SEDATIVE

By nadeen_07

484 119 336

شابّة مصابة باضطراب نفسيّ إثر حادثة غامضة وقعت منذ ثلاث سنوات ، تحاول اكتشاف من كان السّبب في ذلك ... انّها ق... More

الفصل الأول .
الفصل الثاني
الفصل الرابع
الفصل الخامس .
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن.
الفصل التاسع.
الفصل العاشر.

الفصل الثالث .

54 14 25
By nadeen_07

-1-

٣ نيسان ٢٠٢٠ .

خرجت تشا هيون من الحمّام بشرها المبتلّ الذي غطّته بمنشفة ، بينما تجلس داي هيون على سريرها تقرأ رواية كعادتها ، وضعت شقيقتها الهاتف أمامها على طاولة المرآة مستمعة لأغنيتها المفضلة بينما تمشط شعرها بعد أن أزالت المنشفة ، ثم بدأت تردّد مع الأغنية وتتراقص عليها .

فقاطعتها داي هيون متأففة : صوتكِ مزعج ... وذوقكِ كذلك .
فردّت شقيقتها لا مبالية : غير مهم .
وأكملت غناء وكأنها لم تقل شيء.

فقاطع صوت الأغنية رنّة هاتفها ، مدّت داي هيون نظرها الى هاتف شقيقتها لترى جهة اتصال باسم "jung oppa" ، فتغيّرت ملامحها .

بعد نصف ساعة تقريبا وفي وقت ما قبل مغيب الشمس ، أخبرت تشا هيون أختها أنها ستخرج من المنزل ، طالبةً منها أن تخبر والدتها بحجّة ما ان سألت عنها ، لكنّ داي هيون كانت تفكر عكس ذلك تماماً ، ستلحق بشقيقتها فور خروجها من المنزل ...

-2-
٢٩ أيار ٢٠٢٣ .

بينما كانت سكّينة متجهة الى ذراع داي هيون وهي متسمّرة في مكانها لا تستطيع التقاط أنفاسها يذرف العرق على جبينها ، كانت تنظر الى الأسفل حيث تصطفّ تلك السّيارة الحمراء من المبنى قيد الانشاء ، وما هي الّا ثوانٍ معدودة حتى اغتزّت تلك السّكينة في أعلى ذراعها ممزّقةً جلدها ، لم تكن الضربة مؤلمة الى ذلك الحدّ ، يبدو أن الخوف أحيانا يكون متعبٌ أكثر من الطعنةِ ذاتها.

استيقظت من ذلك الكابوس تذرف عرقاً قد غرقت فيه ، لكن لم يبدُ على ملامحها شيءٌ من الذّعر فقد اعتادت على تلك الكوابيس المتكرّرة ، وما هي تسعى اليه هو التّخلص من كل تلك الهواجيس ، ولا تستطيع فعلها الا بطريقة واحدة ...

-3-
ملاحظات دفتر جونغ هي "٢٩ أيار ٢٠٢٣"

قيل أن المخلصون في الحبّ لا يبالون للمظهر ، لم أفهم ذلك ولم أُرِد أن أفهمه فإنني كنت متأكد تماماً من حقيقة أنني لن أعجَب بشخص يوماً ، لكنّني كنتُ مخطئ وكانوا مخطئين ، فعجيبٌ كيف تتغيّر نظرتي لمن أعجبت بعقليته وروحه أولاً ، ليصبح مظهره جميل تماماً كداخله .

-4-
٩ أيار ٢٠٢٣ .

"ليس بقاتلٍ عاديّ ، انه قاتل متسلسل ، بل ومختل عقلي أيضاً ، هذا ما توصّلت اليه ... استمرّي ، انّك تقتربين من الهدف ، وما هي تلك الرّسالة سوى مساعدة لك للوصول"
كانت تلكَ هي الرّسالة المطبوعة الّتي وجدتها داي هيون في كتاب الاسعافات الأولية الصفحة الثامنة والعشرون .

-5-
٣٠ أيار ٢٠٢٣ .

" المختلّون لا يتعاطفون كالبشر " تلك العبارة المعلّقة فوق ذلك اللوح قد كُتِبت بخط اليد ، كانت داي هيون تترّبع أمام تلك العبارة فوق الطّاولة وتتأمّلها طويلاً محاولةً فهم ما يدور ، قاطع تفكيرها صوت الهاتف يرنّ "jung sa ra" وضعت المكالمة على وضع المكبّر وبدأت تستمع لها : مرحبا ، داي هيون ... هل تريدين استنشاق هواء نظيف في الخارج ؟

_ لا .
ردت سا را متذمرة: زملاؤنا في الدفعة يريدون الذهاب الى البحر كرحلة وداع .
_ لكنّني طالبة صيدلة ، ولستُ من دفعتكم .
_ صحيح ، لكن جونغ هي لا يعرف في الجامعة سوى انا وانتِ ، وأرى أن رحلات البحر يجب أن تكون جماعية .
_ أنا مشغولة .
سكتت سا را وأمالت رأسها : أنتِ ... هل تعرفين ان جونغ هي معجبٌ بكِ؟

_ نعم ، لا يمكن لفتاة على وجه الأرض ألّا تكتشف ذلك .
_ اذن يجب أن تأتي .
_ لا أريد صنع علاقات .
_ لن يكون لديكِ الكثير من الفرص لقراءة دفتر جونغ هي ، حفل التخرج يقترب .

ردّت متأفّفة : انتِ كثيرة الكلام ، سأوافق فقط كي تصمتي .
_ حسنا ، شكراً لكِ.
أغلقت الخط دون أن تنبس ببنت شفة ، لا تُلام فإنّها تفكّر بما هو أكثر أهمية من تلك "التفاهات" بنظرها .

-6-
ذكريات دفتر جونغ هي "٢ حزيران ٢٠٢٣" .
وصلنا إلى الشاطئ .. مِنّا من استلقى على الرِّمال الذَّهبيّة معرِّضاً بشرته لأشعّة الشّمس .. ومنّا من استظلّ بمظلّات وفضّل أن يقرأ كتاباً أو يتصفح مواقع التواصل بينما هو يشرب مشروبه .. ومنّا من فضّلَ أن يَعوم في البحر.

كانَ الجوّ هادئ وماءُ البحرِ أزرق صافي يحاكي زُرْقة السماءِ وصفاءِ البلّور.
أدرْت وجهي لأرى داي هيون قد اتَّخذت مقعَداً بجانبي .. جلسْتُ أتأمَّل عينيْها طويلاً بينما هي منغمسة بالرّواية الَّتي تقرأها .. يبدو أنَّني وجدْتُ ما هو أكثر زُرقة من السَّماء وأكثرَ صفاءً من البلَّور .. عيْنيها بحرٌ قد أغرقني وأنا لست بذلكَ السبّاح الماهر .

أدارت وجهها لي وسألت : لماذا تنظر لي طويلاً ؟ فأجبْتُ بهدوء : هل سبق أن أخبركِ أَحَد بأنَّ زُرْقة عيْناكِ رائعة ولم أرى مثلها في حياتي ؟! فأجابت بإبتسامة متكلّفة : إنها عدسات ملوَّنة.

جاءت سا را راكضة إلينا مرتديةً الملابس الأكثر فوضوية على الإطلاق ، قميص أخضر فاقع اللون بلا أكمام ، مشجّر بأوراقٍ خضراء قاتمة ، وبنطال أصفر قصير ، ونظّارات شمسيّة غطّت ملامح وجهها وليس عينيها فقط ، هذا تماماً ما أقصده عندما أقول أنّ تلك الفتاة لا يُمكِن توقّع أفعالها.

أيّاً يكن ما ترتديه يجب أن أكون ممتنّاً لها ، لقد خلَّصتني من ذلك الموقف.
وضعت مفرشاً بألوانٍ هستيريّة كلباسها تماماً على الرّمال بجانب مقعد داي هيون ، التفتت لوجود سا را بجانبها فابتسمت ابتسامة خفيفة وسرعان ما احمرّ وجهها كاتمة ضحكة ، لكنّها لم تستطع كتمانها طويلاً حتى انفجرت ضاحكة بصوتٍ عالِ قائلة : هل يجب أن أتبرّع لكِ بمعطفي ؟ ، التفتّ اليها متفاجئٌ كما فعل جميع من حولنا ، لم تكن نظرة استغراب لضحكتها العالية مثلاً فصِرتُ أرى أغرب مواقفها جميلة ، لكنّها كانت المرّة الأولى الّتي تضحك فيها بتلك الطّريقة أمامي.

ردّت سا را بفظاظة : أردتُ منذ زمن أن أرتدي تلكَ الثّياب وهذه هي فرصتي الأولى ، لم أزُر البحر منذ زمنٍ بعيد.
مضى بضع ثوانٍ بعد أن صمتت سا را لا نستطيع سماع شيءٍ سوى قهقهات داي هيون ، وصوت التقاط أنفاسها من شدة الضحك.

فأكملت سا را حديثها : أنتِ مملّة جداً ، يجب أن نقوم بنشاطٍ ما لكسرِ الروتين .
استطاعت داي هيون أخيراً أن تلتقط أنفاسها ، فردّت عليها هامسة : أنتِ لا تتعلّمين أبداً ، لقد انحرجتُ بدلاً منكِ كثيراً اليوم.

أردتُ أن أرُدّ لسا را جميلها وأنتشلها من هذا الموقف كما فعلت معي منذ لحظات ، كما وأنّني شعرت أنّ هذا هو وقت الاعتراف ، لقد تحدّثت أخيراً بعد فترةِ صمتٍ ولجوم طويلة قائلاً : إذن ، انتِ تريدين شي ما كاسرٍ للروتين ... لدي شيء ما لأقوله.

وأزحت نظري مباشرة إلى داي هيون الّتي كانت تحملق لي .
أكملت حديثي موجّهاً اليها : أنا من وضع تلكَ الرّسائل في كتاب الاسعافات الأوّلية.
تحوّلت ملامح الابتسامة الّتي كانت ترتسم على وجهها الى ملامح متبلّدة ، غالباً لم تفهم ما الّذي يدور حولها؟ متى؟ أين؟ كيف؟ لماذا؟ فوضعت رأسها بين كفّيها وكأنّها تحاول تجميع كل تلك الأسئلة والأفكار المتبعثرة في مكانٍ واحد.

-8-
١٨ أيار ٢٠٢٣ .

"المختلّون لا يتعاطفون كالبشر ، لكنّهم لا يظهرون ذلك ... يجب أن تستقصي أكثر في محيطكِ"

تلك الرسالة الثانية الّتي وضعت في كتاب الاسعافات الأولية ، هي الّتي نخرت في رأسها عميقاً حتى شقّته الى نصفين ، الأول يشكّ بكل من حولها ... والآخر يشتبه بكاتب الرسالة .

-9-
٢ حزيران ٢٠٢٣ .

جمّعت داي هيون شتات نفسها ونهضت ذاهبة بخطواتٍ سريعة الى اللامكان ، لا تعرف وجهتها لكنّها تريد فاصل من التفكير ، تاركةً كلّ التساؤلات والشكوك خلفها ... وبينما هي تائهة ، بدأ صوت وقع خطواتٍ على الأرضِ غير خطواتها يدوي في رأسها ، ثم صوت دقّات قلبها قد أخفى ذلك الصّوت ، انتابها الفضول لمعرفة من كان ذلك لكنّها لا ترغب بالالتفات للخلف ، حتّى سمعت صوت ضربةٍ خفيفة ، تراجعت لبضع ثوان لكنّها أكملت المسير قائلةً أن هذا لا يعنيها ، وما أن مشت بضع خطوات حتّى سمعت صوت جونغ هي.

كان جونغ هي قد ألحق بها بعد أن ذهبت ، محاولاً تبرير ما كان ذلك "كما أنّه كان خائفاً عليها" ، لكنّه لاحظ شخص ما يرتدي لباساً أسود يسير خلفها مباشرةً بشكلٍ يثير في نفسه الشّكوك ، فغَلِي الدّم في عروقه وتقدّم بخطواتٍ ثقيلة خلف ذلك الرّجل ، وجمّع كلّ في جسده من قوة في قبضةٍ موجهة الى رأس ذلك الرّجل ، رفع الرّجل يده الى رأسه ضاغطاً بشدة ثمّ التفت نحو اتّجاه القبضة ، ظهر رجل يبدو عليه التّقدم في العمر ، قد اختفت عيناه خلف ثنيات بشرته ، لكنّ وبالرّغم من ذلك شيئ ما يوحي انه ليس بذلك العجوز ، وكأن هناك همٌّ أو مصيبة جعلت تلك التجاعيد تهرع لتعتري وجهه وتخفي شبابه ، كان الانطباع الأول بالنسبةِ لجونغ هي انه رجلٌ مسكين فبدأ بالاعتذار وتبرير ما بدر منه حتّى التفتت داي هيون لترى أن زميلها ينحني لطبيبها النّفسي ويستمحيه عذراً...

.........

الفصل الثالث تم ♡

كثير كثير كثير مهم تنتبهو على التواريخ لكل جزء لحتى تفهمو شو بصير!

اكتبولي ارائكم وتوقعاتكم للفصول القادمة ♡

واستنوا الفصل الرابع ♡

Continue Reading

You'll Also Like

6.9M 130K 58
داخل أعماقِ قصص الهويْ،،دائمآ ما تكون البداياتِ أفضل وألطف،،بعدها يبدأ الشغف بالتلاشي رويدآ رويداْ،،حتي يصبح الأمر عادي،،وبقصتي مع زوجي وحبيبي لم يكن...
300K 4K 41
قصه رومانسيه جريئه
1.3M 95.9K 93
الجروح أدمت قلوبهن ومازالت كلًا منهن تحارب للبقاء، مذاق الألم لا يفارق حلقهن، جروحهن متشابهة ولكن لكلًا منهن حكاية خاصة هي ضحيتها، الأولى نهشتها الذ...