يونيا : شظايا القدر

By amrspeed120

1.8K 105 44

أمجد، طالب الهندسة الأنطوائي الذي يعثر على علاقة غامضة مع أسمهان، فتاة تعيش في الماضي قبل 20 عامًا وتنكشف روا... More

مقدمة
الفصل الأول : قطعة من ....القمر
الفصل الثاني : أين انتي ؟ .... فتاة احلامي !
الفصل الثالث : حقيقة ... أم حلم ؟
الفصل الرابع : عقلي يفكر بك
الفصل الخامس : أنا المستقبل .... أنا الماضي
الفصل السادس : صداقات لطيفة
الفصل السابع : كلامك ... صوتك ... يدفئ قلبي
الفصل الثامن : حلم مخيف !
الفصل التاسع : لا يرانا .... إلا سوانا
الفصل العاشر : مشاعر متبادلة !
الفصل الحادي عشر : علاقات مخبأة ؟
الفصل الثاني عشر : أسمهان .... أسمهان !
الفصل الثالث عشر : أصداء الحب ....عبر الزمان
الفصل الرابع عشر : حب يسيل كالدماء
الفصل السادس عشر : أتذكر ذلك ؟ ... ديجافو !
الفصل السابع عشر : كل شئ ... يتكرر
الفصل الثامن عشر : أنا وأنتي .... نفس اليوم !
الفصل التاسع عشر : ربما هي الحل ؟
الفصل العشرون : المأساة تتكرر
الفصل الحادي والعشرون : مرة أخرى ؟
الفصل الثاني والعشرون : الوقت يتناقص ؟
الفصل الثالث والعشرون : الطاقة .... الروح
الفصل الرابع والعشرون : مرة أخرى .... مرة أخرى ؟
الفصل الخامس والعشرون : صدقيني !
الفصل السادس والعشرون : قبل 20 عام
الفصل السابع والعشرون : كشف الأسرار
الفصل الثامن والعشرون : معقول إنساك .... معقول
خاتمة

الفصل الخامس عشر : بين حلم مرعب وحقيقة مشوشة

42 2 0
By amrspeed120

استيقظ أمجد في منتصف الليل حيث شعر جسده بالثقل والثبات وكان مستلقيًا على سريره، ولكنه لم يستطع رؤية أي شيء على الأطلاق.. أحاط به الظلام، ولم يكسر الصمت إلا بصوت أنفاسه... وفجأة، مُلأت الغرفة بضوضاء عالية.. تسارع قلب أمجد حينها وهو يحاول فهم ما كان يحدث، هل كان أحد في الغرفة معه؟ أم كان مُجرّد هذيان من عقله، حاول الجلوس، لكن جسده لم يستجيب.. فشعر وكأنه محاصر وغير قادر على الحركة أو حتى طلب المساعدة.

 ثم سمع صوت هامس في أذنيه.. كان قادم من كلا الجانبين لكنه لم يستطع رؤية أي شخص من حوله.. كان يقول الصوت: 

"لعنة الحب مش هتنكسر"

.. حيث تكررت الكلمات مرارًا وتكرارًا دون توقف.خفق قلب أمجد في صدره وهو يكافح لفهم ما كان يحدث.. هل كان لا يزال يحلم؟! أم كان هذا نوعًا من الأحداث الخارقة للطبيعة؟ حاول الكلام لكن صوته لم يخرج.. لم يكن قادرًا علي الحركة او التفكير.ومع استمرار الهمس، نما خوف أمجد وشعر وكأنه يختنق، كان مُحاصرًا في كابوس لا يستطيع الهروب منه... تمنى لو يستطيع الاستيقاظ والهروب مما يواجهه، لكنه لم يعرف كيف. الشيء الوحيد الذي يمكنه فعله هو الاستلقاء والاستماع إلى الصوت، على أمل أن يتوقف قريبًا.. 

 وبعد بضع دقائق تلاشى صوت الهمس أخيرًا؛ تاركًا وراءه صمتًا يصم الآذان، كان جسم أمجد لا يزال ثقيلاً لكنه تمكن من تحريك رأسه قليلاً.. ونظر حول الغرفة محاولًا العثور على أي مصدر للضوء فسقطت عيناه على المرآة على .لقد حاول كثيرًا أن يجلس، وتمكن أخيرًا من دعم نفسه، حتي يستقيم على مُرفقيه.. فانحنى بالقرب من المرآة، على أمل رؤية شيء من شأنه أن يفهم ما حدث للتو.عندما نظر إلى المرآة رأى امرأة غريبة تظهر، لكنه لم يستطع تمييز أي من ملامحها، فقد كانت ضبابية وغير واضحة مثل شخصية تُرى من خلال الضباب.. حاول أمجد تركيز عينيه عليها ولكن المرأة ظلت بعيدة المنال، بعيدًا عن متناوله.

 شعر بقشعريرة تسيل في عموده الفقري لأنه أدرك أنه لم ير هذه المرأة من قبل. من كانت وماذا تريد منه؟ شعر بإحساس بعدم الارتياح يتسلل فوقه، مثل الظل الذي كان يتربص به في زوايا عقله.اخذ يفرك عينيه وينظر مرة أخرى على أمل أن تختفي المرأة ولكنها بقيت هناك، لقد مثّلت وجود شبح في المرآة.. فتساءل أمجد عما إذا كان يفقد عقله، أو ما إذا كان قد عثر بطريقة ما على عالم لا يفهمه.فقام لا إراديا بالغرق مرةً أخرى على وسادته، وعقله يتسابق مع الأسئلة والشكوك.. كان يعلم حينها أنه لن يتمكن أبدًا من نسيان ما حدث بتلك الليله، أو المرأة الغريبة التي رآها في المرآة.. لقد شعر كما لو كانت هي أسمهان أو ربما لم تكن هي... ثم ساد الصمت بعد ذلك في ارجاء المكان.

 استيقظ أمجد مذعورًا، خفق قلبه مما كان يحدث أمام عينيه.. الصوت الذي همس بالكلمات المشؤومة في أذنه لم يستطع إبعاده من رأسه؛ حاول التخلص من الخوف الذي كان يسيطر عليه وهو يتفحص محيطه، محاولًا العثور على بعض مظاهر الواقع.. كان يأمل أن يكون ما حدث مُجرّد حلم ليس اكثر.. ومع مرور بضع لحظات، شعر بإحساس متزايد بالراحة يغمره لأنه أدرك أن كل ما حدث.. كان مُجرّد حلم.عندما قام من سريره، شعرت ساقيه بالارتعاش والضعف، فحاول تهدئة نفسه بأخذ أنفاس عميقة لكن الخوف بقي في ذهنه.. فمشى إلى المرآة على أمل العثور على بعض الإجابات، على أمل رؤية المرأة التي رآها في حلمه وهل كانت موجودة أم ذهبت.لكن عندما نظر في المرآة، لم ير المرأة التي كانت في حلمه..

 وبدلاً من ذلك رأى أسمهان تقف أمامه وتنظر إليه بقلق.. بدا وكأن عيناها اللطيفتين تفهمان الخوف الذي كان لا يزال واضحًا على وجهه.فسألت أسمهان وصوتها مليء بالقلق. 

— "في ايه يا أمجد؟". 

لقد أستطاع سماع صوتها !

  تردد أمجد لحظة قبل الرد وقال بصوت يرتعش قليلاً:

 — "ولا حاجه.. مُجرّد حلم".

 قالت أسمهان وعيناها تنظران في وجهه بحثًا عن إجابات:

 — "مش حاسه إنّك بخير!". 

 أجاب أمجد، محاولًا أن يبدو مقنعًا:

 — "لا والله مفيش حاجه، انا بس عايز حبّة وقت عشان اعالج ده".

 أومأت أسمهان برأسها بفهم. قالت وعلي وجهها ابتسامة بسيطة: 

 — "طيب، لو احتاجتني انا موجودة، اتفقنا؟ انا دلوقتي هروح الجامعة".

 ودعها أمجد، وشاهدها وهي تخرج من الغرفة حيث تُرك وحيدًا مع أفكاره، في محاولة لفهم ما حدث للتو.. وبينما كان مستلقيًا على سريره، تساءل عما إذا كان يحلم بكل ما رآه ... لكن لماذ استطاع أن يسمع صوتها بوضوح قليلا الان ، يبدو أن الحلم يحاول إخباره بشيء ما أم أنه مجرد نسج من خياله ليس أكثر؟

أخذ يفكر في الحلم الذي رآه وهو ينتابه مزيج من الشعور بالرعب والخوف من فقدان احدهم... لقد تذكر حينها اسمهان عندما رآها في الحلم غارقة في الدماء ومستلقية علي الارض بدون مساعدة ولا رفيق معها.. حيث ماتت وحيده وكان امجد يلوم نفسه علي ذلك..

 وعندما شعر بالقشعريره كان سيبدأ في البكاء ولكنه تذكر اخيرًا ان كل هذا لم يكن حقيقي وكان من وحي خياله ومجرد حلم ليس اكثر... لأن اسمهان حيّة ترزق امامه وقد رآها بأعينه واطمئن عليها.. حيث كانت بصحة جيدة وكانا علي تواصل بينما كانت تستعد للذهاب الي الجامعة. وبينما احَس أمجد بالملل والصمت اثناء استلقائه علي السرير.. قام بالامساك بهاتفه حتي يُسلّي نفسه في هذا الوقت، كان يحاول جاهدًا المزج بين شعور الاشتياق والرهبة من الحلم، وبينما كان يتصَفّح الإنترنت ويشاهد الفيس بوك كان هناك اصدقاء قُدامي لأمجد ولكن لم يعد بينهما كلام، كانت صداقتهما من الماضي ولكنهما مازالا اصدقاء علي فيس بوك وآثر هذا بقلب امجد وكان حزين علي فراقهما ولكنه تقبل ان هذا شيء عادي وان الحياة تفرض علينا هذا.. ولكن حزنه انتهي بمُجرد تذكّره وجود أسمهان وانها كانت ومازالت دائمًا بجانبه وانها رفيقة دربه ولم يشعر في اي مرة بانها بعيدة عنه ورغم ذلك لم يستطيع انقاذها..

 وقرر الا يبتعد عنها هذه المرّه رغم محاربة الوقت له، فقرر ان يكون صارم هذه المره.. ولكن طفأت عينيه حينما لاحظ ان اليوم هو العاشر من ديسمبر، لم يعر هذا الاهتمام الكافي في البداية... وعندما اخذ يتصفح اكثر ويشاهد اخبار الكورة علي صفحات الفيس بوك المصرية كان سعيدًا عندما علم بوجود مباراة الاهلي والزمالك اليوم الساعة السادسة مساءًا، حيث كان امجد من عشّاق كرة القدم المصريّة

 حيث كان يحب نادي الزمالك كثيرًا لأن والده ايضًا كان يشجع هذا الفريق، كان يميل امجد دائمًا الي ان يشبه والده اكثر وان يكون خليفته.. فهذا ما تربّي عليه منذ الصغر. وعندما انغمر وجهه في سعادة مليئه بالتفاؤول والفرحه، اول سبب ان اسمهان ما زالت معه ولم تنجح خيالات امجد في الهزيمة به.. والسبب الثاني ان فريق أمجد المفضل سيلعب اليوم علي التلفاز وسيشاهده... حيث فكر ايضًا ان يدعوا صديقه عمر كي يحضرا سويًا ويصبح التنافس بينهما علي من سيفوز حارقًا وحماسي. 

 فذهب للمطبخ وكان يحضر لنفسه الاكل والنسكافيه الساخن وعندما انتهي من التحضير وكان يعود الي غرفته... نظر الي التقويم الميلادي المعلق علي الحائط ولاحظ تكرار نفس الخطأ وهو ان اليوم هو العاشر من ديسمبر فذهب مُسرِعًا عائدًا الي غرفته وترك الاكل بجانبه والنسكافيه ومن ثم جلس يستلقي علي سريره مرة اخري وهو مرتبك... واخذ يحمل الهاتف بيديه ولاحظ وهو يتصفح الانترنت ان التاريخ علي جوجل هو العاشر من ديسمبر! للوهلة الاولي ظن ان هذا خطأ من الهاتف لأنه من المفترض ان يكون اليوم هو الـ 20 من ديسمبر ولكنّه تأكد الآن انه يعيش في وقت قبل 10 أيام من اليوم الموعود

 وضع امجد يده علي رأسه من التعجب والدهشه الذي كان فيها، كان عقله بدا وكانه قد يُشل عن التفكير.. هو لم يفهم الي الآن ماذا يحدث، هل كان يحلم لمدة عشر ايام؟ وهذا مستحيل ولا يظن بوجود مثل هذا الحلم من الاساس.. ام انه يحلم الآن بالفعل فكيف انتقل وعاد بالوقت والزمن الي 10 ايام فائته؟

 فأحَسّ في تلك اللحظه أنه كان ينهار وعقله يفقد قوته ولم يعد امجد بكامل قوته العقليه.. فذهب امجد للحمام ليغسل وجهه حتي يفيق واخذ يغسل وجهة بكل قوة وينظر الي مرآة الحمام حتي يتأكد انه علي ما يرام، وعندما خرج من الحمام وذهب كي يتأكد مرةً اخري من التقويم الميلادي والوقت بالهاتف لم يتغير اي شيء.. فأصابه الدوار تلك اللحظه... فأسرع بالاتصال بصديقه عمر وقاما بالحديث سويًا واثناء تحَدُّثهم مع بعضهما امجد سأل عمر عن تاريخ اليوم فتعجب عمر من سؤاله وتردد لوهلة ولكنه اجابه بأن اليوم 10 -12.. صُدِم أمجد ولم ينطق بأي رد.. لقد ساد الصمت علي الهاتف حتي شعر عمر بالغرابه والدهشة من تصرف امجد وصمته الذي طال فقال عمر له :

-  ايه يا بني مالك ؟ 

فلم يرد عليه امجد وقال له انه سيشرح له عندما يتقابلا في الجامعة وانهي امجد المكالمه قبل ان يرد عليه عمر 

أمجد يستلقي على سريره، وعقله ينزف بالأفكار المشوشة يعيش في دوامة الارتباك، حيث تداخلت الحقيقة والخيال بشكل لا يمكن تفسيره كان يحاول فهم ما إذا كانت تلك الأحداث الغريبة جزءًا من حلم مجنون أم واقع لا يصدق

عبوره في خياله بين مشهد مقابلته للفتاة في المرآة وتاريخ الزمن الملتبس كان يخلق لديه متاهات من الظنون والتساؤلات هل كانت أسمهان حقيقية أم أن وجودها داخل المرآة كان حلمًا غريبًا؟ وماذا عن تلك اللحظات التي شهد فيها اهتزاز السرير والهالة الغريبة التي ظهرت من المرآة؟

ينظر إلى تاريخ الهاتف المحمول بين يديه، يحاول قراءة الأرقام بعناية. "10 ديسمبر أم 20 ديسمبر؟" يتساءل بتردد والشك يأتيه كصاعقة، فهو لا يستطيع التأكد من أي توقيت يعيش الآن.

أمجد انخرط في فترة من التأمل، حيث بدأت الذكريات تتسلل إليه، تذكره بلحظة التقاءه بذلك المنزل اللعين. كان يشعر وكأنه محاصر في لعنة عجيبة، حيث كل خطوة يخطوها تجذبه إلى عالم آخر غامض.

في تفكيره العميق، بدأ يستعرض تاريخ الأحداث منذ يوم اللقاء الأول في الجامعة، وكيف انقلبت حياته بشكل غير متوقع. مر بلحظات التردد والخوف، ولكنه في النهاية قرر أن يفتح باب التحدي والتكهنات.

يندفع إلى الخلف في سريره، يغطي وجهه بيديه بحيرةً من الارتباك. هل كل هذا حدث حقيقة أم هو سراب في أرض الأحلام؟ يحاول تذكر تفاصيل الأيام السابقة، لكن الذكريات تبدو ضبابية ومشوشة

يتذكر وجه أسمهان وعينيها المشرقتين، وتلك اللحظة التي شعر فيها بوجودها داخل المرآة. الألغاز تتراكم في رأسه، وكل محاولة لفهم الحقيقة تجعله أكثر إحباطًا.

تندفع صور المنزل إلى ذهنه، ذلك المكان الذي بدأت منه كل الغموض والتشويش. "هل هو ملعون؟" يسأل نفسه بهمس يتخيل الأطياف والأصوات الغير مفهومة التي تعتري المكان.

يقفز من سريره بفزع، يحتاج للتأكد من وجوده في الزمان الحالي. يتجه نحو المرآة في الزاوية، يحاول التفكير بوضوح. ولكن الشك يلازمه، فلا يمكنه تصديق الأحداث الخارقة التي شهدها ويتأمل الظلال في المرآة، وكأنه يتوقع رؤية وجه مألوف. يستعرض الأفكار بسرعة، يتساءل عن مصير أسمهان وهل هي تعيش نفس التجربة.

تنقض أصوات الساعات في الغرفة، يصدر صوت الساعة نغمًا مروعًا يعلن عن انقضاء الزمن. "هل أنا في مكان آخر؟" يتساءل بتردد. يتقدم نحو النافذة ليجد الخيوط الباهتة للفجر تتسلل من بين الستائر.

في لحظة من الفزع، يندفع إلى الخارج ليرى الشروق، ليتأكد من وجوده في واقعه الحالي، لكن حتى المشهد الطبيعي يبدو له كأنه رؤية ساحرة

يتجمد أمجد في مكانه، وجهه يعبر عن مزيج من الخوف والاستسلام. يبقى مشوشًا في عالم الألغاز والتساؤلات، لا يدرك متى سينتهي هذا الكابوس أو إذا كان قد بدأ حقًا.

 هل الزمن يلعب معه لعبة غامضة أم أنه في قلب حقيقة غير مفهومة؟

أمجد خرج من المنزل بخطوات مسرعة، وعقله مليء بالفوضى والتساؤلات ، الهواء النقي ورؤية الأشجار لم تكن كافية لتهدئة ضغط الأفكار المتداخلة في دماغه ، انطلق نحو الجامعة محاولًا أن يسترخي قليلاً ويبتعد عن اللغز الذي أصبح يحيط به

وصل أمجد إلى القاعة الدراسية، جلس على مقعده وكأنه حضر الجلسة بجسمه فقط، فبينما الدكتور يشرح، كان عقله مشغولًا بالأحداث الغريبة التي حدثت في حياته. لم يكن يستمع، بل كان ينغمس في أفكاره بشكل عميق.

 أدرك عمر حالة أمجد وسأله بصوت منخفض: 

-"مالك ؟"

أمجد شعر بالتردد والحيرة حيال فكرة مشاركة تلك الأحداث الغريبة مع عمر، كلما حاول التفكير في كيفية شرح ما حدث، زادت مرارة الحيرة في قلبه خشية أن يُلقَى باللوم أو يُعتبر غير عاقل، حاول أمجد تجنب التحدث عن تلك الظواهر

وقد كانت الكلمات تتلفظ ببطء في عقله، حيث كان يتردد في أن يكشف عن السر الغامض الذي أصبح يلاحقه رغم أنه كان يثق بصداقة عمر، إلا أن الخوف وعدم اليقين يعتريان قراره.

عندما سأله عمر عن ما يحدث، تجاوز أمجد السؤال بتهميشه، وقال بصوت غير ملتزم:

-  "مفيش حاجة ... أنا بس تعبان شوية عشان منمتش كويس ... متقلقش."

ولكن في كل مرة كان يفكر في الصمت المتكرر حيال تلك اللحظات الغامضة، شعر بالإحباط يتسلل إليه. عمر كان يصارحه بنظرات الفضول والاهتمام، لكن أمجد اختار أن يظهر الأمور على أنها عادية، رغم أن قلبه كان ينبض بشكل متسارع.

عندما ركز أمجد مع شرح الدكتور، شعر بأمواج الحيرة تلفُّ حول عقله، لاحظ أن تلك المحاضرة كان قد سمعها من قبل، لكنه لم يكن يتذكر فقط أجزاء منها، بل كان يمتلك تفاصيل دقيقة، كأنه عاش تلك اللحظات بالفعل. لم يكن هذا الشعور مجرد انطباع؛ بل كان واقعًا يظهر بوضوح أمام عينيه.

بينما كانت القاعة مليئة بالطلاب الذين يتلهفون لفهم الموضوع، رفع أمجد يده بتردد، وفي لحظة استحسنها الصمت، سمح له الدكتور بطرح سؤاله

- "دكتور عبد اللطيف... هي المحاضرة دي مش مراجعة على موضوع خدناه قبل كدا ؟"

تعجب الدكتور وقال :

 - "لا خالص مش مراجعة دي  محاضرة جديدة ... دي اول مرة اتكلم عن الموضوع ده  زي مانت شايف."

هذا الرد أضاف طينة أخرى إلى لغز الأفكار الذي كان يتشكل في عقل أمجد. كان يتساءل، كيف يمكن لحدث أن يتكرر بتفاصيل دقيقة؟ هل هو مجرد انطباع فقط؟ أم أنه يعيش حقًا في زمن مختلف؟

انتهت المحاضرة، ولكن اللغز ظل يتجدد داخل رأس أمجد. خرج من القاعة وهو يحاول فهم ما يحدث، لكنه واجه جدار الارتباك والتساؤلات. هل هذه تجربة علمية؟ هل هو حلم متكرر؟ أم هو ما يشبه العودة بالزمن؟ كانت الأسئلة تتراكم، تتسارع، وتتناوب داخل رأسه كالأمواج المتلاطمة.

Continue Reading

You'll Also Like

83.8K 4.7K 23
" حَاجة وحدة تبعدْك علِيا هي لـ مُوت ،لباقي أنا مَلك الموت تَاعهم " - يُوسف 30 - ريَان 17 لهجة جزائرية.
23.2K 656 31
تجد اسي نفسها في موقف صعب،حيث تكون مواجهة لصديق طفولتها المتعجرف الاز ، ولكن هذه المره هم ليسوا اطفالًا | الشخصيات تحاكي المسلسل بشكل كامل الاختلاف...
746K 14.1K 33
✨لست كاتبه الروايه بل ناشره لها بعد حذفها ✨
89.8K 4.8K 32
✔️الرواية مترجمة ✔️تم اخذ اذن الكاتبة ✔️حقوق الترجمة لي يبحث الأب الاعزب جيون جونغكوك عن مربية لطفلتيه الصغيرتين، حيث كانتا يعانيان من رهاب اجتماعي،...