___________________________________________
• « فلتقع في حب مشاكلك ... ربما ترحل عنك هي
أيضا» .
___________________________________________
-" كيف دخلتي الى هنا ؟ "
بعد سماعها لسؤاله كل ما فعلته هو النظر خلفه ... ليصبح فجأة الجدار المقابل لبصرها مثيرا للاهتمام بينما عقلها ينسج الرد الوحيد الذي تبادر الى ذهنها :
-"من الباب ... لا تظن أن حراستك المشددة هذه ستكون عائقا بالنسبة لي ...صحيح؟ ... لما لا أجد علب حبوب الإفطار في أي خزانة ؟ "
-" فقط لا تنثري فوضاك في الأرجاء "
وعقب قوله إقترب بوجهه أكثر ليحصل على رؤية أحسن لأعينها المؤلوفة له ... يجعل أرنبة أنفها تلامس خاصته :
-" لا أضمن حدوث ذلك ...لذا لن أعدك بشيء "
ركزت على حدقتاه تحافظ على التواصل البصري بينهما ...وما كان إرتفاع حاجبيها في هذه اللحظة الا دلالة على أنها ستفعل شيئا قريبا ... ، اما ثغرها فقد أفرج عن إبتسامتها العابثة ...
لاحظ تقارب المسافة الشديد بينهما ... لذلك تراجع يعود بخطواته اين تقبع مكينة القهوة ، يخرج الكأس من الرف فوقه و هي قد ثبتت يدها على البار تدفع جسدها في قفزة خفيفة لتصبح جالسة في جهته مقابلة لظهره ...
تضع قدما فوق الاخرى و تسند جثمانها على ذراعيها المتموضعة خلفها في جلسة مريحة ... تنظر ناحية ظهره المقابل لها ، تلاحظ بقع الدماء على كافة جسده :
-" حبوب الإفطار في رف الأطفال فوق في نهاية
المطبخ "
أدارت رأسها الى المكان حيث أشار ، جاعلا ملامحها تمتعض بإستغراب لإرتفاعه المفاجئ... انه بعيد جدا ، يستلزم سلما للوصول إليه :
-" هل تمازحني ؟...لما هو مرتفع هكذا ... إنه خاص بالأطفال "
-" ان تناول الحمقى الصغار هنا جرعة زائدة من السكر ...ستصدر المحاكم حكما جديدا لإعدام الأطفال ...بالكاد نستطيع كبحهم دون هذه الأشياء"
وسرعان ما كسرت ضحكتها الساخرة الصمت حولهم أثناء وقوفها على البار لتمشي عدة خطوات قبل توقفها قبالة رف الخزانة العالي :
-" من المضحك انهم لا يقتدون بطبيعة زعيمهم المملة ... ألا تظن ذلك؟ "
قفزت بخفة تمد ذراعها اليسرى لتمسك بحواف رف الخزانة من الأسفل يليها مدت يدها اليمنى ترفع جسدها لتمسك بحوافها العلوية ...
فتحت الخزانة ليقابلها منظر الكعك و الشوكولا وغيرها من السكاكر بعدها تأتي علب حبوب الافطار بأنواعها في الخلف تنتظر من يأكلها...أزاحت كل تلك الحلوى واخذت علبة من هناك ، تفلت يدها لتسقط وترتكز على قدميها ... التفتت لعدم سماعها رده تجده يسند نفسه بالرخام خلفه ، ويراقبها بصمت ... و وسط صمته كان يتساءل ...
المرأة التي تقابله ... خطيرة ... تستطيع اجتياز حراسة قصره دون عناء ... هي مخترقة مخضرمة و تعرف الكثير ...تُرى ؟ ...
هل تستطيع إيجاد أي معلومة عن صديقته التي بدت وكأن الأرض انشقت و إبتلعتها ؟... كان هذا السبب الوحيد الذي يجعلها نائبته الآن ...
وربما ...
هي نائبته فقط لأنها تشعره بالألفة ... ، فقط لذلك ...
توجهت نحو الثلاجة تُخرج علبة الحليب وتسكب كُلا منهما في وعاء ...
-" بالنسبة لفرد من الكامونار ... لا يبدو أنك تكرهينني "
-" بلى أنا أكرهك "
وبالفعل هي تكرهه ... تكره أي شخص إرتبط به لقب الكريفامور ... اللقب الذي سبب الأذية لوالدها لسنين ... والدها الذي ستبيد أي شخص يؤذيه بمقدار شوكة ... و الذي اعتنى بها رغم انها لا تحتاج عناية و تخلى عن الكثير من أجلها ... يستحق أن تكره العالم كله إن كان يكرهه هو ...
-" لما انتِ هنا ؟ "
-" لأناقشك في الوضع الحالي الذي نحن فيه و لكن بعد رؤيتي للمطبخ ...غيرت رأيي "
-" اصعدي الى مكتبي و انتظريني سأوافك بعد دقائق "
حمل كأسه يخرج من المطبخ ليصعد السلالم أثناء إغلاقه لأعينه كإستراحة مؤقتة ... يصعد درجة تلوى الأخرى الى ان وصل الى جناحه بالطابق الثالث يتوجه الى جهته الشمالية أين يقبع باب غرفته ليدلف الى الداخل وما كاد يغلق الباب خلفه حتى وجدها تتوسط الأريكة في الزاوية وتتناول وجبتها ...
تشكل حاجباه في عقدة وكذا لسانه لثوان و الجملة الوحيدة التي نسجها عقله 'متأكد أنني لست ثملا و لم أشرب أي كحول ' :
-" قد تركتك بالأسفل ... كيف وصلتي الى هنا "
-"نحن في القرن الواحد و العشرين ... انا لا أصعد السلالم ، بل اتسلق قضبانها...لقد أغلقت أعينك و لم تلاحظني ... كان ذلك لطيفا "
لقد أخبرته للتو أن إغلاقه لأعينه أثناء صعوده السلالم تصرف لطيف ... لكن للصراحة ... كان ليكون كذلك لو لا الدماء التي تغزو جسده الآن ...
-"اخرجي ، المكتب في الغرفة المجاورة "
-"اوه حقا ... لم أكن أعرف "
قالتها بأكثر نبرة مستفزة تملكها ، و هو الذي زفر بإنزعاج ومع ذلك بصوت ساكن نطق يتوجه الى حمامه :
-" ملفاتك فوق الطاولة هناك ...إن خرجت ووجدتك ...سأرميك بأول شيء يقابلني و لا يهمني ان انشطرت جمجمتك لنصفين"
اغلق الباب وراءه تاركا إياها تلقي نظرة على تلك الملفات المكدسة بينما تضع في فمها ملعقة أخرى و تتجه الى سريره تتسطح عليه مخرجة هاتفها لتلعب لعبة نهاية العالم الخاصة بها ...
...
صوت قطرات المرش يضرب على أرضية حوض الإستحمام و يختلط مع صوت أفكاره التي كانت تخبره ان يتوقف عن هذا الجنون ...ان يتوقف عن تشبيه إمرأة أخرى بصديقة طفولته ، لا يجب عليه الإنجراف وراء مشاعره وسيضبها حتى يعلم ما حل بها ، إن كانت على قيد الحياة ام لا ، وإن كانت حية فأين هي الآن ...
مرت ربع ساعة منذ دخوله وهاهو الآن يخرج بينما يلف منشفة على وسطه و أخرى يجفف بها شعر رأسه المنخفض اتجاه الأرضية غير متوقع تماما انها لا تزال في غرفته ... لكن في الثانية التالية رفع رأسه ليجدها متسطحة على سريره تركز في الضغط بأناملها على شاشة الهاتف و أصوات الأسلحة منبعثة منه...
لقد ضربت بكلامه عرض الحائط و الآن تتجاهله ليس وكأنه هددها من الأساس ، لعق وجنته من الداخل ولم يتردد ثانية أخرى في حمل التمثال الحجري الصغير بجانبه و رميه عليها بسرعة مشابهة للقذيفة ، ينتظر ان يكسر على رأسها ، لكن ذلك لم يحدث فاستجابتها كانت سريعة رغم تركيزها مع لعبتها لترفع يدها و تلتقطه بإحكام مسببا خسارتها في لعبتها الحربية ...
كانت في صدد شتمه على هذه الحركة التي
جعلتها تخسر الا انها توقفت بعد رؤيتها لهيئته تأخذ وقتها في تأمل جسده من الاعلى الى الاسفل ... و قد ضحكت بعبثية ، متجاهلة تعابير الموت على وجهه ...
- " أنظر الى نفسك ... تبدو مثيرا حقا الآن "
-" هذا ما كان ينقصني ، ان تتحرش بي إمرأة "
تقدم من غرفة ملابسه و أسلوبه المتسلط والآمر خلف وجهه البارد و نبرته الهادئة بدأت تخرب عداداتها ... وقد تأكدت الآن أنها أوصلت له الفكرة الخاطئة ... بأنها تعمل لديه وليس معه ... لذلك ستصححها بطريقتها ...
خرج بعد دقائق بلباس غير رسمي كان أقرب الى بذلة رياضية و شعره حالك السواد لا يزال نديا مبعثر على جبهته ...
-" انهضي من هناك حالا "
-" اجبرني"
ذلك الرد كان القطرة التي أفاضت الكأس ليخرج مسدسه من خلف ظهره متقدما منها بخطوات سريعة صامتة كانت لتحرك ناقوس الخطر عند أي أحد ...
غيرها ...
أمسكها من ياقة قميصها يرفعها بعنف من وضعية إستلقاءها كأنها لا تزن شيئا و يصدم ظهرها بالحائط خلفها موجها مسدسه اتجاه صدغها أثناء تضييقه قبضته على رقبتها ... متحدثا بهالة هدوء خانق :
-" أنظري الى نفسك تعبثين بمزاجي ... يا قطة ... ان كان امتلاك دماغ داخل رأسك هذا يهمك ...فمن الأحسن ان تربطي لسانك أمامي "
كل ما أبدته بعد كلامه هو الصمت تأخذ ببصرها هنا و هناك على ملامحه و قد كان يراقبها بأنفاس مضطربة لذلك اللون الكهرماني المؤلوف الذي يجوب معالم وجهه في هذه اللحظة ...
الا ان آخر ما توقعه هو ان ترفع سبابتها ببطئ وتنقر أرنبة أنفه مصدرة من ثغرها صوتا شبيها بضغطة زر يليها جذبه من ياقة قميصه و تقريبه منها الى حد إختلاط أنفاسهما لتشخر بسخرية هامسة له في ظل الصمت المكثف في الغرفة :
-" اهدئ أيها المخيف فأنا لم أبدأ بعد ...
أولا ، ان كنت تحاول إخافتي فهذا لن ينجح لذلك أعد مسدسك الى مكانه و لا تقتحم مساحتي الشخصية هكذا مجددا ...
ثانيا ، هل أبدو حقا بذلك الغباء لتقنعني انه من بين جميع البشر إخترت إبنة أعداءك لتكون نائبتك ... و سأوافق أنا لمجرد تهديدك بقتلي ؟... بحقك ، كلانا يعلم انك تحتاجني في أمر ما و كذلك أنا ...
ثالثا ، جرب مناداتي بالقطة ثانية ... ولن أضمن لك سلامتك "
و مع انتهاء كلامها ...كل ما شعر به انه في مشكلة ... هي تعرف أنه يحتاج خدمة منها ... لذلك ستطلب المقابل ... مقابل سيفعله حتى لو كان إحضار مخلوق فضائي لها ... فكل همه الآن ... أن يجد الفتاة التي كانت النقطة البيضاء في صفحته السوداء ... و التي كان قضاء الوقت رفقتها أشبه بجرعة مخدرات قوية ...
يشعر أنه قنبلة موقوتة كانت تنتظر لوقت طويل أي ضغطة لتنفجر بقوة ... و في نهاية المطاف إتضح له أن خروجه من الأمر دون خسائر مستحيل ...لذلك دفع فوهة المسدس نحو رأسها بخفة قبل ان يرجع بخطواته الى الخلف كحركة تنم على انها لم تفز بالنقاش متجها الى مكتبه وقد تبعته خطواتها ...
...
بعد دقائق من الصمت في رواق الجناح المظلم ، تحمل وعاء فطورها في يدها بينما ترمي بأعينها هنا وهناك تحفظ المكان ... فتح باب المكتب يتقدمها في الجلوس على الأرائك متخليا عن الطابع الرسمي في التعامل ... وقد جلست هي مقابله تنتظر منه ان يبادر الحديث و بالفعل لم تمر دقائق و قد افتتح الحديث :
- " ماذا لديكِ ؟ "
-" سأتحدث مباشرة دون لف و دوران ... الجميع يعلم بالعداوة القائمة بين العائلتين ... لذلك عملي معك الآن في أي ما كان إحتياجك لي ... مستحيل و يشكل خطرا على حياتي العائلية ... لذا ... "
كان طلبها واضحا وضوح الشمس ... العائق الوحيد لعملها رفقته هو عداؤهما ... و هي تريد منه الآن ... إسقاط هذا العائق ...
-" تقصدين صلح ؟ "
-" يالذكائك "
-" طلب جريئ بنسبة لشخص فجر أبناء عائلته شحنات المخدرات التابعة لي منذ مدة وجيزة "
-"لهذا أقترح عليك حلا كهذا ... أليس من المؤسف ان تضيع كل هذه المساحيق رفيعة الجودة هباءا ؟ "
-" تلعبين بالنار "
-" النار لا تحرق أمثالي "
دقيقة صمت انتشرت حولهما سامحة له بالتفكير موجها أنظاره إلى فراغ الأرضية ...
ان كان سيقيم صلحا مع آل كامونار... سيستغرق هذا وقتا وجهدا كبيرين ... عليه إرجاع خريطة المناطق القديمة بين العائلتين و ذلك مستحيل ... والضغط الذي يستمر الكامونار في تطبيقه من خلال إفساد عمل عائلته في مختلف المجالات يجعل اجتناب شن هجوم عليهم كذلك مستحيل ... و مجرد تفكيره بطرح الفكرة على الكريفامور ... يجعل الصداع يلازمه بالفعل ...
لكن من جهة أخرى ... يستطيع قلب الأمور لصالحه ... فهو يفكر الآن على أن الأمر كمخاطرة محسوبة ... التخلي عن بعض النفوذ الهامشي مقابل قاعدة قوة معززة في معقله الإقليمي بالإضافة الى ...
رفع رأسه يوجه أنظاره للتي تتناول وجبتها بتلذذ تزامنا مع الفكرة داخل رأسه ...
' حصوله على قاعدة بيانات عالمية و باحثة مغتالة بجانبه كالتي تجلس مقابله الآن '
-" هل تجيدين البحث عن الأشخاص ؟ "
ابتسمت بخفة لسماعها سؤاله بعد نصف ساعة من الخرس ... تضع وعاء إفطارها على الطاولة جانبا ... هذا يعني أنه قبل عرضها مقابل هذه المهمة ... مهمة إتضح أنها من نوعها المفضل ...
-" بالطبع أجيد ... هل لديك صور ؟ ... وثائق شخصية ؟ ... حسابات ؟ ... أي شيء "
-" لا "
-" لا ؟ "
-" إن كان لدي كل هذه الوسائل لإيجاد شخص مفقود ... فلما قد أحتاج إليك من الأساس ؟ "
- " منطقي "
-" أبحث عن امرأة بإسم ' ساندرا أبريانو ' والتي يبدو و كأن الأرض انشقت وإبتلعتها هي و ... ابنتها "
-"إذا تريدني أن أبحث عنها من الإسم و الكنية فقط ... فقط لا غير ؟ "
-" نعم ... لا تستطيعين ذلك ؟ "
-" بلى أستطيع ... الأمر فقط ... سيستغرق وقتا... لكني سأبدأ البحث مع إنتهاء عقد الصلح "
-" هل سيستغرق البحث وقتا طويلا ؟ "
-" قد يمتد زمن البحث الى أشهر بإعتبار اتساع النطاق الجغرافي لتواجد بياناتها الى بعض البلدان غير ألبانيا ... لكن مع إختراقي لثغرات الأمن والخوارزميات الصغيرة ... قد تتقلص المدة الى أسابيع ... في النهاية هناك ملايين الأشخاص بإسم ساندرا وكنية أبريانو ... لا تقلق ... فقط ركز على الصلح "
-" هل ناقشتي أمر الصلح مع كبار عائلتك عند خروجك من هنا حتى ؟ "
-" بالطبع لا ... أنت من سيفعل ... و عندما تخبرهم بالشراكة بيننا على أن أكون نائبتك مقابل تقسيم مناطق العمل والنفوذ وأيا ما سيكون الإتفاق عندها ... تارا ... سأكون كالقديسة التي تضحي بنفسها من أجل مصلحة الجميع "
-" إذن تطمعين للخروج من الموقف كالشعرة من
العجين "
-" هاي ... أنا على وشك إختراق قواعد بيانات حكومية صارمة و غير صارمة من أجلك ... لا تكن أنانيا "
أعاد برأسه الى الخلف يريحه على مسند الأريكة لدقائق بما أن وقت نومه قد إنتهى وسيبدأ العمل مجددا ... أما هي فقد تسطحت بجسدها بالكامل على الأريكة على جانبه تسند رأسها على ذراعها بينما تضع يدها الأخرى على أعينها ترتاح كذلك ...
مرَّ بعض الوقت على ذلك الهدوء لكنه لم يكن خانقا ... بل كان محببا لكليهما ... هو لأنه أراح رأسه أخيرا وقد وجد حلا للمشكلة التي كانت تخطف النوم من جفونه ...
وهي لأنها أراحت رأسها لوجود شخص آخر معها في غرفة مظلمة ... لذا لن تقلق لوجود طيف ذلك القناع الذي يلازم وحدتها في ركن الغرفة ...
-" إذا ... هل إستأجرت مخترقين لإيجاد هذه المرأة من قبل ؟ "
همهم بالإيجاب مكملا رده ...
-" لكن ذلك لم ينجح "
-" لما ؟ ... لا يبدو أنك قد تستأجر مبتدئين "
فتح أعينه يميل برأسه ناحيتها يراها مستلقية و يدها تحجب أعينها والتي قد رفعتها نتيجة صمته عن الإجابة تنقل نظرها إليه كذلك ... وفيما كانت تنتظر إجابته ... كان هو شاردا في لون حدقتيها المحبب إليه الذي انعكس عليه ضوء شمس الفجر ...
-" كان الإختراق سهلا عليهم ... لكن ما إن يقتربوا من الحصول على البيانات ... يتم إجتياز جدار الحماية الخاص وصولا الى ملفات أجهزتهم لتنفجر في
وجوهنا "
-" لحسن حظك ... هذا لن يحدث معي "
-" أظن أن هذا يجيب على سؤالك ... لماذا إبنة أعدائي من بين الجميع "
و قبل أن ترد عليه قد صدع صوت هاتفها معلنا عن إتصال ... مدت يدها الى جيب سترتها الجلدية و أبعدت أنظارها عنه تضعها على شاشة الهاتف ... ولم يكن المتصل سوى أغوست ... لذلك استقامت من مكانها جاذبة إنتباه هيوغو ...
-" علي أن أذهب الآن ... متى ستعقد إجتماع الصلح ؟ "
-" سأرتب الأمور أولا ... عندها سيتم إعلامك به رفقة الباقين "
لم تضف كلمة أخرى ... فقط إماءة برأسها دليلا على موافقتها حديثه ... تقدمت من الباب تنوي الخروج ... ومع إنزالها للمقبض واتخاذها خطوة للخارج قد تذكرت أمرا ...لذلك إلتفتت برأسها نصف إستدارة تطرح سؤالها ...
-" ما إسم إبنتها ؟ ... هل تريدني أن أبحث عنها كذلك أم تضع في الحسبان أنها موجودة حيث توجد والدتها ؟ "
باغتته بذلك السؤال ... سؤالها عن إسم صديقته ... لطالما قال نفس الحوار عن إختفاء ساندرا و إبنتها ... لكن لم يلتفت أحد ليسأل عن تلك الصغيرة القابعة داخل فكره ... وهو الذي لم ينطق أحرف إسمها بصوت عال منذ وقت طويل ...
قد إرتفعت دقات قلبه فجأة ...لدرجة يشعر به قد إرتفع وإستقر في حلقه لمجرد فكرة نطقه لإسمها مع إمرأة شبيهة بها خارج أفكاره ... ولم يدرك حتى هذه اللحظة ... أن التعلق المرضي بصديقته المختفية ... أصبح غير طبيعي و مرهق مع كل ثانية تمر عليه ...
- " ميراي ... إسمها ميراي "
نطق إسمها بصوت خافت لكنه مرتفع كفاية ليصل لأذنيها ...و قد كان لذلك ذوقين ... ذوق حلو إعتاد التلذذ به سابقا في كل مرة تضيع منه في ساحة مدرستهم الداخلية ... و ذوق مر إستشعره الآن للمرة الأولى لأنه لم يناديها بإسمها طوال 17 عاما و قد لا يناديها مجددا ... أبدا ...
سكت لثوان عُقب نطقه لإسمها مكملا إجابته ...
-" إبحثي عن ' ساندرا ' فقط حاليا ... أحتاج لمعرفة شيء أولا "
إبتسمت ميراي بخفة للصدفة بين إسمها و إسم تلك الإبنة ... ولم يسعها سوى التفكير بغرابة سير القدر ... دقيق جدا ...
-" إسم جميل"
-" أعلم "
أصدرت ضحكة مكتومة لسماعها رده مغلقة الباب وراءها عند خروجها تاركة إياه يناظر سقف المكتب و يخطط لسلام قادم على الأبواب بعد سنوات من العداء الدموي ...
.
.
.
أخذتها أقدامها الى الساحة الأمامية للقصر نحو دراجتها وقد إنطلقت بها تخرج من هناك كليا ... و أول ما فعلته
بعد خروجها ... إعادة الإتصال بأغوست بعد رؤيتها لتسعة وعشرين مكالمة فائتة ... بالتأكيد هو يفقد عقله الآن ... و مع بدأ وقت المكالمة ... كان الصمت هو كل ما يسمع من الجهتين حتى نطقت هي ...
-" مرحبا؟ "
-" أين انت ؟ "
-" انا ؟ "
-" مورا !! "
صرخ إسمها بإنفعال وهي التي عضت شفتها السفلية تكبت ضحكها على ردها الغبي ... لا يمكنها إخباره أنها أمام البوابة الخارجية لقصر أعدائهم بالدم ... لذلك ستكذب بأي مكان بعيد عن هنا ...
-" ااااا ... أنا أمام ... بوابة منتجع بوكا "
-" لا تتحركي من مكانك ... سآتي لإصطحابك "
-" مهلا ... ماذا ؟ ... لا يمكنني ركن دراجتي في أي مكان هنا ... سأكون ه ... "
-" لا مشكلة ... سنجلبها معنا عندما نصل ... كما انني أحتاج الى الحديث معك ... سأكون هناك خلال ساعة و نصف "
أنهى أغوست المكاملة فور إخبارها ... لمعرفته أنها ستبدأ بصده دون توقف ... أنزلت الهاتف من أذنها تتساءل عن صيغة الجمع التي تحدث بها ... هل سيحضر شخصا معه ؟ ... تأففت بملل تعيد الهاتف الى جيب بنطالها و تسرع في طريقها الى المنتجع قبل وصول أخيها ...
...
مرت حوالي ساعة ونصف منذ إتصال أغوست في حين هي كانت جالسة على المقعد المجوار لبوابة المنتجع ترجع رأسها الى الخلف تستند به على الحائط شبه نائمة بينما تشبك ذراعيها الى صدرها ... ولم يدم جلوسها على تلك الوضعية حتى أيقظها صوت عجلات تحتك بقوة بالطريق ...
نزل أغوست من السيارة يتقدم منها وقد اعتلى ملامحه البرود و الإنزعاج ... بينما هي ألقت نظرة على نوافذ السيارة المظللة عسى أن تلمح شخصا متجاهلة تعابيره الباردة والمتجهمة نحوها و التي رأت الكثير منها اليوم ...
-" لماذا لم تأتي حتى الآن ؟ ... إنتظرك أبي طويلا "
-" كان لدي عمل مهم ... كما أنني كنت في طريقي الى القصر ... لم يكن هناك داع لقدومك "
-" سنناقش بعض الأمور ... اصعدي السيارة "
-" لا أظن أن صندوق السيارة كبير بما يكفي ل'شادو ' "
-" لن نضعها في صندوق السيارة ... "
و الآن قد تأكدت أنه أحضر شخصا معه ... رفعت حاجبها من جرأة أخيها ليحضر لها شخصا يقود دراجتها غيرها ... غيرها هي ...
أشَّر أغوست بيده الى السيارة كإشارة لينزل أيا من كان داخلها ... و بالفعل لم تمر ثوان وها قد نزل رجل خمري اللون ذو شعر بني و أعين زرقاء داكنة ... بمظهر رياضي ديناميكي ... مناسب لقيادة دراجة نارية ...
تقدم منهما يقف بجانب أغوست و يرمي بنظراته التي إن كانت كلاما فسيكون ' أنا لا أطيقك' ولم تبخل ميراي بمبادلته ذات النظرات ...
- " سيتكفل أيلير بإصالها إلى القصر "
🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫🚫
نزل الفصل أخيييييرا 😭😭😭😭💃💃💃
والله كتابة اكثر من الفين كلمة فقط بالهاتف اصعب من وجه استاذ الرياضيات
بعرف طولت عشان انزل الفصل و حنزل في حساب الانستا...
ما علينا وقت شويت أسئلة ...
- توقعت الانعطاف المفاجئ للأحداث؟
-ايش رايكم في الاتفاق بين ميراي وهيوغو ؟
- شو تتوقعو حيصير مع ايلير؟
- شو تحسسكم ردود ميراي ؟
- شو النظرة الي حاملينها عن هيوغو ؟
- اذا انسيتو اسم الشخصية ومين اتكون اكتبو فخانة التعليقات واجاوب انا عليكم ...
وبس كذا...
بمزح مو بس كذا 🤨🤨
ليش لما تقرأ وحدة الفصل ما تعلق ولا تصوت طب شاركونا ارائكم حتى السلبية ما نحنا كلنا سلبيين ...
الآن فعلا بس كذا ...
سلام...