استيقظت من ذلك الكابوس المخيف..
لأغرق في واقعٍ جميل..
كانت تقف على ضفاف النهر الخلاب..
زقزقة العصافير من حولها..
و أشعة الشمس الدافئة ..
التي رمت بلآلئها على سطح النهر..
و كأنها تلبسه فستان الحياة الذي يبث الروح في الأرجاء..
هبَّ نسيم الرياح من حولها ..
ليداعب خصلات شعرها الزرقاء كسماءٍ صافية..
تقدمت نحوها بخطواتٍ رقيقة..
و بصوت هادئ ملأهُ الشوق..
قلت لها: أمي؟!!.... هذه أنتِ صحيح أمي!!..
أستدارت و على وجهها رسمت إبتسامه دافئة ..
تراقصت دموعي على وجنتاي..
و أسرعت بخطاي لها و أرتميت في أحضانها..
شعرت بدفئ قلبها و روحها..
شعرت بحبها الذي أحلم به منذ أن كنت طفلة..
ضمتني إلى صدرها بحنان و داعبت يداها خصلات شعري..
قُبلتني على رأسي و قالت لي:
أميرتي الصغيرة إيلا،،
قد لا يكون هذا الوقت المناسب و لكن تذكري..
لا تتساهلِ مع الاخرين فيسخرون منكِ ..
ولا تتعاطف مع أي أحد حتى لا تقع بفخهِ..
لكن كوني في وقت الجد جادةً..
وفي وقت المصاعبِ حكيمةً..
لا تستعجلِ في إتخاذ القرارات ، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة..
و تذكري بنيتي،، أرضي الإله أولاً ثم الوالدين ..
فيضع الإله لك القبول في الارض..
وصادقِ الناس و كوني لهم أفضل صديق..
دائماً كوني مؤثره عليهم لا متأثره بهم ..
لكي تنعمِ بحياة هادئة مليئة بالسعادة والهناء..
و لا تفقدي الأمل من وجودي بقربكِ أبداً..
فأنا إلى جانبكِ كلما إحتجتي لذلك..
أحبكِ صغيرتي..
بعد أن أنهت كلامها تلاشت من بين يدي كأوراق الأشجار في الخريف..
ركضت خلف و بدأت بالصراخ ..
كنت أحاول التمسك بها..
: أمي.. أمي أرجوك لا ترحلي و تتركيني.. أمي..
لكنها إختفت لم يعد لها وجود..
: أمي!!!!..
بللت الدموع وجهي و أنا أنظر للفراغ حيث كانت تقف..
جهشت بالبكاء و أنا أردد: لا يمكنكِ تركي هكذا و ترحلين بعد أن ظهرت أمامي من بعد كل تلك السنين...... عودي إلي أمي..
صدى صوتها ملئ المكان..
قائلة: سأكون بجانبكِ دوماً عزيزتي..
إنهرت من شده البكاء..
و سقطت على الأرض و لم أعد أرى شيئاً سوى الظلام الحالك..
في الواقع..
ليو..
لم أشعر بجسدي من شدة الإرهاق..
غفوت بجانبها و أنا أمسك يديها..
لم أفارقها منذ أيام على أمل أن تستيقظ في أي لحظة..
لا أريد لهذه اللحظة أن تأتي و لا أكون بجانبها..
أحسست بحركة خفيفة بجانبي..
فتحت عيناي بسرعة و نظرت إليها..
كانت هي ..
يبدو و كأنها سوف تستيقظ..
بدأت بتحريك حاجبيها بضجر..
سعدت كثيراً عندما رأيتها..
قفزت و جلست بجانبها ..
أمسكت بوجنتيها..
و أردفت قائلاً: صغيرتي.. هيا إستيقظِ أيتها الأميرة النائمة.. هيا..
عادت للسكون مجدداً..
خابت آمالي و حزنت كثيراً..
طبعت قبله على جبينها و نهضت للخروج ..
أنا بحاجة لإستنشاق الهواء و إلا سأجن حتماً..
أستدرت و ذهبت نحو الباب..
أمسكت بالمقبض لفتحه..
و قبل أن أدير المقبض أتى لي صوتها الرقيق ..
تردد صداه في أذني..
: أخي..
قريب من ضفة النهر و لكن على الجهة المعاكسة للكوخ ،، و كالعادة أجتمع سميث مع مساعده لينقل له الأخبار عن عائله رودر..
سميث..
: حسناً أخبرني ما هو الأمر الطارئ الذي إستدعيتني إليه هكذا..
....: سيدي،، إنها إيل........
قاطعته بحده قائلاً: ما الذي حدث لها؟؟ أهي بخير،، هيا تحدث..
....: أهدأ قليلاً سيدي و إستمع إلي جيداً.. ( أخبره بما حدث لإيلا و كيف أن التعويذه لم تعمل جيداً ،، و أنها مازالت نائمة حتى الآن)
لم أصدق ما سمعته أذني..
لا مستحيل يجب علي أن أتصرف لا يمكن لهذا أن يحدث الآن..
إستندت على جذع الشجرة العملاق..
و أنا أفكر كيف أنقذها من هذه الكوابيس ..
بينما كان سميث غارقاً في أفكاره ،، ورد إتصال لمساعده فاضطر أن يذهب بعيداً لكي يستطيع الرد عليه..
....: أجل سيدي إني أستمع إليك جيداً..
ليو: أين ما كنت أترك كل ما في يديك و أذهب لصانع الحلوه بسرعة..
....: خيراً يا سيدي ،، يبدو بأن هناك أخبار رائعة ..
ليو : أجل ،، بالتأكيد هناك أخبار جيده،، فقد إستعادت صغيرتي وعيها و سوف نحتفل بذلك..
....: يا لها من أخبار ،، لقد سعدت بذلك ،،
ليو: أذاً هيا أسرع و لا تتأخر..
....: حسناً سيدي ،، إلى اللقاء..
كاد المساعد أن يحلق في السماء من سعادته و أسرع عند سيده سميث ليبلغه بالأخبار الجميلة..
....: سيدي... سيدي إستمع إلي وردتني أخبار سعيده..
قفزت فزعاً حين سمعت صراخ هذا المجنون..
نظرت إليه و هو يتجه نحوي راكضاً و الإبتسامه تكاد أن تشق له وجهه..
ابتسمت و قلت له: على مهلك تنفس،، هيا قل ما لديك..
إبتسم و هو يحاول أن يلقط أنفاسه..
ثم أردف قائلاً: إيلا يا سيدي.. لقد إستيقظت و هي بخير الآن.. و الليله سوف تقام حفلة بمناسبة سلامتها .. علي الذهاب سيدي فلدي الكثير من الأعمال لأقوم بها..
شعرت بشعور غمرته السعادة ..
أجبته بابتسامه : حسناً و لكن انتظر،،
ألتفت و قال: ماذا هناك سيدي..
تقدمت نحوه و أردفت قائلاً: أريد منك طلباً إن سمحت..
...: بالطبع تستطيع طلب ما تريد سيدي..
سميث: جيد و الآن إستمع لي .................................
...: حسناً سيدي لك ذلك..
ابتسم ثم رحل..
رفعت رأسي و نظرت للسماء و تأملت جمالها و جمال الطيور التي تحلق بها..
حل المساء و الجميع ينتظر حضور إيلا لمفاجأتها ،، بينما فين كان في الخارج كعادته يحتسي الشراب و يلهي مع الفتيات..
لورا..
: قفي هكذا أجل.... دعيني أنظر من هنا ...حسناً إنتهينا..
أدرتها لترى نفسها بالمرآه..
شعرها منسدل على كتفيها..
وجنتاها حمراوتان من شده بياضها و كأنها تعكس للناظر نقاوة دماءها..
تقف كالملكه و هي ترتدي فستانها الأزرق ..
لم يكن له أكمام و لكن به خيط رفيع تربطه خلف عنقها ليبرز جمال كتفيها..
ثقتها بنفسها و براءتها تزيدان من حلاوتها..
إبتسمٓت لي و قالت: عزيزتي لورا،، لم كل هذه الغلبة ،، هل هناك مناسبة خاصة؟؟..
قهقهت قليلاً ثم أردفت قائلة: هل كلما تتجمَّل الفتاة يعني ذلك بأن هناك مناسبة؟!!..
ضحكنا معاً ثم خرجنا من الغرفة متجهين إلى السلالم..
إيلا..
كل شيء كان طبيعي ..
حتى وصلت إلى آخر درجة من السلالم..
فأنطفأت الأنوار جميعها..
هرعت و حاولت التمسك بلورا التي كانت تقف خلفي..
لكنني لم أجدها و كأن الظلام قد إبتلعها..
قلبي يخفق بشدة ..
كنت سأبدأ بالصراخ عله أحدهم يسمعني..
قبل أن يتراءى لي ذلك الضوء الخافت القادم من منتصف القاعة..
تقدم نحوي ببطء ، و كلما أقترب أكثر يصدر صدى أحد يتكلم..
: ابتسمِ و لا تحزنِ ، فابتسامتكِ دواء لقلوبنا ..
: دائماً ستجدينا من يصون قلبكِ و ينشر العطر فيه..
: تذهب الكوابيس و تأتي الأحلام ، فأحلمِ لنزين لكِ أحلامكِ في الواقع..
أصبح الضوء لا يفصله عني سوى بضع سنتيمترات فقط..
أضيأت الأنوار جميعها..
سرعان ما تحول قلقي إلى سعادة غامرة ..
و شقت وجهي تلك الإبتسامة التي يسعد عندما يراها..
رأيت الحياة من خلال عينيه..
ابتسم و أردف قائلاً: إبقي بجانبي دائماً و لا تتخلي عني ، فلا طعم لحياتي من دونكِ صغيرتي.. حمداً لله على سلامتكِ يا أختي الجميلة..
أخي العزيز كان يقف و من خلفه جميع الأصدقاء..
و من بين يديه كان يحمل قطعة من الحلوى بالشوكولاتة و من النوع الذي أحبه..
لا فكرة لدي من أين عَلَّمَ بذلك ، لا يهم فلن أفسد سعادتي الآن..
و أندفعت نحو أخي و أرتميت بأحضانه..
قهقهت فقد ارتبكَ و أبعد الحلوى بسرعة كي لا تتسخ ملابسي..
و قال بمزاح : على مهلكِ عزيزتي فقد تقع الحلوى ، و قد تعبت كثيراً و أنا أحضرها..
ضربته على كتفه بخفه و ضحك الجميع..
ذهبنا إلى غرفة الطعام ووضعنا قالب الحلوى لنقطعه..
بعد أن تناولنا الحلوى طلب مني أخي بأن أعزف له قليلاً فقد إشتاق لعزفي..
الجميع كان هنا ما عدا فين لذلك شعرت براحه لا أستطيع وصفها ..
فلن يدمر فرحتي هذه المرة..
و لكن مهلاً من هذا؟؟..
يبدو بأن كارليس قد لاحظ قلقي نحوه ذلك الشخص..
فاقترب من أذني و همس قائلاً: أنه سميث صديق جيك المقرب ، لا تقلقي فهو إنسان طيب القلب..
ابتسم و عبث بشعري كالأطفال..
و ذهب ليشرب شيئاً كما بدى لي لأنه يتجه نحو المشروبات..
جلست بهدوء على كرسي البيانو..
تنهدت و أخرجت الهواء من ببطء ..
نظرت لأخي الذي كان يقف مقابلات لي..
و تذكرت كل الأيام السعيدة التي قضيتها معه..
ابتسمت له و أغمضت عيناي براحه..
داعبت أناملِ مفاتيح البيانو و بدأت بالعزف..
و بعد أن انتهيت من العزف صفق لي الجميع و كانت علامة الرضا على وجوههم..
تقدم سميث و جيك و وقفا بجانبي..
ابتسم جيك و قال: إيلا أعرفكِ على صديقي سميث ،، سميث هذه إيلا أخت السيد ليو..
مدّ لي سميث يده فصافحته بدوري ..
يداه بارده لكن بالرغم من ذلك عندما لامست يداه يداي أحسست بِشَيْءٍ غريب..
إحساس يقول لي بأني أعرفه..
تلك العينان الغامضتان أذكر بأنني رأيتهما..
ابتسم و قال: سررت بمعرفتكِ أميرتي..
بعثرت أفكاري و فككت يداي من يداه ..
و قلت : و أنا أيضاً..........سميث صحيح..
ضحك الجميع و أومأ هو لي إيجاباً..
شاركتهم الضحك و لكن بخجل..
أخي لم يتركني منذ أن استيقظت من نومي و هذا غريب ليسمى عادته..
كان يتمسك بي و كأنني سأهرب منه..
قلت له : أخي ، هل هناك خطب ما !! لما كل هذا ما هي سوى ليله واحدة فقط ابتعدتُ فيها عنكم..
بصوت واحد قال الجميع: ماذا!!!!!.. ليله واحده؟!..
ملامح الدهشة أعتلت على وجوههم..
و جهت نظري لأخي مره أخرى ..
ثم أردفت قائلة: ليس هناك ما تخفيه عني صحيح ؟!!..
ملئ الحزن عينيه و قال: صغيرتي ،، في الواقع أنتي..........
لم يستطع بإخبارها بما يريد فقد فتح أحدهم باب القصر بقوة حتى تردد صوت إرتطامه بالجدار في كل أنحاء القصر الرخامي..
ذعر الجميع و أتجهوا نحو الباب مسرعين ليتعرفوا بهذا الدخيل الذي كان يصرخ و يتحدث بكلمات غريبه لا تستطيع أن تميز معانيها..
فتوقفوا بصدمة عندما وقعت أنظارهم عليه و بالأخص إيلا..
و تجولت أنظارهم فيما بينهم و القلق ظاهرٌ على وجوههم..
حينما بدأ بالتكلم بوضوح ليكشف ذلك السر الذي خبأه الجميع عن إيلا حتى أخيها..
.
.
.
.
.
يا ترى من هذا الشخص؟؟
لم ذعرت إيلا عندما رأته؟؟
و ما هو السر الذي يخفيه الجميع عنها؟
الكثير من الأسئلة تجول في عقولكم الآن ، فإن كُنتُم تريدون معرفة إجاباتها تابعوا الأحداث القادمة فهي كفيلة بالرد عليها جميعاً ..
أعتذر عن التأخير أعزائي..>_<!
قد يتأخر البارت القادم قليلاً و ذلك بسبب عدم توفر الوقت لدي بما أن الجامعة قد بدأت فالدراسة أهم من الهواية بالنسبة لي..^_~
و شكراً لكم..