"بهذا كنت قادرا على اكمال الامتحان رغم الحمى التي داهمتني، الشكر لتقنياتك التي علمتني اياها، للأسف كان الأمر مؤلما ليس بالكافي لقتلي، تحدث مثل هذه الأمور الغريبة عندما أكون بالقرب من تشويا"
أكمل بني الشعر تقشير التفاح ذو اللون الأحمر ثم قطعه قطعا صغيرة بدقة عالية ووضعها على الصحن وابتسم بفخر.
"مع ذلك؛ رفقته هي الأفضل، انه مثير للاهتمام دائما، اوه وزرت نيكولاي الأسبوع الماضي~ بدى بخيرا وبصحة جيدة مع أنه فقد قدرته على الرؤية للأبد... فيودور معه، لا خوف عليه؛ هذا ما تفكر به الآن؟"
حمل قطعة التفاح بالشوكة البلاستيكية البيضاء ودسها في فمه متلذذا بطعمها الحلو، كما يشتهيها تماما.
شكلت شفتا الآخر ابتسامة صغيرة وأمال رأسه للجانب قليلا بينما عيناه الأرجوانيتان تكاد تخترق روح بني الشعر.
"ها~ يبدو جيدا حقا، فشلت في قتل نيكولاي وفي التخلص من ازعاجك لي؛ هذا ما تنوي قوله؟ على أي حال، ظننت أنك ستعطيني بعض التفاح بما أنك قطعته بعناية كما أفعل بجثثي؟"
رفع الفتى عينه البنية كالقهوة الصباحية نحو والده بالتبني الذي بات يعرف بالسجين رقم 143، هذا الرقم يحبه دون شك.
رغم أن سنتين كاملتين مرت على آخر احداث، لم يمل دازاي من زيارة السجن وازعاج موري بكل الطرق، لم يكتفي الآخر بالصمت كذلك وكان يرد على كل سخرية.
كانا بعيدين عن معنى الأب وابنه تماما، ليس وكأنه كانا كذلك على أي حال من الأحوال.
كان بني الشعر على وشك الرد لكن الشرطي دخل غرفة الاستقبال وأشار لدازاي بالنهوض قبل أن يقول.
"انتهى وقت الزيارة أيها الفتى"
أومأ الشاب ونهض حاملا معه صحن التفاح وكذلك حقيبته ذات اللون الأسود القاتم.
"اوه مهلا دازاي كن... يوم ميلاد تعيس~ لقد بلغت 18 الآن صحيح؟"
رمش بني الشعر قليلا فلم بتوقع أن يكون الطبيب على علم بالتقويم الميلادي داخل السجن، لم يستغرب من تذكره للأمر فبالنسبة له؛ حتى مع حظه الذهبي، لم يكن يوم ميلاده بتلك الروعة ابدا كل عام.
"شكرا لك موري سينسي... أتمنى أن أستيقظ على خبر موتك غدا"
غادر بعد تلك الجملة، هو ذاته لم يستوعب بعد أنه وصل للـ18 سنة وحسب ما وعده به مربيه الحالي؛ فوكوزاوا، يستطيع مغادرة البيت وفعل ما يريده.
مشى ببطء الى البوابة الخارجية للسجن دون أن ينظر حوله، لم يهتم للأشخاص الذين كانوا يرمقونه بنظرات غير سارة فنصفهم هناك بسببه.
رفع رأسه للسماء التي مال لونها الى البرتقالي معلنة عن مغادرة الشمس للوحة الزرقاء وبريق المصابيح السماوية ابتداءا من سيريوس رفقة بولاريس الى البدر قبل حلول الليل رسميا.
"لقد تأخرت كثيرا، أيها الوغد"
أخرجه ذلك الصوت من شروده، لم يكن سوى الأصهب الذي كان يسند جسده على دراجته النارية ذات اللون الأحمر؛ هدية من الباتروس في يوم ميلاده السابق.
ابتسم دازاي وأخى جفنيه بينما يسير نحوه مترنحا يمينا ويسارا بمرح كمن احتسى أكثر من اللزم مشروبا قويا.
"تشو تشو~ هل أتيت لتقلني؟؟ كم أنت ظريف!!"
تنهد برتقالي الشعر وركب دراجته النارية ثم رمى خودة الحماية لبني الشعر.
"هيا اصعد دون تصديع رأسي بصياحك..."
"حاضر ماما تشويا~"
صعد خلفه بعد وضع الخودة فهو أكثر من يسقط عادة عند صعودها وتمسك به عمدا؛ محيطا بطنه بذراعيه.
انطلق برتقالي الشعر بعد أن تأكد من كل شيء فدراجته النارية غالية على قلبه أكثر من... دازاي ربما.
مر قرب نهر يوكوهوما ثم الميناء على الجسر المعلق فوق البحر الواسع، أسند بني الشعر رأسه على كتف رفيقه وتأمل المكان.
طوال سنتين، لم يتحمل أحد دازاي وتصرفاته؛ الغريبة، السامة، الجيدة والسيئة سوى تشويا، لذلك هو ممتن جدا لبقائه قربه.
اليوم يصادف 19 من شهر 6 وهو يوم ميلاد دازاي، كان لدى تشويا مقابلة عمل لذلك لم يكن معه طول الصباح حيث بقي في المنزل فحسب يشاهد برامج عشوائية.
قدم فوكوزاوا له هدية وكانت عبارة عن كتاب بعنوان "الحياة تحبك"؛ نظرا لبعضهما البعض قبل أن يقول بني الشعر.
"أنت تمزح، أليس كذلك فوكوزاوا سان؟"
"لا..."
حاول كتم ضحكته لكنه لم يستطع ذلك واعتذر سريعا من دازاي وأعطاه هدية أخرى أفضل بكثير؛ مفتاح شقته الخاصة الجديدة.
كان يعلم أن بني الشعر لن يقبل العيش معه أكثر والاثقال عليه فقرر فعل آخر شيء يمكنه القيام به من أجله واشترى له شقة قريبة من المشفى فتكون عينه عليه كذلك.
لم يتوقع دازاي مثل هذا ابدا خاصة أن سعر الشقق ليس بالهين لكن أمام مدير أكبر مشفى في يوكوهاما، هذا السعر يمثل ثمن 3 عمليات جراحية على مستوى القلب.
بالعودة اللا الحاضر، رفع دازاي رأسه قليلا وتأمل الطريق أين كان الأصهب يسابق الرياح ويتجاوز كل السيارات التي أمامهم دون تردد.
"كيف كانت مقابلة عملك تشويا؟ لم تخبرني عنها من قبل!"
"كانت حلوة للغاية..."
رمش دازاي باستغراب وأمال رأسه باستغراب، لم يفهم المقصد تماما من كلامه خاصة مع عقله القذر.
"هل تقصد أن المديرة حلـ-؟"
"ليس هكذا أيها الوغد المنحرف!!"
ضحك بني الشعر بخفة وحاول أخذ نظرة على ملامح رفيقه المحمرة من الخجل، ربما لا يتكلم أو يفكر في امرأة حقا لكن بكل تأكيد؛ هناك شيء يريد أن يقوله وبشدة أيضا.
"حسنا حسنا~ سوف أنتظر اذا~"
مرت 30 دقيقة أخرى حتى وصلا الى شقة دازاي، كانت السماء مظلمة بالفعل والنجوم تنزن السماء وتغازل جمال البدر المتربع على عرشها.
"يبدو أن الوقت تأخر، ما رأيك أن تبقى الليلة معي تشويا؟"
نزل برتقالي الشعر من الدراجة وشكلت شفتاه ابتسامة واسعة، أخرج هاتفه ليتحقق أولا من رسائله وقد لمعت علاقة المفاتيح ذات شكل السكيتبورد.
لا يزال يمتلكها ومحافظ عليها منذ عامين كاملين، لم يكن من النوع الذي يفقد أشيائه كثيرا برغم حظه المنحوس.
"نعم بكل تأكيد! لم أكن أخطط لتركك بمفردك على أي حال، الشقة تصبح مخيفة في الليل ألا توافقني الرأي؟"
همهم دازاي بينما يصعد الدرج رفقة تشويا الذي ركن دراجته في مكان آمن أولا قبل أن يصعد.
"ليس حقا، أحب النوم في مكان لا نقطة ضوء فيه وأعتدت على البقاء مفردي في مكان واسع، هل تخاف تشو تشو~؟"
"لـ-لم أقل أنني أخاف على الاطلاق!!"
ضحك بني الشعر بخفة وأنتظر وصول رفيقه الذي سبقه للباب وكتب الرقم السري لفتحه، لم يكونا بحاجة الى مفتاح في هذه البناية.
كانت الشقة مظلمة كما تركها دازاي قبل أن يخرج حيث تفقدها وحسب وكان قد أرسل الرمز السري لتشويا قبل أي أحد.
دلف للداخل وبحث عن زر الاضاءة؛ ما ان فتحه قابلته المفرقعات من صاحب الشعر البرتقالي الذي اعتلت وجهه ابتسامة واسعة قبل أن يصرخ مع البقية.
"يوم ميلاد سعيد دازاي!!"
تفاجأ ذو الضمادات، ليس بسبب الحفل المفاجئ فقد توقع أن تشويا لن يدع اليوم يمر دون فعل شيء مميز.
بل لأن الشقة كانت مملوءة بأصدقائه الذي لم يراهم منذ عام على الأقل؛ سيجما، تاتشيهارا، آكوتاغاوا وأخته... حتى أكثر اثنين حاول عدم جرحهما مجددا؛ فيودور ونيكولاي.
"ما رأيك دازاي؟؟ أليس ما جهزته لك مذهلا؟؟"
اتسعت ابتسامة بني الشعر وعانق الأقصر بقوة حتى بات يتخبط بسبب اختناقه.
"اذا هذه هي مقابلة العمل الحلوة للغاية؟ كنت أتسائل ان كان الوقت قد حان لتصب اهتمامك على فتاة وتتركني"
"لماذا؟ هل أنت حبيبته التي نسيها في نيوجيرسي؟"
قال بنفسجي العينين بابتسامة ماكرة وهو يحمل الكعكة التي كانت بنكهة الشكولاه وعليها رسمة دازاي مقطوع الرأس.
"هذه طريقة موحشة لكي تريني حبك لي فيودور!!"
"تقصد كرهي صحيح؟ لا تجعلني أشمئز منك الآن"
تعالت ضحكاتهم قبل أن يبدوا تلك الحفلة الصغيرة فلم يغادر الحظ السيء الذي كان يتقلب بين بني الشعر وصديقه المقرب حيث الكهرباء انقطعت وامطرت بقوة في الخارج.
لم يمنعهم ذلك من الرقص والاستهبال كالمستكلبين لليوم المميز، كانت ممتعة حقا برغم أن تاتشيهارا اغمي عليه في النهاية من لطافة فتاته.
هذه هي النهاية يا رفاق، شكرا لانتظاركم الفصل~
♪♪♪
♪♪
♪
1160 words.
The End.