ارجو منكم ان تقدروا تعبي بتعليقات بين الفقرات و نجمة كتشجيع لي و شكرا
" الشمعة تماما كالحب... شعلة ساخنة بقلب المتحابين الى ان يذوب احدهما فتنتهي و تلمح لزوال الحب بينهما او موت احدهما "
....
يرن في الارجاء صوت طرق ازميله على ذلك الحجر بينما يرسم به شكلا جديدا طلب منه، سقطت احدى خصلاته الذهبية على عينيه تحجب رؤيته ليزفر بعدم صبر راميا تلك الخصلة بعشوائية ضجرة.. ربما يجب عليه قصه لاحقا
رفع يديه عما ينحثه ليبتعد بضع خطوات للخلف محدقا بما صنعته انامله لشهور طويلة، ابتسامة خفيفة زارت محياه و عينيه ترى جهده يثمر و لا يضيع
اطلق زفيرا متعبا و هو ينفض يديه حتى سمع صوت جرس الباب يتحرك معلنا عن دخول احدهم لمعرضه المتواضع، القى بناظريه هناك بطريقة عدائية
هذا زمن الحرب... لا يوجد شخص تثق به
وجد انه مبعوثٌ ملكي، تنهد يلتفت صوبه...
"يرسل لك الملك تحياته سيد جيمين و يسألك ان كنت قد انهيت التمثال؟ "
اومئ بخفة " انهيت تمثال الملاك سيد جورج، تستطيع ارسال الحاشية مسائا لا هذه، لانني احتاج لتنظيفه و تلميعه لطلب جلالته ذلك "
جال بنظره على التمثال ليزدرد " الا يبدوا جناحه الايمن غير مساوي للايسر؟، كما و انه ذو جسد ناعم و هزيل، لما لم تنحت جسدا اكثر رجولة؟"
ابصره بهدوئ "هذا عملي و انا ادرى به، و لايهمك جسد التمثال فلست انت المنحوت هنا "
احتقن وجهه بغضب ليمسك ازميله الحاد موجها ضربتا عنيفة نحو جناح الملك كاسرا جزئا منه، وسع بصدمة عاجزا عن التفوه او فعل اي شيء
ابتسم الاخر بدنائة " حسن ملافظك معي في المرة القادمة ايها المخنث، او سيكون ازميلك اللعين في لحمك "
رمى الازميل جانبا بغرور ليلتفت مغادرا المكان، بينما هو مزال واقفا دون ادنى حركة، حدق مجددا ناحية الملاك مكسور الجناح
" لانك ملاك ناعم و بريء... كسرو جناحك "
افلت ضحكتا مقهورة بينما يحكم شد على قبضتيه الضئيلتين اللتان امتلئتا بالجروح جراء العمل المتواصل لشهور ابتلع غصته بقهر مقررا تنظيف و تلميع التمثال، و لو اضطر سيخبر جلالته بنفسه عن الحادثة
كانت سويعات قليلة قبل غروب الشمس لقصر النهار في فصل الشتاء، بينما يجلس هو مع مشروبه الساخن اما نافذة المعرض يراقب الخارج بهدوء عكس صخب الشارع و مرور ارجل البشر و حوافر الخيول، لمح من بعيد الحاشية المقصودة بأخذ التمثال ليزفر بتوتر، ابتعد عن النافذة و عدل هندامه منتظرا منهم القدوم
خطوات خلف بعضها و الجرس لا يتوقف بينما يدخلون جميعهم لنقل التمثال لقصر الملك، توقف احدهم و يبدوا عليه حارسا مرفعا امام التمثال ليجعد حاجباه بإستغراب
" سيدي.. مابال جناح التمثال؟ "
فرك يديه يهدئ اعصابه " ف.. في الواقع قد قام مبعوث جلالته السيد جورج بكسر الجناح بعد خوصه نقاشا صغيرا معي "
فرك ما بين حاجبيه بإصبعه " اعذرني لكنني لا استطيع تصديقك دون شهود "
وقف امامه بملامح يملؤها الذعر " خذني لجلالته ان لزم الامر و سأشرح له، لكنني اقسم انه من كسر الجناح مكيدتا بي "
اقترب منه حارسان يقودانه الطريق نحو العربة، دلف ليفتح ستاره يشاهدهم يرفعون طرف التمثال ليضعو تحته سطحا من حديد و له عجلات، بينما ادارو حوله العديد من الحبال ليبدأو بسحبه خارج المعرض
ربطوا نهاية الحبل بعربة فارغة يقودها اربعة احصنة اصيلة فحمية اللون، التفت له ذلك الحارس ليغلق الستار بسرعة، تنفس بتوتر ليجد باب العربة يفتح دلف اليها الحارس ليجلس مقابلا له بملامح هادئة بدت ودودة بعض الشيء
اشار لخيال الاحصنة بالانطلاق ليصدوا صهيل تلك الخيول عاليا قبل ان تباشر سيرها بانتظام و صوت حوافها على الارض يكسر سكون الاجواء، كان ذهبي الخصال ينظر بعيدا عنه قبل ان يتحمحم جاذبا نظره، نقل انظاره ناحيته محملقا به باستغراب
" ليس لديك احد يشهد كون جورج من كسر التمثال صحيح؟ "
اومئ الاصغر بهدوئ عكس داخله الذي يكاد ينفجر من الرعب
" بالمناسبة ادعى جونغ هوسيوك، الحارس الملكي لجلالته و لن أئذيك بشيء فاطمئن "
هو منذ البداية استشعر كونه ودودا رغم حدة ملامحه لكنه مشغول بالتفكير عن طريقة لدفاع عن نفسه الان و لا شيء آخر غير ذلك، بقي صامتا طوال الطريق لهناك يدعوا في سره طالبا التوفيق من الآلهة
...
وصلوا بعد مدة لا تقل عن اربع ساعات حيث بدأت السماء بالتبدل بألوانها لبدأ شروق شمسها بينما تنعكس بألوانها الباهتة على الشعلات النارية حول القصر قبل ان يقوم الحارس بإطفائها
نزل هوسوك لينزل خلفه ضئيلة الجسد، يشاهد تمثاله الذي وصل بسلام، وليت جناحه كان سليما لما اضطر لخوض كل هذه المسافة لهنا ، دلف من بوابات القصر نحو الداخل و هو يفرك يديه ببعضها بهدوء، محاولتا منه للحفاظ على ملامحه الهادئة رغم كل شيء
فتحوا صدر و ساحة القصر حيث يعلوا ذلك العرش بتكبر و طغيان هناك بالاعلى، مشى حذو هوسيوك الذب اخفض رأسه بإحترام واضعا يده على رأسه مخفضا إياه ايضا
ابتعد عنه واقفا امامه " جلالتك، كما وصلتك الاخبار، جناح الملاك مكسور، و النحاث يقول بأن مرسول جلالتك جورج قد كسره بإزميله بعد خوض نقاش معه "
همهم الاخر له ليقف عن عرشه متقدما " ارفع رأسكْ"
لبى جيمين امره ليحدق به الاخر بهدوء
" فسر لي لما انت هنا، و كيف يجدر بي تصديقك؟"
تجهمت ملامح الاصغر بغير رضى "مولاي انا هنا لانني لا املك شاهدا على ما حصل، كما انني لست مضطرا لتخريب تعبي و كسره بعد شهور من العمل عليه ليلا نهارا، هذا يعد غبائا جلالتك "
ابتسم الغرابي بجانبية بينما ملامحه لا تتغير عن هدوء الاشقر و نظراته الداكنة العميقة موجهة لوجهه
" لا تجيد الاحترام كما تجيد نحت الصخر، و لكني كريم بطبعي فسأعطيك فرصتا ايها الاشقر "
لم تغفل ابصار الغرابي عن السخرية المنبعثة من نظرات الاخر تجاه حديثه... ولكن الامر يروقه
" لك هنا اقامة الى ان تنحث تمثالا اخر، وستلبى احتياجاتك لذلك "
وضع الاصغر بصره بسوداوية الاخر الهادئة
" و عندما انتهي؟ "
افلتت من فاهه قهقهة جافة تعلن عن بعض السخرية في جوفها
" دعنا لا نستبق الاحداث يا اشقري "
انحنى الى قامته مقربا وجهه حتى كادت انوفهمم تتلامس
" فلا احد يدرك ما سيحدث في المستقبل "
.....
يتبع..
سيتم نشر البارت الثاني في غصون يومين كونوا في الانتظار