وكأن الزمن قد توقف عن هذه اللحظه وهو يعرض عليها الزواج وكانه يعرض عليها ان تاخذ قطعه من حلوى مذاقها لذيذ جدا ولكن تخاف ان تاخذ قطعه آخر فتكون مضره لعل ، لكنها تحبها
لا أعلم ماذا أقول
هل أوافق ام أرفض
هل تسرعنا ام تأخرنا
هل هذا خير أم شر
هل هذا خطأ ام صواب
لا أعلم...لا أعلم
كل هذا كان بسبب قول كريم
-الو يا كريم ؟بقولك ايه انا بعد بكره هاجي اكتب كتابي عليكي!
هي قالت
-ايه يا كريم التسرع ده؟ ما احنا قولنا نصبر شوية
-وايه التسرع في كده يا حور؟ احنا يادوب هنكتب الكتاب بس لسه الفرح
-وليه اصلا ؟ ليه نكتب الكتاب ليه السرعه دي؟
-حور انا اعتقد اننا مش بنتسرع وانا كده كده بصراحه كلمت عمو احمد بس هو هياخد رايك
بصي يا حور انتي الوحيده الي متأكد اني بحبها بجد وانا مش حابب نفضل مخطوبين لمدة فترة طويله لاني لحد النهاردة حاطط حدود كتيير جدا معاكي اولا لان شرعا انا وانتي مش بينا اي حاجه رسمي ثانيا ان في وعد بيني وبين ابوكي و استحاله اخالف الوعد ده ثالثا كل ده علشان بجد بحبك يا حور
هي تنهدت تنهيده عميقه تحاول أن تجمع أفكارها لتقول
-طب ممكن لما اروح طيب ارد عليك انا مش عارفه افكر
-طيب هستناكي بس فكري كويس يا حور
هي اغلقت معه و اول تعبير كان علي وجهها هو الابتسامه ابتسمت ابتسامة من قلبها علي هذا الأمان الذي تشعر الآن بعد كلمات كريم
شيء يبدو طبيعي ولكنه في الحقيقه صعب جدا
ان يكون جميع الشباب من دخلوا في علاقات لا يحافظون علي الوعد بين الأهل وبين الله
ينسوا ان المرأة وصية رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
ينسوا ان هناك وعد بين ذلك الشاب وبين والد الفتاة وعد ان يحافظ عليها و يضعها داخل عيونه
يخاف عليها من البشر جميعهم حتى من نفسه
ولكن وبكل وقاحة يضرب كل هذه الأشياء بعرض الحائط و يكسر قلب فتاة بل ويكسر قلب أهلها أيضا
كريم أيضا تعرض لهذه الفترة
ولكن هو الآن تغير ويبدو ان هذا التغير ليس فقط بسبب حور ولكن هو بسبب شيء اكثر واعظم
تغير بسبب اقترابه من الله و هذا التقرب جعل شخصيته تتغير للأفضل من ناحية التفكير و القلب و العقل
لقد تغير..
خرجت حور من الشرفه لتجد خديجة قد انتهت من صنع قهوتهم و جلست علي الاريكه
جلست حور علي مقعد أمام خديجة لتقول
-خديجة بجد انا اسفه اني فكرتك بالقصه دي
ابتسمت خديجة ابتسامه خفيفه لتقول
-انا إلي كنت حبه احكيهالك يا حور انا مش زعلانه متقلقيش
-طب معلش يا خديجة ممكن اسالك سوأل؟
هزت خديجة راسها بنعم لتقول حور
-ايه الفرق اني اكون مش محجبه و بصلي و بعمل خير و كده واني اكون محجبه وبردو بصلي و بعمل خير
-لا تفرق كتير يا حور ، بصي يا حور اي انسان لما بيبلغ بيبدأ كل ذنب و كل ثواب يتكتب مهما كان صغير وبسيط انك مثلا تبتسمي في وش انسان حتى لو متعرفيهوش ده ثواب انك تلاقي مثلا مسمار في الشارع و تشليه و تحطيه بعيد ده ثواب انك تعطي حد فقير ولو اتنين جنيه ده ثواب كل ده بيتكتب في مزان حسناتك و كذلك السيئات يعني البنوته إلي لسه متحجبتش وبقى خلاص واجب عليها كل راجل بيبص عليها في الشارع بتاخذ ذنب انه بص عليها
تنهدت خديجة لتقول
-بصي يا حور انا مش عايزة اخوفك والله انا عايزة انصحك وربنا أعلم وانا مكنتش ولا هكون ملاك بجناحات انا كنت اسوء من بنات كتير اوي لسه بشعرها بمراحل و لحد النهاردة بدعي ان ربنا يغفرلي ذنوبي دي وانا لو مكنتش عايزة مصلحتك عمري ما كنت نصحتك
ابتسمت حور لتهز راسها بتفهم وتقول
-عارفه يا خديجة
-بصي يا حور الحجاب زيه زي الصلاة الفرق ان الصلاة من أركان الإسلام بس بردو الحجاب فرض و الصلاة فرض ، وعلفكرة يا حور كلنا بنمر بفترات ضعف اذا كانت محجبه مخمره منقبه بشعرها كلنا بنضعف و نقصر في الصلاة ونحس اننا مش قادرين و ده طبيعي علفكرة بس المهم اننا منسمعش للفترة دي لا نحاول نقوم و نعوض الفترة دي و نكون أقوى ده اختبار من ربنا سبحانه وتعالى وربنا لو مكنش بيحب الانسان مكنش هيبعت ليه ابتلاء ، اصل ايه إلي يخلي ربنا سبحانه وتعالى يختبر حب انسان ليه؟ ليه ربنا سبحانه وتعالى يختبر انسان وهو عارف سبحانه أن الانسان ده بيعمل حاجات كتير كويسه فا ليه يختبره؟ ده علشان يقوى الانسان يخليه أقوى و اقرب ليه ، شوفي ربنا سبحانه وتعالى عايزك تقربي اكتر عايز يسمع صوتك اكتر علشان بيحبك يا حور
امتلأت عيون حور الزرقاء بالدموع لتقترب خديجة و تمسك يداها
-حور انا كنت وحشه اوي كنت بجد وحشه و الحمد لله ربنا تاب عليا واتغيرت ، طول ما انتي عايشه علي الارض حاولي تقربي بلاش تقفي عند سلمه وحده بس لا كل شويه قربي عيشي حياتك زي ما انتي عايزة بس حطي في دماغك ان اهم حاجه انك ترضي ربنا سبحانه وتعالى
هزت حور راسها بتفهم لتبدا ان تمسح الدموع التي نزلت من عيونها لتقول خديجة
-كريم هو الي كلمك؟
هزت حور راسها بنعم لتقول
-تخيلي ده عايز اننا نكتب الكتاب
أطلقت خديجة زغروطه من ما جعل حور تضحك علي ردة فعلها لتقول خديجة بفرحه
-الف مبروك يا حور بس ابقي اعزميني بقى وبلاش تنسي صحبتك بردو هاا
قالتها بغمز من ما جعل حور تضحك مره أخرى لتقول
-خديجة اهدي ده انا لسه هفكر اصلا
-تفكري؟ تفكري في ايه؟
تنهدت حور لتقول
-خايفه يا خديجة اتسرع احنا بقالنا يادوب بس كام شهر مخطوبين و فجأه نبقى اسمنا متجوزين
-مش انتي بتحبيه يا حور؟
-اه اكيد
-طيب الخوف ده طبيعي صدقيني و الخوف من كريم بالذات لاني عارفاه بس صدقيني كريم اتغير 180 درجه من بعد ما عرفك ده مبقاش كريم إلي كنت بشوفه في الجامعه لا ده شخص جديد
ابتسمت حور لتقول
-طب انا اعمل ايه؟ أوافق ؟
-بصي انا من رأيي وافقي لان صدقيني علاقتكم هتتغير و هتبقي احسن و أقوى و اريح و ارضى لربنا بردو بس بردو خدي رأي اهلك يعني لان خبرتهم هتنفعك صدقيني ولو مش موافقين افهمي السبب صدقيني خبرتهم هتنفعك كتير ، بس اهم حاجه تعرفي ان بعد الخطوه دي انتوا رسميا بقيتوا متجوزين و طبيعي في الفترة دي تحصل مشاكل كتير يمكن اكتر من فترة الخطوبه لانكم هتكونوا أقرب بس اهم حاجه انك تستحملي بمعنى ان مش اي مشكله تقولي انك تعبتي لا يا حور انتي هتبقي ست متجوزه و مسؤوله و مسؤوله انك اخترتي كريم من البداية
-ما انا فهما كل ده علشان كده خايفه
-ما طبيعي تخافي يا حور اذا كنتي انتي او اي حد مكانك وغير كريم حتى بس صدقيني طولت الخطوبه دي هتعمل مشاكل فا انتي فكري و خدي أراء اهلك و وقتها تردي و تفكري في كل حاجه يا حور كل حاجه بمعنى كل حاجه تمام؟ دي مسؤوليه يا حور انتي هتبقي مدام خلاص
ضحكت حور لتنهض من مقعدها وتقول
-والله يا خديجة انا فرحانه اوي اني اتعرفت عليكي انتي بجد شخصية لطيفه جدا و بجد انا هفكر في كل كلمة اتكلمنا فيها
ابتسمت خديجة لتقول
-والله انا إلي مبسوطه اني اتعرفت عليكي يا حور
رحلت حور من منزل خديجة وكان قلبها وكأن تم غسله بمياه الزمزم من كلمات خديجة التي جعلتها وبدون ادراك تذهب لمتجر لملابس المحجبات و تدخل بل و تشتري الكثير من الملابس للمحجبات من فساتين طويله و واسعه إلي حجاب واسع ، خرجت من المتجر وهي تحمل الكثير من الحقائب و من ثم عادت لمنزلها وتدخل
استغربت انستانزيا من الحقائب الكثيرة التي أتت بها حور من ما جعلها تصعد خلفها لغرفتها و تدخل غرفة ابنتها لتقول
-ايه يا حور الأكياس الكتيره دي؟
ابتسمت حور بحماس لتبدا في إخراج كل ما في الملابس و تقول
-انا عايزة اتحجب يا ماما
وسعت عيون انستانزيا لتقول
-تتحجبي؟ من امتى ده يعني يا حور؟
-يا ماما انا طول الوقت بفكر في الموضوع ده بس حسه انه خلاص جه الوقت
تنهدت انستانزيا لتجلس بجانب ابنتها لتقول
-حور مش معنى اني مسيحية اني مش حبه انك تتحجبي ده بالعكس انا هكون فرحانه اوي انك بدأتي تقربي اكتر من ربنا بس الفكره ان دي خطوه مهمه خطوه مش بس لبسك إلي هيتغير فيها لا ده تصرفاتك كمان هتتغير و ده احتراما ليه مع اني عارفه ان تقريبا تصرفاتك مفيهاش حاجه بس انا مش هحب ابدا يا حور بعد ما تلبسيه تقلعيه
-انا فهما كل ده يا ماما و بجد انا حسه ان ده اكتر وقت مناسب
ابتسمت انستانزيا لتقول
-وانا هكون اسعد وحده في الدنيا لو لبستيه يا حور بس افتكري ان دي خطوه مفيهاش راجعه
-وانا عمري ما هقدر ارجع فيها يا ماما حتى لو ضعفت عمر ما ضعفي هيكون سبب اني ازعل ربنا مني
ابتسمت انستانزيا لتقترب وتقبل رأس ابنتها ومن ثم قبلت حور يد والدتها لتقول انستانزيا مغيرة الموضوع
-صحيح عرفتي كريم عمل ايه؟
هزت حور راسها بنعم لتقول
-اه ما هو اتصل بيا
-طب وانتي ايه رأيك؟
-والله يا ماما مش عارفه ، فرحانه اوي في نفس الوقت خايفه مش عارفه أوافق او أرفض مش عارفه
-بصي عمتا يا حور انتي هتبقي متجوزه و الجواز مسؤوله مهما كان بس انا حسه كريم اتغير يعني مبقاش بيلعب لا الموضوع شكله جد
-طب ناخد رأي بابا؟
هي بالفعل نادت احمد ليدخل و جلسوا جميعا علي فراش حور لتقول حور
-بابا هو ايه رأي حضرتك في موضوع كريم
-بصي يا حور دي حياتك وحاجه تخصك وانا اكيد مش هعترض علي قرارك بس انا مش حابب انك تستعجلي
-انا مش مستعجله يا بابا انا بس مش حبه ان فترة الخطوبه تطول زيادة بردو
-يعني انتي موافقه؟
ابتسمت حور و هزت راسها بنعم و اتصلت بكريم و أخبرته بقرارها و كان كريم سعيد جدا ولكن قاطع ساعدته عندما كان كريم بتجهز و وجد والدته تدخل عليه بدون ان تطرق الباب وتقول
-هو يعني ايه انت متقوليش انك هتتجوز حور دي؟
________________
"Ritageeslam"