دمسورح: سيدي ، أسف على ما حدث
دمسورح كان مطأطئ رأسه للأسفل و عرفان يحدق به بغضب شديد
عرفان: كيف تجرؤ أن تفعل هذا برمكان ، دون أذنه حتى ، أتريد أن أعاقبك يا دمسورح ، صدقني سأريك ، فعلت كل هذا برمكان و هو لا يعرف ماذا يحدث
دمسورح:أعر.. ، كان كنزًا .. ، أرجوك سامحني
عرفان:أيها الأحمق ، تأسف من رمكان ، لكن إعلم أن لك عقابًا شديدًا إن لم يسامحك
نظر دمسورح نحو رمكان برتباك ، كأنه يترجاه بأن يعفو عنه و سيفعل له أي شيء
رمكان:سامحته يا جدي
إقترب عرفان من رمكان و قال بهدوء
عرفان: رمكان أتدري ماذا فعل بك؟ ، لقد كان يلعب بك
رمكان: إذًا؟
عرفان:لامشكلة ، لا مشكلة ، ليلث ، ما تلك الهالات الحمراء التي في رقبتك؟
ليلث:في الحقيقة أن...
قاطعتها بوروميا
بوروميا:لدغتي
أرتسمت علامات الخجل و الإرتباك بوجه ليلث ، لم تكن تريد أن تنظر بوجه جدها
عرفان: ليلث ، ماذا أفعل بكي ، الأمر مبكر جدًا ، لماذا
ليلث:جدي ، أسفة حقًا ، لكن ، أنا وعدت بوروميا
عرفان:إنسي الأمر
نظر عرفان بوجه رمكان الذي كان يتأمل هو بوجه صديقه دمسورح ، أزاح عرفان نظره من رمكان ليصوبه نحو دمسورح ، دمسورح يريد أن يقول شيء لكنه لا يستطيع
عرفان:تفضل يا دمسورح ، ماذا تريد
نظر دمسورح نحو عرفان و قال بصوت هادئ
دمسورح:أبي ، متى سيعود
أبتسم عرفان أبتسامته المرعبة ، لا أدري أهي ابتسامةُ خيرٍ أم شر
عرفان:لايهم متى سيعود ، أتعرف من هو والد رمكان
بتعجب دمسورح: لا
عرفان:إلياس
شهق دمسورح وكأن سهمًا غرس بداخل فؤاده ، وكذلك بوروميا هي الأخرى و قالا بصوت واحد
بورميا و دمسورح: ماذا !
علامات الإستفهام كانت تحوم فوق رأس ليلث ، لم تكن تدري عما يتحدثون
ليلث:إلياس من؟
بوروميا: أتذكرين معلمك الساحر الأبيض الذي علمك التخاطر، أسمه الياس
أتسعت عينا ليلث من الصدمة التي جائت إلى مسامعها أصبحت ليلث تحدق بوجه رمكان و هي مذهولة و تشعر بالذنب ، الذي كانت تحتقره قبل ساعات هو في الحقيقة إبن الرجل الذي كانت تحبه جدًا ، الرجل الذي كان قدوتها و معلمها و فارس أحلامها ، أحست بطعنات من سيوف بتارة فلقت قلبها لتشق قلبها ، لتوقد نار الشوق التي بداخلها
ليلث:رمكان أنت ..
لم تستطع أن تكمل كلماتها و إكتفت بالصمت و إغماض عينها و التنفس ببطء، لتخمد تلك النار مرة أخرى
قاطع رمكان صمتهم
رمكان:إذًا أبي ساحر و يعرف ليلث ؟
دمسورح: نعم ، أبي هو قرين والدك
رمكان:رائع ، إذًا ماذا افعل الآن؟
عرفان:الذي ستفعله الآن هو أن تأتي معي ، يبدوا أني سأريك ذلك المكان اليوم ، ليلث ، بوروميا إبقيا هنا ، دمسورح تعال
أمسك عرفان بيد رمكان ، و خرجا من الكوخ،و بدأ بسير و دمسورح كان يجري ورائهما
عرفان: يا فتى أنت بطيء حقًا
دمسورح: يبدوا أنني سأتشكل على هيأة ثعبان
تغير شكل دمسورح و تحول لثعبان صغير جدًا و لونه أسود ، و رأسه مزين بزخارف حمراء مثل المرسومة على ملابسه ، تسلق الثعبان جسد رمكان ليستقر عند رقبته و يلتف حولها ليصبح مثل الحلق حول رقبته
حمل عرفان رمكان على ظهره
عرفان:تشبث بقوة يا رمكان ، شد ذراعك الضعيفة حول رقبتي هيا
نفذ رمكان ما أمره عرفان بالضبط و بدأ عرفان يهمس بطريقة مريبة ، فجأة بدأت حرارة جسد عرفان ، حرارة جسده لم تكن طبيعية ، لكن لم تكن تحرق ، بدأ عرفان بالجري ، سرعته تتزايد بطريقة غريبة ، سرعان ما يركض مثل الغزلان ، و ها هو الأن أصبح بسرعة الخيول ، كان عرفان يجري نحو جبل صغير ، وثب عرفان وثبة جعلته يحلق في السماء ليكمل جريه فوق الجبل الصغير ، و بعد هذا الجبل كانت هناك سلسلة طويلة من الجبال الشاهقة و عرفان يحلق فوق كل جبل ليصل للجبل الذي يليه ، صرخات رمكان الحماسية كانت تتعالى مع صرخات دمسورح و تتداخل معها أصوات الرياح ، أستقر عرفان فوق جبل بعيد ليتوقف هنا
نزل رمكان من على ظهر عرفان ، لكن سرعان ما فقد توازنه ليسقط على الأرض
رمكان:اوه ،كان ذلك رائعًا حقًا ، أشعر بشعور غريب في رأسي
عاد دمسورح لهيأته الحقيقية ، الفتى الوسيم ، أبتسم رمكان
رمكان:دمسورح أنت تبدوا وسيمًا حقًا
أبتسم دمسورح
دمسورح:حقًا؟ ، دئمًا ما كانت بوروميا تجرح مشاعري و تلقبني بالقبيح ، اه اشعر بألم في قلبي يبدو أنني سأبكي
كان يقولها و هو يضحك و يسخر من بوروميا
رمكان: دمسورح ماذا حدث في المنزل ، عندما كنا نحلق
دمسورح:امم لا أعرف كيف أشرح لك ، نسميها نحن الإسقاط النجمي ، تقريبًا نستطيع أن نقول لقد خرجت من جسدك يا إبن الأرض
عرفان:أممم أتشعر بهذا يا دمسورح
أبتسم دمسورح و بدأ يتحول لشكل غريب ، كان جسده ينسلخ مثل الثعبان الذي يغير جلده ، نعم ، لقد تحول لذلك الشيطان المرعب صاحب الأذرع الطويلة
أصوات غناء نساء جميل جدًا ، غناء عذب كأنه صادر من حوريات جميلات ، لم يكن عرفان يسمعها ولا حتى دمسورح ، كانا يحدقان نحو جبل بعيد و كأنهما يترقبان شيء ما دون أن يريا رمكان الذي كان خلفهما ، أسر قلب رمكان ، لم يكن يستطيع تحمل ذلك الجمال ، كان جسده يسير نحو منبع الصوت ، حاول رمكان التوقف لكنه لم يستطع ، كان جسده يمشي نحو جرف الجبل ، سقط رمكان من على جرف الجبل ، لحسن حظه كانت الأغصان تخفف من سقوطه ، إستقر رمكان على حافة الجبل ، بقى مستلقيًا على الأرض و ينظر نحو ذلك الكهف ، نساء يغنين و بين هذا الجمع كانت هناك مرأه تشبه أمه ، وقف رمكان و بدأ يركض نحو تلك المرأة ، يركض مسرعًا نحوها ليعانقها ، و كانت هي الأخرى تمد يدها لتعانقه ، قفز رمكان ليعانقها أصبحت المرأة تمسح على رأسه
المرأة:لا بأس يا حبيبي ، كم أحبك
فجأة بدأ صوتها بالتغير ليصبح خشنًا تدريجيًا
المرأة:كم أحبك ، كم أحبك ، كم أحبك ، كم أحب دمك ، حبيبي ما رأيك أن تجعلني ألتهمك -ضحكة مرعبة-
صرخ رمكان بقوة و دفعها و بدأ يركض داخل الكهف
المرأة:سأمسك بك يا حبيبي ، لماذا أنت خائف