" شائعة العشق "
لرُبَما أكون تائِهًا في ذكرياتٍ مؤلمة و لكن سُرعان ما أعود إلى رُشدي.. لكنّي عندما أنظُر في عيناكِ أتوه و أفقد عقلي..
كان جالِسًا على مقعد بجانب النافذة في طائرته الخاصة مُتجِهًا لإحدى البلدان الأوروبية..
تنهد بحُزن على ما وصل إليه.. ليتذكر والدته تلك السيدة اللطيفة و الطيبة التي كانت تعمل منذُ ثلاثون عامًا في قصر الخديوي كخادمة ليقع في حُبها ابن الخديوي الأكبر صالح أو هذا ما كان يُظهره لها و تُبادله نفس المشاعر لكن الكارثة أنه كان متزوجًا ابنة عمه "مديحة" و كان لديه ابن يبلغ من العمر ثلاثة أعوام "أحمد"..!
ليُقرر أن يتزوجها في السر.. و عندما تحمل في عمر يُكتَشف سرهما و بعدها تُنجب عمر لتكون معه أول ثلاثة أعوام من عُمره و بعدها تتوفى في ظروف غامِضة..!
أغمض عيونه بقوة ثم فتحهما قائلاً بحقد و توعد:
_" مسألة وقت.. و هدمركم كلكوا!! "
꧁꧂_______________꧁꧂
كان أفراد العائلة غير مُستقرين بسبب كثرة الكوارث التي يقعون بها.. هنالك كارثة جديدة انتشرت صور أحمد و هو يُعانق كارما و كُتِبَ أسفل الصورة في الجرنال..
(قصة عشق جديدة بين أحفاد عائلة الخديوي، عندما يُدافع الحبيب عن حبيبته و خاصةً لو كان أحمد صالح الخديوي رجل الأعمال المشهور الذي لا يقع بالحب بسهولة.. لكنها أوقعته بحبها.. إذاً متى موعِد الزفاف؟؟)
كما أنه انتشر خبر طلاق عمر و زينة، و صور لرقص زينة مع علي!!
لكن خبر أحمد و كارما هو من حصل على الانتباه و تسليط الضوء أكثر!
كان أحمد يقرأ الخبر بصوت مسموع في غرفته من على هاتفه.. ليزفر بغضب شديد و يقول لنفسه بضيق:
_" ده اللي كان ناقص.. زفاف إيه و زفت إيه يوم أما أتجوز... أتجوز البومة دي!!!"
•••••••••
و في غرفة كارما..
استيقظت على صوت أخيها باسل و أختها بيان و هما يصيحان لتنتفض من على سريرها بفزع قائلة:
_" إيييه...! "
بيان بصياح و هي تعطيها الهاتف:
_" اقرررأي..!! "
أمسكت الهاتف من أختها بصعوبة لتقرأ الخبر ثم تعتدل فجأة و تجلس على السرير بصدمه قائلة بعصبية:
_" ينهار أبيض.. زفاااف إيييه؟!"
نظرت لهما بصدمه و هبَّت واقفة و ارتدت شبشبها ذات الفراء الذي يُشبه الأرنب و ركضت خارج الغرفة مُتجِهة نحو غرفة أحمد لتجده خارِجًا من غرفته و يتجه بخطوات سريعة و غاضبة نحوها، لتتحدث عيونهما و كأنهما يودان قتل بعضهما..!
أسرعت خلفها بيان و كذلك باسل..
اتجه أحمد نحو كارما و وقف أمامها قائلاً بغضب و انفعال:
_" طلعتيلي منين..!!!"
أمسك بياقة بيچامتها الحرير و رفعها لمستواه قائلاً بغضب و هو يطحن أسنانه من شدة الغيظ:
_" أنا ربنا بلاني بيكي!، انتي أكبر مُصيبة في حياتي!"
كارما بانفعال و صراخ و هي ترفرف بقدمها التي لا تلمس الأرض:
_" تخيل أصطبح على وشك.. ده انت صرصور الحقل و خنفسة ياض.. و بعدين محسسني إنك الأمل اللي في حياتي ده انت أكبر مصيبة حصلتلي..!! "
و أمسكت بيده التي تُمسك بياقتها قائلة بحدة و عصبية:
_" سيب البيشامة..!! "
نظر بيان و باسل لبعضهما اللذان يُراقبان ما يحدث بين أكثر الأقرباء عداوة..!
تركها أحمد بعنف لتلمس قدمها الأرض مجددًا و قال و هو يُمرر أنامله في خصلات شعره بغضب:
_" هنعمل إيه في المصيبة دي؟؟!"
ليقول و قد ازداد غضبًا:
_" ده غير مصيبة عمر.. هنلاقيه إزاي ده كمان!!؟ "
كارما بانفعال و غضب:
_"حد قالك تحضنني؟!.. لازم مُحن الكلاب! "
نظر أحمد لعيونها و قال بانفعال و غيظ لأنها تلومه:
_" ياريتني ما اتنيلت حضنتك.. كان حضن السواد و الزفت!، و بعدين ما انتي اللى كنتي بتعيطي و بتتنحنحي!! "
بيان لباسل بخوف:
_" يلا أحسن يموتونا احنا..! "
باسل و هو يأيد كلامها بعين مرتعشة:
_"يلا..! "
و ذهبا و تركا أحمد و كارما يتعاركان..
و كل منهما يلقي اللوم و العتاب على الآخر..
أحمد و هو يصيح و يزداد غضبًا و بنبرة يكمن فيها الغيظ و الغيرة:
_"كان لازم ترقصي مع الزفت ده..؟!! "
كارما بانفعال و عصبية:
_" أنا حُرة و بعدين مكنتش أعرف إنه سافل..!! "
أحمد بانفعال و هو يقترب منها أكثر حتى كاد جسديهما يتلامسان:
_" و ليه ترقصي مع حد متعرفيهوووش..؟!!! "
دعست كارما بقوة على قدمه ليتألم و تقول بسراخ و هي تقف على أطراف أصابعها:
_" متزعقليييش..!!! "
نظر أحمد تلقائيًّا لقدمها ليرى الشبشب العجيب الذي ترتديه.. شبشب على شكل أرنب، نسى أحمد الحوار و المشكلة أصلاً و قهقه بدهشة..
تنظر كارما له باستغراب و غيظ ثم تنظر إلى ما ينظر إليه لتشعر بالحرج قائلة بصوت منخفض لكنه سمعه:
_" كاريزمتك راحت يا كارما..!! "
ضحك أحمد أكثر قائلاً بسخرية و كان هناك لمحة من المرح في عينيه:
_" كاريزما إيه..!؟ ده انتي عبيطة!! "
غضبت كارما و دعست على قدمه مرة أخرى بـ غل و استدارت لتذهب تاركة أحمد يتألم و تدِّب على الأرض بقوة و هي تمشي و كأنها تخرج طاقتها السلبية في الأرض الجامدة..!
ليُراقبها أحمد مُبتسِمًا.. و يتنهد و هو يفكر كيف سيحل هذه المشكلة..!
꧁꧂________________꧁꧂
دخلت بيان غرفتها و أغلقت الباب و اتجهت نحو سريرها و قفزت عليه بقوة و استلقت عليه تنظر لسقف الغرفة شاردة.. أين عمر؟ لما ذهب فجأة؟
لتتذكر ما قاله لها في الحفلة..
عمر بتساؤل و نبرة هادئة و هو ينظر لعينيها اللتان تلمعان عندما ينظر إليها:
_" هو أنا لو مشيت فجأة هتزعلي؟! "
استغربت بيان سؤاله لتقول بسخرية و بلاهة:
_" مشيت فجأة و هي دي حاجة تزعل..؟!!"
عمر بتنهيدة و كأنه يود لو يشق ملابسه لغبائها:
_" خلاص.. خلاااص!! "
في الوقت الحالي..
بيان بحزن و قد أغرورقت عينيها بالدموع:
_" زعلانة يا عمر.. زعلت! "
لقد تعلقَّت بهِ.. تعلقَّت بشخصيته المُميزة، و ابتسامته و كلامه الجميل و لُطفه و عيونه الجذابة!
تتمنى لو يعود الآن لتُسرِع و تعانقه بقوة لتؤكد له أنها حقًا تأثرت بغيابه.. و اعتادت على وجوده في القصر!
ما المدة التي سيتغيبها.. متى سيعود و هل سيعود اصلاً أم لا؟
يدور في عقلها عدة أسئلة تتمنى لو تحصل على إجاباتها بسرعة..
احتضنت وسادتها الصغيرة المحشوة بالقطن و ضمتها لصدرها بقوة و هي تدفن وجهها فيها و تبكي..
꧁꧂_________________꧁꧂
كان باسل يستعد للذهاب للجامعة فقد غاب من عدة محاضرات مُهِّمة طوال الفترة الأخيرة و يريد الإلتزام في آخر سنة دراسية.. وضع دفتره و أشيائه التي يحتاجها في حقيبة الظهر خاصته و ارتداها و خرج من غرفته ليسير في ممر طويل.. مارًّا بعِدة غُرَف من ضمنهم غرفة أسيل..
و عندما عبر غرفة أسيل كان باب الغرفة يُفتَح و تخرج منه أسيل التي كانت ترتدي ملابس أنيقة و بسيطة كالعادة..، بسرعة و كأنها تأخرت لتسير خلفه قائلة لتلفت انتباهه:
_"صباح الخير..! "
استدار باسل و ابتسم قائلاً و هو ينظر إليها بانبهار و سرور و يُغازلها بطريقة غير مباشرة :
_" صباح النور..، أو الورد.. أو أي حاجة حلوة!! "
سارت بجانبه و هي تبتسم و أكملا طريقهما للأسفل ليقول باسل باهتمام:
_" عندك محاضرات برضو؟! "
أسيل بتنهيدة:
_" أيوه..! "
باسل بابتسامة ودودة:
_" بما إن طريقنا واحد فإيه رأيك لما نخلص محاضرات أعزمك على غدا حلو..؟! "
ابتسمت أسيل و وافقت على عرضه.. ليذهبا للجامعة معًا بعدها..
꧁꧂______________꧁꧂
كانت سميحة تقف في غرفتها الصغيرة الموجودة في المطبخ و تتحدث في الهاتف بسرية..
سميحة بلُطف:
_" متقلقش يا حبيبي محدش هيعرف..! "
المجهول:
_" كويس.. خلي بالك من نفسك و لو شكوا فيكي متقوليش حاجة! "
سميحة بابتسامة و بنبرة حنونة:
_" حاضر.. المهم ربنا يرجعك بالسلامة! "
ابتسم المجهول ليقول بتنهيدة:
_" ادعيلي يا دادة..! "
سميحة بحنان:
_" ربنا يوقفلك ولاد الحلال و ترجعلي بالسلامة وحشتني أوي يا عمر، اليوم اللي مش بشوفك فيه بحس إني بقالي سنين مشوفتكش! "
عمر بحُب لهذه السيدة فهي في مكانة والدته:
_" تسلميلي يا غالية.. و انتي وحشتيني جدً..! "
ابتسمت سميحة و حمحم عمر ليتابع بحرج:
_" بقولك يا دادة.. قولي لبيان أنا فين بالظبط و طمنيها و قوليلها متقولش لحد! "
ضحكت سميحة و قالت بمكر:
_" اشمعنا بيان.. انت وقعت و لا إيه يا عمر؟! "
ضحك عمر ضحكة رجولية جذابة ليقول بابتسامة زادته وسامة و بنبرة يكمن فيها مشاعر كثيرة:
_" شكلي كده..ادعيلي أقوم بالسلامة!"
_" بس قوليلها هي بس، و خليها متقولش لحد و اديها رقمي ده، و خليها تتواصل معايا ..!"
سميحة بلُطف و سرور:
_" حاضر..! "
ليُنادي أحدهم على سميحة فتقول لعمر بتوتر:
_" يلا يا عمر سلام علشان بينادولي..! "
أنهت المكالمة و أغلقت الهاتف تمامًا، لتدخل عليها صفاء غرفتها قائلة بحدة:
_" مش بنادي عليكي!؟.. مبترديش ليه؟ "
توترت سميحة و قالت:
_" كنت جاية أهو يا صفاء هانم..! "
صفاء بشك:
_" كُنتي بتكلمي مين؟؟! "
سميحة بتوتر ملحوظ:
_" كُنت بكلم بنتي شيماء.. أصلها متخانقة مع جوزها و بقولها تلم الدور! "
صفاء بشك:
_" امم... طيب يلا اطلعي اعمليلي فنجان قهوة..!"
سميحة بإرتباك:
_" حاضر..! "
꧁꧂_________________꧁꧂
كانت مديحة تقود سيارتها مُتجِهة إلى الشقة التي تُقابل فيها عشيقها..
لكنها لا تعلم أن هنالك من يُراقبها و يود الإيقاع بها!!
تقود سيارتها لتنظر في المرآة التي تظهر السيارات خلفها لتجد سيارة سوداء تسير خلفها.. لقد رأتها أكثر من مرة ليزداد ارتباكها و توترها.. لقد اقتربت كثيرًا من العمارة التي يسكنها عشيقها..
وصلت للمبنى و نزلت من سيارتها عندما وجدت أن السيارة السوداء لم تعد تلاحقها لتدخل العمارة..
و فجأة يدخل خلفها شخص طويل القامة ذو جسد نحيف مُرتدي ملابس سوداء..و قناع على وجهه حتى يكون متخفيًا..!
وقفت أمام باب الشقة و قامت بالضغط على زر الجرس و ذلك الغامض مازال يُراقبها و يقوم بالتصوير..!
فتح لها شاب في مُنتصف الثلاثينات و لسوء حظها قام بإحتضانها و قبَّلها من خدها قائلاً بخبث:
_" وحشتيني..! "
لتبتسم و تدخل الشقة و يدخل خلفها و يغلق الباب..
لينتهي من تصوير الفيديو و يبتسم بخُبث و ينزل الدرج و يغادر المبنى و يركب سيارته السوداء القديمة و يغادر المنطقة بأكملها.
و هو يقود سيارته رن هاتفه ليجاوب قائلاً:
_" كل حاجة تمام يا باشا و الفيديو معايا..! "
المجهول٢:
_" كويس.. و افضل راقبها أنا عايز فيديو و هي في حضنه!! "
المجهول١:
_" هيحصل يا باشا متقلقش..! "
و أنهى المكالمة...
꧁꧂_________________꧁꧂
كان قاسم جالِسًا في غرفته على الأريكة و يبكي بتأثر و هو يُقلِّب في ألبوم الصور القديمة و يردد بصوت مبحوح من البكاء:
_" آسف يا فاطمة آسف يا حبيبتي آسف..! "
لتدخل عليه زوجته و تتفاجئ من حالته هذه و تحدثه بالتركية قائلة:
_" ما بِك؟ "
_"neyin var؟"
أغلقت الباب و اتجهت نحوه و جلست بجانبه و رأت الألبوم لتُربت على ظهره و هو مازال يبكي و يقول بحزن:
_" أنا شاركت في الجريمة بـ سكوتي.. أنا مُجرم يا كاميليا..! "
نظرت له بتأثر و تنهدت قائلة:
_" لا.. أنت لستُ مُخطِئًا، ماذا كنت ستفعل حينها؟ هل كنت ستبلغ الشرطة أم ماذا، هذه عائلتك أيضًا! "
._"Yanılmıyorsun, o zaman ne yapardın? Polisi arayacak mıydın, ne oldu, bu senin de ailen!"
قاسم بندم و حزن:
_"و هي أختي.. و هو كان جوز أختي و صاحبي أنا أحقر أخ و صاحب!"
ربتت كاميليا على كتفه بحب و قالت بحنان بلكنتها المصرية:
_" أنا عارفة قد إيه كنت بتحبهم.. بس متلومش نفسك على حاجة مالكش ذنب فيها!! "
قاسم بحزن و تأثر و ندم:
_" و عيالهم ذنبهم إيه يبقوا عايشين مع عيلة مجرمين!! "
تنهدت كاميليا و قالت بـ رزانة:
_" احكيلهم كل حاجة..! "
نظر لها قاسم و قد اتسعت عينيه من الصدمه ليقول بارتباك و توتر:
_" مستحيلل.. دول هيكرهونا و بالأخص كارما، دي أكتر واحدة مش بتحبنا!! "
ليُتابع بسخرية و حزن و ندم:
_" هروح أقولهم إيه؟؟ احنا قتلنا أبوكم و طفحنا أمكم الدم لحد ما ماتت بقهرها!!!؟ "
حزنت كاميليا عندما تذكرت فاطمة، تلك المرأة اللطيفة و الجميلة التي كانت تعاملها بحب و كأنهما أختين..!
ثم نظرت لزوجها و قالت بهدوء و بحزم:
_" انت لو معترفتش.. كده هتكون مشارك في الجريمة!"
نظر لها و كأنه يفكر في الأمر ليقول و هو ينظر للفراغ أمامه بندم و قلة حيلة:
_" في الوقت المناسب! "
꧁꧂_____________꧁꧂
كان يقف و ينتظرها كما اتفقا ليجدها قادمة من بعيد فيُشير بيده لها و يبتسم لتراه و تتجه نحوه..
وقفت أمامه و ابتسمت قائلة:
_" اتأخرت؟؟! "
باسل بسخرية و بنبرة مرحة:
_" لا خالص كلها ساعة و نص..فداكي!"
شعرت أسيل بالحرج للحظات، لكنها قالت بمرح:
_" ها هتوديني فين أنا هموت من الجوع..! "
ابتسم باسل و مد يده لها قائلاً:
_" هوديكي مطعم تحلفي بجماله!! "
أمسكت أسيل يده بحماس قائلة بفضول و تشويق:
_" يلا بيناا..! "
و ذهبا و هو يمسك بيدها و تدق الطبول في قلبه من السعادة.. ♡
꧁꧂_______________꧁꧂
كان أحمد في مكتب جده و يشعر بالغضب الشديد من انتشار خبر إرتباطه بكارما..
الخديوي بصرامة:
_" انت لازم تكدب الخبر.. أكيد مش هتفضل ساكت أكتر من كده!!"
زفر أحمد و قال بضيق:
_" مأنا طلعت و كدبته.. بس برضو الزفت الصحافة لسه مصممين على إني بحبها! "
ضحك الخديوي ضحكة ساخرة و قال بمكر:
_" و ماله!؟.. البنت زي القمر! "
نظر له أحمد بتحذير و قال بغيظ:
_"جدو اوعى تفكر حاجة كده و لا كده!!"
ليُتابع بتصميم و كُره:
_" مُستحيل.. أنا بكرهها و مبطيقهاش!! "
لينتقل المشهد لبيان التي كانت تجلس مع كارما و التي تُحدث كارما بخبث و تقول:
_" و ماله؟.. ده حتى أحمد راجل چان!! "
كارما بغضب و تصميم:
_" مُستحيللل أنا بكرهه و مبطيقهووش!، ده وشه شبه الطاسة!! "
و نعود مرة أُخرى لأحمد الذي يقول لجده بتنهيدة و هو يمرر يده في خصلات شعره بغضب:
_" المصايب ملاحقاني و هي أكبر مصيبة! "
و يُكمل قائلاً بنبرة جادة :
_" عرفت أي أخبار عن عمر؟؟.. لحد دلوقتي محدش يعرف مكانه!"
الخديوي و هو يحتسى قهوته و كان يفكر:
_" لا.. كأنه فص ملح و داب، بس رجالتي بتدور عليه في كل مكان! "
ليضع الفنجان على المكتب العريض الفخم أمامه و الذي يفصل بينه و بين أحمد و يقول بضيق:
_"مش ناوي تتجوز و لا مستني لما تتم الخمسين؟؟!"
أحمد بضيق و هو يتأفف:
_" يا جدو انت عارف إني بكره السيرة دي! ، و بعدين مفيش واحدة عجبتني كلهم مبيحبوش غير الفلوس و الشهرة!! "
الخديوي بابتسامة غريبة:
_" طب و إيه رأيك في أسيل؟؟!! "
خرج أحمد عن شعوره في هذه اللحظة و قال بانفعال:
_" تاني يا جدو؟؟ ما أنا قولتلك مليون مرة إنها زي أختي الصغيره.. دي أصغر من مريم!! "
الخديوي بجدية و صرامة:
_" مش بالسن!! ، لو مش هتتجوز أسيل.. شوف واحدة تتجوزها خلال شهر! "
أحمد بصدمه و عصبية:
_" نعم!!؟، هو سلق بيض!!؟ "
الخديوي ببرود و هدوء أكمل:
_" و لو خلص الشهر و ملقيتش عروسة هتتجوز أسيل!"
هبَّ أحمد واقفًا من مكانه ليقول بغضب:
_" جدو انت بتهزر.. يعني إيه شهر ألاقي عروسة،هي عروسة لعبة!! ده جواز!، أنا مش هتجوز غير البنت اللي تعجبني و أعجبها مش أول ما أشوف بنت أتجوزها علشان متجوزش أسيل!! "
الخديوي بحدة و حزم:
_" متعليش صوتك يا ولد..!! "
ليُتابع بحدة:
_" ده اللي عندي.. لازم تتجوز و تخلف و تبقى مسؤول عن أسرة مش هتفضل طول عمرك أعزب!! "
تأفف أحمد،لقد ملّ من تحكمات جده،لذلك نظر لجده قائلاً بنبرة حادة و واثقة:
_" أنا مش هتجوز أسيل، و ده اللي عندي! "
ليُتابع بغضب:
_" و لا عايزني لما أتجوزها أطلقها زي عمر و زينة!!؟ "
صمت الخديوي و لم يتحدث فهو يعلم جيدًا أنه كان مُخطِئًا بخصوص زواج عمر و زينة فعلاقتهما الآن أصبحت منقطعة تقريبًا و لا يتحدثا أبدًا.. و كأنهما ليسا أبناء عم!
ليُكمل أحمد و هو يستعد للمغادرة:
_" حاول تشوف حاجة تشغل بيها وقتك، غير حياتنا!!، عن إذنك! "
و استدار ليُغادر ليوقفه الخديوي قائلاً بجدية و ندم:
_" أنا أيوه غلطت لما جوزت عمر و زينة..!"
استدار أحمد مجددًا ليُكمل الخديوي كلامه قائلاً بفتور :
_" بس ده لمصلحة عمر و كمان لأن زينة كانت بتحبه... و أنا عارف إنك بتحب زينة! "
زفر أحمد و قال ببرود،لكن بداخله كان يشتعل:
_" ده كان زمان.. أنا حاليًّا مبحبش حد! لا زينة و لا غيرها، كان في و خلص! "
ليُكمل أحمد بابتسامة ساخرة و بمرارة:
_" و لما حضرتك عارف إني بحبها ليه جوزتها أخويا و دمرت علاقتنا ببعض..؟! "
أكمل بغضب:
_" أنا بكره جواز القرايب علشان كده!!"
و استدار أحمد و غادر هذه المرة المكتب تاركًا جده و ا
أفكاره التي لا يفهمها أحد...
꧁꧂_______________꧁꧂
يجلسان حول طاولة خشبية صغيرة في مطعم صغير و قديم نوعًا ما في إحدى المناطق الشعبية.. ليقول باسل بحماسة:
_" بُصي أراهنك لو المطعم و الأكل اللي هنا معجبكيش..! "
نظرت أسيل حولها بقلق و شك، و هي ترى الناس الموجودين في المطعم ينظرون إليها بـ نظرات غريبة لتنظر لباسل قائلة بتوتر:
_" إيه المطعم ده؟؟!"
ابتسم باسل قائلاً بغرور:
_" ده أحسن مطعم فلافل و مشويات فيكي يا مصر! "
أسيل بابتسامة ساخرة و بشك:
_" واضح..!! "
جاء النادل ليأخذ طلباتهما فطلب باسل و غادر النادل..
لتنظر أسيل لباسل الذي يقول:
_" على طول كنت باجي هنا.. فاطر، متغدي،متعشي و كل ده ميكلفش100 جنيه..! "
تفاجئت أسيل من السعر لتقول بتوتر و قد زاد شكها:
_" و ده محسسكش بحاجة؟.. مثلاً الأكل مش مظبوط؟؟!! "
باسل بنفي و بثقة كبيرة و كأن صاحب المحل زوج خالته:
_" لااااا، دول بيعملوا أكل جامد.. ده غير المشويات حكاية، أوعدك هتاكلي أحلى ريش و ممبار في حياتك!"
_" مباكلش الممبار! "، قالتها أسيل بضحكة خافتة و متوترة..
نظر لها بصدمه قائلاً:
_" إيييه؟!! "
نظرت له باستغراب من طريقته، ليُتابع:
_" لا لا، مبحبش الدلع في الأكل، الأكل له احترامه، انتي هتاكلي كل حاجة!! "
نظرت له و ضيقت عينيها بغيظ..
كانت أسيل تشعر بالقلق من المطعم و لكن خفف توترها قول باسل:
_" أنا بيتي القديم قريب من هنا.. علشان كده كنت باجي كتير! "
ابتسمت له أسيل و لم تتحدث ليُكمل بابتسامة لطيفة:
_" لو مش مبسوطة نمشي! "
أسيل بنفي و هي تهز رأسها بسرعة و ابتسامة زادتها جمالاً:
_" لا لا.. الأجواء هنا لطيفة!! "
لم يمر الكثير من الوقت ليأتي النادل بالطعام و وضعه أمامهما على الطاولة و أسيل تنظر للطعام بشك و قلق و باسل ينظر بسعادة و جوع شديد..
ذهب النادل و بدأ باسل يتناول قطع اللحم المشوي قائلاً و هو يمضغ الطعام:
_" كلي كلي دي أحلى لحمة هتدوقيها في حياتك..!"
نظرت أسيل له و كتمت ضحكتها، بدأت في تناول السلطة ليقول باسل باستنكار:
_" سلطة إيه!؟ كلي لحمة.. و كلي ريش دي مشوية عالفحم!! "
تناولت أسيل أول ملعقة سلطة لتبدأ في تناول الأرز و الدجاج أولاً..
و باسل يأكل بشراهة كبيرة اللحم و المشويات و الأرز و أسيل تُشاهده بصدمه و ذهول و صمت،إنه يعشق الأكل فعلاً..!!
توقفا عن الأكل عندما سمعا صوت ضجيج و كأن هناك مشكلة حدثت.. و عندما سألا أحد الناس الموجودين في المطعم قال:
_" ده البوليس جه و بيتخانق مع صاحب المحل و هيدخلوا يفتشوا المحل!"
نظرت أسيل لباسل بقلق و هو يأكل قطعة لحمة و يشرب الشوربة باستمتاع و تلذذ..
اسيل بارتباك و صدمه:
_" باسل معتش تاكل، بيقولك البوليس بره!! "
باسل بعدم اهتمام و عدم اكتراث:
_" تلاقيها ضرايب و المشكلة هتخلص أنا دافع ماكلش ليه! "
دخلت الشرطة المطعم و دخلت المطبخ الذي يتم فيه طهي الطعام و المذبح الذي يتم فيه ذبح البقر و الدجاج و بعد القليل من الوقت خرج رجال الشرطة و العساكر الذين يسحبون الحمير معهم لتنظر أسيل بصدمه و باسل الذي يوجد في فمه الطعام لهذا المنظر المقزز و الجميع مصدوم.. نظرت أسيل لباسل بصدمه للحظات،كان قد توقف عن مضغ الطعام و ينظر بصمت و صدمه للحمير،بصق باسل الطعام و هو يسعل بقوة فتناوله أسيل زجاجة المياه و يفتحها باسل و يشربها بسرعة و أسيل كاتمة ضحكاتها..
꧁꧂________________꧁꧂
كانت بيان تحاول أن تهون على كارما الغاضبة من انتشار الخبر و التي غضبت أكثر عندما انتشر أن الخبر كاذب بسبب أحمد.. لقد غضبت من طريقته في تكذيب الخبر حيث أهانها كثيرًا عندما قال:
_" هي مش نوعي المفضل و أكيد لو ارتبطت بواحدة هتكون في نفس مستوايا الإجتماعي.. ده غير أنه أكيد هصرّح بده و هطلع اتكلم علشان متنشروش أخبار كاذبة خاصةً لو بتخص حياتي الشخصية!! "
لكن واحد من الصحفيين قال له:
_" بس احنا عرفنا إنها بنت عمتك المتوفية، الكلام ده صحيح؟! "
أجاب أحمد سؤاله ببرود:
_" صلة القرابة مش مهمة دلوقتي، المهم إن دي إشاعة، مفيش بيني و بينها حاجة! "
كانت كارما تكاد تنفجر من الغضب، هي ليست من نفس مستواه؟ و ليست نوعه المفضل؟ تبًّا لغروره..!
بيان بلُطف مُبتسِمة:
_"متضايقيش نفسك.. اللي حصل حصل!! "
كارما بانفعال و عصبية:
_" شخص حقير.. طب يتكلم بإحترام مفكر نفسه إيه؟؟؟؟، ده حتى معترفش إننا ولاد عمته، بيتوه في الإجابة!! "
كانت بيان ستتحدث لكن قاطع كلامها صوت طرق الباب لتأذن بيان بدخول الطارق لغرفتها..
لتدخل سميحة قائلة بلُطف:
_" ممكن دقيقة من وقتك يا آنسة بيان؟ "
هبَّت بيان واقفة من على سريرها و قالت:
_" أكيد..! "
و ذهبت مع سميحة لممر لا يوجد به أحد و تركت كارما تكاد تشتعل من الغضب و الكره أيضًا..
بيان بتساؤل و فضول:
_" خير يا دادة سميحة؟ "
أعطتها سميحة ورقة قائلة:
_" دي ليكي و اوعى تقولي لأي حد.. اتصلي على الرقم ده! "
لم تفهم بيان و فتحت الورقة لتجد رقم هاتف لتنظر لسميحة قائلة بفضول و استغراب:
_" رقم مين ده؟؟ "
سميحة بابتسامة و بسرور:
_" رني وقت ما تكوني لوحدك و انتي هتعرفي كل حاجة..! "
و تابعت:
_" عن إذنك! "
و استدارت لتذهب لكن بيان أوقفتها قائلة بهدوء:
_" عُمَر؟! "
التفت سميحة و ابتسمت دون أن تقول شيء و غادرت تاركة بيان تتأمل رقم الهاتف.. و تشعر بالفضول و الحماس و الإشتياق معًا..
꧁꧂________________꧁꧂
كان يسيران معًا و أسيل تضحك و لا تستطيع التوقف عن الضحك و باسل يشعر بأنه سيموت من شدة القرف بسبب تناوله هذا الطعام و من الحرج أيضًا، لتسخر منه اسيل قائلة و هي تُقلّده:
_" كلي كلي دي أحلى لحمة هتدوقيها في حياتك..! "
ضحك باسل على طريقتها ليقول:
_" بس و الله طعمها حلو..! "
أسيل بتقزز و عصبية طفيفة:
_" يعملوا إيه علشان يقرفوك؟!! مش فاهمة يعني شوفت بعينك الحمير و هي خارجة من المدبح..!! "
باسل بقرف و اشمئزاز:
_" بس متفكرينيش!!،ده أنا طول عمري باكل من أكلهم،ده متربي في المطعم،حاسس إني كلت لوحدي عشرين حمار!! "
قهقهت أسيل،ثم قالت و هي تُقلّده:
_"كلي كلي، بتاكلي سلطة بس ليه؟!.. ده أنا فاطر متعشي متغدي فيه و بدفع 100 جنيه بس!!! "
ضحك باسل على كلامها و قال بحزن و ندم:
_" أنا متضايق علشان مأكلتيش..!! "
أسيل بصدمه:
_" كنت عايزني أتسمم؟! عايز تسممني يا باسل؟!، طب انت عندك مناعة علشان عايش على أكلهم،لكن أنا غلبانة مناعتي ضعيفة ..!! "
باسل بصدمه مُبررًا:
_" أسممك إيه، اسمعيني..!! "
لا تُعطيه فرصة ليُبرر و تقول بعصبية خفيفة:
_" عايز تسممني اعترررف..!! "
هز باسل رأسه بنفي و قال:
_" استني أوضحلك.. أقصد إن الخروجة باظت كان لازم أوديكي مطعم تاني. "
عدلت أسيل شعرها و قد فهمت الآن قصده، و قالت بلُطف مُبتسِمة:
_" بس اتبسطت..! "
لترى عربة مثلجات من بعيد و تقول لباسل بحماس و سعادة و إلحاح:
_" تعالى نجيب آيس كريم بسرررعة..! "
نظر باسل للعربة و وافق و اتجها نحوها ليشتريا المثلجات..
وقفا أمام العربة ليبتسم باسل للبائع الذي رحب بهما..
باسل و هو ينظر لأسيل:
_" عايزة طعم إيه؟؟ "
أسيل بسعادة:
_" فراولة..! "
باسل للبائع بابتسامة:
_" واحدة كونو فراولة للفروالة و واحدة شوكلاتة ليا..! "
نظر له البائع و ضحك و هو ينظر لأسيل التي استوعبت للتو إطرائه، البائع بلُطف:
_" من عيوني..! "
جهز البائع المثلجات و أعطاها لهم ليدفع باسل له المال و يغادرا مُتجِهان للقصر..
و يسيران معًا و يأكلان المثلجات بسعادة و بالأخص أسيل التي تعشق الفراولة..،و التي أصبحت تعشقها أكثر بسبب إطراء باسل!
꧁꧂_______________꧁꧂
كان أحمد جالِسًا في مكتبه في الشركة و يُقلِّب في هاتفه قليلاً ليجد إشعار برسالة على تطبيق الواتساب ليدخل التطبيق و يرى رقم مجهول و ينقر على الشاشة ليرى الرسائل التي تحتوي على:
_" بدل ما أنت قاعد تقلب في التليفون راقب أهل بيتك و خصوصًا الست الوالدة. "
اندهش أحمد من الرسالة ليكتب للمجهول و هو غاضب:
_" أنت مين؟! "
أرسل المجهول على الفور و كأنه كان يعلم أن أحمد سيسأله هذا السؤال فكتب الإجابة مُستعِدًا:
_" مش مهم يا نجم.. المهم راقب أمك كويس لإن مشيها شمال! "
غضب أحمد أكثر و انفعل و كان سيكتب رسالة ليتفاجئ بالرقم المجهول يرن عليه ليجاوب بانفعال:
_" انت مين يالا؟! "
المجهول بضحكة مستفزة و كان يستخدم برنامج لتغيير الأصوات:
_" مش مهم..! "
تابع بسخرية و برود:
_" المهم أمك..! "
أحمد بانفعال و غضب:
_" انت حقير.. إيه اللي يثبت كلامك؟، إزاي تتجرأ و تجيب سيرة أمي!! "
تنهد المجهول وقال بملل:
_" معايا أدلة كتير بصراحة.. تحب أبعتلك فيديوهات و لا صور؟؟ "
صُدِمَ أحمد مما يقوله هذا الغريب ليقول بإرتباك و عصبية:
_" قصدك إيه؟؟ "
المجهول ببرود و باستمتاع:
_" قصدي إن معايا الدليل.. تحب أبعتلك و لا تشوفهم في التليفزيون دايركت؟! "
كان أحمد مصدومًا و مُرتبكًا و قال:
_" لا لا.. تيليفزيون إيه... إياك، عايز كام؟ "
ضحك المجهول بسخرية و قال ببرود مُريب:
_" مش فلوس..! "
أحمد بعدم فهم:
_"مش فاهم.. عايز إيه؟! "
المجهول بنبرة باردة و خبيثة :
_" عايز كارما!! "
꧁꧂_____________꧁꧂
يتبع... ♡