حب غيَر حياتي
الحلقة الثامنة عشروالأخيرة
وصلت لينا لبيته في حوالي العاشرة مساءا ودقت الباب وكانت في إنتظارها مفاجأه غير متوقعه. فتح سعد الباب وهو بملابس البيت وقبل أن ترتمي في حضنه لمحت وراءه زينب بملابس البيت فنظرت إليها بموده وقالت:- زينب إزيك وحشتيني عامله إيه؟؟ ماشاء الله إتجوزتي وخلفتي الولد الأمور ده؟؟
ظلت زينب صامته وسعد يعتريه الإضطراب فنظرت إليها متسائله وقالت لينا:- بس إيه اللي جايبك في وقت متأخر كده إوعي تكوني مزعله جوزك؟؟
فقالت بنبره كلها سخرية:- بالعكس أيداله صوابعي العشره شمع وبرضه مش راضي
-معقوله ثم إلتفتت لسعد وقالت:- لازم كنتي جايه تشتكيه لسعد؟؟ طبعا هيسمعه كلمتين جامدين ما إنتي زي أخته الصغيرة.
تبادلت زينب وسعد النظرات وكانت زينب غاضبة وسعد يزداد إضطرابا ، فشكت لينا في الأمر ثم إبتسمت للطفل وقالت:- إسمك إيه يا حبيبي؟؟ فابتعد الطفل خائفا وإحتمى بصدر أمه يخفي وجهه فيه فقالت زينب:
-إسمه أحمد سعد صلاح الدين
نظرت لينا مذهوله لسعد ولزينب ثم سقطت على أقرب كرسي وهي تقول:-إبنك يا سعد؟؟
لم يجبها إنما جلس مطرقا في الأرض وجلست زينب بجواره على الأريكه، تمنت لينا لو أنها في كابوس وستصحو منه حالا ولكن للأسف كان واقعا وليس كابوسا.تمالكت نفسها ومنعت دموعها وقالت:
-متجوزين من إمتى؟؟
فقالت زينب:- من بعد ما طلقك بشهرين
نظرت إليه لينا ولم يستطع مواجهتها فقالت له:- ليه خبيت عليه وماقلتليش
فنظر لزينب وقال:-سيبينا لوحدنا شويه
-ماشي هادخل أنيم أحمد بس لازم تعرفي إنه إتجوزني بإرادته مش غصب عنه ولما حب يرجعلك كان بمعرفتي
ساد بينهما الصمت الذي يسبق العاصفه حتى قالت:- رجعتلي ليه لما إنت متجوز ومخلف؟؟
-لأني بحبك وماقدرتش أنساكي لحظه وزينب كانت عارفه كده عشان كده رضيت وسكتت
-ولما إنت بتحبني إتجوزتها ليه؟؟
-عشان أنساكي بيها لاقدرت أنساكي ولا عرفت أحبها
-لأ إنت رجعت عشان تتمتع بالعز والنعيم وقلت إنت وإبنك أولى بيه زي ماعمي كان بيقول ده راجعلك عشان فلوسك لو كان بيحبك ماكانش سابك من الأول
فقال غاضبا:- طبعا لأ وإنت عارفه إني راجل عندي مبادىء
-أنا النهارده فهمت حاجات كتير كنت شايفاها ومش فاهماها زي لهفتك عليه اللي بردت ولمعة عينيك اللي إنطفت وكلام الحب اللي إتجمد على لسانك من يوم ما رجعتلي، كنت دايما حاسه إن فيه حاجز بيننا وماكنتش عارفه هو إيه، كمان قلة لهفتك على الخلفه وإنت شايفني هاتجنن عليها،وموافقتك إنك تعيش معايا وإني أصرف على البيت ومرتبك اللي كنت بتحوشه في البنك من ورايا لحد ما شفت جواب البنك مرمي في الباسكيت إفتكرته بتاعي ووقع مني لحد مالقيته بإسمك وفيه رصيد كبيرإستغربت فين سعد اللي كان بيصرخ في وشي لما أصرف مليم في بيته؟؟ بقى عايش في بيتي على حسابي وساكت بس قلت عادي مافيش فرق بيننا أتاريك عايش على حسابي عشان تحوش لزينب وإبنها
قام غاضبا وصفعها وقال:- إخرسي إنتي جايه تعايريني بفلوسك؟؟ إنتي بتديني مرتب قصاد شغلي أما عيشتي في بيتك فمافيش فرق بين الراجل ومراته وده عرفته بعد ما طلقتك وعشت ندمان لكن واضح إن الفلوس غيرتك.
نظرت إليه بذهول وانسابت دموعها كالشلال وقالت: بتمد إيدك عليه يا سعد؟؟ هو ده الحب؟؟ هي دي الرجوله؟؟ يا زينب من فضلك تعالي
فجاءت زينب مسرعه وهي تقول :- خير فيه إيه صوتكم مسمع الدنيا كلها
فقالت لينا:-أنا ما كنتش أعرف إنه متجوز وإلا ما كنتش هوافق
-عارفه وهو قالي إوعي تجيبي لها سيرة وإلا مش هترضى
-وإنتي وافقتي على الوضع ده ليه؟؟عشان الفلوس؟؟
-لأ عشان بحبه من إمتى ماعرفش يمكن مولوده بحبه بس طول عمره عاجبني وباحس بالأمان معاه وشايفاه كبير أوي أكبر حد في الدنيا ورغم إني كنت عارفه انه مش حاسس بيه ولا عمره هيبصلي بس كنت باحلم لحد ما اتجوزتم الحلم ضاع وعرفت إنه أملي إنتهى، واتفاجئت بطلاقكم بس كنت عارفه انه مستحيل يبص لي بعدك أنا فين وإنتي فين، وفاجئني أكتر لما طلب يتجوزني وأنا كنت عارفه أد إيه بيحبك فكرت أرفض لكن ماقدرتش وقلت يمكن لما يلاقيني بحبه ينساكي لكن طبعا فهمت إن ده مستحيل ، كتير كان بيناديني يا لينا وأعمل مش واخده بالي ، ورغم إني كنت حزينه إنه مش شايفني ولا حاسس بيه لكن كنت راضيه إني بس عايشه جنبه، ولما عرفت إني حامل طرت من الفرحه لأن فيه حاجه هتربطه بيه العمر كله وهتفضل لي حاجه من ريحته، ولما عرض عليه إنه يتجوزك وافقت وكتمت غيرتي لأني بحبه وخفت يطلقني ويسيبني، جيت على نفسي والنار يقت والعه في قلبي وساكته ومستحمله وهو ولا حاسس بيه، والنهارده بس لما شفتك قررت إني أدافع عن حبي وعن جوزي وإبني يمكن ده يكون سبب طلاقي لكن هافضل برضه احبه، أصل الحب ده زي الإدمان مافيش منه شفا
سكتت لينا وسعد للحظات وهما ينظران لزينب التي إنسابت دموعها في صمت، ولم يتخيلا يوما أنها تحمل كل تلك المشاعر، ثم قالت لينا:-
-إنت كنت أناني أوي يا سعد دورت دايما على اللي يسعدك ومافكرتش في مشاعرنا، يا زينب أنا مش عايزاه سعد اللي أنا أعرفه مات يوم ما طلقني أما ده فشخص ما أعرفهوش من فضلك طلقني لأني مستحيل أعيش مع إنسان كدب عليه وخدعني واحمد ربنا ان عندك زوجه بتحبك رغم قسوتك عليها وجرحك ليها وقادرة تكمل معاك وكمان احمده على نعمة الطفل اللي اداهولك وغيرك مش طايله، من فضلك يا سعد ورقتي توصلني بسرعه
-عندك يا هانم مش انا اللي أخد أوامر من واحده ست، إنتي مراتي وهتفضلي مراتي لحد ما يجيلي مزاج أطلقك أنا مش باشتغل عندك هتديني أوامر
نظرت إليه لينا غير مصدقه إنه حقا شخص لا تعرفه هل هذه حقيقته فعلا وكانت لا تراها ؟؟أم أن المال غيره؟؟ تركته وإستدارت لتخرج فأمسك بيدها وقال والشرر يتطاير من عينيه:- رايحه فين دلوقتي؟؟
-راجعه بيتي؟؟
-بيت جوزك في أي مكان يبقى بيتك؟؟
-بس ده بيت زينب وإبنها
فقال غاضبا :- ده بيتي أنا وبس وأنا اللي أقول مين يعيش فيه وإنتي هتفضلي هنا لحد ما أنا أقرر إيه اللي هيحصل
نظرت إليه بذهول فقال غاضبا:- زينب هاتي حماده ينام معانا وخليها تنام في أوضته
فقالت زينب :- بس..
-زينب من إمتى بتردي عليه كلامي يتنفذ وإلا هتخرجي بره البيت ومش هتشوفيه تاني ولا هتشوفي إبنك
إستجابت زينب وحملت حماده النائم ووضعته في غرفتها ، أمسك سعد بذراع لينا بقسوة وجذبها لداخل الغرفه وأغلق بابها بالمفتاح من الخارج ، لم تصدق لينا ما حدث وجلست تبكي بإنهيار، بينما زينب تبكي في غرفتها وسعد جالس في الصاله واضعا رأسه بين يديه لايدري ماذا يفعل.ظل سعد ساهرا حتى سمع صوت أذان الفجر فنهض وتوضأ وخرج للصلاه في المسجد كعادته، فتسللت زينب وأخذت المفتاح الإحتياطي الذي كانت تحتفظ به للطوارئ وفتحت للينا وتركتها تخرج، فخرجت مسرعه وإنطلقت بسيارتها قبل عودته. عندما عاد للبيت وعرف ما فعلته زينب غضب وإنهال عليها ضربا ولم يوقفه سوى صراخ حماده.
في الطريق إتصلت لينا بالمحامي وطلبت لقاء عاجل معه وطلبت منه رفع قضية خلع، عندما علم سعد بالقضيه أرسل لها ورقة طلاقها وإنتهت قصتها معه بعد أن جعلتعا تكفر بالحب والإخلاص وكل تلك المعاني التي علمها لها وأغلقت قلبها للأبد على جرح دامي إستنزف نفسها وروحها، حتى عندما طرق إبن عمها باب قلبها وطلبها للزواج بعد وفاة زوجته رفضت وقالت:
- ماعدش باقي فيه قلب يحب ولا روح تعشق وتحن أنا مجرد حطام إنسان.
فقال لها:- الأيام كفيله تداوي كل الجروح بعد وفاة مراتي حب عمري كنت متخيل إني هاموت بعدها أو إني فقدت الرغبه في الحياه والقدره على الحب ،لكن لقيت كل ده مش حقيقي، سيبي روحك وهي هتداوي نفسها بنفسها، بس عايزك تعرفي إننا إتنين مجروحين وإننا أكتر ناس هنحس ببعض ونخاف على مشاعر بعض، وإننا أنسب إتنين لبعض، مش مستعجل ردك لكن إدي لنفسك فرصه تانيه وفكري بعقلك مش بمشاعرك.
تمت
نجلاء لطفي