"سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدد أمن وسلام مرقد هذا الملك"
هذه العبارة التي وجدت منقوشة على مقبرة توت عنخ آمون، عندما فتحه للمرة الأولى عالم الآثار هوارد كارتر في يوم 4 نوفمبر 1922م. فلم يعبأ كارتر بهذه العبارة التحذيرية وفتح مرقد الفرعون، لتُفتح لعنة أبدية مفزعة، يقال هبت عاصفة رملية قوية ثارت حول قبر توت عنخ آمون في اليوم الذي فتح فيه، وشوهد صقر يطير فوق المقبرة ومن المعروف أن الصقر هو أحد الرموز المقدسة لدى الفراعنة.
تلا ذلك سلسلة من الحوادث الغريبة بدأت بموت كثير من العمال القائمين بالبحث في المقبرة، فاق عددهم الأربعين شخصاً.. لكن الشيء الغامض هو أن الموت كان لأسباب تافهة جدا وفي ظروف غير مفهومة.
بدأت حكاية اللعنة بعصفور الكناري الذهبي الذي حمله كارتر معه عند حضوره إلى الأقصر.. وعندما سافر إلى القاهرة ليستقبل اللورد كارنارفون، فوضع مساعده كالندر العصفور في الشرفة ليحظى بنسمات الهواء.. ويوم افتتاح المقبرة سمع كالندر استغاثة ضعيفة كأنها صرخة إشارة فأسرع ليجد ثعبان كوبرا يمد لسانه إلى العصفور داخل القفص.. وقتل كالندر الثعبان ولكن العصفور كان قد مات.. وعلى الفور قيل أن 'اللعنة' بدأت مع فتح المقبرة حيث أن ثعبان الكوبرا يوجد علي التاج الذي يوضع فوق رأس تماثيل ملوك مصر.. وهذه كانت بداية انتقام الملك من الذين أزعجوه في مرقده.. ومن جانب آخر اعتقد عالم الآثار هنري يرشد أن شيئا رهيبا في الطريق سوف يحدث.. ولكن ما حدث بعد ذلك كان أمرا غريبا تحول مع مرور الوقت إلى ظاهرة خارقة للطبيعة و واحدة من الأمور الغامضة التي أثارت الكثير من الجدل والتي لم يجد العلم تفسيرا لها إلى يومنا هذا..
ففي الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة أصيب اللورد كارنارفون.. بحمى غامضة لم يجد لها أحد من الأطباء علاجاً.. وفي منتصف الليل تماما توفي اللورد في القاهرة.. والأغرب من ذلك أن التيار الكهربائي قد انقطع في القاهرة دون أي سبب واضح في نفس لحظة الوفاة وقد أبرزت صحف العالم نبأ وفاة اللورد.. وربطت صحف القاهرة بين وفاة اللورد وإطفاء الأنوار وزعمت أن ذلك تم بأمر الملك توت، وقالت بعض الصحف بأن إصبع اللورد قد جرح من آلة أو حربة مسمومة داخل المقبرة وأن السم قوي بدليل أنه احتفظ بتأثيره ثلاثة آلاف عام.. وإن نوعا من البكتيريا نما داخل المقبرة يحمل المرض والموت، وفي باريس قال الفلكي لانسيلان.. لقد انتقم توت عنخ آمون. وبعد ذلك توالت المصائب وبدأ الموت يحصد الغالبية العظمى إن لم نقل الجميع الذين شاركوا في الاحتفال ، ومعظم حالات الوفاة كانت بسبب تلك الحمى الغامضة مع هذيان ورجفة تؤدي إلي الوفاة.. بل إن الأمر كان يتعدى الإصابة بالحمى في الكثير من الأحيان.. فقد توفي سكرتير هوارد كارتر دون أي سبب ومن ثم انتحر والده حزنا عليه.. وفي أثناء تشييع جنازة السكرتير داس الحصان الذي كان يجر عربة التابوت طفلا صغيرا فقتله.. وأصيب الكثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون وبعضهم انتحر دون أي سبب الأمر الذي حير علماء الآثار الذين وجدوا أنفسهم أمام لغز لا يوجد له أي تفسير .
وعند شحن آثار "توت عنخ آمون"، بطائرة حربية لعرضها في لندن عام 1972، ركل أحد الضباط الصندوق الذي يحوي القناع الذهبي للملك الشاب بقدمه، وهو يقول متفاخرًا: "ركلت أغلى شيء في العالم". وبعد فترة كان الضابط لانسدون، يصعد سلما، فانهار تحته فجأة، وكسرت رجله، وظل في الجبس لمدة خمسة أشهر كاملة.