رواية || الزهرة الزرقاء

By BilsaneShayne

420K 29.4K 17.5K

عن فتاة، نصف بشرية و نصف زهرة زرقاء. و عن الزهرة، التي تحيا بجسدها باحثةً عن حياة. -الحقوق محفوظة ©® -كل شيء... More

- حياتي اليومية كفاشلة
- العثور على عمل
- على مشارف الطريق
- بداية لكتابة حياتي
- مالذي يحدث معي؟
- لا بأس انا بخير
- زواج مصلحة
- رسالة تهديد
- صرخة قلب
- رضًا بالحال
- إستيقاظ الزهرة
- نداء إستغاثة للشخص الايجابي
- خلف القضبان أسرار تبتسم
- ذات الرداء الأسود
- انطلاق الرحلة
- أسطورة ٱودورولان
- إبنتي؟!!
- مدينة غافريش
- الكوخ
- كيان الجثة و سيدتها
- خيانة تلو الاخرى
عيد سعييييد
تسمم
تخطيط و تنفيذ
خادمة الزهرة
ألعابٌ نارية
البوابة الزرقاء
عودة بلور
سمانثا:سيدة فانوس الشمعة الزرقاء
تمرد و عصيان
محاولة نجاة
صراع البقاء
أربعة وجوه و صدى
ضحايا انكشاف و احتجاز
ريفادور بين أزهار الٱقحوان
أسفل دموع الحيتان
انقلاب الزهرة
هروب مزدوج
ضوءٌ أسود
تأثيراتٌ جانبِية
تأثيرات جانبية 2
عروس البحيرة
متاعب
عائلة كلايد
دعوة الزفاف
بابروسات و إليكسيل
بابروسات و إليكسيل 2
كرة حجرية
-دلوٌ فضي
اختبار
-صندوقٌ خشبي
-صندوقٌ خشبي 2
وجهة نظر ليام
ٱودري المتجمدة
غرفة أفرين

-أيلٌ صغير

7.5K 444 1K
By BilsaneShayne


(52)

تذكير: الفصل السابق كان وجهة نظر ليام، و هو يتحدث عن الكابوس الذي يراوده.

إهداء لـ: Panda0Senpa

.
.

قلت بنبرة خافتة: ليام!!

تراجعت خطوة للخلف و كدت أسقط، لارتعاد قدماي. كان هو، أنا متأكدة. لا يمكن أن لا أعرف تلك العينان، و السمات الحادة. كان صغيرًا، ربما بالعاشرة . و لأول مرة في حياتي، رأيت ذلك الدب القطبي البارد. خائفًا.

شفاهه تحركت، تُغلق ثم تفتح أراد أن يقول شيئًا. لكنه تحرك فجأة و هو يصرخ: ٱمي!!!!

ابتعدت الحيوانات و صدر صوٌت قوي من أجنحة الطيور، التفت له بسرعة و لم تستطع عيناي التقاط شيءٍ سوى جسده و هو يقفز ثم الماء يفيض من البحيرة.

صرخت بخوف: ليام!!!
و قد صدى صوتي بالغابة.

هرولت بعدها و ركضت للبحيرة لٱلقي بنفسي ورائه.

كان خديَّ منتفخان إثر حبسي للهواء و عيناي مغلقتان، سرعان ما فتحتهما وأنا أنزل في حين ردائي أعاق حركة يداي لكونه ارتفع. لففت رأسي في الماء، فلاحظت ليام يسبح للعمق، استعجلت و تبعته. أمسك هو بيد والدته كنت قد وصلت له بالفعل و طفوت خلفه.

حين أدار هو رأس ٱمه له انبثقت عيناي و لوهلة كاد يغمى علي، حتى أني خطأً فتحت فمي شاهقة. أما هو فُجع قلبه الصغير بعيناها المفتوحتان، الدماء المسربة من الجرح العميق برأسها و شُحوب وجهها.

حاولت إمساكه و سحبه فلم أستطع شعرت بالخوف الشديد من نظراتها، اختنقت روحي. أما هو مد يده بارتعاش و أغلق عيناها، تفاجأت من شجاعته. حاول سحبها لكن الطحالب الملتفة حول جسدها كانت أقوى منه، فهو يشد بإنش و هي بأضعاف أضعاف. رأيت الدموع بعيناه و هو يحاول الكلام، في لحظةٍ معينة فتح فمه صارخًا فتدحرجت فقاعاتٌ جمة عاليًا و شرب هو الماء بكثرة، لكنه رفض الصعود.

ارتعبت و كثيرًا، عيناه بالكاد تبصران لكنه ظل يمسك بيد أفرين، قُسم قلبي لأشلاء حين رأيت أياديهما تبتعدان عن بعض و كل ما بقي هو سنتيمترات. و بلحظةٍ سريعة، سحبت الطحالب جثة أفرين بخفةٍ شديدة حتى اختفت في العمق. أما ليام الصغير، أغلق رؤيته و بدل أن يرتفع، جسده أخذ ينزل.

صرخت كالمجانين وسط الماء مناديةً: ليام!!
و قد أحدثت صوت غرغرةٍ قوية.

شربت قليلاً، حتى لو كنت أكبر منه و باستطاعتي التحمل فقد بدأ الهواء ينفذ من رئتاي. غُصت بلهفةٍ إليه، ثم مددت يدي لٱمسكه لقد فعلت، لولا أنها عبرت أصابعه بدل التشبث بها. تذكرت أني مجرد خيال!!

شعرت بالضعف، و مع هذا ظللت ٱحاول إمساكه و نفسي يضيق لقد كان يغرق، يموت!! و أنا معه!! تجمعت الدموع بعيناي و بدون وعيٍ مني فتحت فمي فاغتال الماء حلقي و عبره. لم أهتم، بضيق نفسي و بكوني أكاد ألقى حتفي. فالأشياء هنا تؤثر بي لكني لا ٱؤثر بها. كنت سأفقد الأمل، لولا أني رأيت شيئًا يتحرك في الأسفل ناحيتنا.

ثبتت عيناي أكثر، لأجد ذيل سمكة ثم ظهر لي وجه لوتبري بشعرٍ أسود قاتم للغاية. سبحت بسرعةٍ غير طبيعية ناحيتنا، و بغمضة عين كانت قد خطفت ليام من جانبي ثم صعدت. رفعت رأسي و لحقت بهما. فور خروجي من الماء بالكاد تنفست، بل هرعت للضفة و وقفت. كانت قد وضعته على الحافة و جلست بجانبه، في حين ذيلها الأبيض لازال على طبيعته.

أزاحت عنه قميصه ثم وضعت كلتا يداها على جهة قلبه و ضغطت، لم يأخذ الأمر كثيرًا حتى أخرج الماء من فمه فقفزت هي بسرعة. نظرت للمياه، فوجدتها لا تزال أسفلها و حين اعتدل ليام في جلسته، كانت قد رحلت بالفعل بعد أن اطمأنت.

نظرت له بانفعال ثم قلت: ولدٌ أحمق، كدت تقتل نفسك!!

لكنه ما إن فتح عيناه، حتى هزت الهزة جسدي. لقد نظر لي كليام!! لا، أعني كليام الذي أعرفه، رمقني بخلوٍ تام من الحياة ببؤبؤٍ خاوٍ فرغ من جعبته كل الأمل.

همست بغير تصديق: ليام؟!
أرخيت أكتافي.

وقف مبللاً ثم نظر للماء قال: على الأقل هي ودعتني، أنت لم تفعلي حتى!!
تجمعت الدموع بعيناه ليقول: خائنة.

فتح فمه و صرخ: لما مت الآن؟! أكان صعبًا عليك أن تنتظرِي بضع سنواتٍ ٱخرى؟! حتى أفرح قليلاً بعد؟!

مددت يداي و حاولت سحبه لي، فلم أستطع. نظرت لأصابعي بضعف، أردت المساعدة. لدي الكثير لأقوله.

"لما الجميع يموت؟!"
قال، بنبرةٍ جافة تمامًا.

توسعت عيناي حين أضاف: تلك الدماء التي كانت بجبهتك. كانت نفس الدماء التي أفرغتها ٱمي أمامي. قبل أن تموت. مثلك.

أضقت عيناي بشفقةٍ عليه، رغم أني لم أفهم ما قصده.

"أتسائل.."
نطق، ثم نظر للأعلى: أتفضلون السماء علينا؟!

ظللت ٱحدق به بألم، لم أستطع فعل شيءٍ له. كانت مجرد ذكرى غابرة، و تمنيت لو أني كنت بها.

"ليام"
صدر صوت فتاة صغيرة.

التف هو إليها، بشعرٍ بني قصير للكتف ترفع غرتها للخلف برباط و عينان ذهبية. كانت تبكي و هي تسير ناحيته، و بدت بالسادسة من عمرها.

اتجه ناحيتها و سألها: مالأمر ٱودري لما تبكين؟!

وقفت أنا، و لحقته. كنت بينهما، نظرت لها و قلت بحزن لنفسي.

إذًا هذه هي ٱخته.

أجابته و هي تحاول مسح دموعها بيداها الصغيرتين: لقد رأيت جدي منذ قليل.

تجمدتُ و كذلك ليام، غير أنه ابتلع ريقه أيضًا ليقول بغضب: ألم ٱخبرك ألا تلحقي بي؟! لما تركت روبرت بالأساس.

نظرت له لحظات ثم بكت بصوتٍ أعلى. توتر هو في حين تنهدت أنا ليقول: أنا آسف.
رفع عيناه لها بخوف،
"أخبريني مالذي حدث؟! أفعل لك شيئًا؟!"

حركت رأسها نفيًا، رأيت بوجهه نظرة راحة. ليكمل: إذًا لما تبكين؟!

أخذت شهقات ثم فتحت عيناها و قالت: لقد رأيته يحمل فأسًا و به دماء، أعتقد أن جدي قتل أيلاً مرةً ٱخرى.

شعرت أن نفسه اختفى، نظرت له فخفت أكثر. بدى لي كالجثة الهامدة، غير أنه يقف. أفلت يداه عن كتفها و أرخاهما كمن فقد نبضه، كمن مات.

همس بصوت خافت: أجل، جدي اصطاد أيلاً.
نظر لها بفراغ،
"أيلاً كبيرًا."

وضعت عيناي عليه برعب، و الصغيرة أيضًا. ضربته ببطنه و قالت: ليام أنت تخيفني أكثر، سٱخبر ٱمي عن هذا.

كانت تقتله أكثر دون أن تدرك. لتضيف و قد صمتت: ثم ما بك؟! هل أنت بخير؟!
نظرت لثيابه،
"و لما أنت مبلل؟! هل كنت تسبح؟!"

تجاهل أسئلتها، أمسك يدها ثم بدأ يسير قال: ٱودري، هل تريدين أن ٱحكي لك قصة؟!

ابتسمت هي فورًا، ثم قالت: أجل أجل، لكن عن ماذا تحكي؟!

أردت أن أتبعه لكن الباب ظهر أمامي. فتوقفت. أمعنت بظهرهما و هو يبتعد، كان آخر ما سمعته صوت ليام مجيبًا،

"عن أيلٍ صغير، كان يفقد أحبابه كل شتاء."

و محطمًا ما بقي لي من قوة.

استدرت، ثم وضعت يدي على المقبض أدرته، نظرت نظرةً أخيرة لليام الصغير الذي يرحل مبتعدًا. أعدت برؤيتي بعدها للباب و قمت بفتحه فرأيت أمامي الألواح الخشبية و السطح. أضقت عيناي بوجع، كلما تذكرت عينا ليام ما إن ٱخرج من البحيرة.

كانت ميتة.

همست بنفسٍ خائر: علي محادثته.

شبكت بارتعاد على المقبض ثم رفعت رؤيتي و سرت بعجلة كبيرة دون خوفٍ هذه المرة. قفزت من على السور فوجدت أن الشق الأرضي قد فتح، دخلته و عبرت النفق الضيق حتى أنهيته، لأضع رجلاي على السلالم أنزلها بلهفة و قد كانت ملامحي خائفة.

ضربت بقدمي الباب الصغير ثم أعدتها، ففتح الباب و ظهرت بابروسات. لكني واجهت صعوبةً بكيفية الدخول فالسلالم توقفت عن الإمتداد فوق الباب.

مدت بابروسات يدها و قالت: اقفزي و أمسكي بيدي.

توترت ثم قلت: لكنك لن تتحملي وزن-

"أنا قوية لا تقلقي"
قاطعتني بجدية.

هززت رأسي لها، نزعت يمناي عن السلالم ثم بسطتها إليها و تركت السلم. قشعر جسدي للحظة لولا أنها أمسكت يدي بسرعة، حاولت سحبي فوضعت يُسراي على حافة الباب و رفعت جسدي في هدف مساعدتها على إدخالي. و بالفعل، ثانيتان و كان نصف جسمي قد مر بالباب الصغير حتى دلفت.

وقفت بسرعة ثم قلت: بابروسات أنا سأذهب هلا-..

و حين استدرت كانت قد اختفت. ابتسمت و قلت: شكرًا لما فعلته لي.

ثم سرت و قد أطبقت الباب بعد خروجي.

-الكاتبة.

سارت بهرولةٍ في أقدامها، تجاهلت تمامًا كون الحراس تبعوها في محاولةٍ لإيقافها. لكن سماتها كانت غريبة، اختلطت عليها الأحاسيس مثل العادة فلم تدري أيها برز أكثر. حزنها أم غضبها. نفسها يضيق، و صدرها يرتفع. أرادت أن تصل له بسرعة، قلبها كان يؤلمها.

استطاعت أن تفلت من الحراس لدقائق، كانت قد جعلتهم يفقدون حسها لكثرة التفافها. وسط ذلك الظلام، المشاعل الخفيفة المضيئة للمكان و المعلقة بالحيطان، بالإضافة للحراس الذين يقفون عند بعض الأبواب. سمعت صوت خطواتٍ قريبة، فظهر ثغرٌ واسع خفيفٌ عليها.

تقدمت بسرعةٍ ناحتيها، يداها تلامسان الحائط بين الحنية و الٱخرى. توقفت، بأنفاسٍ تتسارع حين رأته يتقدم. كان مطأطأ الرأس و يداه بجيبه، بدى سارحًا لأبعد خلد. و علمت هي بطريقةٍ ما أنه ليس بخير، فهو ليس من النوع الذي قد ينزل رأسه بتلك السهولة. أكتافه أقوى.

همست: ليام.

ثبُتَتْ قدماه، و رفع عيناه لها. حدق بها لحظات حتى حد عيناه و قال: مالذي تفعلينه هنا؟!
أخرج يداه من جيبه،
"بل لما تتجولين دون حراس؟!"

ابتسمت لسخافته، ثم ضحكت لطباعه، ثم أطلقت عيناها دمعتان لردة فعل. بكم هو، تفاجأ و لم يفهم ما بها. أهي فرحة؟! تضحك؟! أم تبكي؟! لم يدري حقًا فسألها،

"ما الأمر؟!"

و كاد يتقدم لولا أنها باغتته، فقد ركضت بسرعة حتى قفزت و ضمته إليها. لم يتزحزح من مكانه إنشًا واحدًا بقدر ما كان منصدمًا، أما هي فبدى لها كأنها تعلقت بعمود ثابت بأقدامها المرتفعة عن الأرض سنتيمترات.

كان هو مستغربًا، حتى قال: أحدث شيء؟!

و لكنه لم يشعر بعدها إلا و برقبته -تلفها بذراعاها- تبرد إثر دموعها التي تبلله. قلق أكثر، و حاول إبعادها قائلاً: لما تبكين؟!

لكنه سمع شهقةً منها، وضع يداه بخصرها أراد أن ينظر لوجهها لكنها قالت بخشونة: كلا!!

فتوقف، لاحظ بعدها ظهور بعض الحراس أمامه يلهثون، فأشار لهم بيده ليهزوا رؤوسهم ثم يلتفوا مبتعدين.

"حسنًا، أخبريني على الأقل ماذا حدث؟!"

قال و قد نظر بنصف عينه لها. صمتت للحظات. فتح فمه، كان سيقول شيئًا لكنها قالت بسرعة.

"الرجال لا يبكون، توقف أيها الأحمق."

تكلمت، فاستغرب و توتر. أتهلوس؟! كان قد سأل نفسه، ثم نظر للأرض. فأضافت،

"هي لن تكون سعيدة إذا رأتك هكذا، أنا واثقة أنها تحبك فلا تؤذها بكلامك هذا."
تأوه للحظة و دُهش جدًا حين قالت،
"هي لم تخنك!!"

أحست به حين أضاق يداه على ثوبها، سمعت صوته و قد تآكل بغصة: من أخـبر-

لكنها قطعته،

"و بالطبع لا يفضلون السماء عليك!!"
زاد وسع عيناه، لتكمل: هل جننت؟! من سيقاوم شخصًا وسيمًا مثلك و يرحل عنه؟!

ابتسم لوهلة، و يا ليتها رأتها. كانت لتتورد حتى ٱذناها، و قلبها الذي سقط كثيراً رعبًا كان ليسقط حبًا.

لكنها فتحت عيناها و قالت: هي لم تودعك لأنها خافت على دموعك. هكذا هم الراحلون، يفضلون بكائك بغيابهم بدل بكائك بحضورهم.

ضغطت عليه أكثر، أرادت أن توضح له أنها هنا. و أنه إذا تعثر أو شعر بالحزن، فيداها ستكونان طويلتان بما يكفي لتلفهما حول عنقه و تخنقه، توقظه من العتمة.

"لذلك لا تنظر بتلك النظرة الخالية ناحيتي، هي مات جسدها فأرجوك لا تقتل روحك معها!!"
شهقت بقوة، و بدى أنها فقدت السيطرة على نفسها عيناها و حتى أنفها الذي راح يأخذ أنفاسًا طويلة.

قالت ببعض الإنفعال: و بحق الله أنت لست أيلاً!! أنت ليام سيفريل سترونفر، أنت زوجي!!

بهت.

و ألصقت هي جبهتها بكتفه ثم أصدرت بضع أصوات ناتجةً عن بكائها، في كل مرة كانت تغلق عيناها أو تُضيق يداها عليه. كان وجهه الخالي أو الصارخ أسفل المياه، كالصاعقة يقلب دماغها. لأول مرة، لم تلمه على بروده أو قسوته. بل هي حتى، حمدت الله كثيرًا لأنه لم يجن مثل العجوز.

"أنت الإيجابيْ، فلا تحزن أرجوك."
قالت، ثم أضاقت يداها عليه مواصلة: قلبي يؤلمني حين تفعل.

هو ابتسم، بينما هي جذبت الهواء بأنفها محدثةً ضجيجًا خفيفًا و بدى لطيفًا حين زفرت بعضه على رقبته. فتحت عيناها حين أحست به يضمها، تفاجأت و خجلت. لكنها رفعت يداها لظهره و ثبتتهما بقوة.

هي لن تتخلى عنه. ليس الآن. سحقًا لخجلها، ليس الوقت لظهوره يجب أن يطمر.

قالت بشفاهٍ مقوسة و عينان ضاقتا حزن: أنا هنا، و سأبقى دومًا هنا. أنا لن أذهب للسماء، إلا بعدك أو معك.

همس بنبرة سخرية و قد أرخى يداه: و كيف تعرفين هذا؟! لا أحد يقرر موعد موته.

ابتعدت عنه ثم أمسكت يده و قالت بانفعال مرة ٱخرى: بالطبع سأفعل، أنت أكبر مني و ستموت قبلي. أتعتقد أني سأنتحر مثلاً؟!

حدق بها لحظات، بدهشة. حتى استغربتها هي و قالت: مالأمر؟!
ثم بتوتر: لا تقل لي أنك أصغر مني!!

لكنه فقط ظل ينظر لها ببؤبؤتين بارزتين و هي حائرة، لم تعلم أنها بإجابة بسيطة كانت قد وصلت للصميم. أن شيئًا ما به، فككته لحظتها. رغم أنها حقًا بدت حمقاء من الطراز، و بريئة!!! لكنه ابتسم، بساطتها جذبته. فتأوهت لتهرب بعدها بعيناها للأسفل. ثم ما لبث أن أصبح يقهقه. دهشت، و احمرت وجنتاها حدقت به و هو يبتسم، بدت كطفلٍ عثر على وجهته.

توقف هو فغيرت نظراتها بسرعة و قالت: مالمضحك؟!

لكنه لم يرد عليها، رفعت نظرها له و في لحظة شعرت به يقبلها على جبينها. تصاعد الإحمرار من ذقنها لأعلى رأسها و قد شعرت أنها تتبخر من الخجل، لم تدفنه جيدًا. اعتدل هو بوقفته ثانية بعدما انحنى ليصل لها. و تركت هي يده لا إراديًا.

وضعت أصابعها بسرعة على جبهتها لتقول و هي تنظر له في صدمة: ه-هل جننت؟! هذه ثاني مرة!!!

لكنها توقفت، لقد كان يبتسم لها ثانيةً. بابتسامة تعجبتها، لم يسبق أن رأته هكذا.

مد يده لها و قال: هيا، سآخذك لغرفتك.

استغربت، ما ضرورة يدها؟! هذا ما تسائلت عنه بذاتها. و لكن مهلاً، لن تضيع فرصةً كهذه. لتصمت فقط و تتمتع بما ٱعطي لها، هذا ما قررت.

رفعت يدها ببطء حين وصلت لخاصته بدأت تمد أصابعها حتى وضعتها على يده. اكتسى إحمرارٌ خداها و لم ترفع عيناها، حتى تشبث هو بيدها.

فتوسعت عيناها لتقول بدهشة: ياللروعة!!

لم يفهم مقصدها، سألها: لماذا؟!

نظرت له ثم تقدمت خطوة و أضاقت يدها على يده لتقول: إنها يدك، يدك باردة!!

زادته تعجبًا، مالـ"الروعة" بهذا؟!

"إذًا؟! ألا يعتبر هذا سيئًا؟!"
قال لها بالجمود.

حركت رأسها نفيًا،
"أنت لا تفهم"
تكلمت. رفعت يده ثم أمسكتها بكلتا يداها نطقت بابتسامة مرحة: يقال أن أصحاب القلوب الدافئة تكون أياديهم باردة.

ابتسمت بقوة أكثر مضيفة: لابد أن قلبك دافئ!!

بدت جميلة، جميلة ًللغاية. بعيناها المغلقتان لوسع ابتسامتها، اللمعان الذي طفى حولها لوهلة و فرحها لشيءٍ تافهٍ كهذا. في نظره، و لحظتها. هي من أضائت الرواق لا الشعل. حتى أنه حقًا، نبض!!

ذاك الدب نبض!!

لقد نبض!!

و لسبب ما، ذلك أخافه!!

سحب يده، نظرت لأصابعها ثم أعلت رؤيتها إليه كان قد أعطاها ظهره. لم تفهم لما، ثم حين تداركت ما فعلت احمرت خجلاً حتى ٱذناها.

همست: آ-آسفة.
و بنبرةٍ أخفض،
"لم أنتبه."

نطق دون أن يستدير: لا يهم، هيا بنا سٱعيدك لغرفتك.

همهمت، ثم تأوهت حتى قالت: مهلاً!!
توقف فأكملت،
"لنذهب للحديقة، ٱريد محادثتك."

استغرب، استدار بكامل جسده و نطق: الآن؟! لكن الجو بارد.

ثم نظر لها فلاحظ ارتدائها لرداء قال: بل يبدو أنك جهزت نفسك بالفعل.

خجلت و كانت ستبرر لكنها تداركت الأمر و صمتتت قبل أن تقول ما يجلب لها المشاكل، لذا ابتلعت خجلها و سكتت.

سمعت صوت خطواته فرفعت نظرها ليقول و قد عبره: حسنًا لا بأس هذه المرة فقط.

ابتسمت ثم لحقت به قالت: ألا يجب أن ترتدي شيئًا أولاً؟!

"لا حاجة لذلك."
رد بهدوء.

فعاندت و قالت: لكن الجو بارد.

"قلت لا حاجة"
قال، ثم استرق بنظره لها فوجدها تحدق به ببهتان تكلم و قد أعاد نظره لأمامه: جسدي مدربٌ لهذه الحالات لذلك لن أشعر بأي برد.

تأوهت ثم همست: لهذا إذًا.

خطفت نظرها له، ثم أنزلته ليده. عادت به للأرض، تنهدت. ضيعت فرصتها، هذا ما طرأ ببالها. ثم حدقت ثانيةً براحته. كتمت أنفاسها، و بلحظة سريعة أمسكت يده.

توقف هو بتفاجأ توترت ثم ابتسمت: أنا فقط، ٱريد أن ٱدفئ يدك.

غير نظره ليقول: ليس ضروريًا.

عاد برؤيته لها فتوتر، وجد عيناها تلمعان و شفاهها ترتعد، حقًا كالأطفال.

زفر ثم قال: حسنًا لا بأس.

ابتسمت ثم تشبثت بقوة بيده قالت: شكرًا.

تحرك كلاهما معًا، كان ثغراها واسعان لدرجة أنها قد تسبب تجاعيد لنفسها. بين الثانية و الٱخرى، تحدق باليدان فيغمرها شعور بالفرح.

حتى سأل هو: هل يسعدك هذا؟!

لم تفهم مرآه، فنظرت له ليرفع يداهما حينها خجلت.

ابتسمت بحرج ثم قالت: ليس الأمر هكذا و حسب.

انسل رؤيته لها.

تنهدت هي مخفضةً رأسها ثم قالت بدفء: أنا سعيدة لأنك لم تمت.

دهش، فوجهت رؤيتها للأمام مكملة: حقًا، لقد شعرت و كأن روحي ستخرج من صدري فقط لتندب وجهي!!

قوست شفاهها و ضغطت على يده: كان الأمر رهيبًا و مرعبًا أكثر مما يُخيل.
قالت التفت له،
"كانت روحي تموت مع قلبك."

غزاه التعجب أكثر، كاد يسألها لولا أنها قالت: إنها البوابة.

همهم مسترقًا نظره له، ثم سرعان ما غيره لقبالته. خرجوا من القلعة و لحق بهم أربع حراس. وصلوا لبقعةٍ معينة، حيث جلس كلاهما بمقعد و قابلهما مشتل زهور كانت بتلات بعضه قد سقطت. خلفهم أشجار كثيرة، و على يمينهم ببعض خطوات وقف الحراس تاركين لهم مساحةً معينة.

ظل كلاهما صامتًا، وقد رفضت ترك يده. ينتظر هو منها الحديث، و تنتظر هي منه الملامح المثالية حتى لا ينتهي أمرها بنظراته الحادة، توترت و استغرب طول صمتها.

لحظات بعدها و وجدت الحل فقالت: مارأيك أن نلعب لعبة، أسألك فتجيبني ثم يأتي دورك و تسألني.

نظر لها بنصف عينه،

"إن لم يعجبك السؤال لك الحق في تغييره، لكن هذا يعطيني الحق في رفض أو قبول الإجابة على سؤالك الذي بعده."

اعتقدته سيرفض لكنه قال: موافق.

استغربت ثم ابتسمت و قبل أن تنطق قال: أنا سأبدأ أولاً.

التفت له بسرعة و قالت بتوتر: مهلاً أنا من أحضرت اللعبة لذا أنا من ستبـ..

رمقها بحدة فقالت بتنهد: لكن هذا ليس عدلاً.

"السؤال الأول."
حدقت به، كان ينظر للزهور. قال: مالذي كنت تفعلينه في حوض الإستحمام يومها؟!

سرعان ما ارتعبت، و قد ندمت لأنها من البداية جلبت هذه اللعبة -المصيبة- لنفسها.

أضاقت عيناها بقلق و قالت: أطلب تغيير السؤال.

"هل تملكين نوعًا من قوى الزهرة أو الأماكن السرية التي تنقلك؟!"
سألها.

توترت، ثم أجابت: أجل، نوعًا ما.

همهم ثم قال: دورك.

التفت له و قالت: هل ماتت والدتك غرقًا؟!

أرادت أن تحاول التحاذق عليه لكنه قال: أرفض الإجابة عن هذا السؤال.

تأوهت و قالت: لكن..

قاطعها: لدي الحق في هذا بما أنك غيرت السؤال.

تنهدت بانهزام: لكنه أول واحد.
نظرت له بحزم: حسنًا اسألني الآن و هذه المرة لن تهرب مني.

حد عيناه لوهلة و سألها: من أين علمت عن ذلك الكلام الذي قلته لي بالقصر؟! منذ قليل.

تأوهت فأضاف: الكلام الذي لا يعلمه أحدٌ غيري؟!

أوطأت رأسها ثم أغلقت كلتا عيناها أجابت: لقد رأيتك و أنت تقوله.

استغرب فنظرت له بعينان ضيقتان و أكملت: أمام تلك البحيرة.

شعرت بملامحه تتغير فشبكت على يده و قالت بسرعة: دوري في السؤال.

أعاد نظره للأمام، توترت بداية. ثم غيرت رؤيتها حتى لم ترى شيئا غير قدماها.

سألته: هل كان اسم والدتك أفرين بيوفريل؟!

طال الصمت بالنسبة لها، حتى أجابها: أجل.

دهشت، و شعرت بدماغها توقف. لحظتها، تراء لها أن كل ما جمعته من معلوماتٍ عن الماضي و الحقيقة لم يعد له أهمية بعد قوله، كل ما تسائلته مع نفسها لحظتها.

مالذي أخذ ليام لزمن وجود مملكة ٱودورولان؟!

"لكنها ليست من أنجبتني."
توسعت حدقتا عيناها و رفعت رأسها في عجلٍ له ليواصل: لقد كانت زوجة أبي.

فتحت شفاهها لكنه قال: دوري.
أنزلت عيناها بحزن،
"من أخبرك بكنيتها؟!"

سألها فاستغربت لتقول: مالذي تقصده؟!

قال بحدة: لا أحد غير العائلة الملكية لمملكة سيلافرين و عائلتها يعلم بكنيتها الحقيقة.

"و لما هذا؟!"
سألته.

نظر لها و قال: أظن أنه دوري لأسأل صحيح؟!

هزت رأسها إيجابًا بابتسامة متوترة ثم قالت: ريفادور أخبرني.
نظرت له بطرف عينها فلاحظت احتداد ملامحه قالت بسرعة: إنه زهور الٱقحوان، زهور الٱقحوان تدعى ريفادور.

"زهور الٱقحوان؟!"
تسائل ثم قال بنبرة خشنة: و متى التقيت بها؟!

توترت و قالت: انه دور-..

لكنه قاطعها بأمر: أجيبيي.

ارتعبت منه و قالت: حين حجزت من قبل العصابة أتذكر، بعد أن ٱخذت مع الرهائن من كايفيريدان.
انخفضت نبرة صوتها هاربةً بعيناها،
"لقد ظهر بأحلامي."

صمت، فتكلمت هي بسرعة: هل تقصد بأفرين زوجة والدك أن ٱمك الحقيقية ماتت؟!

نظر لها لحظة ثم قال: أجل.

"و هل ٱودري ٱختك من أبيك؟!"
سألته و نست أن لسانها زل.

نظر لها بملامح باردة فخافت ليقول: من أخبرك عن ٱختي؟!

هربت بنظراتها اعتقدت أن هذا سيصمته لكن ما إن خطفت رؤيتها له وجدته يحدق بها بجديةٍ أكثر. توترت.

فنطقت مرغمة: أحد العاملين بالقصر.

لم ترد أن تشي بالطبيبة، خافت أن توقعها بالمتاعب.

لكنه أصر سائلاً: من؟!

"ليام توقف عن النظر لي هكذا!!"
قالت له ببعض الرعب لتضيف: و كأني أمر بمحاكمة لا لعبة. كما أنك..
أخفضت عيناها،
"أنت تخيفني."

لم يرد عليها، و لا هي تشجعت لترفع نظرها له. كانت تغطي برؤيتها يداهما المتشبثتان فوق المقعد و قد شعرت بالضيق.

"أجل، ٱودري ٱختي من أبي."
سمعت صوته.

رفعت رأسه إليه، كان سارحًا فأنزلت وجهها ثانيةً بخيبة. جذبها شيءٌ سقط بجانب كفيهما حدقت به، ففتحت فاهها حين هطل أكثر. كان ثلجًا!!

رفعت رأسها بسرعة لتجد أن الرقاقات البيضاء تنزل من السماء، تكلمت: هذا مستحيل!! كيف تثلج في ٱكتوبر؟!

رفعت يسراها تحاول أن تمسك بعض من الرذاذ، تكلم هو: في سيلافرين نمر بستتة أشهر شتاء.

دهشت و استدارت له فأكمل ينظر لبعيد: و شهران من الفصول الثلاث الباقية.

طرأ ببالها فكرة لكنها قررت السؤال فقالت: و ماذا عن المملكتين الٱخريتان؟! أهم أيضا يمرون مثلنا بشتاءٍ لستِ أشهر؟!

هز رأسه نفيًا ليجيب: كلا، كل مملكة و لها فصلها. فإذا ذهبت إلى كايفيريدان الآن ستجدين أنه الخريف عندهم، و بجوزيفران الصيف.

فتحت فاهها بانبهار ثم ما لبثت أن قالت:
"ماذا عن الربيع؟!"
نظر لها بنصف عينه، أكملت: لم تذكر فصل الربيع؟!

أغلق عيناه و أخرج الهواء من أنفه، فتحهما و نطق: يقال أن فصل الربيع كان لمملكة ٱدورولان.

همهمت ثم سألته: لكن لا أفهم لما في مدينتي الفصول عادية؟! أم أن الامر يقتصر فقط على المدينة الرئيسة للممالك.

"كلا، لا يقتصر عليها و حسب بل كل مدينة تجاور المملكة الأقرب لها، فصولها هي نفس فصول المملكة."
قال فبانَ بسماتي عدم فهم حينها أضاف: مدينتك بفصول عادية، لأن أقرب مملكة لها هي ٱودورولان المحترقة.

رفعت رأسي له،

"بعد اختفاء مملكة ٱدورولان حدث خللٌ بالمناخ، فعاد لطبيعته و أصبحت الفصول متساوية الأشهر."
أدار وجهه لي،
"و لهذا فصول مدينتك طبيعية و المدن المجاورة للملكة المحترقة طبيعية."

تحرك بجلسته قليلاً فيما كثُر نزول الثلج قال: الثامن و العشرون من ٱكتوبر أول أيام الشتاء بسيلافرين، الخريف بكايفيريدان و الصيف بجوزيفران.

وقف فأفلتت يده كانت قد غاصت بفكرها بالفعل حتى قالت لنفسها،

لهذا كان باب كلٍ منهن يمثل فصلاً.

نظر لها و قال: و هو يصادف أيضًا يوم ميلادك، صحيح؟!

فتحت فاهها و سرعان ما أعلت رأسها له، قالت: ماذا؟! حقًا؟!

"لقد كتب هذا بسيرتك."
أجاب ببساطة.

أوطأت رأسها لتقول: صحيح!! اليوم هو الثامن و العشرون كيف نسيت!!
حدقت به ثانية،
"إنه عيد ميلادي!!"

كانت قد انشغلت بكل تلك الأحداث، فنست. لقد اندهشت، فهي لا تفعل في العادة.

ابتسمت بتوتر و قالت: لقد غفلت أمره.
و أشاحت بنظرها جانبيًا.

"خذي"
سمعت صوته، فنقلت عيناه له كان يمد علبةً صغيرة ناحيتها بيضاء اللون بشريطة حمراء تلفها. ضغطت براحتاها على المقعد ثم وقفت، بعض الثلج قد تكدس على الأرض و أصابعها احمرت من البرد.

أمسكتها، نظرت لها ثم له و سألت: ماهذا؟!

بملامح باردة أردف: إنها هدية ميلادك.

تأوهت و قد توردت وجنتاها، أعادت ببصرها للعبة. قالت بغير تصديق: لي؟!
و له،
"و لما هي معك هنا؟!"

حدق بالعلبة قائلاً: كنت أنوي وضعها لك بغرفتك.
أسمى عيناه لعيناها،
"لكن يبدو أن أحدهم كان له خططٌ ٱخرى."

خجلت أكثر و همست: شكرًا.

فتحت العلبة ببطء حتى لمحت وسطها خاتم، كان كلما ظهر كلما زاد وسع ابتسامتها. فبالنسبة لها، أراحها أنها ليست وحدها من لاحظت عدم وجود خاتم بيدها رغم زواجهما.

"إنه جميلٌ للغاية!!"
قالت محدقة به، و قد ظهر لمعان بعيناها. كانت على وشك البكاء.

عارض: لا تمدحيه و هو بشع.
نظرت له فبرر،
"لكنه كان لوالدتي و قد توارثه أبي عن أجداده، لذلك هو قيمٌ و عزيز علي."

حركت رأسها سلبًا و سحبت الخاتم، وضعت العلبة على المقعد ثم قابلته، قالت بابتسامة: بل هو جميل لأنه هدية منك.

لمحت اتساع عيناه لنصف ثوينة بالكاد لاحظتها، ابتسمت لأنه بسرعة غير نظره عنها. أخذت راحته و وضعت بها الخاتم.

استغرب فطرحت هي يدها أمامه بأطراف أناملها المحمرة متكلمة: من فضلك ألبسني إياه.

لم يرد عليها فقالت: يقال أنه إذا لم يلبس الزوج بنفسه الخاتم لزوجته، سيسقط شعرها بعقدها الثالث.

هزت رأسها بانكار لتقول: أتريد أن ٱكمل بقية حياتي صلعاء؟!

لم يعاندها، و فقط أمسك الخاتم بإبهامه و سبابته مثنيًا بقية أصابعه. ابتسمت هي منتظرةً اللحظة، كانت سعيدة لأن كذبتها الخرافية نجحت. فهي تحظى بأجمل ذكرى لها معه.

أدخل الخاتم ببنصرها الأيسر ثم أبعد يده في هدوء و بطء حتى أعادها لجسده. فتحت هي فمها بدهشة و قد التمعت عيناها فرحًا، نظرت له و ابتسمت لتقول: مبارك لنا الزواج.

فابتسم بسخرية لوهلة، لكنها ما لبثت أن تقدمت خطوة ثم انتصبت أمامه مباشرة و قد فوجئ بها. بسرعة وقفت على أصابع قدمها وضعت يمناها بصدره و يسراها على كتفه. و لبحظة جذبته بعجلٍ لها ثم قبلته بخده.

بقيت لخمس ثوان على تلك الحالة، تجمد الزمن لهما. كان قلبها ينبض بسرعة غير طبيعية وترتها كثيرًا و جعلت وجهها أحمر ثم إنها جابهت ألم أصابعها حتى تصل لطوله. فتحت عيناها ببطء و حين شعرت بنبضه إثر يدها الموضوعة على صدره، حينها ليس قلبها و حسب حتى عقلها تحرك. أحست بالحرج، فأحجمت بهرعٍ للخلف.

كان يحدق بها ببهتان، كان مصدومًا. أما هي فوجهها بأكمله صبغ بالأحمر.

حتى تشجعت زينت وجهها بابتسامة واسعة، قالت: و هذه هديتي، شكرًا لتذكرك ميلادي.

لم يرد عليها هو، فتحت عيناها فوجدته يحدق بها و تكاد تقسم أنها رأت ضوءًا بعيناه الميتة. أوطات نظرها بسرعة شديدة و ظلت تلعب بالخاتم الذي في ٱصبعها بتوتر. سمعت خطواته تقترب منها، لاحظت جسده الثابت أمامها. فقط رفعت رأسها قليلاً لتشعر بعدها أنه ينفض الثلج الذي تجمع بشعرها.

أرجعت يداها للخلف ثم أمالت رأسها يمينًا، طفى فرحٌ بقلبها فابتسمت نحوه بقوة و قالت: شكرًا ليام.

فتوقف للحظة، أرجع يداه بعدها ثم مر من أمامها قائلاً: لنذهب الآن لقد برد الجو.

التفت له برأسها، كانت تبتسم بسعادةٍ شديدة. حتى استدار بكامل جسدها خطت ناحيته ركضًا و حين وصلت أمسكت يده، فشعرت بسعادةٍ مضاعفة.

فهو لم يتفاجأ و لا رفض الأمر، بل يبدو أنه ارتاح لها. كانت كلتا يداهما باردتان، أو كما قالت هي. قلبٌ أدفئ. الشرارة التي حدثت باحتكاك راحة كليهما، جلبت سعادة غبرة. ظهرت على الٱنثى و أخفاها الذكر ببرودته.

كانت تحادثه بمرح و يرد عليها هو باجابات بسيطة تكاد تُقطع لولا إصرارها على سحب الحروف منه. ظهرهما و هما يسيران بدا مثاليًا و جميلاً بقدر أحاديثهما. في حين هي كانت تحرك يداهما لعبًا من حنية للٱخرى ذهابًا و إيابًا. تزعجه، لكنه أحب هذا.

في أول أيام الشتاء، الصيف الخريف و الربيع. نبض أحدهما و الثاني وقع.

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

اسففففة على التأخير 😅💜

حسيت الفصل لطيييف صح؟! 😭😭😭😭😭💜💜💜💜

مافي حاجة لأفسر لكم صح، واضح من وقع و من نبض 💀
اخ على آن تشفق 💀

حسيت أيضا اني أنا يلي تحمست أكثر منها لما نبض الدب 💀💪✨

الكل صرعني أني ما عم حط رومانسية لذلك وضعت لكم هذه المرة 😎✨✨

و شفتو غباء آن يا اخي ملكة الحمير بس لطييفة 😭😭😭 برييئة 😭😭😭
اصله اسم على مسمى، آن معناه البريئة ☺

لا توجد اليوم أسئلة كثيرة مع هذا.

الأسئلة،

مارأيكم بالفصل؟!

والد ليام تزوج امرأة فأنجبت ليام. ماتت لسببٍ لا نعلمه حتى الآن فتزوج أفرين و أنجب منها ٱودري. هل من تعليق أو سؤال؟!

في الثامن و العشرون من ٱكتوبر يبدأ الشتاء في سيلافرين الصيف بكايفيريدان الخريف بجوزيفران و كان الربيع بٱودورولان. ستتة أشهر للفصول الرئيسية و شهران لكل فصل باقي. و تمتد الفترة حتى الثامن و العشرون من مارس. بالنسبة للطعام فهم يتبادلونه يستوردون و يصادرون من بعضهم البعض. هل من تعليق أو سؤال؟!

أيوجد أحد هنا عيد ميلاده في 28 من شهر ٱكتوبر 👻 ؟! نفس ميلاد آن 👻؟!

بس 💀 أحبكم 💀💜

سؤال اليوم:
لو أمكنك أن تصبح شفافًا -غير مرئي- لمدة أربعة و عشرين ساعة، ماذا ستفعل؟!

عنوان الفصل القادم:
غرفة أفرين.

باي باي 💀💪
القادم إن شاء الله ❤

برعاية، بيلسان ✨


شوفوا شوفوا دي انا بتقول 😎 :
برعاية بييييييلسان
😎✌

Continue Reading

You'll Also Like

20.4K 713 34
هاي التكمله مال قصه السيف
192K 11.2K 34
أعتقد أنك قد سمعت عن لعنة الفراعنة لكن هل سمعت عن لعنة الكواكب؟ الحكاية ليست بانتقالنا لكوكب الأرض من على سطح سيرافينا فالأمر أكبر من ذلك بكثير، فتلك...
77.8K 5.9K 16
اقتربت بحماس شديد من المخلوق الذي اراه لأول مرة، فضولية، لطالما كنت من الفضولين، منذ ان ولدت، دائما تساءلت بما حولي، بالطبيعة بالاخص، كل ما اراه في ا...