مضی بعض الوقت وفي هذه الأثناء کان قد بدأ تصویر مشهد شوقا،، کان یجلس علی رکبتیه علی حافة السفینة و یدیه مقیدتین بالأصفاد أمامه و یقف أمام رجل في الثلاثینات تبدو علی ملامح السخریة و قال : أخیرا سأتخلص من أکبر حجر عثرة في طریقي،، موتك سیفیدني کثیرا لذا لا تظن أنه ذهب هباءا،، سأحصل علی کل الثروة و علی .. زوجتك أیضا
أجابه شوقا بحدة : أنت تتوهم أیها الحقیر،، مینا لا یمکنها أبدا أن تکون لك ولا تظن أنك تستطیع قتلي بسهولة،، حتی و إن قتلت جسدي فإن روحي ستکون دائماً مع مینا
إبتسم الرجل بسخریة و قال : دعنا إذن نجرب هذا الحب،، الوداع یا صدیقي
رکله من کتفه فمال جسد شوقا نحو الخلف و سقط في عمق الماء لتبدأ الکامیرات المضادة للماء بالتصویر،، کان شوقا یتخبط بساقیه في الماء و یحاول فك الأصفاد لکن دون جدوی،، بدا المشهد حقیقي لأنه بالفعل کان حقیقي و شوقا کان یغرق حقا لکن الجمیع ظن أن هذا فقط بسبب براعته في التمثیل ولم یتدخل أحد لمساعدته
حینها أوقفت سهیلة سیارتها علی الیابسة و رکضت لأول قارب في طریقها لتحدث صاحبه بقلق : سیدي هل یمکنك أن تأخذني لسفینة التصویر من فضلك ؟
أومیء لها الرجل بالقبول فشکرته بإمتنان و صعدت بسرعة علی متن القارب تضع یدها علی قلبها من شدة القلق وهي تدعو في نفسها أن تصل في الوقت المناسب و تمنع شوقا من المخاطرة بحیاته من أجل الفیلم
حاول شوقا رفع رأسه عن الماء و طلب المساعدة لکن ثقل الأصفاد منعه من ذلك،، کان یکتم نفسه تحت الماء و یحاول فك الأصفاد بینما یحرك ساقیه في کامل الإتجاهات بهدف المقاومة
مساعد المخرج کان یراقبه من الشاشة الصغیرة بتعابیر مختلفة تجمع بین القلق و الثقة و التوتر،، أتی إلیه أحد الأشخاص من طاقم التصویر و حدثه بجدية : أظن أن السید شوقا یغرق فعلا یجب أن نساعده
أجابه هونغ : لا تفعل سیغضب منا شوقا لأننا لم نثق،، هو یرید تصویر هذا المشهد بنفسه لذا لن تتدخل
الشاب بقلق : لکن لا یبدو أن السید شوقا
قاطعه هونغ بحدة : قلت لك لا تتدخل
“ حاضر سیدي “ : قالها الشاب مضطرا لیلتزم الصمت بعد ذلك و حینها وصل القارب الذي أتت فیه سهیلة لتنظر نحو أعلی السفینة أین کان یقف هونغ و تسأله بقلق : أین شوقا ؟
نظر لها هونغ ببداهة لأنه لم یتوقع حضورها فجأة لتعید طرح السٶال علیه بنبرة أکثر إنفعالا : سألتك أین شوقا ؟
أجابها هونغ ببداهة : إنه تحت الماء یقوم بتصویر المشهد
“ ماذا ؟ “ : همست بها سهیلة بقلق وهي تضع یدها علی قلبها و تنظر في کل إتجاهات الماء لعلها تری شوقا لکن لا یوجد له أي أثر فصاحت بإنفعال : أوقفوا التصویر فورا
نظر طاقم التصویر لبعضهم بإستغراب قبل أن یقرروا موقفهم بإیقاف التصویر أو لا لکن سهیلة لم تکن تملك الوقت لإنتظار تحدید موقفهم و دون أي تفکیر رمت نفسها في الماء ما جعل الجمیع یقف مذهولا،،
غاصت سهیلة مسافة خمس أقدام تقریبا تحت الأرض و حبست نفسا قویا حتی إنتفخت وجنتیها ثم نظرت حولها تبحث عن شوقا،، لحسن حظها أنها تجید السباحة و بارعة في الغوص و إلا لغرقت أیضا قبل أن تنقذ شوقا،، رأته في عمق الماء من بعید ینجرف مع التیار نحو الأعماق دون مقاومة فلقد فقد وعیه بعد أن فشل في کتم أنفاسه و بقي تحت الماء أکثر من عشر دقائق،، سبحت نحوه کالمحترفین حتی أمسکت به و رفعته عن الماء و بمجرد أن أخرجت رأسها للهواء حتی أطلقا شهیقا قویا کانت تکتمه تحت الماء بصعوبة کبیرة،،
ألقی هونغ أوامر التدخل لباقي الفریق بعد أن رأوا شوقا فاقد الوعي لینزل أفضل السباحین و یساعدنوهما علی الصعود إلی الیابسة،، تکفل الشباب بشوقا بینما سهیلة جلست علی الأرض تحاول إستعادة أنفاسها لترکض لها بعض الفتیات و لفوا حولها بطانیة جافة،، أعطتها فتاة أخری کوب ماء و عندما قربته لفمها لتشرب منه سمعت محاولات الشباب لإیقاظ شوقا لکن دون جدوی فرمت الکوب من یدها و زحفت نحوه علی رکبتیها : إبتعدوا عنه
دفعت الجمیع لتجلس هي بجانبه و تمرر إصبعها تحت أنفه لکنها لم تشعر بأي نفس یبث في قلبها الراحة بکونه علی قید الحیاة،، أصبح قلبها یخفق بسرعة کبیرة من الخوف و أخذت تضغط بقوة علی صدره بکفي یدیها وهي تحدثه بقلق : شوقا إستیقظ لا یمکنك الموت بهذه البساطة یجب أن تستیقظ وعدتني أن تنه تصویر هذا الفیلم لا یمکنك أن تخلف بوعدك لي و تترکه في المنتصف هکذا یجب أن تسیقظ هل سمعتني
“ إنسي الأمر لقد مات “ : قالها أحد الشباب بهدوء بینما یجلس بجانبها فشعرت أن الدم توقف في عروقها و نظرت له بقلق لیضیف الأخر : لقد بقي فترة طویلة تحت الماء دون أن یتنفس لقد إختنق و مات
أصبح قلب سهیلة یخفق مثل الطبل الأن فهي لا تسطیع إستیعاب ما یقولونه،، في محاولاتها لجعل شرکة بیق هیت تفصلها عن العمل تسببت بموت شوقا هي لن تستطیع مسامحة نفسها إن حدث ذلك،، کانت مستعدة لفعل أي شيء لإنقاذ حیاة شوقا لکنها تضغط علی صدره منذ وقت طویل ومع ذلك لم یستعد أنفاسه،، حینها خطرت علی بالها فکرة جنونیة،، لم تفکر بعواقبها لأن کل ما فکرت به أن هذه الفکرة ستنقذ حیاة شوقا لذا و بدون أي تفکیر إنحنت نحو وجهه و وضعت شفتیها فوق شفتیه من أجل التنفس الإصطناعي فنظر الجمیع لبعضهم بإستغراب و خلال لحظات سعل شوقا بقوة فإبتسم الجمیع لأنه علی قید الحیاة لکن سهیلة لم ترفع رأسها عنه و بقیت تنظر مباشرة في عینیه وهو بدوره یبادلها نفس النظرات لیبتسم و یسألها بصوت متعب : هل قبلتني ؟
هنا إستیقظت سهیلة من شرودها و رفعت رأسها بسرعة عنه لتجیبه بتوتر : لیست قبلة کان تنفس إصطناعي
رفع شوقا رأسه عن الأرض و أجابها بعفوية : العلماء یسمونه تنفس إصطناعي لکن العاشق یسمیه قبلة
نظرت له سهیلة بإستغراب و تساءلت بهمس : عاشق؟! مالذي یقصده ؟!
في هذه الأثناء کان تشانیول غاضبا جدا لأنه یحاول الإتصال بسهیلة للمرة الألف لکن هاتفها مغلق،، لا یکف أنها تأخرت عن الموعد و فوق ذلك لا ترد علی مکالماتها،، قرر أن یکتشف الیوم ما تخفیه عنه فسار بمشي سریع نحو مکتب السکرتیرة و سألها بحدة : أرید ملف مدربة الرقص الجدیدة ؟
“ هل تقصد ملف الأنسة سهیلة ؟ إنتظر لحظة ” : قالتها السکرتیرة و بدأت بالبحث في الملفات حتی وجدت ملف سهیلة و سلمته بسرعة لتشانیول الذي أخذه فورا و قلب أوراقه بإنفعال حتی رأی إستمارة المعلومات الشخصية،، نظر مباشرة لخانة العنوان ثم تمتم بحدة : الأن سأعرف حقیقة منزلك أنسة سندریللا
______________Sheitana23__________