قضية مقتله:
رحلة علي الرضا من المدينة الى مشهد (خراسان) وهناك توفي جاء في تاريخ اليعقوبي: انطلق المأمون في عام 202 للهجره من مرو إلى العراق مصطحباً معه وليّ عهده الرضا ووزيره الفضل بن سهل ذا الرئاستين . ولما صار إلى طوس توفي الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بقرية يقال لها النوقان أول سنة 203، ولم تكن علته غير ثلاثة أيام، فقيل إنّ علي بن هشام أطعمه رمانا فيه سم، وأظهر المأمون عليه جزعاً شديداً. وأضاف اليعقوبي: حدثني أبو الحسن بن أبي عباد قال: رأيت المأمون يمشي في جنازة الرضا حاسراً في مبطنة بيضاء وهو بين قائمتى النعش يقول: إلى من أروح بعدك، يا أبا الحسن! وأقام عند قبره ثلاثة أيام يؤتى في كل يوم برغيف وملح، فيأكله، ثم انصرف في اليوم الرابع .
وروى الشيخ المفيد أن عبد الله بن بشير قال: أمرني المأمون أن أطول أظفاري عن العادة، ولا أظهر لأحد ذلك، ففعلت، ثم استدعاني، فأخرج إلي شيئاً شبه التمر الهندي، وقال لي: اعجن هذا بيديك جميعاً، ففعلت. ثم قام، وتركني، فدخل على الرضا ، فقال له: ما خبرك؟ قال: أرجو أن أكون صالحا. قال له: أنا اليوم بحمد الله أيضاً صالح، فهل جاءك أحد من المترفقين في هذا اليوم؟ قال: لا. فغضب المأمون، وصاح على غلمانه. ثم قال: خذ ماء الرمان الساعة، فإنّه مما لا يستغنى عنه. ثم دعاني، فقال: ائتنا برمان، فأتيته به، فقال لي أعصره بيديك، ففعلت، وسقاه المأمون الرضا بيده، فكان ذلك سبب وفاته.
وقد نقل الصدوق روايات بهذا المضمون ذكر في بعضها أنّ المأمون دسّ إليه العنب وفي بعضها العنب والرمّان.
مَا زَارَنِي أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي عَارِفاً بِحَقِّي إِلَّا شُفِّعْتُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
من لا يحضره الفقيه،ج2، ص583.
وذكر جعفر مرتضى الحسيني ستة آراء حول وفاة واستشهاد الإمام الرضا .
كتب ابن حبان وهو من محدثي القرن الرابع الهجري، في كتابه الثقات عند ترجمته لـ علي بن موسى الرضا: ومات علي بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إياها المأمون، فمات من ساعته وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاث ومائتين.
دفنه المأمون في بيت حميد بن قحطبة الطائي أي البقعة الهارونية الواقع في قرية سناباد حيث يقع الحرم الرضوي اليوم في إيران في محافظة خراسان الرضوي مشهد المقدّسة.
سبب قتل المأمون للإمام الرضا:
تناول الباحثون قضية مقتل الإمام الرضا ، وذهبوا إلى جملة أسباب أدّت إلى مقتله على يد المأمون ومن أهمها:
انتصاره وتغلبه على علماء عصره في حلقات المناظرة.
ما حصل من وقائع أثناء صلاة العيد حيث أنّ المأمون شعر بالخطر الشديد مما حدث في تلك الحادثة، فجعل عليه عيوناً تراقبه خشية أن يقوم بما يعدّ مؤامرة ضدّ المأمون، يذكر أن علي الرضا لم يكن ليخشى المأمون، بل كان كثيراً ما يردّ عليه بطريقة تثيره وتُؤذيه الأمر الذي زاد من غضب المأمون وعدائه للرضا رغم عدم بوح المأمون بذلك. وقد روي أنّ المأمون جاء يوماً إلى الرضا فرحاً مسروراً بإحدى فتوحاته العسكرية، فقال له الرضا : اتق الله يا أمير المؤمنين في أمّة محمد وما أوكلك الله تعالى به! لقد ضيّعت أمور المسلمين و...
المؤلفات المنسوبة للإمام الرضا:
ذكر بعض المؤرخين جملة مؤلفات وكتبٍ تُنسب إلى الإمام الرضا فضلاً عن الأحاديث والأخبار الواردة عنه فعلى سبيل المثال ذكر أنّ للإمام كتاب أطلق عليه عنوان: عيون أخبار الرضا وهو من مصادر هذا المقال، حيث نقل الكثير من هذه المسائل، كما روي وجود تأليفات أخرى، لكن لايمكن القطع بنسبتها للإمام منها: كتاب الفقه الرضوي لكن المحققون من العلماء لا يؤكدون حقيقة انتسابه إلى الإمام الرضا ومما نُسب إليه الرسالة الذهبية في الطبّ. فقد ورد أنه أرسلها إلى المأمون سنة 201 للهجرة ولأهميتها أمر المأمون بكتابتها بالذهب، وحفظها في دار الحكمة. وكتب الكثير من العلماء شروحاً عليها.
ومما نُسب إليه صحيفة الرضا في الفقه لكن لم يثبت حقيقة انتسابها له من قبل العلماء. وهناك كتاب آخر أطلق عليه محض الإسلام وشرائع الدين والظاهر أن العلماء لم يطمئنوا أن الكتاب من تأليف الإمام الرضا .
المعالم :
يقع ممر الضريح الطاهر في وسط الأبنية التابعة له، والأبنية التي تحيط به عبارة عن صحن الدار القديمة والجديدة، ومسجد كوهر شاد والأروقة. يوجد في داخل مقر الضريح الكثير من نفائس القاشاني القيمة والمخطوطات الرائعة وعلى المرقد قبة ارتفاعها 31م قشرها الخارجي مطلي بالذهب وفي دائرها كتابة عربية واضحة، وفوق إيوان الذهب تشاهد منارة متلألئة مذهبة تقابلها منارة أخرى فوق إيوان شاه عباس. ويضمّ الحرم مئذنتين مذهبتين تقعان في الصحن القديـم قاعدة إحداهما في الضلع الجنوبي، وقاعدة الأخرى في الضلع الشمالي من الصحن، يضمّ المشهد عدّة صحون تـمّ توسعتها مؤخراً وهي صحن القدس مقابل مسجد كوهر شاد، وتبلغ مساحته 4672م2، وصحن الجمهورية الإسلامية الذي يقع بين محراب الشيخ البهائي ومحراب الشيخ الطوسي وتبلغ مساحته 40 ألف متر مربع ويرتبط هذا الصحن عن طريق رواق دار الولاية بالحرم المطهر، وهنالك صحن الإمام الخميني وصحن الحرية وصحن الثورة ويشتمل المرقد على عدّة أروقة وعددها 20 رواقاً مجموع مساحتها 7520م2 وأهمها رواق دار الولاية الذي يعتبر أكبر الأروقة إذ تبلغ مساحته 2700م2 ويرتبط بالحرم وبعض الصحون والمقامات بطرق عديدة. ويحيط بالمشهد مكتبة عامرة تقع بين محراب الشيخ الطوسي، ومحراب الطبرسي مشيّدة على مساحة قدرها 29456م2 ومتكونة من ثلاثة طوابق. وهنالك قبة محلاة بالقاشاني الفاخر ترتفع فوق مسجد كوهر شاد الذي يمتد جنوبي المشهد الشريف، وفي وسط صحن المسجد مصلّى يُسمّى مصلّى المرأة العجوز (بيرزن)، في المشهد أربعة أبراج كبيرة شيّدت على البرج الغربي ساعة كبيرة وتستعمل منارة البرج الشرقي كـ (طبل خانة)، وفي الجهة الجنوبية من المشهد شيّدت دار كانت تعرف بدار السيادة بنتها الأميرة كوهر شاد، علّق في أحد جدرانها صحن مدور يُقال إنَّه الصحن المشؤوم الذي قُدّم فيه العنب المسموم للإمام الرضا وأمام البوابة الجنوبية للصحن التي بناها نادر شاد بنى بئر مثمنة الأضلاع مغطاة تسمّى (سقاخانة نادري). وفي وسط الصحن من جهة الغرب يوجد حوض الماء.