ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقينا نمشي بصمت، تشبثنا بكفيّ بعضنا كما لو كنا نُريد دليلاً قاطعاً أن كل ما يحدث ليس مُجرد حُلم!
كفه بقي مُرتجفاً طوال الطريق الى منزله، بقيت أُحدق بالمنزل بحاجبين مرفوعين حينما وصلنا "اعلم طبيعي للغاية" نبس بهدوء وهم بالدخول
"اخصائي اجتماعي او اياً يكن اسمه، يأتي الى هُنا كثيراً؛فـ... ابي لن يأتي الا بعد بضع ايام" نطق يومئ ريثما يرمي بالمفاتيح على الاريكة ناصعة البياض
"قدومه المتكرر والمفاجئ هو السبب في نظافة المنزل وترتيبه" اكمل مُبتسماً بعدم رغبه، رفعتُ عيناي احدق بكل شيء حولي
منزله جميلٌ للغاية، بسيط ولكن جميل "والدي لا يزال يُرسل اموالاً لإعالتي" فسّر سبب جمال المنزل، فقد توقعت ان يكون صغيراً وفوضوي لكون والدته.. حسنا مُدمنة تُسرف الاموال لشراء المخدرات والكحول
تنفستُ بعُمق وابتسمت بخفوت "حسنا، فلتذهب لتستحم وسوف اطلب لنا بعض البيتزا، ما رأيك؟" سألت وضل يُحدق بي بصمت، عقدتُ حاجباي "ما الخطب؟"
"لن تذهبي؟" سأل ولا زال يملك ذات معالمه الصامته، ابتسمت اومئ؛إنه كطفل حُرم من كُل شيء؛متلهف لكل شيء
تنفس بعُمق ونظر الى الطاولة في مُنتصف غُرفة الجلوس، إنها تحمل الآن بضع زهور وكُتب ولكنها حتماً كانت تحمل اشياء اسوء، اقتربت منه وامسكت بيديه
"نوا يحق لك الابتسام والاستحمام والعيش بحرية، والدتك تحررت من معاناتها اخيراً" تمتمتُ ونظر اليّ، ابتسم وبدت ابتسامته مُرهقة تود لو تستطيع ان تميل الى السعاده
شد من إمساكه لكفاي بالمقابل وقبل يمناي بصمت ريثما عيناه لا تزال مُعلقتان علي، اقترب يضع جبينه على خاصتي مُجدداً "لا اود ان أُضيع أي ثانية في حياتي من غيرك ياجميلة" تمتم وارتجفت أُغلق عيناي
الهي هذا كثيرٌ للغاية على قلبي الصغير!
ابتعدتُ قليلاً انظر اليه بابتسامة متوتره "حسنا، ما رأيك بحمام سريع يابطل" نطقت وعبست بشدة اشيح ببصري
حقاً بيل؟ يابطل!
عدتُ للنظر اليه وابتسمت باتساع امثل القهقهه، رأيته يكتم ضحكته، عقدت حاجباي وذهب هو مهرولاً
إن مُت؟ سوف يكون هو سبب الوفاة لا محاله!
حملتُ الهاتف اجلس على الاريكه ريثما اطبع رقم مطعم البيتزا، واتأمل المنزل من حولي
اشعر برضا شديد، وسلام داخلي عظيم؛قبولي لحُبه واطلاق سراح مشاعري الجديده الضعيفه هذه يُعطي شعوراً بأنه قرار سليم بالفعل!
ابتسمتُ بخفوت "اوه اهلاً" رحبتُ بالفتاة من المطعم على الهاتف
*******
قهقهتُ أُغطي فمي بيدي فهي محشوة بالبيتزا، ابتسم يجلس امامي، كلانا على الارض نتكئ على الاريكه، والبيتزا تتوسطنا
"سوف يُلقبك بفتى القبعه" نطقت أحرك يدي امامه حركةً افقيه، اتسعت ابتسامته يلعق ابهامه فصلصة البيتزا لطخته "اوه اجل؟ اعتقد ان هذا اللقب رائع للغاية" صرّح وابتسمتُ بخفوت
عيناه لا تزال حزينة، لكنها تمتلك بريقاً بسيطاً بلا شك، لن ادع نجمتنا تفقد شُعاعها مُطلقاً نوا..
ابتسم واشاح ببصره بعيداً فتحديقنا الصامت استمر لاكثر من دقيقة "اتريدين مُشاهدة فلم ما؟" سأل وابتسمتُ اومئ "بالطبع"
نهض يجلب حاسبه المحمول من منضدة المطبخ وعاد بصمت شديد، لا زال تحديقي مُستمراً بالطبع "إذاً، ماذا تظن سيحدث حينما يعود والدك؟" سألتُ ونظر اليّ لبضع ثوانٍ
عاد للنظر الى شاشة الحاسب واستقامت شفتاه يرفع كتفاه "لا اعلم حقاً" تمتم واطلقت زفيراً
بقيتُ احدق به بصمت، ينقر لوحة المفاتيح ريثما يلعق شفتاه ويقضمها بتكرار "لماذا رحل؟" نظر اليّ سريعاً وتنفس بعُمق قبل ان يلعق شفتاه مُجدداً
رفع عيناه عن مستوى خاصتي قليلاً ومن ثمّ طأطأ رأسه يعبث بطرف كُمه "كُنت امتلك شقيق" نبس وضللت احدق به بصمت جُملته بدت غير مُكتمله!
اتسعت عيناي تدريجياً حينما نظر اليّ بأعين حمراوات وابتسامة صغيرة، حُفرتاه قد ظهرت ولكنها لم تجلب شعوراً بالسعادة والطمأنينه
"ما... ما الذي حدث له، كـ.. كيف؟" سألت وتنفس بإرتجاف "توفي غرقاً" أجابني يقبض كفاه ببعضها؛في محاولة لإيقاف الرجفة اللعينة
"يا الهي، لا بد أن تلك الايام كانت قاسيةً للغاية" تمتمتُ احاول التقاط تواصل بصري مُتبادل منه "أجل... أُمـ.." توقف حينما ثخن صوتهُ؛فمشاعره تراكمت في حنجرته
وضعتُ يداي على وجنتيه، ارفع رأسه وأُحدق في مقلتيّ عينيه المُتلألئتين "لا بأس، لا داعي لأن تدفع ذاتك لإخباري بكُل شيء دُفعةً واحدة" طمأنته وأمال رأسه يضع شيء من ثقله على كفي
"لكني لم أُجب على سؤالكِ بعد" تمتم وطبع قُبلة على طرف سبابتي، استنشقت بعُمق "أُمي وقعت بشدة في المخدرات بعد ان كانت تحاول التعافي منها بمساعدة من ابي" أكمل
"وبعد ان اصبحت تُضاجع اي رجل تقع عليه عيناها، لم يحتمل والدي المزيد لذلك قرر المُغادره" ختم وعقدتُ حاجباي، اردتُ أن اسأله بشأن الكثير من الاشياء، لكني لم ارد مُضايقته اكثر
"الفلم؟" نطقتُ اربت على وجنتيه، ابتسم بمجاملة وحول تركيزه إلى شاشة الحاسب المحمول
**********
"عجباً، لم ارى هذا قادم!" إيدن بذهول "اجل اعلم، ذلك المسكين قد مرّ بأشياء كثيرة سيئة للغاية" تمتمتُ احتضن عضداي بكفاي
حلّ صمتٌ لبضع دقائق، لا شيء سوا اصوات اقدامنا تحتك بالارض اسفلنا واصوات الفتيان والفتيات من حولنا
"إذا...." مد كلمته بشدة يقوس شفتاه ويحركها بطريقة غريبه، ابتسمتُ اشيح ببصري بعيداً "انتِ تمتلكين خليل مُناسب" نبس بالحقيقة التي تبدو لي كالحلم مُنذ ان استيقظت!
سقطت عيناي على أدريانا ولوك يجلسون في مكاننا المُعتاد في الخارج، نوا برفقتهم أيضاً يعبث بطعامه بلا شهية، تنفستُ بعُمق وعدتُ للنظر الى ادريانا التي تجلس على فخذيّ لوك تُطعمه بعضاً من الفواكه التي تجلبها دوماً برفقتها
"انهما اغرب احباء قد رأتهما عيناي!!" نطق ايدن يومئ لليمين واليسار بتعجب، ابتسمتُ بخفوت وجلستُ بجانب نوا "اهلا" القيت التحية
نظر اليّ وابتسم بخفوت، لا تزال عيناه ذابله "اهلاً" بتمتمه "ألا تشعر بعدم الراحة يارجل؟" سأل إيدن ينظر الى لوك وريانا مضيقاً عيناه
نظر اليهما نوا وكبُرت ابتسامته قليلا "اجل... لقد اعتدت على اعتراض مُنتصف مضاجعة امي لرجل غريب في مُنتصف غُرفة الجلوس لذا...." نطق وقضمت شفتي بشده، احكم من اغلاقي لقبضتاي، والدته ستقتلني!!
"عجباً" تمتم ايدن ينظر اليه وما هي الا ثوانٍ حتى انفجر ضاحكاً "انت حقاً صريح ومباشر للغاية" صاح اسفل قهقهاته واصبحنا مصدر انتباه الاخرين، ابتسمتُ بخفوت حينما بدأ نوا بحك رأسه
سوف نحرص على ان تتعافى روحك؛فلا تقلق كثيراً ودعنا نُساعدك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُريد منك سبباً واحداً لتبتسم لأجله اليوم
وإن لم تجد سبباً ابتسم/ي لأجلي؛ لأني أُحبك
ڤوت وكومنت (: