كانَت على وشكِ الدخولِ للإستحمامِ و لكن قاطَعتها رسالةٌ ما، جائَت على هاتِفها
' أُخرُجي ، الآن. '
نظرت إلى شاشةِ هاتفها لثوانٍ، أيعقلُ أن هذا المغفل يقفُ أمام باب منزِلها الآن.
نزلت السلالم بحذرٍ تتأكد من أن والدتها لم تسمعها ثم فتحت باب المنزل لتجد سيارتهُ.
نزلت السلالم القصيره و مشت إلى الأمامِ قليلاً حتى المنعطف الذي يقعُ بعدَ سورِ منزلهم بالتحديد لتجد هيسونغ يقفُ هناكَ مستنداً بظهره على الحائِط
ممسكاً بِـسيجارةٍ بين أصابعهِ و هناكَ فتىً جالسُ على الأرضِ و وجهه شبهُ مهشمٍ.
يبدو أنه إنتهى منهُ، حرفياً.
"هيسونغ ماذا تفعلُ هُنا؟"
قالت بينما تقتربُ منه ليلقي هو بسيجارتهِ بعيداً بسبب علمهُ أنها تكرهُ رائِحةَ الدُّخان.
ثم أشارَ بعينيهِ على الفتى الجالس على الأرضِ و الذي كان ينظُر إلى بيتريك بحقدٍ
"لا تنظُر إليها أيُّها الوغد."
قال ثم ركل قدمهُ بقوةٍ ليتآوه الآخر و يوجِّهُ نظرهُ تجاهَ الأرض
"هيسونغ.. هل هذا-"
"أوليڤر؟، نعم.. لقد طلبَ مني القدوم و الأعتذارَ بنفسهِ، أليسَ كذلكَ أوليڤر؟"
قال بينما ينظُر إليه مزيِّفاً إبتسامه مستفزة ثم عاود نظرهُ إلى بيتريك.
"أنتَ غيرُ متوقَّع."
"أعلمُ هذا."
ردَّ بثقةٍ ثم نظر إلى الفتى مرةً أخرى
لينظُر أوليڤر تجاهَ بيتريك ثم يتحدث
"آسفٌ بشأنِ ما فعلتُ، أنا وغدٌ لا أستحقُ العيشَ و اتمنى أن تسامحيني.."
"أحسنتَ صُنعاً."
قال هيسونغ بإبتسامةٍ لتنظُر بيتريك إليه ثم تقترب منهُ ببطئ
حاوطت خصرهُ برفقٍ و وضعَت رأسها على صدره
ليرفع هو حاجبيه بصدمةٍ و لكنه تلقائياً بادَلها العناق
إبتعدت عنهُ بعد عِدةِ ثوانٍ و نظَرت إليهِ.
"هل أنتَ من فعَل به هذا؟"
"هو طلَب هذا، كان يشعرُ بالذنب الشديد لذا عاقبتهُ لأُريحَ ضميرهُ فحسب.."
قهقت بيتريك بخفةٍ على سخافته بينما اوليڨر ما يزال على الأرض، يشاهد ما يحدث بصمت.
"لماذا لا تأتِ معي قليلاً؟"
سألت بيتريك بإبتسامةٍ صغيره ليعقد هو حاجباه.
"أين؟ إلى منزلكِ؟"
"أُمي أيضاً بالداخِل أيها المُغفل."
"لستُ أقصد هذا، عليَّ تسليمُ هذا الخنزير إلى مخفر الشرطة أولاً-"
"دعهُ يذهب."
قاطعته بيتريك ليتعجب هو و أوليڨر بدأ بالتركيز في الحديث عندما سمعها.
"ماذا تعنين.. لا يمكنني جعله يذهب!"
"هيسونغ حقاً يكفي ما فعلتهُ به، دعهُ يذهب فحسب."
قالت لينظر هيسونغ تجاهه ثم يمد يده له ليساعده على الوقوف
و بيتريك تحاول عدم النظر إليه أو إلى ملامحه.
فـ هي بالفعل تكره وجهه للغايه.
قبل أن يدعه هيسونغ يذهب أمسك به من ياقة قميصه يهدده بحزم
"فكر فحسب بالذهاب للإبلاغ عني، و سآتِ المرة المقبلة إلى منزلك ليس جامعتك."
همس ثم تركهُ ليذهب الفتى بصمت بينما يتنهد.
لقد بالفعل تخيل أن هذا الهيسونغ سيقتله لا مجال.
و لكن رحمةُ بيتريك قد أنقذته.
بعد أن ذهب هو عاود هيسونغ النظر تجاه بيتريك
"إذاً أمازالَ عرضُ قدومي معكِ متوفراً أم لا؟"
"بالطبعِ هو كذلك."