هاى 🤍
بارت جديد ♥️
Vote+ comment
قراءه ممتعه
------------------------------*----------------------------
-----------*---------
- يا نَسيم الريح قُولى للرَشَّا لم يزدنى الوِرْدُ إلا عَطّشا لى حَبيبٌ حُبهُ وَسط الحَشا إنْ يشاء يّمْشِى عَلى خَدىِ مَشّا -
جالس بمكتبه الواسع بحاجبين معقودين يصب كامل تركيزه على ما بين يديه من أوراق وتحضير لشرح المحاضرات القادمة لطلابه ليقاطع صوت رنين هاتفه ما يفعله ليتلقطه بانزعاج سرعان ما تحول لابتسامة عندما رأي اسم المُتصل....
📲ست الكل عاملة ايه.
📲 الحمد لله يا حبيبى أنت اللى عامل ايه .
📲بقيت بخير بعد ما سمعت صوتك ، واحشانى يا امى والله .
📲يا بكاش لو كنت وحشاك بجد كنت جيت وشوفتنى وسألت عليا ، أنا بقالى شهر كامل مشوفتكش يا راجح .
لاحظ راجح صوتها المتألم ليتألم قلبه هو أيضاً هو لم يقصد جفائها إلا أن ظروف عمله وانشغاله منعته عن زيارتها على الرغم من أنه يحادثها دوماً على الهاتف .
📲غصب عنى يا أمى والله ، بس إن شاء الله هجيلك النهاردة هعوضك بسهرة طويلة ومش همشى غير لما تزهقى منى .
📲عمرى ما أزهق منك يا حبيبي .
سكتت قليلاً لتردف بعدها باهتمام ..
📲داليا بنت عمتك نانى كانت جاية علشان تقعد معايا النهاردة شوية هتبقى صدفة حلوة لو قعدتوا سوا انتوا الاتنين تتعرفوا على بعض .
ضحك راجح بخفة أمه لا تكل ولا تمل ، هو يعلم أن هذه الصدفة من حبك والدته التى ترغب بتزويجه بأى طريقة كانت ، هو لا يرفض الزواج كفكرة ولكن يرفض الطريقة .
📲 والله كانت جاية تزورك بالصدفة ولا أنت اللى اول ما هتقفلى معايا هترنى عليها وتظبطى معاها تجيلك ، ما بلاش الحركات دى بقا يا أمى .
عبست والدته بغير رضى فهى لا تستطيع التذاكى عليه أو التلاعب هو دائماً ما يكتشف حركاتها هذه ويرفضها إلا أنه ما بيد حيلة هى وأم وكل ما ترغب به هو رؤية ولدها متزوج ومعه امرأة تحبه وتصونه ترعاه وتهتم به إلا أنه حدج كل محاولاتها ورفض كل من جعلته يراهن ، حسنا هى لازالت تمتلك كارت أخير تستطيع ابتزازه به وهو ما ستفعله الآن...
📲خلاص يا راجح أنا غلطانة الحق عليا أنى عايزة أشوفك متجوز ومتهنى قبل ما أموت ، مش كفايه أنك سايبنا وقاعد فى بيت لوحدك كمان مش عايز تحققلى أخير أمنية فى حياتى .
تأثر راجح من حديثها وشعر بالحزن على حالها لينبس بحزن وقلق...
📲أمى علشان خاطري متقوليش الكلام ده ، بعد الشر عليكى ...طب أنت عايزة ايه وأنا هعملهولك ؟!
📲 تقعد مع داليا وتتعرف عليها وتديها فرصة البنت بتحبك .
داليا ، مستحيل أن يعطى راجح لهذه الفتاة فرصة فهى تافهة للغاية ، تتملقه وتتملق أمه كذلك ، المكياج الصارخ لا يفارق وجهها سطحية ومدللة للغاية ، صاخبة ومزعجة كما أنه لا يرغب بالزواج بهذه الطريقة ، هو ليس فتاة واللعنة كى يتزوج بهذه الشكل التقليدي .
📲لا يا أمى داليا مستحيل...... .
قاطعت والدته حديثه لتردف بزعل واضح ...
📲خلاص يا راجح اعمل اللى انت عايزه طالما زعلى مش هيفرق معاك .
📲لا يا أمى صدقينى أنا مقدرش على زعلك ، الموضوع وما فيه إنى فى واحدة فى حياتى وبحبها .
كذب راجح ظناً أنه سيتخلص من الحاحات والدته عن موضوع الزواج لفترة .
📲بجد يا راجح طب ومقولتليش ليه وعرفتنى عليها !!
📲أصل الموضوع مش من زمان يعنى ، اتعرفت عليها قريب وحبينا بعض ، بس هبقى أعرفك عليها طبعا .
📲 خلاص يبقى تجبها معاك وأنت جاى تتعشوا معانا وبالمرة اتعرف عليها .
شحب راجح وكاد أن يبصق القهوة من فمه ليعتدل فى جلسته ..
📲هى مين دى...
📲حبيبتك هاتها معاك اتعرف عليها ولا أنت مش عايزنى أشوفها ايه خايف تطلع وحشة وماتعجبنيش .
مازحته والدته بينما تشعر بأن مزاجها الأن تغير وأصبحت تشعر بالسعادة والسرور فابنها أخيراً ارتبط بعد أن كان رافض الزواج والارتباط فخرج صوتها ملئ بالغبطة والفرح .
بينما فى الجهة الأخرى هناك راجح الذي لا يعلم كيف سيخرج من هذه الورطة هو كمن خرج من حفرة ليقع ببئر أعمق .
📲ايوه يا أمي بس أصل..... .
📲لا أصل ولا فصل يا راجح هتجبها معاك النهاردة وأنت جاى متزعلنيش بعد ما فرحتنى ، يلا أنا هقفل دلوقت يا حبيبي علشان تشوف شغلك هستناكم على العشا ، خد بالك من نفسك .
اغلق راجح الهاتف بينما يمسح شعره بانزعاج من أين خرجت له هذه الورطة الآن وكيف سيخرج منها ، هو بعد أن رأى فرحة والدته لا يستطيع عدم الذهاب ، كما لا يستطيع أيضاً اخبارها أنه كان يكذب هو خائف على مشاعرها وقلق من حزنها .
أمسك راجح أوراقه يكمل عمله بمزاج معكر وانزعاج بينما كل تركيزه ذهب ادراج الرياح وهو يبحث عن حل لهذه المعضلة .
صوت طرق الباب وفتحه بعد ذلك جعل شروده يتبخر بينما ينظر بترقب ناحية الباب .
دخلت حياة بحياء وهى تهتف بنعومة ...
" عندك وقت يا دكتور تشرحلى المحاضرة اللى فاتت "
نظر لها لعدة لحظات قبل أن يومئ لها ...
" أيوه طبعاً يا حياة تعالى "
" أحسن دلوقت ِ"
سألها باهتمام لتومأ حياة له بابتسامة عريضة حلوة كحلاوة ملامحها ، جلست على الأريكة الواسعة بالمكتب بينما جمالها انعكس على كل ما حولها وجملته فملأت المكتب الكئيب جمالاً وحياة ، خصلاتها الكستنائية الطويلة مفرودة على ظهرها ترتدى معطف جلدى قصير وردى ومن تحته تيشيرت أبيض أدخلت أطرافه داخل بنطالها ذو خامة الجنس الأزرق الواسع ، ملامحها الجميلة مبتسمة كما العادة باشراق .
لملم راجح أشيائه وذهب ناحية الأريكة جالساً على الجانب الآخر وأخذ يشرح لها ما فاتها وهى تستمع اليه بتركيز بينما كل حين وآخر تلتقط بعض النظرات تتأمل وسامته الشديدة .
بعد ساعة إلا ربع تقريباً كان انتهى راجح من شرح المحاضرة الفائتة كاملة لها ...
" فى حاجة مش فاهماها "
هزت حياة رأسها قليلاً نافية بهدوء لتتراقص خصلاتها حول وجهها ذو الملامح الحلوة الفاتنة .
شرد راجح بها يتأملها هو لم يتوقع صراحه أن يراها اليوم بهذه الابتسامة وهذا الاشراق بعد ما حدث أمس يبدو أنها أقوى مما توقع راجح بالأخير ولا يعلم لما أشعره هذا بالارتباح .
"طب كويس لأن فى بكره امتحان على الأربع محاضرات اللى فاتوا "
تعبير وجهها المصدوم جعل ضحكة صغيرة تتسلل لطرف شفتيه بينما هى أخذت تتذمر بعبوس....
"حرام يا دكتور دا لسا أول أسبوع"
" وايه يعنى أول أسبوع المفروض تذاكروا ، وخصوصاً المواد بتاعتى مش عايزة المذاكرة التراكمية "
لم تعلم بما ترد هى بالفعل لم تذاكر أى شئ للأن وبالتأكيد لن تكفيها ساعات الليل لتحصيل كل هذه المحاضرات....
"علشان خاطرى يا دكتور آجل الامتحان للأسبوع الجاى "
توسلت حياة بعبوس بينما تحتضن كتبها إلى صدرها وتنظر له باستعطاف عله يأجل الامتحان ، بينما داخلها تتمنى أن تظهر كمسكينة لتجعله يعدل عن قراره .
ابتسم راجح بجانبية وهو يستقيم ليقف أمام مكتبه بينما يفكر بكم النساء أذكياء فهم يستطيعون محاربة العالم أجمع بدون سلاح بل لديهم أسلحتهم الخاصة تكمن فى أسالبيهم الماكرة المبطنة باللطافة .
"طب ايه رأيك فى خدمة قصاد خدمة"
استقامت حياة هى الأخرى تقف أمام مكتبه تواجهه بينما ملامحها شديدة الجمال معقودة بعدم فهم .
"خدمة ايه ، حضرتك محتاج منى أنا خدمة"
سألت هى باستفهام فما الذى قد يحتاجه شخص مثله منها هى .
بينما هو يتأملها بهدوء هى جميلة جداً ومهذبة هو نوع والدته المثالى بالتأكيد إن قدمها لوالدته على أنها حبيبته سيضرب عصفورين بحجر سيرتاح من إلحاح والدته عليه فى موضوع الارتباط ، وسيجعل قلبه والدته يطمئن عليه عندما تراه ارتبط بفتاة جميلة رقيقة ، يكفى النظر لوجهها وتصرفاتها لتعلم أنها فتاة من عائلة محترمة .
إلا أنه فى الحقيقة يشعر ببعض الحرج فى كيفية طلب شئ كهذا منها .
" هتمثلى قدام أهلى إنك البنت اللى أنا مرتبط بيها "
على الرغم من توقعه لصدمتها إلا أن ملامحها الجميلة أظهرت تعبير مضحك للغاية ، هى لم تتوقع هذا على الاطلاق ، و أيضاً هناك عدة أسئلة تدور برأسها لماذا يمثل أنه يمتلك حبيبة أمام عائلته ولما اختارها هى بالذات لتفعل هذا معه .
فهم راجح ما يدور برأسها ليتحدث بهدوء بينما يقترب خطوة منها ....
"أكيد بتسألى ليه هعمل كده واشمعنا طلبت منك أنت بالذات علشان تساعدينى "
نظرت له حياة بصدمة فكأنه قد قرأ تفكيرها للتو ، لتظهر ملامحها المصدومة مرة أخرى بذات التعابير الذى ظهرت منذ قليل ، لم يستطع راجح امساك نفسه هذه المرة ليضحك برجولية وصوت عالي .
" أكيد مش بقرأ أفكارك ، بس أنا عارف أن الأسئلة دى أول حاجة هتيجى فى دماغك "
شعرت حياة بالحرج من غبائها أمامه ومن هذه التعبيرات الغبية التى تظهرها بتلقائية بينما تشعر أنها ظهرت أمامه كحمقاء .
"أولا أنا بعمل كده لأن والدتى عايزانى أرتبط وأنا الحقيقة مبفكرش فى الموضوع ده دلوقتى وفى نفس الوقت مش عايز اضايقها ، أما بالنسبة لاشمعنا أنت فا دا لتلات أسباب
أولهم لأنى بثق فيكى والتانى لأنى عارف أن والدتى هتحبك جدا والتالت لأنك عايزة الامتحان يتأجل "
سكت قليلا ليكمل بخبث...
"وبكدا هتقدميلى خدمة قصاد خدمة "
كتفت هى يديها بينما لتنبس بعدها بصوتها ناعم ...
"طيب ومين قال أنى هوافق"
" لا محدش قال براحتك "
أجابها راجح مبتسماً ، لتردف هى بهدوء....
" أنا هوافق بس علشان خاطر طنط ، مع أنى مش مع فكرة أنك تكذب عليها وكمان لأن حضرتك عملت معايا جميل مش هعرف أردهولك طول عمرى"
"والله مش علشان الامتحان يعني ، طيب خلاص مش هأجل الامتحان وهيفضل فى معاده "
"دكتور أنا بهزر معاك متبقاش قفوش كده "
أجابت هى بسرعة بينما تبتسم بارتباك هى فى الحقيقة تفعل هذا من أجل والدته حتى وإن كانت لا تعرفها إلا أنها تشعر بالشفقة من أجلها ، وأيضاً من أجله هو قد فعل لها جميل عندما أنقذها من الاغتصاب هى مدينة له للغاية ، وأيضاً من أجل تأجيل الامتحان بالطبع .
" هاجى أخدك على الساعة تمانية ، متنسيش تبقى تبعتى عنوانك "
تحدث راجح بينما يجلس على كرسي مكتبه لترتبك هى وتتوتر ، بالطبع لن تستطيع حياة اعطائه عنوان قصرهم كيف ستبرر لأهلها ذهابها مع شخص غريب ليلا بسيارته .
أخذت تفكر بحل لهذه المشكلة قليلاً لتقفز فكرة برأسها هى ستتجهز ثم ستذهب إلى صفا وبالتالى سترسل عنوان صفا إليه ليأخذها من هناك .
"حاضر مش هنسى "
نظرت حياة بساعتها لتجد أن تأخرت خمس دقائق على محاضرتها والتى هى محاضره دكتور راجح أيضاً .
"تمام أنا همشى ي دكتور علشان اتأخرت على محاضرتى ، ودى محاضرة مهمة والدكتور بتاعها شديد وصارم ويبدور على المشاكل بإبرة "
ابتسمت نهاية حديثها بتلاعب ، ليرفع هو إحدى حاجبيه مستقيماً من مكتبه متحدثاً بجدية مصطنعة....
"طب ومحدش قالك أن الدكتور الصارم ده لو سمع الكلام ده هيعمل ايه "
تحدثت بملامح جدية لطيفة بينما ابتسامتها تخرب ملامحها التى تحاول جعلها تبدو جدية.....
" هيعمل ايه "
" هيحط لك فى الشهاده كحك"
" مش مشكلة العيد كدا كدا داخل ، وبعدين هو مين اللي هيقوله "
تحدثت بابتسامة بلهاء ، لتقابلها ابتسامته الرجولية التى لعبت بنبضات قلبها ....
" وِجهة نظر"
" عن إذنك "
"اتفضلى"
خرجت حياة من المكتب مغلقة الباب خلفها بهدوء بينما عيون خضراء غامقة تراقبها بابتسامة خفيفه .
------------------------------*----------------------------------------------------*----------------------
أخذت حياة تقلب ملابسها وتركلها بينما غرفتها الواسعة أصبحت مليئة بالثياب المبعثرة ، عدد لا نهائي من الفساتين ملقى على الأريكة بينما تقلب حياة فيه شمالاً ويميناً لتلقيهم أرضاً بإهمال لتنبس بتذمر ...
" ياربى كل الناس عندها هدوم كتير الا أنا "
ذهبت ناحية الخزانة مرة أخرى لتجد عدة فساتين معلقة أخذت تبحث بينهم لتجد فستان هادئ لونه بيج رقيق وأنثوى بنفس الوقت كما يبدو مناسباً للسهرة ، هى قد طلبته منذ شهور أونلاين وقد نسيت ارتدائه .
" بس تعالَ يا قمر أنت "
تحدثت بابتسامة بينما تعانق الفستان إلى صدرها وبعد عدة ثوانى شرعت فى ارتدائه .
نظرت لنفسها فى المرآة بإعجاب حيث الفستان كان رائعاً عليها بحق فأبرز منحنيات جسدها الفاتنة حيث بدءاً من صدرها ثم خصرها الصغير إلى وركيها الدقيقين والممتلئين كذلك ، بشرتها الناعمة البيضاء تظهر من أسفل الفستان حيث ذراعيها ورقبتها البيضاء وترقوتيها البارزتين وضعت ملمع شفاه وبعض الزينة الخفيفة التى ليست فى حاجة لها لشدة جمالها الطبيعى ، وارتدت سلسال رقيق حول جيدها وحلق رقيق بأذنيها ، بينما شعرها البنى الطويل تركته مسدولا على ظهرها مفرود بنعومة وخيلاء .
توقفت عدة ثوانى تنظر لشكلها النهائي بالمرآة لتبتسم باعجاب لتهتف بغرور...
" يخربيت جمالى بجد ، الحمدلله أن الجمال معلهوش ضريبة وإلا كان زمانى فلست "
سكتت قليلاً لتردف بامتعاض....
"ايه الهبل إلا أنا فيه ده ، وبعدين أنا أصلاً مفلسة من غير حاجه "
جلست على كرسيها الهزاز ذو اللون الوردى بينما هاتفها بيدها ترسل عنوان صفا لراجح ، وعندما أصبحت الساعة السابعة والنصف استقامت حياة تلتقط الحقيبة الصغيرة بلون البيج كذلك كفستانها لتخرج من المنزل تصعد الى السيارة ليقوم سائقها بتوصيلها إلى بيت صفا لتنتظر راجح هناك ، هى بالفعل قد أخبرتهم بالمنزل أنها ستذهب لبيت صديقتها لذا الوضع نوعاً ما مستقر .
وعند الثامنة والخمس دقائق أرسل لها راجح أنه ينتظرها
بالأسفل لتودع حياة صفا سريعاً وتنزل متجهة إليه لتجده عاقد زراعيه يستند على سيارته ينتظرها .
تأملته عيونها بإعجاب من وسامته وجاذبيته ، لا تعلم هل يزداد أستاذها جمالاً عن كل مرة تراه بها أم ماذا ، أنيق للغاية أُعجبت حياة بما يرتديه على الرغم من أن ملابسه الآن مشابهة لما يرتديه بالكلية كل يوم إلا أن طلته فتنتها كالعادة يرتدى سترة سوداء وقميص أبيض أول أزراره مفتوحة وبنطال أسود .
بينما بالجهة الأخرى هناك من فُتن بما رأى من جمال جعله بتوقف للحظات ناظراً لها بشرود بينما تتبختر بمشيتها بخيلاء آتية ناحيته إلى أن وصلت إليه لتردف بنعومة....
" مساء الخير"
" مساء النور .....اركبى "
نبس راجح بعد أن استعاد ذاته وشروده بطالبته الفاتنة أمامه ، فتح لها الباب لتصعد بالسيارة وأغلقه خلفها ليصعد هو الأخر بجانبها .
" مواعيدك مظبوطه بالثانيه يا دكتور"
" ده لاني بكره التاخير وبعدين بلاش حكايه دكتور دي قدامهم كده هتودينا فى داهية "
اردف راجح بابتسامه خفيفه قبل ان ينطلق بالسياره...
"حاضر"
أومأت بخجل لا تعلم كيف ستستطيع مناداته باسمه مجرداً .
------------------------------*---------------------------------------*---------
بعد قليل وصل كلاهما إلى منزل أهل راجح والذى كان عبارة عن فيلا واسعة عتيقة لتستقبلهما والدته بسعادة بينما تأخذ حياة بأحضانها بفرحة هاتفة بسعادة........
" ما شاء الله يا حبيبتي ايه الجمال ده "
أخذت فاطمة (والدة راجح ) تتأملها بسعادة وهى لا تصدق بأن ابنها قد ارتبط أخيراً بفتاة شديدة الجمال ولطيفة .
ابتسمت لها حياة بصدق بينما بداخلها تشعر بالحزن والذنب للكذب عليها .
" أنا واقف يا أمى لو مش شايفانى "
أردف راجح بمزاح لوالدته التى نسته بمجرد أن رأت حياة التى تعانق والدته هى الأخرى وترد عليها بحياء وابتسامة .
فصلت كلاهما العناق لتتوجه والدته نحوه تعانقه بقوة أيضاً ، أدخلتهم للغرفة الواسعة ليجلسا على الأريكة بجانب بعضهما ووالدته على أريكة أخرى بجانبهم كذلك
ليشير راجح ناحية حياة رادفاً....
"دى حياة يا أمى اللى كلمتك عنها"
"زى القمر ي حبيبى ربنا يخليكوا لبعض "
سكتت قليلاً تتأمل حياة للمرة الألف بابتسامة لتردف بعدها بمزاح ....
" طلع ذوقك حلو يا راجح زى زوق أبوك "
ضحك كلاهما على ما نبست به ليقوم راجح بتقبيل يدها نابساً بحنان ......
" أكيد بابا ذوقه حلو وحظه كمان حلو علشان اختارك يا ست الكل "
ابتسمت حياة لهم بصدق معجبة كثيرا بكيفيه التعامل والودية بينهم لدرجة شعورها بافتقاد والديها المتوفيين ، حياة تركها أهلها وهى لازالت طفلة صغيرة لا تفقه شئ حرمت منهما سريعاً ولم تذق حنانهما ، وجود كيان معها هو ما جعلها تصمد أمام مرارة الأيام وشعور الوحدة واليُتم خوفه المبالغ عليها حنيته المفرطة معها ، كل ما احتاجته كان مجاب دون حتى أن تقوم بالطلب ، إلا أنها كانت و لازالت تحتاج والديها ، رؤية أحدهم سعيداً مع والديه كان يجعلها سريعاً تشعر بالنقص والحزن واليُتم .
شعرت حياة بكف كبير يمسح على نعومة يديها الصغيرتين برفق لترفع عينيها سريعاً له بينما تبتسم لا تود تخريب الأمر بعد كل هذا .
ملامحه القلقة كانت تطوفها باهتمام يشعر بغرابة من شرودها المصحوب بنظرات حزينة ....
" مالك يا حياة "
" كنت سرحانة شوية بس ، امم هى طنط راحت فين "
" هتعرف بابا أننا وصلنا "
أومأت له لتتفاجئ أن يديه لازالت تربت على يدها بهدوء لتخجل هى بوضوح بينما هو أبعد يده بهدوء بعد وقت ويبدو أن نعومة يديها قد جعلت يقفد إدراكه بما يفعل .
بعد قليل نزل والد راجح (سليم) مع والدته وسلم بحفاوة على حياة واحتضن ابنه ، وقد تفاجأت حياة من مظهر والده فهو يبدو صغيراً بالعمر كم أن جسده رياضى نوعاً ما يشبه راجح كثيرا سوى العينان فراجح قد ورث عيون والدته الخضراء الجميلة .
بعد قليل قادتهم فاطمة لغرفة السفرة الواسعة لتناول العشاء تحت إصرار حياة بمساعدتها وعلى الرغم من رفض فاطمة ذلك إلا أن إلحاح حياة قد غلبها وهم الآن يتناولون الطعام فى جو من الهدوء والسعادة بينما يضحكون بين الحين والأخر فى جو جعل حياة تشعر بالأُلفة بينهم والسكينة ، مزاحهم مع بعضهم وتقليب الذكريات السعيدة كل قليل وحياة تشاركهم الحديث والضحك ، وتارة أخرى يتحدثون عن طفولة راجح أو أخته التى علمت حياة بسفرها مع زوجها خارجاً ، تغزل والد راجح بوالدته بين الحين والآخر تحت خجلها اللطيف جعلها تستغرب من كيفية استمرار علاقتهم بهذا الشكل حتى الآن وكأنهم زوجين حديثين ليسوا من أنجبوا هذا الضخم بجانبها ، يبدو واضحاً للعيان مدى حبهم لبعض رغم مرور السنوات ، لتتسائل حياة بداخلها هل الحب جميل بهذا الشكل ويدوم للأبد .
" ايه يا حياة مبتكليش ليه الظاهر كده إن أكلى مش عاجبك "
أردفت فاطمة بينما تضع مزيد من الطعام بطبق حياة التى نبست بابتسامة.......
" تسلم ايدك يا طنط الأكل طعمه حلو اوي"
ثم شرعت فى تناول الطعام تحت ابتسامة فاطمة التى تملأ طبقها بالمزيد .
" طيب كلى عايزاكى تخلصي الطبق بتاعك "
"حاضر"
توالت الأحاديث الودية بينهم بعد ذلك والمضحكة كذلك عن قصة حب فاطمة وسليم وعلى قدر ما حكته فاطمة من رومانسيه كان هناك قدر كبير من المواقف المضحكة ....
" وقال ايه واقف على باب البلكونة بتاعتنا وعمال يحدف الطوب علشان أطلعله فاكر نفسه فريد الأطرش ، ساعاتها أبويا هو اللى طلع راحت الطوبة جاية فى دماغه "
ضحكت حياة بتفاجئ بينما سليم زفر باحراج بينما راجح يبتسم بخفة للقصة التى سمعها ألف مرة ....
" أنا اللى كنت فاكر نفسى فريد الأطرش ولا أنت اللى كنت طارشة الشارع كله كان بيطلع وأنت بتبقى فى سابع نومة ، وبعدين ايه ي حبيبتي الذكريات المحرجة دى طب ما تقوليلهم اللى حصل بعد كده "
" بعد كده الناس اللى فى الشارع مسكوك وربطوك علشان افتكروك حرامى "
"قصدى اللى بعد كده يا فاطمة "
" اه قعد مع بابا وطلب ايدى منه واتجوزنا بعدها بشهرين وعشت مع أحلى سنين عمرى "
" ايوه كدا يا فاطمة احكى الحاجات الحلوه دى"
" لا يا ماما احكى اللى حصل فى الشارع ، مسلى أكتر "
نطق راجح باستفزاز بينما ينظر بابتسامة جانبية لوالده سرعان ما انقلبت لصدمة وتوتر لما نبس به والده .....
" لا احكلنا عن راجح وهو صغير بيتهيألى هيكون مسلى أكتر"
أرسل والده نفس الابتسامات الجانبية بينما والدته سرعان ما ابتسمت لتذكرها ولدها الصغير وشقاوته .
اقترب راجح من والده الذي يجلس مقابله على الطاولة ليردف بصوت منخفض....
" كده يا بابا ، أنا هتفضح لو ماما حكت أى حاجة "
" تستاهل مش أنت اللى كنت عايز تحط عليا "
أخبره والده بينما يحشر الطعام بفمه دون اهتمام .
" بقا كده طيب ماتزعلش بقا لما أقولها أنك مختار اسم ريهام على اسم الاكس بتاعتك يا محطم قلوب العذارى "
أردف راجح بتهديد لوالده الذى غص بطعامه ليتحدث سريعاً لوالدته التى تنظر لهم بغرابة لهمساتهم سويا ...
" ولا أقولك بلاش اح..... "
لم يستطع والده الاكمال لأن فاطمة كانت بدأت بالفعل وهى ما أن تتحمس لموضوع حتى لاتنتهى سوى أن تفرغ الموضوع كامل دون راحة .
" راجح بقا يا حياة كان طفل شقى عكس ريهام ورانى الويل ، كان يحب يقعد طول النهار من غير هدوم مش عايز يلبس واللى ييجى يلاقيه قاعد قالع "
انفجرت حياة فى الضحك وخاصة عند رؤية رد فعل راجح والذى غص بالماء وأخذ يسعل بقوة بينما ينظر لأمه بعدم تصديق لما تفوهت به منذ لحظات .
هو واللعنة أستاذ حياة كيف ستستطيع هى احترامه بعد ذلك....
" ماما "
نطق راجح باحراج لوالدته بينما ينظر بين الحين والآخر لحياة التى تكتم ضحكها بغيظ .
توالت الأحاديث بعد ذلك وحمد راجح ربه لأن باقى ما حكته والدته لحياة كان مواقف عادية عن طفولته وعن أخته بينما يتضاحكون بين الحين والآخر واستلطاف والديه لحياة كما يبدو انسجام الحياة الواضح معهم .
قضوا باقى السهرة معاً إلى أن انقضت وحان وقت رحيل حياة وراجح ، حضنت فاطمة حياة لوقت طويل وهى تودعها بينما توصيها بأن تكرر الزيارة مرة أخرى وتوصى راجح كذلك ، لتوعدها حياة بابتسامة بينما بداخلها تعلم أن هذه الزيارة قد تكون الأخيرة بالفعل .
أوقف راجح السيارة أمام منزل صفا ، لتستقيم حياة بإحباط تنوى الخروج من السيارة فعلى الرغم من مدى تزينها اليوم بينما بداخلها تعلم أنه ليس من المفترض تغزلها بها بينما علاقتهم ليست سوى علاقة بين أستاذ وطالبة إلا أن قلبها الأنانى يريد سماعات عبارات الغزل من فمه بشدة ...
" امم تصبح على خير ي دكتور "
" وأنتِ من أهل الجنة "
وعندما كادت تفتح الباب حتى تخرج منه أوقفها صوته الرخيم منادياً لتنظر ناحيته باستفهام .....
"حياة "
" كنت جميلة أوى النهاردة "
لم تعلم حياة بالرد الذي ترده بعد ما قاله ، فعلى الرغم من تمنيها سماع أى تعليق منه إلا أنها لم تحسب حساب قلبها الذى ستتسابق دقاته وكأنه بمارثون وجنتيها سرعان ما تشبعت بالحمرة بينما تخفض عينيها عن عينيه التى تبدو مستمتعة ببعثرتها أمامه وخجلها منه ....
" ابقى شيكى على جروب الكلية قبل ما تنامى هتلاقي مفاجأة "
أومأت له بينما قلبها المسكين لم ينسى عبارته المغازلة حتى الآن .
خرجت من السيارة ببطئ بينما عيونه المثبته عليها بابتسامة تجعلها تكاد تتعثر لتتجه لداخل المنزل الخاص بصديقتها وبعد قليل أتى سائقها الخاص ليقلها إلى قصر المختار .
قامت حياة بالاستحمام سريعاً ، لترتدى تيشيرت أبيض طويل وواسع يصل لركبتيها بين رفعت شعرها البنى الطويل على شكل كعكة فوضوية ولطيفة ، رطبت وجهها وجسدها وكذلك شفتيها ، وبعدما انتهت استلقت على سريرها و أمسكت بهاتفها بينما فضولها يزداد لمعرفة المفاجأة التى أخبرها عن راجح على جروب الكلية .
لم تجد شئ لتنظر عدة دقائق لتلاحظ وصول رسالتين لهاتفها بنفس الوقت إحداها بمحادثتها الشخصية مع راجح والأخرى المحادثة الجماعية بين راجح وجميع طلاب قسمها ومن الواضح أن محتوى الرسالتين واحد ففتحتها بسرعة وفضول لتجد ......
دكتور راجح 💬 :
شباب جهزوا نفسكم لأن عندكم امتحان بكره .
استقامت حياة من السرير بصدمة بينما تضرب كفها بجبهتها بغيظ ...
" يا راجح ال🤬🤬 طب والله لأوريك "
-------------------------------*----------------------------------------------------*---------------------
يتبع ♥️🦋
سؤال : مين الثنائي المفضل عندكم فى الرواية 🤔