صفعت يدها مبعدةً اياها عن يدي، واخبرتها ان لم ترد القدوم معي فيمكنها الذهاب، لم تتغير نظرة الغضب تلك ولكنها خضعت للأمر الواقع وتقدمت هي بنفسها الى ذلك الصوت وانا لحقتها بدوري، عندما وصلنا كانت احدى البحيرات السبع التي مررنا بها سابقاً وكانت ذات زهور زنبقة العنكبوت الحمراء، كان الهواء انذاك قوي وشديد الحرارة وكأن هناك نار خفية في الارجاء، كانت تتوسط البحيرة امرأة عارية المظهر مربوطةً بسلاسل من جميع الجهات كانت عينيها يكسوها اللون الاحمر لا يوجد بياض او لون اخر وشعرها الاسود الحريري الطويل للغاية يبرز بياض وجهها، عندما دققت النظر اليها همست قائلةً:("Jina"؟) وعندها التففت خلفي لأرى ان "Jina" مازالت خلفي ولكن عيناها كذلك تحولت الى اللون الازرق وكان الهواء الذي يأتي من جهتها بارد للغاية.
لم استطع استيعاب الامر فقد ادرت رأسي يمنةً وشمالاً فقط لأتأكد انهما شخصان مختلفان، قرصت نفسي لأرى ان كان هذا حلم ام لا، ذهبت الى "Jina" و وضعت يدي على وجنتيها اردت التأكد انها مازالت تستطيع تميزي، وبالفعل قبلتني هي الاخرى واضعة شفتيها برقة على شفتي لبضع ثوانٍ فقط ومن ثم ابتعدت، ("Shiri" هل اشتقتي إلي؟) قاطع تأملي ل"Jina" صوت هذه المرأة المثير، اشحت بنظري إليها وسألتها ما ان كنت اعرفها، تغيرت ملامح وجهها من ابتسامتها الجميلة الى عبوس، وجهت سؤال الى "Jina" الكامنة خلفي:(اما زالت لم تتذكرنا؟) هزت "Jina" رأسها يميناً وشمالاً كإجابة.
تنهدت المرأة بدورها واردفت:(حسناً وهنا يأتي دوري فأنا اعلم ان شقيقتي "Jina" لم تستطع اخبار سيدتي بكل شيء فبعد ذلك هي وقعت على ذلك العقد الملعون مع ذلك العجوز القبيح)، اردفت قائلة:( هل تقصدين بذلك العجوز هو جدي؟ وهل حقاً "Jina" هي شقيقتك؟)، لم تكلف على نفسها عناء الاجابة بل فقط اومأت برأسها كإجابة، استدرت لموجهة "Jina" والتي كانت ملامح الحزن تكسو وجهها وقد سقطت دمعة من عينيها، كان لون دمعتها تلك اللون الازرق، توجهت اليها لأمسح تلك الدموع الزرقاء والابتسامة لم تفارق شفتيّ اريد فقط طمأنتها لا اريدها تشعر بالذنب او الحزن اتجاه أي شيء اخر، قمت بعناقها وتقبيل رقبتها بالمقابل.
(سيدتي لا يمكنك فعل هذا امامي، فأنا كذلك استحق ذلك العناق والتقبيل بالاضافة الى انني لا احب قربك الشديد من التنين الازرق) ابتعدت عن "Jina" وتوجهت الى المرأة وسألتها عن اسمها وكان اسمها "Jiana"، كان هناك تعليق ساخر في ذهني كنت على وشك قوله ولكنني استبدلته بسؤال:(من الذي قام بربطك بهذه السلاسل هكذا؟)، اجابت والابتسامة تشق طريقها في وجهها:(انتِ!).
فتحت عيني على مصراعيها وتراجعت للخلف قليلاً، حاولت ادراك الامر وسألتها لما قد افعل ذلك؟ اجابتني بدورها:(كنتِ تريدين حمايتيي انا و وشقيقتي التنين الازرق)، ألقيت نظرة على "Jina" التي قد جلست على الارض وهي تضم قدميها الى صدرها ومن ثم عاودت النظر الى شقيقتها:(هل يمكنك اخباري بكل شيء؟) اومأت "Jiana" بحماس واردفت:( هل يمكنك سحب السلاسل الان لقد مر وقت طويل منذ ان عانقتك وقبلتك، ارجوووك اطلقي سراحي).
اخبرتها انني لا اعرف كيف، اخبرتني انه يجب علي فقط لمس السلاسل وستختفي، وبالفعل عند لمسي للسلاسل اختفت وهي بدورها تحركت من مكانها بسرعة خاطفة وقفزت علي، ملاصقة شفاهها على خاصتي ويدها كانت تحيط خصري والاخرى تضغط على رأسي، قامت بإقحام لسانها داخل فمي وانا بدوري لم استطع التحرك او القيام بشيء، فقد تخدر جسدي كلياً، بعد ان شعرت بإنقطاع انفاسي حاولت الابتعاد عنها ولكن قوتها بمثل قوة شقيقتها، فبدأت اربت على ظهرها العاري حتى ابتعدت عني من تلقاء نفسها.
بعد ان التقطت انفاسي قمت بخلع معطفي لأعطيها اياه ولكنه بالكاد غطى جسدها، فهي تقريباً بطول "Jina" وانا بالنسبة لهم اعد من السنافر، بدأت تقفز بفرح بينما كانت "Jina" ماتزال جالسة على الارض والحزن يكسو محياها، امسكت "Jiana" من يدها وتوجهنا للجلوس بجانب "Jina" قمت بإحاطة ذراعي بذراعها وقبلتها على خدها، ثم قمت بصب اهتمامي بشقيقتها التي تجلس بجانبي، وقامت بفعل المثل حيث حاوطت ذراعها بذراعي واشارت على خدها لأقبله، ترددت قليلاً ولكنني قد قمت بفعلها وقبلتها، قمت بسؤالها مرة اخرى ان امكنها اخباري بالقصة كاملة، وبالفعل وافقت:( اولاً يجب عليك ان تعرفي بأننا انا والتنين الازرق شقيقات بالاضافة الى شريكات حياة او زوجات لجوهرة القمر الرمادي) نظرت اليها بإستغراب. اكملت:( جوهرة القمر الرمادي هي انتي يا سيدتي).