"cul"
ارسلت الرسالة لتبتسم ابتسامة صغيرة مشرقة
"cul"
قرأت الرد لتضع هاتفها بجانبها..حركت شعرها الاسود مع بشرتها الفاتحة لتفتح حاسوبها
"وقت العمل يا فتاة"
ابتسمت بمكر لتبدأ بالعبث هنا وهناك
"cul"
اضاء هاتفها مجددا لتعيد نظرها له..رسائل لا متناهية بنفس الحروف الثلاث جلعتها تضيق عينيها بريبة
"ماهذا هل هناك هاكر يحاول أن يتحداني"
سخرت لتطفأ هاتفها ثم تكمل عملها على حاسوبها
"cul"
نظرت لهاتفها الذي اضاء مجددا..آلاف الأرقام ترسل نفس الرسالة..كل رسالة من رقم مختلف عن الذي سبقه وهذا زاد توترها اكثر
"CUL"
نظرت لحاسوبها الذي أظهر تلك الحروف الثلاث على شاشته
"CUN"
ظهرت تلك الكلمات لكن هاته المرة على تلفازها
"الا يعني هذا see you now"
اردفت بصوت مرتجف لتقفز بعد أن تلقت اتصالا هاتفيا
"ديستوبيا ترحب بك..الافتتاح غدا..أراك لاحقا سونمي"
صوت خدمة الهواتف لايفترض أن يقول كلاما كهذا صحيح..تلك الكلمة المختصرة بثلاث احرف قد نطقها اخيرا في جملة طويلة مرعبة..أراك لاحقا
--
"هيا سي يون بامكانك فعلها"
أردفت الفتاة ذات الشعر الوردي والخدين المحمرين تنظر للشارع المزدحم امامهما..تقدمت بخطوات متثاقلة تجر جسمها الصغير الذي لا يكاد يناسب عمرها..
"dystopia"
قرأت تلك الكلمات على يافطة احدى المحلات لتتراجع بينما ترتجف
"ديستوبيا..موعدنا غدا"
همس سمع بأذنها جعلها تقفز من مكانها..لا أحد بجانبها أصلا..
--
"يوري..انه الهالوين..حان وقت الذهاب لديستوبيا"
صوت أشبه بفحيح الافعى أيقظها من حلمها..أخذت أدويتها المعتادة فهلوساتها بدأت تسوء
"لنذهب لدويستوبيا"
قالت المرأة ذات الوجه المشوه الدامي وهي تجلس بقربها لتقفز من مكانها..صرخت لتركض خارج الغرفة
"حان وقت الذهاب يورا..الضيوف قادمون"
قالت المرأة خلفها بينما تضحك ضحكة مخيفة تجر جسمها المكسر والدامي..
"dystopia"
كل جدران منزلها كانت تكتب نفس الكلمات بالدماء..بكل ركن تهرب له يوجد دماء فقط
"انه الهالوين"
قهقه مخيفة جعلت كل شيء بالمنزل يرمى عليها..نظرت للجرح الذي سببته احدى المزهريات بجبينها..هذا الألم حقيقي ويستحيل أن يكون وهما
اصوات تستمر بملاحقتها..اجسام مخيفة تتطاير فوق رأسها في زهو يشبه حفلة رعب..وأثاث تتراقص في الهواء كأنما الجاذبية مجرد وهم..ركضت خارج المنزل بينما مازالت تلقى عليها الاغراض كنوع من اللعن..ركضت كالمجنونة لتصطدم بجسد صلب كاد ان يوقعها لولا ان صاحب الجسد بحد ذاته هو من أمسكها..
تواصل بصري جمد الوقت امامهما..حدقيتاه الحادتان في مواجهة عيناها اللامعتين ..عياناها اللتان تلمعان خوفا وتوترا قد فازتا دون منازع للتغير نظرته الباردة لأخرى أشبه بمسحورة..شعره الأسود المظلم مقابل شعرها الذهبي اللامع..بشرته الشاحبة السكرية مقابل بشرتها البيضاء المتوردة
"بحقكم ما المخيف بالهالوين ليركض الجميع هكذا"
قال بملل مما جعلها تستقيم بفزع لتتراجع عدة خطوات لم تكن بالقليلة قبل ان تتكلم
"هناك شبح..بمنزلي"
"اجل لقد كان يلاحقني ايضا شبح منذ الصباح..يبدو أنهم بدؤو الاحتفال بالهالوين باكرا"
قال بملل..من الواضح أن هدفه تهدأتها
"لا..انه..هناك دماء..انا حقا رأيت ذلك..انه "
صمتت بعد أن فكرت قليلا..ماذا لو كانت مجرد هلوسات
"أنظري لحالك أيتها الغبية أنت حافية القدمين حتى..اين منزلك لنطرد هذا الشبح"
قال ببرود ينظر لها ثم قدميها
"لا داعي أنا حقا"
حاولت الاعتراض لكنه تقدم امامها بالفعل
"بالمناسبة أنا يورا"
قالت تمد يدها لكنه تسمر مكانه ينظر لوجهها المتوتر ثم يدها الممدودة..هل يصافحها وحسب
"ااه..لا اعلم ماذا دهاني حتى"
دون رد او مصافحة عانق يديه خلفه ليسير في المقدمة متسائلا..ذاك الشاب الذي لم يقدم المساعدة بحياته صار يتدخل في شؤون غيره فجأة
"هذا هو"
فتحت الباب لتختبأ خلفه..ابتسم ابتسامة صغيرة تكاد لا ترى على منظرها اللطيف ليفتح الباب
"حسنا..لاشيء غريب"
المنزل مرتب أكثر من أي وقت مضى..ابتداء من الكتب على الرف الخشبي الى الاحدية في الخزانة ثم المطبخ المطل علىغرفة المعيشة..كل شيء مرتب..نظرت بدهشة لكل ركن
"هل هاته طريقة أخرى لاغراء الرجال"
قال بملل نية مغادرة المنزل
"لا..لقد كان كل شيء مبعثرا..وكانت هناك دماء وصوت يقول ديستوبيا"
ثرثتها وتوترها الزائد عن اللزوم لم يكن مهما في نظره كتلك الكلمة الأخيرة والتي جعلته يتوقف من جديد
"هل قلت ديستوبيا؟؟هل تتلقين اتصالات غريبة أيضا.."
أومئت برأسها ليتبادل كلاهما نظرات الدهشة والتوتر
"هل هذا هو عنوان منزلك"
عرض رسالة على هاتفه قد جمدت اطرافها
"أجل صحيح..لكن..ماذا يعنون بمقر ديستوبيا"
توترها كان واضحا لكن غضبه اعماه عن رؤية اي شيء آخر
"لا اعلم..لماذا لا تشرحين انت"
غضبه المشتعل قد زاد من توترها وخوفها لتتراجع مع كل خطوة كان هو يتخذها للأمام
"ديستوبيا..بدأت اللعبة"
اغراض تتطاير من جديد مع دخان عجيب هاته المرة قد جعل كل ما هو امامهم ضبابيا
"هذا ليس مضحكا توقفي"
صرخ بوجهها لكنها اتجهت للباب تحاول فتحه بالفعل
"لا يفتح"
صرخت بيأس ليحاول كسر الباب لكن لا أمل
الضباب قد اكتسح كل ركن في الغرفة..هو ليس مجرد ضباب بل انه يشبه الضياع في غيمة بيضاء..غيمة اختفت فجأة ام انها لم تكن موجودة قط..وسط تلك المساحة البيضاء..لااحد يعلم الاجابة..لاشيء غير مساحة بيضاء شاسعة مع جدران يصعب ادراك وجودها من شدة بياض المكان
"أين أنا..هل من أحد هنا..النجدة هل هناك من يسمعني"
صرخت رغم انها مازالت ترتطم بالحوائط في كل مرة
"مرحبا بمواطني ديستوبيا الجدد..مهمتكم الأولى هي الاجتماع عند المركز..عددكم ثلاثة عشر شخصا من يعجز في الوصول للمكان خلال ربع ساعة سيموت"
فقط ذاك الصوت كان الوحيد الذي يسمع هم حتى لايعرفون ان كان يوجد طريق اصلا فكيف سيصلون للمركز
"هل يسمعني أحد"
صرخ الفتى ذو الشعر الاسود او نقول يونغي الذي لم يتلقى ردا
"حسنا شوقا فكر..الصوت كان من جهة الشمال صحيح..ام انه من هنا..اتبع حدسك يافتى "
اردف ليبدأ السير بعدة منعطفات رغم ان الجدران تعيقه في كل مرة..
صوت يشبه رنة الجرس يسمع بين الفينة والاخرى..جلس ارضا ليبدأ العد باصابعه
"دقيقة"
أردفت لتستقيم
"يرن الجرس بعد ان تمر دقيقة وهذا يعني ان ثلاث دقائق قد مرت بالفعل..وبما ان صوت الجرس هو الشيء الوحيد المختلف فلا شك انه سيقودني للمركز"
أردفت يورا لتبدأ الطرق على الجدران علها تجد شيء اخر الى ان يرن الجرس مجددا
"ااه هذا يشبه العاب الفيديو"
قال تايهيونغ بينما يسير دون هدف
"مهلا الا تشبه لعبة متاهة الجرائم التي كنت العبها مع تاي"
تكلم جونكوك الذي بدأ تفحص الحوائط
"في ديستوبيا لاتوجد قواعد"
اردف نفس الصوت لتبدأ الجدران بالتحرك والتقلب بطريقة عشوائية..يبدو أن الأمر لم يعد معتمدا على المنطق بقدر ما هو معتمد على الحظ
بدأ كل منهم الركض دون وجهة..
"هناك هناك انه المركز"
صرخ يونغي الذي مازال يركض بعد ان اصطدم بشاب اقصر منه بقليل..والذي اتضح انه جيمين
"انه هناك اركضو بسرعة"
غير الجميع مسارهم ناحية ذاك الصندوق الاسود الكبير الذي يختفي بين الجدران من حين لآخر
"إلى اليمين الى اليمين اسرعي"
سحبت احدى الفتيات من يدها بعد ان اصطدمتا بالحائط الذي اغلق في وجههما
"انه مغلق"
أردفت الفتاة بخوف بعد ان اصطدمتا بحائط آخر لتستديرا مجددا تبحثان عن مخرج
"النجدة..هل من مخرج"
أردفت فتاة اخرى اصطدمت بهما
"حسنا..انها كالتالي..الحائط الاول ثم الثالث والرابع ثم الاول والرابع"
أردف يونغي يحسب سرعة تحرك كل حائط
"الآن"
سحب الفتى القصير من يده ليبدآ الركض بعد ان فتح الحائط الثالث
"حسنا هذا الحائط يفتح مرة واحدة كل دقيقتين..اذا كنا سريعتين كفاية سندخل في الوقت المناسب"
قالت بينما تشد قبضتها على كتف الفتاة بجانبها
"لكن..ماذا سيحدث اذا لم ننجح"
أردفت سونمي بتوتر
"حسنا..ٍربما حينها سنعلق"
أردفت يوري بتوتر
"بمجرد ان يفتح الباب اقفزا بسرعة..عند اشارتي..واحد..اثنان..ث"
هي لم تنهي عدها بسبب الفتاة التي دفعتهما لتقفز هي بسرعة قبل ان يغلق الجدار خلفها مجددا
"لاا..ايتها العاهرة اللعينة "
صرخت بينما تضرب الجدار لتجهش بكاء
"انظري الي..اجمعي شتات نفسك..هيي..مااسمك"
سألت يورا بينما تمسك بوجنتي الفتاة تشجعها
"أنا..سونمي.."
قالت الفتاة تحاول ان تستقيم
"حسنا سونمي..استمعي الي سننجو من هذا حسنا..سنمسك أيدي بعضنا ونركض بأقصى سرعة..حسنا"
أردفت تشجعها لتمسكها من يدها ثم تبدآ الركض
"اااه لم اكن اعلم اني عداء رائع هكذا..ووسيم ايضا"
قال جونكوك بغرور بعد ان اكتشف انه أول الواصلين
"لا يوجد أحد أكثر وسامة مني..اااه يامااامااا"
صرخ جين الذي اقترب من الوصول تزامنا مع الجدران التي تنغلق بتتابع خلفه كأنما تلاحقه
"هيا هيونغ..بامكانك فعلها..أركض هيوونغ"
شجعه جونكوك الذي قفز يعانقه بمجرد أن وصل بامان
"اااه اركض لماذا انت بطيئ كجدتي..أسرع يا رجل هياا"
سحب جيمين يونغي الذي يركض بتراخي ركضة العجائز خاصته..بالنهاية هو ليس من النوع الرياضي اكيد
"لنفترق اسرع..بخط مستقيم هيا"
دفعه يونغي كون المسارات الامامية تستمر بالتضيق لتسمح لشخص واحد في المرور من كل مسار
"هيا اركضااا"
شجعهما جين وجونكوك كونهما اول الواصلين
"المسارات تغلق..لن نصل أبدا"
بكت الفتاة بينما تركض فجميع الطرق انغلق امامهم
رن الجرس مرة اخرى لتنظر الفتاتان لبعضهما
"بقيت دقيقتان"
أردفت يوري بصوت مرتجف لأول مرة مما جعل بكاء الفتاة يزداد
"البكاء لن ينفعنا بشيء..اجمعي شتات نفسك..الحقيني هيا"
شدت قبضتها كأنما ترمي بأمل مزيف لقلبها المتراخي
وقفت الفتاتان امام ثلاث مسارات مدركات ان واحدا فقط سيقودهن الى المركز نظرا لبعدهم عن بعض
"اااه..كيف سنعلم الطريق الان..بمجرد ان يرن الجرس مجددا سنهلك"
أردفت الفتاة
"لا اعلم..أنا آسفة سونمي"
شدت على كتفها لتبتسم ابتسامة صغيرة منكسرة..اغمضت الاثنان اعينهما كأنما ينتظرن الأسوء لولا تلك الاصوات
"انه يشبه"
"صوت الجرس"
أكملت يوري جملة رفيقتها لتسحبها من يدها تركضان باسرع ما يمكن ناحية الصوت بعد ان اتخذى المسار الاول..اما أن يكون فخا يقودهما للهلاك أو ان اللعبة مجرد خدعة من الاساس
"اركضا..بسرعة هياا..اركضووو"
الآن بات سبب سماع صوت الجرس واضحا..يبدو انهم كانو يضربون المربع الاسود الحديدي باستعمال كاميرا المراقبة التي كسروها مما جعل الصوت يتكرر
وقعتت الفتاتان ارضا فجأة بعد ان تعثرتا ببعض..استقامت يوري بسرعة مستعدة لاكمال ركضها ناحية مسارها الذي بات واضحا ونهاية المتاهة التي صارت جنة..
"أرجوك لا تتركيني"
التفت تنظر لها ثم للمسار الذي على وشك الانغلاق..لو رجعت من أجلها ستفشل حتما بالدخول
"اركضي يورا..سيغلق المسار اركضي"
صرخ يونغي لتتنهد ثم تلتف للفتاة
"ننجو معا أو نموت معا"
ابتسمت يوري بينما تساعدها على الوقوف..الفتاة تعرج وبالكاد تستطيع السير فكيف ستنجو
"هيا قليلا بعد..أركضي هيا"
هي كانت تترجاها اكثر مما تشجعها
دفعتها بقوة لداخل المركز بعد ان أدركت أن الجدار لن يسمح بدخول اكثر من شخص واحد قبل ان يغلق
"يووريي"
صرخت الفتاة لكن المسار قد اغلق بالفعل مخبأ وجهها وجسدها المتسمر مكانه
"يوري هناك مسار مفتوح على الجانب الايسر..عليك الركض بسرعة اكبر"
صرخ شوقا خلف الجدار لكن صوته لم يكن مسموعا كليا..
"حسنا في البداية كان هناك ثلاث مسارات..كل مسار تفرع لثلاث مسارات اخرى..ثم اجتمعو مجددا في الطريق الاخر.."
بدأت حساب جميع الاحتمالات بينما مازالت تركض..انها مجرد ثوان ما يفصلها عن الموت
"في ديستوبيا..لاتوجد قواعد.."
كرر الجهاز كلامه ليبدأ العد التنازلي ابتداء من الرقم عشرين
"كل شيء مسموح"
أدركت الخدعة لتبدأ الركض..
"حسنا ليجتمع الكل..كم عددنا حاليا"
أردف يونغي الذي بدأ العد
"ماذا عن يوري..مازال هناك مسار مفتوح ستظهر قريبا انا واثقة"
أردفت سونمي بصوت باك بينما مازالت تقف عند البوابة
"تبقت عشر ثوان..لن تس.."
"اللعنة اللعنة اللعنة..لا تغلق"
صراخها قاطع يونغي عن كلامه ليغرقه بدهشته
"أركضي يوراا هياا"
شجعتها سونمي التي صدمت بمجرد أن لمحت الرجل الذي يركض خلف يورا بل ويحاول الامساك بها حتى يستطيع تجاوزها على ما اعتقد
"خمسة..أربعة..ثلاثة"
في ثواني الكفاح تلك قفزت يورا قفزة طويلة نجحت بادخالها المركز لولا ذاك الرجل الذي بدأ يسحبها من قدمها للخارج
"اذا مت تموتين معي"
قال بنبرة صارخة..لاأحد يتمنى الموت ولا احد سيرغب بخسارة فرصة العيش..
"واحد"
أغلقت المتاهة ليسمع صراخ الرجل..لكن مازاد دهشتهم كان ذراعه الدامية التي مازالت ملتصقة بقدم يورا رغم انها مفصولة عن جسده..
"د..دم"
تراجع تايهيونغ بسرعة بعدما كان يسحب يوري لداخل المتاهة ليمسك رأسه بقوة
"هيي هيونغ اهدأ..انه ليس حقيقيا حسنا اهدأ"
اردف جونكوك يحاول تهدأة رفيقه
"انه..حقيقي"
أردفت بعد ان حدقت بالذراع مجددا
"انها ديستوبيا"
صوت فتاة جعل الجميع يستدير اليها
"مهلا..أنت ايتها العاهرة..لقد كدنا نموت بسببك.."
قالت سونمي الغاضبة بينما تتجه اليها
"اتركوني سأقتلها..ايتها اللعينة كيف تكونين انانية هكذا"
صرخت بينما تحاول الوصول اليها..ضربها على الاقل لولا جين الذي يقوم بامساكها
صوت مكبرات الصوت مع تحرك المكعب المريب تلاه اصوات صراخ من الخارج..