براءة الصياد السادس عشر
كنت فاطمة تصرخ بشدة في هذا البارد الجالس أمامها بتمهل لا مثيل له وهي معلقة علي أحد الأبواب الصلبة في هذا المنزل المنعزل عن المناطق السكنية نوعا ما
نظر اليها بطرف عينية ثم أعاد نظره الي هاتفة مره أخري بلامبالاه بينما هي ظلت تصرخ فيه بشدة قائلة بغضب شديد : نزلنيييي والله بس اما أجيلك نزلني هقع والباب هيتكسر نزلنييييي يا باااارد
وضع هاتفة علي المنضدة أمامه بهدوء مريب ثم رفع نظره اليها قائلا بتمهل: قوليلي بقا مين ادي أم حمزه رقمي
أجابتة بغضب متناسية أنها في نقطة الضعف حاليا : نزلنيييي يا بااارد ملكش دعوه بيا اعمل اللي اعمله
رفع احد حاجبية لها ثم هتف ببرود : طيب تمام خليكي كدا بقا مش هنزلك الا ما اعرف كل اللي حصل
نظرت اليه بغضب وعناد ولم تتحدث فمد يده في جيب سترتة وأخرج منه سلاحة الذي كان قد أخرجة لحمزه منذ قليل ووضعة علي المنضدة وهو يرمقها بتهديد
ابتلعت فاطمة ريقها بذعر وهي تبدل نظرها ما بين السلاح وبينه فقالت بخوف : هقول بس مش عشان خايفة منك عشان بس زهقت وعايزه أدخل أوضتي
أومأ اليها بإيجاب وهو يرفع سلاحة من أمامة ويجعله في وضع الاستعداد لإطلاق الرصاص فهتفت بعجلة و برعب جلي : أنا ك كنت في الميكروباص وهي كانت راكبة معايا سألتني عن رقم بابا أو اخويا من غير ما تقول السبب فأنا ادتها رقمك كانت أسما لسه كاتباه ليا الصبح عشان لو احتاجت حاجة
رمقها بنظرة متفحصة قائلا : بقا انتي مكنتيش فاهمة هي عايزه ايه
أجابته فاطمة بتلعثم : وأنا هعرف منين يعني
أومأ اليها بإيجاب وهو يهتف بصوت بث الفزع في قلبها : الاهم بقا انتي كنتي راحة فين أصلا
عضت فاطمة علي شفتيها بإرتباك ثم هتفت اليه بتلجلج : كنت بعمل حاجة ورجعت تاني
هتف علي بغضب جلي وصوت قوي أفزع قلبها : حاجة اييه انتي بتخرجي من الجامعة علي مزاجك انتي ليه مش مقدرة حجم الخطر اللي انتي فيه دا حاجة ايه انطقي
أجابته فاطمة بخوف : كنت محتاجة حاجة تبع الجامعة ورجعت تاني والله
خبط علي الحائط خلفة بيدة السليمة قائلا بتحذير : تمام بس وربي لو عرفت إنك بتكذبي عليا ما في جامعة تاني
فتحت عينيها علي وسعهما وهي تشعر بالإرهاق من جسدها المعلق علي الباب قائلة : لا طبعا انا مستحيل أسيب الجامعة دي حلم حياتي
رمقها بنظرة متفحصة قائلا بإستدراج : أنا مع كل الخطر اللي محاوطك وانتي مش مقدرة حجمة دا بخاطر أكتر وبوديكي الجامعة يعني مش بقولك سيبيها خايفة بقا من ايه ثم أردف بتساؤل : لتكوني بتكذبي
هزت رأسها بالرفض عدة مرات وهي تلعن غبائها من الداخل قائلة : لأ لأ مش بكذب
أومأ إليها بهدوء قاتل ثم اتجه إلي غرفته وهن يتيقن من كذبها فنظرت اليه بقلق قائلة : انت رايح فين تعالي نزلني
رمقها ببرود قائلا : خليكي شوية عشان بعد كدا متتصرفيش الا بإذني
نظرت اليه بصدمه والباب يتحرك بها الي الجهه الأخري من فرط حركتها قائلة: الحقنييي
************Somaya Rashad
كانت أسما جالسة في حديقة القصر تقرأ في مصحفها بعض آيات الذكر الحكيم فإستمعت الي صوت مصطفي وهو يهتف من الخلف معلقا علي احدي الأيات التي تقرأها بمرح: امممم يعني اتجوز اتنين وتلاته وأربعة
تذكرت ثورانه منذ ساعات فابتسمت داخلها وهي تري جانب أخر من شخصيته أنه شخص يصافح بسهولة اذا لماذا لا تقص له عن ندم والده عله يصفح عنه
وجهت نظرها إلي الجهه الأخري بدلال تستخدمه لأول مره فابتسم هو قائلا : ياااه دا انتي قلبك اسود أوي
نظرت اليه بعتاب فهتف بجدية : أنا اسف بجد بس مكنتس قادر أفضل هنا كان لازم اسافر ولو يوم واحد اخرج الطاقة السبية اللي جوايا بس معرفتش عارفة السبب الرئيسي اللي رجعني ايه
نظرت اليه بتساؤل فأردف وهو ينظر الي عينيها : انتي
نظرت اليه بإندهاش فأومأ اليها بإيجاب قائلا : من أول ما روحت وأنا مكنتش بعمل حاجة غير اني أفكر فيكي
نظرت الي الأرض بخجل شديد من كلماته ونظراته الموجهه اليها وسرعان ما نظرت الي الجهه الأخري وهي تستمع الي صوت الخادمة تخبرهم بوجود ضيفة داخل القصر تسأل عن مصطفي
ضيق ما بين حاجبية ثم توجه خلف الخادمة وأسما تسير خلفهم تشعر بالغيره من مجرد رؤيته لأخري فماذا ستفعل اذا علمت بهويتها؟
***********
خرج علي من غرفته بعد خمسة دقائق فوجدها تجاهد نفسها كي لا تحرك الباب بها فابتسم ثم توجه اليها وحملها برفق ثم رفعها لأعلي قليلا وأوقفها أمامه
هندمت فاطمة من ثيابها ثم نظرت اليه بغضب قائلة : بقا أنا بتعلقني في الباب ماااشي
ثم اتجهت مسرعة الي كوب الماء الموضوع علي السفرة وقذفته فوقة بتشفي
برق عينية من جرئتها ثم اشتعلت بلهيب الغضب فاتجه اليها بعقل غاضب بينما هي هرولت الي غرفتها وحاولت اغلاق الباب ولم تستطع بسبب قدمه التي وضعها بين الباب فجذبها من ثيابها وجرها خلفة وكأنه يجذب أحد اللصوص الذي قبض عليه توا
نظرت فاطمة اليه برعب وهو يتجه بها الي الحمام العام بالمنزل ثم وضعها في حوض الإستحمام وسرعان ما انهمر الماء البارد عليها من جميع الجهات بغزارة
شهقت بإرتجاف من برودة المياه علي جسدها وحاولت جذبه تحت الماء بغضب والفرار من بين يدية ولكن لم تستطع بسبب ضخامة جسدة فصرخت بغضب قائلة : سيبنييي طب وطي المايه طيب
لم يستجيب لها الا عندما تيقن من وصول الماء البارد الي جميع أجزاء بدنها ثم توجه الي غرفته لاستبدال ملابسة تاركا اياها تجاهد في اغلاق صنابير المياه فكلما أغلقت واحدة ظهرت اليها أخري وكأنها دلفت تحت نافورة مياه متعددة الجهات وفي النهاية استطاعت اخيرا الخروج من تحت المياه بعد معاناه شديدة
توجهت الي الخارج بعد ذلك فوجدته خارجا من غرفته بعدما أبدل ثيابة فرمقته بغضب بينما هو توجه الي الخارج وأغلق الباب عليها ببرود دون أن يلتفت إليها
شعرت بالغيظ الشديد منه وهو يغلق الباب وهي بالداخل فولجت الي غرفتها لتبديل ثيابها ثم قراءة وردها اليومي عله يساعدها في التخفيف من غضبها
************
وقف مصطفي بصدمة أمام تلك المرأه التي تبينت له هويتها بعدما رآها من ظهرها ثم وجة نظرة الي أسما بخوف فوجدها تنظر إلي الأخري بفضول تريد ان تتعرف علي هويتها
التفتت المرأه إلي مصطفي بعدما أحست بوجوده وسرعان ما ركضت تجاهه وهي تحتضنة بسعادة قائلة بلهجة أحنبية : مصطفي
ابتعد عنها مصطفي بهدوء وهو ينظر الي أسما بتوتر بينما مازلت نظراتها تتصف بالفضول تريد ان تعلم عن هويتها فمن المؤكد أنها إحدي أقاربة حتي تتجرأ وتقترب منه هكذا
نظر مصطفي الي الفتاه بحدة قائلا بلغة انجليزية : بيلا من جاء بك إلي هنا ؟!
نظرت اليه الفتاه بدلال مصطنع قائلة : حبيبي أهذا ما تقوله لي بعد كل هذه المده ألم تشتاق لزوجتك
شهقت أسما بقوه بعدما استمعت الي كلماتها وتمنت أن ينفي مصطفي قولها ولكن خاب ظنها حينما وجده يهتف في الأخري بحده : لم اعد زوجك أتذكر جيدا أني طلقتك منذ سنتين
أجابته بدلال ومكر أنثوي وهي تمسك بيده: ولكن يمكننا العوده مره أخري فأنا أشتاق إليك بشدة ألم تشتاق لي
نفض يده من بين يديها بعنف وهو يهتف بصوت قوي : لم أبغض شئ بهذه الحياه كما أبغضك انتي ومن المستحيل أن اعود إلي أفعي مثلك مره أخري ومن الجيد لكي ان تحملي أمتعتك وتعودي حيث جيئتي مره أخري
رمقته بيلا بغضب لا يتناسب مع دلالها منذ قليل وهي تشير الي الطفلة الصغيره التي وضعتها نائمة علي أحد المقاعد : اذن خذ ابنتك إلي حضانتك فأنا لم أعد لدي القدرة علي حمل الصغار والقيام علي تربيتهم أريد أن أشعر بحياتي وبحريتي ان أخرج دون قيود وبدون طفلة كثيرة البكاء تلاحقني أينما كنت
جلست أسما علي المقعد خلفها بوهن من هول ما استمعت إليه تمنت أن لم تدرس الانجليزيه يوما ما حتي لا تستطع فهم ما يقولون ، بينما نظر مصطفي إلي بيلا بصدمة فائقة ثم ألقي نظرة علي الصغيرة وهتف بصوت منخفض : ابنتي
اومأت اليه بيلا بإيجاب وهي تهتف بنفاذ صبر : نعم ابنتك التي أخفيتها عنك انتقاما منك علي تركك لي ولكن لم أكن أعاقب أحدا سواي فأنت هنا تستمتع بحياتك وأنا تقيدني تلك الصغيره
هتف اليها بهدوء عاصف وهو ينظر إلي الصغيرة قائلا : ومن أعلمني أنك صادقة فقد كذبت عليا مرارا وتكرارا لما أصدقك هذة المره
هتفت اليه الأخري وهي تعطية بعض الأوراق : هذة الأوراق تثبت أني أنجبتها بعد طلاقي منك بثمانية شهور وبإمكانك الذهاب إلي أحد المعامل الطبية والتأكد من صدقي ولكن اذا تأملت الصغيرة قليلا ستتيقن مما أقول فهي تشبهك كثيرا وكأنها نسخة أخري منك
التفت بنظره إلي صغيرته بتلقائية وهو يقترب منها بخطي واهنه وصعق حينما نظر إلي وجهها فهي حقا تشبهه إلي حد كبير ومن المستحيل أن تكون ابنة لغيرة
التفت بنظره الي أسما التي تحدق في الصغيره بقوه وكأنها تفترس معالم وجهها فاق من شروده علي صفعة قوية تلقاها علي وجهه علم صاحبها جيدا
رفع نظره إلي الأعلي فوجد شقيقة يبادل النظرات بينه وبين الصغيره بصدمه مما فعله شقيقه
شعرت بيلا بالفزع الشديد حينما نظرت إلي عيني علي التي تكاد تحرقهم جميعا من فرط غضبة بينما وزع مصطفي نظراته بين الحاضرين فوجد والده يقف علي مسافة قليله منهم وينظر إليه بعتاب وشقيقته الصغري تجلس بجوار أسما تحاول أن تستعلم عما تشعر به لا يدري متي أتي كل هذا كل ما يشعر به حاليا هو وجود طفله من صلبة لم يكن يدري عنها شئ
نطقت بيلا وهي تجمع أشيائها قائلة : كدت أن ألقيها بدار الأيتام ولكن قلت انه من الجيد أن أعطيها لك علك تشعرها ببعض الحنان الذي تفتقده في حياتها وعلي أي حال بإمكانك أن تأخذها الي أحد الملاجئ اذا لم تستطع الاعتناء بها
القت كلماتها ثم اتجهت الي الصغيره وقبلتها قائلة بأسف مصطنع : أووو إلي اللقاء صغيرتي سأشتاق إليك وإلي والدك أيتها الطفلة المزعجةالي اللقاء
رمقت مصطفي بإبتسامه ثم أخذت حقيبتها واتجهت الي إلي الخارج بعدما فجرت تلك الكارثة التي ستقلب حياته رأسا عن عقب
كانت أسما ويارا تنظران بإشمئزاز إلي بيلا وهي تغادر القصر ببرود وكأنها لم تترك قطعة منها بهذا المكان بينما تقدم مصطفي من الصغيرة بخطي مرتبكه ورفعا بين ذراعيه بحنان ناظرا اليها بتأمل ولا يدري لما كل هذا الحنين الذي يشعر به تجاه الصغيره
نظر علي اليه بحده ثم حول نظراته الي يارا قائلا : يارا خدي أسما والبنت الصغيره واطلعوا فوق
أومأت له يارا بإيجاب ثم اتجهت الي مصطفي وسحبت الصغيره من بين يديه برفق بينما هو تركها لها ونظراته معلقه بأسما التي تجاهد كي لا تنهار امامهم
تابع علي ذهابهم أمام عينيه فاتجه الي شقيقه ولكمه في وجهه مره أخري قائلا بغضب : بتتجوز من ورانا يا حيوان لييييه كنا هنرفض لو قلت ثم ضيق عينيه بتساؤل قائلا البت دي ديانتها ايه
أجابه مصطفي بخفوت وهو ينظر إلي الجهه الأخري : ملهاش أي ديانه بتعتنقها
أجابه علي بصدمه : يعني كافره يعني
أومأ اليه مصطفي بإيجاب فلكمه علي بغضب وهو يهتف : وانت فاكر ان الجواز كدا صحيح متعرفش ان المسلم مينفعش يتجوز غير من مسلمه او من أهل الكتاب بس لا وكمان مخلف منها بنتك امها كافره
شعر مصطفي بالخزي من نفسه وكلمات شقيقه تطعن في قلبه ولكن لم يمهله علي الفرصه وهو يلكمه في وجهه عدة مرات عله ينفث عن غضبه الذي أشعله بحماقته
هتف ابراهيم بلهفه وهو يحاول الفصل بينهم : ممكن تكون مش بنته
أجابه علي بسخريه قائلا : لو بصيت في وشها هتعرف انها بنته غير ان البيه مأنكرش لأ واتجوزها وهو عارف انها كافره يعني اكنه مكانش متجوز أصلا وكمان البيه مكانش معرف حد لأ كبرت ياض
نظر مصطفي إليه بضياع كل ما يفكر فيه حاليا هو أسما ونظراتها الحارقة التي كانت ترمقه بها
لكمه علي للمره التي لا يعرف عددها وهو يتجه الي الخارج قائلا : اتصرف بقا مش انت شبح وبتتجوز لواحدك حل مشاكلك
صعد علي الي سيارته وقادها بسرعه لا مثيل لها حتي انه كان يستمع الي أصوات اطارات السياره وهي تحتك في الارض بعنف ولكن لم يشغل فكره سوي شقيقه والكارثه التي أحلت به .
************
صعدت يارا مع أسما الي غرفتها فتمددت الثانيه علي التخت وهي تسحب الغطاء علي وجهها بالكامل تريد الهروب من هذا الوقع المؤلم
نظرت اليها يارا بقلق قائلة : أسما انتي كويسه
أجابتها أسما بضعف قائلة : أنا هنام عايزه أنام بس
أومأت اليها يارا بقلق من هدوءها الزائد فبقيت جالسه معها لفتره من الوقت وهي تضع الصغيره علي قدمها بينما كانت أسما تغمض عينيها والدموع تنهمر منها بغزاره غير قادره علي منعها تفكر في كل شئ حتي في كلماته الاخيره التي ألقاها علي مسامعها قبل أن تأتي تلك الشقراء
بعد عدة ساعات مع بزوغ ضوء الشمس ارتفعت صرخات الصغيره فحملتها يارا بسرعه وتوجهت الي الخارج حتي لا تزعج أسما ظلت تهدهد الطفله ولكن بقت الصغيره علي وضعها تبكي بشده فجلست يارا جوارها وهي تحاول تهدئتها ولكن لم تستطع فظلت تبكي جوارها
في هذا الوقت دلف عمر من باب القصر بعد ساعات قليله قضاها مع علي في سيارته يدور بها معه وقد علم منه جميع مع حدث
استمع الي اصوات بكاء صغيره تأتي من الاعلي فعقد حاجبيه بإستغراب واتجه الي الاعلي ليستعلم عما يحدث فوجد يارا تجلس وتحمل طفله صغيره تبكي معها
ابتسم علي مظهرها المضحك وتخيلها لثواني تحمل صغيرته ولا تستطيع اسكاتها وسرعان ما فاق من شروده علي ارتفاع صراخ الصغيره أكثر من ذي قبل فاتجه اليها ووقف أمامها فرفعت نظرها إليه ثم نظرت الي الصغيره مره أخري متجاهلة إياه
اتسعت ابتسامته وحمل الصغيره من بين يديها برفق وهو ينظر اليها مندهش من الشبه الكبير بينها وبين مصطفي
ظل يهدهدها ويدور بها وهي تنظر اليه بإندهاش فالصغيره توقفت عن البكاء بين يديه دار في مخيلتها نفس ما دار في فكره منذ قليل انه يحمل طفلتهم الصغيره حقا سيكون أبا رائعا وسرعان ما تذكرت ما حدث فنظرت أمامها بعقل شارد متناسيه وجوده هو والصغيره معها
بعد عدة دقائق فاقت من شرود عقلها علي صوته وهو يهتف بحنان : اديتها لداده انتصار تأكلها شكلها كانت جعانه
اومأت اليه بإيجاب ونهضت من مكانها متجهه الي غزفتها فأمسكها من يدها قائلا : يارا استني عايز اتكلم معاكي
أشاحت بنظرها إلي الجهه الأخري فهتف وهو يبتسم إليها قائلا: المفروض مين اللي يزعل من التاني
نظرت اليه بإستنكار قائلة بتساؤل : هو انت مش شايف نفسك غلطان يا عمر؟!
تنهد بعمق ثم هتف بجدية قائلا : طيب اقعدي نتكلم
نظرت إليه بحده قائلة : مفيش كلام بيني وبينك
رفع يده لكي يجلسها علي المقعد جواره فوضعت يدها بحماية أمام وجهها خوفا من بطشة فشعر بالندم من خوفها الدائم الذي تسبب به
رفع يدها من علي وجهها قائلا بحنان : متخافيش مني
نظرت إليه بتفحص تبحث عن عمر السابق الذي كان مراعيا لكل شئ فأمسك يدها ورفعها علي فمه مقبلا اياها قائلا بندم جلي : أنا آسف
رفغت نظرها اليه بعتاب قائلة : آسف كل مره بتنتهي بآسف انت هددتني انك تسيبني عشان واحده غريبة انت رفعت ايدك عليا بدل المره اتنين تعرف أنا بقيت بخاف منك بجد والله بقيت بخاف منك حتي مش حاسة بالأمان اني هتجوزك خايفة منك من دلوقتي بتمد ايدك عليا وانا مع أهلي وبابا وأخويا هنا معانا يمكن لو مكانش مصطفي جه كنت عملت أكتر من كدا وفي الآخر تقولي آسف طب خوفي منك دا أمحيه ازاي
استمع إلي كلماتها بهدوء ثم تحدث بجدية قائلا : طيب انا مكانش قصدي أهددك أنا كنت بقولك متقارنيش عشان متعصبش واعاندك دا أولا تانيا عارف اني غلطت اني اتعصبت عليكي جامد بس انتي كمان اللي عصبتيني وغلطتي فيا يارا لو مش واخده بالك انتي شتمتيني أنا يعتبر جوزك يعني مش واحد في الشارع
سحبت يديها من بين يديه برفق قائلة : أنا كمان عارفه اني غلطت في دي وبعتذر عنها لكن غير كدا مش هعتذر علي كلامي عن الدكتوره لو كنت انت مش مقدر غيرتي يبقي العيب مش عليا
أومأ إليها بتفهم قائلا : يارا أنا أكتر واحد فاهمك وعارف انك قلتي كدا بسبب غيرتك بس لكل فعل رد فعل وأنا كان ردي قاسي شويه وبعتذر عنه
هتفت اليه بتساؤل قائلة : طيب واحساسي بالأمان اللي فقدته معاك دا أجيبة منين هو دا طبيعي يعني عارف وأنا بكلمك دلوقتي خايفة تتعصب عليا وتضربني أو تعمل أي حاجة مش بمزاجي غصب عني انا بقولك اللي حساه
رفع رأسه الي الأعلي بقلة حيلة يشعر بخوفها منه يمزق قلبه إربا ثم هتف بهدوء : بوعدك انها مش هتتكرر تاني وعلي فكره اه كنت بتعصب جامد بس خليكي عارفه اني مستحيل أءذيكي عشان انتي روحي ومفيش حد بيأذي روحه
رفعت نظرها اليه بتأمل تستشعر الصدق في عينيه ثم نهضت من جواره قائلة وهي تتجه الي الأسفل: اديني وقت مش عايزه اتكلم معاك عادي وأنا لسه خايفة منك
تابع ذهابها أمام عينيه ثم زفر بقلة حيلة وهو يشد خصلات شعره بيده من فرط غضبة متجها الي غرفته يتلمس بعض الراحة
************
نهضت فاطمة من فراشها لأداء صلاة الفجر ذهبت الي المرحاض المرجود بالمنزل وشعرت بالدهشة الشديدة بعدما رأت باب غرفة علي مفتوحا علي مسرعية يبدو أنه لم يأتي حتي الان
هزت رأسها بلامبالاه وتوضأت وأدت صلاتها ولم يأت بعد ففتحت مصحفها وظلت تقرأ به وردها ولم يأت أيضا فقررت اللهو بهاتفها قليلا فهي تعلم أنها لم تستطع النوم بعدما علمت بوجودها داخل المنزل بمفردها
وجدت رسالة علي احدي الجروبات الخاصة المشتركة بها من فتاه وكان نص الرسالة : ما حكم اعطاء المرأه اهلها من مالها بدون اذن زوجها ؟
كادت فاطمة أن تجيب فوجدت احدي الفتيات تجيبها بتلك الرسالة
اذا كان من مالها الشخصي وليس لزوجها فيحق لها ذلك ولكي أكون دقيقة في الحكم أقول اذا كان الزوج من النوع البخيل الذي تعلم منه أنه سيرفض فبإمكانها أن تتصرف دون أن تعلمة
أما اذا كان الزوج سخاء كريم ليست من شيمة أن يرفض شيئا كهذا فمن الأفضل أن تستأذنه فإن رفض فيجوز لها أن تعطيهم بدون اذنة اذا كانوا بحاجة الي ذلك هذا اذا كان من مالها اما اذا كان من مال زوجها فلا يحق لها أن تعطيهم بأي حال الا اذا كان زوجها له عادة أن يخرج شيئا للفقراء فلا حرج أن تعطيهم اذا كانوا بحجاجة الي المال فالفقراء اولي بالمعروف
حكم اذا وهبها الزوج ذهبا لتتجمل به له هل يجوز أن تعطية لأهلها فهو أصبح ملكها
لا يجوز أن تعطيهم الا بإذنة لأن زوجها انما أعطاه لها لتتجمل به له لا لتتصدق به علي أهلها
وهنا ملحوظة اذا كانت الزوجة غنية من مالها وأهلها بحاجة أبيها او أمها فقراء بحاجة الي المال فتأثم علي هذا
أعجبت فاطمة بحديث تلك الفتاه فابتسمت وأغلقت الهاتف ثم نظرت الي الباب بتوتر تفكر في سبب بقائة بالخارج حتي الان
استمعت الي صوت اغلاق الباب فرفعت نظرها اليه وازداد اندهاشها عندما رأت هيئته المرهقة كثيرا فهتفت بتساؤل : مالك انت اتأخرت كدا ليه
نظر اليها بجمود قائلا وهو يدلف الي غرفته : حاجة متخصكيش
انتهي البارت
رأيكوا في البارت
فاطمة اللي اتعلقت ؟
الطفله بنت مصطفي
موقف عمر ويارا
مصطفي غلطان
دور جون في الرواية
بيلا كدا دورها انتهي ؟
رد علي على فاطمة
ملحوظة : ميعاد البارت مش الساعة عشره تمام هو يومي الاتنين والخميس في أي وقت حسب ما اخلص كتابه
مش هينفع ازود يوم كمان عشان عندي امتحان كمان شهر تقريبا
Somaya Rashad