-إنتَ داخل علينا بواحدة لا نعرف لا أصلها ولا فصلها وبتقول هتتجوزها!
قالها " أبسل " بنبرة محتدة وهو ينظر لابنه الذي رمقهم جميعهم بتحدٍ سافرٍ، وهو يقول ببرودٍ مستفزٍ استطاع إثارة حفيظتهم جميعهم في عدة لحظات:
- لا لو كدة إسمحولي أعرفكم أصلها وفصلها، دي "ملاذ" عرفتها من كباريه وطبعًا مش محتاج أقول بتشتغل إية .
صفعة تهاوت على صدغه كان مصدرها الجد الذي تعامل مع الأمر بمنتهى العنف؛ مما جعل "ملاذ" تتراجع للخلف بفزعٍ وهي تسب نفسها على موافقتها بتلك المهزلة، بينما "عدي" يمسح الدماء التي سالت من ثغره بظهر كفه الأيمن بمنتهى الهدوء، فهو كان يتوقع حدوث كل ذلك بل أكثر، ثم وبجمودٍ تابع قائلًا:
- ويا هتجوز "ملاذ" يا مش هتجوز خالص.
شعرت "آمنة" بخطورة الأمر الذي ستكون عواقبه جسيمة عليهم جميعًا، فتدخلت وقتها بتوترٍ ونبرتها مغمورة بالارتباك:
-كلام إية دة بس يا "عدي"، معقول ع...
قاطعها الجد بفظاظة أصابتها بصدمة ألجمت لسانها، فهي ولأول مرة تخضع لتلك المعاملة المهينة منه:
- أخرسي إنتِ .
ابتلعت كلماتها بحرجٍ، ثم تابعت ابنها بنظراتٍ تحذيرية لعله يتراجع، ولكن ذلك الوميض الإصراري الذي كان في عينيه أخبرها بأنه سيكمل في تلك السخافة بلا هوادة، بينما الجد يهتف بتوغمٍ؛ حتى يتجلى عدم تهاونه مع الأمر في تلك اللحظة، بينما " أبسل " يتابع ما يحدث وهو غير قادر على نبس كلمة واحدة، ولا حتى على التحرك قيد أنملة؛ بسبب تلك المصيبة التي فجرها ذلك الأحمق:
- خد الزبالة اللي معاك دي واطلع برا، إنتَ لا حفيدي ولا أعرفك.
ثم تابع بصوتٍ جهوري وهو يوزع نظرات مرعبة على الجميع:
- واللي مش عاجبه يمشي معاه .
ثم عاد مجددًا ليصعد الدرج بصعوبة واضحة؛ بسبب شعوره بتلك الآلام الشديدة في صدره، خاصةً ناحية قلبه، وبالفعل استطاع التغلب على تلك الآلام واتجه لغرفته، بينما "عدي" يسحب "ملاذ" خلفه، أما هي فكانت كالبهيمة التي تنساق خلفه في أي شيء!
بقلم/رولا هاني.