LUCIANA

By minutes_of_happiness

154K 4.9K 262

لوسيانا طالبة طب أكملت سنتها السادسة، موطنها اليونان، من حسن حظها أنه تم قبولها في جامعة الطب الإيطالية بمنحة... More

مقدمة
لوسيانا و لوكا
الفصل الأول: لوسيانا مرحبا بك في إيطاليا.
الفصل الثاني:أنا آسفة
الفصل الثالث: كيليان فاليريو
الفصل الرابع:بدأ الحظ يبتسم لي
الفصل الخامس: لوكا أنت الأفضل
الفصل السادس: إيزابيلا.
كيليان و إيزابيلا فاليريو
الفصل السابع: تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .
الفصل الثامن: اكتف بالعمل، ودع الآخرين يتكلمون.
الفصل التاسع: الإستسلام أم الجراحة.
الفصل العاشر: ميلان
الفصل الحادي عشر :إنتقام.
الفصل الثاني عشر: عنادك سيقتلك
الفصل الثالث عشر: ماركو و لورينزو
الفصل الرابع عشر: نهاية إمتحانات الفصل الأول.
الفصل الخامس عشر: شوكولاطة القرفة.
الفصل السادس عشر: أنا إبنة مارين.
الفصل السابع عشر: سنتجاوز كل شيء.
الفصل الثامن عشر: المد و الجزر.
الفصل التاسع عشر: لأنني السبب.
الفصل عشرون: إبقى معي
الفصل الواحد و العشرون: خطوبة.
الفصل الثالث و العشرون: رحلة سعيدة.
الفصل الرابع و العشرون: قبرص.
الفصل الخامس و العشرون: لوسيانا أم ماركو؟!
الفصل السادس و العشرون: نزيلة في قصر فاليريو.
الفصل السابع و العشرون: تسريحة شعر جديدة.
الفصل الثامن و العشرون: بداية النهاية.
الفصل الأخير: أعاهدك. (النهاية)
فصل جانبي: ثم بعد.
إعلان عن روايتي القادمة.

الفصل الثاني و العشرون: موعد على السابعة.

3.4K 136 7
By minutes_of_happiness

جلس كيليان على الأريكة محتضنًا لوسيانا بقوة، محاولًا تهدئتها من محاولات مقاومتها المتكررة. كانت ترفض أن تترك له المجال لشرح موقفه، وزاد ذلك من عناده، فأصر على أن يبقيها بين ذراعيه حتى هدأت أخيرًا واستسلمت.

همس بصوت خافت: "أنتِ تسيئين الفهم..."

لكن رنين الهاتف قطع حديثه فجأة. أخرج كيليان هاتفه وأجاب على الفور حين رأى اسم المتصل. كان لوثر على الطرف الآخر.

صوت لوثر جاء متوترًا: "رجل الملعقة قد تمكن من الفرار، لقد فقدناه، وتم الهجوم على المعمل."

تجمدت ملامح كيليان لوهلة، ثم قال بحزم: "أنا قادم."

رفع لوسيانا بلطف من حضنه، وجلسها بجانبه على الأريكة. انحنى نحوها وقبّل جبينها برقة قبل أن يقول بصوت هادئ: "يجب أن أذهب الآن."

وقف باستقامة، كما لو أن ما حدث للتو لم يكن له أثر. نظر إليها منتظرًا رد فعلها، لكنها أجابته ببرود، وكأن الأمر لم يعد يعنيها: "أنا لا أهتم. لم أطلبك لتكون هنا من الأساس، فذهابك لا يهمني. ولا تعد مرة أخرى."

نهضت من مكانها بخطى بطيئة متجهة نحو غرفتها، وأردفت بنبرة مملة: "أحكم إغلاق الباب من بعدك."

دخلت غرفتها وأغلقت الباب بقوة. وبعد لحظات، سمعت صوت إغلاق باب المنزل بهدوء، مما أكد لها أن كيليان قد غادر.

جلست لوسيانا على سريرها، تمتمت لنفسها بمرارة: "إنه يستغبيني ويعاملني وكأنني حمقاء. سأريك."

ثم استلقت على سريرها، محاولة إخماد أفكارها المضطربة. ولم يمضِ وقت طويل حتى غطت في نوم عميق، تاركة وراءها كل مشاعر الغضب والارتباك لتسبح في عالم الأحلام.

~وجهة نظر كيليان~

كيليان قاد سيارته نحو المعمل، محاولًا تهدئة الصراع الداخلي الذي ينهش صدره. قلبه وعقله يتصارعان بشراسة، إذ يتساءل هل عليه أن يبتعد عن لوسيانا نهائيًا، أم يتمسك بها ويحميها بحياته؟ شعور بالأنانية يجتاحه، وضميره يؤنبه بلا رحمة. كانت أفكاره متشعبة، وكلها تدور حولها، حتى تلاشت عند وصوله إلى المعمل الذي كان مسرحًا للمداهمة.

عندما وصل، واجه مشهدًا كارثيًا. الحطام والزجاج المتناثر في كل مكان، والدماء التي لطخت الأرض، جعلت المكان يبدو كجحيم على الأرض. كيف حدث هذا؟ كيف لم يروا الكمين قادمًا؟ إنه واقع حرب الشوارع، حيث لا توجد قواعد، والنتائج دائمًا أسوأ مما هو متوقع، والرائحة الكريهة للموت تغمر المكان.

بصوت صارم، سأل: "ما هي الخسائر؟"

أجاب لوثر بجدية: "أربعة جرحى في حالة حرجة، تم نقلهم إلى القصر. السيدة جوليا تشرف على العمليات الجراحية. لقد فقدنا الحارسين عند البوابة الأمامية. الدعم وصل، لكنه للأسف كان متأخرًا قليلًا. أما الخسائر المادية، فسنهجر المعمل لضمان عدم تسرب أي معلومات."

توقف كيليان للحظة، ثم قال: "أولًا سنتجه نحو القصر لمعالجة المصابين، ومن ثم سنزور مخبأهم الثانوي الليلة. اتصل بكاينو واطلب موقعهم الحالي. أريد رجل الملعقة شخصيًا."

لوثر أمر الرجال بالتأهب، وعندما خرجت عدة سيارات من المعمل، اتجهت كل واحدة منها إلى وجهة مختلفة لتشتيت أنظار العدو.

عندما وصل كيليان إلى القصر، بدأ بمساعدة جوليا في إنقاذ المصابين، لكن اثنين منهم فقدوا حياتهم. الحزن كان يخيم على الجميع، فالعصابة كانت كل ما يملكون، وكان ولاؤهم لها بلا حدود لأنها منحتهم الحياة الكريمة. لم يكنوا مجرد أرقام، بل عائلة.

بعد إعلان الوفاة، تلقى كيليان اتصالًا من الرئيس يأمره بإقامة جنازة تليق بهما. مرر كيليان الأوامر وتم ترتيب الجنازة بالفعل، حيث ستمثل جوليا والدها.

كيليان بدأ يستعد مع بعض الرجال للرد على الهجوم، عندما دخلت جوليا تطلب الانضمام للانتقام لرجالها. لكن كيليان رفض بشدة.

قال بحدة: "لن تنضمي ما دمت أنا المسؤول عن هذه العملية. عودي واهتمي بالأمور المتعلقة بالجنازة والمصابين."

ردت جوليا بغضب: "هل تحتقرني لأنني امرأة؟ سأذهب وأنتقم لرجالي. أنا وريثة أبي، لا تنسى ذلك."

أمسك كيليان ذراعها وألقاها خارج المكتب، قائلاً ببرود: "لا يهمني من تكونين، لن تتدخلي في عملي. ابحثي عن تسلية أخرى."

أغلق الباب بالمفتاح، تاركًا جوليا تهدد من الخارج: "ستندم على ذلك، كيليان." ثم ابتعدت عن الباب.

بعد ساعات من التخطيط، وجد لوكا موقع رجل الملعقة. ارتدوا جميعهم سترات مضادة للرصاص، لكن كيليان اكتفى بسترة واحدة وتوجه نحو المكان المستهدف. بدأت الاشتباكات، وتمكنوا من القضاء على الجميع باستثناء رجل الملعقة، الذي حاصروه بأوامر من كيليان.

اقترب منه كيليان وقال ببرود: "تبدو كأرنب محاصر. هذه لأنك تجرأت وجئت حيث لا يجب." وأطلق رصاصة على فخذه الأيمن، ثم أطلق أخرى على فخذه الأيسر مضيفًا: "وهذه ليفهم مرؤوسوك أنهم بين يدي."

ثم اقترب أكثر ولكمه على وجهه، فامتلأ فمه بالدماء، وأنهى كيليان حديثه قائلاً: "قل للورينزو أن وقته قد أوشك على الانتهاء." ولكمه مجددًا، ليسقط رجل الملعقة مغشيًا عليه.

أمر كيليان: "خذوه إلى مخبأهم الثانوي وارموه هناك."

تم تنفيذ الأوامر وعاد الرجال إلى مقر العصابة الثاني. لم تكن هناك خسائر بشرية أخرى، باستثناء إصابة أحد الرجال إصابة طفيفة تم علاجها على الفور.

حل الصباح، وذهب كيليان وجوليا إلى المقبرة لحضور الجنازة. كان الحزن والتعب مرسومين على وجهيهما، ورغم ذلك، ارتديا ملابسهما السوداء الكلاسيكية واستعدا ليوم جديد.

في طريقهما إلى العمل، اعترضهما سيلفا، الفضولي كعادته.

قال بابتسامة مزعجة: "صباح الخير، لا تبدوان بحالة جيدة... هيا، سأشتري لكما القهوة."

وبينما كانوا يسيرون نحو الكافتيريا، بدأ استجوابه: "هل كنتما في جنازة؟ ترتديان ملابس حزينة."



ردّت جوليا بهدوء على سيلفا: "نعم، لقد كان أحد أقاربي."

جلس الثلاثة على إحدى الطاولات في الكافتيريا، وعندما استقروا في مقاعدهم، وقعت عينا كيليان على لوسيانا. كانت تقف عند المنضدة، تتجادل مع العاملة التي رفضت بيعها القهوة، غير مدركة أن كيليان كان قد دفع مسبقًا ثمن عصير التفاح ليمنعها من شرب القهوة. في النهاية، استسلمت لوسيانا وأخذت العصير على مضض، وعندما استدارت لتغادر، التقت نظراتها بابتسامة كيليان، تلك الابتسامة الواثقة التي تثير غضبها.

لكن ما أغفله كيليان هو أن جوليا كانت قد وضعت ذراعها حوله، مستندة برأسها على كتفه، تطلب منه البقاء قليلًا. حاول التملص منها، مدركًا لتغير مزاج لوسيانا، لكنها أحكمت قبضتها عليه، وكأنها تعمدت ذلك.

تجاهلت لوسيانا المشهد بصعوبة واتجهت نحو طاولة أخرى، حيث كانت ناستيا تجلس مع بعض الزملاء. ألقت عليهم التحية، وقدمت عصير التفاح لناستيا كهديّة بسيطة. ثم ودّعتهم وتوجهت بسرعة نحو قاعات الدروس، عازمة على تجاهل كيليان تمامًا.

~من وجهة نظر لوسيانا~

خرجت لوسيانا من الكافتيريا محاولة التظاهر بالهدوء، لكن بداخلها كانت تغلي من الغضب. اتجهت نحو آلة صنع القهوة السريعة للحصول على جرعة الكافيين التي تحتاجها.

مرّ الوقت دون أن يقترب كيليان منها، وكانت هي الأخرى مصممة على عدم التحدث إليه، رغم أنه كان أحد الأطباء الأعلى منها. وعلى الرغم من الليالي الطويلة التي قضتها بجانبه في المناوبات، إلا أن لقاءاتهما كانت مختصرة ورسميّة إلى حد كبير.

في أحد الأيام، وبينما كانت تتجه نحو المصعد، وجدت نفسها فجأة وحيدة مع كيليان داخله. أُغلقت الأبواب بسرعة، فاستدار نحوها وسألها بنبرة هادئة، "ماذا تسمعين؟"

كانت لوسيانا ترتدي سماعاتها اللاسلكية (Bluetooth)، فقامت برفع صوت الموسيقى لتتجاهله. لكنه بجرأة أخذ السماعة من أذنها ووضعها في أذنه، متجاهلًا محاولاتها لاستعادتها.

قال بابتسامة مستفزة: "لديك ذوق جميل في الموسيقى، لكنه رومانسي جدًا."

احمرّت وجنتا لوسيانا، واقتربت منه محاولة استعادة سماعتها، قائلة بنبرة غاضبة: "أعدها لي، هذا لا يخصك."

قبل أن تكمل جملتها، فاجأها كيليان بوضع ذراعه خلف ظهرها، ساحبًا إياها نحوه حتى التصقت به. كانت عيناه تحدقان في عينيها ببطء، وكأنهما يكشفان كل ما تخفيه. حاولت لوسيانا دفعه بكل قوتها، تضربه بقبضتيها، لكن قوته غلبتها. رغم ذلك، لم تفارق الابتسامة وجهه.

صرخت لوسيانا: "أتركني، ابتعد، سيفتح الباب قريبًا... قلت لك، أتركني!"

وعندما فُتح باب المصعد أخيرًا، أطلق كيليان سراحها، فاندفعت خارجة بسرعة، غير مدركة أنها تركت إحدى سماعاتها معه.

بينما كانت تسير مبتعدة، رن هاتفها وكان ناستيا على الطرف الآخر.

"لوسيانا، صباح الخير! كيف حالك اليوم؟ هل أنت قادمة إلى المستشفى؟" سألتها ناستيا بمرح.

"نعم، بالتأكيد، أنا بالفعل هنا."

ضحكت ناستيا وأجابت: "بعد سكرك البارحة من كأس واحد، ظننت أنك لن تأتي. لقد كنتِ لطيفة جدًا، لم أعهدك بهذا المزاج."

ردت لوسيانا بخجل: "يا إلهي، لم أكن أعلم أن تحملي ضعيف للكحول. أنا حقًا محرجة، أريد أن أموت. لقد جعلت من نفسي أضحوكة."

"لا، لوسيانا، كنتِ لطيفة جدًا ولم تكوني بذلك السكر، فقط قليلاً. في الحقيقة، أردت أن أسألكِ شيئًا... هل ترغبين في الذهاب في موعد؟ إنه أدريان، لقد أعجب بك ويريد أن تذهبي معه في موعد وطلب رقمك، لكني لم أعطه. أردت أن أستشيرك قبل ذلك."

إندهشت لوسيانا، لم تدري ما تفعل. لم تذهب في موعد من قبل، لكنها كانت ترغب في ذلك. أرادت أن تعيش كمثل صديقاتها، أن تجرب أشياء جديدة وتقع في الحب.

"أه... أنا... أنا لا أدري. لم أذهب في موعد من قبل."

شجعتها ناستيا: "إذًا جربي هذه المرة. لا تقلقي، سيكون في مطعم على العشاء، ستتحدثان وتقرران إن كنتما متوافقين، ومن ثم ستقررين إن كنت تريدين موعدًا آخر."

شعرت لوسيانا بالحماس والقلق في آن واحد، ثم وافقت أخيرًا: "حسنًا، أنا موافقة."

"جيد! اليوم على العشاء. سأرسل لك الموقع بعد قليل. إلى اللقاء!"

بعد إنهاء المكالمة، بدأت لوسيانا تفكر فيما سترتديه وكيف ستسرح شعرها. كانت متحمسة وتخشى في الوقت ذاته. لكن سرعان ما نبهت نفسها: "حسنًا، لوسيانا، أتركي التفكير في الموعد وعودي إلى الواقع. اقتربت نهاية الفصل." وبهذه الكلمات، توجهت نحو العيادة النفسية.

بعد انتهاء يومها، عادت لوسيانا إلى المنزل لتستعد لموعد الليلة. أخذت دشًا سريعًا، ثم قررت ترك شعرها منسدلًا بشكل مموّج، مثبتة خصلة من الأمام بمشبك جميل يظهر جانبًا من وجهها. توجهت بعد ذلك نحو خزانتها، تفكر فيما سترتدي. لم يتبقَ الكثير من الوقت، فاللقاء كان محددًا عند الساعة السابعة.

قررت في النهاية ارتداء فستان أسود جذاب، مفتوح الظهر، ليبرز أناقتها ويمنحها الثقة التي تحتاجها في أول موعد لها.


وضعت لوسيانا لمسات خفيفة من المكياج، تزينت بهدوء يعكس أناقتها الطبيعية. اختارت قلادة ذهبية رقيقة على شكل وردة تتدلى بنعومة على عنقها، وأقراط طويلة تضفي لمسة من الرقي، وخواتم بسيطة تزين أصابعها برقة. شعرت بارتياح نسبي عندما نظرت إلى نفسها في المرآة، وكأنها مستعدة لمواجهة هذا العالم الجديد.

غادرت المنزل متوجهة نحو المطعم، مشاعرها مزيج من الترقب والخوف. عندما وصلت، كانت الساعة قد تجاوزت السابعة بعشر دقائق. شعرت بقليل من الارتباك لتأخرها الطفيف، لكنها سرعان ما تلاشى هذا الشعور عندما رأت أدريان. كان يقف هناك، بانتظارها، يرتدي ملابس يومية كلاسيكية أنيقة، تجمع بين البساطة والجاذبية. ألقى عليها نظرة دافئة، مبتسمًا بحرارة، وكأنه أراد أن يطمئنها بأن كل شيء سيكون على ما يرام.

ترددت لوسيانا قليلاً قبل أن تقول: "أنا آسفة على التأخير، هل انتظرت طويلاً؟"

نهض أدريان من مقعده، محدقاً بجمالها المتألق في ضوء المطعم الخافت. كانت تشع جاذبية لم يستطع تجاهلها، فأجاب بابتسامة هادئة: "لم أنتظر طويلاً، وبكل صراحة، يستحق انتظارك كل دقيقة. أهلاً، أنا أدريان، تشرفت بلقائك."

ابتسمت لوسيانا بخجل، ثم قالت: "شكراً على المجاملة، وأنا لوسيانا."

أشار أدريان نحو الكرسي بلطف: "تفضلي بالجلوس، أرجوك."

بدأت المحادثة بينهم بجمل مجاملة بسيطة من أدريان، فيما كانت لوسيانا تقاوم خجلها بشجاعة. تبادلوا أطراف الحديث بحذر، مستكشفين بعضهما البعض بحذر واهتمام. كل شيء بدا يسير بسلاسة، حتى قاطعها ظهور رجل طويل القامة، بملامح صارمة وعضلات متشنجة.

قال الرجل بصوت منخفض ومرعب: "قفي حالاً."

تجمدت لوسيانا في مكانها، ثم ردت بحدة: "ماذا تظن نفسك فاعلاً، دكتور؟"

كان الرجل كيليان، وقد استمع إلى محادثتها مع ناستيا في وقت سابق. بسبب الغضب الذي كان يشتعل في عينيه المحتقنتين، بدت كل عضلة في جسده مشدودة، وكل عرق في رقبته يوشك على الانفجار، رغم محاولته الحفاظ على هدوئه.

كرر بلهجة أكثر حدة: "لوسيانا، لا تجبريني على تكرار كلامي. قفي حالاً."

تدخل أدريان، وهو يشعر بالقلق: "هل تعرفينه؟ إذا كنتِ ترغبين في البقاء، فقط قولي لي. وأنت، لا يمكنك إجبارها، ابتعد حالاً."

لكن لوسيانا لاحظت الظلام الذي طغى على ملامح كيليان، فأمسكت بذراعه محاولة إيقافه من التهجم على أدريان.

قالت له بصوت هادئ: "لا تفعل، نحن في مكان عام. اذهب، لا أريد الذهاب معه."

لكن كيليان لم يستمع. بدأ يجمع أغراضها بغضب، وأخذ حقيبتها، ثم وضع جاكيته على كتفيها وسحبها بقوة نحو الخارج.

حاولت لوسيانا مقاومته، تضرب ذراعه وتصرخ بصوت منخفض: "أتركني، أيها الأحمق! ماذا تفعل؟! ابتعد عني!"

عند باب المطعم، طلب كيليان من البواب إحضار سيارته، ثم التفت نحو لوسيانا وقال: "لوسيانا، اصمتي."

بدأت لوسيانا تبكي بشهقة، صرخاتها مليئة بالألم والمرارة: "أنا لست ملكاً لك! لست أداة تلعب بها وعندما تمل ترميها، ثم تعود حينما تتذكرها. أتركني حالاً!"

فتح كيليان باب السيارة، ودفعها إلى الداخل عنوة، وضع حزام الأمان حولها بغضب، ثم انتقل إلى مقعد السائق وانطلق بسرعة متهورة.

بقيت لوسيانا تبكي مثل طفل مجروح، تصرخ: "أنا أكرهك، كيليان! أكرهك جداً! أنت أحمق، وغبي، و وغد! أنا أكرههك!"

سألها كيليان ببرود: "لوسيانا، هل أنت في حالة سكر؟ هل شربتِ الكحول؟"

ركلت لوسيانا درج السيارة بغيظ، ثم فتحته لتبحث عن مناديل، لكنها وجدت زجاجة كحول صغيرة بدلاً من ذلك. أخذتها وفتحتها، بدأت ترتشف منها.

صاح كيليان غاضباً: "ماذا تفعلين؟ أتركيها حالاً!"

انتزع الزجاجة من يدها ورماها من النافذة. بدأت آثار الكحول تظهر على لوسيانا، فنزعت حزام الأمان واستدارت نحو كيليان، شدت شعره وهي تصرخ: "لقد دمرت موعدي! كان أول موعد لي في حياتي!"

أبعد كيليان يدها عن شعره قائلاً بحدة: "اعتدلي في جلوسك وضعي حزامك حالاً، لوسيانا. لا تختبري صبري أكثر."

صرخت لوسيانا بنبرة مليئة بالغضب: "من تظن نفسك؟ من سمح لك بالتدخل في حياتي؟ لقد دمرت موعدي! تزينت ولبست هذا الفستان الجميل، وسرحت شعري... وأنت، أيها المخطوب، تريد أن تفسد حياتي! هذا هو هدفك، أليس كذلك؟"

أجابها كيليان بغضب مكتوم: "أجل، لقد رأيتك ترتدين فستانك الغبي الذي لا يغطي أي شيء ،كل بشرتك ظاهرة. ماذا كان هدفك؟ أريد أن أعرف."

بدأت لوسيانا تضحك بسخرية، ثم قالت: "هذا لا يخصك، وإذا كان هدفي قضاء ليلة عابرة، ألا تفهم؟"

فجأة، ركن كيليان السيارة بعنف، مما أشعل الذعر في عيني لوسيانا.

سألت بصدمة: "هل أنت مجنون؟ هل تريد موتي؟"

اقترب منها كيليان ببطء، وضع يده على خصرها بقوة ساحبا إيها ، مما جعلها تجد نفسها فوقه، وملامح الغضب تملأ وجهه.

قال ببرود: "إن كنتِ تريدين قضاء ليلة عابرة، فاطلبي مني."

مرر أصابع يده ببطء على بشرة فخذها نحو الأعلى، مما جعلها تشعر بقشعريرة مخيفة تسري عبر جسدها. كانت ترتعش من الخوف، تحاول العودة إلى مقعدها، لكنه لم يسمح لها بسهولة.

أخيراً، عادت لوسيانا إلى مقعدها وربطت حزام الأمان بهدوء.

ساد الصمت لفترة طويلة، حتى كسره كيليان باعتراف مفاجئ: "أنا لست مخطوباً. لم تطلبني جوليا من والدي بعد حتى تلقبيني بالمخطوب."

ردت لوسيانا بضحكة خافتة: "هاها، مضحك جداً. لكنني رأيتها تقبلك أمام عيني، وكلما سنحت لها الفرصة تحضنك كحبيبها."

تنهّد كيليان وقال بنبرة متعبة: "أرجوكِ، لوسيانا، لا تفهمي خطأ. لا يوجد أي علاقة بيني وبينها. إنه سوء فهم. سأشرح لك أكثر عندما تسنح الفرصة وحينما تكونين واعية بالكامل."

بدأت دموع جديدة تتساقط من عيني لوسيانا، فقالت بصوت مبحوح: "هذا لا يهمني، ولا يخصني. أنا أريدك أن تخرج من حياتي، ألا أملك الحق في ذلك؟ كيليان، أنا لا أريدك في حياتي..."

يتبع في الفصل القادم >>>
_____________________________________

إذا مارأيكم بفصل اليوم ؟🤧😭
من معه الحق ؟ 🥺
أراءكم مرحب بها دائما.💚💜
لا تنسوا التصويت فصلا 🖤💙❤️






Continue Reading

You'll Also Like

8.1K 613 27
رواية رومانسية ، بمشاعر حقيقية تداعب صميم قلبك ، ستأخذك حيث عالم آخر رفقة إيفا ، الفتاة الجميلة التي أُصيبت بلعنة الحب منذ طفولتها حين احترق منزلهم...
7M 263K 56
قد يؤخر الله الجميل لجعله أجمل بنت يتيمه الأم من هيه طفله تعيش معا مرت ابوهه وتنحرم من كلشي وذوق العذاب بس القدر يلعب لعبته ويجي منقذه يتبع..
743K 9.6K 25
وصمت بالعار دون ادني ذنب ليتزوجها غصبا منعا للتار ليسبها الف مره لتقف له وتخلع قلبه ليكتشف برائتها ليهوي صريعا لها ولكن هل ستتقبل ذلك العشق الذي انغر...
314K 9.4K 41
هم قالوا لي بكل احتقار : أعطينا القليل من شعرك ؟! لنغسل به الصحون .. • • ...