the 1 | HN

By hn4wvee

1.6K 148 242

كان سيصبِح مُمتعًا، إن كُنت الشخص المنشُود. hyunin,2024. More

meeting
Three
at your door
Five
Sketches

Two

226 21 33
By hn4wvee

2
_____

أستِيقظ مساءًا، بجدران لا تشابه جِدران منزِله، كانت الشمس تتسلل للغرفه من النافِذه

مسح عِينيه ونظر نحوَه....
وتدفّقت الذكريات، جميعهَا، حينمَا رأى فيلكس ينام بجانِبه، أكتافه ظاهِره من أسفل الغِطاء، عارِي

أقام جسده العُلوي، وكان هو لا يرتدي شيئًا كذلِك

وتنهّد بإنزعَاج شدِيد

'اللعنه علِيك'

فكّر بذلِك، ونهَض من السرير يجمع ملابِسه المتناثِره على الأرضيه، وأرتداها على عجَل، يخرُج من تِلك الغرفه، والمنزِل بأكملِه

فِيلكس صدِيقه..كيف يستغلّه وهو بتِلك الحَاله لفِعل شيء كهذَا معَه؟
إنه يشعُر بالغضب فقَط، لا يعلم ما الذي يفعَله

كان يسِير، لا يمتلِك سيَارته حتّى، فقد أتى مع تشَان البَارحه
وترك سيّارته بمنزِله

كان منزِل فيلكس بوسَط المدِينه، كُل شيء قريبٍ له، وهو لم يبتعِد كثيرًا، كان هناك مقهَى بزاوية الحَي، يحتاج إلى تصفيَة ذِهنه

دخَل للمقهَى، وأصدر الجرَس صوتًا، لم يكن المقهَى مُمتلئ، كان هناك شخصَان فقط يجلسَان على طاولة في الزّاويه،

تقدّم نحُو الشخص الذي يأخذ الطّلبات، وكان هُو
بلحمِه ودمِه، بملابس العمَل
جونقان، ذلِك الفتى..

" أنت! "

أردَف بتعجّب

وحَاول الآخر إخفاء دهشتِه

" تفضّل..ماذا أردت أن تطلُب "

ضحَك الأكبر ساخرًا

" أمريكانُو مثلِج "

دون جونقان ذلِك، إنه لا يربط حياته الشخصيه بالعمَل، ولا يود أن يصنَع محادثة مع أصدقاء فيلكس، خصوصًا هذا الشخص....
هيونجِين

الذي سخَر مِنه فالبَارحه

إتخذ الآخر طاوِلة قرِيبه وعبَث بهاتِفه، بينمَا يجهز جونقان طلبِه

" من هَذا؟ "

أردَف مينهو، صدِيق جونقان بالعمَل

" لا أعرِفه "

تمتم جونقان، يصِب تركيزه على صنع القهوَه

" حقًا، لا يبدُو كذلِك "

" ماذا يبدُو مينهو؟ "

أردف بنبره غاضِبه، وتعجب الآخر لهَذا

" ما بِك غضَبت..لم أقل شيئًا "

" أعتذِر.. "

قال الأصغر بنبرَه منخفِضه، و أخرج القهوة من الآله، يوصِلها إلى صاحِبها بالطاوِلة المجَاوره

" هل أنت من صنعهَا "

أردف هيونجين

" هل هُناك مشكِلة بهذا؟ "

" لا، لن أشربهَا إن كانت من صُنع ذاك الرجُل "

" مينهو؟ "

قال الأصغَر مُستغربًا
ما المشكلة التي بينهُم، ما الذي قد يحصُل بينهم حتى، مينهو لا يعرِف إسم هيونجين حتّى

" يدعى مينهو إذًا؟ "

" هل هُناك مشكِلة بينكم؟ "

" لم يكُن، ولكِن أصبَح "

إنه يرَاوِغ بالحَديث

" حقًا؟ وما المشكلة التي قد تكون بينُكم؟ "

تكتَف الأصغَر يضع يدِيه ناحية صدرِه
وأعطاه هيونجين نظرَه مطُوله، من الأعلى للأسفَل، يُوتره بهذَا، فقد كان يحمِل نظره مُبهمه، لجونقان

ولكِنه كان فقَط، يفكر كِيف أن هذا الفتَى هكذا، تارةً يبدُو خائفًا من الحَديث معَه، وبمرَة أخرى يقِف ويتحدث وكانه يتحَداه
وكأنه سيهجُم علَيه

" لقد دعَاني بـ'هذا' "

قال بعد مُدة من الصّمت
نظر جونقان ناحَية مكانِ صديقه، لم يكُن موجودًا
مينهو مُندفع، لن يتردد بلكم هيونجين هُنا الآن

" لا يعرِف إسمك، ما المُفترض أن يدعُوك بِه؟ "

أستمَر الأكبر برمقِه بنظرات مُطوله، وصامِته
وحَاول الآخر إخفاء توتره، إنه لا يستطِيع حتّى أن يحَافظ على تواصُل بصرِي لمدة خمس ثوانٍ

إنه معجَب بجرأته هذِه، وتناقضه العجِيب، لا يحِب هيونجين بصِدق، جمِيع علاقاته كانت لتسلِيه فقَط، وما معنَى أن يحُب أحدهم بِصدق؟، إنه مُجرد هِراء لا يعُود بفائدة بالنسبَة لَه.

وكانت علاقاته عابِثه، أطول علاقَة قضاها بحيَاته كانت لمدة أسبُوعين، وهو من أنهَى كل شَيء
لمَاذا..؟
لأنه لا يستطِيع الإلتزام بشيءٍ معيّن، ناهِيك عن العَلاقات،
إنه لا يستطِيع الإلتزَام بحيَاته حتّى.

ولا يرَى العلاقات سِوى عائِق لحيَاته
بالكَاد يحتمِل وجُود أصدقاء بحيَاته..

ولا يُؤمن بالحُب من أول نظرَه، إنه شيء سطحِي للغَايه
إنه مليء بالتناقضَات، هكذَا

قَد أخرجَه من تأملاتُه، رنِين هاتِف الأصغَر، الذي أرتعَش جسدِه، لهذا الصُوت المفاجِئ

أخرج هاتِفه من جيب بنطَاله، وكان إسم فيلكس يتوسّط شاشتِه

أجَاب سريعًا مُبتعدًا عن هيونجِين الغرِيب هذا، لِيصله صُوت صدِيقه الباكي من خَلف الشاشه

" ليكس... ما الخَطب؟ "

قال بنبرَه قلقه للغَايه

" لقد... لقَد.. "

لا يستطِيع الحديث بسبَب شهقاته المُتتاليه، يصِيب جونقان بالقلق أكثر
لِذا تحدّث

" حسنًا اهدأ سآتي الآن....أنتظر قليلًا "

وضَع يدِه على السّماعه يخفِي صوته عن الآخر
وبحَث بالداخل عن مينهو

" مينهو... هل يمكِنك تدبّر أمر المكان هُنا
سأخرج قليلًا...لن اتأخر ساعَه
بالكثِير "

" حسنًا لا بَأس، هل هناك خطب؟ "

" أنت الأفضل مينهُو....سوف أخبِرك لاحقًا "

عانقه سريعًا، سريعًا..بالنِسبة له فَقط،
بالنسبَة للآخر..لم يكُن أمرًا سريعًا، أحاط خاصِرة جونقان النحِيلة بَين ذراعِيه، ودفَن رأسه بعِنقه،يشدّد على خاصِرته

" سأذهب الآن "

أبتعَد الأصغر،
مغادرًا المقهَى، وتبعتَه عينِي هيونجين، مُنذ أن كان يتوسَط أحضان مينهو، إلى أن غَادر على عجَل، يُخمن بأنه حصَل شِيء، ولكِن لم يهِمه حقًا، أكثر ممّا فعَل ذلِك المشهَد، وهو بين أحضَان مينهو، الذي يحِيط خاصِرته، ويدفُن رأسَه بعِنقه.




بعد عشرَ دقائِق
بمنزِل فيلكس

لقَد كان المنزِل منقلبًا، رأسًا على عقِب، كان يسِير على الزجَاج حرفيًا، زجَاج المزهريه، زجَاج الأكوَاب.. والكثِير

" لِيكس... "

قال بنبرَه مُرتفعه، ينتظِر إجَابه

صعَد الدرج، وقادته قدمِيه حيث غُرفة فيلكس

ووجَده، على الأرضيه يتكِئ على السِرير خلفِه، بملامح باكيَه ووجهٌ محمَر

" ماذا حصَل.. "

" جونقان "

نَهض من مكانه يعانِق الأصغر، والكثِير من دمُوعه تسَاقطت على كتف جونقان، الذي أحَاط ظهره، يمسَح علِيه، يحَاول فِهم ما حصَل

" ما الخطب ليكس أنت تخِيفني! "

أبعدُه يحِيط كتفِه، ينظُر لملامِحه البَاكيه

" لقد تركني جونقان "

" من الذي فعَل! "

ضرَب نقطة حسّاسة بِه، بسؤالِه هذا

" هيونجين! "

" هل تركك.. كصدِيق؟؟ "

" لقد تركنِي على السّرير جونقان! بعدمَا حصل على ما أرَاده "

إرتخَت ملامِح الأصغَر، مصدومًا، لم يحَادثه فيلكس يومًا، بطبِيعة العلاقه بينه وبين هيونجين

" حسنًا... اهدأ قليلًا وأخبرني جيدًا ما حصَل "

وضعه على السرير، يحضِر له كوبًا من الماء، كان فيلكس يرتدي ملابِسه بفوضويه، وكل شيء بالمنزِل كان فوضوي

" لقد تركني بلا رسَاله حتى! "

" هل...هل فعلتمَا ذاك الشيء..تعلم "

كان خجُلًا من السؤال حتّى

واومأ فيلكس بيأس

" لا تقلَق....قد يعُود، وإن لم يعُد فاللعنه علِيه
إنه سافل أساسًا "

وجَد فرصة لشتمِه، وإفراغ ما بداخِله، مُنذ ما حصَل بالحَانه، ونظراته المُستفزة التي بِمكان عملِه، حتى ما حَدث مع فيلكس

" إنه كذلِك... حقًا "
" اللعنه علِيه "

أستمر أمر تهدِئة فيلكس طويلًا، ولم يتبقّى شيئًا على كمَال الساعَه كما وعَد مينهو

" يجِب أن أذهَب ليكس "
" كُن بخِير حسنًا؟ سنتحدث عندما ينتهِي وقت عملِي "

اومأ الآخر، وكان جونقان على وشك النهُوض، أمسك فيلكس يدِه

" هل تقُوم بشيءٍ من أجلِي؟ "

" أي شيء لك ليكسي "

" قِيتار ذلِك اللعِين...هل يمكنِك أن تُوصله له؟
لا أرِيد رؤيته بعد اليُوم، أرجوك.. "

كان مترددًا بالموَافقه، وليس وكأنه يتوّق لرؤية هيونجين، ولكِن وضع فيلكس، يُعد أصعب من وضعِه، حقًا..

فلَم يكُن أمَامه خيارًا آخر، سِوى المُوافقه

أخرج فيلكس قِيتاره من الخِزانه، وكانَت أوتاره مُقطعه تمامًا

" أفرَغت غضبِي بِه"

ضحَك الأصغر

" يستحِق ذلِك "

العُوده نحو مكان عملِه لم يأخذ وقتًا طويلًا، مُنذ أن منزِل فيلكس كان قريبًا من الأسَاس، يحمِل القِيتار بيدِه، وفتَح البَاب بيدِه الأخرَى، لأول مرّه، يتمنى وجُود هيونجين ليعطِيه قيتاره، ولا يرَاه مره أخرَى، ويصلّي كثيرًا ليقطع فيلكس علاقته بِه، فلَم يكُن مريحًا بالمَقام الأول

ولسُوء حظّه، لم يكن له وجُود

'اللعنه..هل سأضطر للبَحث عَنه'
'لم آخذ رقمُه من فيلكس حتى'

كان على وشك مراسَلة فيلكس ليفعَل ذلِك

" جونقان"

قال مينهو

" ما هذا؟ "

تسَائل قبل أن يجِيبه الأصغر، يشِير نحو القِيتار

" قيتار الشّخص الذي أتى قبل قلِيل "

" هيونجين "

عقَد الأصغر حاجبِيه بإستغرَاب

" كِيف تعرف اسمه؟ "

" ترَك لك رقم هاتِفه، وإسمه بأسفل الورقَه "

وضع جونقان القِيتار جانبًا
لماذا قد يترُك هيونجين رقمَه له..؟
حسنًا، كان يبحَث عنه، ولكِن لم يتوقع أن يجِده بهذِه الطرِيقه،  وهذِه السرعه

" هل ستتصِل به؟ "

تسَائل

" سأفعَل... يجِب أن أعِيد قِيتاره "

" ما قصّة هذا القِيتار؟ "

" لقد كان بمنزِل فيلكس، حصَلت بعض المشاكل بينهُم، وطلَب مني إعادته له"

أجَابه، يأخذ مِأزر العمَل الخاص بِه، ورفع ذلك القِيتار من الأرضيّة يثبته على الجِدار خلف الطاوِله

" ألن تأخِذه له الآن؟ "

" لن أتركك تعمَل وحدِك "

قال مبتسمًا، وكم كانت إبتسَامته الواسعَه مع غمازتِه مُؤثره، لمينهو

" ستعوض الأيام السابقه إذًا "

" سأفعَل عزيزي "





بَعد ساعات طوِيلة من العمَل، كان وقت إغلاق المقهَى، ولم يتناسى جونقان مُوضوع ذلِك القِيتار، ورقم هيونجين

" سأوصِلك "

" سأذهب بسيّارة أجره، يجِب أن آخذ هذا أيضًا "

أجَاب الأصغر مينهو، مشيرًا على القِيتار

" لا بأس..أمتلِك الوَقت "

" لن يطُول الأمر كثيرًا، سأذهَب بمُفردي "

" كمَا تشَاء "

قال مينهو، وحمَل جونقان القِيتار، يسلّم المفَاتيح للأكبَر، وخرج من المقهَى، لقد سجّل رقم هيونجين مُسبقًا بهاتِفه

وكان مترددًا بالإتصَال بِه، رُغم أن رقمه يتضِح، وإسمه على الشَاشه

حتى أخيرًا..ضغَط على زِر الإتصَال

وأخذ الآخر خمسَة ثواني، لِيجيبه

" اووه الفَتى الجمِيل، لقد كُنت بإنتضار إتصَالك "

وصَله صوته الصاخِب
وتسَائل، هل هو دائمًا هكذَا..؟

ولكنه لاحَظ تغيرًا خفيفًا بصُوته، لم يبدُو كما في الوَاقع، وعمِيق
عبر الهَاتف أكثَر

" همم...إنه واضِح "
" لم أتصِل لأجلِي، هُناك شيء يجِب أن أعطِيك إيّاه"

قال سريعًا

" تقدّم بسهُوله، هدَايا مُنذ ثانِي لقاء؟ "

هكذَا، إنه يسخَر

" هذا مضحِك.. حقًا "

أردف جونقان، ولم يضحَك أبدًا

" هل يمكنُك تحدِيد مكان؟ سآتي الآن"

" سأُرسل لك المُوقع.. أتشوّق لرؤيتِك~ "

أغلق الهَاتف بعد ذلِك، وعِدة دقَائق حتى أرسَل الأكبر له المُوقع، أوقف سيّارة إجرَه وسَار ناحِيته





عشرُون دقِيقه عن مكان عملِه
كان هَذا بُعد منزِل هيونجين

ولا يوَد أن يُخطئ بالقُول، هذا المكان لا يبدو كمنزِل بسيط أبدًا، بل شيءٍ أكبَر

تقدّم لِطرق البَاب، يطرِقه بتردد

ولم يتأخر الآخر بفتحِه لَه، وبلا إلقاء تحيّه وما شابَه، وضَع القِيتار أمام عِيناه

" من فيلِكس "

" اهلًا بِك أيضًا جونقان، هل ستعطِيني إياه عِند البَاب أيضًا؟ "

أمتعَضت ملامِحه عندمَا رأى هذا الشَيء، وعندمَا أتى إسم فيلكس، إن هيونجين غاضِب منه للغَايه، ولا يوَد سماع إسمه حتّى، لن ينسى كِيف أستغَل ثمالته وأستدرجهُ للفِراش

إنه يعلَم بحَقيقة مشَاعر فيلكس له، وحَاول الحِفاظ على صداقتِهم، لا يوَد أن يجرح فيلكس إن كان حبيبًا لَه، لأن علاقاته دائمًا ما تنتهي بهذِه الطرِيقه

لذلِك، أخبَره بأنه سيكون بخِير إن كان صديقًا له فحَسب، لِيس وكأن فيلكس لم يُحاول تقبِيله من قَبل، والتقرّب مِنه
ولكنه كان دائمًا ينرفِض من قِبل هيونجين

فإستغلَاله بلحظة ضِعف كتِلك، تجعلُه يكره إسم فيلكس حتّى

" لا أمتلِك الكثِير من الوَقت "

أستمرّت والِدة الأصغر بإرسَال الرسائل النصيّة لَه، تخبِره بأنه علِيه العُوده
الساعه تكَاد تكون الثانيَة عشَر

" لقد صنَعت القهوَه "
" لن ترفُض ذلِك صحِيح؟ "

" علَي الذهاب حقً... "

" توقّعت، هيا أدخُل "

تنهد الأصغر بيأس، حينمَا ترك الأكبر البَاب مفتوحًا وسار للداخِل، ضرب جونقان الجِدار بجانبه، تِلك طريقته، بالحِفاظ على غضبِه، لن يستطِيع إحتمَال هيونجين أبدًا، أبدًا..

حمَل القِيتار ثانيةً وتبعَه للداخِل، وكان المنزل جميلًا كخَارجه، إلا أنه كان فارغًا، لا يوجد سِوى هيونجين

" هل تشربهَا ساده أم أضع السكر؟ "

تسَائل هيونجين، أثناء وضع القهوة أمامِه، ولقد سئِم الأصغر حقًا، من ألاعِيبه، ونبرتِه، ونظرَاته..

" هل يمكنك أن تأخذه وننهِي ذلِك سريعًا؟ علي العُوده حقًا "

" للتو أتِيت جونقان .. أشرب قهوتُك"

تنفّس بغضَب ونظر ناحيَة القهوه، أخذها وشربها سريعًا، برشفه واحِده، و كم كانت لاذِعه..

" قِيتارك "

حمَله من جانبه ووضعه بجَانب الأكبَر، كان القِيتار بداخل الحَقيبه.. لم يرَاه بَعد

" لن تحِب ما ستراه.. "

أردف جونقان بنبره منخفِضه

" حقًا.. ما سأراه..؟ "

فتح الحَقيبه، وخرج قِيتاره الذي لم يراه مُنذ زمَن، مُنذ سنةٍ من الآن.. بأوتار مُقطعه

صمَت هيونجين حينمَا رأى ذلِك، ثم حمَل إبتسامه ساخِره،
لِيس جونقان من فعَل ذلِك، ولكنَه لم يكن يتوقع هذا من فيلكس أيضًا.. هو فقَط من يعلم كم هذِه الآلة قيّمة له

" هل ينتقِم مني بهذا.. "

" لم يكُن عليك تركِه بالمَقام الأول "

قال الأصغر اخيرًا، لقَد كانت هذه الجملَة بصدرِه،
لأول مره يرَى فيلكس بهذه الحَاله.. والمُتسبب؟ يسخَر فقَط

" هل ينتقِم مني بالشيء الوحِيد الذي تبقى من والِدتي! "

صرخ هيونجين علِيه، وجفَل الأصغر، من صُوته العَالي

ودام الصّمت، طويلًا، حتى كسره جونقان

" لم..أكُن أعلم.. "
" أين هي الآن..؟ "

سأل بتردُد، رغم أن الإجَابه واضحة لدِيه، إلا أنه يوَد التأكد

" بعد قلِيل ذِكرى وفاتِها الخامِسه "

حمَل إبتسَامته الساخره مجددًا، ولكِن ملامحه لم تكُن بخِير، ولا نبرة صُوته، أي نوع من الرجَال هذا الرجُل....

لا ينكُر، لَقد أصابه تأنِيب ضمِير فضيع، ليبلِغ من السُوء كما يشَاء، ولكِن هذا كثيرًا حقًا..

" أعتذِر لذلِك.."

لم يتبقّى على الثانية عشر سِوى عدة دقائِق، وكان لا يزال هيونجين يعبَث بالأوتار المُقطعه،

إنه قيتار...ستعزف علَيه عِدة مرات، وسينقطع أحَد الأوتار، وستغيرها بطبِيعة الحَال، ولكِن...هيونجين كان حريصًا علِيه حتى من هذه الناحيه، كان يخَاف أن يُخدش حتى، لأجل أن لا تتغير صورته التي عهدَها مُنذ والِدته.

وفيلكس بكُل بسَاطه..يقطّعها

من ناحيَة أخرى، كان هناك جونقان، يشَاهد كيف هيونجين يمتلِك نظره حزِينه، ولم يستطِع إحتمَال كل ذلِك اليأس

" سأعود قريبًا.. حسنًا؟ "

تحدث أثناء نهُوضه، يربِت على كتف هيونجين قبل ان يخرج، أخذ هاتِفه فقط، وترك حقِيبته..

إنهَا مشكلته الوحِيده، ينسَى الإساءة التي تفعَل بِه، يوَد إطفاء ضمِيره.. حقًا

مسح على وجهِه بقِلة حِيله، وبحَث عن أقرب متجرٍ للآلات، حسنًا..إنه سيء،  بشكلٍ كبير، لترك صدِيقه بتِلك الطرِيقه، وللسخريَة مِنه لأنه يعانِي من مشاكلٍ فِالسمع..

ولكِنه فقط قرر تجَاهل كُل ذلك، ويجعلهَا نهاية أخلاقيه، للقاءه مع هيونجين، وستكُون هذِه الأخِيره

لقد قطَع وعدًا كهذا الآن لذاتِه

وكان هنَاك متجَر آلات قريبًا مِنه، سيرًا على الأقدام...ذهَب ناحِيته

لا يعلم نُوع قيتار هيونجين، ولا يفهم بتِلك الأشياء كثيرًا أساسًا، سأل الشاب الذي يعمَل هُنا، وأعطاه العدِيد

أخرج صورة ما، تشَابه قيتار هيونجين، وأعطاه الفتى المُناسبة له، وبطرِيق العوده حاول تعلّم كيف تركب تِلك الأوتار..

ثم وصَل للمنزِل مرة أخرَى، لم يكُن بحَاجة لِطرق البَاب لأنه لم يغلِقه تمامًا، دخل بهدُوء وأغلق البَاب خلفِه بهدُوء كذلِك

وكان هيونجين...على جلستِه، كما تركه، إلا أنه شَرب الكحُول، هناك العديد من الكؤوس أمَامه...

" هيونجين "

ندَه له، بصُوت هادِئ
ولم ينظر الآخر ناحِيته

" قلهَا مره أخرى "

تقدم الأصغر نحوَه ثم تسَائل

" ماذا "

" أسمِي "

أصبح جونقان يقِف أمَامه، لذلِك رفع رأسه
وأمتلك أعيُن محمرّه..للغَايه

لقد إنفطَر قلب الأصغر، لهَذا فقَط، رغم أنه علِيه أن لا يشعُر بالحِزن تجاه هذا الشخص السّيء، الذي يمقتُه.. ولا يطِيق التواجُد معه بذَات البقعه حتى

" أنظر.. "

تجَاهل ما قاله الأكبر، و أخرج ما بكِيس التسّوق الذي بيدِه، الأوتار التي أشتراهَا قبل قلِيل

" أنا سيء بهذا حسنًا؟ ولكنني أعرُف القلِيل "
" يجِب عليك مساعدتِي "

أمتلك إبتسَامه خفِيفه، يحَاول مواساته، بأي طرِيقه

" سأفعَل "

أبتسم هيونجين كذلِك، وجلس جونقان بجَانبه

يقرأ ما على التعلِيمات، مُركز بما مكتُوب، يصبّ إهتمامه علِيه،
وكل ما كان ينظُر نحوه هيونجين بتِلك اللحظه، جونقان..جونقان فقط

" نحتاج إلى مقَص..هل تمتلِك واحدًا؟ "

رفع عينِه عن ما بيده، ونظر نحو هيونجين، الذي كان قريبًا مِنه بدرجة كبِيره حين رفع رأسه، ويعطِيه ذات النظرات المُعتاده، اللتي لا يستطِع جونقان فهمِها..

ليس وكأنه جاهِل، ولكِن لا يصدق فقط، أن يسخر مِنك شخصًا، ثُم يرسِل إليه نظرات مُطوله كهذه، هل يبحَث عن شيء آخر للسخرية مِنه؟

بنظر جونقان، كان الأمر كذلِك، فبعِين نفسِه.. إنه لا يستطيع النظر للمرآة حتّى، ولا يوَد رُؤية إنعكاسِه..

ويظن أن هُناك الكثِير لسخرية مِنه بشأن ذاته
وكُل ما فعَله، تحَاشى النظر لهيونجين

" سأفعل هذا لاحقًا... "

اومَأ الأصغَر وترك الأوتار على الطّاوله..

" تبدُو شغوفًا "

قال هيونجين

" بتعلّم ذلِك.. "

أكمَل

" لطَالما حلِمت بإمتلاك شيء كهَذا... ولكِن والدتي تستمِر بالرفض"
" قطَعت الأمَل "

ضحك بخِفه

" كما قطع فيلكس هذه الأوتَار؟ "

إستاءت ملامِح الأصغر مرة أخرَى، لا ينكُر بأن هيونجين مخطئًا، كما يظُن، وكما روى له فيلكس
ولكِن خطئه لا يبرر فِعل هذا، لا تستطِيع العبَث بأمانة شخصٍ ما، فقط لأنه أساء لك مرّه، وهيونجين صدِيقه بعد كُل شيء

" لا تستطِيع الرد حتى.. "

" إنه لِيس خطئي "

دَافع عن نفسِه أمامَه

"إذًا لماذا أحضرت هذِه الأوتار؟ "
" ما مصلحتك بهَذا؟ "

" حقًا.. "

نهَض جونقان من جانِبه، إنه يستشِيط غضبًا الآن
هل يظن هيونجين بأنه أحضر شيئًا له لأنه يرِيد منه شيئًا آخر؟

تِلك الفكرة لوحدهَا.. تؤذِيه، لأنه لِيس شخصًا كذلِك
ولكِن من أين هيونجين سيعلَم أليس كذلِك؟

وهو لا يوَد وضع نفسه مُوضع المُغفل أمَامه، بتُوضيح ذاته
لذلِك جمع أغراضِه للخرُوج من هذا المكان

وحينمَا أدرك الأكبَر، نهض سريعًا من خلفه، يمسِك بذراعه

" جونقان ما الخطب.. لم أقصد شيء سيء
لقد كان سؤالًا فقط! "

" أحتفِظ بسؤالك هذا حسنًا..؟
أنا لست سيئًا لأقدم لك معرُوفًا وأنتظِر المقَابل! لَقد ظننت بأن هذا سيفِيدك لو قليلًا.. غباء صحِيح؟ "

أرتجَف صُوته

" لا أعلم..لا أعلم ما الذي تظنني إياه هيونجين
ولكنني لست ذلِك الشخص الذي برأسك أبدًا
أبعِد يدك "

دفَع ذراعِه بعيدًا، وخَرج من ذلِك المنزِل

يعلم هيونجين، بأن المُشكلة لِيست بجونقان أبدًا،
ولكن جمِيع من قدّم له شيئًا، كان ينتظر شيئًا آخر بالمُقابل، لقد إعتاد على هذا

إنه لا يشعُر بالحُب، أو أنه شخصًا محبُوب، حتى وإن كان الجمِيع يرى ذلِك، عدَاه هو.. هو الوحِيد الذي لا يرى
حتى وإن كان واضحًا

تِلك مشكِلته.. الأبديّه

Continue Reading

You'll Also Like

722K 16.3K 67
الكاتبة ؛ مــرح حسابي أنستا ؛ pxliq_1 ، مكملين أنستا 🤎
131K 3.5K 24
حساب الكاتبه انستقرام = rcwiie =
123K 2.9K 86
رواية "جابك الله في زحام العمر صدفة" ( احداث الرواية قديمة جدًا تعود لزمن قديم جدًا زمن العيش فالقرى والحياة البسيطه والروح الحلوة تعود حياة القرى ال...
73.5K 1.8K 28
تتكلم رواية [غرام الهيثم] عن الابطال غرام وهيثم الي يرتبط مستقبلهم مع بعض بتهور من جدهم الي من ولدو وهو يحلف بيمينه انهم لبعض فما ردة فعل الأبطال