بعد التفكير وافقت تاليا على الذهاب معه ، لا تعلم لما وافقت ولكنها شعرت بشيء داخلها يريد أن يقضي معه يوماً كاملاً ، انها تريد أن تفعل ذلك ، رغم شعورها بجرح عميق لن يشفى أبدا تجاهه ، ولكن لا تدري هي فقط تريد التجربة ، تريد أن ترى هل ستشعر بالسعادة بجواره ، وأيضاً اصراره زاد من رغبتها في الذهاب معه حسنا ستذهب وترى ماذا سيحدث ؟!
وقفت تاليا أمام خزانتها لتنتقي ثياباً مريحة تستطيع الذهاب بها لانهم سيضطرون للمشي كثيراً كي يختارون الملابس التي سيقوم بشرائها ، وبعد أن انتهت من ارتداء ملابسها خرجت من غرفتها فنظر اليها مراد قائلا باستنكار : انتي هتخرجي كده ، بجد انتي عايزة تقنعيني انك هتمشي معايا كده في وسط الناس ؟!
تاليا وهي تنظر الى ملابسها : ماله لبسي مش فهماك ، انت كل لما البس حاجه تقولي هتخرجي كده ، مالي كده ؟!
مراد: انتي بجد بتسأليني ماله لبسك ولا بتهزري ولا ايه بالظبط ، انتي مش واخده بالك انتي لابسه ايه ، انتي لابسه هوت شورت الموضوع واصلك ، هوت شورت فهماني ولا الارسال عندك واقع ولا ايه.
تاليا : انا مش فاهماك بجد ، يعني انت واحد عايش حياتك كلها بره ، وبتشوف اللبس عامل ازاي ، عمري مافكرت أبدا انك تكون بتفكر بالطريقة دي .
مراد : تاليا انا اه قضيت جزء كبير من حياتي بره ، بس انا مولود هنا ، وبعدين اي راجل غيور مايقبلش انه يشوف مراته اواخته ماشيه كده ، انتي متخيلة انك تمشي بهوت شورت ف مصر ، ماشي انا عارف ان رجليكي جامدة ، بس مش لازم اللي بره يعرفوا هما كمان ، بصي فرجيني انا البسي اللي انتي عايزاه هنا ف البيت لكن بره لا طبعا.
تاليا: على فكره انت مش محترم ، انا مش بلبس عشان حد يشوفني او لا انا بلبس اللبس اللي برتاح فيه وعاجبني.
مراد بنفاذ صبر: ادخلي غيري هدومك ياتاليا لو سمحتي ، بصي سيبي التي شيرت لطيف ومش مكشوف ، بس البسي حاجه تانيه غير الهوت شورت الجامد ده ، معلش اسمعي كلامي المرة دي.
اتجهت تاليا الى غرفتها غاضبة تضرب الارض بقدميها بقوة ، أما هو فابتسم لتصرفها الطفولي ، خرجت بعد قليل وهي ترتدي بنطال من الجينز الضيق وحذاء رياضي وتيشيرت باللون الوردي ، عندما رآها مراد قال: ايوه كده .
ركبا معا بسيارتها ولكنه هو من كان يقودها ، وعندما اتجها الى موقع المتاجر نظر اليها قائلاً: هنروح فين بقى ؟!
تاليا: مش عارفه ،انا معرفش اماكن اللبس الرجالي ، انا قولتلك من شوية ، بص انت بتشتري منين عادة؟!
مراد: مش فاكر ، اقصد عايز اغير يعني مش لازم نفس المكان ، بس هنعمل ايه دلوقتي ننزل ناخد جولة كده ونشوف ؟!
تاليا بعد تفكير: انا هبعت في الجروب بتاعنا انا واصحابي هسألهم ، اكيد حسن وعادل عارفين أماكن كويسة .
بالفعل قامت بارسال الرسالة ولم تمر ثوان وأجابتها ياسمين وقد أخبرتها بأسماء بعض الاماكن التي تعرفها وبعد ثانية أخرى أرسل حسن قائلاً: وانتي عرفتي منين الاماكن دي ياياسمين ، بتجيبي لبس رجالي لمين ان شاء الله ؟!
ياسمين : كنت رحت مع أخويا قبل كده وبابا ، في ايه ياحسن ؟!
عادل : انتي عايزة تعرفي اماكن لبس رجالي ليه ياتاليا ، انتي فين دلوقتي ؟!
رنا: يعني هتكون عايزاها ليه ، اكيد لجوزها يعني.
عندها ارادت تاليا ان تستغل الفرصة لكي يشعر عادل والأصدقاء ان علاقتها بمراد طبيعية لذا قالت: أصل انا ومراد رايحين نشتري لبس ، ونتغدا بره ، بس انا قولتله نروح اماكن جديدة غير اللي بنروحها كل مرة.
عندما أطالت استخدام هاتفها قال مراد : ايه؟! كل ده عشان سؤال ، لو مش عارفين ننزل نشوف زي ماقولتلك .
وضعت تاليا هاتفها بحقيبتها وقالت : لا هما بعتوا لي أماكن كتير .
انطلقا معا الى الاماكن التي ذكرتها ياسمين لكن لم يعجبهما شيء ، لذا ذهبا الى الاماكن التي ذكرها حسن وقد أعجبهما الكثير من الأشياء هناك ، قام مراد بشراء بعض الملابس المنزلية والرياضية وأيضاً بعض الملابس المناسبة للخروج ، وقام بتغيير البدلة التي كان يرتديها ، وارتدى بنطال من الجينز أيضاً ، مع تيشيرت باللون الرمادي ، كان بكل قطعة يشتريها يسألها عن رأيها ، كانت تجيبه بالرفض أحيانا وبالإعجاب احيانا اخرى.
عندما انتهيا من شراء الملابس اتجها معا الى أحد المطاعم التي اختارتها تاليا ، وبعدما جلسا وطلبا طعامهما ، تجاذبا أطراف الحديث أثناء تناول الطعام ، سألها مراد : انتي اتعرفتي على اصحابك ازاي ؟!
قامت تاليا بإخباره ماحدث عندما كان الأصدقاء بالمطعم ، ووقوفهم بجوارها وعدم ذهابهم ، واطمئنانهم عليها بعد ذلك .
مراد: طيب وعادل عرفتيه ازاي؟!
ابتسمت تاليا لتذكرها ثم قالت : أول مرة شوفنا فيها عادل حسن ضربه علقة يومها، لأنه صورني وانا قاعدة معاهم وحسن أخد باله ، قام اتخانق معاه ، بس عادل فضل يقوله انه فوتوجرافر وبيحب يصور أي حاجه ، وفضل يوريه الصور على الكاميرا بتاعته لحد ماحسن اقتنع ، بس بردو خلاه يمسح صورتي ، بعدها اتقابلنا تاني وقعد معانا وبقى عضو جديد.
مراد : وهو يصورك ليه بردو ، بيصور الحاجات تمام ، لكن يصور الستات ليه ؟!
تاليا: هو قال ان الكاميرا حبت ملامحي .
مراد بغيظ: والله طيب، وياترى بقى في حد من اصحابك دول بيشتغل ولا كلهم فوتوجرافرز؟!
تاليا: أيوه كلهم بيشتغلوا ، حسن محاسب في بنك هو وياسمين ، ورنا ومها في مجلة للفاشون ، وعادل فوتوجرافر .
مراد: طيب وانتي ؟!
تاليا : لا انا مش بحب أشتغل ، مابحبش حاجه أكون مجبرة أعملها ، يعني انا اصحى بدري بمزاجي لكن أبقى مجبرة أصحى عشان شغل لا .
مراد: امال بتحبي ايه ،بتقضي وقت فراغك في ايه غير قراية الكتب طبعا والرياضة ؟!
تاليا: في الرسم ، انا بحب ارسم أوي .
مراد : بتعرفي ترسمي دارسه يعني الموضوع ولا هواية يعني كده ؟!
نظرت اليه تاليا بتعجب ثم قالت: انت ناسي اني خريجة فنون جميلة؟!
مراد بتدارك : لا طبعا فاكر بس ماكنتش اعرف انك بتحبي الرسم .
وأثناء تحدثهما شعر مراد بألم شديد يجتاح رأسه ثم تذكر صورة لهما يقفان معا ويتحدثان ، كانت تاليا تقول : انا لسه في تانية فنون جميلة .
تذكر حوارهما عندما ذهبت تاليا الى الشركة لملاقاة والدها وقابلها هناك ووقفا يتحدثان معا قليلا ، أما تاليا فعندما رأته يمسك برأسه سألته بقلق : مراد مالك ، انت كويس؟!
مراد بعدما خف الألم قليلا: مفيش حاجه صداع بس جالي فجأة.
تاليا : طيب قوم نرجع البيت ، ممكن تكون مانمتش كويس.
مراد: لا خلينا كمان شوية أنا بقيت كويس ماتقلقيش.
صمتا الاثنان لبعض الوقت ولكن مراد قطع الصمت قائلا : فاكرة لما شوفتك وكنتي لابسه فستان أسود قصير ، كنتي في حفلة تقريباً .
تذكرت تاليا سريعاً: أيوه في عيد ميلادي ،. دي كانت اول مرة اشوفك فيها .
مراد: عارفه انك كنتي جميلة اوي ومازلتي على فكرة .
تاليا ببعض الخجل : ميرسي اوي ، انت كمان على فكرة يومها كل صحباتي سألوني عليك ، وفضلوا يسألوني عليك أسبوع بعدها .
مراد: طيب وانتي ماسألتيش عليا زيهم ؟!
تاليا بتوتر : لا هسأل ليه ، ماهو بابا الله يرحمه عرفنا على بعض يومها .
مراد : تاليا ، ممكن تنسي اللي حصل مني قبل كده ، أنا عارف انه صعب بس ممكن تدينا فرصة .
تاليا : ممكن تقولي الاول ايه اللي حصل ، ايه اللي غيرك بالشكل ده ، يعني انت ماكنتش بتبص ف وشي حتى ، دلوقتي بنتكلم وبنتغدا بره وعايزنا ندي لبعض فرصة ، مش حاسس ان الموضوع غريب ، يعني المفروض كمان انك مسافر آخر مرة وقولت اننا هننفصل خلاص وانك لما تيجي من السفر هنخلص اجرائات الطلاق ، ايه اللي حصل غير كل كلامك وتصرفاتك كده ، مانا مش فاهمه بردو .
مراد محدثا نفسه: طلاق ، احنا كنا وصلنا لكده .
نظر اليها مراد قائلاً: محصلش حاجه بس انا مش عجباني طريقة حياتنا دي ، وعارف اني انا اللي اخترت وانا اللي قولتلك نبعد عن بعض ، بس انا لما فكرت قولت ليه مانديش لنفسنا فرصة ؟!
تاليا: وبسنت بقى عارفه الكلام ده ، ولا استنى كده ، هو انتوا سيبتوا بعض عشان كده بتقولي نعرف بعض والكلام ده!!
مراد بحيرة بسنت؟! ، من بسنت هذه ايضا ، يبدو أنه كان على علاقة بها وهي تعلم ذلك ، لم يدري مايقول ولكنه قال : سيبك من بسنت دلوقتي.
تاليا : أسيبني منها ازاي ، انت عايز بقى نبقى معاك احنا الاتنين مثلا ، سي السيد انت بقى ، للاسف طلبك مش عندي ، وبعدين انت عارف اني بحب انا كمان واحد تاني .
مراد بعصبية :بتحبي ايه؟! ، بتحبي واحد تاني اللي هو ازاي يعني ، انتي ناسية انك ست متجوزة ياهانم
تاليا : والله هو حلال ليك وحرام ليا ، وبعدين انا قولتلك م الاول وانت ماعترضتش جاي دلوقتي تعترض ليه .
مراد: ماعترضتش عشان كنت مغيب أو عندي قرون تقريبا معرفش ، بس انتي ازاي تعملي كده حتى لو انا وافقت ، دي اسمها خيانة .
تاليا : واللي انت بتعمله اسمه ايه ان شاء الله ، لما بتروح لها وتفضل هنا بالشهور الله اعلم بتعمل ايه ولا فين ولا مع مين بيبقى اسمه ايه ، ولا سي السيد يعمل اللي هو عايزه وأمينة تفضل مستنياه في البيت عشان تغسله رجليه .
مراد : أنا غلطان ومابفهمش وخاين وكل الصفات الوحشه فيا ، انتي ليه تعملي زيي ، انا وافقت زي مابتقولي وقولتلك كلمي اللي انتي عايزاه ، انتي ليه تسمعي كلامي فين عقلك ، فين احترامك لنفسك بلاش ليا .
تاليا بعصبية: على فكرة انا محترمة غصب عن اي حد .
مراد باستهزاء: فين الاحترام في اللي انتي بتقوليه ده ، واحده بتكلم واحد وهي متجوزة وبتحبه والله أعلم بتعملوا ايه تاني مانامسافر ع طول بقى ، وانتي لوحدك ع طول ، بيجي هو يونسك مش كده .
قاطعته تاليا قائلة : أنا ماسمحلكش ، أنا مش زيك ولا زي الاشكال اللي انت تعرفهم ، أنا عمري مااعمل اللي انت بتفكر فيه ده عشاني أنا مش عشانك ولا عشان أي حد ثم وقفت بمكانها واخذت حقيبتها وهي تقول وأنظار الناس اتجهت اليهم : أنا أصلا غلطانة اني وافقت أخرج معاك ، غلطانة وأستاهل كل اللي يحصلي .
ثم خرجت مسرعة من المكان ودموعها تنساب تباعاً على خديها..