_________ᝰ.ᐟ
𝗬𝗲𝘀 𝗢𝗿 𝗡𝗼
ᴶᵘⁿᵍᵏᵒᵒᵏ ♥︎
⇄ ◁◁ 𝚰𝚰 ▷▷ ↻
¹:³⁴ ───●━━─²:²⁸
「 𝙉𝙚𝙬 𝙔𝙤𝙧𝙠 - 𝙐𝙎𝘼 📍 」
𓂃
𝗧𝗥𝗔𝗡𝗤𝗨𝗜𝗟𝗜𝗧𝗬 : الطمأنينة و الهدوء
⋆ ˚。⋆
ִ࣪𖤐
الذكريات قد تكون ملجئًا و مكانًا لنختبئ فيه مِن عتمةِ ايامِنًا في بَعض الاحيان ، لَكن ان يلجأ الى ذكرى غريبةٍ لا يعلمُ هو حتى لماذا يتذكرُ تفاصيلها في ذلك اليوم بهذا الشكل الدقيق هو الامرُ الذي لم يَفهمه مطلقًا
ذكرى يومٍ خريفي يحملُ هوائه بَعض البرودةٍ يتذكرُ بشكلٍ مُفصَّلٍ اصواتَ المكابِح عندما تنحرفُ السياراتُ لتَصل خطَ النهايةِ و ما زالَت رائحةُ اعمدةِ السياراتِ تداعِبُ انفه المِثالي كمَّا لو انه ما زالَ حاضِرًا في ذلك المَكان
و اكثرُ ما يُطمئن قَلبه من تِلك الذكرى هو شعوره في ذلك الوَقت عندما دَبّّ الحماسُ في جَسده بأكمله عندما كَانت عيناه الوَاسعتان تُلاحقان المُتسابِق الذي يحملُ الرَقم 97 و من كان يقودُ السيارةَ مقتربًا من خط النهاية
شعورُ الحماسِ و نشوةِ الفوز اللذان لم يختبرهما في حياتِه مِن قبل قد اختَبرهما بسببِ شخصٍ غريبٍ بالكامل عنه و ما سببَ لديه رغبةً مُلحةً و فضولًا لرؤية قائدِ تلك المركبةِ التي حملت الفوزَ بعد سباقٍ مليءٍ بالضراوةِ و العثرات
يتذكرُ خطواتِه السريعةِ على الارضِ العشبيةِ في انٍ و الرمليةٍ في الآن الاخر بينما كان يركضُ حامِلًا بيديه الكاميرا التي اشتراها بعد ادخارِه للكثير من الاموال و قرر مِن خلالها تخليد الاوقاتِ التي شعرَّ بها انه ( على قيد الحياة )
يركضُ لاشباعِ فضولِه برؤية ذلك المُتسابق و مَن يكون ، لا عِلم له بأي شيءٍ عن السباقات و هذه اولُ مرةٍ يدخلُ بها الى مكانٍ كهذا و قد اختبَر كمًا كبيرًا من المشاعر بلحظاتٍ قليلةٍ فحسب
لم يستطع هو رؤية وَجهه في تِلك اللحظه ، كان يلهثُ بتعبٍ ، تلمعُ عيناه الكبيرتين ممسكًا بالكاميرا يتلهفُ لرؤيةِ السائق خالعًا الخوذةَ التي كانت تمنعه مِن امتاعِ ناظريه بملامِحه
لكن المُفاجئةَ كانتُ هنا .. المُتسابقُ المتوجُ بالفوز في المَرتبةِ الاولى لَم يكُن فرحًا ابدًا .. بل كان يذرفُ الدموعَ مِن عينيّ الغزالِ المُتلئلئتين بغزارةٍ و وِفره
تتصاعدُ اصواتُ بُكائه المَكتومِ مع شهقاتٍ تخرجُ من بين شٍفتيه الارنبيتين بحزنٍ لا يُمكن التغاضي عَنه او عدمِ مُلاحظته
بقيَّ واقفًا يتأملُ بُكائه الحزين لوقتٍ ليس بقصير ارادَ بداخِله الدخولَ لتِلك الغُرفة ، التَربيت على ظَهر ذلك الجميل الباكي ، تَقبيلُ عينيه و مَسح دموعِه و اخباَرِه بأن كُل شيءٍ سيكون بخير و لَكن لماذا ؟ حتى هو لا يعلمُ سبب تَعاطُفه معه و الرغبةَ بأحتوائِه بين ذراعيه
خرجَ من المكانِ محملًا بالكثير من المَشاعر يتذكرُ وَجه ذلك الشابِ الحزين ليُحتَضن قلبُه بدفءٍ ، يبتسمُ في كُل مرةٍ يتواردُ لذهنه و يقومُ بهزِ رأسه يحاولُ ابعادَ تلك الافكار عنه ، فهو يرى ان لا فائدةَ تُرجى من هذه المَشاعر .. او هذا ما يَظنه هو ...
" هيي ڤيكتوور !! ڤيكتور ما خطبُك !؟ الَّا تستمعُ اليَّ ؟!! بَن يحاولُ الوصول اليك و قد عَجز عن ذلك ! "
اعاده صوتُ رفيقتِه الى ارضِ واقِعه المشؤوم ، الواقع الغير مُحبب اليه مُطلقًا و الذي لا يستطيعُ الهَرب مِنه ، انزعجَ ليرفعَ اصبَع السبابةِ و يضعهُ على شَفتيه يأمُرها بالسكوت !
ليرفع يده الاخرى وَيضعها على اُذنه حيثُ السماعةُ ليتيح للآخرِ فرصةَ التكلُم مَعه
" قُل ما لديك "
" ڤيكتور .. لم استطع الوصولَ اليك لذلك قُمت بأخبار ماتيلدا لتصلني بِك .. امم هل انتَ بخير ؟! "
" اختصر ، انا بخير " يمكِن للطرفين معرفةُ الملامِح التي تُغطي وجهيهما ، بَن الذي يعلمُ بطباعِ ڤيكتور الحاده مُتيقنُ بأن الاخر الان يبدو بملامحَ مُتبلدةٍ و بارده
امـا ڤيكتور فهو على علمٍ بأن بَن قد قامَ بتقليب عَينيه للاعلى مُنزعجًا مِنه ، و هذا امرُ يَستمتع هو بِه للغاية
" الهدفُ قد وَصل مكانَه الاخير ، انا مُستعد لأن اقومَ بجُزئي مِن العمل ، اخبرني عندما تكونُ مستعدًا .."
تنهيدةُ ثقيلةُ قد شقت طريقها مِن بين رئتيه لتخرُج مُعبرةً عن سخطه و عدمِ اعجابِه بالامر " انا ايضًا مُستعد ، فلننهي الامر "
" حسنًا " اشار بَن الى الجميع ليستعد
يقفُ مُرتديًا ملابًسا يكتسحُها السواد يقومُ بتَغليفِ اصابعِه الطويلة و راحة يده بقفازاتٍ سوداءَ ايضًا بينما يرتشفُ السيجارةَ بين شفتيه المُمتلئتين
" لقد انتظرناك لوقتٍ طويل ، ما الذي تُفكر به ؟! انا اعلمُ انك الافضلُ في عملك لكن الامرُ مزعج لقد ترتب عليَّ ترك مكاني و المجيء اليك و انت لَم تستمع اليَّ حتى مع صراخي بأسمك ! حتى انني كدتُ ان افضحَ مكاننا ! اه ! هل اخبرتُك من قبل انك تبدو وسيمًا للغايةِ عندما ترتدي الاسود ؟"
تَكلمت معه بشيءٍ من الانفعالِ و الصراخ و قد نَسيت التنفُس اثناء نُطقها لكلامِها ممَّـا ازعجه بشدةٍ و قد بدى ذلك واضحًا عليه
فهو لا يحاولُ حتى اخفاءَ انزعاجِه منها ليزجرَ بها بصوتٍ غليظٍ و مُنزعج " انتِ مُزعجةُ للغاية ، تَوقفي "
امسكت بذراعِه لتغيضه اكثر ليقومَ هو بدفعِها بقوةٍ و النظر الى ذراعه بأشمئزاز " من يرى وَجهك يظنُ ان طائرًا قد تبرَّز عليك ، انتَ مثليُّ للجِنس و انا اتفهم ذلك لكن ردود افعالك عندما اقومُ بلَمسك غريبة تبدو كأنك باغضُ للنساء "
" مَن كذبَ عليكِ و قال لكِ بأنكِ اُنثى او امرأه ؟ كمَّـا انني باغضُ للجنسِ البشري بأكمله ، ابتعدي عن طريقي قَبل ان تُصبحي اثارًا جانبيةً للعملية "
اشارَ اليها مُبتسمًا بمُكر بينما كان يرتدي قناعه الذي يغطي نِصف وَجهه و يُبرز عينيه الحادتين لتنظُر هي اليه بغضبٍ و تبتعد عن طريقه تُفسح له المجال للدخول الى القصر الذي سينفذُ فيه مهمته المنشوده
مهمته التي تتمحور على قَتله لتاجرِ مخدراتٍ روسي يدعى ( ديمتري بيتروف ) يجلسُ في قَصره بهدوءٍ و طمأنينة لا يعلمُ بأن الموتَ قادمُ اليه بعد دقائِق قليلة
تم تعطيلُ نظامِ الحماية و كاميراتِ المُراقبةِ مِن قبل بِن ليدخُل هو لألتهامِ فريسته
يسيرُ بخطواتٍ هادئةٍ تُشابه نسماتِ الهواء بهدوئِها لكنها تُضاهي الاعصار بِسُرعتها ، خطاه المرنةُ الموزونة التي قطع بِها مسافةً لا تقلُ عن المئة مِتر كانت خاليةً من الحياة تنذرُ بالموت خاويةً مِن اي روح .. كما لو انه كان كدميةٍ يتمُ التحكمُ بِها بخيوطٍ غير مرئية
حتى وَصل الباب الذي يَفصله عن فَريسته ، بابُ عاجِي اللون مصنوعُ مِن الخشب يقبعُ خَلفه رجلُ كبير في السن قد يكون في عقده الثامِن ، يجلسُ خلف مَكتبه يستمع الى صوتِ الاوبرا الايطالية التي ملأت القصر بأكمَله مُحاطُ بالكثيرِ من الاوراق على ذلك المَكتب قد يكون كـوب قهوتِه على يمينه و اثمنُ مقتنياتِه في ذلك المَكان هو اطارُ ابيض للصور يحتضنُ صورةً له مع اولادِه و احفاده
لكن كيف يعلمُ هو بكُل هذه التفاصيل ؟
يعرفُها بسبب مُراقبته الدقيقةِ لهدفه لأيامَ عديده حتى يُحدد الوَقت و المكانَ المِناسب لاتمامِ عمليته و ليبدو الامر كمّـا لو انه انتِحار
اخرجَ المُسدس مِن جيبه من دون عِلمه لنوعه ، فهو مُدربُ على استخدامِ كل انواعٍ الاسلحةِ الناريةِ و يتمُ تجهيزه بالملابِس و الاسلحةِ مِن دون علمٍ مُسبق له بهويةِ مـا سيستعمله
ابتسامةُ واسعةً رُسمت على وَجهه عندما رأى المُسدس الذي كان مُختبئًا بجيبه و الذي كان مِن نوع ديرياغن روسي المَنشـأ
" انها مجنونة " هَمس بهذه الكلماتِ ثم استَعد للدخولِ الى الغُرفةِ للنيلِ مِن هدفه
اطاحَ بالبابِ الذي كان يفصلُه عن الوصولِ بهدوءٍ تام و دَخل يمشي بخطواتٍ واثقةٍ بينما ينظرُ الى الرجل الذي كان جالسًا بالفعل خلف مكتَبه مُغمضًا عينيه يستمعُ الى الاوبرا بهدوءٍ بينما يقومُ بمَسح نَظاراته
تبَاعدت اجفانُه التي كَـانت مِلؤها السكون ليحلَ الخوفُ مكانَه بَعد التِماسه لبرودةِ فوهة المُسدس التي حطت على جَانبِ رأسه
يقفُ بهدوءٍ ينظرُ اليه بنظرات تخلو مِن الحياة ، ابعد القناعَ الذي كان على وَجهه كوسيلةِ مِنه للأفصاحِ عن مـا تحته لضحاياه ، يُريد ان يعرف ضحاياه وَجهه و حقيقةَ الشخص الذي سلَّب ارواحهم
و لديه عادةُ غريبةُ اخرى ، يُعطي ضحاياه ثلاثين ثانيةً محفوفةً بالمَخاطر لسببٍ لا يعلَمه سِواه
و السببُ انه يفكر بأنه بضغطه على الزناد ، سيسلب روحًا و سيقتلُ شخصًا بما كان قد خطط لفعلِ شيءٍ لطيف في الساعاتِ القريبة القادمه ، شخصُ قد يكون هنالك احدُ بأنتظاره ، شخصُ قد يُبكي فِراقه الكثيرَ مِن الاعينِ و يُلهب العديد مِن الافئدةٍ حزنًا
لكنه و فور التِماسه لمقاومةٍ من الضحية يضغطُ الزنادَ ببرودةٍ شديدة ! و قد فعلَ ذلك على الفور لينهي المهمةَ و يرفَع يده لأذنه حيثُ السماعة التي تَصله بالاخرين و يقول
" No need for the applause"
جملتُه المعروفة التي يُعلن بِها انتهاء المهمةِ بنجاح و ليعطي الضوء الاخضر للاخرين بالتَحرك لأتمام اجزائهم من العمل
لَكــن ! خطبُ مَـا قد حَصل !
في العادةِ يترتبُ على احدِ اعضاءِ الطاقم قطع الطريق المؤدي لأماكن الضحايا و قد فَعل ذلك واضعًا لافتاتِ تدلُ على صيانة الشارع تطلبُ من السياراتِ تغيير طريقِها و قد امتَثلت جميعُ السياراتِ إلَّا واحدةً
اجبرت الجميع بالبقاء في اماكِنهم لوقتٍ اكثر و اُجيرتهم على التأخر في اتمام العمليةِ
" كريستوفر عليك اللعنة ما الذي تَفعله ايها الوَضيع ؟! لما لا تقومُ بعّملك !! " بصوتٍ مُرتفعٍ و مًستاء صرخت ماتيلدا على الشابِ المسؤولِ عن قطع الطريق
" انا افعلُ مـاتي انا اُقسم لَكن السائق تجاهل كُل العلاماتِ و دخل مُتعمدًا " حاولَ تبرير موقِفه لكن الاخرى لم تُسامِحه مطلقًا و استمرا بالجدال بينما كان الواقفُ بجانِب الجثةِ التي جرَّدها من روحِها لتوه يستمع اليهما
" هذا يكفي ، انطقا بحرفٍ اضافي و سأقومُ بركل مؤخراتِكما ، انتِ ايتها البلهاء ادخلي الان فقد ذهبت السيارة ، جايك تحقق مِن سبب دخولها و كريستوفر اكمِل عملك بينما تنتهي ماتيلدا مِن عملها هنا لنذهب "
امتثل الجميعُ لمَّـا قاله و قاموا بتطبيقه على الفور حتى انتهت هي من تزييف مكان الجريمة ليبدو كأنتحارٍ و خرجوا مِن المكان
بينما كان بَن ينتظر اكتشاف الجثة مِن قبل احدهم ليبدأ بنشرِ الاخبارِ عن انتحارِ احد تُجار المخدراتِ الكِبار..
انتهى الجميعُ ليجتمعوا في مكانٍ واحد و يعودوا الى المقر ، كان فيكتور هادئا يلتزم الصمت بينما انشغل الاخرون بتوبيخ كريستوفر الذي لم يهتم لاي احد غيره
اختار تركهم والصعود للسيارة اولا ، واضعا رأسه على الكرسي يغمض عينيه الجميلتين ليرتاح لكن يدًا باردة قد لامست يده ليفزع بسببها بشده
كيد شخص ميت و لا روح له
نظر باستغراب للجالس بجانبه يتامله بنظرات غريبه
" هل انت غاضب مني فيكتور ؟ "
تنهيدة ثقيلة غادرت ثغره ليبتسم بأستهزاء و يسحب يده بعنف
" و هل هذه المرة الاولى التي تعرض الجميع بها للخطر كريس ؟"
" لا اهتم للاخرين ، انت كل ما يهمني .."
" اغرب عن وجهي ، اريد نيل بعض الراحة "
اشاح بناظره بعيدًا عنه يغمض عينيه يحاول نيل راحة جسده على الاقل بينما كان جايك يستمع لمحادثاتهما
" يريد الزعيم رؤيتك في المقر الليلة ڤيكتور "
بعد لُحيَّظاتٍ فقط فَتح مُقلتَـيه اللتان تَحملانِ جمالَ لَون البُندق يفصلُ عناقَ رموشـه الكثيفةِ الطويلة ، يومأ برأسه بهدوءٍ مُجيبًا عمَّـا سَمعه لتوه
يعاود اغلاق عينيه الجميلتين يفكر بالكثير من الاشياء
ما الذي يريده منه الزعيم ، متى سينتهي كابوس حياته و من كان في تلك السيارة التي هددت نجاح مهمتهم الدقيقه ...
" قبل عشرين دقيقه "
يــومُ طَويلُ و مُتعب قد انتهى ليستَقل هو سيارةً يقودُها سائقُ يعملُ لديه لكنه ليس مألوفًا و لم يره بكثرةٍ من قبل ، يحاولُ اخذ قسطٍ من الراحةِ بتثبيت رأسه على نافذةِ السيارةِ ، يحاولُ اعداد نَفسه للقاءِ عائلَته المُتمثلةِ بوالِده و اختِه غير الشقيقة و عائلتِها
لم يأخذ السائقُ الطريقَ المُعتادَ ليستشعر هو غرابةً و يرفع رأسه متسائلًا
" الى اين تأخُذني ؟ "
" انه طريقُ مختصر ، الزحامُ المروري كبير الان فوقتُ الذروةِ قد بدأ ، سنصلُ الى العشاء بسرعةٍ بسلوكِنا لهذا الطريق "
يعلمُ السائق ان المَاثل امامه يعرُف ان ما قاله مُجرد كذبٍ و انه يحاولُ تضييع الوَقت فقط كي تنفردَ اخته مَع والِده و تَحيك المكائِد مِن خَلفه
انها ليست المرةَ الاولى التي يحدثُ بِها امرُ كهذا و لن تكون الاخيره
" اه تبًا لتلك العجوز انا مُتعب "
لم يتوقف عن استفزاز السائِق بذكاءٍ و هدوء حتى ذاق هو ذرعًا بِه و دخل الى شارعٍ يبدو مُغلقًا بعلاماتٍ تطلبُ من السيارات الامتناع عن الدخولِ اليه
ابتسامةُ جانبيةُ رَسمها على وَجهه رافعًا احد حَاجبيه
" قطعُك لشارعٍ متجاهلًا لافتات الصيانة بسيارةٍ تعودُ اليٍّ ، انتَ ذكي "
" لن تضرك مخالفةُ او اثنتين فسيرتُك الذاتية تحملُ الكثير من المُفاجئات "
صوتُ ضحكاتِه قد ارتفع في المقعد الخَلفي ليبتلعَ السائقُ لِعابه بتوترٍ و خوفٍ مِنه
بدى غريبَ الاطوار له بشده ..
بعد اكثر مِن ساعةٍ من تضييعه للوَقت بأخذ الكثير من الطُرقات الجانبيةِ و المُكتظه ، بدأ قصرُ والِده يبدو واضحًا له في الافق لأقترابِه من الوصول
و مـا هي الا دقائقُ قليلةُ حتى وَصل القصر ليترجل السائقُ بسرعةٍ و يقومُ بفتحِ الباب له !
لكنه كان غاضبًا جدًا من تضييع السائِق لوقتِه ليقومَ بالامساكِ به مِن كتفيه مِن الخَلف و ضربِ عظمِ ساقه بقوةٍ بقدمَه
تعالت اصواتُ صراخِه المُتألم و المُتفاجئ ممَّـا فعله له
رفع رأسه ينظرُ الى والِده الذي كان يقفُ في نافذة المَنزل العملاقة برفقةِ اُخته و التي بدت مُنفعلةً و تٍصرخ بكلامٍ لم يستطع هو سماعه لبُعد المَسافات بينهما
" انظُر اليه !! لطالما اخبَرتُك ابي انه مُختل عليك ان تَقوم بزَّجه في المَصحة العقلية على الفور .. انا لا استطيعُ احتمالَ وجوده في المكانِ ذاته مع اطفالي "
" اذن غادري "
" هاه !؟"
نظرةُ جانبيةُ مِنه اجبرتها على السكوت ليبتعدَ مُقتربًا تتسعُ ابتسامتُه منتظرًا وَلده الحَبيب ليقومَ بفتح الباب و يدخُل اليه ، ولده الذي لم يلتقي بِه منذ سبعةِ اشهر ..
اشرقت ملامحه فور رؤيته لولده الذي كان متبسما هو الآخر
" جونغكوكي بني لقد اشتقت اليك بشدة ! "
" ابي ، و انا افتقدتك كثيرا "
عناق دافئ جمعهما يحيط به والده بحب و اشتياق ، بينما كانت انظار اخته مسلطة عليه بحقد لم تحاول اخفائه حتى
كان زوجها حاضرا يرتاح اليه جونغكوك اكثر منها و تربطهما علاقة صداقة جميلة ، لا يستطيع التوقف عن الابتسام فور رؤيته للطفلة الصغيرة التي يحملها زوج اخته و التي تكون ابنتها
" لا استطيع التصديق ان ملاكا كهذا قد ولد من شيطان ك إن يونغ " يحمل الطفلة و يلاعبها بينما يتكلم مشيرا الى اخته التي ضحكت باستهزاء
" استطيع سماعك جونغكوك !!!"
" انا اعلم."
الجو العام للمكان قد اختلف ليقرر والده التدخل و حل النزاع قبل ان يكبر ، يظن ان ما بينهما هو شجار عابر و لا علم له بنوايا ابنة زوجته
* فهما ليسا شقيقين ، فقد تزوج والد جونغكوك من والدة إن يونغ بعد وفاة والدة جونغكوك و قد كانت الفتاة تبلغ من عمرِ ستةَ عشر عامًا عندما تزوجت والدتها
" العشاءُ جاهزُ بُني ، لنذهب لتناوله جميعًا .. لقد اشتقت لتناولِ الوجباتِ معك "
اومأ اليه جونغكوك بهدوء و انصاع لما قاله والِده ، ناول الطفلةَ لوالِدها و سار في طريقه الى حيثُ مكانِ تناول الطعام يسير بخطًا بطيئةٍ بعض الشيء خلف والده
" سأقتلُك جونغكوك .. لا تنسى ذلك " همست اليه التي اصبَحت تسيرُ بجانِبه بعد ان كانت خَلفه ليبتَسم هو بهدوءٍ و يجيبها " حاولي ، انا اتطلعُ لذلك "
سارت مُتبعدةً عنه لينفثَ هو الهواءَ بأنزعاجٍ و يدخُل الغرفة المخصصة لتناول الطعام
وَجد احدى الخادِمات التي مَّيزها بشكلٍ مُباشر ، انها خادمةُ قد كبرَ في رعايتِها لوقتٍ طويل .. بسبب مرضِ والدته و طبيعة انشغالها بعملها
انحناءةُ مليئةُ بالاحترامِ قد انحنى بِها يعبرُ عن امتنانِه الدائِم و شُكره لتبتسمَ هي
و قَبل ان يبدأ بالحديث معها فاجئه صوتُ يمقتُه بشدة
" ما هذه الاطباق !؟ انا نباتية و لا استطيعُ تناول هذا الطعام !! رؤيته فقط تُشعرني بالغثيان "
" انا اعتذرُ سيدتي لكنكِ كُنت في المَطبخ فيمَّـا سبق و لم يُخبرني اي احدٍ عن الامر ، كمَّـا انها اطباقُ السيد الشابِ المُفضلة و قد اعددتُها خصيصًا له ، يُمكنك اكلُ الاطباقِ الخاليةِ من اللحوم .."
" هل تُحددين ما اقومُ بأكله ايتها العجوز !؟ اعرفي مكانتك!١" صرخت عليها بصوت مرتفع ازعج الواقف بجانبها لكن الخادمة اعتذرت وخرجت من المكان بهدوء
جونغكوك الذي ابتعد عن والده بسببها و لا يعلم ما سبب مسامحة والده لها و ما الذي يرغمه على بقائها في حياتهم حتى، بقي واقفا في مكانه ينظر الى طيف الخادمة يتبدد بعيدا بعد خروجها ... يشعر بالحنين الى الاوقات التي تشاركها مع هذه الخادمة برفقة والدته
جلس الجميع لتناول الطعام تناسى هو ما حدث للتو كي لا يزعج والده
" متى ستعود لمزاولة عملك في المشفى جونغكوك ؟ ، انت لم تنهي فترة تدريبك بعد "
توقف عن مضغ طعامه ثم نظر الى والده الذي طرح سؤالًآ لم يُرد هو سماعه
" اخبرتك انني اقوم بالتركيز على سباقات السيارات و التعاقد مع الشركات ، لا ارى انني سأكون طبيبًا في حياتي "
علامات عدم الرضا كانت واضحةً على والده لكنه اكمل تناول طعامه بهدوء يقطع اللحم الذي اشتاق لتذوقه منذ وقت طويل ، لكن صوتَ قضمٍ غريب قد صدرَّ منه لتتجه جميع الانظار اليه
ملامحه بدَّت غريبة ! وضع يده على فمه بهدوء ثم قامَ بفتحه يخرجُ ما كان في فمه من طعام قد اختلط مع قطعة زجاج!! قام بقضمها عن طريق الخطأ
" يا إلهي !! ما الذي كان في طبقك جونغكوك !! " تحاول التمثيل بإنها لا تعرف لكنها لا تستطيعُ رؤية ابتسامَها التي تعلو وجهها
لم يفتح فمه بكلمةٍ و اكتفى بالنظر الى والده الذي كان عاجزًا عن قول اي شيء...
" دعني ارى ما الذي حلَّ بك جونغكوك !" تدخلِّ زوجها محاولًا الاطمئنان عليه لكنه رَفض و نهض من مكانه بعد ان شعرَّ بالدماءِ بداخل فمه
بقاؤه بعيدًا هو الخيار الامثل لحياته .. هذا ما كان يفكر به بينما يحاول الخروج من الغرفة يتجه الى الحمام لغسل فمه
لحق به زوج إن يونغ الذي كان قلقًا بشدة !
" جونغكوك هل جُرِحت؟ ، هل علينا الذهاب الى المشفى ؟ " لم يُجبه جونغكوك الذي كان ينظر الى انعكاس وجهه في مرآة الحمامِ بغضب كبير
" لا داعي لذلك انا بخير " خرج موجهًا هذا الكلام اليه ليتفهم الآخر لكنه استمر بالقلق و لم يكن الوحيد القَلِق عليه بل والده كذلك
قام بطمأنة الآخرين و اخبرهم انه بخير ، اكتفى الجميع من تناول الطعام و جلسوا معًا لمناقشة الكثير من الامور لكنه كان صامتًا و لم يُتفوه بشيءِ مجيبًا على ما يتوجه اليه من اسئلةٍ فحسب
" ما رأيك في المبيت هنا اليوم بُني ؟ ، اريد اخذك معي الى مكانٍ ما صباحًا. "
لم يستطع الرفض و اكتفى بإيماءةٍ صغيرةٍ لكن سؤالٍا قد طُرح جذِّب انتباهه
" هل جلِّب دوائه ؟ لا يمكنه تفويت اي وقتٍ من اوقاتِ دوائه !!" سؤالُ طرحه زوج اخته لتتراود لذهنه ذكرياتُ الحاحهم الغريب على تناوله لدوائه الذي لا يعرف مصدره و لماذا يضطر لأخذه منذ كان مراهقًا
" احتفظ بجميع ادويته معي اينما اذهب " اجاب والده لتتوسع عينيه مستغربًا و متفاجئًا ممَّا قاله والده
لماذا سيكون دوائه معه و هو في بلدٍ اخر ! و لم يلتقيا لآشهر كثيرة !!
عاد شعور كونه غريبًا ليتربص بقلبه ، يشعرُ بالغربة بين اهله و لا يستطيع التوقف عن الشعور بهذا الشيء ابدًا ...
بعد اكثر من نصف ساعةٍ اخذها الفريق بالقيادة للوصول الى المقر ترِّجل الجميع من السيارة ليدخل هو اولًا يلتقي برفيقته التي كانت تنتظر وصولَهم ، تلاقت اعينهما ليفهم هو ما تريده منه و يوافق مبتسمًا
،وصلت للواقف خلفه و قامت بصفعه بسبب الخطأ الذي قام بأقترافه في المهمة و توبيخه بشدة تركهم ڤيكتور و اتجه الى الزعيم الذي طلب رؤيته
اغمض عينيه يقف خلف الباب العملاق الكبير يستشعر حركات الشخص الذي يقبع خلفه ، انه الان يشرب الكحول ، و ربما يتابع الاخبار ينتظر خبر انتحار ذلك التاجر بابتسامة على وجهه
صوت طرقِ باب بشكلٍ انيق و منتظم قد تبعها امر بالدخول ليبتسم بابتسامة لا تمت للراحة بصلة و يدخل
" مرحبًا.. أبي "
" فيكتور ، نصري المحتم على الدوام لقد قمت بعمل رائع كالمعتاد بني !"
اومأ برأسه ثم جلس امام الذي قام بصب الكحول اليه لكنه لم يكن ينوي احتساء المشروب و اكتفى بشكره و الجلوس صامتًا
" مهمة واحدة فقط تفصلك عن ترك هذا المجال و ان تحل محلي فيكتور !!"
تنهيدة ثقيلة غادرت جوفه ليطرح سؤاله " اليست ماتيلدا الاحق بهذا المنصب ؟؛"
" ماتيلدا ؟؟ ، انها ابنتي هذا صحيح لكنها بلهاء كما انني قمت بتربيتك لاكثر من احد عشر عاما فيكتور و لن اجد شخصا افضل منك مطلقا "
اكتفى بإرتدائه لإبتسامة و مجاراة ما يقوله ذلك الرجل الذي ساعده في حياته كثيرا عندما وجد نفسه بشكل مفاجئ ببلد غريب لا يتذكر اي شيٍ عن حياته و ما عاشه
خرج من الغرفة بعد اكثر من نصف ساعه من الكلام و توجه خارجًا لكنه التقى بجوليا رفيقته المقربة التي يتشارك معها اصوله الكورية بينما كان في طريقه لغرفته
" اذا ما الذي قاله الزعيم ؟ "
" مهمة واحدة " ضحكت بإستهزاء و سارت ناحيته لتناوله سيجارة ليدخنا معا
" و ما رأيك ؟ "
" اكتفيت من القتل ، ساقبل بكل شيء "
نظرتها لم تكن فرحة ابدا عمَّـا قاله
" لن يغيير اكتفاؤك من القتل حقيقة انك قاتل "
لم يجبها لبعض الوقت ثم اكتفى بـ " انا اعلم " ليحل الصمت عليهما من جديد و لا يُسمع سوى صوت نفثهما للدخان
" اريد معرفة من اكون .. اريد معرفة كيف وصلت الى هنا و من هم عائلتي.. كأي شخص عادي" تمتم بكلامٍ لا يستطيع مشاركته مع اي احدٍ اخر سواها
رمت هي سيجارتها بعيدًا و ضحكت على ما قاله " لو كنت مهما لهم لقاموا بالسؤال عنك طيلة السنوات التي انقضت و انت هنا وحيد و بلا احد ، لا احب ان اكون لئيمة معك لكنها الحقيقه فيكتور " ربَّتت على كتِفه ثم ابتعدت
" ،سأذهب الان للنوم .. خذ انت ايضًا قسطًا من الراحة " سارت لمسافةٍ قصيرةٍ عنه ثم التفت عليه تنظر اليه بنظرات تحذير مألوفه " و لا تنسى اخذ ادويتك !! "
ينظر اليها تبتعد عنه اكثر و تتراطم المشاعر بداخله نحوها بشكل غريب ، يكره ما تقوله لكنها الحقيقه و يكره اصرارها على اخذه لدواء غير معروف السبب و المصدر .
ايام هادئه قد ملأت حياته على غير المعتاد ، قضى تلك الايام يتصفح الانترنت ، يتمرن ، يشاهد سباقات السيارات لمتسابقه المفضل و يجمع صوره التي طرحت من تعاونه مع الكثير من الشركات بصفة عارض ازياء
" جيون جونغكوك " همس بأسم متسابقه المفضل الذي يُشعره بمشاعر غير مألوفة لديه ..
رسالة نصية وصلت هاتفه ليتعكر مزاجه و تتبدد الابتسامة من على ثغره الجميل ، كانت امرا لهم بالاجتماع من اجل مهمته القادمه و التي من المفترض ان تكون الاخيرة
وصل المقر ليلتقي برفاقه و يتكلم مع ماتيلدا عن لقائه بوالدها الذي لم يسمح لها بلقائه و ما هي الا لحظات حتى بدأت جوليا بأخبارهم عن المهمة الجديدة و ما الذي عليهم فعله
و التي كانت كالقنبلة على قلب الذي بقيَّ واقفا ينظر الى الشاشة بتفاجئ كبير
الهدف القادم الذي عليه قتله هو. ابن العالم البيولوجي الكوري المشهور ، متسابق السيارات و عارض الازياء ( جيون جونغكوك ) .
⒈Fin.. ᝰ.ᐟ
.
________
كيفكم حبايبي ؟؟ اشتقت لكم جدًا 🫂🫂
و اخييرًا نزلت رواية 💀
المهمم رايكم بالاجواء العامة للرواية من اول بارت ؟؟
متحمسه لها جدًا 🤚🏻
ڤوت + كومنتس اذا حبيتوا
و شكرًا لوقتكم الثمين ❤️🩹