_____
نظر تايهيونغ من نافذة سيارته التي تقبع بعيداً عن سيارة كوك السوداء بقليل ..
رآه كيف كان يحمل أغراضه ويغادر حيث سيارته بخطى مثقلة وحزينه
وذلك جعل تاي يبتلع عاقداً حاجبيه بغضب من نفسه لأنه شعر بقلبه آلمه على هيئة جونغكوك الحزينة ..
تايهيونغ يعلم جيداً أنه يكن إعجاب سطحي للآخر ولا يرغب بأن يتعمق ليصل لحب لا يمكن تخطيه
يعرف ان جونغكوك شخص لا يفكر بالحب ويركز بالعمل لذا لا يريد خوض ذلك يحاول تهدئة قلبه المنجذب لصاحب الوجه الملائكي
زفر بعمق يقود بسيارته يتبع من غادر تواً بسيارته هو الآخر للذهاب لمنزله ..
كان تايهيونغ يعرف موقع منزل الأصغر مُسبقاً لذا هو قام بركن سيارته جانباً ينزل يتبع من يعطيه ظهره وقد دخل للمبنى الذي يحتوي على عدة طوابق
رأى جونغكوك وهو يحاول إدخال المفتاح بالباب بصعوبة بسبب يديه التي تحمل صندوقاً كبيراً احتوى على اشيائه
ليتقدم سريعاً منه يقف قربه ينتشل الصندوق من بين يدي من نظر إليه بعقدة حاجبين ولم ينطق بشيء
بعدها بل تصرف بطبيعية يفتح الباب ويدخل مسبباً إستغراب الآخر ..
" ماذا الن تسألني كيف عرفت منزلك "
اردف تاي بعد أن دخل واغلق الباب بقدمه يضع الصندوق ارضاً قرب الباب ويتبع الأصغر الذي ذهب للصالة يخلع سترته ليبقى بقميصه الأبيض
" مالذي تريده تايهيونغ ، هات ماعندك من سخرية وتشمت بي سريعاً فأنا لست بمزاج جيد للمماطلة "
نبس كوك يقف متخصراً أمام من ابتسم يقترب منه متحدثاً بخفوت
" تريدني أن أبعد هذا المزاج السيء عنك همم .. سماحك لي بالدخول دعوة غير مباشر ل.."
لم يكمل مارغب بقوله بسبب جونغكوك الذي انفجر به منفعلاً يخرج غضبه الذي كبته طوال النهار يجعله بذلك يوسع عينيه بخفة
" أغلق فمك اللعين تايهيونغ فالتصمت ولا تنطق بهرائك المعتاد لأنني لست مستميتاً لنظرة منك بل انا اكرهك ضع ذلك بعقلك اللعين "
ابتلع تايهيونغ يعيد ملامح الجمود بعد أن كان يبتسم بخفة ليقول محاولاً إخفاء الحزن والتفاجئ من كلمة اكرهك الذي وبشكل غريب كان وقعها مؤثر عليه وبشدة
" أنا لا أهتم ان كنت تكرهني استاذ جيون جونغكوك وعليك معرفة اني أن وضعتك بعقلي اللعين كما تقول فأنا لن اخرجك منه ابداً "
ابتسم كوك ساخراً ينبس بحدة " وانا ظننتك نادماً لما فعلته وجئت للإعتذار .. لكنك لن تتغير ابداً فالتخرج من منزلي الآن!"
أغمض الأكبر عيناه يقضم جلد وجنته الداخليه بينما يحاول تمالك اعصابه من كلام كوك ليومئ قائلاً بعد ذلك
" اسمعني جيداً جونغكوك انت تعلم اني شخص لا يحب إعادة كلامه مرتين لذا سأعطيك فرصة واحدة فقط ..
بما ان والدك قام بإعطاء ادراة الشركة لأخيك فالتأتي للعمل معي بالشركة "
قهقه كوك بغير تصديق قبل ان يجلس على الاريكة ينبس بسخرية " رائع حقاً كيم تايهيونغ تجعلني اخسر وظيفتي وتريد مساعدتي بجعلي اعمل معك .."
نظر إليه تايهيونغ والغضب يملئ دواخله لطريقة جونغكوك المستفزة بالتحدث معه وهو هنا يحاول مساعدته ..
هو حقاً لم يكن يعلم ولو بنسبة واحد بالمئة أن والد الأصغر سيقوم بطرده وجعل ابنه الاكبر يحل بمكانه
لم يكن يعرف ان الامور ستصل لهنا بهذه السرعة وبهذا الشكل لذا في قرارة نفسه فكر بأن يساعد الفتى الغرابي بالعودة لمكانته
لكن ومع طريقة جونغكوك الساخرة منه الآن غيّر تايهيونغ رأيه وعاد عقله لإدارته والتحكم به مغلقاً بوابة كبيرة على قلبه وبذلك ازدادت رغبته برؤية جونغكوك ذليلاً منهزماً
يرجو نظرة واحدة منه كما نفى قبل دقائق .. كان تايهيونغ ذو كبرياء لعين .. لن يسمح لأحد أن يتحدث هكذا بحقه حتى لو كان الفتى الوسيم الذي يقبع أمامه
" صدقني هذه فرصتك لذا إنتهزها الآن لأن والدك سيجعلك تبقى هكذا إلى الأبد دون عمل وربما يسحب منك سياراتك والشقة وكل شيء
ولتضمن بقائك بعمل ثابت ومال تستطيع به تأمين حياتك فهذه فرصة لن تجدها فغير مكان "
انهى تايهيونغ كلامه يضع ورقة أخرجها من جيب بنطاله ليُلقي بها اعلى الطاولة امام من يجلس بثياب عمله ..
ينظر لثوانِ للورقة قبل أن يرفع عيناه لمن لايزال يقف ويحدق به
" ارحل تايهيونغ فقط ارحل ، لن اعمل معك بعد ما فعلته بي .. لما دخلت لحياتي اساساً لتدمرني صحيح؟ لقد حدث ما اردته يوماً وبالطبع الآن انت سعيد بذلك "
نبس جونغكوك ينظر بعيناه التي احتدت لمن اومئ قائلاً " لطالما كنت غبياً جداً جونغكوك وانا سأراعي ذلك وانتظرك حتى صباح الغد
فإن لم اجدك في مكتبي موقعاً على هذه الورقة فإعتبر أن كل فرصك بالعمل في أي مكان معدومة "
قال ما عنده من كلام مغادراً بعدها وجونغكوك أغمض عيناه يرجع شعره الحريري للخلف بينما يريح ظهره على الاريكة ..
يدرك بأن والده غاضب منه الآن ولن يسمح له بالعمل لكنه لن يقوم بخيانة عائلته والعمل مع أعدائهم
استقام بعد دقائق من التفكير يذهب للمطبخ ليسكب لنفسه نبيذ عتيق يشربه دفعة واحدة مجعداً ملامحه قبل أن يضع عيناه على الورقة بيده مفكراً بكلام من خرج من منزله تواً
..
وعند تايهيونغ الذي يقود بهدوء رغم الصخب داخله .. كلام جونغكوك يعاد بعقله كرسالة صوتية تستمر بالتكرار بالنقر عليها
هو تحديداً يحاول أن لا يحزن بسبب معرفته بأن جونغكوك يكرهه وفقط يخبر ذاته أن الاصغر قالها لأنه غاضب منه وحسب
وصل للمنزل لينزل من السيارة يعطي المفتاح لأحد الحارسان الذان يقفان امام البوابة ..
دخل للمنزل يجد أن الأضواء مغلقة وبطبيعة حال منزلهم فإن جميع الخدم ومالكي المنزل ينامون مبكراً كعادة لهم
جذبه ضوء التلفاز الذي يضيء من غرفة المعيشة ليمشي بخطوات هادئه وبطيئة حيث الغرفة ينظر ان كان احد والديه يقظاً الآن
" اخيراً عُدت تايهيونغي ، كنت انتظرك "
ابتسمت له زوجة ابيه تطفئ التلفاز وتُشعل ضوء الغرفة قبل أن تعقد حاجبيها بخفة قلقة للدموع العالقة بعيني ابن زوجها
والتي تراه كإبنها الذي ولدته فهي التي ربته بعد وفاة والدته عندما كان في العاشرة من عمره
" ماذا هناك صغيري لما أنت حزين "
نفى بينما يعبس لا يرغب بالتحدث كي لا تفيض عيناه من الدموع ..
فخلف شخصية تايهيونغ الباردة شخص حساس ورهيف مشاعر جداً ووالدته تعرف هذا الطفل الذي ربته لتسعة عشر عاماً
لذا هي اقتربت من تمسح بكفه بين خاصتها تمسح عليه برقة بينما تنبس بلطف كلمساتها " اعرف انك حزين صغيري .. استخفي عني ذلك "
تسائلت بعد أن جلست على الاريكة والآخر استلقى يضع رأسه على ساقيها .. تنهد يخبرها بما يكنه بقلبه
" لقد صادفت جونغكوك في طريقي للمكان الذي كنت ذاهب إليه
وقد كان غاضباً جداً مما فعلته لذا هو اخبرني بأني شرير وانه يكرهني والعديد من الامور الاخرى "
اومئت والدته بتفهم وهي تمسح على شعره قبل أن تقول ..
" ولما ذلك يهمك .. أعني نحن لا نحب تلك العائلة بالأساس وايضاً انت تسببت بخسارة عمله لذا من الطبيعي أن يقول ذلك "
تنهد تايهيونغ بإنزعاج لأن والدته لم تفهمه ليقول مستعدلاً بجلوسه
" أعلم ذلك ، لكنه قال ايضاً انه لا يرغب بي لا يتمنى نظرة مني وانا يحلم بي كثيرون ..
لما لستُ جذاباً بعينيه؟ "
اردف بحزن ينظر ارضاً وامه وضعت يديها تحاوط وجنتي ابنها قائلة
" أنت جذاب ورائع ووسيم بني لا تحتاج لإبن جيون ذاك ولا تفكر بما يقوله لأنه يغار منك وحسب "
ابتسم تايهيونغ لوالدته يقترب منها يطبع قبلة على جبينها يشكرها بخفة .. يعرف ان جونغكوك لا يغار منه وان والدته تخبره ذلك فقط كي لا يفكر بالأمر
وهو سيحاول .. سيحاول تجاهل أن جونغكوك لا يراه نوعه المفضل من الرجال
إستقام ليغادر وقبل أن يذهب لغرفته تمنى لوالدته ليلة سعيدة لتقول له المثل وقد أغلق باب غرفته بعد دخوله يستلقي بجسده المتعب على سريره الكبير
تقلب على سريره يخرج هاتفه من جيبه يتأكد ان اتصل اي احد به لانه وضع الهاتف على وضع
الصامت وبالأخص انتظر اتصال من جونغ كوك .. لكنه وجد سجل المكالمات فارغ وانزعج بشدة لذلك
لم يشغل باله بالامر كثيراً لأنه يعرف ان جونغكوك سيلجئ إليه في نهاية الأمر .. وحين يفعل تايهيونغ سيجعله يتمنى لو أنه لم يتواقح معه
إبتسم بخفة ينظر للصورة التي اعتاد على النظر إليها دائماً صورة تجمعه بالشاب الصغير قديماً حين كانا بالثانوية
يذكر تايهيونغ أنهما كانا صديقا طفولة لكن بالطبع كل شيء تغير الآن وسيستمر بالتغير ..
" صدقني جونغكوكي سنستمتع كثيراً معاً "
_____
🥰