تاكي و يونا ~ قصة قصيرة ~ Tak...

By Hoshi_chi

8.4K 831 458

يونا الثرثارة تحتفظ بسر تاكي الغريب في المقابل كي لا يبوح بسرها ... كم يوما ستصمد قبل ان تخبر الجميع و ما مد... More

خطائي الغبي و انت !
تصحيح خطائي ، و انت ثانية !؟
سأخبرك لكن بدون ان يعرف ، اتفقنا ؟ !
حقيقة ام كذبة ؟
يبدو اننا بقينا وحدنا !
البازار الشرقي ؟ !

الفصل الأخير - الفرصة الأخيرة

1K 145 134
By Hoshi_chi

لقد وصلت الى المكان الذي كان قبل خمس دقائق البازار الشرقي ...

لا احد هنا ... المحلات مغلقة و الجميع رحلوا ... و قطرات المطر تغسل ما تبقى من اثار الاحتفال ... و خرجت دموعي لتشارك المطر في محو الاثار ...

سرت منهكا من الركض و جلست على درجات سلم وجدته امامي ... لم يعد المطر مهما لقد تبللت بالكامل ...

بينما انا جالس ، فجأة توقف المطر عن الهطول ... رفعت رأسي لأرى فوقي مظلة يمسكها رجل عجوز يبدو انه رآني من النافذة و خرج من بيته لأجلي :

العجوز : تعال الى الداخل ...

اشرت له لا اريد ...

امسك العجوز بيدي و اصر انه لا داعي للخجل ...لذلك دخلت ... لم اقل كلمة واحدة و اكتفيت بالنظر في الأرجاء .
لديه بيت لطيف ، دافئ و مريح ... اعطاني منشفة و غطاء ، اجلسني في غرفة الجلوس ، صب الشاي الأخضر و أخذ يتحدث محاولا التخفيف عني ... بينما وجهي بقي خاويا من المشاعر... حين وجد العجوز محاولاته بلا فائدة صدمني بسؤاله :

انت حزين بسبب فتاة ؟

نظرت الى عينيه و قلت بيأس : نعم و يالدهشتي حين اجابني :

انا ايضا حزين بسبب امراة ... لقد توفيت زوجتي الاسبوع الماضي ... كانت امراة طيبة ...

بينما كان يتكلم كنت مصدوما انه سمعني ! لابد ان ذلك يعني شيئا ! لابد انه يمكنه مساعدتي ، فهو لم يسمعني عبثا ! :

جدي ! اسف على مقاطعتك لكن ماذا كان في البازار الشرقي ؟ هل حضرته ؟

العجوز : اوه البازار بالتاكيد حضرته لقد كان به الكثير من العجائب من مختلف انحاء العالم ، دعني اتذكر ماذا كان به ... (تاكي في نفسه : ليس وقتك ايها الزهايمر !) ... حسنا لقد كان به الكثير ... لكنني لم انتبه لقد ذهبت هناك من اجل زوجتي ... لقد كانت مغرمة بأوراق الامنيات ...

تاكي مندهشا : اوراق الامنيات !!!

العجوز : نعم ، قبل اسبوعين ذهبت هي خصيصا كي تتمنى الخلاص من المرض لكن ... ليتها كتبت الشفاء ... انا لا اؤمن بهذه الخرافات ... انه قدرها ان تموت من هذا المرض ... لكن مع ذلك ان الامر محزن ... لا اعرف حتى كيف اقول لك ذلك ، ان ما احس به صعب جدا وصفه ...

انهار تاكي باكيا متذكرا كلام الطبيب و خائفا ان يكون مصير يونا مشابها : اتعلم انني فوتت فرصتي الاخيرة كي انقذ صديقتي ، كان علي ان اصل الى هنا باكرا  ... لقد كانت اوراق الامنيات هذه ستساعدني ... انها الان في المشفى بسببي ، لقد حاولت ان تصلح امنيتي التي افسدت حياتي لكن ... كم اريد ان ...

لم استطع ان اكمل و خنقتني العبرة ...

تأملني العجوز بألم ... وقف و ذهب الى غرفته ... غاب فترة ... ثم عاد :

امسح دموعك و اسمعني يا فتى  ، لقد كنت اليوم في البازار و اخذت ورقة امنيات منه ... لم اكتب عليها شيئا ... لقد احتفظت فيها كذكرى عن زوجتي ... سأعطيك اياها ما دمت بحاجتها ... لا اعرف كيف ستحصل على الرد لكن اتمنى ان تتحقق امنيتك ...

احتضن تاكي العجوز بقوة : شكرااااا جدي ! انت افضل شخص في العااالم كله !

العجوز : على مهلك يا فتى !!!

اخذت قلما و اخذت اكتب : اتمنى ان تشفى يونا و تعود بكامل صحتها ... طويت الورقة و احترت اين اضعها ؟

ما رأيك في صندوق البريد ؟ قال العجوز ...

تاكي : نعم ، تلك تبدو فكرة جيدة !

خرجت و وضعتها في صندوق البريد و عدت الي الداخل فالمطر لم يتوقف بعد ... احس ان صخرة انزاحت عن صدري ... قد يكون ما فعلته حماقة لكن هذا ما ارادته يونا ... لحظة ، هي ارادت ان اتمنى شيئا اخر ... لا ... لا يمكنني التفكير في نفسي الان ... حالتها اخطر من حالتي .

اخذت رشفة من الشاي حين رن هاتفي :

تاكي اين انت الان ؟

تاكي : مرحبا جدتي انا عند صديقي ...

الجدة : صديقك ؟! منذ متى لديك اصدقاء ؟ تاكي ، اذهب الى المشفى ...

تاكي مذعورا : جدتي هل حدث خطب ما ليونا ؟

الجدة : لا اعرف ، ان والداها هما من اتصلا بي لإستدعائك ...

تاكي : حسنا سأذهب الان ، وداعا ...

نظرت الى العجوز كي اعتذر لكنه احضر لي مظلته و قال : انني اتفهم ، خذ هذه معك و عد متى ما شئت لتناول الشاي و الحديث معي .

.......................................

ركضت بسرعة تحت المطر ... و دخلت المشفى ، صعدت السلالم بدل المصعد ، ان اعصابي لن تتحمل دقيقة واحدة في انتظاره حتى ينزل ... وصلت الى غرفتها و دخلت ... وجدت الغرفة خاوية و سريرها فارغ ...

لا ... لقد تأخرت ! لا يمكن ان يحدث ذلك ... ايعقل انها ... لن تعود لمضايقتي بعد الان ، و لن تسعى لمساعدتي ... يوووناااااااا ...

مرحبا تاكي !

التفت الى الخلف و وجدتها واقفة ...

ما بك تاكي ؟! لما تنظر الي هكذا ؟

لم تتحمل اعصابي و حضنتها من فرط سعادتي  : يونا انتي بخير لا أصدق لقد نجح الامر تحققت امنيتي !

يونا : تااااكي ما الذي تفعله ؟ سيراك والداي !

تركتها و تأسفت ( و تحول وجهي الى طماطم ) بينما سألتني : أقلت تحققت امنيتك ؟ ماذا تمنيت ؟

تاكي : ان تتحسني ...

يونا : تاكي لما فعلت ذلك ، كنت سأتحسن عل. كل حال ، اما انت فقد اضعت فرصتك الثانية لتحل مشكلتك ...

تاكي : ليس ذلك مهما طالما انكي و جدتي و العجوز تسمعونني ذلك يكفيني ...

يونا : العجوز ؟

تاكي : تلك قصة طويلة ...

........................................

في ذلك اليوم انهت يونا تحاليلها و فحوصاتها النهائية و خرجت عائدة لبيتها ... عدت الى جدتي و حيكت لها ما حدث معي ... لقد شكت انني احب يونا بسبب تضحيتي و جلست اقنعها بالعكس حتى جف حلقي ... لكن و لأول مرة منذ اسبوعين ، تمكنت من النوم مرتاح البال و يمكن حتى ان اقول نمت سعيدا ...

ذهبنا الى المدرسة و استقبلنا الجميع بنظرات التعجب و الهمسات المتسائلة ، تجاهلناها و جلسنا اماكننا ... لكن بالرغم من ذلك كنا خجلين من بعضنا ...

عند الانتهاء من الحصص و بعد ان غادر الجميع ... بقينا وحدنا في الصف ...

يونا : تاكي انا اسفة ، اعرف ان تصرفي في المشفى لم يكن جيدا ، لم اشكرك على اهتمامك بي طوال تلك الفترة ...

تاكي : لا داعي لذلك فأنا السبب على كل حال ...

يونا : تاكي ، شكرا لك ... على كل شيء

احست يونا ان لا شيء اخر تقوله و ان الموقف اصبح غريبا و محرجا لذلك حملت حقيبتها و اتجهت ناحية الباب حين استوقتها فجأة جملة :

يونا ... انا احبك !

التفتت يونا الى الوراء : تاكي ... اقلت  انت ... انك تحبني ؟

تاكي و قد أخفض راسه خجلا : انا ... ( لم يستطع قولها ثانية لذا امسك حقيبته و فر هاربا الى الباب )

فوجئ بشيزو خلف الباب تتجسس :

يونا ، لا اصدق ما سمعت ، مستحيل !

يونا بخجل : شيزو ما الذي تفعلينه هنا ؟

شيزو : تاكي ، انت تتكلم !!!

يونا و تاكي بدهشة : ماذا ؟!

...........................................

ذهب تاكي بعد المدرسة الى العجوز كي يعيد المظلة ... تلك شيزو لقد افسدت اللحظة ... من الجيد انها فهمت القصة مع انني اشك انها صدقتنا ... لكن الاسوأ كيف اعترفت ليونا بماذا كنت افكر حينها ... كم ذلك مخجللل !

وصل تاكي الى بيت العجوز و رن الجرس ، لم يمضي الكثير حتى فتح الباب :

مرحبا ايها الفتى !من الجيد انك جئت احزر ماذا وصلني بالبريد ؟

تاكي : الجواب لامنيتي ؟

العجوز : نعم انه الجواب ادخل كي تقراه ...

جلس تاكي و اخذ ورقته قراها بتمعن و ابتسم ، لم يكن حتى بحاجة ليقراها فهو متوقع ما فيها ... و أخيرا انتهت المشاكل ...

لا خير يضيع ، كل شيء يعود الينا بطريقة او بأخرى ، اليس كذلك ؟  ...

العجوز : نعم انني اوافقك على ذلك ، فلقد عدت الي و ذلك دليل كافي :)

تاكي : ههههههه انني اقصد اننا نحصل على مكافأة على اعمالنا الجيدة ، و انت حصلت عليها ...

العجوز : لم اعطك سوى قطعة ورق !

تاكي : و حصلت بالمقابل على صديق :)

احتضن تاكي الرجل العجوز شاكرا ... بينما اخذ العجوز يفكر :

يا ترى هل اخبره ان تلك كانت ورقة عادية مزقتها من دفتري ؟ 

..................... النهاية ......................

عمل الخير اللي تسويه للناس حتى لو اضرك الحين الا تنال الخير من وراه و يرجعلك بالاخير ...

شكرا لكل من تابعني و قرأ قصتي ^_^

رأيكم بالقصة ؟ ... :)

Continue Reading

You'll Also Like

1K 140 17
لا اعلم هذا حلم ام لا، لكنه اشبه بالحقيقة.... . . . . . . . . . . * هذه ثاني رواية لي اتمنى ان يعجبكم * " لا اسمح لاي احد ان ياخذ فكرة او اي شيء في ه...
1.5K 126 18
كان دائما هادئا وعبقري كجده الاكبر باعتراف كامل المملكه لديه قوه كبيره برغم من سنه الصغير ولكن يشاء القدر ان يتم ارساله للحرب بعد انتهاء حفل بلوغه سن...
11.5K 773 14
«كانت الطفولة براءة مفقودة .. والسعادة تبخرت مع دموع الحزن .. في يومٍ مظلم انقطعت أواصر الأمان بقسوة .. حيث اختفت الضحكات وتبددت الأحلام .. لم تكن هن...
1.4K 73 2
غـــــــــــــــــــــــــــــلافـــــــــــــــــــــــات مــــــــــــن تــــــــــــــصـــــــــــــــمــــــــــــــيـــــــــــــــمــــــــــــ...