«حَـرْبُ أَعْـصَـابْ»
"أجاشي أرجُوك دَعها!"
خرجَ هي سون من مخبأه يبكي بشهقَة و يدافِع عن ليليان التي ما تزالُ متصنّمة مكانَها تنتظرُ إنتقالَها مع الرّفيق الأعلى بأعينَ دامِعَة و صدر يهتزّ خوفًا.
نظر بيكهيون إلى هاري الذي يراقبُ المشهد بصمتٍ كعادته ثمّ سحب السّلاح يحكّ به شعره و كأنًه يفكّر كمريضٍ نفسي و عيناه لم تفارقْ دموع الفتى الصًغير.
"إن تركتها!..ماذا ستفعَل من أجلِي أيّها الجنّ؟"
تحدّث يجلس القرفصاء كي يستطِيعَ رؤيَة وجهه عن كثب و كي تظهر تعابيره واضحة له.
"أيّ شيء أجاشي".
رفعَ حاجباه منبهرًا بجوابِه و بثقتِه و شجاعتِه ليقف مجدّدًا يخبّأ مسدّسه ينظر إليها و هي ما تزالُ واقفة كالتمثال تحت إثر الصّدمة.
"إذًا لنرى إن كنت عندَ وعدكَ أيّها الصّغير، لأنّي أنا بيون بيكهيون لا أنسى كلمَة و لا وعدًا و لا أتراجَع أبدًا".
عدّل سترتَه يأمر حرّاسَه بالعودَة إلى مكانِهم و ثبت هو مقابلَها يقول بنبرة تحذيريّة..
"سأمرّ من هنا متى شِئت و بالسرعة التي أريدْ و إن رأيتُ وجهكِ ثانية سأبيدُكِ من الوجود، يا فتاة القمامة!".
كيفَ ستعيشُ هنا إذًا؟
هذه منطقتها و تربّت في هذا الحيّ منذ طفولَتها الجميع يعرف من تكُون، هل ستغادر بيتها فقط من أجله؟
ماذا إن رآها ثانية و نفّذ ما قاله للتوّ بالحرف الواحد؟
تركَ كلّ هذه الأسئلة المتراكِمة بذهنها و صعَد يغادِر بالسرعة التي توقّف بها، الوقاحَة و الغرور تتدفّق في عروقه بدل الدّماء و شخصٌ مصعصع مثلَه لن يتردّد في التنفيذ..فهو لا ينسى كلمة ولا وعدًا و لا يتراجَع أبدًا ألا و يحرّف ما أحزم به.
"ليلي أنتِ بخير؟".
أيقظَها من شرودِها و حبل أفكارها صوته الملائكي الذي أنقَذها و الذي بفضله هي ما تزال على قيد الحياة و ستظلّ متشكّرة له ما دامت تنبض من الدّاخل.
"هي سون عزيزي شكرًا لك!".
عانقتهُ توغل رأسها في عنقه و البحّة في صوتها متذبذبة لتحمله و تردف.
"حسنًا قبلَ ان أعيدك للبيتْ أريد أن أقولَ لكَ شيئًا".
أومئ لها بالفهم فتابَعتْ..
"ذلك الرّجل كانَ يمزَح، أتتذكّر ألعَاب الفيديو التي نلعبُها كلّما أتيت إليّ..هو الشرير في ذلك اللّعبة و نحنُ تخلّصنَا منه و كلّ هذا ليسَ سوى مقلبٍ و إختبارٍ قمتُ به لأرى إن كنتَ شجاعًا و بطلاً حقيقي أم جبَان فلاَ تتضايَقْ ممّت قالَه؟"
توسّعت عيناه و فوهه ليبتسمَ بعدَ غصرَة يسألها..
"و هذا يعني أنّي نجحتْ؟ و أنّي بطلْ؟"
نفتْ برأسها تنكر قائلة..
"لستَ أيَّ بطَل أنتَ بطلِي أنا!".
إحتضنته و أعادته إلى المنزل بأمان بعدَ أولجت في كيانِه الأمان و أقنعته بكذبَتها فهو مجرّد طفل و ما حدث معهم قد يؤثّر فيه أو تراودُه كوابيس، و لكن من سيقنع الطّفلَ داخلِها و يهدّأها هي الأخرى..
تمنّت لو أنّها تنقسِم إلى نصفان و كلّ نصف يقوم بمواساة الآخر بالطّريقة التي تحبّذها، دخلت إلى غرفتها و كان الجميع نائما ولا يوجَد سواهَا مستيقظ هي حتّى لم يُغمض لها جفن بسبب ما حَصل.
هو قال لها أنّه إن رآها في هذه المنطقَة مجدّدًا سيقتلها فكيف ستولج في النّوم بعد توعّده لها، طلع الفجر بالفعل و الشمس أشرقت على كامل البلاد و عيناها ما تزال مفتوحَة على وسعاها تفكّر عندما إستيقظَت جين بسخطْ لبداية يوم كفاحٍ جديد..
"صباحُ البطّيخ يا كسولَة!".
قالتها ليليان لأختها تتناسَى صدمتهَا التي حلّت على الأخرى فور سماعها لصوتِها..
"أنتِ إستيقظتِ باكرًا و قبلي؟ لا أصدّق..هذه معجزة من العجائب و نهوضكِ ثامنُها!".
رمتها بوسَادة في وجهها تبعدُ عنها تعابير التعجّب تلك تقول..
"هل تريدينَ منّي أن أكسرَ وجهكِ، أهكذَا يصبّحون الناس على بعضهم البعض؟"
إقتحمت والدتها غرفَة بحماسْ تطالبُ حضور ليليان على طاولَة الفطور بأسرع ما أمكنَها و عندما إجتمعوا بعد أن تجهزّت للذهاب إلى المدرسَة بدأت أمّها الحديث أوّلا..
"إحزرِي من طَلب يدكِ للزوَاج؟"
إنتفضت من مكانِها تمسكُ كتفاها و البهجة تملئ وجهها لتقابلها الأخرى بنبرة باردَة و جافّة..
"قولوا أنّكم رفضتموهُ كما العادَة؟"
قلبت أمّها عيناها في محجريها تكمل..
"قبلَ أنْ تتعجرَفِي إسألينِي من هو و من يكُون؟"
قذفت يدى والدتها بعيدًا لتتحدّث بضجر..
"و لماذَا أسألْ إن كنتُم قد رفضتمُوه مسبقًا، إلـهي بدايَة من الغد سوفَ أكتُب عمرِي الحقيقي على جبينِي هكذَا نرتاحُ جميعًا".
إبتعلت ملعقَة الأرز و أكملت جملتها بفمٍ مغلق لتصفع أمّها ظهرها بقوّة تردف..
"طائشَة، ملعونة..أنا أشير إلى القمر و الحمقاء تنظر إلى إصبعِي..لقد تقدّمَ لخُطبَتكِ السيّد بيون بيكهيون مالِك أشهر الفنادق و الملاهي في كوريَا!".
إسمٌ ليسَ بغريب عنها و لكن ذاكرتُها خذلتها، فالوقعُ مألوفْ و لا شكً في أنّها ستتذكّر لو تمعنت التفكير
هزّت ليليان برأسها و قطبت وجهها تتعلثَم بينما تأكل..
"أرى أنّكِ متحمّسَة جدّا يا أمّي و أتفهّم موقفكِ فلقد حدث تقدّم ملحوظ، هذه المرّة تقدّم لي مالكُ أشهر فنادق في كوريا المرّة القادمة سيتقدّم لي مالك كوريا شخصيًّا".
"لا توجَد مرّة قادِمة فقد وافقتُ على زواجِك منه و إنتهَى!".
أضحت تسعلُ بهستيريّة و بقوّة تبحثُ عن قارورَة المياه بينما جين التي نزلت للتوّ من السلالم سمعت حديثهم و أطلقت ضحكة ساخرَة و عاليَة تستهزأ بإحداهُما و التي أكيد ستكون ليليان..
"أمّي نحنُ لسنا في غرّة إبريل كي تقومي بمقلب بي!".
صرخت تضرب كفّها بسطح الطّاولَة حيث خرجَ والدُها و إجتمعَ الجميع على المائدة..
"ما الذي يحدثُ هنا؟"
تساءل فركضت نحوَه ليليان و عانقته تختبأ أوغلَ حضنه المؤتمن و الدّافئ تتذمّر..
"أبي، زوجتُكَ تريدُ تزويجِي غصبًا أترضى لأميرتكَ ذلك؟"
ربّت على كفتها ليأخذَها بخطوات بطيئة إلى المائدة و تحديدًا كرسيها يقول..
"لا أحدَ سيغصبكِ على شيءٍ ما دمتُ أنا على قيدِ الحياة، حتّى زوجتي!".
نظر إليهَا بحدّة و إبتسمت ليليان بخبث ثمّ ضيقت بصرَها نحوَ جين التي لا يهمّها أيًّ ممّا يحدث.
أكملوا فطورَهم بهدوء و إتّجه كلّ عمله بعد أن أوصلهم والدهم و الذي يعملُ كسائق أجرَة إلى مدرستِهم.
وقفت ليليان تتأمّل فتى وسيم لم يتجاوزْ العشرين من عمره يقف تحت الشجَرة مع أصدقائه و بعض الفتيات الجميلات و لم تنتبه كونَها تعلّق بصرها على ما لا تملكه.
"أعلَم بأنّه يعجبُكِ و لكنّه سافلْ و لا يليقُ بكِ كما أنّه فتى لعوبْ و ليسَ نوعكِ المفضّل بتاتًا!"
قاطعتها جين حينَما لاحظَت شرودَها ثمّ تركتها و توجّهت إلى فصلها، ثوانٍ لترحَل ليليانْ من بعدِها إلى فصلها هي الأخرى بعد خيبَة أمل فرؤيَته يعانقُ و يقبّل فتيات أخرياتْ تجعلُها تشعر بمغصٍ في قلبها و هذا شعور مؤلم بحق.
فقد حاولَت أكثر من مرّة أن تسحبَ مشاعِرها التي تكنّها نحوَه و لكنّها فشلت لأنّه زميلُها في الصفّ و رؤيتها المتكرّرة له لم تساعدها على نسيانَه بتاتًا.
..
بجسدٍ علوي عارٍ و متعرّق و بشعرٍ مبعثرٍ بإثارَة كان يضربُ كيسَ الملاكَمة بقفازَاتِه الزًرقاء و لم يرحمه بلكماته السّريعة و القويّة و التي على وقعها في كلّ مرّة زفرَ الهواءَ بنبرة مسموعَة.
ظلّ يكافِخُ الكيسَ حتّى أنهكَ جسده و تعبَ ليرمي بالقفّازات بعيدًا و دلَف لأخذ حمّام سريع، المياه السّاخنة تضرب جسمَه و تمسَح عنه ذنوبَه التي لم يتبْ عنها بعد ليخرج عند إنتهائه من الحمّام و من قاعة تدريبه القابعَة بقصرِه الكبير ثم دخل جناحَه يخلُد لبعض منَ الرّاحة.
في الوقت الذي يبدأ فيه يومُها هي ينتهي يومُه هو و ينتهي به المطاف فوقَ سريرِه الحريري الدّائري ينعم بالسّكينة التي سلبها للكثيرين قبل نومه.
السيّدة بيون كانَت حزينة لأنّ صديقتَها أعلمتها برفضِ إبنتَها لإبنها و هذا أزعجَها فهي لا تكترث لسنّها و لأيّ شيء يخصّها كلّ ما تكترث حوله هو أنّه بيكهيون وافق و يجب عليها فعل المستحِيل لإستغلال هذه الفرصة و عندما إجتمعتْ به على طاولَة العشاء مجدّدًا كما العادَة لم يبادرها الحديث بهذا الموضوع أو يفاتِحها فيه و هذا أراحَها.
و لكنًه فجأة كسر الصّمت بينَهم قائلاً..
"البارحَة غاضبَة و أدركتُ السّبب و اليوم لما أنتِ حزينَة؟"
قرأ أفكارَها دونَ أن ينظرَ في وجهها حتّى ينهي عشائه.
"لا شيء عزيزي، أما فقط مللتُ المكوثَ طوالَ اليوم لوحدِي هذا كلّ ما في الأمر!".
توقًف عن الأكل أخيرًا و أولاَها بعضَ الإهتمام بتحديقه بها و قراءة باقي أفكارها، هو علِم أنّها تخفي أمرًا ما و لكنّه جهلَ ماهيتَهُ لذا أكمل النّقاش بصفة عاديّة ينتظرُ وقوعها في الخطأ..
" الأمر لن يطولَ بحضورِ كنّتكِ المستقبليّة".
يبدو أنّه ضرب الوتَر الحسّاس من أوّل سؤالٍ له فها هيَ ترتبكُ و تهزّ إصبعها السبّابَة متوتّرَة، حركة عادَة ما تقومُ بها عندَ إرتباكِها أمامه.
"هكذا إذًا الأمر متعلّق بسيّئة الحظ التي سأتزوّجُها..قولي ما الأمر قبلَ أعرف بطريقتي!"
همسَ بنبرَة هادئة و محذّرَة و لكنّه مجرًد رفض و هذا لن يصنعَ مصيبَة، فكّرت هكذا قبل أن تقول كلمتها بعدم مبالاة.
"الفتاة رفَضت العرضَ!"
تخدّرت ملامِحه تزامُنًا مع كلمتها الأخيرة ترتشِفُ العصير و قد أضحى كلّ شيء واضحْ و إرتاحَ بالها على عكسِه هو...
الرّفض و المعارضة على قرارهِ كلمة غيرُ موجودَة في قامُوسِه فمن هذه التي تجرّأَتْ و عارَضت أمرَ والدَته.
وتّرَها هدوءه المفاجِئ و شرودُه فبديهيّ أن ينصدِمَ ما إنْ تعوّد على أن يطيعَه الجميع دون حرفْ.
"من هي و أينَ تقطُن؟".
أردف بحدّة يخفي صرختَه الدّاخليّة بينَما ينوّمُ الوحشَ داخلَه كي لا يرتكبَ خطأ أمامَها و يفقد السيطرة على غضبه و الذي إذا حدث و فلتَ الأمر منه سينتهي به يقتلُ أيًّا من يعترضُه.
"الأمر لا يهمّ الآن بني، الفتاة رفضت و إنتهى الأمر أنا متأكّدة أنّ ما حصلَ خير و أنّ الله كتَب لكَ قدرًا آخر، حسبي أنّها ليسَت من نصيبك فتاة بجمالِها هباءة و غباءٌ ما حصل!"
تحسّرت تأكُل العنبْ تتلاعَب أعصابِه من غيرِ قصدْ فضرب بقبضتِه الطّاولَة و وقف ساخطًا...
"سأعرفُ بطريقتِي إذًا!"
خرجَ تاركًا إيّاها بفاهٍ مفتوحْ فهي بحسبِ علمها لم تقل ما يجعله يردّ الفعل بهذه الطّريقة و سوادَ أيّامِها الأخرى بدأَت بينَما هي تغرقُ في نومٍ عميقْ أوغل فراشِها الدّافئ.
صعَد سيّارتَه و كالعادة هاري من الأمام بإنتظارِ أوامرٍ منه فسكت لوهلَة ثمّ أجاب بعد أن ظهر شبحُ إبتسامته على ثغره العريض..
"سنلعَبُ بالدّمى يا هاري فلتتتجهّز!".
يتبع 💫
______
هالللو ايتس مي بيون جي اون 😹✌
البارت مو طويل لأنو البارت الجاي هيكون مليان أحداث و هاي الرواية لساتها بأوّلها فبلييز لا تحكمو عليها من الأول لأنو يلي عم يصير هلا مجرّد مقبّلات و الوجبة الأساسيّة بتبلش من البارتات الجايين
كل يلي بدي اياااه هو الدعم 🐭
لا تنسو تعطوني رايكم في الشخصيات و تصوتو فضلا و ليس أمرا لأنو تعليقاتكم بتشجعني خاصة التعليقات المضحكة لهيك كترو من التعليقات بين الفقرات يا كاندي 🐥
باي نتقابل بالبارت الجاي 👋