ما الذي سأفعله؟!

By Kawaii2Haruka

168K 10.1K 6.6K

{{الوقوع في الحب ليس مخيفًا... ما يُخاف منه هو ألا يتم مبادلة الحب.}} كان يريد الاعتراف، ويرغب بشدة في قول "أ... More

0.معلومات عن الرواية.
1.ورطة.
2.إنقلاب بحياة شخصين.
3.لا أثق بك.
4.ليقتلني أحد ما.
5.قلبي لا يهدئ.
6.موعد مفاجئ.
7.مهرجان الصيف.
8.ليلة عاصفة ج1.
9.ليلة عاصفة ج2
10.كلمات أردت قولها لكِ.
11.مشاعري الحقيقة.
12.منافسة بين الفتيان و الفتيات.
13.اختبار الشجاعه.
14.لعوب بالمدرسة.
فصل خاص:ظريفه.
15.صراحة أم تحدي؟
16.ما أعنيه هو.......
17.آسفه كورين.
18.أميرة حقيقه.
19.لاداعي للأعتذار.
20.مختلفان تماماً.
21.حديث فتيات.
هدية كريسماس مبكرة...
22.إحساس بالقلب..
23.هل أستطيع حقاً البقاء معك؟
فصل خاص:سأشتاق إليكِ.
24.ليست كافية على الإطلاق
25.شجار إخوة
26.جميلتي.
27.سأجعلك تنظرين إلي.
28.اسرار تفصح.
29.شتاء دافئ.
فصل خاص: التقاء الأقدار.
30.حبه العميق لها.
31.يوم مميز.
32.أصدقاء قدماء.
33.مشاعر متوترة.
فصل خاص: قطعة شوكولا.
35.دموع هــاروكــا.
36.اليوم الرياضي.
هدية صغيرة.
37 والأخير:حفل التخرج.
فصل خاص:أول لقاء.

34.رحلة لا تُنسى.

683 47 195
By Kawaii2Haruka

الفصل الرابع والثلاثون:
{{رحلة لا تُنسى}}

كنّ واقفات خارج محطة القطار، حيث كانت السماء صافية والنسيم البارد يعصف بلطف، كان الناس يتحركون في كل اتجاه، نظرت هيرومي إلى الفتيات وقالت بصوت حيوي مليء بالحماس: مستعدات؟
كانت هيرومي ترتدي بنطال جينز ضيقاً ومعطفاً قصيراً، مع قبعة مقلوبة على رأسها، رفعت هاروكا وساياكا أيديهما بحماس مشابه وقالتا بصوت واحد: أجل!
كانت هاروكا ترتدي تنورة متوسطه الطول ومعطفاً أطول بقليل، مع شريطتها الحمراء الكبيرة التي تزين شعرها الطويل. أما ساياكا، فكانت ترتدي فستاناً مشرقاً يظهر انحناءات جسدها الحيوي، مع معطف خفيف، وشعرها الطويل المتدفق يصل إلى خصرها.
نظرت إليهن كورين بعينين متعبتين وقالت: انتنّ لم تخبرن ساكورا أننا سنراقب موعدها صحيح؟
كانت كورين ترتدي معطفاً أنيقاً وتنورة قصيرة تُظهر أناقتها، تهربت هاروكا بنظراتها نحو الأرض وقالت بنبرة مبررة: نسينا أن نذكر لها ذلك.
تدخلت ساياكا بسرعة لتدافع عن موقفهن: نحن فقط نريد التأكد من أن صديقتنا ستكون بخير وأن موعدها سيجري بشكل جيد.
نظرت إليهن كورين بشك، ثم تنهدت وقالت: لا يهم، لقد اجتمعنا بالفعل...

في تلك اللحظة، انتبهت كورين لوصول ساكورا ولقائها بالشاب الذي طلب موعدتها. فقالت وهي تشير بيدها: لقد بدأ الموعد.
استدارن بحماس، وهن يحافظن على مسافة كافية كيلا يُكشف أمرهن. كانت ساكورا ترتدي فستانًا أزرق أنيقًا مع معطف صوفي أبيض، مما أضاف لمسة ساحرة لإطلالتها، شاهدنّ الشاب يتحدث معها بلطف لتبتسم ساكورا بخجل، وبدأ الموعد بابتسامة متبادلة بينهما، تحدثت هاروكا بسعادة: الفستان يليق بساكورا كثيرًا، أحسنتُنّ الاختيار.
ابتسمت كورين بفخر وقالت: هذا أكيد، أنا من اخترته.
ابتسمت هاروكا وقالت بإعجاب: لا عجب بذلك، فذوقك رائع.

لاحظن أنهما بدأ بالتحرك فبدأت الفتيات بالتحرك بخفة، متابعات خطوات ساكورا والشاب بهدوء، تكلمت هيرومي بصوت منخفض: لنقترب أكثر قليلاً، ولكن بدون أن يلاحظونا.
تحركنّ بين الحشود وهنّ حريصات على بقاء مسافة آمنة، كانت هاروكا تتقدم بخطوات حذرة وتلتف بين المارة، بينما كانت ساياكا تتبعها بابتسامة مرحة وهي تحاول قمع ضحكاتها أما كورين كانت تراقب بهدوء وتحاول عدم فقدان اثرهنّ.
وصل الشاب وساكورا إلى مقهى قريب، ففتح الشاب الباب برفق مشيرة لساكورا بالدخول. توقفت الفتيات على الجانب الآخر من الشارع، يراقبن الموقف من نافذة المقهى، فقالت هاروكا بارتياح: يبدو أن الأمور تسير على ما يرام حتى الآن، اعطيه نقطة على فتح الباب لها.
أومأت هيرومي برأسها وأضافت: لكن لا تزال الأمور في بدايتها، علينا البقاء هنا لنرى كيف ستتطور الأمور.
ابتسمت ساياكا وقالت: هذا سيكون ممتعًا!
تكلمت كورين وهي تشير لمقهى مقابل: لندخل نحن أيضاً ونأكل شيء فهما لن يخرجا بوقت قريب.

وفقن وجلسن في مكان استراتيجي يسمح لهن بمراقبة صديقتهن المقربة على الجانب الآخر من الشارع، طلبن مشروباتهن المفضلة وبينما كنّ يجلسن ويستمتعن بمشروباتهن الساخنة، لم تغفل أعينهن عن ساكورا والشاب، فسألت هاروكا بتفكير: هل نرسل لها رسالة لنطمئن عليها ونخبرها أننا بالمقربة؟
ارتشفت كورين شرابها وقالت: لقد فعلت ذلك منذ عشر دقائق فقط، وقالت إنها بخير.
كانت هيرومي تتناول طبق الوافل وهي تقول: لا داعي لكل هذا القلق ولكن إذا حصل شيء سنتدخل.
تحدثت ساياكا وهي تحاول جاهدة كبح ضحكاتها، معلقة: أتخيلنا نقفز جميعًا من النافذة لإنقاذها! سيكون مشهدًا لا يُنسى.

ضحكنّ وهن يتخلين الموقف، ليستمرن في مراقبة الموعد، ليلاحظن بعض الإشارات الإيجابية فالشاب كان يميل نحو ساكورا أثناء الحديث، وهو يظهر اهتمامه الواضح بها وبكلامها وبالمقابل كانت ساكورا تحمرّ خجلًا في بعض الأحيان، ولكنها بدت مستمتعة بصحبته.
تحدثت هيرو بنبرة هادئة: يبدو أن الأمور تسير بشكل رائع، هل تعتقدن أننا نحتاج لمراقبتهن طوال الوقت؟
ردت هاروكا بنبرة حازمة: علينا أن نبقى هنا حتى نهاية الموعد، لا نريد أن نترك ساكورا وحدها في حال حدث أي شيء غير متوقع.

بينما كانت الفتيات يراقبن الموعد من داخل المقهى، مر الوقت ببطء. وكانت ساكورا والشاب يتبادلان الحديث والضحكات، ويبدو أن الكيمياء بينهما تسير بشكل جيد لتشعر هاروكا ببعض الارتياح لكنها كانت لا تزال تراقب بترقب.
أثناء ذلك، قررت ساياكا أن تملأ الجو ببعض المرح فقالت بمرح: تخيلوا لو اكتشفنا ونحن نراقبهم، ماذا سنفعل؟
ردت كورين بسخرية: سنجري بأقصى سرعتنا ونختبئ كاللصوص.
ضحكت الفتيات وتابعت هيرومي: ربما نرتدي نظارات شمسية ونتظاهر بأننا نجمات سينما نراقب معجبينا.
ابتسمت هاروكا وهي تقول: أتظنين أني سأستطيع فعل ذلك؟ سنجلس هنا بهدوء ونتظاهر بأننا لا نفعل شيئًا غير عادي.

مر الوقت، وبدا أن الموعد يسير على ما يرام. وبعد مرور بعض الوقت، لاحظت الفتيات أن ساكورا والشاب يستعدان للمغادرة، فتملكهن الحماس، دفعن الحساب بسرعة وغادرن المقهى، محاولات البقاء على مسافة آمنة.

كان الشاب يقود ساكورا نحو حديقة قريبة، بينما كانت الفتيات يتبعوهما بحذر، متنقلات بين الظلال والأشجار، محاولات عدم لفت الانتباه.
أثناء تجولهما في الحديقة، جلست ساكورا والشاب على مقعد تحت شجرة مزهرة، بينما تراقبهم الفتيات من بعيد. لاحظت ساياكا أن ساكورا تبدو مرتاحة وسعيدة. فقالت بسعادة: أنا سعيدة لرؤيتها سعيدة، يبدو أنه حقًا لطيف.
أومأت هاروكا برأسها وقالت: أجل، للآن لم يحصل على سوالب.

كان ويزرد قد أنهى ما خرج من أجله، فقرر التجول قليلاً بالأنحاء قبل العودة للمنزل، ليلاحظ هاروكا وصديقتها بوضع مشبوهة للغاية، فتقدم منهنّ بتعجب وسأل بصوت مستغرب: ما الذي تفعلنه؟
تفاجأت الفتيات ونظرنّ إليه بدهشة فلفظت هيرومي وساياكا أسمه بدهشة: سيد سوما.
بينما تكلمت كورين بانزعاج: سوما الأحمق.
كانت هاروكا الوحيدة التي تنظر له بحيرة فقالت: ويز.. سيد سوما!
وقبل أن تتمكن من سؤاله إي سؤال، انتبهت هيرومي لتحرك ساكورا بتجاههن مع الشاب، لتهمس برعب: إنهما قادمان نحونا، لنختبئ.

وبخوف وبدون تفكير، سحبت هاروكا ويزرد نحوها بقوة لخلف الشجيرات مما جعله يترنح قليلاً بفعل المفاجأة ويصطدم بها. أراد التحدث ولكن هاروكا وضعت يدها اليمنى بحزم على فمه لمنعه من إصدار أي صوت، وهمست بتوتر: اهدأ، ويزرد.
شعرت باقتراب ساكورا والشاب أكثر، فسحبته نحوها أكثر بلا تركيز مما جعله يشعر بضغط خفيف على صدرها، كان ويزرد لا يفهم ما يحدث أو ماذا يفعلنّ، ولكن بوضعه الحالي لم يعد يهتم فعلاً، فكل ما يريده هو أن تطلق هاروكا سراحه فوراً، فهو لا يعتقد أنه سيتحمل أكثر من ذلك كيلا يغمي عليه.
مرت ساكورا بهدوء، للتكلم ساياكا بعد مرور الخطر: لقد ابتعدا.

خففت هاروكا من قبضتها على فم ويزرد وتركته ليبعد بسرعة وهو يتنفس بعمق، وقد أحمرت أذنه، نظرت له هاروكا بتأسف: آسفة اضطررت لسحبك بسرعة هاه....
انتبهت لإحراجه، لتدرك كيف كانت تتمسك به فقالت بصدمة: لا تقل إني كنت... أنا حقا آسفة.
كان يحاول تمالك نفسه فابتسم بأحراج وهمس: لا بأس، إذا ما الذي تفعلنه بهذا المكان؟
اجابت كورين بهدوء وهي تراقب ساكورا: نراقب موعد ساكورا.
اتسعت عيناه وسال بصدمة: ماذا؟ ولماذا تفعلنّ ذلك؟
اجابت هيرومي ببساطة: هي صديقتنا وهذا موعدها الأول علينا التأكد أن صديقتنا بخير وموعدها يمر بسلام.
نظر ويزرد لهاروكا بصدمة، ورفع حاجبيه كما لو كان يقول لها بعينيه: "هل ما قصدته عندما قلتِ إن لديك أمر مهم مع صديقاتك؟"
ابتسمت هاروكا ابتسامة مكتومة كبيرة وأشارت بعينيها: "أجل."
كانت كورين تراهما بازدراء وهي مطوية ذراعيها، وتتنهد بداخلها بتعجب: "لا أصدق، هل تعلما كيف يتحدثان بلغة العيون؟؟؟؟"
لتتكلم هيرومي باندفاع، مشيرة بإصبعها نحو الاتجاه الذي سارت فيه ساكورا والشاب: لنتحرك فلقد ابتعدا كثيراً.

انتبهنّ أنهما قد ابتعدا كثيراً، فأسرعن بلحاق بهما. كانت هاروكا تسحب ويزرد معها، فتكلم ويزرد بهمس مستعجل: مهلاً! لحظة، لماذا على أن آتي معكنّ؟
تكلمت ساياكا وهي تقول بمرح: لا بأس بذلك، فوجودك سيغطي على أمر تتبعنا لهما إذا تم العثور علينا.
لتهمس له هاروكا مضيفة بحيث لا يسمعها غيره: أضف إلى ذلك، لم تكن لتفعل شيئاً بالمنزل.
تنهد ويزرد باستسلام ومشى معهن، لتسأله هاروكا بحيرة بينما الفتيات أمامهن منشغلات بمراقبة ساكورا: ولكن، ما الذي كنت تفعله هناك؟
أجابها بهدوء: خرجت لأرسل شيئًا لماي وكنت أتمشى في الحديقة قبل العودة للمنزل، إلى أن رأيتكن تتصرفن بشكل مريب.
همهمت هاروكا بتفهم، لتقول بعينين حنونين: لقد اشتقت لماي.
اجابها ويزرد بحدة: أنا لا.
كانت هيرو تتكلم بتذمر: تباً أريد سماع عما يتحدثان.
تكلمت ساياكا بنبرتها العفوية، وهي تسأل بابتسامة ظريفة: أتعتقدين أنه سيقبلها في أول موعد؟
اندفعت هاروكا بحرج واضح: عماذا تتكلمين مازال موعدهما الأول.
نظرت ساياكا إليها بابتسامة توضح أنها تتحدث بجدية: وما في ذلك؟ توقفي عن براءتك هاروكا، بعض الفتيات يسلمن أنفسهن بالفعل في أول موعد.
شعرت هاروكا بالحرج وأغلقت آذاني ويزرد على الفور وهي تقول بصدمة: أجننتِ؟ ما الذي تقولينه؟ وكيف تقولين هذا والسيد سوما معنا؟؟؟
لتعاتبها كورين بنبرة صرامة: توقفي عن كلامك المنحرف.
أعادت ساياكا انتباهها لمراقبة الثنائي وقالت بثقة: أقول الحقيقة فقط.
ابعدت هاروكا يدها عن أذن ويزرد وهي تتنهد، لتسأل ساياكا ويزرد بفضول: ولكن لدينا شاب برفقتنا، لنسأله، فماذا عنك؟

رفعت هاروكا صوتها بصدمه وحذّرتها: سايا!!!!
تجاهلت نظرتها وأعادت تركيزها على ويزرد، سائلة بابتسامة لطيفة: إذا ماذا عنك؟
تلقى ويزرد هذه الكلمات بعدم راحة، ورفع حاجبه بتردد، وعيناه تتبعان رده فعل هاروكا بانتباه، ثم أجاب بصوت هادئ ومتعمق: ليس كل من يدخل في علاقة يكون مستعدًا للتقدم بها بهذه السرعة.
سألت هيرومي بفضول متزايد: ماذا عن التقبيل؟
شعرت هاروكا وويزرد بالإحراج وأجاب وهو يحاول تمالك نفسه: ربما عندما أتأكد من أنها تشعر بنفس المشاعر نحوي.

شعرت هاروكا بخدودها تلتهبان حين ذكرت اعترافاتهما، فسألته هيرومي بلطف وتذكر: أعتقد أنك لمحت من قبل أنك لا ترغب بأن تكون لديك صديقة مقربة بعد الآن، فهل هذا يعني أنك تواعد فتاة بالوقت الحالي؟
تذكر أجابته عندما كانوا بالقطار أثناء الرحلة، وهذه الذكريات جعلت ويزرد يبتسم ويجيب بتردد: أفضل عدم الإجابة على ذلك.
سألت ساياكا بفضول: إذًا، هل اقتربت منها؟
شعرت هاروكا أنها تكفي من كل هذه الأسئلة المحرجة، فهي موجهه نحوها بشكل غير مباشر، فاعترضت هي وكورين في آن واحد: كيف يمكنك السؤال عن هذا؟!
أضافت كورين بحدة: سأقتله إن فعل.
وجد ويزرد نفسه في وضع محرج بينهم، فتساءلت هيرومي بدهشة وهي تنظر لكورين: لماذا أنت غاضبة بهذا الشكل يا كورين؟
استدارت كورين بانزعاج وأجابت بنبرة عنيدة: لا، لا شيء.
تركت هيرومي الموضوع وسألت ويزرد بهدوء: من هي الفتاة التي تواعدها؟
ابتسم ويزرد بتهرب وأجاب: أفضل إبقاء علاقاتي الشخصية سرًا.
تنهدت ساياكا وأضافت بتسليم: حسنًا، لكننا لم نعرف بعد ما إذا كان سيقبل ساكورا أم لا؟

لم يظهر عليهن أنهن سيستسلمن، فتنهد وتقدم، وهو يقول بفضول: دعيني أرى من تواعده الآنسة نونوهارا.
وجَّه ويزرد نظره نحو الثنائي بعيون ممتلئة بالفضول، ثم أضاف بنبرة متعجبة: هاه، أوي ياماشيرو!!
ثم استدار نحوهن وقال بتحفظ: لا أعتقد أنه سيفعل، فهو أيضًا ليس من النوع الذي يتقدم بسرعة.
سألته هيرومي بفضول: وكيف تعرف ذلك؟
ابتسم ويزرد بثقة وأجاب: كنت معه في المرحلة الثانية من الإعدادية.

اضافه ان غضبه عندما رأى تعثر هاروكا وكيف أمسكها بالرحلة المدرسية، لم يكن من فراغ فهو كان يشعر بالتهديد الخفي نحوه، فلقد كان لديه شعور بأن هاروكا على الرغم من عدم اهتمامها بالشبان كثيرًا، قد تميل إليه إذا تقرب منها بالطريقة المناسبة، لهذا رؤية أنه تخلص من شخص أضافي تسعده، فقال بفرح طفولي: إذًا، بما أنكن عرفتن الإجابة، دعونا نغادر ونتركهما بمفردهما.
اعترضت ساياكا وهيرومي بقوة: لا، علينا أن نكمل مراقبتهما.
تكلمت كورين بأمر: تخلى عن الأمر نحن لن نغادر ألا أن ينتهي الموعد.
تنهد باستسلام وقال: حسناً.

اشفقت هاروكا عليه لرؤيته قد ورطته معها، اضطرت الفتيات للتوقف في المكان المجاور لمتجر الكريب حيث كان الثنائي ينتظر بالطابور، وبما أنه لم يكن هناك مكان جيد للاختباء انفصلوا قليلاً فوجدت سايا وهيرو نفسيهما بجوار بعضهما البعض، بينما كانت كورين وهاروكا تختبئان، وويزرد قريبًا منهما بالقرب من هاروكا فحدثها بهمس: مازالت أظنها فكرة سيئة هاروكا.
نظرت هاروكا إليه بتعبير محتار وسألت بفضول: لماذا؟
رد ويزرد بهدوء، معبر عن تفكيره العميق: تخيلي لو كنا مكانهما وصديقاتك يراقبن موعدنا.
احتارت هاروكا للحظة، ثم أجابت بتفكير: ولكن هذا قد حدث بالفعل من قبل.
اعترض ويزرد بنبرة هادئة: ولكني كنت أعلم بوجود صديقاتك حولنا، ماذا لو لم أكن أعلم؟
فكرت قليلاً، ثم تذكرت ملامح انزعاج ويزرد عندما علم بالأمر، وقالت بمراجعة لنفسها: معك حق، كنا سنقع في مشكلة، فهذا أنت من نتحدث عنه.
لم يحب إجابتها كثيراً فسألها بارتباك: ما الذي تقصدين بهذا؟
ابتسمت ببساطة وهمست له معترفة بالحقيقة: أعرف تمامًا أن الموعد بالنسبة لك هو الوقت الذي يمكنك فيه الاقتراب مني كما تريد وتلمسني وتقبلني كما تشاء.
شعر بالإحراج واعترض بصدمة: هذا غير صحيح.
أعادت هاروكا نظرها نحو ساكورا ببرودة وقالت له بتفهم: حقًا؟ تذكر مواعيدنا! ولكننا متزوجان، لذا لا أمانع كثيرًا، وأتركك تفعل ما تريد، إن كنت فقط صديقي المقرب كنت سأضع بعض الحدود بيننا.
فكر ويزرد لحظة، ثم قال بابتسامة صادقة: أنا سعيد بأنني كنت زوجك منذ البداية.
ابعدت هاروكا نظرها عن الثنائي الجديد وألقت نظرة لويزرد بابتسامة كبيرة وهي تقول: أنا أيضاً.

كانت كورين بجوارهما تسمع لكل شيء، فكنت سعيدة بأنها التي بقربهما وليس هيرومي او ساياكا، صحيح أنهما يتهامسان ولكن صوتها واضح لمسامعهما.
ابتسامة هاروكا الدافئة لعبت بقلبه، مما جعله يشعر برغبة شديدة في تقبيلها فهمس لها: هل يمكنني تقبيلك الآن؟
نظرت هاروكا إليه بصدمة لا تصدق ما تسمعه، ثم قالت بعتاب: لا، ويزرد، ما خطبك؟ نحن برفقة صديقاتي الآن، وأنت تعرف رائي تماماً عن التقبيل بأماكن عامة!
تنهد ويزرد باستسلام متفهمًا موقفها وقال: أفهم ذلك، ولكن ابتسامتك جعلتني أشعر بأنني أريد الاقتراب منك أكثر.
هزت هاروكا رأسها لتستعيد وعيها لا يمكنها الخضوع له بسهولة، فقالت بابتسامة صغيرة: ربما لاحقًا، عندما نكون بمفردنا.
تنهد واعاد بنظره للثنائي بإحباط: حسناً سأجللها للمنزل إذن.

بينما كانا يحظيان بلحظات حميمة بينهما، كانت كورين مازالت تقف بجوارهما، تستمع إلى حديثهما بصمت وبمشاعر مختلطة ما بين الغضب والاحراج والتعجب والصدمة، ولكن غضبها كان أعلى، فحدثت نفسها بانزعاج محرج: "هذا السوما الغبي الأحمق لقد حول هاروكا لمنحرفة"
لكنها حافظت على هدوئها بالنهاية، واستمرت في مراقبة الثنائي بصمت، تبعوا ساكورا وصديقها المقرب أوي بهدوء إلى دار السينما، حيث لاحظوا أنهما اختارا مشاهدة فيلم 'بوكيمون' فهتفت هاروكا بإعجاب: صديق ساكورا يحصل على نقاط إيجابية أخرى!
سألها ويزرد بفضول: لماذا؟
أجابت هاروكا بابتسامة: إنه فيلم ساكورا المفضل هي تحب إي شيء يتعلق به، لهذا رؤية أنه لاحظ الأمر يعطيه الكثير من النقاط.
سألها ويزرد: وماذا عنك؟
ابتسمت وقالت بمرح: من الذي لا يحبه؟

اشتري ويزرد تذاكر للفيلم له وللأربع فتيات، واختار أماكن تتيح لهم مراقبة الثنائي فدخلوا قاعة السينما وجلسوا في ترتيب معين: ويزرد بجانب هاروكا، ثم كورين، هيرومي وساياكا.
مع بدء الفيلم، انغمست القاعة في الظلام وبينما كانوا يشاهدون الفيلم وهاروكا مندمجة نظر إليها ويزرد وابتسم واتته رغبة في تقريب يده من يد هاروكا وببطء وبدون أن يلاحظهم أحد، أمسك بيدها برفق. شعرت هاروكا بدفء يده، وألقت نظرة جانبية عليه، مبتسمة بشيء من الخجل، فلقد تذكرت أول موعد لهما عندما خرجا لمشاهد فيلم، فشابكت يدها في يده بإحكام.

كانت المشاهد المؤثرة تتوالى على الشاشة، رأى الدموع تلمع في عينيها، فرفع ويزرد يده الأخرى بلطف ليمسح دمعة من خدها، وقال بابتسامة دافئة: أنت تبدين جميلة حتى وأنت تبكين.
ابتسمت هاروكا بخجل وقالت بصوت خافت: توقف.
ومع الظلام المحيط بهما، استغل ويزرد الوضع ورفع يدها نحوه وقبَّل يدها بلطف، شعرت هاروكا بقلبها ينبض بسرعة فابتسمت بسعادة خفية.
بدأ الفيلم يعرض لحظاته الأخيرة، مما جعل الدموع تنهمر من عيني هاروكا بشكل طبيعي. لاحظت دموعًا قليلة متراكمة في عيني ويزرد أيضًا، فقالت بابتسامة مرحة وهمست: أنت تبكي أيضًا؟
ابتسم ويزرد بسخرية لطيفة، وقال: أعتقد أن الفيلم أثر فيّ أكثر مما توقعت.
ردت هاروكا بضحكة خافتة: من الجيد أنني لست الوحيدة التي تتأثر بهذه السهولة.
ابتسم ويزرد وأمسك بيدها مجددًا.

كانت الفتيات منشغلات بالفيلم، مما أتاح لهما التحدث براحة، وعند انتهى الفيلم وعادت الأضواء تدريجيًا، ومع بدء الجمهور بمغادرة القاعة، وقفوا جميعاً للخروج سريعاً قبل ساكورا. مدت هاروكا يدها لتجفف بقايا دموعها اثناء مغادرتهم.
خارج دار السينما، كانوا يقفون بالقرب من الباب مختبئين مترقبين خروج ساكورا وأوي، فتبادلوا التعليقات حول الفيلم أثناء انتظارهم فقالت ساياكا، وهي تمسح دموعها: لم أتوقع أن يكون الفيلم مؤثرًا إلى هذا الحد.
أضافت هيرومي بنبرة صادقة: نعم، لقد كان رائعًا حقًا، لا أعتقد أن أحد لم يبكي بالنهاية، كورين كانت تنزل شلالات من عينيها.
نظر ويزرد إلى كورين بصدمة، غير مصدق للأمر فرأى أثار دموعها، انتبهت لتحديقاته مما جعلها ترمقه بنظرة حادة، وقالت بتكبر: ماذا؟ الديك مشكلة بذلك؟

اوما لها بلا من الرعب، فضحكت الفتيات عليه،
لاحظت ساياكا ساكورا وأوي يغادران السينما باتجاه الشارع فأشارت إليهم بسرعة، وقالت بصوت منخفض: ها هما!
تراجع الجميع بسرعة، محاولين ألا يلفتوا الأنظار. ومشوا بخفة، محاولين البقاء بعيدين بما يكفي لعدم جذب الانتباه، ولكن قريبين بما يكفي لمراقبة كل خطوة يتخذها الثنائي.
همست هاروكا: أتمنى ألا يلاحظونا.
أجاب ويزرد بابتسامة هادئة: لا تقلقي، لن يركزا علينا.
نظرت له هاروكا وقالت بمرح: تبدو مستمتعاً بالأمر الآن؟

لم يجيب واكتفى بالابتسام، فبما أنه يستطيع الحصول على لحظات حلوة مع هاروكا لم يعد يمانع إي شيء، تبعوا ساكورا وأوي إلى مطعم صغير في الزاوية، حيث جلسا لتناول الطعام ومع رائحة الطعام اللذيذة التي تملأ المكان، شعرت هاروكا وبقية الفتيات بالجوع الشديد. انتبه ويزرد على الأمر فعرض قائلاً: ما رأيكنّ أن أذهب وأشتري شيئًا لنأكله؟
ابتسمت الفتيات ووافقن بحماس وبدأ كل واحدة منهن بإخباره بما تريده، لينظر لكورين ويسألها: وماذا عنكِ؟
أومات وقالت بهدوء: لا أرغب بشيء.
تنهد وقال: حسناً، سأختار لكِ شيء بنفسي.
تكلمت هاروكا: سأتي معك.
رفض بلطف وقال: لا، لن أتأخر.

توجه ويزرد لشراء الطعام، تاركًا الفتيات ينتظرن في مكانهن. بمجرد أن ذهب، بدأت ساياكا وهيرومي يتبادلان النظرات والتساؤلات. فبدأت هيرومي تسأل بهدوء: كورين، بما أننا لوحدنا الآن، هناك شيء نريد أن نسألك عنه.
نظرت إليهما كورين بحذر وقالت: ما الأمر؟
قالت ساياكا بابتسامة خجولة: نحن نتساءل عن علاقتك بويزرد... هل تحبينه؟
شعرت كورين بموجة من المشاعر المتضاربة تغمرها، فرفعت صوتها بغضب: ماذا؟ ما الذي تتحدثين عنه إيتها الحمقاء؟
هرعت هاروكا برعب لتسكتها: أششش كووورين، هل تريدين أن تفضحينا؟
نظرت كورين لها بحدة ثم نقلت نظراتها للفتاتين اللتين اعتبرتهما غبيتين أمامها وسألت بغضب: ما الذي يجعلكما تعتقدان ذلك؟
نظرت إليها ساياكا بحذر وقالت بتردد: أعني، أنت تتواجدين معه بكثرة، وأيضًا غضبتي عليه بقوة عندما سألته إذا قد إقام علاقة مع صديقته المقربة.
أشارت كورين بكفها بغضب: أتريدين أن أصفعك؟! هل جننتِ؟! غضبي كان طبيعيًا، إيتها البقرة، فكيف تتحدثين بهذه الأمور معه! أفي عقلكِ خللاً ما؟ وهذه الأمور من المفترض أن تأتي بعد الزواج، أم أن عقلكِ انتهى وانسحب بالكامل إلى صدركِ؟
ردت ساياكا بغيض: حسنًا، لستُ بحاجة لأظهار غيرتكِ، إيتها الثعبان.

شعرت هاروكا وهيرومي أنهما لن يتوقفا إذا بدا، فحاولت هاروكا تخفيف الأجواء قائلة بحركة لطيفة: لنهدأ قليلاً.
لتسأل هيرومي بفضول متوتر: إذا أنتِ لا تملكين أي مشاعر نحوه؟
رمت كورين نظرة حادة نحو هيرومي وقالت بغضب متجمد: إن كنتِ تسألين عن هذا، فأنا أملك مشاعر نحوه.
انصدمت هاروكا ورفعت حاجبها بدهشة، لكن كانت كورين تواصل بقسوة: أنا أرغب بقتله وإبعاده عن طريقي. وهذه هي مشاعري الحقيقية، ولكني لا أستطيع فعل ذلك.
نظرت هاروكا إلى كورين باستغراب وسألت بلطف وقلق: لماذا تكرهينه بهذا القدر؟ فهو شاب جيد ومتفهم أيضاً.
تنهدت كورين وأجابت بنبرة هادئة ولكنها مشحونة: لهذا السبب، لا أستطيع تحمله.
فدفاع هاروكا المستمر عنه وتعلقها القوي به يقلقها، رات ملامح الحيرة على هاروكا فأضافت وهي تنظر إليها بقلق عميق: أنا لا أكره بالمعنى الحرفي، ولكنه يسبب لي بعض القلق، أن حصل إذى للفتاة التي يحبها بسببه باي طريقة كانت لن أغفر له ولن أسمح لها بالبقاء معه.

فهمت هاروكا ما تقصده كورين، ولم تكن هذه المخاوف غريبة عليها، فهي كعادتها تكثر من القلق عليها، خاصة انها قد أخبرته بما حصل لها عندما أمسكها اللصوص المسلحين كما أنها تشعر بالقلق من مدى تعلقها المتزايد مع ويزرد.
فمن المعروف أنه كلما زادت مشاعر الحب والتعلق، زادت أيضًا فرص حدوث الأذى بأشكال مختلفة، فالحب سلاح ذو حدين؛ فهو يمكن أن يجلب السعادة والسلام، وفي الوقت نفسه يمكن أن يفتح أبوابًا للألم والجرح عندما لا يُعبر عنه بشكل صحيح أو عندما تحدث توترات في العلاقات، ولكن هذا لم يكونا السبب الوحيد الذي يجعل كورين قلقه فهي تعرف أنه بمكانه ويزرد بعائلة سوما قد تتعرض للخطر، وهذا ما يجعلها تشعر بالقلق العميق تجاه سلامتها، ابتسمت هاروكا بثقة وقالت مع ويزرد بنفس اللحظة: لستِ بحاجة للقلق من ذلك.

أثار ظهور ويزرد فجأة خلفهم ردود فعل صادمة مختلفة من الفتيات، فقال ويزرد وهو يبتسم لهاروكا: شكرًا لثقتك فِي آنسة أساشيميرا...
ثم أضاف وهو ينظر وجهًا لوجه مع كورين: لن أؤذي الفتاة التي أحبها بأي شكل من الأشكال، وسأتأكد من أن تبقي بسلام بقربي.
اشاحت كورين وجهها بانزعاج وأجابت بصوت مهدد: هذا من المستحسن لسلامتك.
لم تتمكن هيرومي وساياكا من طرح أسئلتهن حول كلمات كورين المبهمة بالنسبة لهما فقالت هيرومي بتوتر: عدت سريعًا.
ابتسم ويزرد مرة أخرى، وأشار إلى المحل الواقع خلفهم: المحل خلفنا.

نظرن للخلف وانتبهت الفتيات لوجود كشك صغير خلفهن يبيع السندويشات والعصائر الطازجة. أعادت هيرومي نظراتها إلى ويزرد وقالت باعتذار: آسفة لجعلك تسمع حديثنا، لم يكن ساراً.
بدأ ويزرد يوزع الطعام قائلاً بابتسامة لطيفة: لا بأس، لا داعي للاعتذار.
ابتسمت الفتيات وبدأن بتناول الطعام بسعادة، كانت كورين تبدو أقل حماسًا. لاحظ ويزرد ذلك فاقترب منها وتكلم معها بصوت هادئ ومتفهم: أعرف مخاوفك جيداً، فأنا أمتلكها أيضاً. لكن لا تقلقي، سأفعل كل ما بوسعي لأهتم بها. لذا أرجو أن تبقي ثقتك بي.
أخذت كورين سندويشتها ببطء وقالت وهي تنظر له بعينين مليئتين بالقلق: حسناً، ولكن طريقتي في معاملتك لن تتغير.
هز ويزرد رأسه برضا وقال بابتسامة خفيفة: حسناً...... ركز وأضاف بعجل متوتر: على الأقل توقفي عن مناداتي كنكرة.
ابتسمت كورين بسخرية خفيفة وقالت: تحلم أيها السوما.
تنهد ويزرد وقال بتنهيدة خفيفة: لا يهم، لقد اعتدت على ذلك رغم أنه لا يعجبني.

كانت المجموعة واقفة في الشارع، تتناول طعامها بسرعة بينما تراقب ساكورا وأوي من داخل المطعم العائلي على الجانب الآخر من الطريق. كان الجو بارداً قليلاً، ولكنهم كانوا مرتدين معاطفهم التي تحميهم من البرد، بعد فترة من الصمت، تكلم ويزرد مجددًا بصوت منخفض: أعتقد أن علينا أن نتخلى عن هذا الأمر ونعطيهما بعض الخصوصية فنحن نتبعهما منذ ساعات.
اعترضت هاروكا هذه المرة: لا، لا يمكننا ذلك.
نظرت هيرومي إلى ويزرد وقالت بتفهم: سيد سوما، هاروكا متملكة لأشيائها، وهي تحب ساكورا لهذا لن تسلمها له، إلا إذا شعرت بأن من ستخرج معه يستحقها.
قالت هاروكا بنبرة معارضة: لست متملكة لهذا الحد، أنا فقط أريد الاطمئنان عليها.
تدخلت ساياكا وأشارت بنبرة جادة: أجل، قولي هذا لشخص غيرنا، أنا أحفظ جميع أوامرك عندما أستعير منكِ شيئًا.
أومأت هيرومي برأسها وأضافت: أجل، أنا أيضًا، وحتى عندما تعطيها، تكادين توشكين على البكاء.
نظرت لهنّ بانزعاج وقالت مدافعه عن نفسها: لأنك أنتِ وسايا فوضويتين، لا أعلم أين يمكن أن ترميا أغراضي. أنا أعطي ساكورا بلا مشاكل، وكورين... حسناً، لقد ربيتها على الاهتمام بأغراضي.
تكلمت كورين بضيق: لأنك مزعجة. فإذا حصل عطف صغير في دفترك، ستبدئين بالبكاء، ومن المزعج إرضاؤك بعدها.
كانت هذه معلومات جديدة بالنسبة لويزرد فسأل بفضول: لماذا؟

نظرت له كورين بحيرة إلم يجرب أن يدمر أو يخرب شيء من أغراضها؟ فتنهدت وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تجيب: لأن هاروكا لا تقبل أي بديل عندما يتلف شيء من أغراضها، ستقول لك بالعادة بأنه لا بأس ولا مشكلة، ولكنها ستستمر في النحيب وكأنها فقدت شيئًا لا يمكن استبداله أبدًا... أمسكت برأسه بخفة تضيف: تذكر تلك اللحظات يصيبني بصداع، فلقد كانت هناك مرة خربتُ مجلتها عن غير قصد، وعندما علمت أخبرتني أنها لا بأس وأن هذه الأمور تحصل لآرها لاحقاً منهارة تبكي وهي تتمسك بالمجلة وتعتذر لها، فالأمر ليس مجرد تعلق عادي، بل هي تتعلق بأشيائها حتى الجماد منها.
اعترضت هاروكا من جديد وقالت: أنا فقط أهتم بأغراضي جيداً.

نظر ويزرد لهاروكا يستوعب هذه الكلمات جيداً، ويمكنه تخيل الأمر فهي تتحدث مع نفسها بكثرة، فلا يمكنه نسيان عندما رآها تتحدث مع عقلها وقلبها وكأنهما شخصان يستطيعان الرد عليها.
وهذا الجانب العميق في شخصيتها أثار اهتمامه لذا استوعب الأمر بحذر الآن فيبدو أن فقدان أو تلف أي شيء من أغراضها يمكن أن يترك لها فراغًا عاطفيًا كبيرًا، فالأشياء المادية بالعادة توفر نوعاً من الاستقرار والثبات وقد يكون هذا الأمر بالنسبة لها، وبما أنها تميل إلى الكمالية وتحب أن تكون كل الأمور تحت سيطرتها فقدان أي شيء يشعرها بفقدان السيطرة، مما يسبب لها الكثير من الضيق.
ابتسم برقه فكان هذا التعلق يبرز جوانبها الحنونة والمهتمة، إلا أنه أيضاً يجعلها أيضًا عرضة للألم العميق عندما تخسر شيئًا تعتبره غاليًا عليها، وقد يصعب عليها التكيف مع تلك التغييرات بسهولة، وهذا ما كان يقلق كورين بالأغلب.

استمرت المراقبة حتى نهاية الموعد، إلا أن أوصل أوي ساكورا إلى محطة القطار مرة أخرى وذهب برفقتها لإعادتها إلى المنزل. تنهدت هيرومي بملل: لم يفعل شيء مثير في النهاية.
اعترض ويزرد بابتسامة: ولكنه أمسك يدها أثناء إيصالها للمنزل.
نظرت له ساياكا باستغراب: هل يعتبر هذا شيء مهم؟
ابتسمت هاروكا وقالت: بالنسبة لي، نعم، الخطوات البطيئة تحرك القلب أكثر وهذا أول موعد لهما، لذا أراه ناجحاً... أعطه راية خضراء لليوم.
اقترب ويزرد من هاروكا وسألها بخفوت: ولكن الم ينتهي موعدهما مبكراً؟
أجابته هاروكا بنبرة هادئة: والدا ساكورا صارمان بشأن موعد رجوعها إلى المنزل أكثر من والدي ولديهما قواعد صارمة، لهذا لا يمكنها التأخر وهذا أعطاه نقاط إضافية.

غادرت الفتيات كل واحدة إلى منزلها، كانت هاروكا وويزرد يسيران معًا في الشارع المضاء بأضواء المدينة الخافتة. شعر ويزرد أن هذه اللحظة كانت مثالية، فاقترب منها قليلاً وسأل بخفوت: ما رأيك أن نحظى بموعد خاص بنا لبقية اليوم بما أن غداً عطلة؟
ابتسمت هاروكا وسخرت منه برفق: الم تعتبر اليوم موعداً؟ فلقد استغليت الفرص الممكنة رغم اعتراضك على المراقبة؟
أمسك ويزرد بيدها برفق ونظر في عينيها قائلاً: لكنني أريد يومًا خاصًا بنا فقط، دون الحاجة لمراقبة أحد... يومًا نتجول فيه ونتحدث ونستمتع بوقتنا كما نحب.
احمر وجه هاروكا قليلاً وضحكت بخجل: حسنًا، لا أمانع على الأقل لن أضطر للقلق بشأن العودة للمنزل في وقت محدد، بما أنني برفقة زوجي.
نظر إليها ويزرد بابتسامة دافئة وقال: بالطبع، هذا يجعلني ممتناً أكثر بكوني أصبحت زوجك منذ البداية.
نظرت هاروكا في عينيه وأجابت بابتسامة: وأنا محظوظة بذلك.

بينما كانا يتمشيان بالشارع، تحت ضوء القمر المتساقط برقة، سأل ويزرد بنبرة هادئة: هاروكا، هل تشعرين بالتملك نحوي؟
للحظة لم تفهم ماذا يقول، لتدرك أنه يتكلم عما تناقش به مع صديقاتها، فنظرت إليه هاروكا بابتسامة مطمئنة وقالت: لست شيء لأشعر بالتملك نحوه.....
توقفت قليلاً لتوضيح فكرتها وأكملت: ولكن بالنسبة لي، الأشياء التي أحبها لا أحب مشاركتها مع أحد. يمكنك القول إني أنانية بذلك فأنا أريدها أن تكون لي وحدي، لهذا إذا شعرت أنني لا أستطيع الاحتفاظ بشيء أو أن هناك من يريد مني أن أشاركها معه، فأنا ببساطة لم أعد أريدها، رغبتي بها تزول تماماً هذا ينطبق على الأشياء المادية، أما بالنسبة للبشر... إذا أرادوا الابتعاد، مهما كنت متعلقة بهم، لن أمنعهم من الرحيل بل بالعكس، أفضّل أن يرحلوا سريعاً فلا رغبة لي في التسول أو الاستجداء...

ضحكت بخفة وقالت: قد أبدو باردة المشاعر عندما أقول ذلك، ولكنها الحقيقة... لن أقاتل من أجل شخص يريد الانسحاب من حياتي، مهما كنت أحبه واهتم به. فالأشياء المادية يمكن استبدالها، لكن العلاقات تتطلب التفكير وتحمل مسؤولية القرارات... رغم أن البعض يجرون خلف مشاعرهم بلا تفكير، وأراهم يسببون المتاعب بعقولهم المليئة بالزهور ولكن هم أيضاً عليهم تحمل مسؤولية قرارهم... لحظة، لقد خرجت عن مسار حديثنا.
ضغط ويزرد على يدها وقال: لا، أنا أتفهم وجهه نظرك.
عضت على شفتيها بخفة بتفكير وقالت بهدوء: لهذا، ويزرد، لا أقصد بكلامي أنني لا أثق بك أو شيء من هذا القبيل. ولكن لكي أكون واضحة، يمكنني أن أغفر لك أي شيء عدا الخيانة... فأنا لن أستطيع تجاوزها مهما كان حبي وتعلقي بك كبيرًا، فانا سأكون على يقين بأنك اخترت فعل ذلك بإرادتك.... لهذا أنا...

أمسك ويزرد بوجهها بحنان، ونظر في عينيها بعشق وقال: هاروكا، فكرة خيانتك لم ولن تخطر ببالي، أنا مدمن عليكِ، عاشق لكِ بكل جوارحي، وأنت أهم شخص في حياتي، ولن أسمح لأي شيء أن يفسد ما بيننا.
شعرت هاروكا بالدفء والأمان بجانبه، فقالت بابتسامة خجولة ومليئة بالحب: ويزرد، أنا أحبك أيضاً.
نظرت إلى ويزرد بعمق، وقالت بصوتٍ هادئ ومليء بالحب: أريدك أن تعلم أنني أيضاً لا أستطيع أن أتخيل حياتي بدونك. لهذا لا داعي للقلق من أخونك أو أي شيء آخر، لأنني قد قررت بالفعل أن أكون معك وأعيش معك.
أمسك بيد هاروكا برفق، ونظر إليها بعيون مليئة بالحب وقال بصوت مليء بالإصرار: هاروكا، أنا لست قلقًا على الإطلاق، فأنا أنوي أن أجعلك تقعين في حبي كل يوم.
همس بهدوء وقربها منه: فأنتِ كل ما أريد في هذه الحياة، وسأكون دائمًا هنا، جنبك، لأحميك وأحبك.

لم تستطع منع نفسها من الابتسام بخجل، رغم شعورها بتقصيرها معه فهي على عكسه لا تستطيع إيصال مشاعرها بكلمات جميلة كما يفعل فينقصها التعبير، وتفتقر إلى الكلمات المناسبة للتعبير عن مدى حبها. عادا إلى المنزل ودخلا، ألقى ويزرد نظرة خفيفة إلى ساعته على المعصم، حيث كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة، ليشعر بالراحة فلقد كان يود تأخير نوم هاروكا قليلاً. سمع هاروكا تتنهد بتعب: أشعر بالإرهاق من كثرة التجول اليوم، أشعر بالنعاس.
سألها ويزرد بلطف: أين هي القبلة التي وعدتني بها؟
تفاجأت هاروكا لحظةً، ثم تذكرت وسألته بدهشة: ألم تنسَ أمرها؟
أجابها ويزرد بابتسامة ناعمة: كنت أنتظر عودتنا إلى المنزل لأحصل عليها.
استفسرت ببراءة: أي نوع من القّبل؟
شعر ويزرد بالإحراج من سؤالها، ثم قال بتردد: الاعتيادية.
نظرت هاروكا له بإرهاق ورفضت برفق: إذًا، دعنا نؤجلها للغد. أنا مرهقة وأرغب بالاستلقاء في السرير وأنت تأخذ وقتك بها وهي ترهقني.
وافق ويزرد بسهولة، وقال بلطف: سنضاعفها غدًا إذاً.
رمشت بعينيها للحظات تستوعب الأمر، ثم قالت بجدية: لا، سأسمح لك بتقبلتي الآن.
ذكرها بحيرة: لكنكِ قلتِ أنكِ متعبة وترغبين بالنوم فورًا.
ردت هاروكا بابتسامة لطيفة: سأغير رأيي إذا استمررت في التأخر...

لم يتردد أكثر وانحنى ليقبّلها بعاطفة طاغية، عندما توقف عن تقبيلها، ابتعد قليلاً ومسح أسفل شفتيها برقة، وهو يراها تتنفس بتثاقل، ثم قال لها برفق: لقد وافقتُ على تأجيلها، فلماذا أصريتٍ؟
ابتسمت هاروكا بإحراج وأجابت: لا باس، لتنسي أمر القبلة الآن، ولتقبلني كما تشاء غدًا.
ابتسم واحتضنها وهو يقول: لنذهب للنوم، فلدينا غداً يوم طويل...
تعجبت وسألت: هل لديك إي مخطط لنا غدا؟
اكتفي بالابتسام وسألها بمرح: بما أنك متعبة، هل ترغبين في أن أحملك بذراعيّ؟
اعترضت بخجل وسألته: ما بالك تحب حملي كالأميرات هذه الفترة؟
ابتسم بحنان ورد بلطف: لأنكِ أميرتي الخاصة، وأريد أن أعبر عن حبي واهتمامي بكِ بكل الطرق الممكنة.
مسح على وجنتها بلمسة رقيقة ثم نظر إليها بعيون ممتلئة بالحب والإعجاب وقال بهمس: دعيني أعلم إذا كنتِ ترغبين في أن أحملكِ.
شعرت بالإحراج فقالت: لا، يمكنني المشيء بمفردي، سأذهب للنوم.
اتجهت إلى غرفة النوم، وخلفها ويزرد يبتسم ابتسامه سعيدة، فيوم الغد ينتظره بفارغ الصبر، فهو مفاجأة لها لأنه كان قد خطط ليوم يجعلها سعيدة أكثر مما يمكنها ان تتوقعها......

قبل ساعات الفجر الأولى، قبل طلوع الشمس بساعتين، كانت الغرفة مظلمة إلا من ضوء القمر الخافت وهو يأتي من النافذة، اقترب ويزرد بهدوء من السرير حيث تنام هاروكا وبهدوء شديد وحنان بالغ، أمسكها بين ذراعيه ورفعها من السرير بخفة، محاولاً بكل جهده ألا يوقظها مخرجها من الغرفة وينزل بها ببطء على الدرج، خطواته كانت حذرة وصامتة ومع كل خطوة، كان يخاف أن تفتح عينيها وتستيقظ، شعر بحركة طفيفة منها فتوقف متجمداً مكانه، ليرى هاروكا قد فتحت عينيها بعض الشيء، وبدا عليها النعاس الشديد.

للحظة، ارتعب ويزرد من أن تكتشف ما يقوم به، لكنها فاجأته بابتسامة لطيفة دافئة ورفعت يديها تلمس وجهه بحب وهمست: أميري الوسيم، هل أنا أحلم؟
كانت تتخيل أنها في حلم وأن ويزرد كأمير يحملها في قصة خيالية، أغمض عينيه لبرهه فكيف يمكنها أن تستمر باللعب بقلبه بكلمة واحدة، ابتسم وقبلها برفق على رأسها، قائلاً بصوت هادئ وحنون: نعم يا أميرتي، الآن أكملي نومك.
أغلقت عينيها مرة أخرى، وتقربت منه تستشعر الأمان والدفء بين ذراعيه. استمر ويزرد في حملها بلطف، متوجهاً إلى المكان الذي أراد أن يفاجئها فيه.

استمرت هاروكا في نومها بين ذراعيه حتى وصل بها إلى السيارة. كان الباب مفتوحاً فلقد جهزه من قبل وبهدوء وضعها برفق على المقعد، جاعلاً إياها تمتد لتكمل نومها. وغطاها بلحاف دافئ كيلا تبرد، نظر إليها بقلق وفكر بنفسه: "سعيد أنها لا تستيقظ بسهوله ولكن هذا خطير أيضاً"
أغلق الباب برفق ودخل إلى مقعد السائق ليبدأ القيادة، مستمتعاً بالهدوء واللحظة الجميلة وهي بقربه، بعد ساعة ونصف استيقظت هاروكا وهي نصف نائمة، كانت تفرك عينيها وهي تتساءل بتعجب: هاه أين أنا؟
انتبه ويزرد لاستيقاظها، فابتسم بلطف ومد لها بغطاء عينين، قائلاً: صباح الخير حبيبتي النائمة، استخدمي هذا.

بنعاس وعدم تركيز، نفذت ما طلبه منها، لتركز بالنهاية فقطبت حاجباها وسألته: لماذا افعل ما تطلبه من دون أن أسأل؟
ضحك ويزرد بمرح وأجاب: لأنك ما زلت نصف نائمة، ولأنك تحبيني وتعلمي أنني لن أفعل شيئاً سيئاً بك.
ابتسمت هاروكا مجددًا وقالت بابتسامة طفيفة ارتسمت على شفتيها: معك حق بكل ماقلته، إذا إلى متي سأستمر بارتدائها؟
نظر الي الساعة وأجابها بهدوء: نصف ساعة تقريباً، يمكنك العودة للنوم إن رغبتي.
سألت بتعجب: لا اعتقد أنى سأتمكن الآن، إذا إلى أين سنذهب؟
اجابها بصوت مفعم بالحيوية: أريد أن أبقي المفاجأة حتى النهاية.
شعرت بالثقة والحب يتدفق من كلماته فعادت لتغمض عينيها تحت غطاء العينين، تاركة نفسها بين يديه، مطمئنه فهو قد حصل على رخصة القيادة بنهاية الأسبوع ولم يواجه مشاكل أثناء الاختبارات، ركزت أنها بالسيارة فسألته بعدم فهم وحيرة: كيف وصلت لهنا!! لا تقل إني بدأت أمشي بنومي؟
ضحك ويزرد على مجرى افكارها وقال: لا، أنا من حملك للسيارة.
كانت تعدل المقعد ليرتفع صوتها بصدمة: ماذا؟ لم أشعر بشيء بتاتاً.

لم يستطع إيقاف الابتسامة التي ظهرت على ماحيه وهو يتذكر جملتها عندما استيقظت لوهلة ولكنها بالأغلب لا تتذكر لعمق نومها، كان مستغرق بأفكاره وأجاب بصوت هادئ: لأني حاولت قدر الامكان إلا أوقظك أثناء حملي لكِ.
شعرت هاروكا بالإحراج من ذلك، فقالت بحزن: شكراً لك، ولكن كان عليك إيقاظي من المؤكد أنك تعبت أثناء حملي للسيارة.
نفي ويزرد ببساطة: لا، لم أشعر باي أرهاق.
هدأت لبعض دقائق وأصلحت غطاء العينين والمقعد بشكل أفضل، لتشعر بتحرك الحاف الذي يغطيها، كان يسترق بضع نظرات إليها يراقب تحركاتها العفوية، فسألته وهي تتلمس الحاف: منذ متى وأنت مستيقظ؟
أجابها بلا تفكير: منذ ساعتين تقريباً.
عقدت حاجباها بلا استيعاب وسألت: وكم الساعة الإن؟
-الرابعة و خمسه واربعون دقي.....
ركز على أجابته وقبل أن ينفي ويصلح غلطه كانت هاروكا تصرخ بدهشة: ماذا؟ الوقت مازال مبكراً للغاية؟؟ لما خرجنا بهذا الوقت؟؟

كان يعاتب نفسه على عدم تركيزه فلقد كان شارد بالطريق وبتأملها، فقال محاولاً السيطرة على الوضع دون أفساد خططه: أرغب بأن نبدأ موعدنا مبكراً.
كانت تشعر بضيق بقلبها فهما البارحة ناما بحدود الساعة الحادية عشرة يعني أنه لم يحظى سوى بعدد قليل من الساعات لينام، فتحدثت بتأسف: كان عليكِ إيقاظي ويزرد، من المؤكد أنك شعرت بالملل بالقيادة بمفردك طيلة الوقت.
أجابها بنبرة محبه صادقة: هذا غير صحيح، فلقد كنت بقربي.
شددت على رأبها: ولكني كنت نائمة!
أحست بتوقف السيارة بينما يجيبها بحب: المهم أنك بقربي.
أحست به يلمس وجهها واستغربت بكونها لا تستطيع رؤيته فلا تعرف ماذا يفكر فيه، فلم تشعر إلا وهو يطبع قبله رقيقة على شفتيها، ليبتعد فلمست شفتيها بإحراج لعدم توقعها حركته المباغتة خاصة بكونها لا ترى، شعرت به ينحني نحوها بشكل أكثر فتعالت دقات قلبها بتوتر، لا تعلم ما الذي يرغب بفعله ولكن قربه الشديد منها وهي لا تراه ليس جيداً لقلبها، لتشعر بتحرك ظهر المقعد، لتفهم أنه يعدله لها بلعت ريقها بتوتر، وأبتعد وهو يقول: لنكمل طريقنا الآن.
ردت بخجل: حسناً.

كانت السماء لا تزال مظلمة، عندما عاد ويزرد للانطلاق بالسيارة. وبقيت هاروكا جالسة بهدوء مستغرقة في افكارها، وبعد عدة دقائق، شعرت بتوقف السيارة في مكان هادئ وصوت ويزرد يخبرها بسعادة: حسنًا، يمكنكِ فتح عينيكِ الآن هاروكا.
ازالت غطاء العينين وفتحت عينيها ببطء، ولكن رؤيتها كانت لا تزال متأثرة بالظلام. لتبدأ ملامح المكان تتضح تدريجيًا، وكانت أول ما رأته هو وجه ويزرد المسترخي على المقود، يتأملها بحب ودفء، فابتسمت وقالت بنعومة: أنا سعيدة بكونك أول وجه أراه فور استيقاظي.
ابتسم ويزرد بخجل وارتباك وقال: أنا دائماً أوقظك.
اعادت له الابتسامة بحنان وأردف: وهذا ما أقوله.
أخذ يدها بين يديه وقال: أنتِ تلعبين بقلبي منذ بداية اليوم وهذا غير عادل، فأنا من يفترض بي فعل ذلك.
ضحكت بخفه على جملته، لتسأله بفضول: إذا أين نحن الآن؟
قبل يدها وهو يقول: أنظري أمامك وستعرفين.
رفع حاجبها بحيرة: أمامي؟

نظرت للأمام لترى مكانًا مفتوحًا يطل على أفق رائع ليبدأ ضوء الفجر الخافت يزحف عبر السماء، مُعلناً اقتراب شروق الشمس. كان المكان مثاليًا، وهادئًا، ومليئًا بالطبيعة الخلابة، لتبدأ هي أيضاً بالابتسام ببراءة، كان ويزرد يتأمل كل تفاصليها تحرك شفتيها لمعه عينيه تحركات يديها، فسمعها تقول بصوت معجب: هذا المكان مذهل، ويزرد، لقد تمنيت دائمًا أن أشاهد شروق الشمس من مكان كهذا.
ابتسم ويزرد بخفة وقال بهدوء: أعلم، أردت أن أحقق لكِ هذا الحلم فشروق الشمس هنا جميل، وأردت أن أريك إياه.
صمتت هاروكا، فمن يلعب بقلب من بالضبط؟ نظرت إلى الجمال الطبيعي أمامها فقالت: أيمكننا أن نخرج ونرى الشروق؟
ابتسم ويزرد بلطف وقال: أجل.
لم تنتظر ثانيه إضافية ارتدت حذائها الموضوع أسفل المقعد وخرجت، لم يكن هناك أحد غيرهما بالمكان فقالت: المنظر جميل للغاية.
اقتراب ويزرد من خلفها، وشعرت بذراعيه تلتف حولها برفق، وكانت مدهونة في حضن دافئ، وضعت يديها على ذراعه وقالت: المكان جميل للغاية.
-سعيد أنه أعجبك.

جلسا معًا على مقدمة السيارة، ينتظران اللحظة التي ستشرق فيها الشمس، كانت السماء تتلون تدريجيًا بألوان الفجر الزاهية، تتداخل بين الأزرق والبنفسجي والوردي ومع أول خيوط الشمس التي بدأت تظهر في الأفق، أخذ ويزرد يد هاروكا، نظرت ليده وشعرت بامتنان كبير نحوه، فالشروق لم يكن ذاك الشيء المميز كما كانت تتصوره ولكن... نظرت إلى ويزرد بعينين تملأهما الحب: شكرًا لك، ويزرد. هذا أول شروق شمس أراه في حياتي، وأنت جعلته مميزًا أكثر بوجودك بقربي وأحضاري إليه.
فأكثر من الشروق نفسه، معرفتها أنه أخذ تعليق صغيراً منها قالته بلا تفكير بمحمل الجد ورغب بتحقيقه لها، كان أفضل من الشروق ومن إي شيء آخر، فقال لها ويزرد بصوته الهادئ العميق: لستِ بالحاجة لشكري، فأنا أحضرتك لهنا من أجلي أيضاً.
رأى ملامح التعجب على وجهها فلمس وجهها ليمسح على خدها وهو يقول: فلقد أردت رؤية بسمتك وفرحتك فهي تملأ قلبي بالسعادة وتريحه.
شعرت بخديها يحترقان فقالت بصوت خافت خجول: إذا لم تكن بحاجة لذلك فوجودك معي كافي لذلك.
لم تتمالك هاروكا نفسها وضمته وهي تردف بسعادة: ولكني أشكرك كثيراً ويزرد على كل ما تقوم به من أجلي.

ابتعد ويزرد عنها قليلاً وقلبه يؤلمه، يرغب بعناقها بقوة، ولكنه لا يريد أن يغمي عليه الآن ويجعلها تهتم به، فاحتضنها برفق، ابتسمت هاروكا ببعض الحزن لأدراكها للأمر وأنها ربما قد أثارت مشاعر سلبية بهذه اللحظة المميزة، فنظرت له وطبعت قبله رقيقة على خده، ابتسم وقال بنبرة لعوبة: أفضل ان تكون بمكان آخر.
ضحكت وقالت: حسناً.
نظرت لشفتيه ثم رفعت نظرها لعينيه بخجل لتعيد أنظارها لشفتيه واقتربت منها لتقبلها برقة، لتضحك بخفه، وتعيد انظارها إليه، ليستمرا في تأمل الشروق معًا، مستمتعين بجمال الطبيعة والحب الذي يجمعهما.

عندما وصل الشروق لمنتصفه كانا يقفان على حافة الجبل، ينظران إلى شروق الشمس المهيب الذي بدأ يلون السماء بألوانه الدافئة. والهواء النقي والعليل يملأ المكان، وكان الصمت يلفهما سوى من صوت الطيور المغردة. تقدم ويزرد إلى حافة السفح، وبدأ يصرخ بصوت عالٍ، ممتزجاً بالعواطف الجياشة: أنا أحبك يا هاروكا!
ليتردد صدى كلماته عبر الوادي، شعرت هاروكا بالخجل والحرج يتصاعد منها لتحمر وجنتاها بشدة من تصرفه المفاجئ، فرفعت يدها إلى وجهها محاولة إخفاء ابتسامتها المرتبكة، ولكن كلمات ويزرد كانت تدوي في أذنيها، لتراه يضيف بصوت عالٍ: أنتِ كل شيء في حياتي!
وتردد صدى كلماته مرة أخرى، لم تستطع هاروكا التحكم في مشاعرها، فبدأت تضربه بخفة على كتفه، محاولة إيقافه، وهو تردف بارتباك وضحكة خجولة: توقف، ويزرد! الجميع سيسمعونك!

ولكنه لم يتوقف، وأضاف بصوت عالٍ: وسعادتي تكتمل بوجودك كزوجة لي!
تردد الصدى عبر الجبال مرة أخرى، مما جعل كلمات الحب تتردد في الأفق، وقفت هاروكا مكانها وقد صارت حمراء تماماً وبدأت بتهوية وجهها بيدها لتبريده وهي تستجمع كلماتها، فقالت بخجل: ويزرد، هذا محرج جدًا... أنا... لا أعرف ماذا أقول أو أفعل.
التفت ويزرد إليها، وعيناه تلمعان بالحب والدفء، وقال مبتسمًا: بما أن زوجتي خجولة، فدعي لي الشرف أن أصرخ بحبك للعالم كله. فأنتِ لستِ مجرد زوجة، أنتِ حلمي الذي تحقق، وأريد أن يعلم الجميع كم أنا محظوظ بوجودك في حياتي.
اخفت وجهها بيديها لتسترق النظر إليه من بين فراغات أصابعها رفعت عينيها لتنظر إليه وهي تكتم ابتسامة الخجولة، فاقتربت منها وازال يديها بلطف ينظر لوجهها الذي أصبح كالفراولة ليضحك بخفة، بينما استمر شروق الشمس في إضاءة الجبال بلونه الذهبي من خلفهما.

عندما ارتفعت الشمس، مملؤة السماء بأشعتها الذهبية الدافئة، قال ويزرد بصوت هادئ: حسناً هاروكا، حان الوقت للذهاب، لدينا الكثير من الأماكن لنزورها اليوم.
نظرت إليه بهدوء مدركة أنه قد قام بمخطط كامل ليومهما، فنظرت إلى نفسها وكانت ترتدي ملابس النوم، فتكلم باعتراض توضح عدم استعدادها: لحظه ويزرد، لا أستطيع الخروج بهذا الشكل!
نظر لها ويزرد وتذكر وأجابها برفق: اوه صحيح، لقد حزمت لكِ ملابس بالفعل، إنها في السيارة.
نظرت له بدهشة، لتسأله بنبرة مليئة بالشكوك: وأين سأبدلها؟
أشار للسيارة وقال: يمكنك أن تبدلي بالسيارة لن أسترق النظر فلا تقلقي.
لم يكن هذا ما يقلقها فسألت بتردد: وماذا عن الحراس؟

كان يبدو أنه تذكر شيء من جديد فرد بطمأنينة: لا تقلقي، هاروكا، نحن وحدنا اليوم، والحراس غير موجودين، فيمكنكِ تغيير ملابسك في السيارة بدون أي مشاكل.
ارتاحت تعابير وجهها فقالت: حقاً؟ لماذا لم تقل ذلك من البداية، نحن هنا الآن بمفردنا تماماً؟
أوم لها بأجل، فتقدمت لسفح الجبل أخذت نفساً عميقاً كانت مترددة بعدم قدرتها على الصراخ بصوت عالي ولكنها حاولت، فأخذت شهيقاً عميقاً لتملئ رئتيها وضعت يديها حول فمها وصاحت بصوت عالي: أنا أحبك ويزرد كثيراً.
ردد الصدى كلماتها، لتنظر إليه بمرح وهي تتجاوزه متوجهة للسيارة وتقول بسعادة: مستعدة الآن.
علت ابتسامه كبيرة وجه وهو يراها، ففتح لها الباب الخلفي وأشار لها بالحقيبة وهو يقول: سأجلس بالقرب من الباب لتشعري بالراحة بأني لن أسترق النظر.

ابتسمت واومات برأسها بموافقة، رغم أنها لم تكن قلقه من ذلك فهي تعرف أنه لن يفعله بسبب مشكلته، فدخلت ليغلق ويزرد الباب ويجلس على الأرض مرتكز على الباب، فتحت هاروكا الحقيبة وبدأت بأخراج الملابس لتشعر بالدهشة فاستمرت بتأملها لتسأله من داخل السيارة بخجل وقلق: ويزرد من اختار هذه الملابس؟
ابتسم ويزرد وأجابها ببساطة: الآنسة كورين، طلبت منها أن تختار ملابسًا مناسبة لكِ.
فكرت قليلاً وقالت بارتباك: اظن انه كان من الأفضل أن تختار لي بنفسك.
رد باستغراب قائلا: لم أكن لأستطيع البحث بين ملابسك.
تفهمت الأمر لتنظر للملابس مجدداً بارتباك، رفعت رأسها للسماء بصبر، وهي تعاتب بداخل نفسها: "فقط لماذا أخترتي هذه الملابس يا كورين!! لا تخرجي أفكارك عن المواعيد الرومانسية بي واستخدميها لنفسك، ما الذي سأفعله! فقط ما الذي سأفعله الآن؟!!
نظرت للملابس مجدداً لتتنهد بخفة ورأت رسالة موضوعة أسفل الحقيبة، فتحتها لترى خط كورين فبدأت تقرأ بهدوء بداخل نفسها: "أعلم أنك لا تحبين لبس هذه الملابس أمام أحد، ولكن ذلك السوما بذل جهده لتخطيط موعدكما اليوم، فعلى الأقل عليكِ أن تجازيه على ذلك"... زمت هاروكا شفتيها بضيق وأكملت تتحدث مع نفسها: "أفهم ما تعنيه يا كورين ولا امانع ولكن..."
تنهدت بخفة وهي تضع الرسالة جانباً وتنظر للملابس وتضيف: "أتمنى فقط إلا يغمي عليه"... لتردف بصوت خافت: ولكن هذا سيكون تدريب جيداً له.
سمعت صوت ويزرد يسألها: هل قلتِ شيء هاروكا؟
أجابت بهدوء: لا، سأخرج بعد دقائق.

غيرت ملابسها سريعاً، لتنزل من السيارة وترى ويزرد يقف متجمداً بمكانه عندما رآها، فملابسها التي كانت ترتديها كانت تبرز تفاصيل أنوثتها وسحرها بشكل لافت، مما جعله يفقد الكلمات على الفور، رآها تفتح ذارعيها مستعدة لالتقاطه بحال أغمى عليه، فنظر لها بانزعاج وقال: أشعر أني أدرك ما تفكرين به وهو لا يعجبني.
ضحك بخفة متوترة وقالت: آسفة لم أقصد ولكن هذه الملابس...
فملابسها كانت عباره عن تنورة سوداء ضيقة تمتد من أسفل سرتها وبالكاد تصل لمنتصف فخذها، أما البلوزة فكانت قطعة حمراء تغطي منطقه صدرها لا غير وتبرز شق الصدر مع جاكت قصير يصل لخصرها، بالمجمل كانت ملابسه فاضحة وبالعادة لا تفضلها هاروكا فهي تحب الملابس المريحة، سمعت ويزرد يقول بتفكير وبنظرة عميقة ممتنه تجاهها: ولكن ربما كان من المستحسن لي أن أختار ملابسكِ بنفسي.

صاحت هاروكا: وهذا ما قلته، أنا بالعادة لا أرتدي هذه الملابس إلا في الصيف عندما أكون وحدي في المنزل.
سألها بحيرة: ولكني لم أركِ بهذه الملابس من قبل، وإلا كنت سأتذكره.
أحرجت هاروكا، وقالت: كان من المستحيل ذلك لم أكن لأشعر بالراحة فعلاقتنا بذلك الوقت لم تكن تسمح لي بذلك، أضافة هذه إحدى الملابس التي أخذتها عندما زرنا منزل عائلتي بالشتاء..
همهم بتفهم ليقول: معطفي بالسيارة سأعيرك إياه ويمكننا شراء ملابس أخرى من أجلكِ.
وافقت هاروكا بابتسامة، ثم سألته بصوت محرج: لم تخبرني بعد كيف أبدو؟
كانت ترغب في أن تسمع إي كلمات تعبر عن إعجابه بها، نظر إليها بعمق، وقال بصوت هادئ ومليء بالحب: مث...أنتِ خلابة، كلما أراكِ تزيدين جمالاً وسحرًا.
شعرت بالإحراج لأدراكها ماهي كلمته الأولى التي رغب بقولها، وتعديله للأمر بطريقة مراوغة أعجبتها لهذا قررت البقاء بهذه الملابس، نظرت لويزرد تقول: إذا، أنا جاهزة الآن أنذهب؟

أوما لها بموافقة، ففتح لها الباب لتدخل وأغلق الباب بهدوء، ليأخذ فترة قصيرة من الصمت ليهدئ نبضات قلبه المتسارعة، فهو لا يعلم ما الذي فكرت به كورين لتختار لها هذه الملابس، ولكنه الآن لن يستطيع النظر لهاروكا من دون أن يشعر بأن قلبه سيقفز من قفصه الصدري، ولكن من حسن الحظ أن موعدهما اليوم بمنطقة جبلية خضراء ولن يقابلا الكثير من الناس.
دخل للسيارة وبدا بالقيادة إلى مقهى صغير قريب من جبل أوكوتاما، والذي يقع في مكان هادئ يطل على منظر خلاب للطبيعة.
كان المقهى محاطاً بالأشجار والزهور الملونة، مما أضفى جوًا من السكينة والجمال. قبل أن يخرجا من السيارة أعطاها معطفه وهو يقول: الجو مازال بارداً.

لم تتردد بارتدائها بكون الشتاء مازال بأيامه الأخيرة، فدخلا المقهى، واستقبلهما النادل بابتسامة دافئة ووجههما إلى طاولة تطل على المنظر البديع. فجلسا معاً، وتناولا أفطاراً تقليدي وهما يتحدثا فيه وتستمع هاروكا لأجزاء من مخطط ويزرد لليوم، بعد أن انتهيا من تناول الطعام، خرجا من المقهى واستعدا للمرحلة التالية من يومهم.

كانت هاروكا تتأمل الطريق وهما يعبران من فوق جسر أعلى بحيرة أوكوتاما الكبيرة، ليوقفا السيارة بالموقف وينزلا، كانت الساعة قد قاربت التاسعة والنصف، فتمشيا بالطريق الجبلي الهادئ ليجدا نهر بالقرب من شلال صغير كان المكان هادئاً وجميلاً، وتحيط به الأشجار الكثيفة والأزهار البرية، فقالت هاروكا وهي تتأمل جمال الطبيعية: هذا المكان مذهل، ويزرد! لم أكن أعرف أنه يوجد مكان جميل كهذا بالقرب من المدينة، وأفضل جزء أني لا أرى بشر.
ضحك ويزرد وقال: أعلم.

نزلوا إلى النهر، حيث كانت المياه تتدفق من حولهما، مع الأشجار الخضراء والزهور التي تتناثر على ضفاف النهر، والطيور تغرد في الأشجار المحيطة. بدوا بالمشيء حول النهر، ولكن هاروكا لحبها للسباحة والماء لم تستطع المقاومة، فألقت بحذائها بعيداً ودخلت للماء تتمتع بلمس الماء البارد على بشرتها، مما أرسل قشعريرة لطيفة في جسدها، لم تتوقع أن تشعر بالامتنان ولكنها سعيدة بكون تنورتها قصيرة لتستطيع الدخول لمكان أعمق بدل أغراق قدميها وحسب، فقالت لويزرد بحسيرة: أشعر برغبة بالسباحة.
عرض ويزرد قائلا: يمكنك السباحة أن رغبتي؟ أعتقد أن ملابسك ستجف سريعاً!
نظرت هاروكا لملابسها بتفكير عميق، فمعه حق ولكن ملابسها ليست بذاك الثبات لتتحمل مقاومه الماء وتبقي بمكانها، كما أنها لن تشعر بالراحة اثناء انتظارها لتجف، كان يبدو أن ويزرد فهم مجرى أفكارها فقال: أعتقد أني رأيت محلاً لشراء ملابس السباحة بطريقنا لهنا.
ابتهجت وقالت: حقاً! لنذهب إذن.

عادا لاحقا لنفس المنطقة بحدود الساعة العاشرة، كانت هاروكا تسبح بخفة تحت الشمس الدافئة ويزرد كان يراقبها بإعجاب، متأملاً جمالها وسحر حركاتها في الماء، بدلة السباحة التي اشترتها كانت مكونة من قطعتين: قطعة علوية بأكمام قصيرة تغطي الكتفين والبطن، مزينة بزخارف زهرية جميلة بلون أزرق داكن والقطعة السفلية كانت شورت سباحة يصل إلى منتصف الفخذ، مما يمنحها مظهرًا أنيقًا دون أن يكشف الكثير، ولقد شعرت براحة بها أكثر من ارتدائها الملابس المكشوفة التي اختارتها لها كورين.
ابتسمت وهي ترى ويزرد، يقف في الماء حتى منتصف ساقيه كان يقف هناك، مكشوف الصدر، بملامح قوية وعضلات واضحة تعكس ضوء الشمس، شعرت بوجنتيها تحمران فور رؤية صدره فهي لم تتعود على رؤية عضلاته بهذا الوضوح مما جعل قلبها يفوت عده خفقات.
تقدمت نحوه وهي تحاول تجنب النظر إليه، مركزةً بجهد على وجهه فقط، فأمسكت يده تسحبه بيديه بسعادة: لا تتركني أستمتع بمفردي، سأنقذك إذا حصل شيء، فهيا ويزرد، لتدخل للسباحة معي.

لاحظ ويزرد توترها وتجنبها النظر إليها فزادت بسمته، اقترب منها بلطف، ومد يده ليضعها برفق على خدها ورفع وجهها لتلتقي عيناه بعينيها، وقال بنبرة دافئة: لماذا تتجنبين النظر إليّ؟
شعرت بحرارة وجنتيها تزداد، لتقطب بخفة وقالت وهي تحاول تجنب عينيه: أنا فقط... لا تضايقني...
ضحك ويزرد بخفة، فلقد عرفت انه أدرك خجلها فتزايدت ابتسامته دفئاً، وسحبها نحوه برفق وهو يرد: لا داعي للشعور بالإحراج، هاروكا. عليكِ الاعتياد على النظر إلى فنحن متزوجان فأنا مثلك تمامًا. أنا أنظر إليكِ وأستمتع بكل جزء من جمالك، حتى عندما تهربين من نظراتي.
أردت الصراخ بمعني كلماته فهي تشعر بأحراجها يتزايد ببطء، رفعت عينيها لتلتقي بعينيه مجددًا وقالت بعتاب خفيف: أنت لا تسهل الامور علي.
رد ويزرد بلطف: ولكنها الحقيقة، فعندما يتعلق الأمر بكِ. لا يمكنني ابعاد عيني عنكٍ.

استمرا في النظر إلى بعضهما البعض، والابتسامات تتبادل بينهما. بدأت تشعر بتوترها يتلاشى فأخذت نفسًا عميقًا تستمتع بوجوده بجانبها، متقبلةً كل جزء من هذا الرجل الذي تحبه، سحبته بهدوء وهي تدخله للماء ليراها توجه للمكان العميق، فرش ويزرد بعض الماء باتجاهها، فصرخت برقة وضحكت في آنٍ واحد، لتبدأ هاروكا برش الماء عليه، وسرعان ما تحول إلى لعب مرح مليء بالضحك والسعادة. كانت قطرات الماء تتلألأ في الهواء كأنها لآلئ صغيرة، وتنعكس على وجهيهما المبتسمين وبين لحظة وأخرى، كانت هاروكا تتوقف لتتنفس، فابتعدت قليلاً، إلا أن ويزرد تبعها بخطواته الطويلة، وحاصرت ابتسامته قلبها.

فقررت أن تأخذ خطوة جريئة للهروب وغطست بالكامل في النهر. لتعود إلى السطح بمسافة بعيدة عنه، وشعرها المبلل يتدلى على وجهها، وابتسامة واسعة تزين شفتيها فالأمر كان منعشاً أكثر مما تخيلت، راقبها ويزرد وهي تستمتع بوقتها فرغب بالانضمام إليها في السباحة. فغطس في الماء وانطلق نحوها بسرعة، عندما أوشك على اقترب منها، تهربت هاروكا منه لتغوص لتحت الماء وتختفي من نظره لتظهر من خلفه وعانقته من الخلف وهي تدفن وجهها في كتفه، ضاحكة وهي تقول بمرح: أمسكت بك!
ضحك ويزرد بدوره واستدار ليعانقها برفق، مما جعل الماء يتناثر حولهما كأنهما في دوامة صغيرة من السعادة. حملها بين ذراعيه وبدأ يدور بها في الماء، وكأنهما في رقصة مرحة تحت الشمس، وعندما توقفا عن الدوران، توقفا عن الحركة ونظرا إلى بعضهما البعض بعينين تلمعان بالشغف فقال مبتسماً: لن تستطيع الهرب مني الآن!
ردت وهي تنظر إليه بعينين تلمعان بالحب: ولماذا أرغب في الهرب؟

رفع يده ليمسح خصلات الشعر المبللة عن وجهها، كان وجهها متوردًا، وعيناها تلمعان بشدة، مما جعله يشعر بفيض من المشاعر نحوها فلم يستطع مقاومة الرغبة في الاقتراب أكثر، وفي تلك اللحظة، اقترب منها ولف ذراعيه حول خصرها برفق، مما جعل قلبها ينبض بقوة وانحنى ليقبلها برقة كانت قبلة ناعمة، مليئة بالحب شعرت هاروكا بحرارة شفتيه على شفتيها، وأغمضت عينيها، مستمتعةً بتلك اللحظة الحميمة.
لامست يديها وجهه بلطف، وكأنها تحاول أن تحتفظ بتلك اللحظة بذاكرتها وفي قلبها إلى الأبد، استمرت القبلة لبضع ثوانٍ، ثم ابتعدا قليلاً، لكنهما بقيا متشابكين بعناق، وعيونهما تملأها مشاعر لا توصف، فقال لها ويزرد بصوتٍ ناعم ملئ بالمشاعر وهو ينظر في عينيه: أنتِ تعرفين أنني أحبكِ، أليس كذلك؟
أومأت هاروكا برأسها، وعيناهما تلتقيان في عينيه وقالت بنبرة خافتة: وأنا أحبك أيضًا، ويزرد.

لم تكن هناك حاجة لكلماتٍ أخرى فلقد تلاقت قلوبهما وأرواحهما في عناقٍ وقبلةٍ ووجدا أنفسهم بالقرب من ضفة النهر حيث الماء أقل عمقًا. وضع ويزرد هاروكا برفق على قدميها، لكنه لم يتركها، بل استمر في عناقها برقة. كانت ضحكاتهم تتردد في الهواء الطلق، ممزوجة بصوت المياه المتدفقة حولهما. وكانت الطبيعة هي الشاهد الوحيد على هذه اللحظات السعيدة، حيث الحب ينساب كما ينساب الماء في النهر، نقيًا وصافيًا.

بعد قضاء وقت ممتع في النهر، وبحلول بعد الظهر، قررا أن يأخذا استراحة ويستمتعا بغداء في الطبيعة. فخرجا من الماء، وضحكاتهما لا تزال تتردد في الأجواء، جلسا على مناشفهما ليتجففوا قليلاً. وبعد فترة، ارتدوا ملابسهم الجافة واستعدوا للتوجه إلى مكان الغداء، توجها إلى محل محلي قريب واشتروا مجموعة متنوعة من الطعام، بما في ذلك السندويشات، الفواكه الطازجة، والحلويات. حمل ويزرد السلة المليئة بالطعام بينما أمسكت هاروكا ببطانية ناعمة.
قادها ويزرد إلى حقل واسع ومنعزل، تحيط به الخضرة وكان المكان يقدم منظرًا خلابًا للجبال والسهول الممتدة في الأفق، بينما كانت والأزهار البرية بألوانها الزاهية تنتشر في كل مكان، مما خلق مشهداً خلاباً وكأنهما في جنة على الأرض، قالت هاروكا بإعجاب وهي تنظر لما حولها: هذا المكان جميل جداً، ويزرد. كيف عثرت على هذه الأماكن السرية؟
ابتسم ويزرد وقال: أردت أن يكون لدينا مكان خاص لتناول الغداء.

فردوا البطانية على العشب الناعم وجلسوا عليها تناولا الطعام معًا، واستمتعا بكل لقمة، كانت الأزهار البرية والطيور المغردة تضيف لمسة من السحر للطبيعة المحيطة بهما. بعد انتهاء الغداء، استلقوا على البطانية، مستمتعين بأشعة الشمس الدافئة والمناظر الطبيعية الرائعة.
لم يستطع ويزرد تجاوز جمال هاروكا، وهو ينظر إليها بدهشة وإعجاب، شاكراً كورين بسره لاختارها تلك الملابس لها، مما جعل قلبه ينبض بشدة.
كانت هاروكا تنظر بعيون ناعمة إلى جمال الطبيعة من حولها، لتلاحظ ويزرد يتثاءب قليلاً. سألت بلطف، وهي تستند إلى جذع شجرة: هل أنت مرهق؟
أومأ ويزرد برأسه قليلاً، محاولاً البقاء مستيقظًا: بعض الشيء، أشعر ببعض النعاس.
شعرت هاروكا بفيض من الحنان تجاهه فسحبته بلطف إلى حضنها، مستخدمه فخذيها كوسادة لها. كانت حركتها طبيعية ومتأنية، وأحسّ ويزرد بدفء جسدها لتكمل مقترحة بخجل: إذا لترتاح قليلاً يمكنك أن تستخدم حضني كوسادة.
نظر إليها ويزرد بدهشة خفيفة: هل أنت متأكدة؟
احمر وجهها قليلاً لكنها أومأت برأسها بثقة: نعم، بالطبع.

تردد ويزرد للحظة، فكيف يمكنه النوم بهذا الوضع، فقلبه تتسارع خفقاته بالفعل، كانت هاروكا محرجة أيضاً ولكنها لم ترغب بالتراجع برؤية أرهاقه، لتشعر به يستلقي بهدوء واضعاً رأسه على فخذيها. كانت هذه أول مرة يفعل ذلك، وكلاهما شعر بالإحراج، شعرت هاروكا بدفء جسده وسمعت تنفسه المنتظم، مما جعل قلبها ينبض بسرعة. لكنها لم تستطع إلا أن تبتسم وهي تراقب وجهه الهادئ وهو يغمض عينيه ببطء، تأملت شعره واعتلتها رغبة بتمرير أصابعها عليها ليفتح ويزرد عينيه بذلك الوقت، فأعدت يدها لمكانها بخجل، استغرب من حركتها المفاجئة ولم يعلم ما الذي كانت تريد أن تفعله ولكنه سألها: ما الذي ستفعلينه إذا نمت؟
استغربت هل هو قلق كيف ستمضي وقتها؟ بينما هو نائم بحضنها؟ ابتسمت برفق وطمأنته: لا تقلق لقد أحضرت لي أدوات رسمي لهذا سأرسم لبعض الوقت، فنم بهدوء الآن.
وضعت يديها على عينيه لتغمضهما وبدأت بتمرير أصابعها بلطف عبر شعره، محاولة أن تمنحه أكبر قدر من الراحة. شعر بقلبه ينبض حباً لها بحركتها، ولكنها جعلته يسترخى فنام سريعاً، كانت هاروكا تستمتع بملمس شعره بين أصابعها، لتدرك أنه قد غفى بالفعل، فابتسمت بحب وحنان، وهي مستمتعة بتأمله.

بينما كانت تجلس هناك، تحميه بعناية تحت سماء الصيف الزرقاء بدأت تتأمل ما حولها فأخذت كراسة رسمها وبدات بالرسم، بعد فترة من الوقت، استيقظ ويزرد ليجد نفسه مستريحًا في حضن هاروكا.
لحظة من الارتباك أصابته عندما تذكر أين يضع رأسه ليلاحظ أن هاروكا قد غفت أيضًا وكانت مسندة رأسها بجذع الشجرة، وعلامات النوم تظهر على وجهها الهادئ. فجلس بهدوء محاولًا عدم إيقاظها، ثم لاحظ كراستها الموضوعة بجانبها، ففتح الكراسة بفضول ليرى ما الذي كانت ترسمه. ليتفاجأ عندما رأى رسمًا دقيقًا له وهو نائم بحضنها. كانت تفاصيل وجهه مرسومة بعناية، معبرة عن اللحظة بدقة، اتسعت عيناه بخجل، وهو يرى مدى حبها واهتمامها به. فلم يستطع مقاومة إظهار حبه لها. فاقترب منها بلطف، وقبل جبينها برقة. شعرت هاروكا باللمسة واستيقظت ببطء، فتحت عينيها لترى ويزرد يبتسم لها بحب، فركت عينيها بخفة وهي تعتذر: آسف لقد غفوت.
قال بابتسامة عريضة، وعيناه تلمعان بالحب: لا بأس اليوم عطلة، ولكن هاروكا لقد رسمتني.
احمر وجهها خجلًا، لكنها ابتسمت بدورها وقالت: لم أستطع مقاومة رسمك وأنت تبدو مرتاحًا وسعيدًا.
ابتسم بخفة، ثم انحنى ليقبلها برفق على شفتيها: أنتِ رائعة، هاروكا. شكرًا لكِ على كل شيء.
مع اقتراب نهاية اليوم، جلسا معاً يتأملان غروب الشمس، مستمتعين بآخر لحظات اليوم الجميل الذي قضياه معاً، وشعرا بأن هذا اليوم كان واحداً من أجمل الأيام التي قضياها معاً فقالت له هاروكا وهي تنظر إليه بحب: أشكرك على هذا اليوم الرائع، ويزرد. لقد جعلتني أشعر بالسعادة والحب أكثر مما يمكنني وصفه.
أمسك ويزرد يدها وقال: وأنا سعيد لأنني استطعت أن أجعلك سعيدة فأنتِ تستحقين كل هذا وأكثر.

وفي طريق عودتهما للمدينة، وبينما كان ويزرد يقود السيارة فوق الجسر الذي يقع على بحيرة أوكوتاما. لاحظت هاروكا سيارة متوقفة على جانب الطريق وكان بجانبها زوج وزوجته الحامل، ويبدو عليهما القلق، فأشارت هاروكا إلى السيارة وقالت: ويزرد، انظر! يبدو أن هناك مشكلة.
توقف ويزرد بجانب السيارة المتعطلة، ونزل هو وهاروكا لاستكشاف الوضع، فتقدم ويزرد نحو الزوجين وسألهما بهدوء: مرحبًا، هل تحتاجون إلى مساعدة؟
نظر الزوج إليه بعينين مليئتين بالقلق وقال: نعم، سيارتنا تعطلت ونحن في طريقنا إلى المستشفى، لقد استدعيت الميكانيكي ولكنه سيحتاج لوقت ونحن لا نستطيع الانتظار.

فهم ويزرد الوضع وأومأ برأسه يعرض: فهمت، سنأخذكما إلى المستشفى. هاروكا، هل يمكنكِ مساعدتها في الركوب إلى السيارة؟
أومأت هاروكا برأسها بلطف وتوجهت نحو الزوجة الحامل، مشجعة إياها برفق: تعالي، دعيني أساعدكِ.
صعد الزوجان إلى السيارة ثم انطلق ويزرد بالسيارة نحو المستشفى، فتكلم الزوج بامتنان: شكراً لكما على المساعدة، أنا ادعي تاكتو ميازوا وهذه زوجتي ميتسكي ميازوا.
استدارت هاروكا إليهم تعرف عن أنفسهما أيضاً قائلة: سررنا بمعرفتكما أنا هاروكا سوما وهذا زوجي ويزرد سوما.
كان ويزرد يقود وهو يسمع أحاديثهما ليشعر بالسعادة بسماعه لهاروكا تعرف عن نفسها كهاروكا سوما لغريبين، تكلمت الزوجة ميتسكي وقد بدأ على وجهها بعض الإرهاق: سررنا بمعرفتكما أيضاً، لم أتوقع أن تكونا متزوجين فأنتما تبدوان صغيران بالعمر للغاية، ولكن المظاهر قد تخدع.
ارتبكت هاروكا ولكنها أجابت بصدق: أنت لم تخطئ فنحن بالحقيقة ما زلنا طالبين ثانويين بمرحلتنا الأخيرة.

تكلم الزوج تاكتو وقد ثار فضوله: هل يمكنني أن أسال لماذا تزوجتما بعمر مبكرة؟
أجابه ويزرد بهدوء: كان هذا من تدابير والدينا.
همهم الزوجين بتفهم لتردف الزوجة بتفكير: زواج مدبر من قبل الأهل، لم أظن أن هذا مازال موجوداً بهذا العصر ولكن...
تحدث زوجها تاكتو بمرح: حصلتِ على فكرة جديدة لكتابة مانجا؟
أومات له الزوجة بأجل، لتركز هاروكا ويأتي دورها بالشعور بالفضول فسألت: هل أنت رسامة مانجا؟
أجابت الزوجة ميتسكي بابتسامة: أجل، وزوجي كذلك.
لتتحمس هاروكا وتبدأ بالأسئلة: أيمكنني معرفة أسماءكما.
اجابا وذكرا لها اسماءهما، ولم تصدق ما تسمع فالزوجة كانت من احدى الكاتبات المفضلة لديها فبدأت تستغرق بالحديث معها عن واحدة من المانجات المفضلة لديها، لتشكرها الزوجة ميتسكي، ويبدأ الزوج بسؤالها أن كانت قد قرأت أعماله أيضاً وعندما ذكر اسم أحد قصصه، قالت بعتذر: آسفة، أنا لا أقرا تصنيف الشونن كثيراً خاصة أن كان من تأليف ذكور.
اعترض الزوج تاكتو وقال: هذا انحياز.
كان ويزرد منصدماً أيضاً لهذه المعلومة، فقال مدافعاً عنها: هاروكا تكره الفتيان لهذا...
اعترض الزوج مجدداً قائلا: ولكنها تحبك صحيح.
ابتسمت هاروكا وقالت: هو حالة خاصة بالنسبة لي.
ليضيف ويزرد بنبرة سعيدة: ولقد بذلت جهداً لأكون كذلك.

نظرت له هاروكا بابتسامه لتعيد نظرها للزوجين وتسال: بالمناسبة لماذا كنتما متجهين للمستشفى؟
تكلم الزوج بنبرة مرتبكة قليلاً وهو يردف ببساطة: لان ميتسكي على وشك الولادة.
صرخ ويزرد وهاروكا بنفس الوقت: ماذا؟؟
ليضيف ويزرد بانزعاج: الم يفترض بان تقول هذا منذ البداية؟؟
ضحك الزوج تاكتو بخفة وقال: أردت أن أخفف التوتر عن ميتسكي بعض الشيء.
نظرت هاروكا للزوجة بقلق واضح: هل أنت بخير؟
أومات الزوجة برأسها بخفة وقالت: أجل، لا تقلقي صحيح أني أشعر بانقباضات كل عشر دقائق ولكني بخير.
ارتعب ويزرد وقال: إلا يعني هذا أنكِ على وشك الولاد باي لحظة؟
ابتسمت الزوجة ميتسكي وقالت: أعتقد ذلك أيضاً.
كانت تتمسك بزوجها بقوة لتخفف الآلام وهو كان يتحمل بصمت، تكلم ويزرد بهدوء: لم يبقي سوى القليل ونصل.
لتتكلم هاروكا محاولة دعمها: خذي أنفاساً عميقة لتهدئة الآلام.
ليردف زوجها تاكتو مشجعاً: أجل، كما تعلمنا بالدروس.
استمرت هاروكا في التحدث بلطف مع الزوجة الحامل، محاوله تقديم المساندة لها وبعد فترة قصيرة، وصلوا إلى المستشفى بسلام، ومع دخولهما إلى المستشفى، شعرت هاروكا بفيض من الراحة لأنها وصلا بالوقت المناسب فلقد أدخلوها لغرفة الولادة مباشرة، نظرت هاروكا لويزرد تطلب بلطف: أيمكننا المكوث إلا أن تلد أرغب برؤية ما ستحصل عليه.
نظر ويزرد للوقت وقال: لا مانع، فأنا أيضاً أرغب بمعرفة ذلك.

بدأت هاروكا تدعو بسرها بقوة: "أرجوا أن تكون فتاة، كوني فتاة، كوني فتاة"
نظر لها ويزرد وهو يستطيع تخمين ما الذي تدعوا به، بعد أن سارت كل الامور على خير، دخل ويزرد وهاروكا الغرفة بهدوء، ليجدوا ميتسكي تحتضن طفلتها الصغيرة بابتسامة رضى وتاكتو يقف بجانبها بحنان. كان المنظر العائلي لطيف ومؤثرًا للغاية، فلم تقاوم هاروكا وتمسكت بذراع ويزرد، تنظر إلى العائلة بنظرات مليئة بالسعادة ثم نظرت إلى ويزرد بابتسامة صغيرة، تعبر عن فرحتها لهذه اللحظة. ركزت ميتسكي عليهما، فتقدما نحوها، فوجهت ميتسكي كلامها لهاروكا برفق: هل تودين حمل الطفلة؟
هزت هاروكا يديها ببعض الاعتراض قائلة بارتباك: لا، لا أظن أنها فكرة جيدة، ومن الأفضل أن أتركها معكِ.
ولكنها اصرت وقالت: لا تقولي ذلك، فأنتما من ساعدتماني لأنجابها بأمان فلا تخافي، لن يحدث شيء.
دفع ويزرد هاروكا بخفة لتشجيعها: لا باس هاروكا.

نظرت له بقلق لتعيد انظارها للطفلة الهادئة، فترددت ولكنها أخذت الطفلة بين ذراعيها، ولكن بمجرد أن بدأت في حملها، بدأت الطفلة بالبكاء الشديد. فأعادتها هاروكا بسرعة إلى ميتسكي، معتذرة ووجهها محمر قليلاً وهي تقول: آسفة هذا ما يحصل دائماً عندما أحمل الأطفال.
احتارت ميتسكي وقالت بدهشة: هذا غريب، بالعادة الأطفال يملكون حدساً جيداً، هاروكا هل تكرهين الأطفال؟
ابتسمت هاروكا بضعف وارتباك وقالت: الكراهية كلمه كبيرة ولكن يمكنك القول إني لا أحبهم.

تفاجأ ويزرد من اعتراف هاروكا الصريح، وبدت ملامح وجهه وكأنها انهارت قليلاً، فعينيه تحولت إلى نظرة حزينة وخيبة أمل ملحوظة، حاول إخفاء مشاعره، لكنه لم يستطع منع الصدمة من الظهور على وجهه، لم يكن يعرف كيف يتصرف في البداية، وكان يحاول معالجة مشاعره المتضاربة، ليسمع هاروكا تقول وهي تلمس خد الطفلة برقه: فاعتذر عن ذلك، ولكنها لطيفة للغاية...
نظر له الزوج تاكتو وسأل ويزرد بمرح: هل تريد أن تجرب حملها؟
رد ويزرد بصوت هادئ ومليء بالتعاطف: حسناً، دعيني أجرب.
توجه نحو ميتسكي ليحمل الطفلة بلطف بين ذراعيه ونظر إلى الطفلة بعينيه الدافئتين، وبدأ يهمس لها بكلمات رقيقة، فتوقفت الطفلة عن البكاء وبدأت تبتسم قليلاً، نظر ويزرد إلى والديها بابتسامة مليئة بالحب والأمل، لكن عينيه كانتا تعكسان حزناً عميقاً، وقال: إنها جميلة جداً.
اندهش الاثنين وسألاه: هل تحب الأطفال؟
أجاب ويزرد بصدق، محاولًا إخفاء حزنه: نعم، أحبهم كثيرًا، أعتقد أن الأطفال يجلبون فرحًا خاصًا إلى الحياة.

شعرت هاروكا بمزيج من الدهشة والحزن. فرؤيته يتعامل معها بهذا الحنان والراحة أثار مشاعر مختلطة بداخلها. فلقد شعرت أنها ارتكبت خطئ وعليها أصلاحه لاحقاً، أعاد ويزرد الطفلة برفق إلى ميتسكي، ثم عاد إلى جانب هاروكا، واضعًا ذراعه حولها بلطف. نظر إليها بعينين مليئتين بالحب والحزن وقال: علينا المغادرة الآن.
شكرهما الاثنين على مساعدتهما، لينظر الزوج لهاروكا ويسالها: بالمناسبة هل يمكنني أن أستخدمك كموديل لإحدى شخصياتي بالمستقبل؟
وافقت هاروكا وقالت: سيسعدني ذلك، اتطلع للأمر بشدة وحظاً موفقاً لكليكما سأستمر بكوني معجبة لكِ سيدة ميازوا، وسأحاول قراءه أعمالك أيضاً عندما أعود للمنزل سيد ميازوا.
وودعهما ليخرجا، تكلم تاكتو موجه كلامه لزوجته قائلا بقلق: أتظنين أننا سببنا توتراً غير ضروري بينهما؟
طمأنته زوجته قائلة: لا تقلق، أشعر أنهما سيتفهمان سريعاً.

عند مغادرتهما المستشفى، أمسك ويزرد بيد هاروكا بلطف وقال: أنذهب لوجهتنا الأخيرة الآن؟
نظرت إليه هاروكا بابتسامة دافئة، وأجابت: أجل.
دخلا السيارة وعاد ويزرد لقيادة، لتتكلم هاروكا بعد عدة دقائق: لقد نسيت أن أسالهما ما الذي سيسميان طفلتهما؟
ابتسم ويزرد وقال: أعتقد أنهما سيختاران أسم جميلاً.
وافقت ببهجة: أظن ذلك أيضاً.
كان ويزرد يقود السيارة بهدوء، يتأمل الطريق أمامه بينما كان المنظر الطبيعي يمر بجوارهما. التفتت هاروكا نحوه وقالت بهدوء: ويزرد، هناك شيء أود التحدث معك بشأنه.
نظر إليها ويزرد ورأى جديتها، فأوقف السيارة على جانب الطريق ليتمكن من التركيز على الحديث وقال: أجل، هاروكا. ما الأمر؟

عليها خوص موضوع الأطفال رغم أنه موضوع حساس بعض الشيء ولكنها تدرك أنها لا تستطيع ترك الامور معلقه للتعقد لاحقاً، فأخذت نفسًا عميقًا، ثم بدأت: ويزرد، بشأن الأطفال... أنا لا أحبهم ولا أعتقد أنني سأفعل حتى وإن كانوا جزءًا مني.
تفاجأ ويزرد من كلامها، ونظر إليها بعينيه الواسعتين، يشعر بالقلق والخوف مما قد يأتي بعد ذلك.
قبضت على يدها بأحكام وأكملت: لكن... إن كانوا جزءًا منك، أعتقد أنني سأحبهم. سأحبهم لأنهم يمثلون جزءًا منك، وأعتقد أنني سأتعلق بهم لهذا السبب.

صمتت هاروكا للحظة، تاركة لكلماتها تتغلغل في قلب ويزرد. كانت ترى في عينيه خليطًا من المشاعر، بين الأمل والحزن والقلق، امسك يدها وقال: أمتاكده من ذلك؟ صحيح أني أحب أطفال ولكني أنا أحبك أكثر من ذلك بكثير وسعادتك هي كل ما أريد.
ابتسمت هاروكا بلطف وقالت: أجل أنا متأكدة من ذلك، فسعادتك هي شيء أريده أيضاً ولكني سأحتاج فقط إلى بعض الوقت لأتكيف مع الفكرة عندما يأتي وقتها.
عانقها بشدة، وهو يقول: شكرًا لكِ، هاروكا.
شعرت هاروكا بالراحة بين ذراعيه، وعرفت أن ويزرد سيكون دائمًا معها، فقالت بمرح: ولكني أحتاج لدعمك القوي بما أني لا أستطيع التعامل مع الاطفال جيداً، لهذا أحرص على أن تكون معي.
ابتسم وامسك يديها يقبلها وهو يقول: لا تقلقي، سأكون بقربك دائماً.

أعاد ويزرد تشغيل السيارة واستأنف القيادة، ولكن هذه المرة كان هناك شعور جديد بالهدوء والتفاهم بينهما، وبدأ كل منهما يتخيل المستقبل بطريقة أكثر إشراقًا، فتحدثت هاروكا بهدوء متأملة: صحيح، ويزرد، لا يمكننا سوى الحصول على طفلين، أثنين فقط.
لم ترغب بواحد بالتأكيد، فلقد أرادت دائمًا شقيقًا أو شقيقة لتشاركها نشاطاتها المنزلية، وتهرب من وحدتها التي كانت تعيشها في الماضي ببقائها بمفردها بالمنزل، فلا تريد أن يتعرض طفلها لما مرت به، الاعتماد الكامل على النفس دون الاعتماد على الآخرين في أي ظرف وأن تسلي نفسها بنفسها، لا تريد ذلك بالتأكيد.

استرق ويزرد نظره سريعة إليها قبل ان يعيد أنظاره للطريق، ليس لديه إي أعترض على عدد الأطفال أو جنسهم، فهو يعشق الأطفال للغاية، لهذا صعق عندما علم أنها لا تحبهم، ولكن معرفته أنها لا تمانع الحصول عليهم اراحه، ولكنه رغم ذلك، لا يستطيع أخبارها بأن السر وراء كون منزلهما الكبير، هو عندما أخبراه والديه بعيد مولده السادس عشر بأنهما سيبنيان له منزلاً طلب منهما منزلاً كبيراً لرغبته بعائلة كبيرة مع الفتاة التي يحبها.
أضافت هاروكا بجدية: وأريد فتاتين، لا فتيان.
لم يتمكن ويزرد أن يمنع نفسه من الضحك بخفة، وهو يرد بمرح: لا أهتم حقًا بجنس الطفل، سواء كان صبيًا أو فتاة.
رمقته بتحدي وقالت بصرامة: ولكني أهتم، انا أريد فتاتين، فالاهتمام بالفتيات أسهل وهن لا يسببن مشاكل كالفتيان، أضافة ليس لدي إي خبرة أو إي معرفة عن الفتيان فكيف أهتم بواحد؟ أضافة أنهم مشاكسين بطفولتهم مجرد التفكير بالأمر يصيب رأسي بصدع، لا أعتقد أني سأستطيع تحمل أعصابي وسيعاقب بشكل يومي.

ابتسم ويزرد وهو سعيد بهذا الحوار الذي يدور حول مستقبلهما معاً ومستقبل أسرتهما المحتملة، فقال بلطف: سنرى ما سيحدث بذلك الوقت.
أكملت بهدوء: أيضًا، ويزرد، لا أرغب في أن أكون أمًا في وقت مبكر، ربما في منتصف العشرينات أو الثلاثينات، عندما أكون ناضجة بما يكفي لتحمل مسؤولية رعاية طفل. وأتوقع أن تكون هناك مساعدة كبيرة منك، فأنا حقًا لا أتخيل نفسي أعتني بطفل، بالأساس هل أنا حقًا مناسبة لأن أكون أمًا؟

وجه ويزرد نظرة متأملة نحوها، وابتسم بلطف، فيمكنه بالتأكيد أن يتخيلها كأم جيدة بل ممتازة، فهي قد لا تدرك صفاتها تمامًا، ولكنها تظهر قدرة على تحمل المسؤولية والعطف والرعاية، وربما لا تلاحظ ذلك أيضاً ولكنها تلاحظ تغيراته بسهولة وتتمكن من تعديل مزاجه بسهولة، كما أنها متفهمه للغاية وواضحة، لهذا أجل يمكنه تخيلها كأم تعتني بأطفالها وتدافع عنهم وتساعدهم على تخطى العقبات التي أمامهم، فقال مطمئناً: لا تقلقي، سنستطيع الاعتناء بأطفالنا جيدًا عندما يحين الوقت.
اعترضت بقوة: طفلانا، هما، اثنان لا جمع.
ضحك من اصرارها وقال بسخرية مرحه: حسنًا، هما أذن، هل اخترت أسماء لهما بعد؟
لم تتمكن من إخفاء ابتسامتها، لتسأله بمرح: هل هذا مزاح أم سخرية؟
أجابها بلطف: مزاح بالتأكيد، ولا تهتمي لهذا الآن هاروكا، فأنا أيضًا لا أرغب في الأطفال في وقت قريب فرغم محبتي الكبيرة لهم، ولكن لا يزال هناك أشياء يجب أن أنجزها قبل أن نتمكن من التفرغ لرعايتهم.
ثم أضاف بابتسامة خفيفة: كما أني أرغب في أن أمتلكك بمفردي الآن، لا رغبة لي بمشاركتك مع أحد وأن كان طفلنا.
انارت عينيها من تعليقه وقالت: حسناً، وعليك تخطئ مشكلتك أولاً.

ضغط على الفرامل بقوة، فاندفعت للأمام وهي تتمسك بحزام الأمان برعب وسألت بقلق: ماذا؟ ماذا حدث؟ هل مر حيوان ما؟
نظر إليها بجدية وقال بتوتر: لا، ولكن هاروكا لا أحب التحدث عن مشكلتي.
نظرت له بهدوء تقيم الوضع ثم قالت بهدوء مطمئن: عليك أن تعترف بمشكلتك لتتمكن من تخطيها.
ألقى نظرة جادة إليها وأجاب بحزم: أنا فعلاً لا أحب التحدث بها، هاروكا.
قطبت حاجبيها بخفة وقالت بابتسامة صغيرة: لا تجعلني أبدو كمنحرفة لأنني تحدثت عنها، نحن بالفعل نتدرب لتتخطاه أن نسيت.
يعلم ذلك، ولكنه التحدث بالأمر مباشره لا يعجبه بتاتاً، أدركت هاروكا ذلك فقالت: تعلم أني أحب كل شيء فيك ويزرد، صحيح؟
ابتسم بخفة وقال: أجل.
نظرت هاروكا لما أمامها وسألت: إذا هل وصلنا لآخر وجهتنا؟

كان قد أوقف السيارة عندما ضغط على الفرامل وكانا على أطراف المدينة، نظر ويزرد وهاروكا لخارج النافذة إلى بحر الأضواء المتلألئة التي تمتد في المساء. كانت الأنوار تتلألأ كأنها لؤلؤة مضاءة تحيط بالمدينة من كل جانب، مما خلق جوًا رومانسياً ناعم، فقال: أجل، يمكننا البقاء إلا أن تشعري بالملل ثم سنعود للمنزل.
كانت هاروكا تشاهد الأضواء المتلألئة، وهي تشعر بالجو الثقيل الذي كان يغمرهما بداخل السيارة، نظرت لويزرد تراه يسترخي وجهه على المقود، لكن بدون لمعة الحب العادية في عينيه، بسبب حديثهما السابق وكثرة تغيرات المشاعر بينهما التي حصلت بهذه المدة القصيرة.

لم تكن ترغب في أن يفسد يومهما المميز، فقررت التصرف لأعاده الجو الحميمي بينهما، أزالت حزام الأمان بحركة هادئة، ثم انحنت نحو ويزرد بجرأة وأخذت وجهه بيديها برفق من المقود، وقبلتها بشغف وعميق لأول مرة، تعبر عن الشغف والحب الذي تحمله له.
ويزرد، الذي لم يكن يتوقع حركتها بكونه من يستلم القيادة بملامستها بالعادة، وجد نفسه مغمض العينين بشكل طبيعي، يشعر بكل لحظة تجمعهما، ويعيش بالجو الذي أجبرته هاروكا عليه، كانت قبلتها تجربة جديدة ومميزة بالنسبة له، بكونها كانت أول مرة لها لتقبيله بذلك الشكل كانت متوترة، ولم تعرف كيف تكمل، فأرادت الانسحاب بهدوء. ولكنها تفاجأت بأن ويزرد أمسك رأسها من الخلف برفق، يمنعها من الانسحاب.

يديه الدافئتين التي أحاطت برأسها، كانت بمثابة لمسة ترمز لحنانه نحوها، وبينما كان يضمها، بدأ باستلام زمام الأمور بالتقبيل، دون أن يفقد تواصلهما العاطفي بينهما. تركزت همسات الليل وتلألؤ الأنوار المدينة الملونة خارج نوافذ السيارة، مع تبادل أنفاسهما وانصهارهما في لحظة عميقة من الانغماس بينهما.
بينما كانا يستمتعان بلحظاتهما الرومانسية داخل السيارة، انقطع تواصلهما الحميمي بومضة قوية من النور من الخلف. ترك ويزرد هاروكا بعيون مليئة بالدهشة والشوق، وكأنهما الاثنين لم يكتفيا بعد من الحظة التي عاشاها، خرج من السيارة بخطوات سريعة، ليرى ما الأمر، وهو يرغب في حماية هاروكا من الأعين الفضولية التي قد تراها وهي مبعثرة بعد التقبيل.

وفي الوقت نفسه، شعرت هاروكا بالضيق والغضب لانقطاع تواصلهما العاطفي المميز الذي نادرًا ما يحدث بينهما، فهي بالنادر ما تبادر لهذا الدرجة لهذا تمنت أن يستمر تواصلهما من دون أي تشويش خارجي، فرغبت بأن يعود ويزرد قريبًا ليعيد تلك اللحظات الدافئة التي جمعتهما.
عندما عاد ويزرد ودخل السيارة، سألته هاروكا بحذر: ما الخطب؟
شعر ويزرد بانزعاجها واضحًا، مما جعله يحتار هل فعل شيئًا لإغضابها؟ فأجابها بهدوء: هذه المنطقة من ممتلكات خاصة، فجاء الحارس للتأكد من هويتنا.
ارتعبت هاروكا ولكن ويزرد قطعها قبل أن تتمكن من الرد، قائلاً بسرعة: إنها ممتلكات العائلة.
ارتاح جسدها فلقد ارتعبت أن كانا سيقعان بمشكله ما.
كان يفكر ويزرد بما الذي قد اغضبها ليبدأ بالشك بأن غضبها كان بسبب تدمير الجو الرومانسي بينهما، شعر بخفقات قلبه تتسارع بهذه الفكرة، فطلب منها بلطف قائلاً: هاروكا هل يمكننا البقاء فالمقعد الخلفي لبعض الوقت؟
استغربت وسألته بدهشة: لماذا؟
أجابها بنعومة: لأنني لست مرتاحًا.

لم تفهم تمامًا ما يعنيه بذلك، لكنها عادت بصمت إلى المقعد الخلفي، ليتبعها بهدوء نظرت له باستغراب ترغب بسؤاله مجدداً لماذا غيرا موقعهما، ولكنها لم تشعر إلا بيديه تسحبه نحوها من خصرها، ثم شدها إلية واقترب منها، وعيناه تلمعان بشوق ومكر، رفع يده بحذر ليلمس وجهها بأطراف أصابعه، متلمسًا نعومة بشرتها.
وبدأ بتقبيل جبهتها، قبلة دافئة مليئة بالحنان، ثم انتقل ببطء إلى عينيها، مغلقاً رموشها بلمسات شفتيه الرقيقة. عندما وصل إلى خديها، توقف لبرهة، ناظرًا إليها بعيون تملأها البراءة واللعب، ثم فاجأها بقبلة خفيفة وسريعة، مما جعلها تضحك.
ابتسم ويزرد بحنان واستمر في تقبيل خديها ببطء، مستشعراً حرارة وجنتيها تحته، ثم تابع نزوله إلى فكها، ممرراً شفتيه برقة على طول الخط الفاصل بين فمها وذقنها. أثناء ذلك، همس لها ببعض الكلمات المرحة بصوت خافت ومليء بالمشاعر: أتعلمين؟ أعتقد أنني اكتشفت أكثر الأماكن حساسية في وجهك.
ثم تابع بمزيد من اللعب: وسأحاول تذكر كل نقطة لأسرق المزيد من الابتسامات منك.

في تلك اللحظة، أدركت هاروكا انه لم يكن مرتاحاً بتقبليها من المقعد الأمامي فاقتربت منه، وعيناها تلمعان بالمرح، ولمست وجهه بأصابعها برقة، ثم همست له بنبرة لعوبة: هل تظن أنك الوحيد الذي يعرف كيف يجعلني أضحك؟
ابتسمت هاروكا واقتربت لتقبيل جبهته، ثم بدأت بتقبيل عينيه بلطف، متتبعة نفس المسار الذي اتبعه، فقبلت خديه بمرح، وفي كل مرة تقترب من فمه، تتظاهر بأنها ستقبله ثم تبتعد بخفة، مما جعله يضحك لتهمس له مجددًا: الآن، دوري لأسرق ابتسامتك.
وأكملت تقبيل فكّه برقة، ثم نظرت إليه بعينين مليئتين بالحب والمرح وتقدمت نحو رقبته ببطء، وقبل أن يدرك ما يحدث، طبعت قبلة على عنقه، تاركة أثراً صغيراً، تراجعت قليلاً، مبتسمة بخبث، وقالت: هذا عقاب صغير على كل تلك العلامات التي تركتها على رقبتي.

نظر ويزرد إليها بدهشة، ثم ضحك بصوت عالٍ، وقام بسحبها إلى حضنه، مشعرًا بمدى حبهما وعمق علاقتهما. لكنه لم يكن لينتهي هنا، ابتسم بخبث وأمسك بكتفيها، ممررًا أنامله برقة على بشرتها المكشوفة. ثم بدأ بتقبيل رقبتها من جديد، هذه المرة بشغف أكبر، تاركًا علامات صغيرة على طول خط رقبتها وكتفيها. كانت هاروكا تضحك وتحاول التملص، لكن محاولاتها باءت بالفشل أمام إصراره فهمس لها بين قبلاته: لن أترك أي جزء منك دون أن يعرف الجميع أنك لي.

ضحكت هاروكا واستسلمت لهذا الهجوم العاطفي، مستمتعة باللحظة بين ضحكاتها وهمساته، الا ان استقرت شفتاه على ثغرها في عناق لطيف تحول بعد ذلك الي عميق متطلب بينما يداه تلمسان جسدها وبشرتها بعمق أكبر، أما يداها فتعلقتا بعنقه بقوة، وشعر بكل خلية منه تصيح بأنها تحب الفتاة التي يلمسها الآن، فلم يعد يريد التوقف عند التقبيل وحسب ولكنه كان يدرك انه لن يستطيع التقدم أكثر، لهذا من الافضل ان يتوقف عند هذا الحد فهو يشعر بالفعل أن الوضع قد بدا يدخل حدوده الحمراء.
كانت هاروكا قد بدأت تتساءل بداخلها: "أين هو ويزرد الخجول الذي تعرفت عليه بالبداية؟ فلقد بدأت أشتاق إليه ولكن...."
امسكت وجهه وقبلته وهي تفكر: "ولكني أحب الجزء العبثي فيه أيضاً".

نظرت لعينيه الزرقاوتين العميقتين التي تحبهما، لترى نيران حبه لها بهما، فابتسمت لقد كنت مستغربة من زيادة ملامسته، ورجحت الأمر بأنه ربما لكونه قد فتح قلبه لها، ولكن الآن أدركت بأن هذا لم يكن سوى جزء من الأمر والجزء الاكبر هو لأنه رأى قبولها له وسماحها له بالتقرب منها أكثر، فهي أيضاً ترغب بان يلمسها كما تريد أن تلمسه أيضاً.
تعمقت ملامساتهما وتقبليهما فشعرت هاروكا بالرعب، ليس منه بل من نفسها فإن لم يتوقف قريباً، تشعر أنها سترغب بان يقترب منها أكثر، لتفهم جملة ماي عندما حدثتها على ماضيها وعندما سألتها أثناء العطلة أن كان من السهل أن تسلم نفسها فقالت لها لأنها أحبته بعمق رغبت بأن تسلم له كل شيء بها.

تركها ويزرد لتأخذ انفاسها، فوضعت رأسها على كتفه تأخذ أنفاساً عميقه، فسألها بقلق: هل أنتِ بخير؟
أخذت شهيقاً عميقاً وقالت: أجل، ولكنك أنهيت انفاسي كلها.
تكلم بخفوت: آسف، لم أعرف كيف اتوقف.
شعر بتحرك رأسها ضاحكاً وهي تقول: لقد اعتدت على الامر.
ابتسم وقبلها على شعرها وهو يقول بود: لنخرج لتأخذي أنفاسك بشكل أفضل.
أومأت بموافقة فخرجا لتمشي وهما ينظران للمدينة فقال لها ويزرد بينما يتأمل المدينة: كان أبي يحضرنا لهنا بعض الأوقات بصغري.
ابتسمت بحنان إذا هذه أحد الاماكن التي تمشي بها بصغره، فنادته بخفة: ويزرد!
نظر لها ينتظر ما ترغب بقوله فقالت بكل حب بعينين ناعمتين: أشكرك من جديد، كان اليوم مميزاً منذ بدايته لنهايته، ولن أنساه ما حييت.
رات ابتسامه كبيرة تظهر على وجه وهو يقول: يسعدني ذلك، فهذا يعني انني حققت هدفي لليوم.
استغربت وسألت: ماذا تعني؟
حضنها وقال: ان أجعله يوماً لا ينسي بالنسبة لك.
ضحكت وقالت: إذا لقد حققته بنجاح.

استمرا بتامل المدينة لبعض الوقت ثم عادا للسيارة ليعودا لمنزلهما خاتما موعدهما بذكريات كثيرة.

♡☆♡☆♡☆♡☆♡☆♡

فصل طويل للغاية وملئ بجفاف وتصحر عاطفي، فاتمنى أنكم أستمتعوا فيه.

😍❤ واتركوا تعليق لطيف كل ما يقرأ اذا سمحتوا لان هذا أفضل فصل لدي بالرواية فهو مميز بالنسبة لي..

ما بعده بترجع الامور هادئة بعض الشيء، لهذا الاربعاء القادم بيكون هناك فصل خاص لطيف قصير... لأني ارهقت تماماً من كتابه فصول طويلة فعيوني بدأت ترهق لهذا أرغب باعطاءها اجازة بعيداً عن الهاتف لبعض الوقت.

🤤❤واضافة صغيرة اتمني أن تبحثوا عن جبل اوكوتاما اليابانيه، okutama لتتعرفوا على الاماكن التي استوحيت منها المناطق..

😍❤واتمنى ان تدوموا بكل صحة وعافيه ونلتقي الأربعاء القادم على خير يارب.

Continue Reading

You'll Also Like

10.8M 497K 43
راقصة باليه هاوية للرسم ، و رجل مافيا ..أليس هذا متناقض !! بالفعل إنهما كذلك .. "انتِ ترسمين بفِرشاتك ،وانا أرسم بسلاحي ، انتِ ترقصين على أطراف أصابع...
7.7M 372K 62
سمع صوت صفير يأتي من جهه النافذه فنظر وفتح عينه بصدمه وهو يري فتاه تجلس علي حافه النافذه وتحرك قدمها كأنها تجلس علي الشاطئ واصفر بطريقه مزعجه فنهض وت...
825K 33.5K 25
خادمة ..زوجة.. انت ملكي لي فقط ..
7M 261K 45
شاب ملتزم لايرفع عينه في امرأه يخاف الله وضع الله أمامه في كل خطوه حلم حياته ان يرزقه الله بزوجه صالحه ولكن ماذا ان كانت زوجته قد تربت وعاشت حياتها ف...