مسابقة «أسوة» - ٢٠١٨

By ArabicSpring

127K 8.1K 18.3K

تريد أن تكون قدوة كتاب الواتباد العرب ومثالًا بارزًا للنجاح والإبداع؟ أسوة هي فرصتك كي تجعل أحلامك واقعًا ولك... More

قريبا
لماذا 4 آب؟
اليوم الموعود
آلية التقييم
قصيدةٌ وخاطرة
المُصمم
الرسام
الناقد
المُبدع
جمالُ الوصف
تذكير
المُحقق
ّاللغوي
احتفالُ الأشباح
الفعالية الأخيرة- المغني والمُلقي
مسابقة اختيار الجمهور
توضيح آلية التصويت
نتائج الرواية الاجتماعية
نتائج الرواية التاريخية
نتائج الرواية الكوميدية
نتائج الرواية الدينية
نتائج الرواية العاطفية
نتائج الرواية المثلية
نتائج فئة الخيال
نتائج فئة الإثارة والغموض
الفائز في خيار الجمهور
الفائز في خيار اللجنة
اختتام أسوة 2018

نتائج فئة الرعب

3.1K 194 422
By ArabicSpring

اليوم ونحن نحاول تحريك حلقة الضوء كي تنير بضياءها الأخاذ وجوه الفائزين  عن الفئة المختارة، انقطعت الكهرباء فجأة في القاعة وتعطلت بالتالي مكبرات الصوت جميعها.

حاولت لجنة الربيع الخروج من قاعة العرض ومواجهة الجماهير المنتظرة مباشرة لإعلان النتائج في موعدها بأي طريقة كانت.. لكن جميع الأبواب والنوافذ قد انغلقت فجأة وبإحكام من الخارج.

جلسنا نفكر بتوتر شديد عما يمكننا فعله خاصة وأن الصراخ بصوت عال لم يجدي نفعا، حتى قالت عدن قائدة فريق النقد بصوت مرتعش :" هل رأيتم زيوس؟ أين اختفت صبرين؟ هل هو مقلب؟"

لترفع إل قائدة جنود التصميم إصبعها نحو الجدار بأعين شاخصة ما أثار انتباه الجميع إلى الكلمات المنقوشة بالدم في الأعلى:

" زيوس رهينة عندنا حتى حلول الظلام، لأن سكان العالم الآخر مهووسون بمطالعة هذا النوع من الروايات."

الآن وقد ابتلع الليل الأرض، واستيقظ الآخرون اللامرئيون من سباتهم كي يحيطوا بكم من كل جانب بحماس شديد  وقد تعلقت أعينهم الحمراء المخيفة بأجهزتكم وانطلقوا يسرقون القليل من  مأكولاتكم، انفتحت إحدى النوافذ بالمكتب وألقت  يد سوداء مرعبة زيوس من خلالها في حالة رثة شعثاء.. وها قد عادت الكهرباء فجأة للعمل، معلنة أن وقت تتويج الفائزين قد حل أخيرا!

الرعب ينهش أرواحنا حاليا بقدر يستحيل وصفه لذا  فاعذرونا على هذا الإلقاء السريع جدا للأسماء الفائزة!

أسوة   الرعب الخطيرون لهذا العام هم:

هل خطر لك من قبل أن يتم احتجازك في حي كامل مهجور وتابع لقبيلة مرعبة من مردة الجان؟ إياك ودخول حي بني سليم إذا إن كان مجرد التفكير في هذا يرعبك!

رواية حي بني سليم II لكاتبتها التي تحبس الأنفاس Lumani

مبارك فوزك معنا بلقب أسوة لفئتين مختلفتين!

نقد حي بني سليم:

إن كنتَ ترغب بأن تتوجس أوصالك، تتوتّر نبضات قلبك، وتتزايد وتيرة أنفاسك المتقطعّة، وإن كنتَ ترغب بإثارة الرعب في جوفِك وكتمِ الكلمات في حنجرتك، ما عليكَ إلا أن تقرأ قصة كقصة "حي بني سليم".

في غمارِ عالمِ الماورائيات، دُنيا أخرى وعالمٌ جديدٌ آخر لا نستشعره  أمامنا ماديًا لكنّه يحيطنا بكلّ تفاصيله المجهولة وكلّ أبعاده الميتافيزيقية، ورغم تلك الهالة المهوّلة التي تحيط هذه القصة، إلّا أنك لن تتردد بالمجازفة حتى الرمق الأخير... خاصةً لو أنك عاشقٌ لرفعِ نسبة "الادرينالين".

أنوّه أولًا أن هذا النقد يهتم بشكل أساسي بالجزء الثاني من الرواية على أنها قصة منفصلة دون تعلّق بالأولى لا سيّما أن الجزء الأول ليسَ مكتملًا كما فهمت من اطلّاعي عليه. أما هنا فبدأت القصة بمقدمة تثير تساؤلاتنا عن تلك الفتاة التي قررت أن تهرب من بيت جدها، فيسأل القارئ نفسه، لماذا تهرب؟ ولماذا تعيش عند جديها من الأساس؟ وهنا تكمن كلّ الحكاية.. بمقدمة بسيطة مثيرة للفضول استطاعت الكاتبة ببراعة أن تستدرج القارئ وتشعل شرارة الانطلاق نحوَ مسارٍ لا ينجو منه أصحاب القلوب الضعيفة.

يمكنني أن اؤكد، أن هذه القصة هي من أفضل القصص التي قرأتها، على صعيد الحبكة وقوتها وسلاسة ترابط الأحداث فيها، لم يشعر القارئ بالنفور وهو ينتقل من حدثٍ الى آخر ومن علامة استفهام تضللّه قليلًا إلى أخرى جديدة، كان التشويق هو العامل المركزي الذي جعل النصّ بهذه المرونة، عندما تكتشف هذا السر، خلقَ لك الكاتب سرًا جديدًا من العدم لتبحث عن حلٍّ جذري لكل هذا التعقيد ولتخرج من تلك الدوامة التي أوقعت نفسك بها رغمًا عنك!

ومع أنَّ الحبكة بتلك القوّة والمتانة، إلا أن السرد والوصف لم يكن كذلك، المشكلة لم تقتصر على المستوى اللغوي فالكاتبة تمتلك هذه الأداة بالفعل وتستخدم المصطلحات الفصيحة والتعبيرات المناسبة رغم بعض الهفوات بينَ سطورها ككتابة الهمزة المتوسطة أحيانًا أو استعمالها الخاطئ لعلامات الترقيم كوضع الفاصلة الأجنبية عوضًا عن العربية "،"... ولكن هذه الأخطاء السطحية لم تكن معضلة قد تؤثر على جودة الرواية بالنسبة لي، مقارنةً بأخرى كانت ضرورية  ومصيرية فالسرد هوَ طريقة نموذجية حية لعرض التفاصيل التي كانت كاتبتنا غالبًا تعرضها على عجلة، دون تعمق فيها وفي تصويرها لنا، مقابل كثرة الحوار الموجود بالنص، ولو أن الحوار خدم الحبكة فعلًا لكن ذلك كانَ على حساب السرد والوصف الذي يعبر بشكل أساسي عن قدرة الكاتب، كان السرد مسرحيًا لا قصصيًا بمعظم الرواية وكأنه ارشادات للمثل وليسَ وصفًا لأحاسيسه أو شكله الخارجي وطبيعته، فنرى أن الكاتبة اكتفت بقول أجاب "بغضب" ثم قال "بحزن" دونَ أن نشعر غالبًا بوقعِ هذه المشاعر التي يجب تسليط الضوء عليها في أعمال الرعب.

والحوار العامي ولو أن البعض قد يعدّه شائبة في نصٍّ أدبي عربي، إلا أنه لم يكن كذلك في نصّك ، فكانَ جليًّا كضوءِ الشمس أنك تستطيعين ادراج الحوار فصيحًا، وتعمّدت أن يكون بالمحكيّة السعودية ليوائِم ذلك واقعية الأحداث وموقعها، وهذا صدقًا أشعرني بقرب القصة من الواقع وملامستها لنا بحياتنا اليومية، أما عن ادخال بعض الجمل باللغة العبرية على لسان اليهود من الجن، فأيضًا كان له ذات الأثر الواقعي، لولا وقوعك بين يدي ناقدة تتقن تحدّث اللغة العبرية، فعلى لسان جني يهودي سأل عن مكان تواجد خديجة والدة بطلتنا رشا، ثم أكمل وأخبرنا باللغة العبرية أن ماريَا متلبّسة جسد الفتاة وأنها "تعلم" بأمرنا الآن، لكن الكاتبة كتبت "לומדת"  وهي تقصد فيها "تعلم-تعرف" بينما الترجمة الحرفية أعطتها كلمة "تعلم" بمعنى تدرس، بل تكرر الأمر ذاته في جملة أخرى في الفصول الأخيرة، وهذا يدّل ببساطة أنّ علينا الاستعانة بمصدرٍ موثوق للترجمة في حال استوجب الأمر أن نضع مقطعًا بلغة أخرى في قصتنا.

نصيبُ الناقد أن يتوغّل في العمل الذي يدرسه، الرعب كانَ حاضرًا لدرجة لم أستطع النوم ليلتها، كيف لا؟ وأنا اقرأ قصة تعكس زمننا الحالي بكل واقعيته؟ في أحداثٍ واقعية عن مسِّ الجن وأعمال السحرة في مكانٍ يعكس الواقع أيضًا، هو السعودية على وجه التحديد. تقلبّات البطلة وأمها جعلتني أعايش ذات الصراع، الشعور بالضياع، والرهبة.. في لحظاتٍ معينة لم نعد نعرف لو كانت هذه هي رشا حقًا أو لو هذه هي خديجة حقًا أم جنٌّ تمثّل بهيئة إحداهما، ولكن الخلل كانَ واضحًا رغم ذلك في مشاهد عديدة أخرى، أدّى الى تفكيك واقعية الرواية أحيانًا وإلى التشكيك بالأحداث ومصداقيتها.

بدايةً من عدم إظهار تردد وتخبّط رشا بالمبيت بمفردها في حيٍّ مهجورٍ تم قتل والدتها فيه، بل كانت تمتلك كل تلك الجرأة بدون أن تدخل بصراعٍ نفسي لتراجع هذه الخطوة قبل أن تنفذها، ثمَّ تجد تلك الحفرة التي ظلّ فيها آثار حريق، في حديقة  منزلهم المهجور وتنزل إلى جوفِ الحفرة دون توجس أو خوف. وقد يقول أحدهم أننا نعلم فعلًا أن هناك جنٌّ في داخل الفتاة ولعله هو من دفع كل هذه الجرأة فيها، نعم وجود الجن يفسر تقلبات شخصية رشا وملامحها بطبيعة الحال، فهي تجزع أحيانا وتكون هادئة بصورة مثيرة للريبة في أحايين أخرى، لكن متى نستطيع الحكم أن هذه رشا الآن وليست الجن التي تسيّر الأمور؟ في هذا الموقف ومواقف كثيرة كان لا بد أن نقول أنها رشا هي  التي فعلت، لأنها تبحث عن طرف الخيط الذي يبرهن أن والدتها على قيد الحياة، لكن حتى هذا لم يتم التأكيد عليه في مواقف حرجة احتاجت إلى التأكيد، كما أنه يقودنا لتساؤل آخر جديد... فكيف تكون رشا "متأكدة تمام التأكيد" أن والدتها ماتت ثم يقول الراوي مجددا وبعد أسطر قليلة أن "الأمل ما زال موجودًا" حول احتمالية بقاء والدتها على قيد الحياة، بعد مرور سنتين على اختفائها.

وما زالت تؤكد البطلة والراوية على أن رشا لم تذهب للمدرسة منذ تلك  الحادثة قبل عامين، ثم تنسى ذلك أو تتناساه بعد فصول قليلة لتقول مجددًا على لسان الجدين أنهم لن يسمحوا لها بالذهاب للمدرسة وهي كما يُفترض لا تذهب أصلًا. وتتوالى الأحداث لنصل الى حدث جديد اعتبرته بنقطة معينة زائدًا، وقت حضور الشرطة للبحث عن رشا في ذلك الحي المهجور بناءً على ما قدمه الجدين عند اختفائها، رُعب وقتها الشرطيان مما حصل لهما، لكنهما ولسبب مجهول استقالا من العمل وأضافت الكاتبة حدثا آخر يتعلق بعائلة أحدهما.. ثمّ توقعنا أن يكون هناك تطور بالأحداث في اتجاه هذين الشرطيين لكننا لم نعلم ما حدث بهما فيما بعد على الإطلاق، فجعل هذا موضوعهما عالقًا في نفس القارئ بلا إجابة صريحة.

وشخصيات أخرى حقيقةً شعرت أن الكاتبة تضيفها لتضخيم الرواية بلا إدراك لضرورة سدّ الثغرات وربط الأحداث إلى أن تحللها كلها بحكمة، فكانَ صاحب المغسلة اليمني مثالا يجسّد قولي، كنت أتوق لأن تكمل الحوار الذي بدأه مع البطلة وتم اقتطاعه بشكل فجائي، ثم جعلتنا نظن الكاتبة أن الرواية قد تتطور في هذا المسار حيثما أشارت بطريقة أو بأخرى إلى أن الشاب يشعر بأنه يعرف رشا من قبل..لكن الأمر لم يتجاوز هذا الحد، وتوقفت رشا أصلا عن زيارة المغسلة بعدها ولم يتدخل بالأحداث بل كان شخصية ثانوية أو أقل من الثانوية حتى.

ازدادت تساؤلاتي مع مرور الفصول، تساءلتُ كثيرًا عن دور ريان الأخ الاصغر للبطلة في القصة، شخصية تبدو أساسية لبناء هيكل القصة، لكنني وجدته عائقا، كما أظن أن الكاتبة وجدته كذلك، فقررت أن تقتل ذلك الطفل بأقرب فرصة، بقيتُ انتظر دورًا لذلك الطفل بتشكل الصراع والذروة، لكنه لم يفعل سوى أن مات بدون توضيح، حصلنا على توضيح في الفصول الأخيرة لخصت فيه الكاتبة ذلك بسطر واحد يقول أن ماردا أراد التقرب من أكبر عفريت  من  بني أورسليم "ماريا" فقتل الفتى بهدف أن يتقرب منها، وكنا قبلها لاحظنا مشهدا غريبا حين كان الطفل يحدث نفسه كما لو كان يكلم امرأة.. وهذا مرة أخرى يفتح لنا أبوابًا لانبثاقِ سيرورة أحداثٍ على مصراعيها، لماذا يريد التقرب من ماريا؟ ما هي غايته ؟ وكيفَ تقرب من الطفل الصغير الى أن وصل إلى قتله أخيرا؟.

كذلك كانَ القول بأن ماريا تفعل كل هذا وتهدف للانتقام من خديجة لأن خديجة هي من أقدمت على قتل ولد ماريا، وظلت تتساءل رشا كيف قتلته والدتي؟ ثم يأتي التبرير بأنها قرأت القرآن والأذكار فقتلته...لكن رشا تستمر بطرح السؤال، وأنا أستمر بطرح السؤال، كيف قتلت خديجة فعليا ابن ماريا؟ ما الذي حصل حينها لينشأ كل هذا الحقد الذي تُدفع مقابله الأرواح؟

أمورٌ عديدة احتاجت للتبرير، الغموضُ والمجهول هوَ ركيزة الشعور بالرعب فعليًا، لكن هذا الغموض عليه أن يزول في مرحلة معينة وأن يختفي فيتبدّل ويتبدّد، ما زلت اسأل كيف علمت خديجة بقدوم ابنتها لحي بني سليم أساسا؟ خديجة لم تخرج من الوادي للحي خلال عامين إلا في ذلك اليوم والذي سبقه لكننا لم ندرك سبب خروجها أو كيفية معرفتها بحضور طفلتها للحي! أضف الى ذلك، تلك التي أنقذت خديجة وفكّت السحر عنها لمّا حرق المكان كاملًا وحرقت القطعة التي وضع فيها السحر، من هذا الجن الذي أنقذ خديجة بتلك الجرأة وهو يعلم أن ماريا هي من وضعت السحر؟ ونحن نعلم أن الكل يهاب ماريا من الإنس والجن! كانَ أمرًا غريبًا أن تُضاف هذه الشخصية التي أنقذت الموقف وأبعدت وقوع خديجة بمأزق دون أن نعرفها حتى النهاية.

وحرق السحر لم يكن يزعجني كحدث بحد ذاته، لكن ما نتج عنه لم يشعرني بالواقعية، فالشرطة اختفت وكأنها لم تكمل عملها بحل قضية قتل الطفل الصغير وصارت القضية الجوهرية هي السحر بدلا من الجثة التي ترقد أمامهم، فالواقع يقول أن الشرطة ستبحث عن أدلة بشكل اساسي وتضع مشتبهين ثم تباشر العمل انطلاقًا من هذه النقطة، مقابل الشيوخ الذين حضروا أصلا لفك السحر ولمّا انحرق المكان مع السحر صاروا يبحثون عن أسباب منطقية بحتة، ولو أنني توقعت منهم هم بالذات أن يقولوا مثلا : "لا بد أن هذا هو عمل غير بشري"!

أحداث أخرى جعلت الواقعية تتلاشى، مثل محاولة اتصال خديجة للشرطة وهي مدركة أن صوتها اختفى،  أو أن تقول غادة أنها لم تسمع صوت سهام إلا مرة واحدة وسهام أصلا كانت زميلتها بالعمل لوقت من الزمن وفي روضة للأطفال ما يستوجب تواصلا معهم على الأقل، أو إصابة خديجة برصاصة وبقائها بلا علاج مدة يوم كامل من غير أن تموت على الأقل من شدة النزيف، والرقيب محمد الذي كان لا يصدق كل ما يقال عن حي بني سليم قبل يومٍ واحد فقط، وفي اليوم التالي آمن بأن مجموعة الماعز هذه ما هي من البشر!

وقصة بدور وحنان اللتان أخذتا دفتر رشا بعد رؤيتها بتلك الحالة المروعة، لماذا أخذتاه من الأساس؟ فالفتاة في المسجد وهما هناك... ببساطة كانت تستطيع من أخذته أن تضعه بمكانه بما أن الفتاة ما زالت هناك، ولفرضًا أن أخذ الدفتر كان هو الحل الوحيد، هل سأجازف لأذهب للبحث عن الفتاة صاحبة الدفتر بعد أن رأيتها بتلك الحالة المروعة والمخيفة؟ وبعد أن قرأت كل تلك الأحاديث الجنونية وغير العقلانية  داخل الدفتر؟ كان الحل الأكثر منطقية هو الذهاب حينها للشرطة والتبليغ عن فتاة هربت من بيت جديها كما هو مذكور بالدفتر، وصدقًا أنا أدرك مدى أهمية هذا الحدث في تقوية الحبكة ووجود قصتهما ساعدت بالتأثير القوي على الحبكة، لكن يجب مراعاة المنطق بشفافية.. فهذا الحدث خلق حدثا آخرا غير منطقي، حنان وبدور، كل واحدة تملك هاتف، بعد الحادث أخذت خديجة هاتف واحدة منهما وحطمته رشا، ثم هاتف آخر لواحدة منهما اسقطته خديجة وهي عن علو.. ثم فجأة يظهر هاتف ثالث لواحدة منهما مرمي جانبا.. من أين أتى هذا الهاتف الثالث؟!

أما آمنة، فهي الشخصية الأقرب الى قلبي، حكايتها كان لها الأثر الكبير لدي، أخافتني وأحببتها، شعرت بالشفقة والريبة بالآن ذاته... كانت مثالا للوفاء والصدق وأثبتت ذلك بجدارة حقيقةً، لكنها أيضًا كانت سببًا في عدم توازن الحبكة، فمن ضمن ثلاثين شخصا قتلوا قبل ثلاثين عامًا، لماذا هي بقيت على قيد الحياة؟ ثم بعد كل هذه السنين يطردها اليهود من الوادي الذي نشأت وعاشت فيه من الصغر لأن اذكارها تؤذيهم، ألم تكن تلك الأذكار مؤذية كل تلك المدة؟ وهل شعروا بها الآن فقط؟ وتقول أن السحر الذي يرغمها على البقاء تم فكه.. لكن لماذا هناك سحر يرغمها على البقاء اصلا؟ ما حاجتهم بها بينهم وهي مسلمة؟ أتفهم أن بقاء خديجة ضروري لانتقام ماريا منها، لكن آمنة ما دخلها بكل هذه الفوضى؟ ثم أنى لأصحاب الأكواخ المسلمين ألا يخبروا آمنة بأنهم يدعون كونهم من اليهود؟ ألم يكن يجب أن يتوخوا الحذر؟ فهي في أقرب فرصة أخبرت هذا اليهودي أنهم جميعا مسلمون..

العامل الزمكاني كانَ رهيبًا كما ذكرت، كنت أرتجف أحيانًا وأنا أحاول أن أتخيل تلك الأحداث أمامي وأصورها، المشكلة كانت في صورة عرض هذا الانتقال الزمني، كنت أتمنى أن تكتبي حيثيات واحداثيات المكان سردًا بدل أن تكتبيها كعنوان يترأس الصفحة مثل "الساعة التاسعة صباحا، حي بني سليم"، كان هذا سيشكل فارقًا كبيرًا ويترك أثرا أكبر.

على عتبة النهاية، حل كلّ شيء بصورة انسيابية، لكن اختفى من المشهد حضور الجد والجدة من جهة الأب، فهما كانا يبحثان طوال الوقت عن رشا، ومهمومان طوال الوقت بسبب وفاة ريان، فكان اختفاؤهما من المشهد الأخير نقصًا برأيي.. مع ذلك، النهاية كانت خارقة، خارقة الى الحد الذي يجعلني أتنهد وأنا متلذذة، قصتك أرهقتني حرفيًا، لم يكف عقلي عن الربط والتحليل والتأويل والتفكير.. وكان آخر ما أتوقعه أن أصل الى تلك النهاية..إلى نهاية تجعلني أخترع بنفسي بداية جديدة، بداية قصة أخرى أطول من الأولى ولا أعرف كيف لها أن تنتهي أو إذا كانت سوف تنتهي أساسًا قبل أن يَفنى عُمري...

جميعنا مهووسون بعالم الواتباد وبما يحتويه من قصص لا يمكن العثور عليها إلا هنا.. بين كومة الروايات قد يكون البعض رديئا مؤذيا إلى درجة لا تطاق.. فماذا لو بسحر غريب وجد الكاتب نفسه بطل الرواية التي كتبها.. كم يمكن أن تكون هذه التجربة مرعبة للبعض؟

رواية لعنة الواتباد للكاتبة صاحبة الأفكار الإبداعية المميزة MissRefaey

نقد لعنة الواتباد:

ما أخشاه دوماً ألّا يمنح العنوانُ الروايةَ حقّها، فتختفي كنوز ونفائس في هرم صعب الولوج إليه.
آخر ما قد يطلق على تلك السطور المخملية تسمية "لعنة" فهي أشبه بملاك منقذ، غبار جنيات لامع، جنة أحببتها وتمنيت لو أنها أبدية.
يُقال أنّ النقد إبداع، لكنني أخشى وقوعي في البساطة أمام جماليات ذاك الفن الذي رُسم بأحرف دقيقة نُقشت في الذاكرة.

مركز القوة كان في المقدمة، فهي من تلك التي يستحيل على القارئ تركها وراءه مرتاح البال، يستفزه جمالها للإكمال والإكمال، بلغة لا تنتمي إلى عصرنا بل تعيدنا إلى حيث كان الأدب أغلى من الذهب، ليست سهلة ممتنعة فهي معجم بذاتها، خطا "مشعوذ الكلمات" أولى خطواته على صفحاتنا، يرافقه خادمه "أوبال" الفهد الأسود الذي قدّر له خدمة المشعوذين أمثال صديقنا، ونتيجة لقرار الفهد بعدم ملء محبرة المشعوذ بحبره السحري مجدداً، قام الأخير بتحميل أول مدونة إلكترونية صادفها في متجره الإلكتروني، والتي صادف كونها عالمنا البرتقالي "الواتباد". كان المشعوذ قارئاً نهماً، استغل تحميل التطبيق لإرواء عطشه للقراءة، لكنه صُدم بعد اطّلاعه على أكثر الكتب مشاهدة والتي تميل لكونها مزبلة الأدب!
قرّر محاسبتهم.. أولئك المخادعين، فأطلق لعنة جعلتهم عالقين في العوالم التي خطتها أناملهم، تلك التي تدعم السادية، تحتقر المرأة وحقوقها وتتخذ من إثارة الشهوات والغرائز طريقاً للشهرة. جعل كل كاتب يمرّ بالجرائم التي ارتكبها بحقّ شخصياته، عائلته المنشقة من صلبه، ليبقى عالقاً فيه للأبد في حال حذف قصته من قبل إدارة التطبيق أو عودتهم بعد معرفة "مقاس حذائهم" والأدب الصحيح.
ثمّ حانت الخاتمة، ضربة الحظ بالنسبة للكاتبة، تلك الحيلة الذكية التي اعتمدتها كما اعتمدها كثير من الكتاب، يعمدون إلى الإشادة بالأحداث التي كتبت، بأسلوب فاتن يأسر قلوب القراء أكثر ويعيد النظر إلى ما سبق ليأكدوا على روعته. وقد تمّ ذلك هنا عبر جعل ذاك السيناريو الذي قرأناه قصة حاز الكاتب على جوائز عدة من خلالها، ورمى اللعنة ذاتها، هذه المرة علينا، لنبحر في البحار التي قطرنا مياهها حبة حبة.

بعض النقاط بدت في غير مكانها، كيوم الأربعاء عادة، فالمعروف أنّ المشعوذ "خادم الشيطان" إن صحّ التعبير، يملك من الشر ما يملكه، كيف له أن يتحلى بكل ذاك الإيمان لتستفزه القصص التي تتعرى من الأدب والإيمان ولا تُكسب سوى الذنوب، في حين أن عليه تشجيعها ليُكسب شيطانه أتباعاً أكثر.. ثم أنّ خادمه الفهد "أوبال" شرح له البعض من قوانين الواتباد بداية، كيف له معرفتها ودور السفراء منها؟
مركز مدير المخابرات أدق المناصب وأكثرها أهمية على صعيد الدولة، وهو إجمالا مختار بعناية، لن يكون سريع فقدان الأعصاب ومن أصحاب "الفم الثرثار" وحسب كما ذكرت.

تشتّت الشخصيات أدّى إلى تفكيك الحبكة، فبدا أنّ القارئ يقفز مع الكاتب من حدث لآخر من دون جسر عودة، كما أنّ الخاتمة لم تقم بجمعهم بطريقة ملائمة، بعد ظهور الكاتبة التي عرفت قيمة الأدب من البداية.
السّرد كان العنصر الغالب، سرق الأضواء من الحوار والوصف إلا أنّ الأمر لم يكن سلبياً، فالحوار أتى مدروساً وفي مكانه لكن الوصف كان العنصر الأضعف ويحتمل النص بعض الإضافات على صعيد وصف الشخصيات والأماكن، كما برز الضعف في عنصر المكان، كان من الأفضل جعل الوطن العربي بأكمله فضاءً للرواية مع الإشارة لذلك.
حين نصل للغة نعجز عن الكلام وتخوننا الأحرف، فالنص كان يحلق لما فوق الواتباد، مع كامل احترامنا للكتّاب الباقين، إلا أنّ بعض الأخطاء الإملائية تسللت من تحت أنامل الكاتبة مثال:
قول الكاتبة "ذو شكل الكُبرى" والصحيح "الكوبرا"، "الاستقاله" والصحيح "الإستقالة".

نختتم أسوة الرعب لهذا اليوم برواية من نوع مختلف، تجعلك تقف أمام نفسك طويلا وتتساءل، مالذي ستفعله لو هاجمت المنطقة التي تسكنها كائنات غريبة مرعبة قاتلة؟

رواية إلى الهاوية لكاتبتها المتألقة المميزة Amel_Ahmed

نقد رواية إلى الهاوية:

كتابة رواية رعب أبطالها أطفال لا تتجاوز أعمارهم السادسة عشر  هو أمر يشد انتباه القارئ لخوض رحلة خاصة مع هذه الرواية التي أتقن كاتبها إلى حد كبير ربط الأحداث و إحياءها لتزود القارئ بالأدرينالين بطريقة خفية.

تبدأ أحداث الرواية مع الشخصية الرئيسية إدوارد الذي افتتح الحديث عن حياته في قريته التي نشأ وترعرع بها ثم عن قرار والديه بإرساله مع صديقه إلى أقاربهما لإكمال دراستهما هناك.

سُردت أحداث الفصل التعريفي الأول من وجهة نظر إدوارد وقد تحدث عن الحوادث التي بدأت تحصل في المدن المجاورة لهم كما انتهى الفصل بطابع من الغموض عندما ذكر بأنه عندما عاد إلى منزله كانت هذه المرة الأخيرة التي يرى بها شقيقته ووالدته.

يسأل القارئ نفسه بعد قراءة البداية، لم قد يرغب الوالدين بإرسال ولدهما الذي لا يتجاوز السادسة عشر بعيداً عنهما للدراسة؟ وقد ظهر في الأحداث اللاحقة بأن الفتى مازال في الثانوية ما يجعلنا نتساءل عن السبب وراء ذلك القرار.  وبما أنّ الإجابة عن كافة التساؤلات المحتملة وظيفة الكاتب كان بالإمكان ابتداع بعض الأسباب كأن تكون المدارس سيئة في القرية مثلاً أو أن يكون هذا سبباً لإبعاد الفتى عن الأحداث الخطيرة التي تحدث في القرية. لذا ملء الفراغات كان من الممكن أن يدعم الحبكة أكثر.

تتابعت الأحداث بعد هذا الفصل لكننا وجدنا أنفسنا نقفز فجأة إلى ما بعد الحوادث التي تعرض لها البطل وصديقه حيث ظهرا وهما يصعدان الحافلة بملابس رثة متجهين إلى العاصمة. وُضح بعدها بأن تلك الكائنات الغريبة التي هاجمت المدن المجاورة قد وصلت إلى قريتهم وأن أفراد عائلة البطل قد ماتوا جميعاً. لضمان إقناع القارئ وتثبيت رجليه في أرض الرواية كان يجب سرد أحداث ذلك الهجوم وما سببه من أمور مأساوية مرعبة، كما أن عدم مهاجمة تلك الكائنات لإدوارد كما فعلت بأمه و شقيقته كان مريباً، لم قد يسلم هو من دون غيره؟

بالحديث عن الشخصيات لم نجد مشاعر عميقة تعبر عن ذلك الحادث المؤلم الذي تعرض له كلُ من الصديقين وهنا وجب الإشارة إلى أهمية التعمق في البعد الوجداني للشخصيات بحيث يسعى الكاتب لإبراز مشاعر الشخصيات بطريقة عميقة تهز كيان القارئ.

ذُكر في الرواية بأن البطل قد جمع المال المتوفر في منزله وهنا شعرت ببعض اللامنطقية ففي حالة حدوث حريق أو حادث مرعب كالذي حصل للشخصية لا يستطيع الإنسان أن يعي أي شيء سوى محاولة الهروب أو الانخراط بالبكاء والإصابة بالصدمة. إلى جانب مشاعر الشخصيات التي تم إهمالها في بعض المواطن كان البعد التكويني للشخصيات مهملاً أيضاً فلم تتشكل أي صورة لمظهر الشخصيات في مخيلتي. شعرت بأنها نمطية أيضاً وسطحية الوصف فلم أجد بأن بعض الصفات ظهرت بمكانها المناسب، كما أن الأمر الذي لم يؤخذ في عين الاعتبار هو أن شخصية الإنسان من الممكن أن تتغير تأثراً ببعض الظروف التي يتعرض لها أو أن تصرفاته الأنانية من الممكن جداً أن تكون منطقية أو غير منطقية في بعض المواقف. وكمثال لتوضيح الكلام السابق نذكر عندما استقبل جد إدوارد حفيده، اعتماداً على الأحداث السابقة واللاحقة لطريقة استقباله لحفيده وجدت بأنها غير منطقية البتة. يمكن أن نتخيل أن الجد سمع بأخبار فظيعة تقول بأن القرية التي يعيش فيها ابنه و زوجته مع ولدهما قد تعرضت لهجوم ما وأنه علم بأن عائلة ابنه قد كانت ضحية لهذا الهجوم و فجأة وهو في منزله يسمع دقات الباب ليكتشف أن حفيده مازال حياً لكن عوضاً عن التركيز على تلك اللحظة الصادمة وجدنا الجد يتحدث بهدوء ،يمازح حفيده و يخبره بأنه كبر و أصبح رجلاً. كان يجب اختيار ردة فعل متناسبة أكثر مع هذا الموقف. لقد تم تكرار مثل تلك الأمور عدة مرات في الرواية.

مروراً على عنصري الزمان والمكان، أحسنت الكاتبة التعامل معهما جيداً فراعت العنصر الزمني جيداً في الرواية، لم نجدها تقفز قفزات زمنية غير منطقية عدا المرة التي كان إدوارد يبحث بها عن القطع الذهبية التي أراد إعادتها إلى تلك الكائنات فوجدنا الأمور تجري ببساطة مطلقة من غير مراعاة العامل الزمني، استطاع إدوارد مع أصدقائه العثور على القطع الذهبية بيوم واحد بعد أن مر ما يقارب العشرين عاماً على بيعها. أما عنصر المكان فقد كان جيداً هو الآخر، أحسنت الكاتبة تصوير الأماكن إلا أنها أضعفت الوصف أحياناً فلم يكن الفارق واضحاً بين القرى و العاصمة في الرواية.

كان السرد جيداً إلا أنه أثر أحياناً على شعور القارئ بالرعب والانشداد للأحداث القادمة فنقص المزيد من الوصف،السلاسة و التعمق في الأحداث. حافظت الكاتبة على وجهة نظر الراوي في الرواية فساعد هذا على إبقاء التوازن،انسيابية السرد، الأحداث ومتابعة القارئ لها دون يجد نفسه تائهاً بين وجهات النظر. أما بالنسبة للحوار في الرواية فقد كان ينقصه العمق أكثر وأن يتوافق مع الحالة النفسية للأبطال ومسير الأحداث كما وضحت سابقاً بخصوص لقاء الجد بحفيده ولكن الكاتبة أحسنت الموازنة بين السرد والحوار فلم يكن أحدهما ليطغى على الآخر. كانت اللغة جيدة بنسبة كبيرة عدى الخطأ الذي تكرر كثيراً وهو إهمال الهمزات. نقص الجانب اللغوي للعمل المزيد من التعابير القوية،المحسنات البديعية، استخدام كلمات و مرادفات أعمق للتعبير. تم الاستعاضة عن الوصف في إحدى الفصول ليتم استخدام "تيت" مكررة تعبيراً عن صوت المنبه فلم يكن هذا حسناً. ظهرت في الرواية شخصية الشرطي الذي كان مسؤولاً عن التحقيق بقضية مقتل جد البطل وقد كان يحاول كسب ثقة الأطفال للحصول على معلومات عن القضية. إدوارد لم يكن يثق بالشرطي رغم أنه كان يتعامل بلطف معه، كان دوماً يعتقد بأنه مخادع ما جعل هذا الشعور يتسلل إلى نفسي،وجدت نفسي أتساءل في أحيان أخرى عن سبب عدم ثقته بالشرطي فل يكن هناك سببٌ منطقي. شعرت بأن هناك سراً ما حتى جاءت النهاية حيث اتضح بأن ذلك الشرطي هو واحدٌ من الكائنات بل وأكثرهم نفوذاً وقوة. لقد صدمت بالفعل ،في نفس الوقت استغربت بأن الشخصية كانت طبيعية للغاية فهل من الممكن أن يكون ذلك الكائن قادراً هكذا على الظهور بهذا الطابع المسالم؟ أو على الأقل كيف كان لدى إدوارد القدرة على الشعور بهذا الأمر؟ كنت متشوقة حقاً لمعرفة الحقيقة ولكن كان للتعمق بالشخصية الرئيسية ضرورة أخرى هنا كما أنني وجدت الأمر غير منطقي عندما رغب إدوارد هو و أصدقائه البحث عن القطع الذهبية استطاع الشرطي مساعدتهم رغم كونه من الكائنات فلماذا عجزت الكائنات بنفسها عن البحث وإيجاد القطع الذهبية منذ البداية؟
كانت النهاية محزنة بموت البطل مع صديقه في محاولة التخلص من تلك الكائنات و الخلاص من شرها. مالم يكن منطقياً حقاً هو موت صديق البطل عندما أطلقت صديقته عليه الرصاص دون أن تقصد. ظهرت شخصية صديق البطل على أنه مرح يحب المزاح فقتل عندما كان يحاول المزاح مع صديقته في ظروف مرعبة صعبة لا تسمح و لا يعي الإنسان فيها مزاحاً. كانت ردة فعل الفتاة منطقية جداً عندما طلقت الرصاص عليه بعد أن داهمها من الخلف وهي خائفة جداً و لكن لم يكن أبداً من المنطقي أن يمزح الفتى معها في هذا الوقت الحرج.
أمتلكت الكاتبة قدرة على توضيح الصراع بطريقة منطقية وذكية جذبتني فاتضح بأن الجد اعتدى على تلك الكائنات بطريقة أو بأخرى سابقاً عندما دخل مع أصدقائه كهفهم وأخذوا بعض القطع الذهبية كما قام الجد بقطف فاكهة غريبة من إحدى أشجارهم ثم هربوا. بعد سنوات قام إدوارد بأكلها عندما كان طفلاً صغيراً عن طريق الخطأ فأصبح إدوارد من بين الأشخاص التي تسعى الكائنات للانتقام منها. الفكرة كانت جميلة كما أحسنت الكاتبة صياغتها وتوظيفها رغم بعض الثغرات التي تم ذكرها إلا أنني أرى بأن الفكرة تستحق التشجيع، الدعم و المزيد من التعديلات لتصبح رواية أكثر امتيازاً و روعة.
هناك رسالة خفية أستطعت استنتاجها من القصة وهي أن الطمع دائماً يوصلنا إلى أمور لا تحمد عقباها كما حدث عندما أعمى الذهب بصيرة أصدقاء الجد و دفعه فضوله إلى استكشاف ثمرة فريدة قام بقطفها من على شجرةٍ بجانب إحدى الكهوف المظلمة.


مبارك لجميع الفائزين معنا، فخورون جدا بكل الإبداع الذي تزرعونه في عالمنا.

هنا نكون وصلنا إلى نهاية فصلنا في انتظار مغامرة أخرى مع فائزين آخرين غدا!

مستعدون؟

Continue Reading

You'll Also Like

5.6M 267K 59
*الرواية تعتبر ثاني أعمالي الإلكترونية ومنذ سنوات طويلة، لذا ليست الافضل في السرد وكذلك الحبكة، إذ أنها ما تزال قيد التعديل، لذا إن لم تعجبك فلا بأس...
127K 8.1K 29
تريد أن تكون قدوة كتاب الواتباد العرب ومثالًا بارزًا للنجاح والإبداع؟ أسوة هي فرصتك كي تجعل أحلامك واقعًا ولكي تقف في قمة الأدب العربي حيث العظماء!
10.5K 1K 11
«شحذَ نُقادنا أقلامهم وجهّزوا عدّة لا تنفد في سبيل سردِ حكايا المُهملين، وإظهار حقائقهم. ثمان مقالات لثمان تصنيفات، سطّرت نفسها بصفحات كتاب بعنوان "م...
5.9M 134K 34
احمد الشريف هو رب العائله هو في نصف العقد الخامس من عمره هو راجل طيب يحب عائلته جدآ سلوى الشريف : هي زوجة أحمد الشريف تتصف بالكرم والطيبة والتواضع في...