'
بدو الناس يقلون ، وقفت الجوهره تجمع الزمزميات مع الخادمات وتوديها للمطبخ ، في طريقها للمجلس تمسح بايدها على فستانها وقفت بشكل مفاجئ من طلع بوجهها بنت لابسه عبايتها ونقابها ، تبسمت الجوهره بخفيف : تبين زمزمياتك ؟
صافحتها البنت ونطقت : لا ياحبيبتي ما ابغى زمزمياتي
شدّت البنت على يد الجوهره بعنف وسكنت ملامحها تنطق بخفوت : والله ماتلقين الخير بحياتك زي ماخربتوا حياتي إنتي وزوجك !
عقدت حواجبها الجوهره تناظر كفها من شدت عليه ومشت البنت تسارع من خطاها تقول الجوهره : بنت !
لحقتها الجوهره ولكنها اختفت كأنما هي سراب ، مررت الجوهره اناملها بشعرها وزفرت بضيق .
طلعت ملاك من البيت تعدل عبايتها اللف وطرحتها الي تاركتها على راسها بدون ماتلفها لان الوقت تأخر و البيت اصبح فاضي ، شافها مقبله عليه رافعه عبايتها اللف عن كعبها يبين فستانها السكري ، تبسم من منظرها ، نور القمر يلامس وجنتيها في ظلام اليل ، ظلام دامس يبين فيه فستانها السكري و ملامحها الي اشبه بالقمرا الي فوقها ، ركبت بجانبه تبتسم بخفيف ونطقت : تأخرت عليك ؟
سفر هز راسه بالنفي يحرك سيارته ثم سأل : تعبانه نروح البيت ؟
ملاك : مدري جا عبالي نتقهوى
سفر هز راسه بالموافقه يبتسم ونطقت هي : مو ضروري ترا ، نرجع البيت ترتاح انت
سفر سكت وهز راسه بالنفي ، ناظرت قدام تستغرب هدوئه و قليل حَكيه الي مو كعادته ابد ، لوهله حست انها مسويه شي وزعلان منها الحين ويرفض الاعتراف ، عضت شفتها بخفيف تنكر محاولات عقلها في الأقرار برأيه وانه يرفض الكلام معها بسبب شي سوته ، بعد ما اخذو قهوه حرك سيارته نحو مربط السطام ووقف عنده ينزل ، ناظرته يسبقها بالنزول وهذي مو من عاداته ابداً و كذا تأكدت انه زعلان منها ، تنفست بسرعه خايفه من هدوئه ولف عليها وهو برا يناظرها باقي بالسياره ونطق : انزلي
نزلت من حست بنفسها ومشت توقف بجنبه لجل يمشون مع بعض ، سفر : اسبقيني
عقدت حواجبها باشديد الأستغراب ونطقت بنبره خافته خوفاً منها تهيّض شي فيه : و إنت ؟
سفر : ادخلي للغرف داخل لا تجلسين بالجلسات الخارجيه عند الاسطبل ، برد
مارد على سؤالها وهي تمشي تسبقه وتفكيرها ينهش عقلها كأنما هو طاعون قاتل ، رصت على اسنانها ودخلت في الصاله الي يتوسطها جدار من زجاج ويلي هو نافذه ، تطل على نَخيل المربط و الاسطبلات والميدان الاساسي ، جلست على الكنب ترخي كتوفها تستريح بعد ماحطت عبايتها وبقى فستانها السكري عليها ، فستانها يلي كان تحت الركبه بشوي و كعبها الي بالون الالماسي الامع ، سادله شعرها وبين تاره و اخرى تلعب فيه ، ناظرت كوب القهوه الي بيدينها تفكر وتحس انها توسوس ، هزت راسها لجل توقف افكارها السلبيه عن التزايد وهمست : بلاش سوء ظن ملاك !
سمعت صوت خطواته و حركت راسها تناظر الباب الي بيجي معه ، لوهله شافت باقه الورود الي سبقته ودخلت قبله من حجمها المهول ! ، توسعت أبتسامتها تضحك بخفيف من صدمتها ونزلت كوب القهوه توقف ، هو رافع الباقه لدرجه ماينشاف وجهه وغطت فمها تبتسم ، نطق هو خلف الباقه : وردي زي ماتحبين
باقه ورد بتدرجات الوردي جميعها من افتح لون الى اغمقه ، نزل الباقه شوي عن وجهه لجل يناظر ملامحها ، وقعت عينه على فستانها السكري وكتوفها العاريه ، لانت ملامحه بذهول من منظرها الملائكي وكأنها حرفياً ترتدي اسمها وتتصف به ، شالت الباقه الثقيله تناظرها ثم رفعت راسها تناظره يبتسم بحب ونطقت : كيف عرفت اني احب الورد الوردي ؟
دخل يدينه بجيب ثوبه : لقيت لك تغريده عام ٢٠١٧ تقولين فيها متى بيجي اليوم الي انهدي فيه باقة ورد من الشخص الصحيح ، وحطيتي صورة الباقه الي تبينها
تبسمت يبين طرف اسنانها ، سفر : بس مدري النقطه الثانيه وقعت ولا لا
مقصده قولها لَـ - من الشخص الصحيح - ويبي يتأكد ويسمع التأكيد منها ، تبسمت و نطقت بصوت خافت مهموس هادئ للمسمع : احبك
رفع حواجبه يبتسم بخفيف و كأنه اصبح ملك للعالم ، وكأنما انهدى اسمى انواع القصيد و اعذبه ، منطوقها للكلمه بنبرتها الي تهدّ جيوش كامله تركت ضلوعه تلين وينزرع داخلها الف ورده ، و كأنها سقت صحراء بعد سنين عجاف و مستحيل ينبت فيها الزرع ، وزرعت انواع الورد و الزهور ، يكاد يفرّق بينها وبين باقه بين احضانها وين الورد بينهم ، كلامها الي كأنه المسك و العنبر تفوح منه ازكى الروائح ، هي من تستطيع ان تصير هلاكه و ملاكه في آن واحد ، تركت الباقه على الكنبه وتقدمت تحضنه ، انقطعت انفاسه من داهم هواه ريحه الورد اللطيف ، ريحه تنبع من كل حركه منها مايدري هي ريحه يتوهمها من عشقه لها او ريحتها الفعليه ، حضنها يرتفع جسدها شوي وتبقى رجولها على الارض ، ترك كفوفها على ظهرها يشدّها نحوه يبيها قريبه منه بالحيل ، قريبه لدرجه يكادون يصبحون روح وحده .
سَهر تتمشى في أسيّاب الجامعه بعد انتهاء محاضراتها ، '
بيد تمسك بالشنطه واليد الاخرى تعانق الجوال ، تقرا اخر الاخبار في تويتر حتى وصلتها رساله على برنامج التل ، نفسه هو يلي راسلها منه الشخص الغريب ، فتحت الرساله تشوف محتواها : متى بترجعين للرياض ؟ MH
ردّت سهر : مالي رجعه الفتره الحاليّه
قفلت جوالها تظن ان المرسل احد صحباتها بالرياض و شافت الحروف ، لبست عبايتها تطلع وتركب سيارتها وتحرك لمقهى قريب من شقتها ، نزلت تمشي ودخلت المقهى ووقفت تطلب طلبها : ون كولد برو
سحبت بطاقتها تحاسب ومشت تجلس با إنتظار طلبها ، فتحت جوالها تتابعه ورفعت ناظرها بعشوائيه تناظر الناس ، وقعت عينها على الي واقف يطلب ومعطيها قفاه ، عقدت حواجبها من لمحت زوله تشبه عليه واجد ، سحب قهوته الي مُسبقة الطلب وباين انه جاي قبلها ولف لجل يوضح وجهه لها ، عقدت حواجبها وهمست : متعب !
يدوّر بعيونه يبحث عنها حتى شافها ، عقدت حواجبها من حست انه يدور عليها وصدت تحك جبينها تتمنى مايعرفها وهمست : بلشه
حست من جلس قدامها وتبسم : السلام عليكم
سكتت من صدمتها وجرائته يجلس قدامها عندها ومعها بنفس الطاوله وهي ماتعرفه ، سهر : وعليكم السلام
تقدم الباريستا بالقهوه ينزلها على طاولتها وسحبت القهوه عندها ونطق يناظر كاسها : كولد برو
ناظرته ثم ناظرت الكاس وهزت راسها بالايجاب ، نطق متعب : شكلك تحبين القهوه السودا بدون حليب
ناظرته تلتزم الصمت والسؤال الوحيد الي يدور بفكرها شلون عرفها خَلف النقاب ، سهر تنحنحت : وش تبغى ؟
متعب تبسم يكتف يدينه ويسند كتوفه على الكرسي : من ولي امرك ؟
بلعت ريقها من سؤاله تشتت نظرها للبعيد تتجنب سؤال ، ناظرته لوهله تشوف عيونه تترقب الأجابه ثم نزلت عينها على كاسها وجاوبت : عمي
متعب : من عمك ؟ ووين دياره ؟
سهر ناظرته تجهل مصدر الأسئله ووش فايدتها ونطقت : عمي ناحي ، عايش مع عماني في قريه جنب حايل
متعب هز راسه بالايجاب يسحب كوبه ويشرب منه ثم نزله وسحبت كوبها تشرب بتوتر من اللحظه هذي وهي لحظه صمت عجيبه ، متعب : ابي اخطبك
شرقت سهر تكح وتناظره ، كحت مرتين وثلاث وسحب الفاين من الطاوله يعطيها ، دمعت عيونها من كلمته الي وقفت القهوه بحلقها ، سهر : شلون يعني !
متعب رفع كتوفه : جيتك في الخبر لجل اخذ الاذن منك قبل نوصل للرجال و البيوت
سهر عقدت حجاجها: و كيف عرفت اني بالخبر و اتقهوى هنا !
متعب تبسم بخفيف : شكلك نسيتي انك بالخبر ، كل شي نعرفه
'
عقدت حواجبها تعجز عن الكلام من فرط صدمتها ، وقفت تسحب قهوتها من عجزت عن التفكير لوهله حست انها فقدت عقلها وفكرها كله ، طلعت تركب سيارتها وشغلتها ثم سمعت شباك الراكب تندق ، لفت تناظره منحني ويُشير لها تفتح الشباك وفتحته للنص ونطق : يسلم عليك الـ إم اتش
بلعت ريقها بتوتر تحلل سؤاله تحاول تستوعب ، أتضح لها الموضوع وعرفت انه الشخص المجهول من التل يلي كتب متى رجعتك للرياض بس تجهل هل هو الي سأل عن تخصصها او لا ، حركت سيارتها وبعد يناظرها تبتعد بين السيارات وتختفي .
« لَنـدن »
إنتصف اليل وهو على لابتوبه يشتغل على ملفات القضاء و المحاميين ، رفع نظارته على شعره ومسح على عيونه من حس ان نظره وشك على الانعدام من انخفاض السكر ، نزل الابتوب من حضنه ووقف يلبس شوزه ومشى يطلع من غرفته ناوي يدوّر على شي يحلي عليه ، انفتح باب الاصنصير يطلع ووجد البوفيه ومشى يسحب له صحن واخذ بارونيز و كراسون ، مشى لجل يطلع وسمع رجل اصوله عربيه عند الاستقبال يصرخ باللغه الانجليزيه يهاوش الموظف ، ومن كلامه يطلب الموظف رقم غرفه شخص ، والموظف كان يرفض حسب سياسة وخصوصيه الفندق ، تقدم طلال له ونطق : عيّن خير
ناظره الرجال الي متقلبه ملامحه معصب بشدّه وعاقد حجاجه بغضب ، نطق الرجل : اقول وخر عن وجهي !
عقد حجاجه طلال : ثمن كلامك ياخوي ترانا في بلد غربه ومايصلح شغل الهمج ذا
صد عنه الرجال وكلم الموظف بالانجليزي : اعطيني رقم غرفتها ولا اتصلت على الشرطه !
توتر الموظف وسأل : ما اسمها
الرجال : قصيد فهد
مشى طلال بيده صحن الحلا ويسمع الموظف يقول : لا يوجد عميل باهذا الاسم
دخل الاصنصير على صراخ الرجال وهز راسه يحوقل ونطق : الى متى هالهمجيه والتحجر
مشى بالاسيّاب ودخل غرفته يفصخ شوزه وجلس على الكنبه ياكل .
صحى من نومه يفرك عيونه با إرهاق ، جلس على السرير وسحب جواله يتفقده ،وقف يمشي ودخل للحمام وطلع متوضي وسحب سجادته يكبّر ثم يصلي ، انتهى ومشى يسحب بلوفره الاسود و سرواله البيج ، شال كابه يضعه على راسه لانه يعجز يسرّح شعره ، تعطر و سحب مفتاح سيارته وطلع من الغرفه ، مشى يكلم بجواله بالاسياب : ماني متواجد في المملكه يابوناصر ، كثر الله خيرك ماتقصر
ضغط على ازرار الاصنصير وبا انتظاره يفتح ويكلم يشتت عيونه للممرات : ايه نعم الحادي عشر بأذن الله
'
حس بصوت ركض خلفه ولف يناظر وجواله على اذنه ، تحجر مكانه من ارتمت بحضنه بنت ينتثر شعرها على صدره ، طلال : اسلم !
رفع يدينه عنها متبعثر مايدري وش يسوي فيها ونطق : اكلمك بعدين يبوناصر
قفل جواله ريثما نطقت هي : تكفى فكني منه
بلع ريقه من صوتها المدفون في صدره و ابعد بصره عنها يقول : وخري عني طيب
ابتعدت عنه تناظره بعيون باكيه شاكيه ، تعرف عليها هي نفسها البنت الي له يومين يشوفها عند الاستقبال تبكي ، طلال : وش فيك وش حاصل ؟
مسحت دموعها : ولد عمي يدور لي ، هايج ومعصب اخاف يسوي لي شي
عقد حجاجه بخفه : انتي قصيد ؟
هزت راسها بالايجاب ثم قال طلال : طيب ليه الموظف انكر وجودك في الفندق ، مستحيل يكذب كان خايف
قصيد : دخلت با اسم مستعار
تلفت حوله وزفر من المصيبه الي وقفت هي فيها ووقع معها و مستحيل يتركها لانه يعرف ان ضميره بيعذبه حتى يفنى ، عقد حجاجه يناظرها من حس انه فهم حاجه بسيطه : انتي قصيد الي لقيتها في الامارات ؟ مع اخوك في السوق الشعبي ؟
ناظرته وعقدت حواجبها بضيق تنزل دمعتها وهزت راسها بالايجاب ، طلال خصر نفسه : ليلتنا ليله
انفتح الاصنصير ونطق وهو يمشي : امشي
مشت خلفه ودخلوا الاصنصير و انفتح الباب يطلعون ثم وقف عند الاستقبال ونطق يخاطب الموظف : اريد منكم تجهيز اغراضي في الغرفه رقم ٢٢٢ ، بحلول اليل تقريباً سأتي لأصطحاب اغراضي
ناظرها يتنهد ونطق : كم رقم غرفتك
بصوت خافت بخجل منه ومن تذكرت انها ارتمت بحضنه نطقت : ٢٢٣
طلال رفع حواجبه بخفيف دلاله على التعجب : بجنبي ؟
قصيد : يمكن
ناظر الموظف وقاله نفس الكلام ومشى طلال ترافقه قصيد وركبوا السياره .
« المركز »
عبدالعزيز يستريح على كرسيه في مكتبه ويوقع على مجموعه اوراق ، دخل العسكري عليه ورافع انظاره عبدالعزيز من قال العسكري : طال عمرك في مَره تبي تحاكيك
هز راسه بالايجاب : اسمح لها
طلع العسكري وسمع عبدالعزيز صوت الكعب وتبسم من عرف انها الجوهره ونطق وهو مشغول با اوراقه : حيّ الله الزيارات المفاجأه يانظر عيني ، بس قلت لك لعد تجين للمركز كله رجال
'
من طال سكوتها رفع ناظر يبتسم ورفع ثَغره ينوي الحديث لكن ثقل لسانه وسكنت ملامحه تجمد تعابيره ، كأنه شاف ملك الموت بحد ذاته ، حامله نقابها بيدها وتبسمت : اشتقت لك عزوزي
عقد حجاجه وميّلت راسها بدلع : ما اشتقت لي ؟
همس منصدم : العنود
هزت راسها : ايوه عنودك ، تذكر لما كنت تسميني عنود الصيد ! وكنت تقول احب جمالك !
فكت ازرار عبايتها ببطئ ونطق : شلون ؟ ما م-
العنود قاطعته : ما مت ؟ لا صعب موتي ، بس تصدق ادركت انك غبي
عقد حجاجه وكملت : يعني ابوي قدر يمشيها عليك وبامجرد انه كذب بموتي وسوا عزاء صنعه هو صدقت ! صدقني رصاصه ماتقتلني
طاحت عبايتها على الارض ينكشف فستانها الاحمر عاري الكتوف ، بانت علامة الرصاصه بكتفها وتأكد وليته ماتأكد لوهله تمنى انها سراب ، شك انها فقدت عقلها من منطوقها ونجاستها و جلست على طاولته وسند كتوفه على الكرسي يبتعد منها وقالت : الا ابي اسألك ، كيف العجوز معك ؟
فاحت ريحه رماد غضبه وطفح كيله ، احتد صوته يغض بصره عنها : اطلعي من مكتبي
العنود تبسمت : مستحيل ! جايه اخذ حقي من الشوق
وقف بعنف ومشى يسحبها من ذراعها لدرجه واشكت تطيح من الطاوله وقزم نفسه ياخذ عبايتها ويرميها بحضنها ، وسحبها للباب لكن قبل يتمكن من انه يمسك القبضه دفعت نفسها على صدره حتى تلاصقت اجسامهم ، همست بتحدي وخبث واضح : والله ما اخليك ياعبدالعزيز
تبسمت تغمز له ريثما دخلت الي تضحك وتكلم على جوالها تقول : ايوه خالتي انا جايته الحين .
ثقلت رجولها وحست با إنصعاق كامل جسدها ، قرّبه منها ، صدره يلي يلامس صَدرها ، كفه الي متروكه على ذراعها ، فستانها العاري ، حست باغثيان يكاد يخرج احشائها من قوته ، تراجعت للخلف بلحظه لا تحسد عليها تحس با الف شعور ، أشمئزاز ، خوف ، خيبة ظن ، مشت الجوهره وفز عبدالعزيز يلحقها وينادي في الممرات امام جميع العساكر : الجوهره !
مشت عاقده حجاجها بوجه جامد و ركبت سيارتها ، قفلت الابواب و بقى عبدالعزيز يدق النافذه مَرعوب مَذعور من حالها ، عبدالعزيز يدق الشباك ؛ الجوهره افتحي نتفاهم !
حركت سيارتها با اقصى سرعه شدّت على الدركسون تكره وجودها باذي اللحظه الي حَصل فيها كل شي ، عضت شفتها تنزل دمعتها الخائبه على خدها ، وقفت سيارتها من أُعتمت رؤيتها ونزلت راسها على الدركسون تبكي ، بكت الجوهره بشهقات متتاليه من غير صوت ، عبدالعزيز الي هَقت فيه اعلى الهقاوي يحرقها بطرفة عين ، احرقها عبدالعزيز وهي حيّه تسير على رجولها احرقها وجعل من الحنايا رماد ، فرشت داخله الزهور وفرش داخلها رَماد حريقها ، اصبح في وسط صدرها مثل الجمرة تحرق كل مايلمسه تحرقها بصمت والشي الوحيد الي تسمعه صوت التفحم ، شهقت بقوّتها وكأنها تستنجد بالهواء يساعدها في نار جوفها يهدي ويقلل من الخراب الي صنعه عبدالعزيز في لحظة !
من تفتحت زهور قلبها وطلبت منه يرويه ، رمى جمرته و احرق بساتين كانت داخلها ، لحظه ابتداء فصل الربيع وسكون النَسيم ولفح برد الربيع باهذي اللحظة تحوّلت لياليهم القادمة كلها صيف ، هي تشعر الان باقيض الصيف وحرارة شمسه ، و حلّ الظلام و خابت الهقاوي .
« لَنـدن • أحد المقاهـي »
بلعت غصتها بلحظة هو واقف عند الكاشير يطلب قهوه له ولها هي ، مشى يناظر ظهرها الي اقبل عليه وجلس قدامها يستريح ، تنحنح ورفعت ناظرها تطالعه : وش حَصل ، ابي تفسير لكل شي ، وكيف تقابلنا بالندن
سكتت لوهله تبلع ريقها ثم وضعت شعرها خلف أذنها : اخوي محمد
الجمتها عَبرتها ونزلت راسها ، شبك يدينه يتركها على الطاوله ينتظرها تكمل حَديثها ، رفعت ناظرها تشتته للمدى البعيد ونطقت : قتل ولد عمتي ، لانه تلفظ علي و كرر علي كلمة اليتيمه ، وضربه اخوي ورد الضربه ولد عمي وزادت حدّه المضاربه ، بكيت مستنجده خايفه ، بس في رفه جفن طاح ولد عمي على الارض قتيل ، بعد '
سكتت من نزل دمعها وعقد حجاجه طلال من كلامها ، بصوت مهزوز هي تقول : بعد ما ضربه اخوي وطاح على الطاوله وتسبب بكسر بالجمجمه
هز راسه با أسى : لاحول ولاقوة الا بالله
بكت تنزل راسها وتنهد يعدل كتوفه على الكرسي ، كتف يدينه يعقد حواجبه : والي يدور لك من يكون ؟
قصيد تمسح دموعها : ولد عمي الثاني ، الي يصير اخو المتوفي
ميّل شفايفه من المصيبه وصد يناظر الناس وقالت : وجيت لندن لجل اهرب منهم ، لاني لو رجعت بيقتلوني
هز راسه بالنفي : اسمعي ياقصيد
رفعت راسها تناظره وتمسح دموعها ، طلال : انا اشتغل في القضاء ، بوكل لك محامي دفاع وبيوضح موقفك ، اما انا بكون القاضي
سكت متردد ثم نطق : اما اخوك مانقدر نسوي له شي ، لانه هو الي بدا
اشارت على نفسها : راضيه ادخل بداله السحن راضيه ! مابقى لي احد من اهلي غيره تكفى دور لي حل يطلعه !
طلال هز راسه بقل حيل : الموضوع مو سهل كذا ياقصيد ، هذا فيه قتل و اخذ نفس بغير حق ، لو هو دفاع عن النفس كان قدرنا نسوي شي بس قتل بعمد هذي مصيبه !
عقدت حواجبها بضيق تناظره ، وميّل شفايفه : بنحاول في اهل المقتول يتنازلون او يطلبون ديه
صد يبعد ناظره للمارّه ورص على اسنانه من الي وقع فيه .
دخلت الجوهره لغرفتها ، تركت طرحتها على كتوفها ووقفت قدام المرايه تناظر ملامحها ، خفضت راسها تبكي ، بأنين يهدّ العاقل ويفقده عقله ، رفعت راسها تشهق رفعت راسها للسقف و تنفست با اقوى ماعندها ، تردد كلمه - يارب - تستنجد برب العباد يفرج عنها الي هي فيه ، هي ماتبي تستوعب فكره ان عبدالعزيز الي هو نفسه يفرش لها الارض ذهب لجل عينها ، وهو نفسه الي كاد يقتل زايد لجلها ، ناظرت دبلتها في يدها وعقدت حجاجها بضيق ، سحبت الدبله تحرر يدها من الرابط الوحيد الي يثبت و يقررّ إنها حَرم الفريق ، تركت خاتمها على الكومدينا ولمت اغرضها استعداداً للرحيل ، للرحيل الي مابعده عوده ، سحبت شنطتها تستعجل لجل ماتقابله ومرّت من الصاله تشوف سلطانه و سلطان يجلسون مع بعض و تتعالى منهم اصوات التضاحيك ، '
جاهلين الضرر الي سببه بَكرهم للجوهره ، تقدمت وشافت سلطانه الشنطه وسكنت ملامحها تقول : يالله سترك
ثنت الجوهره ظهرها تقبّل راس سلطانه ويدها : استودعتك الله خالتي
عقدت حواجبها سلطانه مصدومه ومشت تقبل راس سلطان بالمثل و تقبل يده ونطقت : الظاهر الصقر اصبح دجاجه ياعم ، واعذرني على ماقلت وإنت وخالتي محشومين
عقد حواجبه سلطان ومشت الجوهره تسحب شنطتها وطلعت للحوش ، بلحظة دخول عبدالعزيز بسيارته وركبت سيارتها تصفق الباب بقوه ونزل يركض امام امه وابوه الي يشوفون المشهد بعيونهم من نافذة الصاله ، حاول يفتح الباب ويمشي مع السياره الي تمشي ويقول : الجوهره وقفي وانزلي نتفاهم
حاول بعنف يفتح الباب وصرخ : الجوهره !
حركت سيارتها بجمود ملامحها الحاده و إنفراش صدرها الي ذاب و تبخر ومابقى غير الرماد ، وقفت عند بيت ابوها ونزلت تسحب شنطتها وتدخل للبيت ، ماحصلت احد قدامها ومشت لغرفتها ، فتحت باب الغرفه الي إنهجرّت من تركتها بليله اصبحت هي فيها حَرم عبدالعزيز ، شغلت الانوار تشوف الغرفه المرتبه و كومدينتها الي تخلو من اغراضها ، تركت شنطتها وحطت عبايتها تعلقها ثم طلعت من الغرفه تبحث عنها ، دقت باب غرفتها واجابت دلال : ادخل
فتحت الباب الجوهره تدخل راسها فقط وتبسمت بخفيف تقول : تستقبلين زوّار ؟
تبسمت دلال الي على سجادتها وتسبّح : اكيد
دخلت الجوهره تسلم على امها وتقبّل راسها ثم جلست قدامها تترّبع ، عقدت حجاجها دلال تناظر عيون الجوهره الي تميّز تعبها من نشاطها ، دلال : حاصل شي ؟
تبسمت الجوهره بخفيف تهز راسها بالنفي : شي بسيط
اخذت الجوهره يد امها تقبّلها وتركتها بحضنها تعانق يدها بكفوفها ونطقت الجوهره : امي
دلال : لبيه
الجوهره : الحين يوم تشوفين الخطاء من شخص كنتي توديّنه ، وتعزينه ، وجاعلته فوق جميع المخاليق ، والخطاء مو زله لجل تمررينها
دلال عقدت حواجبها ، كملت الجوهره : وش بتسوين ؟
دلال اشارت على فخذها وفهمت الجوهره مقصدها ، حركت جسدها تترك راسها الي ثقلّه التفكير على فخذها ، مسحت دلال على شعر الجوهره : الخطاء يابنتي يجي حتى من امك وابوك ، طبيعة الانسان يخطي و حسب الي وقع عليه الخطاء يغفر ولا ينفر ، الخطاء وارد كما شخطت الحبر على الورق ، والي عليك لجل ماتظلمين وتعدلين بين مشاعرك وهالشخص ، اسمعي تبريره
سكتت الجوهره وطاحت دمعتها الصامته على فخذ امها ، تمرر دلال اصابعها بين شعر الجوهره وعاقده حواجبها بضيق تفهم أن فيه شي حاصل بينها وبين عبدالعزيز .
'
عبدالعزيز دخل البيت بعقل سارح ومنظر مُجهد ، ناداه ابوه بعد الي شافه بصوت حاد عالي : عبدالعزيز
توقف عبدالعزيز ببطئ يلف راسه على ابوه : سم
يشوف بعيون سلطانه الخوف وبعيون ابوه الغضب ، نطق ابوه بعالي صوته : وش حصل
عبدالعزيز مشى للدرج يشوف : تعبان يبه برتاح
سلطان : ولد !
مشى عبدالعزيز لأول مره مايردّ نداء ابوه مرخي كتوفه تعبان شايل من الحمل الكثير ، للان في صدمته من العنود الي شافها و الجوهره الي دخلت عليهم ، يحس الموضوع برمته تخطيط من العنود ، دخل غرفته وقفل الباب وجلس على سريره ، ثنى ظهره وشبك يدينه يثبّت عيونه على ارضية غرفته يفكر يحلل الي حَصل ، من وين يبدا وكيف ينتهي ، العنود الي ظن انها ماتت وهي بالحقيقة زيفت موتها ، وليش زيفت موتها ؟ ما الجوهره الي مايدري كيف بيبدا معها دامه يعرف ان الجوهره صعبة منال ومايجيب راسها الا العالي ، كيف بيقضي اول لياليه وينام على سرير هي مو فيه ، ندم اشد الندم انه ماعاندها ذاك اليوم لما حاصرها على السرير وقبّلها لعلها تكون قبّلة الوداعيه ، عض على اسنانه وغطى وجهه بكفوفه يهمس : يارب .
" 8:00 مساءٍ "
بعد نومة استمرّت اربع ساعات صحى عبدالعزيز ، تنهد من اقصاه ومسح على ملامحه ، غطى عيونه بذراعه و سافر بفكره للبعيد ، جلس يتنهد للمره الثانيه ويتنهدّ من شعور داخله ، وقف عبدالعزيز ودخل للحمام وطلع متوضي وفرش سجادته على نور الغرفه الخافت ونور ابجورته المُضيئه ، كبّر عبدالعزيز يُقيم صلاة العشاء ، رفع من سجوده ثم سلم وجلس على سجادته يسبّح ، وقف عبدالعزيز يسحب جواله يحطه بجيبه ثم طلع من الغرفه ينزل تحت ، دخل للصاله يشوف ابوه لوحده جالس ، ناظره سلطان وسكت يحرك عصاه مـرّه يمين و مره يسار ، بيده اليمين فنجاله ، جلس عبدالعزيز يلقي سلامه وسحب الثلاجه في ظل الصمت الي ينتظره سلطان ينقضي ويتكلم عبدالعزيز عن الي صار ويفسره ، صب عبدالعزيز القهوه في فنجاله وهمس قبل يشرب بصوت واضح لابوه : اعذرني مارديت عليك يوم ناديتني
سلطان سكت يناظر للبعيد وشرب عبدالعزيز فنجاله لعلّه يخفف من الم معتلي راسه ، يشعر عبدالعزيز بغضب ابوه ويستوعبه ، بطبيعته عبدالعزيز يفهم اي ايحاء من سلطان وكأنهم خُلقوا عشان يفهمون بعض ، عبدالعزيز : سمّ ؟
تنهد سلطان من فهمه عبدالعزيز وعرف ان فيه كلام بصدره وقال بحادّ ملامحه : شفيك على البنت ، خذينا البنت من بيت اهلها صبوره واشوف هالصفه فيها معنا ، وش سويت حتى خليتها تخرج عن حالها !
عبدالعزيز يترشف من فنجاله يختار الصمت ، نزل فنجاله ووقف : لا صار للقمر ظلال ، علمتك يبه
قصده من كلامه وتحديداً ظلال القمر ، اذا ظل القمر منطقه تصبح شديدة السودا وكأنما هي قطعه من ظلام دامس ، وبكلامه يقصد انه بياخذ ثاره من احد ، احد يجهله سلطان ، زفر سلطان بتعب يعرف طبوع بَكره ووش بيفعل ، طلع عبدالعزيز من القصر يركب سيارته .
« لَنـدن • اليـل »
وصلوا للأوتيل يلي بيبيتون فيه قبل رحله طلال لَـ " ايطاليا " ، مشوا من عند الاستقبال ومد طلال بطاقه غرفة قصيد لها ، اخذت بطاقتها ومشت تسحب شنطتها لغرفتها بينما هو ايضاً راح لغرفته ، موقع غرفته على نفس الجهه من المبنى ومايفرق بينهم الا غرفتين ، وهي تفتح الباب تشوفه واقف عن يمينها يدخل غرفته ، دخلت وتركت الشنطه وحررت عنقها من الشال البيجي ، نزعت كل ملابسها حتى تبقى عليها توب علاقي اسود يمكن ان يكشف بطنها فقط اذا رفعت يدينها ، و سروال جلد اسود ، تركت شعرها المسدول و اخذت الكليب تلمّ نصفه عن وجهها ، فتحت شنطتها تدور بين اغراضها عن لابتوبها ويلي بالفعل حصلته وسحبته وفزت تجلس على الكنبه المنفرده بالغرفه ، تشتغل وتحرك اناملها على الكيبورد تبحث عن ادق التفاصيل حول شخص واحد فقط ، شخص اسمه هو عنوان الصفحه يلي كانت " القاضي طلال بن سلطان " ، تشوف صوره في اهم الحفلات و حضوره في اغلب المؤتمرات ، تبسمت بخفيف وهمست : بتخليك قصيد الفهد تجهل ارضك من سماك يالقاضي ، رن جوالها وسحبته من جيبها وقرت الاسم مُباشرة تبتسم ، رفعت الهاتف على اذنها تناظر شاشة الابتوب : هلا محمد
محمد : هلا ياساكنة لندن هلا !
تبسمت من نبرته الي اشتاقت لها : وش مسوي بدوني
محمد ميّل شفايفه : اليوم افطرت البيض وهو ما استوى !
ضحكت منه لانها هي الوحيده الي تسوي وجباته وتتقنها ، محمد : وش صار على موضوعنا
قصيد تبسمت مغصوبه : معليك كل شي تحت السيطره للحين ، بس احس ما ارتحت له شديد الملاحظه !
محمد : قلت لك قصيد اهم شي ترجعين معه السعوديه بعدين تبدا الامور تمشي زي ماخططنا
قصيد ميّلت شفايفها بعدم رضا : هذي المشكله ، خوفي ادخل في بيت اهله وش بيسوون وش بيقولون عني
—
نجمة ⭐️