( 10 والأخير )
في النهاية أصبحت حياةً وروحاً واماناً .. فالتدم لي حبيباً مدى الحياة ❤️❤️❤️
( الشيماء )
_____❤️❤️________
في صباح اليوم التالي ..
كان كلاً من جاد وألمى يجلسان أمام بركة السباحة يشربان القهوة بهدوء .. اليوم الجو يبدوا جميلاً والهدوء يعم المكان ..
_ هي فرح ما صحيتش
نظرة له ألمى وهي تشرب القهوة و قالت :
_ لأ لسى .. أنا قلت أسيبها براحتها هي تعبت كتير امبارح
_ ممم أنا حاسس أنها زعلانة انتي ايه رأيك
_ أكيد طبعاً
_ ابنك دا هيجنني .. ساعات ببقى مش فاهمه .. الي يشوفه وهو مستعجل يكتب الكتاب يقول مش قادر على بعدها .. كتب الكتاب من هنا وفص ملح وداب
_ ههههه انت غريب والله
جاد باستغراب :
_ أنا ؟! ليه
_ هو انت يا حبيبي بتشفش نفسك لما يجيك اتصال مهم من الشغل بتقى عامل ازاي
_ ببقى عامل ازاي ؟؟
_ زي ابنك بزبط تقريبا أو أكتر ..بتنسى كل حاجة حواليك وكل تفكيرك بكون بالشغل وبس
تنهد جاد بقوة وقال :
_ الطبيعي يا حبيبتي شغلنا مهم ..ولو اهملنا فيه شوية.. ممكن أرواح ناس كتير تروح ...
بس يا ترى ايه الشغل الضروري الي يخلي ابنك يسيب حفلة خطوبته ويخرج مستعجل كدا
_ أنا هقلك يا باشا
استدار كلاً من ألمى وجاد لمصدر الصوت .. فوجدوا عمر يتقدم باتجاههم بابتسامة .. تقدم منهم وجلس على المقعد الثالث الذى كان موجود :
_ صباح الروقان
_ أهلاً بالعريس .. كنت فين كل دا يا استاذ
عمر وهو يرجع ظهره للوراء بتعب :
_ وربنا ما أنا قادر لتحقيق بتاعك يا بابا .. أنا مهدود حيلي ومنمتش طول الليل ..
_ انت لو فاكر اني هسيبك من غير ما تقولي شغل ايه دا الي يخليك تسيب عروستك بليلة كتب كتابكوا وتروح بتبقى بتحلم يا حبيبي
_ مصمم يعني
_ طبعاً .. ومش هتتحرك من هنا غير لما تقولي ايه الحكاية
ش
عمر وهو يفرك وجهه بارهاق ويعتدل بجلسته :
_ شغلي كان ليه علاقة بفرح على فكرة
نظرت ألمى لجاد ثم نظرت لعمر وقالت باستغراب :
_ ازاي يعني ليه علاقة بفرح
أخد عمر نفساً قوياً ثم بدأ بسرد ما حدث :
_ انتو فاكرين الراجل الي كان متجوز فرح .. أنا كنت بدور عليه .. عاوز اعرف هو مين واصله ايه .. وطبعاً مكنش حد هيقدر يساعدني غير مرات عمها لفرح ... جبتها عندي وحققت معاها ..
جاد بتركيز :
_ ها.. وبعدين
_ هي قالتلي متعرفش حاجة والي جاب عريس الغفلة جارتها ام عبدو ..فجبت ام عبدو وحققت معاها .. أم عبدو دي بقا لو يطلع بايدي كنت حكمت عليها بالاعدام
_ ليه كل دا
_ من خلال تحقيقاتنا عرفنا أنها بتشتغل لحد بستهدف الناس الفقيرة والي أوضاعهم مش كويسة .. بتروح لعندهم ع اساس جايبة عرسان للبنات وتقريبا كل عرسانها زي معتصم .. محدش يعرف عنه حاجة .. وجواز عرفي طبعاً .. ام عبدو بقا هي صلة الوصل بين العصابة دي .. حققت معاها و قدرت أوصل للي مشغلها .. والي اكتشفناه مصايب .. دول عبارة عن عصابة بتشتري البنات بالفلوس وفي منهم بشغلوهم بالدعارة ..يعني ممكن واحد يشتري وحدة وبعد ما يزهق منها يستغلها استغلال تاني .. وللاسف كل البنات الي بعملوا بيهم كدا صغيرين وأهلهم مساكين وغلابة ..
_ كل دا ..حرام عليهم
_ هما يعني يا ماما الي زي دول يعرفوا الحرام من الحلال دول شياطين ..
_ طيب انت عملت ايه
_ قدرت اوصل للمسؤولين عن العصابة دي .. طبعاً مش كلهم لانه واضح أنه في ناس كبيرة ليها يد بالموضوع .. للأسف مقدرناس نوصلهم
.. ليلة امبارح منمناش واحنا بندور على مكان تواجدهم تقريبا قدرنا نعرف كزا بيت بتمركزوا فيه .. لقينا بنات كتير ونصهم صغيرين ومغصوبين على الشغل ومش عارفين يهربوا .. ومقلكوش على الي شفوه واتعرضوا ليه ..
تنهد بتعب وتابع :
_أنا مش فاهم الناس دي طينتها ايه ..ناس مريضة ما يهمهاش غير الفلوس ..بتاجر بأعراض البنات وبتبيع وبتشتري فيهم كأنهم سلعة
_ طيب قدرت توصل لمعتصم الي كان متجوز فرح
عمر بأسف :
_ للأسف لأ .. لانه اسم معتصم اسم وهمي محدش يعرف عنه حاجة .. هو مجرد زبون بدفع وبختار البنت الي بتعجبه .. وممكن يكون من دولة تانية كمان ..
_ أنا مش قادر اصدق أنه في ناس متوحشين بالشكل دا
_ في أبشع من كدا يا أمي صدقيني ..
تابعت ألمى :
_ دا فرح ربنا بحبها لانه وقعك بطريقها .. محدش عارف كان هيحصل فيها ايه لو مكنتش لقتها
عمر بحزن :
_ الحمد الله
جاد بجدية :
_ بقلكوا ايه انتوا هتقلبوها دراما .. في عروسة فوق زعلانة ومحتاجة حد يرضيها
_ هههه متقلقش سيبوا الحكاية دي عليّا .. خليني الاول أنام ساعة ساعتين اريح فيهم بعدين نراضي العروسة
_ انت لسى هتنام
_ تعبان والله يا بابا ومش شايف قدامي
ألمى بحنان:
_ قوم يا حبيبي ريح شوية .. اليوم لسى بأوله وفرح لسى نايمة ..ارتاح بعدين تراضيها براحتك
عمر وهو يمسك يدها ويقبلها بابتسامة :
_ ربنا ما يحرمني منك يا ست الكل ... يا أحن وأجمل ام بالدنيا .. أسبكوا بقا ... تصبحوا على خير
_ هههه وانت من أهله يا حبيبي
بعدما ذهب عمر نظرت ألمى لجاد وقالت :
_ وأخيراً رجع لحالته الطبيعية
_ ازاي يعني
_ رجع عمر الي بضحك .. انت مكنتش شايف حالته كانت ازاي .. دا مكنش بيضحك ودايمن برة البيت وان جه بكون ساكت ومش بتكلم .. حاسة أنه رجع لطبيعته .. أنا مبسوطة أوي علشانه
جاد وهو يمسك يديها الاثنتين ويقبلهم بحب :
_ والله ما حد مفرحني غير فرحتك دي يا روحي قلبي
ألمى بابتسامة وحب :
_ ربنا يخليك ليا يا يارب وما يحرمنيش منك انت وولادنا
____❤️❤️❤️❤️ ______
( بقلمي الشيماء )
في تمام الثانية عشر ظهراً
يقف أمام المرآة يرش العطر على عنقه وعلى جسده بأكمله ...أمسك المشط وبدأ بتميشط شعره .. نظر لنفسه في المرآة نظرة رضا ثم اتجه ليخرج ..
حينما نزل لأسفل سمع صوت تصفير... فاستدار ليتفاجئ بأخته أية ..
_ أية انتي هنا
اقترب منها بابتسامة ثم مد يده ليأخذ الصغيرة من بين يديها :
_ أية الكبيرة والصغيرة هنا وأنا بقول البيت منور ليه
ابتسمت له أخته وقالت له :
_ منور بأهله يا حبيبي
حمل عمر الصغيرة وقبلها بسعادة وقال هو يلاطفها :
_ أمال فين حياة وليث مش سامع صوتهم
_ في الطريق تقريبا .. السواق راح ياخدهم من المدرسة
_ وغيث هيجي
_ غيث النهاردة الشغل لفوق راسه .. انكل ليث أخد طنط سلمى وقال هيقضوا اليوم مع بعض وساب كل حاجة على غيث
_ هههههه خالو ليث مش بضيع وقت خالص .. طيب ماما فين
_ بتكلم عمتو ياسمين .. زعلانة اوي علشان محدش قالها على خطوبتك وبتحاول تراضيها
_ هههههه هو النهاردة يوم المراضات ولا ايه
_ قولي بقا انت متشيك كدا ورايح على فين
_ في مشوار مهم هعمله بعدين هرجع أخد فرح ونقضي اليوم كله برة ..
_ سيدي يا سيدي ..
عمر وهو يلتفت حوله :
_ هي مصحيتش لسى
_ اه أنا لسى كنت طالعة اشوفها واطمن عليها
عمر بسرعة :
_ لأ بلاش .. أنا لما هرجع هطلعلها وأفيقها
أية بابتسامة :
_ اوكي بس متتأخرش علشان تلحق قبل ما تصحى لوحدها
_ أن شاء الله هلحق .. سلام بقا
_ مع السلامة يا حبيبي
بغرفة فرح ...
بدأت تفتح أعينها بارهاق شديد .. اعتدلت من نومها ونظرت للغرفة من حولها ..
نهضت عن السرير بتعب فوجدت نفسها ما زالت مرتدية فستانها .. يبدوا أنها نامت به ..
اتجهت للمرحاض بخطوات بائسة .. خلعت الفستان بحزن ...و ملئت الحوض بالماء ..ثم جلست به ..
تمددت بالحوض بتعب ونظرت للسقف بحزن .. تشعر بغصة بقلبها بسبب ما فعله عمر ليلة أمس .. لقد تركها وذهب ... هو حتى لم يحادثها ولم يقل شيئ ..
دقائق من الصمت ... مر بخاطرها كل ما عاشته منذ وفاة أبيها....لا تعلم لماذا تلك الذكريات الكريهة قد خطرت على بالها.... أليس من المفترض أن تكون سعيدة .. لقد حظيت بعائلة تحبها وزوجاً تتمناه كل فتاة .. ولكن لما هذا اليأس والحزن المسيطر عليها ..
لقد مرت بظروف صعبة ولم تصل لتلك المرحلة من الحزن .. لما .. رغم كل السعادة التى حولها هي تعيسة .. ربما لأن كل ما رأته بحياتها سابقاً وخصوصاً الأشخاص لم يهموها .. الان الأمر مختلف .. الان قلبها بات يعلم ما معنى الحب .. وما معنى أن تحب شخصاً لا يشعر بك .... هي تحب عمر ولا تريد غيره .. ألا تستحق بعد كل ما رأته من عذاب أن تحظى بسعادة أبدية ..
بدأت دموعها تنهمر بغزارة .. تشعر بألم كبير بقلبها .. لقد تعبت من كل شي ....تريد أن ترتاح وتنعم بحياة هادئة .. الى متى ستبقى بهذا الألم الى متى
..
أغمضت أعينها ثم سمحت لجسدها بأن ينزل تحت الماء .. لوهلة زين لها شيطانها بأن تقدم على إنهاء حياتها .. يكفيها ما عاشته من ألم .. ألم يحن الوقت لترتاح من كل شيئ .. بدأت بعضاً من اللحظات الجميلة التى عاشتها مع ألمى والبقية تتجسد أمامها .. هي تستحق أن تعيش معهم بسعادة.. ألم يطلب منها جاد أن تكون قوية وتليق بعمر زوجة ..إذن لما هذا اليأس .. على الفور خرجت من أسفل الماء تتنفس بسرعة صوت أنفاسها كان عالياً .. لقد كانت على وشك الموت بسبب ضعفها .. كيف ستبدأ حياة جيدة وهي تفكر بالموت .. على الفور نهضت وغادرت الحمام .. كأن بالمكان شيئ يرعبها ..
اتجهت إلى غرفة الملابس وهي تلف المنشفة على جسدها ..
أرتدت ملابسها الجديدة التى أحضرتها لها ألمى يوم أمس ثم بدأت تضع القليل من الزينة على وجهها ..
.. لقد قررت... لن تترك كل هذا الحب والأمان وترحل .. اين كان عقلها حينما فكرت بإنهاء حياتها .. أبعدما وجدت الحياة السعيدة تتركها .. لا وألف لا . لن تتخلى عن حياتها الجديدة ولا عن عمر ... أن كان لا يحبها .. فستجعله يذوب عشقاً بها .. لن تستسلم
كانت تخاطب نفسها بإصرار .. من اليوم ستكون فتاة أخرى قوية وواثقة من نفسها والأهم من ذلك جميلة وفاتنة ...
أنتهت من تجهيز نفسها .. تبدوا كالأميرات الفتانات .. هي في الأساس جميلة ولن تحتاج الكثير لتجعل عمر يهيم بها ..
سمعت صوت الباب .. فأخذت نفساً عميقاً ثم اتجهت لتفتح ...
وضعت يدها على أُكرة الباب وفتحته ....
تجمد جسدها حينما رأته أمامها .. أنه عمر .. وجعها الجديد أمامها ..
أما هو فكان حاله لا يوصف .. حينما فتح الباب أنيرت سمشه .. وجدها أمامه بهيأتها التى تهلك .. يا ألهي تلك الفاتنة تقصد ما تفعله .. فاتنة وهالكة بفستانها الاحمر و خصلاتها الذهبية ووجهها المضيئ كان محقاً حينما وصفها بشمسه ... نعم انها شمسه التي ستنير حياته حبيبته وفتاته .. تلك الفاتنة التى تقف أمامه هي الآن زوجته ...
بقيا ينظران لبعضهما البعض دون حديث .. كلاً منهما يتأمل الآخر .. هي الآخرى تأملته يبدوا جذاباً هذا اليوم .. رائحة عطره الجميلة اخترقت حواسها كلها .. كم ودت لو انها تلقي نفسها بأحضانه لتستنشق عبق ذلك العطر .. كيف كانت ستتركه وتذهب .. حمقاء هي لتفعل ذلك .. ذلك الوسيم التى تبدو بجانبه طفلة صغيرة .. ذلك الوسيم الذى ينجح دائماً بجعل دقات قلبها تقرع كالطبول .. هو الآن زوجها .. حبيبها وأمانها بالنهاية ..
كان عمر غارقاً بتلك الأمواج الصافية الموجودة بعينيها ولكن ...أن بقيا هكذا يتأملان بعضها البعض بصمت فسيمضى اليوم بطوله دون فعل شيئ .. وهو يريد أن يعوضها ويجعله يوماً مميز بذاكرتها لهذا كسر هذا الصمت وقال بابتسامة جذابة :
_ صباح الخير
ابتسامته تلك لم تراها من قبل .. هو يبتسم لها هل يعقل ..
قالت بهدوء :
_ صباح النور
_ كويس انك صاحية .. أنا قلت مش هعرف أصحيكي
_ أنا صاحية من زمان
_ طيب ليه منزلتيش من بدري
صمتت ولم تتحدث .. يبدوا أنها حزينة لأنه تركها ليلة أمس .. هذا ما فكر به .. تقدم منها خطوة ليصبح قريباً منها ..
تفاجئت به قريبٍ منها .. فخجلت من هذا التقارب الذى سيصهرها خجلاً أن بقيا هكذا ..
كان قد قرر ألا يقترب منها إلا بعد أن تتعود عليه ولكن تلك الفتنة التى أمامه لا تقاوم .. رفع يده على خدها يتحسسه بحذر .. قال بحنان لم يسبق أن سمعته :
_ أنا عارف انك زعلانة مني علشان سبتك ليلة امبارح ..بس كان غصبن عني والله .. لو تعرفي أنا سبتك ليه هتفهميني ..
كانت تنظر له ودقات قلبها من سرعتها تسمعها .. لم تتحرك بعد فعلته .. وكيف لها أن تتحرك .. هي الآن بموقف لا تحسد عليه .. سيغشى عليها لا محال .. من هذا الذى أمامها .. هل هذا عمر .. يا الهي أهي تحلم ..
اعتقد عمر بأنها لا زالت غير راضية بعد .. وأنها ما زالت غاضبة .. فاقترب أكثر .. كان الفاصل بينهم هو أنفاسهم المسموعة .. وضع يده الأخرى وضم وجهها وقال برقة وحب :
_ أنا آسف .. النهاردة أنا هعوضك وهنقضي اليوم كله مع بعض .. هنخرج ونتكلم ونعمل كل حاجة انتي عوزاها ..
ابتعد عنها قليلاً ثم انحنى لأسفل ليحمل صندوقاً مغلقاً كان قد وضعه بجانبه حينما جاء .. مد لها الصندوق وقال :
_ الصندوق دا فيه فستان ليكي أنا اخترته .. عاوزك تلبسيه علشان هنخرج دلوقتي
مدت يدها بارتجاف وأخذت منه الصندوق وهي غير واعية لما تفعله .. ابتسم لها عمر ثم اقترب منها مرة أخرى وضم وجهها ثم قبلها من جبينها وقال بابتسامة :
_ أنا هستناكي تحت متتأخريش عليا ..
تركها ثم غادر المكان .. أما هي بقيت تنظر لأثره بصدمة .. هل هي بحلم .. نعم هي تحلم من المؤكد أنه حلم .. دخلت غرفتها ثم أقفلت الباب بصمت .. وضعت الصندوق على السرير .. ثم ابتعدت عن السرير وقالت :
_ أكيد أنا بحلم ..
قرصت نفسها بقوة ثم صرخت بألم :
_ آآآه أنا مش بحلم الي بيحصل بجد .. قفزت على سريرها ثم بدأت تقفز عليه كالصغار وتقول بفرحة :
_ أنا مش بحلم .. أنا مش بحلم هيييي
ارتمت على سريرها بتعب ثم نظرت لصندوق الذى أمامها .. اعتدلت وجلست بحماس ثم بدأت بفتحه بسرعة كالأطفال تماما..
حينما فتحته وجدت فيه فستان بلون الكحلي نظرت له باستغراب .. امسكته وحينما دققت بتفاصيله وجدت أنه ليس بالفستان بالمعنى .. لونه داكن ولا يوجد عليه أي شيئ يلفت الإنتباه .. هادئ وبسيط .. ووجدت أيضاً حذاء خفيف من غير كعب حذاء طبي لا يصدر صوتاً حينما تمشي فيه ... وحجاب طويل بلون الزهري الفاتح .. في البداية استغربت ما أحضره ولكن بعد ذلك جمعت الأغراض واتجهت لترتدي الملابس بسرعة وقلبها سيطير فرحاً
بالأسفل كان يمشي ذهاباً وإياباً .. ينتظرها بفارغ الصبر .. كانت ألمى وأية تجلسان تراقبانه بهدوء وعلى وجههما ابتسامة مشرقة ..
بعد دقائق .. نزلت فرح بهدوء وابتسامة وتلقائياً صُوبت كل الأنظار عليها .. كان الفستان جميل وهادئ .. كانت قد وضعت حجابها بطريقة ليلة أمس .. حينما رأتها ألمى خشيت عليها من غضب عمر ولكنها تفاجئت به يقترب منها ويقف أمامها ويقول بابتسامة :
_ الحجاب بتعمل بطريقة غير دي
نظرت له فرح باستغراب .. وضع عمر يديه على رأسها وبدأ بفك حجابها بهدوء .. رفع تلك الدبابيس الصغيرة.... بدأ بوضع الحجاب بطريقة يضمن بها أن تكون خصلاتها لا تظهر ... استغرق وقتاً وهو يحاول ترتيبه .. اخفى منطقة نحرها البيضاء وأذنيها والأهم من ذلك خصلاتها الذهبية التى سحرته من الوهلة الأولى .. كان قريباً منها كثيراً .. كانت فرصتها لتتأمله وتتأمل تلك الملامح السمراء التى سحرت قلبها .. عينيه البنية الواسعة ورموشه الطويلة ذقنه المهذبة والجذابةحقاً ... هو حقاً فارس أحلام كل فتاة ..
بعدما انتهى عمر ... نظر لها فوجدها تتأمله ..حينما ألتقت عينيه بعينيها خجلت واحمر وجهها ونظرت لأسفل .. ابتسم عمر ثم اقترب من أذنها وقال بخبث :
_ حلو مش كدا
بعد حديثه لم تستطيع أن ترفع عينيها وتنظر له ... شعرت بأن جسدها سينفجر من كثرة سخونته .. أمسك عمر يدها ثم سحبها لأسفل حيث أية وألمى ترقبانه بابتسامة ..تقدم منهما وقال :
_ ايه رأيكوا ؟!؟
_ جميلة يا حبيبي ربنا يخليكوا لبعض يا رب
أية وهي تحمل صغيرتها التى تنظر لعمر وتبتسم :
_ بصراحة بعد الجمال دا مفيش كلام ..
اقترب عمر من وجه الصغيرة التى تضحك له وتحرك يدها ليأخذها.. قبلها من كلا خديها وقال :
_ يا خلاصي ع جمالي أنا ..
نظر لوالدته وقال بابتسامة :
_ أحنا هنمشي يا ماما هتعوزي مننا حاجة
_ عاوزة سلامتكوا وسعادتكوا يا حبيبي... في أمان الله يا ابني
ابتسم لها عمر ثم سحب فرح وغادر المكان بسرعة تحت أنظار أخته والدته التى تتمنيان له السعادة والراحة الأبدية
______❤️❤️❤️_____
( بقلمي الشيماء )
فتح لها باب السيارة الأمامي .. فدخلت السيارة وجلست على استحياء ..
صعد سيارته وقبل ان ينطلق بها .. أخرج من جيبه منديلاً صغير .. نظر لفرح وقال بهدوء :
_ فاضل حاجة نسيتها
نظرت له فرح باستغراب فاقترب منها وتلقائياً عادت للوراء ابتسم عمر من فعلتها ولم يعلق ..
بدأ بالمنديل الذى بيده يمسح ما على عينيها من زينة ثم اتجه لشفاها .. مسح شفاها من اللون الوردي الذى قد كانت قد وضعته .. حينما انتهى تحسس خدها وقال :
_ كدا أجمل بكتير .. من النهاردة لبسنا هيكون واسع وألوانه مش ملفتة.. الروج ممنوع منعاً باتاً حد يشوفه عليكي غيري . ... وطريقة لف الحجاب هتكون بالطريقة الي عملتها ..
كانت نبرة صوته هادئة وحازمة بنفس الوقت ... أومأت فرح برأسها بالموافقة بعد حديثه ولم تتحدث ... فما كان منه سوى انه خطف قبلة سريعة على شفاها وقال وهو يغمز لها :
_ أحبك وانت مطيع
حالها الان لا يوصف ... هل قبلها فعلاً ... احمر وجهها ونظرت للأمام بسرعة أما هو فابتسم وانطلق بسيارته ..
كان الهدوء هو المسيطر على الأجواء .. هو كان يقود بهدوء والابتسامة تزين ثغره أما هي فقد كانت تفكر بشخصيته الغامضة بالنسبة لها .. أحياناً يكون هادئ ويمزح كثيراً وفي بعض من الأمور يكون حازماً بصورة لا تتحمل النقاش .. انه تركيبة عجيبة وغريبة .. ولكن ؟؟ تحبه وتشعر بأنها قد ملكت الكون .. وأخيراً ابتسمت لها الحياة .. وأخيراً باتت تشعر بالأمان والحب .. هي الان بين أُناسٍ طيبون والأهم من ذلك يحبونها وتحبهم ..
توقفت سيارة عمر أمام مطعم كبير ... خرج عمر من سيارته ثم اتجه ليفتح لها الباب .. امسك يدها ثم أخرجها من السيارة تقدم بها بهدوء ودخل المطعم .. كان الهدوء يعم المكان نظرت بالأجواء فوجدت ان المكان فارغ ولا أحد غيرهم .. وكعادتها تخاف من كل شيئ .. شددت على يد عمر التى تمسكها وقالت بتوتر :
_ هو مفيش حد غيرنا
كانت نظرات القلق الموجودة بتلك الامواج الزرقاء واضحة شدد على يدها وقال بهدوء :
_ حبيبتي تقلقيش أنا حجزت المطعم كله لينا علشان نبقى على راحتنا ... تعالي ومتخافيش
شدها بهدوء للمكان الذى سيجلسون عليه .. من قلقها وخوفها لم تنتبه لكلمة " حبيبتي " التى قالها عمر .. لو كانت بموقف غيره كانت طارت من فرحتها
شد عمر المقعد لها ثم قال بابتسامة عذبة :
_ اتفضلي
ابتسمت له ببعض من القلق وجلست .. استدار وجلس هو مكانه ..
_ عجبك المكان
فرح وهي تنظر حولها :
_ جميل بس لو كان في ناس كان أحسن
أمسك عمر يديها وقال بحب :
_ فرح انتي خايفة
بدأ التوتر عليها ولم تجيب .. هو يعلم ان ردة فعلها طبيعية بسبب ما عاشته .. ابتسم لها وقال بعدما قبل يديها ..
_ طول ما انتي معاية مش عايزك تخافي من حاجة .. وعاوزك كمان تقولي كل حاجة حاسة بيها مش عاوزك تفضلي ساكتة .. خرجي كل حاجة جواكي ومتكتميش حاجة جوة قلبك
توقف عن اكمال حديثه حينما اتى النادل ليأخد طلباتهم .. طلب عمر الطعام على ذوقه ففرح لم تختر شيئ واصرت ان تأكل ما يطلبه .. حينما ذهب النادل ..
اراح عمر جسده على المقعد وقال بهدوء :
_ دلوقتي نقدر نتكلم بكل حاجة وازا في عندك أي سؤال أسأليني
كانت مترددة في التحدث ولكن قررت ان تسأل فهي من الان لن تخاف و ستواجه كل مخاوفها .. هذا ما قررته ستكون قوية وستليق به
نظرت له بتوتر وبدأت بفرك يديها وقالت بتلعثم :
_ هوو انت كنت فين ليلة امبارح .. قصدددي يعنني بعد ما كتبنا الكتاب اختفيت فجأة
اعتدل عمر بجلسته ثم أمسك يديها التى تفركهم بقوة وقال بهدوء وطمأنينة :
_ أنا قبل ما أجاوبك عاوزك بعد كدا متخافيش من أي حاجة ولما تعوزي تعرفي حاجة أسألي من غير اي تردد انتي دلوقتي مراتي ومن حقك تعرفي عني أي حاجة
كانت نبرة صوته هادئة وحنونة كانت تنظر له بهدوء ومن داخلها تشعر بسعادة لا توصف .. هذا غير الأمان الذى باتت تشعر به دائماً بسبب وجوده
ابتسمت له وقالت :
_ طيب ممكن تجاوب
_ حاضر بُصي يا ستي ...
بدأ بسرد كل ما حدث ليلة أمس وعن تحقيقاته التى كان قد بدأها منذ معرفته بها ..تفاجئت بما سمعته وشعرت بالخوف الشديد .. وهذا ما لاحظه عمر فشدد على يديها وقال :
_ فرح احنا قلنا ايه .. انتي مش هتخافي من أي حاجة بعد كدا .. انتي دلوقتي بأمان مش عاوزك تفكري بأي حاجة
فرح وعيونها تدمع:
_ غصبن عني .. الي شفته بحياتي مكنش سهل .. انتي مش متخيل الرعب الي كنت عايشة فيه .. أنا من لما مات والدي والأمان مبقاش ليه وجود بحياتي ..
_ دا كله كان من الماضي دلوقتي الحال اتغير .. طول ما انتي معاية مفيش حد هيقدر يقرب منك ويأذيكي
_ طيب وعماد وعمي
قذفت كلماتها بسرعة وكأن ما تخشاه بهذه الحياة عماد وعمها ... حاول عمر ان يهدأ رغم الغضب الشديد الذى شعر به وخصوصاً حينما نطقت باسم ذاك الشيطان المدعوا بعماد فقال بنبرة حاول جاهداً ان تبدوا هادئة :
_ فرح حبيبتي انتي دلوقتي مراتي يعني لا عماد ولا عمك هيقدروا يقريوا منك .. عاوزك تنسيهم خالص .. مش عاوزك تسألي عليهم ولا تفكري فيهم .. انتي مبقاش ليكي في الدنيا دي غيري انا .. أنا هبقى أمانك وعيلتك وحياتك .. أعتبريني والدك وحبيبك وامك وكل حاجة .. مش عاوزك تخافي مني .. عاوز أكون أول واحد تلجألي ليه لما تحسي بالخوف أو لما تكون مضايقة .. مش عاوز احس بخوفك ... صدقيني أنا عمري ما هأخذلك ..
كانت دموعها .. قد أغرقت وجهها .. نهض عمر عن مقعده ثم قربه من مقعدها وبدأ بمسح دموعها وقال بحب :
_ ليه الدموع دي .. أنا من النهاردة مش عاوز أشوف دموعك دي أبدآ ..
نظرت له ثم ارتمت باحضانه وقالت ببكاء :
_ أنا بحبك أوي يا عمر أرجوكي ما تسبنيش .. أنا من غيرك ممكن أموت
كان متفاجئ من فعلتها وحديثها .. ولكنه ابتسم وضمها لحضنه وقال بابتسامة :
_ وأنا بحبك أوي ياروح عمر ..
بقيا على هذا الحال لدقائق .. ابتعد عنها عمر مضطراً لكي لايراهما أحد .. مسح دموعها وقال بابتسامة :
_ احنا قلنا ايه .. مش عاوزين عياط بعد كدا
ابتسمت له ثم مسحت وجهها .. عاد عمر لمكانه حينما رأى النادل يجر طاولة صغيرة يضع عليها الطعام ...
تناولا الطعام ثم غادرا المكان ...
كانا بغاية السعادة وهما معاً .. أخذها عمر لكل مكان ٍ جميل .. مشيا بكل الشوارع التى صادفتهما .. ففرح أصرت عليه أن يضع سيارته بمكاناً ما ويمشيان على الأقدام .. فهي منذ عيشها مع عمها لا تذكر انها خرجت من البيت وشاهدت الشوارع .. أرادت ان تمشي دون اي خوف وقيود .. كانت تشعر بسعادة لا توصف وهي ترى الشوارع والناس .. أخبرها عمر ان كان هناك اي مكان تريد الذهاب إليه فلن تتردد باخباره بما تريد بحماس وسعادة :
_ عارف أنا نفسي اروح جنينة الحيوان ومدينة الملاهي ..عاوزة أتمرجح بكل المراجيح وعارف كمان نفسي بايه .. أنا نفسي أكل بوظة وغزل البنات .. وكمان نفسي اسبح
كان عمر ينظر لها ببلاهة
_ تسبحي !!
نظرت له ببرائة وقالت :
_أيوة .. على فكرة أنا اتعلمت العوم وانا طفلة صغيرة .. صحيح بقالي سنين مسبحتش بس فاكرة ازاي أسبح
ابتسم لها عمر وقال:
_ خلينا نشوف حكاية جنينة الحيوانات والمراجيح بعدين نشوف هنعمل ايه بحكاية السباحة
فرح وهي تمسك يده وتترجاه بطريقة طفولية :
_ عمر أرجوك أنا نفسي أسبح ..
_ بصُي متحلميش اني اخدك و تسبحي بالبحر قدام حد
_ليه بس ... انا ممكن ألبس مايوه للمحجبات
نظر لها باستغراب وقال :
_ مايوه للمحجبات ... هما اخترعوا مايوه للمحجبات
فرح بحماس :
_ ايوة انت عمرك ما شفتهم
_ هشفهم فين يعني
_ خلينا نروح البحر وأنا هوريك ..
أمسكت يده وجرته بحماس ... أوقف عمر سيارة أجرة ثم اتجه للبحر كما تريد فرح ..
وصلا البحر ونزلا الشاطئ ..
_ عمر بُص هو دا المايوه
نظر عمر للذى تشير عليه فرح .. وجد أمامه فتاة ترتدي ملابس ضيقة وترتدي على رأسها ما يغطي القليل من شعرها ..
أنزل عمر عينيه لأسفل وقال بسره:
_ أسنغفر الله العظيم يارب ايه الأشكال دي
نظرت له فرح باستغراب وقال :
_ عمر مالك
نظر لها عمر وقال بهدوء :
_ فرح حبيبتي انتي لو هتموتي أنا مش هلبسك المسخرة دي
_ ليه طيب .. انت مش شايف ساتر جسمها ازاي .. مفيش اي حاجة واضحة من جسمها
_ هو لازم يكون واضح من جسمها حاجة عشان يكون مش مناسب ... انتي مش شايفة ملزق عليها ازاي .. اللبس مفصل كل جسمها
أمسك يديها ثم شدها للتتحرك وقال :
_ دا انتي لازمك درس مفصل عن اللبس والحجاب تعالي يا حبيبتي ربنا يهديكي ..
أخذها عمر وجلسا على مقاعد قريبة من شاطئ البحر ..
بعد تأملهم للبحر .. نظر عمر لفرح بعدما وضع مقعده مقابل مقعد فرح وقال :
_ بصُي يا قلبي في حاجات كتيرة انتي مش فهماها لازم أوضحها ليكي .. هنبدأ بالحجاب في البداية ..
تنهد عمر بقوة وقال :
_ فرح حبيبتي .. الزي الشرعي لأي مسلمة بالغة عاقلة لازم يكون فضفاض .. يعني واسع مش ملزق دي حاجة .. الحاجة التانية الحجاب الي هتحطيه ع شعرك لازم يكون مناسب .. يعني مثلاً ليلة كتب كتابنا أنا لما شفتك ازاي نص شعرك ورقبتك واضحين انا كنت هول..ع فيكي وفي والدتي وفي نفسي
_ علشان كدا كنت معصب ومش طايق حد
_ انتي انتبهتي على حالتي
_ بصراحة أيوة .. كان واضح عليك انك معصب ومش عاجبك حاجة .. أنا فكرت انك مش حابب تتجوزي وخصوصا بعد ما خرجت
أمسك يديها وقال :
_ مش حابب أتجوزك مرة وحدة ... يعني مغصوب مثلاً
أومأت فرح برأسها فما كان من عمر سوى الضحك:
_ ههههه ليه اول ابتدائي علشان حد يغصبني على حاجة انا مش عايزها .. فرح حبيبتي .. أنا من اول مرة شفتك فيها خطفتي قلبي .. أنا من أول مرة شفتك وأنا بحلم فيكي .. بحلم بالعنين الزرقة والشعر الذهبي الي ضيعلي عقلي وقلبي
توردت خدودها من حديثه ونظرت للأسفل .. ابتسم عمر .. فهي حتى بخجلها تبدوا كالأطفال ..
_ انتي مع الأيام هتعرفي أنا بحبك قد ايه .. هتلاقي نفسك بتحسي بحبي من غير ما تطلبي اني أعبر .. ودا وعد مني .. نكمل كلامنا بقا ... وصلنا فين
_ للحجاب
عمر وهو يقرص خدها قرصة خفيفة :
_ أموت أنا بالمركز
_ بُصي يا روح قلبي ودنيتي كلها .. الحجاب لازم يكون طويل يغطي الشعر ومنطقة النحر يعني مفيش أي حاجة واضحة غير وشك بس .. لازم تكومي لابسة جلباب واسع ولونه مش ملفت وانتي اكيد انتبهتي للبس الي جبته ليكي ..
بالنسبة للجزمة .. يفضل ما يصدرش منها اي صوت يلفت الانتباه ... ربنا عز وجل بقول "ولا يَضْرِبْنَ بِأرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ "
النساء زمان كان بلبسوا خلخال برجليهم علشان يصدر صوت ويلفت انتباه الرجالة .. دلوقتي بقا فيه الكعب .. بتكون الواحدة ماشية بالشارع وصوت جزمتها عامل نغمة... وطبعا الكل ببص لمصدر الصوت .. وبكدا هي بتكون نجحت انها تلفت انتباه كل الموجودين ..
نيجي للمكياج والزينة بشكل عام .. ربنا عز وجل بقول باياته "ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلّا لِبُعُولَتِهِنَّ﴾
يعني الوحدة متظهرش زينتها غير لجوزها .. جوزك الي يشوفك بكامل زينتك مش الشارع بحاله
الحجاب بقا .. زي ما قلتك ميظهرش الشعر ومنطقة النحر وفي حاجة مهمة ألا وهي العلبة الي بتكون فوق الراس
فرح باستغراب :
_ علبة
_ هههههه مش علبة بالمعنى يعني .. انا قصدي اي حاجة تكون عالية تلفت الانتباه تلاقي الوحدة حاطة حاجة فوق دماغها لو هتسأليني ايه دا صدقيني مش هعرف .. .. الرسول عليه الصلاة والسلام قال "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها..
كاسيات عاريات بقا المقصود فيه المايوه الي بتقولي عليه شرعي يا حبيبتي .. مفيش حاجة اسمها مايوه شرعي .. دا لبس مسخرة ملزق وباين كل جسمك ايه الفايدة من اللبس لو مكنش خافي كل حاجة .. المقصود بكاسيات عاريات هو نفسه الي بنشوفه بزمنا .. أو بالأحرى الموضة الي طالعين بيها اليومين دول .. الوحدة بتكون لابسة هدوم ملزقة وخفيفة هي وقلتها واحد ... اللبس لو مكانش محتشم وساتر جسمك عمره ما كان زي شرعي .. والحجاب مش لازم يكون ضخم وتكوني حاطة حاجة فوق دماغك زي أسمنت البخث .. كل دا بلفت الانتباه
وفي حاجة كمان
فرح بتركيز :
_ ايه هيا
_ العطر ... الست الي بتتعطر وبتخرج دي مصيبة لوحدها ... انتي عارفة لو راجل شم ريحة عطرها هتبقى ايه ..
حركت رأسها نافية فتابع عمر بلهجة حادة :
_ تبقى زانية .. انني متخيلة الوصف القبيح الي هتتوصف بيه اي ست بتتعطر
أتمنى أكون قدرت أوضح ليكي الشكل المناسب لأي ست .. فرح حبيبتي أنا علشان بحبك عاوزك تكوني الأحسن ... والأحسن مش بكون غير بطاعة ربنا .. اوعي بيوم تتغري بالي بنشوفه بايامنا دي ... البنت من لما تبلغ ببدأ العداد يعد .. وكل غلطة انتي محاسبة عليها .. عاوزين نعيش حياة مليئة بطاعة الله عشان ربنا يبارك لينا .. ولازم تلتزمي بصلاتك الصلاة هي عمود الدين ... هي الأساس
_ أنا بقيت بلتزم بيها من لما جيت .. كنت بشوف والدتك وهي بتصلي وكنت حابب اجرب الصلاة .. وهي علمتني كل حاجة واتكلمت معاية عن الصيام والأيام الي لازم اعيدها وحاجات كتيرة
_ دا بجد .. امتى كل دا حصل ...
_لما خرجت من المستشفى علمتني كل حاجة
عمر بفخر :
_ والدتي مفيش زيها بالعالم كله .. هو من قلة جاد باشا واقع فيها ..
استطاع عمر اسعاد فرح بكل الطرق ... أخذها لحديقة الحيوان و لمدينة الملاهي .. تقريبا لم تدع فرح لعبة الا ولعبت بها .. لأول مرة بحياتها تضحك من أعماق قلبها .. تلك السعادة التى بها لا توصف .. تخشى ان تحسد نفسها على هكذا سعادة ..
في نهاية اليوم عادوا الي البيت لا يرون من التعب
_ يعني مش هتتعشوا معانا
_ نتعشى ايه يا امي .. احنا جعانين نووم ..
ابتسمت لهم ألمى وقالت :
_ تمام يا حبيبي .. روحوا ارتاحوا انتوا دلوقتي وبكرة بنبقى نقعد ونتكلم
ابتسم لها عمر ثم سحب فرح بيده لأعلى .. أوصلها عند غرفتها ..وقف أمامها قبل ان تدلف وقال بحب :
_ ابنسطتي النهاردة يا فرح
قالت بسعادة لا توصف :
_ متتخيلش النهادرة انا كنت مبسوطة ازاي .. شكرا ليكي يا عمر انا بجد محظوظة بيكي
انهت حديثها ثم حضنته .. فما كان منه سوى ان ضمها لحضنه بقوة كبيرة .... ابتعد عنها ثم قبل جبينها بتأني ..
ابتعد عنها مرغماً وقال :
_ ادخلي دلوقتي استحمي وارتاحي وبكرة هشوفك
ابتسمت له ثم دخلت غرفتها ... بعدما ودعته واقفلت الباب .. ارتمت على سريرها بتعب وسعادة .. عمر لا مثيل له .. لم تتوقع منه ذلك .. شاباً خلوق ويعرف عن دينه كل شيئ .. هي الان تمتلك كل شيئ .. ماذا تريد بعد .. لا شيئ .. فعمر هو الحياة والروح والملجأ الذى أواها من ضياعها وأوجاعها وأحزانها .. هو حقاً ملجأ القلب .. ذلك القلب الذى لا طالما كان يعاني .. القلب الذى كان ضائع يتخبط بكل مكان .. الان ذلك القلب بات يعرف الحياة والحب والاهم من كل ذلك الأمان ..
_____❤️❤️❤️______
( بقلمي الشيماء )
بعد كل الألم الذى عاشته .. باتت حياتها تنير من جديد ..
بدأت جلساتها مع الطبيبة النفسية التى كانت لها فضل بتحسن حالتها .. هي ايضاً تستعد لتتقدم للاختبارات الثانوية العامة ..
كل يوم لمدة ساعتين يجلس معها عمر ويقوم بتدريسها .. كان محقاً حينما أخبرها انها لن تطلب منه ان يوضح له حبه لها.. فهو لا يبخل عليها بالحب .. والمقصود هنا بالحب .. ليس الكلمات المعسولة انما الاهتمام الدائم لها .. هي طفلة بين يديه .. هي بحبه واهتمامه باتت ملكة على عرش قلبه .. عمر النعمة التى ستبقى العمر بأكمله تشكر الله عليها مدى الحياة ...
بعد عااام
اليوم سيقام حفل زفافهما أخيراً بعدما انهت الثانوية بمعدل مرتفع .. ستتزوج حبيبها وأمانها عمر ..
تمشي بالممر المزين بالورود وبجانبها جاد الذى يمسك يديها .. على اخر الممر يقف عمر بابتسامة بشوشة .. أميرة بفستان زفافها الهادئ والمستور الذى لا يوضح شيئ من جسدها .. وجهها يشع نوراً من نصاعته فلم تضع اي شيئ عليه .. تمشي بكل ثقة وحب .. لما تعد تلك الفتاة التى تخاف من كل شيئ باتت فتاة جديدة وقوية تليق بفارس احلامها وزوجها الحبيب ...
حينما وصل جاد لعمر .. سلمه يد فرح وقال لعمر بحزم :
_ فرح تبقى بنتي التانية يعني لو فكرت بيوم تزعلها هزعلك
عمر وهو يقبل يدها بسعادة :
_ أزعل مين يا بابا دا أنا أزعل العالم كله ولا فرح قلبي تزعل
كان الجميع حاضر وسعيد ... كان الفرح مقتصر على الأقارب والأحباب فقط .. واخيراً سعادة جديدة تضاف في تلك العائلة التى لاطالما واجهت الكثير من الصعوبات ولكن في النهاية تنجح بمواجهة كل الصعاب لتنتهي حياتهم بالحب والسعادة
في المساء بعد الانتهاء من الفرح ..
كان عمر ينظر لساعته بنفاذ صبر ويقول :
_ فرح حبيبتي يلا بقا الوقت اتأخر
خرجت فرح بعدما انتهت من وضع حجابها نظرت له باستغراب وقالت:
_ حقيقي انا مش فاهمك يا عمر انت هتاخدني فين بوقت زي دا
امسك يدها وقبلهم وقال :
_ ححققلك اخر حلم تحلمي فيه
_ حلم ايه !؟
شدها عمر وخرج من الشاليه الى يطل على البحر وقال:
_ تعالي بس وانا هقلك
خرجا من الشاليه واتجها للبحر .. وققا عند الشاطئ فقالت فرح باستغراب :
_ احنا بنعمل ايه هنا بالوقت دا
_ هنستحما
فرح ببلاهة :
_ نعم
_ ههههه انتي مش كان نفسك تسبحي وكل ما نيجي البحر تترجيني علشان تسبحي .. دلوقتي انا وانت والقمر وبس من غير اي حد يزعجنا لبسك محتشم ومحدش هيشوفك غيري .. ايه رايك
قفزت فرح لأحضانه وقالت بسعادة :
_ أنا بحبك اوي اوي
_ وانا بموت فيكي ياقلب وعقل وكل حياة عمر
تمت بحمد الله
الاربعاء ١٤_ ٦ _ ٢٠٢٣
#الشيماء