.:: الفصل السادس و الثمانون ::.
الهدف الأخير !
..
..
في منتصف الملعب وقف أسوما و بيده الكرة ... وقف الجميع من حوله و كان سوما بالقرب من تداسي فهمس له : أ ستكون بخير ؟؟
نظر تداسي له بابتسامة واثقة و قال : بالطبع !!
سكت سوما بهدوء و نظر ليد صديقه المصابة و قال : لكن يدك متورمة !
نظر تداسي ليده و لم يقل شيئا و في تلك اللحظة رمى أسوما الكرة عاليا فقفز الجميع في محاولة لأخذها و كان سينشو هو من تمكن من الإمساك بها و بسرعة ركض و ركضوا خلفه ...
أصبحت المباراة حامية و لم يعد أحد يستطيع تسجيل أي هدف فالكل يبذل قصار جهده في تسجيل نقطة و خاصة أن الوقت ينفذ و لم يتبقى أمامهم سوى عشر دقائق ...
كان تداسي يبذل جهده لكنه في كل مرة يفشل في التسجيل ... و استمر الوضع على هذه الحال و لم يتبقى سوى خمس دقائق و تنتهي المباراة !
كانت الكرة بحوزة يوكي و قد كان يركض بها لكنه في كل مرة يحاصر من أحد اصدقاءه ...
ظل تداسي يقف بعيدا عن يوكي يراقب تحركاته في تفادي الجميع و قد استنتج أن قصر قامته يساعده في تخطيهم ... و هذا ما لا سينجح معه فهما بالطول ذاته تقريبا ...
فمكث يحدق به و هو يركض حتى وجد أن الفرصة قد حانت و عليه انتهازها و بسرعة ركض باتجاهه و بخفة تمكن من الإستيلاء على الكرة تحت دهشة يوكي و الجميع ...
فأخذها ثم بدأ يركض بسرعة و نظر يرتكز على السلة و قال في نفسه : هدف واحد ... هدف واحد فقط لا أريد غيره !! ... لن أفوز بهذا الهدف ... لكن أن أخسر بنقطتين أفضل من أن أخسر بنقطة واحدة !!
وقف الأصدقاء في وجهه و لكن المفاجئة أنه تمكن من تخطيهم بسرعة دون أن يدركوا حتى ذلك ... نظروا بسرعة لحيث تداسي و قال أرايدي بعدم تصديق : أ .. أ هذا هو تداسي الذي كان يلعب معنا طيلة الوقت ؟؟
و قال سينشو و هو يركض خلفه محدثا أرايدي : هذا ما تفعله الدقائق الأخيرة من المباراة ... تجعلك شخص قوي فجأة !!
قال يوكي مؤيدا : أعتقد أنك محق !
أما عن كاي فقد ركض دون أن يعلق نحو تداسي و وقف في وجهه و نظر بنظرة جادة و لم يبدو أنه سيتساهل معه البتة !
ابتسم تداسي بسخرية من الموقف الذي هو فيه فمن بين كل الناس كاي البارع يقف في وجهه ...
حاول أن يتفاداه لكن كاي يقف أمامه في كل مرة ... لم يكن عنده مجال حتى في الهرب للخلف فهم يحاصرونه من كل مكان ...
أعاد نظره لكاي و قال في نفسه : سأمضي قدما ... و لن أدعه يأخذ الكرة مني مهما حصل !
تلك اللحظة كاد سوما أن يأخذ الكرة منه لكنه تفاداه بسرعة و في نفس الوقت هجم كاي عليه و بطريقة ما تمكن من الفرار و بسرعة أكمل مسيره نحو السلة ... نطق سوما بتذمر : تبا !
أما عن كاي فقد لحق به بأسرع ما يكون و هو يقول في نفسه : الهدف الأخير لي !!
هنا علا صوت أسوما القائل : تبقى دقيقتين على انتهاء المباراة !!
دبت الحماسة و الخوف في داخل الجميع الأمر الذي دفعهم جميعا للركض بسرعة نحو تداسي لأخذ الكرة منه مهما كلف الأمر ...
حاول تداسي تفاديهم قدر المستطاع متجاهلا ألم رأسه و يده و مركزا قوته و تصميمه كله ناحية السلة القريبة منه ... و قد قرر عدم المجازافة و رميها إلا حينما يتأكد أن أحدا لن يقف في وجهها و يأخذها ...
كان تداسي يقف و يضرب بالكرة على الأرض و من حوله يحاصره الأصدقاء ...
ظل تداسي يفكر و يفكر فيما عليه فعله و هو يقول : مالذي علي أن أفعله ؟؟ ... كيف يمكنني أن أتخلص منهم ؟؟
و رفع بصره نحو السلة القريبة جدا و تابع محدثا نفسه : السلة قريبة و لكنني أخشى أنني إذا رميت بالكرة ناحيتها أن يتدخل أرايدي أو غيره و يعترض طريقها و يدخل الكرة في السلة !!
كان الجميع يقفون يترقبون أي خطوة من تداسي و يراقبونه صمت ... و لم يسمع في الأرجاء سوى صوت الكرة و هي ترتطم على أرض الملعب ...
ظل يضرب بالكرة بيده اليمنى المصابة ... أخذ الألم يزداد عن حده فتأوه تداسي بألم ...
تلك اللحظة استغلها الجميع لأخذ الكرة فهجموا عليه لحظة واحدة أما عنه فحين لاحظ اندفاعهم نحوه استغل الفرصة فضغط على يده و ضرب بالكرة بقوة لتحلق عاليا ثم قفز و أمسك بها و رمى بها ناحية السلة ...
لم يكن أحد منهم يتوقع حركته تلك لذا لم يكن هنا مجال لإيقافها و اعتراض طريقها نحو السلة أما عن تداسي فقد ظل يراقب دوران الكرة و تحليقها نحو السلة و هو يقول في نفسه : ادخلي !! ... ادخليي !!
فاصطدمت الكرة على السلة و تدحرجت على أطرافها و الكل يتمنى أن تسقط قبل أن تدخل ... تلك اللحظة وطأت قدما تداسي الأرض لكن إحدى قدميه كانت تؤلمه بسبب الإلتواء البسيط فسقط ليجلس على الأرض ...
رفع بصره و عيناه الزرقاواتان تجولان مع الكرة المتدحرجة ... كان كل ما يحصل لا يتعدى الثواني لكن تداسي أحس اللحظات تلك كما لو أنها دقائق بل ساعات ... و أخيرا دخلت الكرة و اخترقت شباك السلة ...
لحظة صمت مضت قبل أن يصرخ تداسي و هو يقول : فعلتها !!!
و حالما أنهى جملته علا صوت صفارة أسوما معلنة عن انتهاء المباراة ...
سعدت هاروهي كثيرا بالهدف الذي حصل عليه تداسي حتى لو لم يفز به لكنها كانت سعيدة لأنه حصل عليه بعد كل محاولاته ... فقالت بابتسامة و فرح : و أخيرا فعلها !!
نظر جيلبرت لها و لم يعلق بشيء ... تسعد من أتفه الأمور و تبتسم ابتسامة فرح نابعة من قلبها ... و يعكر مزاجها و تحزن و ينتابها القلق و كل ذلك فقط من المدعو تداسي ...
كم تأثيره عليها كبير ذلك الـ "تداسي" !!
تلك اللحظة سمعوا صوت أسوما الذي طلب من اللاعبين الوقوف في منتصف الملعب ليخبرهم بنتائجهم و نقاطهم ...
ابتسم سوما و سار ناحية تداسي و قال و هو يمد يده ليساعده على الوقوف : لقد كانت رمية موفقة !!
ابتسم تداسي بسعادة و قال : شكرا لك !
فأمسك بيده و ساعده سوما على النهوض ... سارا لمنتصف الملعب و هناك تراص الجميع بجوار بعضهم البعض و وقف أسوما مقابلا لهم ... بالنسبة لجيلبرت و هاروهي و تداشي و آمي فقد دخلوا الملعب و وقفوا في جهة أسوما مقابلين للذين لعبوا في الملعب ...
نظرت هاروهي لحيث تداسي الذي ابتسم لها بسعادة ... فابتسمت بالمقابل و أشارت له بخفة بينما علا صوت أسوما القائل : و الآن ... سنبدأ بإعلان النتائج ... و كما تعرفون كلكم ... كاي هو الفائز في المركز الأول بأربع نقاط !
ثم أردف : و في المركز الثاني ... سوما و يوكي و أرايدي و قد حصلوا على نقطتين ... و في المركز الثالث سينشو الحاصل على نقطة واحدة ...
هنا تحدث تداسي و هو يقول بتعجب : و ماذا عني ؟؟
أجاب أسوما و هو يقول : كنت للتو سأقول لا داعي للعجلة !
و استأنف حديثه : تداسي في المركز الأخير و قد حصل على سالب واحد !
صدم الجميع و من بينهم تداسي الذي قال بعدم تصديق : و ... و لماذا ؟؟؟
أجاب أسوما : ببساطة لأنك سجلت في السلة ذاتها مرتين ... المرة الأولى حصلت على نقطة أما المرة الثانية سجلت في السلة ذاتها مما يعني أنك ستفقد نقطتين ... هذا كل ما في الأمر !!
كلمات أسوما تلك حطمت تداسي بالكامل ... لقد تعب من أجل اللاشيء ... تعبه و مجهوده و محاولاته كلها لم تذهب سدى بل جعلته يخسر المزيد من النقاط !
شعر بالحزن الشديد ... فأخذ نفسا ثم نظر لكاي و تقدم ناحيته و صافحه و هو يقول بابتسامة خاسرة : مبارك لك الفوز يا كاي !
تعجب كاي من تصرفه فلم يتوقع ذلك منه ... بينما سار تداسي مبتعدا و هو يقول بمرح مصطنع : سأذهب لشراء العصيرات لكم ... فأنا الخاسر هنا على أي حال !!
و قبل أن يتحدث أي منهم كان قد ركض بسرعة و ذهب ليخرج من الحديقة ...
ظلت هاروهي تتبعه و عرفت مقدار الألم داخله ... كانت عيناه فقط تحكي الكثير بالنسبة لها ...
الخسارة صعبة ... و خاصة إن كانت في المركز الأخير !!
..
..
انتهت المباراة بخسارة تداسي و حصوله على (-١) !!
ليست لدي الكثير من الأسئلة ... لذا سأفتصر على السؤالين المعتادين ...
١- رأيكم بالفصل ؟؟ ... و هل توقعتم خسارة تداسي ؟؟
٢- توقعاتكم لما سيحصل ؟؟
و طبعا أشكركم على تفاعلكم كالعادة ... شكرا لكم بحجم السماء فأنتم تشجعونني على الكتابة 😢😢❤️
الفصل قصير قليلا ... إذا وجدت منكم تفاعلا سأنشر الفصل الذي يليه اليوم و سيكون ختام هذه الأحداث 😍😍✨
..
..
و للقصة تتمة ..