كايا: اممممممـ
غين و هو يبتسم بهدوء: هكذا اذا لا تريدين التحدث اذا سأتحدث انا فاستمعي لي جيداً.. ثم تتغير ملامح وجهه الهادئه الى ملامح جادة و مملؤة بالغضب.. حسناً يا اختي الصغيرة الذي فهمته انا بإنكِ حامل و اخفيتي الموضوع عن الجميع.... اذا لهذا هربتي من المنزل تلك الليلة لتقابلي حبيبك ها؟ نظر اليها بنظرة قاتلة!
كايا بتوتر : آه ...ا..م..م... ارادت التحدث و لكن لم تستطع ... فماذا ستقول .. او بالأحرى كيف ستخبره؟ توجه نحوها ...ضرب الجدار بقبضتيه ثم صرخ قائلا: اجيبيني !
اجتاحها الخوف ... فلما لا تخاف فلأول مرة تراه غاضباً .... فهو دائماً لا يهتم بها! نزلت دمعةُ من عينيها الزرقاوتين ثم لاحظت احمرار يده و رأت دمائاً فصرخت: غين يدكَ تنزف! سأعالجها فوراً .... فاتجهت نحو خزانتها لتحضر حقيبة الاسعافات الأولية و لكن امسك بيدها و قال: انسي هذا الموضوع الآن ... انسي يدي للحظة ... انسي هذه الدماء و اجيبيني ارجوكِ!
كايا و هي تبلع ريقها ثم بدأت بالبكاء: غين أنا آسفة! انا آسفة لم افعل هذا عن قصد لكن... لكن كانت مجرد حادثة....
غين: تقولين حادثة! كيف تقولين هذا؟ انتي حامل الآن و تقولين لي حادثة...
بدأت بالبكاء أكثر ثم شرحت له ما حدث و اكملت : لم اكن اقصد صدقني غين! صدقني!
ضمها بين ذراعيه ... رفع رأسها نحوه.... مسح دموعها و قال: صدقتكِ يا اختي صدقتكِ .... و سامحيني لأني انفعلت للحظة و صرخت في وجهك... لذا ارجوك توقفي عن البكاء ... فهذه اول مرة اراك تبكين و لا اعلم كيف اتصرف؟
كايا بعد ان هدأت: اسفة .. سأتوقف بعدها تذكرت ان يده تنزف و قالت : يا الهي كيف نسيت امر يديك! يجب ان نعالجها فوراً..
فضحك قليلاً و قال: دائما تهتمين بالأخرين و تنسين نفسكِ....
كايا بإنزعاج : لماذا تضحك؟ لقد كنت قلقة عليك..
غين و بدأ يضحك اكثر حتى امتلأت عينيه بالدموع ثم مسحها : انظري لوجهك فقد امتلاْ بالدماء...
نظرت في المرأة ثم صرخت.
ففتح الباب بقوة و دخلت كيرفا مسرعةً و هي تلهث..
كيرفا و هي تنظر لغين و كايا: غين! لماذا فعلت هذا؟ انت لم تستمع لها و قمت بضربها فوراً؟ كيف تضرب فتاة و فوق هذا هي اختك؟ يا لك من اخ عديم احساس , متبلد , قاسي القلب..
غين بدأ ينتابه الغضب : هكذا اذا... قاسي القلب , عديم الاحساس و متبلد..
بدأت كايا بالضحك ...
كيرفا: لم تضربها فقط بل اصبتها بالجنون .. كيف تفعل هذا بها؟ و يقال عنه اخ؟ اي اخٍ انت؟ اه المعذرة قصدت اي انسان انت يا متبلد المشاعر..
توجهت نحو كايا امسكت بيديها : صديقتي المسكينة ثم حضنتها...
غين و هو ينظر لكايا: هلا شرحتي لها سوء الفهم هذا؟
كايا توقفت عن الضحك: اسفة لم استطع ان اتمالك نفسي..
كيرفا في حيرة و تساؤل: ما الذي يحصل؟
فشرحت لها كايا ثم توترت كيرفا.... آسفة ظننتك قمت بضربها بعد ان رأيت الدماء علـ وجهها..
غين: آه ... هكذا اذا انا متبلد المشاعر و عديم الاحساس و لست انساناً ايضا.. اوه صحيح قاطعتك اكملي..
كيرفا تكاد تموت من الخوف و الخجل...
كايا: غين توقف لا تزعجها...
كيرفا: حسناً و هل تظنني سأخاف منك؟ من الجيد انك لم تفعل لها شيء و الا لقمتُ بضربك..
غين: فالنؤجل حديثنا فانا مشغول بموضوع اختي الصغرى الآن و لست متفرغاً للعب الاطفال...
كايا: توقفا الآن..
كيرفا: حسنا ماذا ستفعلين؟
غين: هل تعرفين الفتى؟ او اين يسكن؟
كايا: لا , لا أعلم و لكنني قابلتُ اليوم شابا يشبهه وسمعت اسمه بالصدفة اظن انا اسمه كان كادان...
كيرفا: كيف كان شكله؟
كايا تحاول التذكر: وجهه ذات ملاح حادة و عيناه ذات لونٍ بني.
غين و هو في صدمة: ماذا قلتي؟
كايا: لقد سمعت ما قلته صحيح؟
غين: اذا لم اخطىء فهو فتاً من عائلةٍ غنية..... عائلته من الاشخاص المهمين و هم ذات سمعة قوية في البلاد...
كايا: ماذا؟ هذا ما كان ينقصني...
كيرفا: اذا ما الذي سيحصل؟
غين: ابحثي عنه و امكثي معه فهو سيؤمن كل احتياجات طفلك... فأمي و أبي اذا علموا بالموضوع لن يدعوك تمكثين في المنزل....
كايا: لا لن امكث معه لا اريد...
كيرفا: لا تقلقي انا سأساعدك , تستطيعين ان تمكثي في منزلي..
كايا: لا , سأبحث عن عمل و سأعيش بمفردي...ثم قالت بصوت حنون: و لكن شكراً لكِ كيرفا..
غين: اذا سنبقي الأمر سراً في الوقت الحاضر..
كايا: هذا افضل , شكراً..
ثم غادرت كيرفا بعد ان ودعت كايا فتوجهت نحو سريرها لتنال قسطاً من الراحة.... توجه غين نحوها فقبلها علـ خدها و خرج..
ظلت كايا تفكر قليلاً: من الجيد انهم تقبلوا الأمر و لكن ماذا ستكون ردة فعلهم اذا علموا بالأمر الآخر... لا , لا استطيع اخبارهم بالأمر فهذا سيقلقهم اكثر... لذا سأدفن امر مرضي في قلبي و لن اخبر احد... يكفيني ما سببته لهم من مشاكل...
و لكن هل تعلم يا صغيري انت الوحيد الذي يعلم بالأمر فلا تقلق فمهما حصل لن اتخلى عنك...