9-إن الدنيا زائلة ومتاعها
علينا أن نتذكر زوال الدنيا بمتاعها وزخرفها، وأنها مهما طالت فهي قصيرة، وإن أكثر ما يصد الناس عن الله تعالى وعن الاستقامة على شرعه حب الدنيا واتباع شهواتها والتكثر من ملذاتها، والعاقل من الناس لا يترك الباقية من أجل الفانية، ولنتبين حقارة هذه الدنيا فنتأمل في نظرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليها ، قال صلى الله عليه وآله وسلم :» ما أنا والدنيا إنما أنا والدنيا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها « رواه الترمذي وصححه ، وفي هذا إشارة إلى أن هذه الدنيا ما هي إلا معبر أو طريق إلى حياة أخرى دائمة وغير منقطعة، وقال صلى الله عليه وآله وسلم :»كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل « رواه البخاري. والغريب والمسافر الذي يكثر التنقل لا يحمل إلا الزاد الذي يحتاج إليه، ولا يثقل نفسه بكثرة المتاع، فهكذا ينبغي أن نكون أيها المؤمنون، ولا ينبغي أن تكون هذه الدنيا الحقيرة صادة لنا عبادة الله التي هي غاية خلقنا وعن الآخرة التي هي المستقر والمستودع.