حت جنح الليل، كان القمر يتلألأ في السماء كعين عملاقة تراقب الأحداث التي تجري في القصر المظلم. كانت الظلال تتحرك بسرعة، بينما كانت العصابة تستعد لعملية تهريب كبيرة تحت إشراف قائدتهم الغامضة، ڤيرموث. كانت تعرف أن هذا سيكون تحديًا، لكن الثقة كانت تتألق في عينيها، ولا يبدو أنها ستتراجع.
في تلك الليلة، كان كل شيء معدًا، بدءًا من خططهم التفصيلية، وصولاً إلى الأسلحة التي ستستخدم في المهمة. جلست العصابة في غرفة الاجتماعات، حيث كانوا يضعون اللمسات الأخيرة على خطتهم.
الاجتماع التحضيري
كان المكان مكتظًا بالأعضاء الذين يستعدون للانطلاق. كانت ڤيرموث واقفة في المقدمة، عابسة الوجه، بينما كانت خريطة القصر أمامها.
"حسنًا، لدينا مهمة واحدة واضحة. كاريك لديه شحنة كبيرة من المخدرات في القبو. يجب علينا استهدافه مباشرة."
نظر راميورو إلى الخريطة بتركيز. "لكن القبو محاط بعدد كبير من الحراس. كيف سنتسلل إلى هناك؟"
أجابت إيزابيل، وهي تتفحص قائمة المهام. "يمكنني استخدام الطائرة المسيرة لإلهاء الحراس. سنحتاج أيضًا لألعاب نارية لجذب انتباههم بعيدًا عن القب".
أومأت ڤيرموث.
هذا جيد، لكن لن نتحرك حتى نكون"
مستعدين تمامًا. أريد أن أراكم جميعًا مجهزين بأسلحتكم. لن أتحمل أي تهاون."
عندما انتهوا من إعداد الخطط، بدأت ڤيرموث بتوزيع المهام.
"راميورو، ستكون مسؤولًا عن الإلهاء عند المدخل الرئيسي. سأحتاج إلى كل انتباههم على ذلك الجانب."
جويل، الذي كان يقف في الزاوية، قال بحذر:
لكن ماذا عن الحراس في الطابق الثاني؟"
"سأتعامل معهم."
قالت ڤيرموث بثقة.
"إيزابيل، استخدمي طائرتك المسيرة لمراقبة الوضع. يجب أن نكون على دراية بكل تحركاتهم."
توجه الأعضاء إلى غرفة الأسلحة، حيث كانت الجدران مغطاة بمختلف أنواع الأسلحة. نظرت ڤيرموث إلى بندقيتها، وقررت أنها ستكون السلاح المثالي لليلة. كانت تعرف أن دقتها ستجعلها قادرة على استهداف أي هدف.
أخذت بندقيتها وقامت بتفقد كل جزء فيها بعناية.
"لا يمكن أن نخطئ، كل رصاصة تعني حياة أو موت."
بينما كانت تفحص بندقيتها، قالت إيزابيل: "لدي طائرتين. واحدة للمراقبة والأخرى مزودة بكاميرا."
أخذ راميورو ألعاب نارية من رف الأسلحة. "سأستخدمها كإلهاء. دعونا نضمن أنهم لن يلاحظوا أي شيء."
الانطلاق إلى العملية:
توجهوا جميعًا نحو المخرج، وكانت الأجواء مليئة بالتوتر. كانت السماء مظلمة، والنجوم تتلألأ كما لو أنها تشارك في هذه العملية. انطلقوا نحو القصر، بينما كانت العيون تتفحص كل شيء حولهم.
"لنتحرك بسرعة،"
قال راميورو، وهو يتحرك ببطء نحو المدخل الخلفي للقصر.
"لا نريد أن نثير انتباههم."
عندما وصلوا إلى القصر، أخذت إيزابيل الطائرة المسيرة وبدأت في مراقبة الحراس.
"هناك حارس في الطابق الثاني. يمكنني رصد أي تحركات."
قام راميورو بإشعال الألعاب النارية، مما أثار انتباه الحراس. انفجرت الألعاب النارية في السماء، وأضأت المكان بألوان زاهية، بينما كانت أصوات الانفجارات تتردد في الأرجاء.
"الآن!"
صاحت ايزابيل، وأشارت للأعضاء بالتحرك.
"علينا أن نستغل الفرصة"
تسلل جويل نحو الطابق الثاني، حيث كان الحارس في حالة انشغال بالضوء الساطع. اقترب منه ببطء، واستخدم خنجره لتنفيذ عملية سريعة وصامتة. سقط الحارس بلا حراك، ولم يتبقى سوى الظل في الزاوية.
بينما كان راميورو يواصل إلهاء الحراس، أدركت ڤيرموث أنها بحاجة للتوجه نحو القبو. تقدمت بخطوات واثقه وسريعه نحو المدخل، حيث كان هناك حارس يتقدم نحوها.
"إلى الوراء!"
صرخ الحارس، لكن قبل أن يتمكن من فعل أي شيء، كانت ڤيرموث قد أخرجت سكينًا من جيبها، وضربت به في صدره. سقط الحارس بلا حراك، بينما أكملت طريقها نحو القبو.
توقفت في المدخل، وكانت هناك أصوات تنبعث من الداخل. كان كاريك يتحدث مع بعض الرجال.
"لقد وصلت الشحنة، وسنقوم بتوزيعها قريبًا."
استغلت ڤيرموث هذه اللحظة، وبدأت في تجهيز بندقيتها. وضعت المنظار على الهدف، وكانت العيون تركز على كاريك.
"هذا هو الوقت المناسب. لن أسمح له بالفرار."
أخذت نفسًا عميقًا، وضغطت على الزناد. انطلقت الرصاصة عبر الهواء، ونجحت في إصابة أحد الحراس.
اندلعت الفوضى في القبو.
"ماذا يحدث؟"
صرخ كاريك، وبدأ الرجال في الهرولة نحو المدخل.
"علينا أن نخرج من هنا!"
صرخ أحد الحراس، وهو يحاول الإحاطة بالمدخل. لكن ڤيرموث كانت أسرع منهم. اقتربت من أحدهم وضربته في وجهه، ثم استخدمت بندقيتها لإسقاط آخر.
تسارعت الأحداث، وبدأت العصابة في الظهور من كل جانب. بينما كانت ڤيرموث تتعامل مع الحراس،
استمر راميورو في استغلال الإلهاء.
"لا تتوقفوا! استمروا في القتال!"
صرخ، بينما اندفع نحو أحد الحراس. لكن الأمور لم تكن سهلة كما توقعوا. كان كاريك قد استدعى المزيد من الحراس، والضغوط كانت تزداد.
المواجهة مع كاريك
"سأذهب إلى الطابق السفلي."
قالت ڤيرموث بجرأة، وعندما سمعت صوتها، توقفت العصابة.
"لن نتركك وحدك."
قال راميورو
لكن ڤيرموث كانت مصممة.
"أحتاج أن أواجهه مباشرة. لا أريد أي تهاون."
تقدمت نحو الطابق السفلي، وبندقيتها في يدها، والضغط يزداد. كانت الحراسة مشددة، لكنها كانت عازمة على تجاوز كل ذلك
عندما اقتربت من المدخل، كان هناك حارس يقف في الزاوية. استخدمت سكينها لضربه في قلبه، ثم تقدمت نحو كاريك الذي كان جالسًا في مكتبه.
"تظن أنك تستطيع الهروب، كاريك؟"
قالت وهي تتقدم بثقة.
"أنتِ هنا بمفردك، لا تظني أنك تستطيعين الفوز."
رد كاريك بابتسامة ساخرة.
لم تتردد ڤيرموث، بل انطلقت نحوه. اقتربت بسرعة وضربته بقبضتها، لكن كاريك تمكن من صد الهجوم. وقعت معركة قوية، حيث تبادلا الضربات بكل قوة.
مع كل حركة، كانت ڤيرموث تستخدم مهاراتها القتالية العالية، حيث استدارت وضربت كاريك بمرفقها، مما أجبره على التراجع. لكنه لم يستسلم بسهولة، حيث كان يحاول محاصرتها.
--
في هذه الأثناء، بدأت المعركة في التصاعد في جميع أنحاء القبو. كان أعضاء العصابة يتعرضون لهجمات من كل جانب، لكنهم كانوا يتسلحون بالشجاعة والمهارات القتالية.
"إيزابيل، استخدمي الطائرة المسيرة!"
صرخ راميورو، بينما كان يحاول دفع أحد الحراس بعيدًا.
"أعمل على ذلك!"
ردت إيزابيل، وهي تحرك الطائرة إلى موقع مثالي.
بينما كانت المعركة تشتعل، تمكنت ڤيرموث من الإيقاع بكاريك في زاوية. استغلت الفرصة وأطلقت رصاصة نحو إحدى ساقيه، مما أجبره على السقوط
"أُقسمُ بالرّب لن تخرج من هنا حياً إيها النجس."
قالت بهيمنه مليئه بالسخط
بينما كانت تقترب منه
مما جعلها تقطب حاجبيها لترفع ساقها بمرونه وتسدد ركله على وجهه ثم تخرج مسدسها
"سأنتقم من كل من كان لهُ شأن بموتهم ،وانت اولهم"
لم يُسمع بعدها من القبو عدى صدى طلقات النار المُتتاليه.
---
استراحه غير متوقعه؟
كان الليل قد انقضى، والنجوم تتلاشى شيئًا فشيئًا في الأفق. كان الألم يتسلل إلى جسد ڤيرموث، حيث تركت المعركة آثارها عليها. كانت جراحها تدمى قليلاً، خصوصًا تلك الندوب القريبة من شفتيها التي كانت تروي قصة مواجهة قاسية. ومع ذلك، كانت قوية وصلبة. كانت قد اعتادت على تحمل الألم، ولم يكن في قاموسها الاستسلام.
توجهت نحو المزرعة التي كانت تعرف أنها قريبة. كانت تفكر في كيفية الوصول إليها بعد المعركة. شعرت بأن تلك المزرعة يمكن أن تكون ملاذًا لها، حيث يمكنها استجماع قواها واستعادة توازنها. تمالكت نفسها، وجعلت الألم يتراجع إلى الوراء، وواصلت السير.
بعد دقائق من المشي، رأتها. المزرعة كانت هادئة، محاطة بالأشجار العالية، والأرض مغطاة بنباتات خضراء. كان هناك شعاع من الضوء يأتي من أحد النوافذ، مما جعلها تشعر بأن هناك حياة تجري في الداخل.
تقدمت نحو الأسطبل، وعندما اقتربت من الباب، سمعت دندنة عذبة. كان الصوت مألوفًا، جعله يثير فضولها. ترددت للحظة، ثم دفعت الباب ودخلت ببطء.
داخل الأسطبل، رأت شخصًا يجلس على الأرض، وكانت تتلاعب مع حصانها الأبيض. كانت تلك هي أفروديت، وقد كانت تعزف على آلة موسيقية صغيرة. كانت دندنتها تحمل روحًا من السعادة والنقاء.
لكن عندما رآتها، صُعقت. كانت ملامح ڤيرموث متسخة، وثيابها ملطخة بالدماء والأتربة. لكن على الرغم من ذلك، كان هناك شيء في عينيها، شيء غامض وأخاذ.
"ماذا حدث لك؟" همست أفروديت، وهي تنظر إلى الندوب على وجه ڤيرموث.
البرود والقوة
"لا شيء يستدعي القلق." ردت ڤيرموث ببرود، وهي تتقدم نحو أفروديت. "كنت فقط في مهمة."
"لكن..." قالت أفروديت، وهي تحاول فهم ما يحدث. "لماذا أنت هنا؟"
"أحتاج إلى مكان أستطيع أن أتعافى فيه. ليس لدي وقت لشرح التفاصيل."
أجابت ڤيرموث، بينما كانت عينيها تتجولان في الأسطبل.
استشعرت أفروديت الخوف في قلبها، ولكنها شعرت أيضًا بفضول حول تلك المرأة القوية التي كانت تشعر أنها تعيش في عالم مختلف.
بعد لحظات، قررت أفروديت أنها لا تستطيع ترك ڤيرموث وحدها في حالة كهذه. "تعالي، لغرفتي في الدور الاول. يمكنني مساعدتك."
تقدمت أفروديت نحو الباب الخلفي للأسطبل، بينما تبعت ڤيرموث، التي كانت تحافظ على هيمنتها وقوتها. لم تكن لتظهر الضعف أمام أفروديت، على الرغم من أنها كانت بحاجة إلى المساعدة.
عندما دخلوا إلى الغرفة، كانت صغيرة لكنها مريحة، مع ضوء خافت يأتي من النافذة. جلست ڤيرموث على الكرسي، بينما أخذت أفروديت بعض المواد الطبية.
"أحتاج إلى تطهير جروحك." قالت أفروديت، بينما كانت تبحث عن ضمادات.
"لا أحتاج إلى ذلك،" أجابت ڤيرموث.
"فقط أريد أن أستريح قليلاً."
لكن بينما كانت تتحدث، شعرت فجأة بسعال قوي يجتاح صدرها، وأحست بمرارة الدم تتسرب من فمها.
سقطت قطرات من الدم على الأرض، مما جعل أفروديت تنظر إليها بصدمة وقلق.
"يا إلهي، ماذا تفعلين؟!" كانت تعبر عن قلقها بوضوح، وهي تتوجه نحوها بسرعة.
"يبدو أنني أحتاج إلى مساعدة أكبر مما اعتقدت." همست ڤيرموث، بينما كان جسدها يستمر في النزيف.
"أنت بحاجة إلى معالجة فورية. يجب أن أخيط جروحك." قالت أفروديت بحزم، رغم أن قلبها كان ينبض بالخوف.
نظرت افروديت برجاء وقلق لعينين ڤيرموث
"من فضلك،دعيني أعالجها.."
صدرت تنهيده من ڤيرموث وهي تبادل افروديت النظرات وأومأت
"ا اخلعي قميصك .."
تراجعت ڤيرموث للحظة، ثم خلعّت قميصها بسرعة، كاشفة عن جسدها. أفروديت صُدمت بالمنظر، حيث كان جسد ڤيرموث مصابًا بالكدمات والجروح، ولكن على الرغم من ذلك، كان يعكس القوة والمرونة. كانت تلك الجروح تجسد قصة حياة مليئة بالتحديات، ولكن قوة المرأة كانت واضحة.
"هل أنت متأكدة أنك تستطيعين القيام بذلك؟" سألت ڤيرموث بجدية، بينما كانت تشعر بقلق أفروديت.
"بالطبع. أحتاج فقط إلى التركيز." أجابت أفروديت، بينما كانت عيناها تركزان على الجروح، محاولة تجاهل مشاعر الذهول التي تتدفق داخلها.
بينما كانت أفروديت تعمل على تنظيف الجروح وخياطتها، كان الجو مليئًا بالتوتر. كانت الأنفاس تخرج من بين شفتيهما، وكأن كل واحدة منهما تحاول أن تفهم الأخرى. كان هناك شيء مشحون في الهواء، شيء تجاوز حدود الخوف أو القلق.
"لم أكن أتوقع أن أراك بهذا الشكل." قالت أفروديت ببطء، وهي تشعر بشعور غريب نحو ڤيرموث. "لم أكن أعرف أن الحياة في هذا العالم قاسية جدًا."
"إنه ليس مكانًا لطيفًا." أجابت ڤيرموث، بينما كانت تحدق في أفروديت، مشددة على أهمية كلماتها. "لكنني اخترت ذلك."
"اختيارك يبدو مؤلمًا." همست أفروديت، بينما كانت تخيط الجرح الأخير.
بينما كانت لحظات الصمت تتزايد بينهما، بدأت مشاعر الارتباط تتصاعد. كانت كل واحدة منهما تعيش تجربة لا يمكن تجاهلها.
"لماذا لا تتركي ذلك العالم خلفك؟" سألت أفروديت برقة.
نظرت ڤيرموث بعيدًا للحظة، ثم أجابت بصوت هادئ: "لأنني لا أستطيع. هناك أشياء أكبر من ذلك."
بينما كانت أفروديت تنهي خياطة الجرح، شعرت بحركة من داخلها. كانت تريد أن تكون هناك لڤيرموث، أن تحميها من كل ما تعانيه.
"إذا كنت بحاجة إلى المساعدة، يمكنك البقاء هنا لبعض الوقت."
عرضت أفروديت. "لن أتركك."
تجاهلت ڤيرموث تلك العبارات، لكنها لم تستطع إنكار الإحساس بالراحة الذي شعرت به في وجود أفروديت. كان هناك شيء في عيني أفروديت يجعلها تشعر بأن هناك مخرجًا من عالمها القاسي.