.
.
.
اليوم التالي ..
توجَّهت يونغ جي لمركز التأهيل برفقة
هيون سو الذي أصرّ على ايصالها بنفسه ..
وانعقدت أنفاسها عندما رأته ينزل
من السيّارة ليدخلا سوياً ..
وهي تتساءل داخلها هل ستعتاد هالة تواجدة الطاغية !
لم تسأل عن زيارة لوالدتها ..
ربما لأنها لا تريد تلقّي رفضاً كالمرّات السابقة ..
ستجعل الأمر كما لو أنها تسأل الطبيب عن حالة والدتها ..
وهكذا ستقلل الألم لقلبها ..
أمام مكتب الطبيب ..
" ادخل معي هيون سو ... "
نظر نحوها بعد أن كان سيتوجّه لصالة الانتظار ..
أردفت تخلل أصابع يدها بين أصابعه :
" أحتاجك بجانبي .. "
يجلسان مقابل الطبيب الذي رحّب بهما بسعادة بعد أن رأى صديقه ..
ثمَّ نظر ليونغ جي مبتسماً بلطف :
" لديّ أخبار جيدة من أجلك هذا الأسبوع ! "
أشرقت عيني يونغ جي تنظر نحوه بترقّب ..
" والدتك تحدّثت في جلساتها الثلاث الأخيرة ..
والأمر كان صادماً للجميع ..
لقد كانت عاطفيّة جداً .. وبكت كثيراً .. "
ابتسم الطبيب عندما رأى دموع يونغ جي ليردف :
" هي سألت عنكِ أيضاً .. "
وضعت يونغ جي وجهها بين كفيها وأجهشت بالبكاء ..
ومحاولات هيون سو لتهدئتها تبدو بائسة جداً ..
نظر لصديقه بحنق ..
و الآخر كان يبتسم ويحرك حاجبيه ..
بعد أن هدأت قليلاً تحدّث الطبيب :
" آنسة كيم يونغ جي ..
هذا لا يعني أنّي سأسمح لكِ برؤيتها هذا اليوم .. "
رفعت يونغ جي رأسها بفزع ..
تنظر نحو الطبيب المختلّ عقلياً في نظرها !
" قلتَ أنها سألت عنّي .. "
همهم بابتسامة ليردف :
" هذا صحيح .. لكنّي لن أغامر بخسارة
ما جنيناه خلال الأيام الماضية من أجل لحظة عاطفيّة كهذهِ ! "
من وسط دموعها وصوتها المتهدّج تحدّثت :
" هذا غير عادل !! "
ربّت هيون سو على ظهرها محاولاً إبعاد الألم عن قلبها ..
أخبرها الطبيب باهتمام :
" أدرك أنّ الأمر صعب ..
لكنّي أطمح أن تتفهّمي وجهة نظري "
يونغ جي تفهم ..
هي أكثر شخص يستطيع أن يتفهّم !
هي جيدة في هذا الأمر !
أومأت وهي تذرف دموعها ..
أمسكت يد هيون سو التي تمسك بيمناها ..
تطلب دعمه ..
تريد أن تشعر بقربه ..
" تعالي .. "
نظرت نحوه وهو يسحبها لعناق ضيّق ..
يربّت على ظهرها بلطف ..
ويهمس قريباً من أذنها :
" فقط القليل جي-آه .. لا تيأسي .. "
تشبّثت بذراعيه ..
ولامست وجنتها صدره الدافئ ..
شكراً لأنك بجانبي .. ومعي !
.
.
.
بقي يومان على الاحتفال السنوي لافتتاح الفندق !
وهيون سو لا يجد وقتاً فارغاً حتى لنفسه ..
الوضع فوضوي في الفندق ..
من التنسيق .. واختيارات الشراب والطعام .. إلى بطاقات الدعوات التي قد تمّ توزيع أغلبها !
يونغ جي تقضي يومها الروتيني بالعمل ..
ومن ثمّ العودة للمنزل ..
تصنع طعامها .. وتستحمّ ومن ثمّ تخلد للنوم ..
لا تنكر أنّها تشعر بالشّوق الشديد لهيون سو ..
تريد أن تراه .. وأن يحتضنها بين ذراعيه ..
تتوق للمسته .. لقبلاته ولاستنشاق رائحته !
هي ترسل له كلّ يوم قبل أن تنام ..
وهو يردّ على رسالتها ..
وكلاهما يستشعران مدى الشّوق الذي يملأ قلبيهما من خلال تلك الأحرف البسيطة ..
قبل يوم الاحتفال ..
الساعة 9:57 مساءً
يونغ جي على سريرها تضع المرطّب على كفّيها ..
وتنتظر انتهاء وقت القناع الذي تضعه على وجهها ..
رسالة تومض في هاتفها ..
كانت من هيون سو ..
" نائمة ! "
اتصلت يونغ جي به فوراً ..
لتسمع صوته المبحوح بتعب ..
" اشتقتُ لكِ .. "
همست مبتسمة :
" حقاً !! "
رفع حاجبيه لهمسها اللذيذ ..
" افتحي الباب .. لأثبت لكِ ! "
ومضت عينيها بصدمه لتفتح فمها وتغلقه !
تغدرها الكلمات ولا تستطيع تكوين جمله مفيدة !
" هل سأنتظر كثيراً .. "
هو لا يمزح واللعنة !!
نظرت للباسها الفاضح ..
بيجامتها السّوداء الحريريّة القصيرة ....
" اوه .. انتظر قليلاً .. "
أغلقت الهاتف ونبضات قلبها تصدح بجنون في أذنيها !
قفزت تبعد القناع المرطَّب عن وجهها ..
وتلبس الروب الأسود الخاص ببيجامتها ..
والذي يصل لأعلى ركبتيها !
اتجهت نحو الباب بخطوات مرتبكة ..
تجمع شعرها على جانب واحد ..
وفتحت الباب لتراه متكئ على الجدار المقابل لبابها ..
يضم ذراعاً نحو صدره ..
والأخرى ترتفع ليمسد بأنامله جبينه !
.
.
إلهي القدير !!
كم مضى عليهما !!
هل هو أسبوع !!
بالكاد كانت 5 أيّام !!
انخفضت ذراع هيون سو للأسفل ..
ينظر لكتلة الاثارة تلك !
وعضّت يونغ جي شفتيها تحتضن الباب ..
تنظر للمبعثر أمامها بإثاره !!
_ ما بال هذا الرداء الأسود اللعين !
أستطيع تمييز شحوب نحرها بشكل وواضح ..
وتلك الأجزاء المكشوفة في صدرها ..
أستطيع رؤية تفاصيل فخذيها من خلال هذا اللعنة !
_ ما لأمر مع بدلته الفوضوية !!
لا سُترة !
قميصٌ أبيض يبرز عضلات صدره ووسع منكبيه !!
أكمامه مرتفعة تكشف عن ساعديه ذات العروق البارزة !
وربطة عنقه المهملة بطريقة تخطف الأنفاس ..
_ عينيها تلمع ..
ووجهها مشرّب بالحمرة اللذيذة ..
نظراتها المرتبكة وخجلها وهي تحاول إخفاء جسدها بكفّيها الناعمين !
_ شعره الذي ينسدل على جبينه ..
تحديقه الموقّع بالزّمرّد الفاخر ..
نظراته تخترقها بلا خجل !
.
.
نظر هيون سو حوله قبل
أن يقطع المسافة القصيرة بينهما ..
وسط نظراتها المتوتّرة ..
تراجعت للخلف عند اقترابه منها ..
مغلقاً الباب من خلفه لا يبعد ناظريه عنها مبعثراً تماسكها !
حاصرها ضد الحائط وهو يهمس قريباً من وجهها ..
" لا تتجرئي وتفتحي الباب..
بهذا اللباس مرّة أخرى ! "
اومأت بخوف تزداد سرعة أنفاسها لقرب جسده منها !
لباسها الحريري يجعلها تستشعر حرارة جسده ..
وتفاصيله بشكل واضح !
إلهي كيف لي أن أسيطر على رغبتي بكِ !
يتنفّس أنفاسها مسبباً لها ذلك الانعقاد الجميل أسفل معدتها !
ويقبلها بهدوء فوق عينيها متجهاً لوجنتيها ..
ولجانب شفتيها يرسلها لعالم الضياع ..
ونظراً لقلّة حيلتها تتشبّث بضعف بذراعيه
التي يستند بها على الجدار من خلفها !
آه ضعيفة خرجت من ثغرها عندما شعرت بلسانه يتجوّل على عنقها ..
تلقائياً ارتفع رأسها للأعلى عندما بدأ ينزل نحو عظام ترقوتها مبعداً ردائها قليلاً
لتنكشف تلك التفاصيل الانثويّة لصدرها أمامه !
زمجر برغبة وهو يدفعها نحو الحائط بشكل أكبر ملتصقاً بجسدها الضئيل نسبة له !
بهدوء حاول فكّ العقدة الخاصة بردائها ..
لكنها قبضت على يديه تنظر نحوه بتنفّسها المتسارع وعينيها الدامعتين !
هي غير مستعدّة بعد لهذا !
كل شيء غريب ..
لا ترفضه ولا تكرهه لكنه يخيفها !
استطاع ملاحظة الأمر ..
واقترب منها يطبع قبلاً لذيذة على شفتيها ..
يهمس بصوته المبحوح :
" اهدئي .. لن أفعل شيئاً لا تريدينه جي-آه .. "
تعلّقت بعنقه تحتضنه ..
يستطيع الشعور بنبضات قلبها الصّاخبة ..
" أحبّك هيون-آه "
ابتسم مقبّلاً رأسها بحب ..
.
.
.
" هل تناولت عشاءك ! "
سألت وهي تقف في المطبخ المفتوح مباشرةَ
على صالة المعيشة التي يجلس بها على الأريكة الصفراء ..
نفى برأسه وأعادة للخلف بتعب ..
" سأحضر لك البعض .. "
لم يقل شيئاً ..
سريعاً سخنت طبقاً من حساء السّمك .. الأرز ..
ورتّبته في صينيّة مع إضافة المقبلات المعتادة وكأس عصير ..
اقتربت منه تحمل بين يديها الصّينية ..
وضعتها أمامه وجلست بجواره ..
نظرت نحوه ..
هادئ تماماً ..
مسحت بلطف على وجنته بأناملها الباردة ..
فتح عينيه ليرفع رأسه وينظر لها ..
ابتسمت وأبعدت خصلات شعره عن عينيه ..
" هكذا أفضل .. أستطيع رؤيتهما بشكل واضح .. "
ابتسم يتأمل تعابيرها اللطيفة ..
تناول طعامه متسائلاً : " تطبخين ؟ "
همهمت وأردفت : " هل هو جيد ؟ "
ابتلع ما في فمه وأجاب بهدوء : " همم .. لذيذ .. "
ابتسمت بسعادة وهي تراه يكمل طعامه بهدوء ..
عندما حملت الأطباق بعيدا عنه ..
استطاع رؤية شيئاً من مفاتنها ..
أبعد عينيه بإرهاق فهي لا ترحمه بهذا اللباس !!
في المطبخ تغسل الأطباق وتسأل :
" سأصنع شاي الليمون .. هل تشرب معي ؟ "
ردّ ببحّة متعبه : " قهوة إذا أمكن ! "
نظرت نحوه ويديها منشغلة بغسيل الأطباق ..
" الوقت متأخر هيون-آه ! "
ابتسم بتعب وهو ينظر نحوها :
" لا بأس .. اعتدت ذلك "
اومأت وعادت لتكمل عملها ..
يراها تقترب منه ..
وذلك الرداء يتموَّج مع تحرّكات ساقيها ..
كاشفاً عن شحوب فخذيها ..
تدفعه للجنون ..
هو ليس بخير أبداً ..
وتلك الرائحة الهادئة التي تنبعث منها
كلما تحرّكت من حوله ..
تزيد الأمر سوءً !
مدّت كوب القهوة له ..
ليأخذه من بين يديها ..
بينما احتست هي شاي الليمون خاصّتها ..
تحدّث بعد أن ارتشف من قهوته ..
" غداً الاحتفال السنوي العاشر لتأسيس الفندق .. "
وضعت كوبها تنظر نحوه باهتمام ..
ليضع كوبه أيضاً ينظر نحوها ويسألها :
" هل ترافقيني جي-آه "
أكمل بهدوء :
" أودّ أن تشاركيني انجازاتي ..
سأحبّ تواجدك بجانبي "
لمعت عينيها وعضّت شفتها تكبح ابتسامة سعيدة ..
عندما لم يسمع ردّها تساءل : " همم ؟ "
وأجابت : " ليس لدي شيء مناسب لأرتديه .. "
نفى برأسه يقول : " ليس عليكِ التفكير بهذا الأمر .. "
ضيّقت عينيها وأجابت بتردّد : " حسناً .. "
ابتسم وعاد ليرتشف من قهوته ..
لازالت تنظر له ..
تتأمّل ابتلاعه لقهوته ..
عيناه الناعستين ..
شروده المستمر !
تبدو متعباً .. مشغول الذّهن ..
مدّت يدها تداعب ظهر كفّه بأناملها ..
تتأمّل تلك العروق البارزة ..
همست :
" كل شيء سيكون جيداً .. لا تفكّر كثيراً .. "
نظر ليديهما .. ومن ثم لوجهها المبتسم ..
لا تقاومين !
لا أستطيع تجاهلك ..
أودّ لمسكِ جي-آه !
استقام بهدوء قبل أن يفقد سيطرته نحوها !
ورفعت رأسها تنظر نحوه متسائلة !
لكنه قال بهدوء :
" أصبح الوقت متأخراً .. "
وقبل أن يخرج طبع قبلة طويلة على جبينها ..
هامساً بحب : " تصبحين على خير "
لتقترب وتطبع قبلة على وجنته وترد :
" وأنتَ أيضاً "
يتبع ...