روايات احلام/ عبير: ومرت الغي...

By Rano2009

133K 2.5K 49

-لا هذا مستحيل ! .. صرخت شيلي عندما علمت ان باسم زبونها الجديد و قد عهد اليها مديرها بمهمة تجديد ديكور قصر أ... More

الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل الثامن
الفصل التاسع والاخير

الفصل السابع

13K 272 0
By Rano2009

نظر نيك اليها بدوره ,و ابتسم ابتسامة خالية من اية سخرية , كانت نظراته كالنسيم رقيقة , فنظر حوله و تأكد من ان لا احد يراهما على الشاطئ ,ثم مد يديه نحوها و ساعدها على النهوض و ضمها الى جسده الرطب, فحاولت الابتعاد عنه لكنه كان يمسكها بين ذراعيه بقوة, ثم انحنى وتناول شفتيها ففقدت كل مقاومتها وبادلته قبلة حارة طويلة مليئة بالحب والرغبة.
- شيلي لنعد الى المنزل ... همس نيك بصوت منخفض .
فهزت رأسها و ابتسمت, ولكن عندما عادا الى المنزل فهما ان لحظات الشوق التي قربتهما تبددت من جديد, فقضيا بقية بعد الظهر بالعمل و في المساء ذهبا لتناول في فندق الكستيلو علي شاطئ البحر, و تناولا الطعام بجو لطيف .. و تلذذا بشرب النبيذ, شعرت شيلي وكانهما لم يفترقا ابداً, كل شيء كما كان في الماضي, باستثناء انها كانت صغيرة و كان نيك اكثر نضج منها, اما الآن فلقد ازداد نضجهما .
و اذا طرحت عليه السؤال الذي يحرق شفتيها ؟ نيك يظهر لها لطفاً كبيراً و لكن هل يمكنها ان تنسى تلك البرودة التي واجهها بها بعد ممارسة الحب معها مؤخراً, كان قد اعلن لها بأن هذه لحظات من اللذة لا اكثر ؟.
- انعود الى المنزل الآن ؟ سألها بلطف مبتسماً, فابتسمت و دق قلبها و جف ريقها .
- انها سهرة رائعة ! .قالت و هي تنهض .
- نعم بالفعل .
كل شيء كما في الماضي و كأن شيئاً لم يكن احاط نيك خصرها بذراعه و اتجها نحو السيارة, كادت تبكي من فرحتها .. وقد اسندت رأسها على كتفه .
قبل ان يفتح باب السيارة توقف نيك و نظر الى عيونها مباشرة لماذا لا تستطيع ان تقرأ افكاره ؟ كم تتمني ذلك .
- تبدين متعبه ووجهك شاحب .
- لست معتادة على مثل هذا الطقس الدافيء
- اتجدينه حاراً هنا ؟ سألها بقلق .. الا تحبين الطقس الدافيء ؟
- بالتأكيد بلى ! ولكن يجب ان اعتاد عليه .. ساعتاد بعد يوم او يومين .
ثم انطلقا و بعد قليل وصلا الى الفيلا وكان ضوء القمر قوياً فتذكرت قصر الالشويك الخالي .
- كنا نحبه نحن الاثنان . قالت بصوت مرتفع
- احببنا ماذا ؟

- عفواً, لقد زل لساني, كنت افكر بالقصر, كنت اقارنه بهذا المنزل.
- تقارنين القصر بهذا المنزل ؟
- انا اعلم بانهما لا يقارنان .
- بالفعل, هذا المنزل فيلا يونانية نموذجية و الالشويك قصر انكليزي النموذج.
- لكليهما سحر خاص .
- يجب ان تظهر قيمة هذه الفيلا ايضاً.
- سيكون ذلك !
- باقرب وقت !
- نحن لم نبدأ بعد.
- غذاً سنضع كل التفاصيل قيد التنفيذ !
- تقصد انك ستهتم بهذا العمل ... معي ؟ .. فأكد لها باشارة من رأسه .
- سنقرر كل شيء معاً, انت و انا حتي ادق التفاصيل
ازدادت دقات قلبها و احتارت بين الامل و الخوف .
- ولكن تصور .. ان لا تحب خطيبتك كل هذا ؟
- خطيبتي ... ستحب ذلك !
كان النور مضاءً في المدخل و الصالون لكن المنزل يبدو خالياً, ففتح نيك الباب بمفتاحه الخاص .
- اوه سيد نيكولاس ! صرخت آلان .. كان يجب ان ترن على الجرس لنفتح الباب لك الباب...
- لا بأس الآن بامكانك الانصراف, لسنا بحاجة لشيء
- حسناً, سأنصرف كالينيكتا !
- كالينيكتا آلان .. و ابتسم لها .
عندما خرجت آلان التفت نيك نحو شيلي التي تبدو الدهشة على وجهها .
- انا ,لا اتكلم اليونانية, ولكني اعرف بعض العبارات ...
- اعتقدت انك تعلمت القليل منها خلال اقامتك فيها .
- القليل نعم ولكن ليس الكثير ليس بالقدر الذي يجب ان اعرفه .
- لماذا اتنوي ان تعيش في اليونان ؟
- هذا ممكن ...
- ولكنك اذا .. ستصبح هذه الفيلا مكان اقامتك الرئيسي ؟ و خطيبتك ...
- هيا بنا الى الصالون .قال لها وهو يتثاب .. انه ليس مريحاً, اعلم ذلك ,لكن يمكننا ان نجلس و نشرب كأساً .
- بالامكان جعله غرفة رائعة الجمال ..
- الراحة تأتي قبل الجمال ولكن اذا استطعنا تأمين الشرطين معاً, سيكون افضل ايضاً .
بعد ان ملأ كأسيهما اقترب من الكنبه التي تجلس عليها .

احست شيلي بان قلبها سيتوقف وتمنت ان يجلس بقربها وكأنه قرأ افكارها, اقترب منها ووضع كأسه على الطاولة الصغيرة, ولمعت عيونه ببريق ساخر وهو يأخذ الكأس من يديها المرتجفتين .
- انت لم تعودي متعبة . قال وهو يساعدها على النهوض .
ارتعشت و اربكها قربه الشديد منها وشمت رائحته المألوفة لديها ولم تستطع المقاومة وانحنى نيك وتناول شفتيها بشوق ورغبة, فضمت نفسها اليه اكثر, والتصق جسداهما واخذ قلبهما يدقان على نفس النغم المجنون .
اصبحت لمسات نيك اكثر جرأة و اثبت لها انه لم ينسي شيئاً من ردات فعلها وتأثرها فأيقظ في كيانها رغبة قوية جعلتها تطلب المزيد .
- شيلي .. انت لا تزالين مثيرة كما في الماضي ...
و احست به يحملها بين ذراعيه و يتجه نحو غرفته, فأحاطت عنقه بيديها,و اخيراً وضعها علي السرير الكبير وبدا يعريها كما في الماضي, بكل بطء مدروس , وهو يلتهمها بنظراته , ظل يتأملها برغبة واعجاب الى ان احمر وجهها واشتعل الدم في عروقها, فجذبته نحوها , وكأنها تتوسل اليه كي لا يتوقف, فامطر وجهها وعنقها بالقبلات الحارة ويداه تداعبان جسدها الى ان اخذت ترتجف بين ذراعيه, وغابا في عالم اللذة, ولم يعودا يدركا شيئاً في العالم الخارجي, وعندما هدأت انفاسهما ضمها الى صدره بحنان و ساد بينهما صمت طويل .
- نيك انت تحبني ؟. همست شيلي بصوت ضعيف, ظل سؤالها بدون جواب ,لأن نيك كان قد نام نوماً عميقاً .
كانت شيلي قد استيقظت عندما فتح نيك عينيه مع طلوع الفجر, رأته ينهض على مهل وكانت قد تاملته طويلاً اثناء نومه, كان لا يزال جميلاً وهو نائم ,لأن ملامحه تحتفظ بكل لطفه, لكنها تفقد كل تعجرف و قسوة و ترتسم ابتسامة على ثغره تنير وجهه وهو يغفو .
كيف امكنها ان تعتقد بانها توقفت عن حبه ؟ كيف تصورت انها بامكانها العيش مع رجل اخر ؟ حبها لنيك لا يزال قوياً, لكنه اصبح اكثر نضجاً .
الا انه الآن اختفي في الحمام ودون ان يلقي نظرة نحوها, ودون اية حركة حنان ودون كلمة صباح الخير ...
فنهضت بدورها و ارتدت روب الحمام ووقفت امام النافذة تتأمل بزوغ الفجر, وفكرت بأنها تتمني العيش هنا اكثر من العيش في ذلك القصر الذي اعتقدت انها ستعيش فيه مع نيك .. و فجاة خرج نيك من الحمام وهو يلف علي خصره منشفة كبيرة وشعره لا يزال مبللاً, فتأملت الرجل الذي كان في الماضي زوجها, وكان ليلة امس عشيقها, انتظرت بقلق لكن لم يحصل شيء قال لها بكل هدوء .
- انا لم اعد بحاجة للحمام بامكانك استعماله ! لقد نهضنا باكراً .. و هكذا يمكننا ان نبدأ العمل بساعة مبكرة ! يجب ان ننهي عملنا بمدة شهر واحد ...
- شهر واحد ؟ لكن لن يكون متسع من الوقت !
- هناك عمل كثير اعلم ذلك و اعتقد انه سينتهي بمدة شهر .

حبست شيلي دموعها ودخلت الى الحمام مرة جديدة كان يسخر منها, ولكن ستكون آخر مرة ! لن تسمح له مرة ثانية ان يقترب منها, اذا كان بحاجة لاشباع حاجاته الجسدية, فليس عليه سوى ان يقصد المدينة, لم ينفعها الحمام بتهدئة غضبها وظلت عيونها تقدح غضباً الى ان التقت نيك اثناء تناول الفطور .
- ما بك شيلي ؟
- اريد ان اقول لك بان ما حصل الليلة الماضية لن يتكرر ابداً! واذا لم يعجبك ذلك سأعود الى انكلترا وستجد غيري يشرف على ديكور هذه الفيلا لك وللامرأة التي ستتزوجها !
- انا لا افهم شيئاً شيلي . اجابها بهدوء وهو يقطع قطعة من الخبز .
- حسنا هذا لأنك ابله تماماً .
- هذا ممكن . ولكن لما كل هذا الغضب المفاجىء ؟
فاخذت نفساً عميقاً و قررت ان تنقذ نفسها ..
- انسى ما قلته نيك , ان موقفك ازعجني انا غبية .. على كل حال ما حصل ليس مهما بالنسبة لي ولا بالنسبة لك .. والآن لنعد الى عملنا اذا كنا نريده ان ينتهي في المهلة المحددة ... الا يزال يوجد قهوة ؟
وتناولت القهوة بعصبية بينما اخذ نيك يتاملها بابتسامة غريبة .
بعد اسبوع كانت الفيلا قد امتلأت بالعمال و شيلي في الصالون تتفحص اوعية الدهان التي ارسلتها شركة اثينا .
- حسنا لقد رأيت كل هذا, لو سمحت ساعود الى صالة الطعام لأتأكد من القياسات . قال لها نيك ثم خرج .
ان سرعة العمل كانت ترهقها, ولم تكن تعلم لماذا نيك مستعجل جداً علي انتهائه, ايريد ان يتزوج بسرعة ؟ ووقفت امام النافذة تتأمل جرس الكنيسة التي تظهر من بعيد و كان البحر يبدو اكثر زرقة من عادته وبعض الغيوم تتقدم في السماء, و فجأة دخل نيك فالتفتت نحوه و قطبت حاجبيها, لم تكن ترغب بالنقاش معه .
- كنت اريد ان اخبرك بان داليا ستصل بعد ظهر غد. قال لها بكل ادب .. ايمكنك ان تشرفي على تجهيز غرفة لها ؟
- انها ... ستصل ...؟ سألته متعلثمة وهي ترفع نحو وجهها الشاحب .. ستكون غرفتهاجاهزة نيك ولكن اعتقد انه من الافضل ان ارحل قبل وصولها .
- ولماذا ؟ سألها بدهشة .

- حسناً .. للحقيقة خطيبتك و انا لسنا متفقتين على كل حال انا سأرحل .
- لكن هل هذا ضروري ان تكونا متفاهمتين انتما الاثنتان ؟
- سارحل هذا كل شيء, انا لا ارغب في الخصام ..
- آه ؟ نحن نتخاصم ؟
- لقد قررت الرحيل نيك ومهما فعلت لن اغير رأيي.
فتأملها نيك باهتمام وفي عيونه اعتقدت شيلي انها رأت شيئاً من الرضى و بريقاً من السخرية .
- وكانك تغارين ...
بعد ذلك الحب الذي يجمعهما في حياتهما الزوجية, لم يكن نيك يعتقد انها ستغار من المراة التي سيتزوجها !
لكنهما قد تواعدا على الوفاء .. كم كان ساذجاً .
- قراري نهائي نيك . وكانت تنظر اليه بكل اصرار .
- بل ستبقين هنا شيلي, انا اريد ذلك, لقد ارتبطت معك بعمل ! واذا لم تحترمي عقدنا يحق لي ان ارفض دفع تكلفة الاعمال التي سبق ان قمت بها .
- ماذا ؟ ولكننا دفعنا المبالغ الطائلة ! لا يمكنك ان تفعل شيئاً مماثلاً ! لن يسمح لك القانون بالامتناع عن الدفع, انت تحاول الضغط علي ؟ لا تامل في اجباري على البقاء هنا من اجل سبب لا يعني احداً غيرك , ولكني اعرفه !
- حقاً ؟ .سالها وهو ينظر اليها بقلق رغم صوته الهادئ ..ايمكن ان يكون قلقاً ؟ انها لا تعلم شيئاً, اينتظر ان تعترف له بحبها لكي يسخر منها من جديد ؟ نعم بالتأكيد فرفعت وجهها بكبرياء .

- انا لا اريد نقاشاً ولا خصاماً, نيك و تهديداتك لن تجعلني اغير رأيي, سأرحل سأتصل اولاً بالمطار كي احجز مكاناً على الطائرة الغد .
- الا يجب عليك اولا ان تتصلي بمديرك ؟
- خطيبي ! . صححت كلامه بجفاف .. ستيفن ليس فقط مديري .. انه خطيبي ايضاً َادار نيك وجهه و خرج دون ان يجيبها .
اتصلت شيلي بالمطار و علمت بانه بامكانها السفر على متن طائرة الغد, ومرت الساعات ولم تستطع نسيان نصيحة نيك و هكذا قررت الاتصال بستيفن .
- شيلي ! اكل شيء يسير على ما يرام في الفيلا ؟
- الاعمال تتقدم بسرعة ! ستيفن .. ايمكنني ان اطرح عليك سؤالاً ؟
- نعم ؟
- اذا عدت الى انكلترا و ارسلنا شخصاً آخر لينهي العمل الذي بدأت به, ايستطيع نيك ان يمتنع عن دفع تكاليف العمل الذي نفذناه ؟
- تعودين ؟ ما هذه الفكرة !
- سأعود غداً, لقد حجزت مكاناً على الطائرة.
- لا يمكنك ان تفعلي ذلك شيلي ! بإمكان نيك الامتناع عن الدفع .. يجب ان نحترم العقد الذي وقعت عليه معه !

- ولكن العقد لا ينص على ان اكون انا نفسي ولا احد غيري من يشرف على هذا العمل, اليس كذلك ستيفن ؟
- بلى ... شيلي ...
- ولكن اخيراً لا يمكنك ان توقع على مثل هذا العقد, هذا غير منطقي ولو كنت قد وقعت مريضة ؟
- لكنك لست مريضة, اذا المشكلة لم تطرح نفسها .
- اوه, ستيفن لماذا لم تخبرني بشروط هذا العقد ؟
- شيلي .. انت لن تثوري .. فلنتجنب الكارثة, ارجوك !
- وانت توقف عن اعتباري غبية ! كنت اشك بانك تدبر لي شيئاً في الخفاء, نيك و انت ...
- قومي بعملك حتي النهاية, كالعادة نحن لم يسبق لنا ان غيرنا مصمم الديكور اثناء العمل في ورشة ما, ولن نفعل ذلك اليوم, هل فكرت بالخسائر التي سنتعرض لها ؟
- لن يرفض نيك دفع النفقات انا اعرفه !
- هل انت متاكدة انك تعرفينه جيداً ؟ هل انت متأكدة شيلي ؟
احست انه يرسل لها اشارة لا تفهمها .
- حسنا سؤالك يزيد من قلقي ...
- كل ما اعرفه ان نيك اتصل بي في الصباح الباكر ..
- نيك اتصل بك في الصباح الباكر .. هذا اليوم ... في اية ساعة ؟
لماذا هذا السؤال ؟ بالطبع اتصل به بعد ان نصحها بان تتصل بستيفن .

- لا اهمية لذلك ! قال لها ستيفن غاضباً .. افعلي ما اقوله لك شيلي و انهي هذا العمل !
- انا اسفة لأنني اتصلت بك ...
- كنت سأتصل بك على كل حال .. كنت اريد ان اخبرك بانه يجب ان .. نفسخ خطوبتنا, لقد وقعت اخيراً في الحب !
- افهم ذلك ..
- الست مندهشة ؟
- ولماذا اصاب بالدهشة ؟ فكلانا يعلم حقيقة هذا الارتباط, الم يكن من المتوقع انك اذا وقعت بحب امراة اخرى قبل زواجنا ستكون خطوبتنا ملغاة ؟ اتمني لك السعادة ستيفن .. مع وندي انها فتاة لطيفة جدا و تهيم حباً بك, ساعيد لك خاتم الخطوبة لدي عودتي .
ثم اقفلت السماعة دون ان تمنحه وقتاً للاجابة وقرتت البقاء في الفيلا وان تتناول العشاء وحدها, لكن نيك اصر على اصطحبها لتناول العشاء في المدينة .
- لا مجال لبقائك وحدك هنا, انا اتساءل ما الذي يمنعني عن ضربك ... على قفاك .. كان يجب ان افعل ذلك منذ سنوات طويلة.
- لا تهددني .. و احمر وجهها .. قلت لم بانني لن اعود الى لندن و لكني بامكاني ان اغير رأيي .

- بالتاكيد لا !
اجابها بثقة و كبرياء و سخرية, فلم يعد بامكان شيلي ان تتمالك نفسها فصفعته على وجهه بكل قوتها, ظل نيك مذهولاً للحظة, بينما كانت هي تتأمل الاثر الذي تركته اصابعها على خذه, مالذي حصل و دفعها للقيام بهذه الحركة الغبية ؟ فجأة تراجعت نحو الباب .
- نيك . انا ... آسفة ...
لكنه كان قد اصبح امام الباب يقطع عليها الطريق فاخفت يديها خلف ظهرها كي لا يجرها من معصميها, امسكها نيك من كتفيها و اخذ يهزها بعنف ,ثم اجلسها بالقوة على كرسي ,فحاولت ان تتخلص منه بيأس لكنها لم تستطع ,و اخيراً تركها فابتعدت بسرعة وهي تبكي من الغضب اكثر مما تبكي من الالم و صرخت .
- انا لست سوى وحشاً ! لست سوى رجل يوناني متسلط, عنيف بربري ,كأجدادك !
فانفجر نيك ضاحكاً .
- حسنا ! ياله من اطراء ! انت اردت ذلك شيلي ولا تتوقعي مني أي اعتذار ولا اي آسف ! اتمني في المستقبل ان تفكري اكثر قبل ان تصفعيني .
قال لها بحدة لكن شيلي كانت متاكدة انه رغم كلامه الحاد, نادم على التصرف معها بهذا العنف, اقترب نيك منها واجبرها على رفع وجهها نحوه, فاصابتها نوبة من الدموع و بكت بصمت فامسك نيك منديله و مسح وجهها .
- ستبقين هنا .. اكد لها بحزم .. والآن بدلي ملابسك ... حجزت طاولة للساعة الثامنة .
وفجأة نظر الى يدها .
- اين خاتمك ... ؟
- انا و ستيفن فسخنا خطوبتنا . اجابته بكل بساطة و هدوء لكن كانت دهشتها كبيرة عندما هز نيك رأسه و كأنه كان يتوقع مثل هذا الخبر ولم يبد أي تعليق آخر .
وصلت داليا في اليوم التالي و كان نيك قد ذهب لأحضارها من المطار ,فزارت الفيلا بهدوء غير عادي بالنسبة لها ,و بعد قليل انضمت الى شيلي في الحديقة .
- آه ها انت هنا آنسة سكوت ! .. بدأت بتعجرف و تعالي .
- يجب ان اقول لك بانني لست موافقة على ال .. التغيرات التي بدات بها !
وكأنك تتعاملين ما مالكة الفيلا السابقة, راعيت ذوقها في كل الفيلا و خاصة الصالون !
- لا يريد نيك ان يتخلي عن اثاث عمته, الم يقل لك ذلك ؟ هذا الاثاث جميل جداً, وبدأ يتستعيد بريقه ...
- انا اكره الاثاث القديم ! سأكلم خطيبي بهذا الشأن .
كانت شيلي تعلم بان نيك لن يتخلي عن هذا الاثاث الذي يتناسب جداً مع جو هذه الفيلا العام, فهذه الفيلا تعود لغونتيان منذ العهد الفيودولي وورثها نيك وقد اصبحت بحالة تعيسة و بحاجة لكثير من التجديد و خاصة حديقتها المليئة باشجار الزيتون , و كانت شيلي قد اقترحت زرع بعض النباتات المزهرة التي تزيد جمال الحديقة المحيطة بالمنزل في فصل الربيع القادم, وكا نيك قد وافق علي اقتراحها بدون أي نقاش و استدعى بستانين بدأوا بالعمل فوراً.

تابعت داليا حديثها و شيلي تتأملها وقد اعجبت باناقتها و قصة شعرها و اصابعا الطويلة المطلية, كانت ترتدي ثوباً حريرياً اخضر انيقاً جداً, فندمت شيلي لأن عملها لا يسمح لها بالاناقة الدائمة وكانت ترتدي البناطلين الجينز او المخمل مع قميص ابيض ,اما في هذا اليوم فكانت قد اختارت تياراً من القطن الازرق مزين بالدانتيل الابيض , هذا التيار كان يناسبها جداً, وكانت واثقة من ذلك ,لكنه لا يقارن ابداً باناقة داليا .
- الم تجدي من الغريب ان خطيبي لم يطلب مني مرافقته .. لم اصطحبك انت الى هنا ... ؟
- لم افكر بذلك . اجابتها شيلي بجفاف .
- حسناً, هذا لأنني لم اكن حرة, وما ان اصبحت حرة حتي اتصلت بخطيبي و اعلنت له عن وصولي .. اعتقد انك فعلت المستحيل لاغرائه ...!
- الم تلاحظي من قبل انه يهتم بي ؟
شحب وجه داليا و اشعلت سيجارة بعصيبة, وشيلي تنظر اليها بسخرية وهي تشعر بالسعادة لأنها علمت بان نيك لم يدع خطيبته لمرافقته الى كورفو .
- يا لك من وقحة ! من الآن و صاعداً حاولي ان تحافظي على مكانتك, انت مجرد خادمة لخدمتنا و ليس اكثر ! حاولي ان لا تنسي ذلك .
- وانت آنسة اونوين , انت اسخف زبونة تعاملت معها حتي الآن ! اتساءل حقاً ماذا يجب فيك نيك كي يرتبط بك ! .. ثم تركتها و ابتعدت دون ان تعبأ بنظرات الكره في عيون داليا .
- سأجد وسيلة .. نقالت بحدة ..نعم آنسة سكوت سأجد وسيلة لامنعك من ان تسلبيني خطيبي !
لكن شيلي لم تكن قد سمعتها لأنها اصبحت بعيدة عنها .

Continue Reading

You'll Also Like

5.8K 132 11
‏العاطفة الصادقة تطلق سهمها باكرا و مرة في العمر هارييت ‏في مطلع صباها ‏عندما يغزو‏الفرنسي اندريه ‏قلبها‏ بسحر شخصيته ‏وسامته ‏الفذة  ‏ولكن ماذا...
162K 3.1K 12
صدمت مارشا حين رات ثانية زوجها الذى فرت منه الي غير رجعة .كان تايلور يخدعها طوال الوقت.و مع هذا راحت تقاوم بياس حين وقعت عيناها عليه كى لا تنجرف ثاني...
27.3K 622 10
حب في الظلام آن هامبسون روايات عبير القديمة العنوان الاصلي للرواية بالانجليزية AN EAGLE SWOOPED الملخص : البصر نعمة لا تعوض كل شيء اخر يمكن اصلاحه سو...
111K 2.4K 9
بعضنا يعتقد أن الحب قد فاته وان باب قلبه أغلق على الوحدة والفراغ , ومفتاح الأمل ضاع في بحر النسيان . الكسندر ستافروس أحال قلبه على التقاعد بعد وفاة ز...