوطة أوي، أنا مش مصدقة أني بقيت مراتك.

ابعدها «حازم» عنه ليطالعها متحدث في غموض:
 -قولي اللي عندك.

حركت «شيماء» رأسها مجيبة:
 -«عاصي».

فور نطقها لأسمه عقد «حازم» حاجبيه، وكأن سيرته تكفي لقلب اجوائه:
 -ماله؟!

اوضحت «شيماء» بكلمات متقطعة:
 -ع «عاصي»، هو اللي خانتك معاه.

تبدلت نظراته من التعجب إلى الصدمة، بل اجتاحت عاصفة ثلجية قلبه!

التلك الدرجة كان صغير عندها لتذهب وتخونه مع صديقه؟! أو الذي كان هكذا قبل خلافاتهم.

تحدث «حازم» وقد تملكت الحمرة عيناه في غضب عارم:
 -«عاصي»؟!

حركت «شيماء» رأسها بحذر وهي تلاحظ تبدل نظراته بل وجهه كله.

أغمض عيناه متنهد؛ يحاول التهدئة من روعه على أمل أن تهداء.

فتحها من جديد ليمد لها يده بهدوء مبغت:
 -هاتيها.

عقدت «شيماء» حاجبيها متسائلة:
 -أيه دي؟!

اجابها «حازم» بنبرة باردة تملأها الغضب:
 -الورقة.

رفعت «شيماء» حاجبيها وقد باتت الدهشة تجثوا عيناها، ابتعدت عنه لتهم بالذهاب نحو الداخل حتى تخفيها، ولكنه أسرع بالإمساك بها وتكتيف يدها خلفها ليأخذ الورقة بالقوة رغم مقاومتها:
 -«حازم» أنت كده كذاب و ودي مش طريقة تتصرف بيها، أنت ادتني كلمة.

تحدث «حازم» ناظرلها وقد ارتسمت فوق ثغره بسمة ساخرة:
 -بلا ادتني كلمة بلا ادتني كلمتين، فكراني فعلًا هبقى مع العيلة الوسخة دي تاني؟! أبقي اتغطي كويس وأنتي نايمة بس.

أخذ الورقة وتركها ثم ذهب من المنزل أسفل غضبها وضيقها القاتم، والذي كادت تبكِ من شدته!

Back.

اقترب «حازم» ليجلس امامها فوق هذا الكرسي بجانب السرير، يطالعها وكأنه يؤنب ماتبقى من ضميره على مافعله صباحًا قبل رحيله.

اقرب يده ليلتمس خصلاتها، وكأن بعقله مايقلق بشأنه!

تذكر أمر «أدم» وهذا مادفعه للذهاب، بل الخروج من القصر بأكمله.

توقف عند اقتراب «فريد» منه والوقوف امامه متحدث:
 -«حازم» بيه.

طالعه «حازم» منتظر اكماله مايريد قوله.

تحدثت «فريد» برسمية معتادة:
 -وحضرتك مش هنا «جوليت» هانم خرجت من القصر، منعتها بس «فيروز» هانم أصرت إني اسيبها ومتدخلش، علشان كده سيبتها.

عقد «حازم» حاجبيه سائل:
 -خرجت راحت فين؟!

اجابه في رسمية:
 -معرفش يابيه، بس هي قالت أنها هتتمشى حوالين القصر، ده كل اللي قالته، هي مطلعتش من القصر لأنها كانت لابسة هدوم البيت.

مازال يطالعه «حازم» وقد تملكته الغيرة والغضب أكثر مما به، أمسك بتلابيب قميصه ليتحدث بغضب عارم كاد يرفع صوته أكثر :
 -وأنت شوفتها بهدوم البيت مش كده؟

تحدث «فريد» وقد تملكه القلق، فليس عليه اللوم:
 -هي اللي طلعت يا «حازم» بيه، وأكيد أنا مبصتش عليها بس لفت نظري أنها لبساها.

مازال يطالعه ليتركه في غضب مكمل طريقه نحو وجود «أدم»؛ فماذا سيقول وهو محق!

وصل لحيث يحتجزه، قام بفتح باب الغرفة ليطالعه «أدم» فور سماعه الباب يفتح.

طالعه «حازم» بملامح باردة، عكس مايسود بداخله من حزن لما أخبره بفعله.

نهض «أدم» ليتحدث:
 -برافو على اللي بتعمله، ونعم الصحاب.

ضحك «حازم» ساخر من حديثه ليتحدث بزات سخريته:
 -وهما الصحاب بردو بيبصوا لأخوات بعض، وبيمشوا معاهم كمان؟! طب هي عيلة ومش فاهمة، أنت أيه؟!

تحدث «أدم» منفعل لما يحتجزه بداخله من حديث لايريده أن يتفوهزبه:
 -قولتلك محصلش حاجة، مكالمات بس لأني فعلًا بحبها، أنا كنت خايف اقتدملها لترفضني فأكون خسرتكوا أنتوا الأتنين، وكنت خايف علشان «جوليت» يا «حازم»، كنت خايف ربنا يعاقبني أني سكت على اللي بتعمله في «ريم» وأنا مكنتش هستحمل تبقى معايا ويحصلها حاجة، وأنت كمان مكنتش هتسكت وكنت هتجيب اللوم عليا، لولا أني عارفك كويس لكنت اتقدمتلها من زمان.

حرك «حازم» رأسه ببرود:
  _أنت شايف أن الحوار ده هيدخل عليا؟ الكلام الحلو ده تاكل بيه عقلها مش عقلي، ده أنا حفظك صم يا جدع، بس علشان أنا هعمل بالعشرة مع أني كنت ناوي اقتلك هنا، بس هسيبك وأبقى عرفت يا «أدم» أنك بس فكرت تكلمها، صدقني مش هتردد أعمل كده.

تحدث «أدم» محاول التمسك بأي ذرة سماح به:
 -«حازم» واللهي بحبها، مستعد أعمل اللي تطلبه واتجوزها، بلاش تتصرف بالأنانية دي.

لكمه «حازم» بعنف لما يتحمله من مناقشة لايعتاد الخوض بها، صرخ بغضب لحديثه عن الحب من جديد:
 -غور من هنا قبل ماقتلك.

طالعه «أدم» بغضب كاد يجعله يهجم عليه بادئ شجار سينتهي بهزيمته مؤكد.

حرك رأسه في غضب عارم:
 -براحتك براحتك أوي يا «حازم» بس متلومش إلا نفسك أنت بقى.

تركه ورحل لكن الأخر لم يهدء، فهذا لم يكون سوى صفعة أخرى على وجهه!

مر اليوم بسواد لياليه، وصعد نجم ينير السماء.

بقسم الشرطة..

تحدث أحد العساكر الواقفين أمام باب مكتب «عز» عقب دخوله له:
 -«عز» بيه،«أمير» عايز يقابلك.

طالعه «عز» ليحرك رأسه مجيب:
 -قوله يدخل.

خرج العسكري سامح له بالدخول.

فور دخوله تحدث «عز» معتدل بجلسته:
 -تعالى أقعد.

جلس «أمير» فوق المقعد امامه ليتحدث بغضب يملأه:
 -أنا جاي أبلغ عن اللي أسمه «حازم» ده وعايز حالًا تفتحلي محضر.

تحدث «عز» مهدئه:
 -أهدى بس وقولي في أيه.

تحدث «أمير» وقد كان يستشيط غضبًا منذ ليلة أمس:
 -أنا منمتش من امبارح ومدخلتش بيتي علشان البلطجبة اللي حاطتهوملي قدام البيت.

عقد «عز» حاجبيه متسائل:
 -حاطتهوملك أنت؟ ده ليه؟!

اجابه «أمير» بذات انفاعله وغضبه:
-هيكون ليه غير أن علشان عارضته وكنت عايز أخلص «جوليت» من أيده، أنا عايز أرفع قضية عليه ودلوقت.

طالعه «عز» محاول تهدئته:
 -«أمير» أنت كده هتورط نفسك أنت، حكاية القضية دي شيلها من دماغك خالص صدقني مش هتكسب؛ لأن دول بيبقى عندهم بدل المحامي مية وأنت لوحدك، ده هيخليه يشيل منك أكثر ويحاول ينتقم وقتها هتدخل نفسك في متاهات، أسمع مني وبلاها قضية.

تحدث «أمير» منفعل:
 -أنت معايا ولا عليا؟

اجابه «عز» نافي لما يفكر به:
 -الحكابة مش معاك ولا عليك يا «أمير»، أنت مش قادر تفهم اللي عايز اوصلهولك المهم أسمع مني وبلاش قضية، هنفض الخلاف بهدوء.

نهض «أمير» ليتحدث نافي وقد تملكه الغضب من حديث «عز»:
 -وأنا مش موافق ولا هوافق على كده، اقولك فعلًا بلاش قضية أنا هاخد حقي بنفسي.

تركه وذهب وقد تملك «عز» الضيق؛ فهو لا يستطيع النظر للأمر بوضوح، فبجانب مركذ ومعارف «حازم» ذاته لا يقارن بشيء ليحاربه.

«بقصر حازم»

يجلس الجميع يتناول الفطور وكل منهم بعالم أخر، لم تمانع «جوليت» الجلوس متناولاه معهم برغم ماحدث ليلة أمس، وهذا مابدا لهم عجيب، مؤكد «ريم» المفقود عن هذه الطاولة الأن، وهذا بأمر من «حازم».

يطالع «حازم» من وقت لأخر، بل معظم الوقت نظراته صوب «جوليت» الشاحبة وهذا مايقلقه.

تطالعه هي كذلك ببعض النظرات الغامضة ولكنه يبعد نظراتها عنه فور أن تطالعه.

تلاحظ «فيروز» تلك الأجواء المتوترة بينهم، وكأن لكل منهم حديث يرغب بالبوح به!

تحدث «يونس» ببسمة وكأن الصغير يتذكر اوقاته السعيدة التي قضاها رفقة «جوليت»:
 -بابا «حازم»، تعرف أن «جوليت» لعبت معايا كتيير امبارح ونمت جانبها كمان؟

نظر «حازم» له ليتبسم بهدوء واضع يده فوق خصلاته بنعومة، طالع «جوليت» دون كلمة عكس عادته والتي نهضت متحدثة بوجه شاحب:
 -عن أذنكم.

ذهبت لغرفتها وهو لم يبعد نظراته عنها، نهض هو الأخر دون كلمة ليصعد خلفها!

طالعته «فيروز» لتعاود النظر امامها في قلق وتمني:
 -ربنا يهديك يا «حازم».

طرق «حازم» باب غرفتها يعقبه دخوله.

كانت ستهم بالرد ولكنه لم يترك لها فرصة، وهذا ماجعلها تنظر له دون كلمة.

أغلق «حازم» باب الغرفة كعادته حين يريد الحديث رفقتها.

اقترب ليقف امامها أسفل نظراتها الغامضة، والتي تعلن عن الكثير بقلبها تريد البوح به.

تحدث بعد وقت طويل من الهدوء، ومازال يطالع عيناها:
 -روحتي فين امبارح؟

ابعدت نظراتها عنه حين شعرت بتجمع الدموع داخلهم من جديد، محاولة كبحها حتى يرحل:
 -كنت بتكلم مع «أدم»، عرفت منه اللي سألتهولك ومرضتش تجاوبني عليه.

مازال يطالعها وقد كان في دهشة من صراحتها تلك المرة، سألها من جديد في توتر قد تملكه:
 -و وأيه اللي عرفتيه منه؟

طالعته «جوليت» لتتحدث بدموع تزداد بعيونها:
 -عرفت إللي حصل بينكوا وازاي مات، وازاي باباك مات كمان، وعرفت أنه مكنش الأمان ليا زي مكنت فاكرة، وأنه طلع زيكوا، بس الفرق أنه كان بيحبني، وأني الوحيدة اللي كنت فارقة معاه وبيخاف عليها.

مازال يطالعها، تتساقط الدموع من عيناها وتمحيها عن وجنتيها، وكأنها لم تعد ترغب بالبكاء امامه مهما كلف الأمر، عاودت النظر له متحدثة والدموع مازالت تتجمع بعيناها:
 -عرفت أني كنت وحيدة من أول ماتولدت برغم أنهم كانوا حواليا، وأني هموت وحيدة كمان للأسف الصورة اللي كانت في دماغي وأني بتمنى ربنا يجمعني بيه في الأخرى مش هتتحقق!

شعر بالغصة تجتاح قلبه من حديثها المؤلم والذي كاد يبكيه حقًا!

اكملت وهي تجفف الدموع بكلتا يدها:
  -أنا هرجع لعاصي النهارده، كان قايلي كده، متهيقلي كده عندي عذري مشوفكش تاني، و وانساك نهائيًا ومتضطرش تأنب ضميرك بأنك شوفت وشي، بس اللي مش هنساهولك فعلًا هو أنك تغلط فيا بالطريقة اللي غلط بيها امبارح، لأني معملتش أي حاجة وحشة تخليك تقول عليا اللي قولته.

يطالعها صومت؛ فهو قد عجز عن التحدث أمام دموعها، فياله من عذاب حينما يتعلق قلبك من جديد دون ارادة منك، بل تتعلق جميعك وأنت لا تريد هذا.

أبعد «حازم» نظراته عنها؛ فمهما بلغه الأمر ومهما تألمت مشاعره لا يود أن بخضع لدموعها التي تنهكه:
 -عندك مانع لو روحنا مكان هادي نتكلم بالليل؟

طالعته «جوليت» وبداخلها عجبة لسؤاله؛ فلماذا لا يتحدثوا هنا، وبماذا سيتحدثوا بالأساس؟!

أكمل ناظر لها:
  -لو معندكيش مانع اعملي حسابك على الخروج بالليل معايا.

تركها وذهب من الغرفة، انشغل عقلها بما قال وبشأن خروجهم الذي لا تعلم سببه!

تجلس «ريم» بالغرفة، الطعام بجانبها وتضم قدماها فقط بدموع تختلقها عيناها.

تحدثت «فيروز» والضيق يتملكها:
 -«ريم» ممكن تاكلي بقى؟ أنتِ فاكرة أنك كده بتعاقبينا؟!

تحدثت «ريم» صارخة بها:
-مش واكلة ومش عايزة حاجة منكوا ممكن تسيبوني في حالي بقى؟

طالعتها «فيروز» والضيق يتملكها منها، برغم الحزن عليها؛ فمن يفترض أن يغضب من من؟!

حركت «فيروز» رأسها بقلة حيلة وحزن:
 -طيب يا «ريم»، زي منتي عايزة.

تركتها وخرجت من الغرفة، طالعت «حازم» الذي يسير بأتجاه باب القصر، توقف حين رأها ليذهب لها:
 -كلت؟

حركت «فيروز» رأسها نافية بحزن:
 -لا  أنا مش عارفة مين اللي المفروض يضايق من مين.

طالعها بتفكير ليدخل إلى غرفة «ريم».

طالعته فقد كانت تظنه «فيروز»، ولكن حين رأته نهضت.

طالعها «حازم» بنظرات باردة تظهر غضبه منها:
 -لو الأكل متاكلش مفيش مرواح كلية تاني نهائي، مش الفترة دي بس.

تطالعه «ريم» والدموع تنهمر من عيناها، ابعدت نظراتها عنه صامتة، ليقترب مما جعلها تبتعد رغمًا عنها.

أمسك ذقنها ليرفعه حتى تنظرله متحدث:
 -«أدم» صفحة واتقفلت، هتفتحيها تاني هتزعلي، والثقة اللي كانت عامية دي مش هتتكرر تاني، ببساطة لو خرجتي بس للجنينة هبعت وراكِ حراس، وغلطة كمان يا «ريم» وهتحصلي أبوكِ، وقسمًا بالله مهسامحك على غلطة كمان.

تطالعه «ريم» بدموع تنهمر أكثر فأكثر؛ فشعورها أن قصتها رفقة «أدم» قد انتهت، تجعل الخوف يزداد بروحها.

تركها وخرج من الغرفة، عادت لنوبة بكائها التي لم تتوقف منذ البارحة.

«بمنزل أدم».

يجلس «أدم» غير عادته، لم يذهب للعمل ولم يتناول فطوره حتى، يجلس فقط دون فعل شيء.

طرق احدهم باب منزله، تجاهل الأمر في البداية ولكن مع استمراره نهض ذاهبًا ليفتح باب المنزل.

تحدث «مازن» فور رؤيته:
 -أيه يا عم الموكتئب، مش عايز تفتحلنا الباب ليه؟

تركه «أدم» ودخل للجلوس كما كان.

أغلق «مازن» باب المنزل ليقترب جالس فوق المقعد امامه متحدث:
 -طب والله كويس أنك واقف يعني، كنت متخيل أني هقابلك على عجل!

تحدث «أدم» بضيق يتملكه، عكس عادته:
 -«مازن» أنا مش فايقلك.

لاحظ «مازن» جدية الموقف والذي لم يعتاد على تصرف «أدم» بتلك الطريقة:
 -طب متضايقش بهزر معاك، أنت عارف يا «أدم» أن «حازم» وقت ميضايق من حد بيقول اللي في قلبه، يعني لما الحوار يهدى ملناش غير بعض وأكيد هيسامحك.

تحدث «أدم» منفعل:
 -مش عايز مسامحته يا عم، مش عايزه يسامحني ولا يتنيل يتكلم معايا تاني، ده بني أدم قليل الأصل وأنا مش عايز اعرفه.

رفع «مازن» حاجبيه في دهشة مما قال متحدث:
 -عيب عليك تقول كده على «حازم» اللي عمره مقل بأصله معانا، أنت اللي غلطان يا «أدم»، عيب عليك أنت اللي عملته مع أخته أنا مكنتش ناوي أفتح الحوار معاك بس أنت اللي بديت.

تحدث «أدم» ولا يطالعه:
 -طيب أنا اللي غلطان وأنا اللي قليل الأصل سيبوني في حالي ومش عايز أسمع كلمة من حد.

طالعه «مازن» متردد لإخباره عن أمر «ليلى»، فهو يرى أن حالته وبشأن «ريم» لا يجب عليه اخباره، ولكن بذات الوقت يقول أنه أخ له وعليه أني علم أول شخص:
 -طب بقولك أيه، في خبر حلو ومش عارف اقوله ولا لا.

طالعه «أدم» بنظرات فاقدة لكل شيء:
 -خير؟

تحدث «مازن» متبسم:
 -لا هو خير بإذن الله، هروح اتقدم ل«ليلى».

تبدلت نظرات «أدم» له ليتحدث في دهشة:
 -تتقدملها؟! «ليلى»!

عقد «مازن» حاجبيه بخفة متحدث:
 -مالها «ليلى»؟!

ضحك «أدم» ساخر من حديثه بل من سؤاله كذلك:
 -لا وبتسائل كمان، مالها أيه ده كفاية لبسها، ده أنت لو قاصد يا أخي يتقال عليك مش راجل أنك تبص لواحدة زي دي مش هتعمل كده.

تبدلت ملامح «مازن» من العجبة للغضب من حديث «أدم»، تحدث «مازن» محذر له والغضب يجتاحه:
 -«ليلى» غيرت طريقة لبسها من أول مرة لفت انتباها فيها وبس علشان متبقاش في عيني زي مبتقول أنت، ولأني بحبها وهي بتحبني فعمرها مهترفضلي طلب حتى لو قولتلها تلبس الحجاب، بس علشان متحسش أني ابتديت اتحكم فيها مقولتلهاش كله مرة واحدة.

وأنا غلطان أني جيت قولتلك، وغلطان أكتر أني جيتلك، بس أنا افكرتك هتفرحلي لأنك صاحبي واخويا اللي اتربينا مع بعض، أنا فعلًا مضايق من نفسي أني جيتلك.

نهض ذاهبًا من المنزل.

طالع «أدم» أثر ذهابه ناظر لباب المنزل، أخذ انفاس عميقة يحاول بها التهدئة من غضبه الذي كاد يهلك كل شيء به.

«بمنزل مراد».

طرقت «ليلى» باب غرفة «مراد» ليتحدث مجيب:
 -أدخلي.

قامت «ليلى» بالدخول لتضع امامه كوب الشاي بيدها متحدثة ببسة هادئة:
 -أنا اللي عملاهالك.

طالع «مراد» الكوب ثم طالعها ليتحدث متعجب:
 -أنتِ اللي عملتيها؟! ده بمناسبة أيه بقى؟

تبسمت «ليلى» متحدثه عقب جلوسها بالمقعد امامه:
 -يعني محبة مش بنتك بردو؟

رفع «مراد» حاجبيه والدهشة تحتله من حديثها؛ فتلك ليست عادتها.

جلست «ليلى» بالمقعد امامه لتتحدث ناظرة له:
 -عايزة اسائلك سؤال.

حرك «مراد» رأسه مستمع لها:
 -سؤال أيه؟

تحدثت «ليلى» بنوع من الحذر لما ستقول:
 -لو جالي عريس توافق؟

تبدلت نظراته لها، فحديثها بهذا الأمر يعني شيء ما بعقلها:
 -عريس؟! مين يا «ليلى»؟

تحدثت «ليلى» ببسمة وقلب تتسارع ضقاته؛ فحين تفكر بأنها ستصبح زوجة «مازن» تكاد تفقد صوابها:
 -«مازن» «مازن» محمود الجوهري، صاحب «حازم».

تبدلت نظرات «مراد» بل ملامحه بأكملها؛ فهذا أخر شيء يمكنه التفكير به.

«بشركة عاصي»

قدم «حازم» على الدخول إلى مكتب «عاصي» دون طرق الباب حتى، وهذا ماجع السكرتيرة تتحدث في قلق لما سيحدث من «عاصي»:
 -«حازم» بيه لحظة بس ابلغه أنك موجود.

لم ينصت لها ليدخل إلى المكتب أسفل انظار الجميع ومن بينهم «رعد».

طالعه «عاصي» في عجبة من دخوله بتلك الطريقة متحدث:
 -أنت أزاي تدخل من غير استأذان؟!

دفع «حازم» المكتب امامه ممسك بتلابيب قميصه ليتحدث بصراخ غير مبالي أين هم ومن يكونوا، فكل مايرى الأن هو أنه عشيقها لزوجته الراحلة:
 -أنا كنت عارف أنك وسخ، بس مش للدرجة دي، مش لدرجة أنك تحط أيدي في أيدك علشان تمشي شغلك وتطلع في الأخر عشيقها.

طالعه «عاصي»  وقد تملكت الصدمة كل أنش به؛ فهذا السر لم يتوقع أن يُكشف الأن، بل وبعد موتها بتلك المدة!

يتبع..

Continue Reading

You'll Also Like

3.4M 224K 30
هذه المره سأكون بطلة نفسي سأنقذ نفسي من هذا الواقع فإني لا اؤمن بفارس الأحلام
5.7K 767 66
قبل ان تقرأ اريدك ان تبتسم الآن انيق حتي بأبتسامتك ♡
4.2M 116K 59
قصة رومانسية بقلمي ملك إبراهيم
2.1K 154 75
تعالوا نتدبر معاً .. 🌸 تفسير جزء تبارك وأسباب النزول وشرح معانيه واستخراج لطائف قرآنية منه🌸 اللهم اجعل القرآن حجة لنا لا علينا وعلمنا اياه وانفعنا...