بسم الله الرحمن الرحيم
رواية صغيرو الفهد
الجزء الثالث من
#حور الشيطان
سلسلة عشق محرم
بقلمي
دينا العدوي
(ملاك)
بارت 8
🌺🌺🌺🌺🌺
يُسمعني.. حـينَ يراقصُني
كلماتٍ ليست كالكلمات
يأخذني من تحـتِ ذراعي
يزرعني في إحدى الغيمات
والمطـرُ الأسـودُ في عيني
يتساقـطُ زخاتٍ.. زخات
يحملـني معـهُ.. يحملـني
لمسـاءٍ ورديِ الشُـرفـات
وأنا.. كالطفلـةِ في يـدهِ
كالريشةِ تحملها النسمـات
يحمـلُ لي سبعـةَ أقمـارٍ
بيديـهِ وحُزم أغنيـات
يهديني شمسـاً.. يهـديني
صيفاً.. وقطيـعَ سنونوَّات
يخـبرني.. أني تحفتـهُ
وأساوي آلافَ النجمات
و بأنـي كنـزٌ... وبأني
أجملُ ما شاهدَ من لوحات
يروي أشيـاءَ تدوخـني
تنسيني المرقصَ والخطوات
كلماتٍ تقلـبُ تاريخي
تجعلني امرأةً في لحظـات
يبني لي قصـراً من وهـمٍ
لا أسكنُ فيهِ سوى لحظات
وأعودُ.. أعودُ لطـاولـتي
لا شيءَ معي.. إلا كلمات
صدحت كلمات تلك الغنوة عالياً، فى إحدى الليالي القمرية الصافية ، حيث كان وهج القمر ينبعث على وجه حور التى تمددت على الأرجوحة المعقودة بين شجرتين فى حديقة القصر بالقاهرة ، تتهادى بها؛ تريح جسدها من عناء الحمل للمرة الثانية ، تستنشق نسمات الهواء العليل الممزوجة برائحة زهور الياسمين المملؤة به ، والذي قد فاجأها بيجاد بها لعشقها لها ، جعلتها تلك النغمات تحديداً مع تلك الرائحة، تشرد فى ذكرى ما مضت....
ذكرى مرور عام على زواجهم ، حينما كانت مازالت تحمل التوءمان رسيليا وادهم برحمها ، حينها كانت تصدح بغرفتها، تستمع لها، بينما كانت على فراشها متسطحة إلى ان غفت ، لحظات مرت أو دقائق ربما ، حتى شعرت بأنامله تداعب وجهها وخصلاتها، ازاحت تلك الجفون العائق بينها وبين رؤية وجه معشوقها وزرقاوتيه الغارقة بعشقهم...
ما أن فعلت، حتى طالعت أجمل ما قد ترى، وهي ابتسامة ثغره و نقرات وجنتيه التى تهلك قلبها و تعبث بمشاعرها، بدالته البسمة بأخرى عاشقه متأمله لملامحه، تتمنى ان يرثها طفلها، لتخبره حينها انها تعشقه لدرجة انها تمكنت من انجاب نسخه مصغره عنه، هبط بشفتيه على جبينها، قائلاً:-
- كل دا نوم يا كسوله، قومي يلا، كفاية نوم وحشتيني!.
اتسعت إبتسامتها، قائلة:-
- على فكره مش ذنبي، الحمل هو اللي بيعمل فيا كده، على طول بكون كسلانه وعايزه انام...
أجابها بشفتيه التى هبطت على إحدى وجنتيها قائلاً:-
- بس النهارده مفيش نوم ولا في كسل، النهارده فى أنا وانتِ ....
قطع حديثه بنهوضه من على الفراش، حاملاً لها بين يديه ، تفاجئت هي، فتشبث بعنقه؛ خاشية من السقوط قائلة:-
_بتعمل إيه يا مجنون!؛ نزلني هقع، انا حامل بتوءم وبقيت تقيله أوى!.
لم يهتم لحديثها، وخطى بها اتجاه باب الغرفه قائلاً:-
-تقيله انتِ !، مين اللي قال كده!، دا انتِ خفيفة خالص!.
عبست بملامحها قائله:-
- انت بتتريق حضرتك!، أمال مين اللي من كم يوم كان بيقولى كفاية أكل!.
ابتسم قائلاً:- ما هو مش طبيعي اللي كنتي بتأكليه
دا يا قلبي، نوتيلا، مع ايس كريم، مع رنجة، والساعة ٣ بعد نص الليل!؛ انا خفت عليكي وقتها تتعبي..
كان يتحدث وهو يخرج من الغرفه، لم تنتبه لحنقها من حديثه قائلة:-
- ما هو يعنى انا اللي حابه اكل كدا ولا ولاد حضرتك اللي بيطلبوا حاجات غريبه!..
خرج من الغرفه، وهبط الدرج حاملاً لها
لتنتبه هي ، سرعان ما قالت بدهشه:-
- انت وخدني على فين؟.
اتسعت ابتسامته و توهجت عيناه سعادة
قائلاً:- شويه وهتعرفي...
ثم خرج بها من القصر بأكمله إلي الحديقة، وما أن وصلا للبقعة المنشودة، حتى استنشقت عبير الياسمين التى تعشقه، فالتفتت بوجهها، لتعتريها الدهشة من زراعته بأركان الحديقة، ثم خطى
عدة خطوات بها ، تفاجئت بجلسة عربيه وشموع مناره و أيضاً الأرجوحة الذي صنعها لها خصيصاً ، انتابتها السعادة الغامرة عندما قال:-
كل سنه وانتِ معايا وجانبي!
كل سنه وانتِ منوره دربي
كل سنه وانتِ فى حضني
كل سنه وحبك بيزيد بقلبي
كل سنه وانا اسعد الناس بقربك
وختم حديثه بقبله تعبر عن عشقه لها
ثم تقدم بها وأجلسها وجلس بجانبها
ثم جلب وعاء النوتيلا الذي قد جهزه سابقاً مع طبق به بعض من الفواكه المقطعة، جذب الشوكة وغرزها بأحدي القطع وصدف أنها كانت فراولة ثم غمسها بالنوتيلا، وقربه من فاها
تناولتها منه بسعادة غامرة وتلذذ، ثم كرر فعلته أكثر من مرة، حتى اخر قطعه، اعلنت فيها اكتفائها، ثم جذبتها من يده، راغبه بوضعها فى فمه ، أستغل الأمر بمكر ورسم على محياه ابتسامه عابثه قائلاً:-
- هكلها يا حوري بس بشرط .
رمقته بنظرة استفهام، لتتسع ابتسامته قائلاً مع غمزة عابثة :-
_ هتدوقيتى فاكهة النوتيلا الخاصة بيا بعدها، اصل انا بصراحه بعشقها جداً وبقيت مدمن عليها ..
وهله مرت من الزمن ، حتى داعبت شفتيها ابتسامة ماكره، جذبت الشوكة والتهمت قطعة الفاكهة قائلة:-
- تؤتؤ ما ينفعش أغصب عليك يا حبيبي وأكلك حاجه مش بتحبها...
طالعها بنظرة دهشة قائلاً:-
- معاكى حق يا حببتي، أنا هدوق الفاكهة بالنوتيلا الخاصة بيا أفضل ...
وأقترب منها عازماً على تذوق نكهته الخاصة والمفضلة، ألا أنها أشاحت وجهها بعيداً عنه قائلة:-
- بس انت مأكلتش اللي فى الشوكة، يبقي مفيش شرط وجب تنفيذه!.
اعترته الدهشة ورمقها بنظرة حازمة قائلاً بعزم :-
- لا دا ما لهش علاقه باتفاقنا، أنا هدوق يعنى هدوق
وكل واحد ياكل اللي بيحبه...
وأنهى حديثه بتذوق ما يرغب ويعشقه دون ملل
بل أنه لا يرتوي ولا يشبع منه ..
عاماً مر على زواجهم، عاماً مر على تلك الليلة المأساوية، تلك الليلة التى دمرت حلماً باللقاء
تلك الليلة التى ادرك فيها فداحة خطأه السابق
تلك الليلة التى سلبت منه فرحته وكادت ان تسلبها منه، لكن الله كان رحيم غفور به، ترى إلى ماذا كان سوف يأول حالهم اليوم، ان لم تكن احداث تلك الليلة خدعة، كان سيموت حتماً قهراً وألماً ...
أبتعد عنها لهاثاً قائلاً بنبرة متحشرجه منفعلة من مشاعره المهتاجة لها :-
- بعشقك يا حوري وجنوني
يا فرحة عمر ضاع بالحزن
يا بقعة ضوء فى عز العتمة ..
ثم ألتفت جانبه و أخرج تلك الصندوق الصغير المبطن بالقطيفة الحمراء
التى تحتوى على قلادة مماثلة للتي ترتديها لكنها مصغرة قائلاً :-
- دي ل رسيليا، اول ما تتولد هلبسها لها ...
اتسعت ابتسامتها قائلة:- جميلة جداً يا حبيبي
ثم تابعت بعبوس واهي:-
- الظاهر كده انها سرقت قلبك وفكرك من دلوقت
وهتنساني
رسم ابتسامة حانيه على محياه وطالعها بنظرة عاشقة خالصة قائلاً:-
- مستحيل حد ياخد مكانك فى قلبي يا حوري
انتي أغلى حاجه فى حياتي، انتي هدية ربنا ليا
انتي الدليل على أنه قبل توبتي، وهتفضلى طول عمرك بنتي الأولى، عشان كده أنا جايبلك حاجه واتمنى انك تقبليها و تكون باقتناع..
طالعته باستفهام، فجذب الحقيبة من خلفه و أعطها لها كي تفتحها ، اعتراها الفضول لرؤية ماذا جلب لها
و قامت بفتحها سريعاً، حتى ذهلت مما رأت، فقد كان
ثوباً أبيض وحجاباً وردي، ما ان رأته حتى ادمعت عيناها فرحاً و تسلل شعورا مبهج حناياه ، نقلت بصرها بينه وبين الحقيبة والبسمة تتسع رويدا رويدا حتى ملئت وجهها ، قال لها وعيناه تتوسل إلا تخذله، فهو يتوق لبداية جديدة لهما بمباركة الرحمن :- انا مش هغصبك على حاجه، بس بتمني انك تلبسيه، بتمني اننا نبدأ حياتنا صح أنا وانتي وأولادنا.
ارتسمت ابتسامة على محياها ونورًا ما يتوهج بقلبها قائلة:-
- دي أحسن هدية جات لي، وأنا فعلًا حابه ألبسه
وعن اقتناع، أن الأوان إني التزم أكتر...
اتسعت ابتسامته سعادة لنيله موافقتها، سرعان ما ضمها بقوة وامتنان ورضا ، لحظات و ابتعد عنها، اخرج هاتفة وضغط عليه حتى صدحت منه تلك النغمات عالياّ، ثم نهض وجذبها معه ألي منتصف ذاك القلب التى تحدده اوراق زهرة الجوري الحمراء، ليتمايلا معاً
بينما يستمعا لتلك الكلمات التى تروي ما يخبأه لها بين ثنايا قلبه المتيم بها :-
"ما ابتديت احس أن عمري عدى يا عمري..... الا ما شفت عينيك ٠٠٠ وتمنيت لو اعيشلك انا.... على عمرى انا... عمر تااااني..... متمني اعيشه انا عشانك... حتى أحبك من جديد.... وكل لحظه اعيشها فيه وانا معاك وبين ايديك..... وعيني بتحضن نظرة عينيك..... وكل نسمه تمر فيها وانا بتنفس هواك..... سامع قلبي دقاته بتناديك ... انت غرامه كل دقه بتقولها ليك.....
عاشق انا وكل كلمه بقولها ليك ملازمها دمعه من عينيا على العمر اللى عدى واحنا بعيد.... قرب حبيبي انا ملازمنى شوق لقربك حتى اضمك وما ابعد من تانى عنك... مش هعاند وهقولها ليك .... انا عمري ابتدا لحظة لقايا بيك..... وسنين حياتي قبلك ما ج حياه..... أنا عمرى ابتدى بهواااك.. سامع قلبي دقاته بتناديك...... انت غرامه كل دقه بتقولها ليك... عاشق انا وكل كلمه بقولها ليك ملازمها دمعه من عينيه على العمر اللى عدى واحنا بعيد..... قرب حبيبي انا روحى فيك.... مش هعاند... هقهولها ليك..... أنا عمرى أبتدا لحظة لقايا بيك..... وحياتى قبلك ما بتتعد حياة ...... انا عمري ابتدى بهوااااك..وما ابتديت احس ان عمري عدى يا عمري الا ما شفت عنيك...... وتمنيت لو اعيشلك انا.... على عمري انا....عمر تااااني.... متمني اعيشه انا عشانك حتى احبك من جديد.... وكل لحظه اعيشها فيه وانا معاك وبين ايديك وعيني بتحضن نظرة عينيك.. "( بقلم /دينا العدوي)
........
انتهت الكلمات التى تصف مكنون قلبه لها، فقد ضاع العمر حقاً قبلها ، و سنون العمر تحسب منذ لقائها
فهو كان ميت قبلاً وهى أحيته بغرامها..
انتهت الغنوة، لكنه مازال يتمايل بها على تلك النغمات التى يعزفها اوتار قلبه الذي يتغنى بعشقها، كان يضمها بتملك ، دافناً رأسه بعنقها، يستنشق عبيرها، فتهتاج المشاعر بقلبه ويعلو وجيبه، أبتعد يطالع موج البحر بعينيها، ليغرق أكثر بهما، انحنى بجذعه العلوي
وعاد حملها عائداً غرفتهم مرة أخرى، عازماً على أن تخلد ذكرى تلك الليلة بدلاً من الأخرى المحطمة لهم، ولج ألي الداخل بمشاعر ثائرة محمله بلهيب شوقاً لها لم ينطفئ يوماً ، ولن ينتهى، وضعها على الفراش، برفق يتنافى عن قلبه العاصف، يرتشف القليل من رحيقها، هامساً لها بكلمات عشق تأسر وجدانها، و تهيم أكثر به، لتسلم حصونها امام جنون مشاعره التواقة لها، لتندمج أرواحهم معاً حتي تبيت كيانًا واحد ....
عادت من شرودها بوجهًا مختضب بالحمرة من تلك الذكري لهم، اربع سنوات قد مرت على زواجهم ،
عشقها له لم يقل يوماً بل انه تضاعف، تفرع بقلبها وسيطر عليه، مسدت على معدتها بأناملها مبتسمه
لكونها تحمل برحمها طفلاً اخر منه ...
من ثم رفعت بصرها تطالع النجوم المتناثرة سابحه
بالسماء الصافية، منتظرة عودته، بعدما وأخيرًا قد غفا التوءمان بعد عناء شديد، فالصغيرة رسيليا مازالت لا تغفو دون أبيها، لكن اليوم قد غلبها النعاس بعدما اتصلت به حور مكالمة مرئيه ، حدثها فيها حتى غفت على صوته ووجه، تلك الصغيرة لا تفترق عنه أبدًا، والأمر بات يزعجها قليلًا، كونها تستحوذ على وقته واهتمامه، ومع ذلك تعشق رؤية حبه لها وتعلقه واهتمامه بها، فهو أبًا رائع، قد تمكن من اصلاح علاقته بحورية وباتت اقرب له،
شردت في ذكرياتهم خلال تلك السنون الاربعة والتي عليهم بسعادة ، تذكرت زواج اكرم و جوليا عقب ولادتها للتوءمين و انجاب جوليا منه طفلاً صغيراً أسماه عمار تيمنًا بفقيده واستقرارهم بالخارج ومجيئهم منذ عدة اسابيع لقضاء عطلة معهم ...
كما أنجب زياد ومنار صبياً يدعي ياسر
وها هى حامل للمرة الثانية بالشهر الخامس لها بفتاه ...
اما بالنسبه لأبيها عاصى فأخيرًا قد وجد سعادته مع جنيته، بعد عناء كبير وخطط ماكرة من صنيعها، تذكرت كم رغب هو كثيرًا بطفلًا اخر منها، وها هي تحققت امنيته وهاهي باتت تحمل طفلًا
بشهرها السابع ، سكنت السعادة و اخيرا قلوبهم وامتلأ القصر بصدوح قهقهتاهم، كم تتمنى من الله ان تدوم سعادتهم كما تذكرت قاسم وليلي الذي قد عقد قرانهم منذ شهرين وبات جزء من العيلة، داهمتها بسمه حينما تذكرت الغيرة الموقد التى تكنها أختها ليلي ج اشعلها عاصي عندما لم يخبرها بخطتهم ودور ليلي بها، وبالمقابل قاسم الذي تقرب من ليلي كثيرًا ونيران الخب نبشت بقلوب كلًا منهما، وما ان علمت بنية قاسم بالزواج منها، حتى اعترضت بشده واخبرته باعتراضها وأنها ليست مناسبه له وأخبرتها بما خططت له پأيقاعها لزوجها وعن تلك المكالمة التى استمعت لها، ليتألم قلب قاسم ويصاب بالخيبة فهو قد ظن انها تبادله ذات المشاعر وقرر العودة الى كندا وترك احد المدراء يدير فرعه بالقاهرة، وعندما اعلمت حور بما فعلته نهرتها بشده واخبرتها واسرعا في اخبار قاسم بالحقيقة والذي شعر بالحياة ترد إليها وعزف عن السفر وهرع إليها يطلب يداها للزواج وكم تدللت عليه لأشهر يطلب غفرانها حتى وأخيرًا اقتنعت وابدت موافقتها وما ان فعلت حتى اصر على عقد قران سريع لضمان موافقتها وكم بات الان صحبه مع عاصى وبيجاد الذي مايزال ينتبه بعض الغيرة والوجوم منه ما ان بتذكر انها ذات يوم كانت تكن له شيئًا بقلبها، فكان يبدو لذيذ بغيرتها الشديدة عليها عندما يجتمعا معه، تري حينها وجه أخر له يزيد من عشقها له اضعافا ،كانت حياتهم مليئة بالبهجة والعشق يتغلغل بين ثنايا قلوبهم ...
بينما فى ذاك الوقت كانت شاهي بأحد المطاعم جالسة مع رفيقه لها يتجذبا اطراف الحديث ، حتى لفت انتباهها رؤية بيجاد زوج حور ينهض من على طاولة ما و يجذب مع امرأة للرقص
أنتابها الكره الشديد لهم، فقد علمت بما فعله بيجاد ب حازم و الذي اجبره على ترك البلد و المغادرة، فبالتالي خسرته، لاحت على ثغرها ابتسامة خبيثة وجذبت هاتفها وألتقط لهم صورة وأرسلتها على رقم
حور....
كانت حور حينها ما تزال موضعها تطالع السماء مستمتعة بتلك النسمات، تنصت ألى تلك النغمات، شاردة في بحر ذكرياتهم معاً ؛ حتى صدح صوت هاتفها معلناً عن رسالة نصية، قامت بفتحها، وصدمت مما ترى انها صورة بيجاد يراقص أمرأه أخرى مع عنوان للمكان شحب وجهها، لا تصدق ما تري، حملقت بالصورة جيداً، تنفى ما تراه عينيها، لكنه حقاً هو ، شعرت بلهيب يشتعل بداخلها، تسارعت نبضاتها وتهافتت أنفاسها، أمتلكها جنون الغيرة عليه، كيف له أن يراقص غيرها، وهى من شردت للتو فى ذكرى تمايلهم معاً، نهضت من على الأرجوحة بتثاقل نظرا لوضعها ووهن جسدها ، فهي الآن قد بلغت الشهر التاسع من فترة حملها، توجهت لبوابة القصر بملامح وجه مقتضب وألم يتغلغل بين طيات القلب ، طلبت من الحارس أحضر سيارة لها فوراً، ما ان اوشك على الاعتراض، حتى رمقته بنظرة تحذيريه أخرسته..
جلب احدهم السيارة و أستقلت المقعد الخلفي، تأمره ان يتجه الى العنوان (......) فأستجاب لها مجبراً..
قاد السيارة الي وجهته وهي تقسم ان تنزع خصلات تلك من تجرأت على الاقتراب منه وتلقينها درساً قاسياً، أما هو فيعينه الله على ما سوف تفعله به ...
بعد عدة دقائق ، وصلت السيارة أمام ذاك المطعم،
ترجلت حور من السيارة ، ملامح وجهها لا تبشر بالخير أبداً، يبدو أنها على وشك الفتك بأحدهم
شعرت بألم طفيف، لكنها تغاضت عنه، وخطت خطواتها باتجاه المدخل، ولجت إلى الداخل تجول بعينيها المكان بحثاً عنه حتى رأته جالساً على أحدى الطاولات و بجانبه تلك الفتاه تتغنج فى حديثها و ابتسامتها، حقاً كان بالأمكن استنشاق رائحة
تلحريق الذى نشب بداخلها من شدة الغيرة
ألتهب وجهها بالحمرة الشديدة كناية عن الغضب البالغ ، توجهت نحوهم بخطوات واسعه ، وملامح غاضبة وألم يتصاعد برحمها ، حتى وصلت أليهما تحدق فيهم بغضب...
اعترت الصدمة بيجاد ما أن أنتبه لها، توسعت عيناه وانفرجت شفتاه دهشة من رؤيتها الآن أمامه، تلعثم لسانه وآبت الكلمات ان تخرج من شفتيه، لا يستوعب كونها هنا الان ...
بينما هى كانت تنقل بصرها بينه وبين تلك الصهباء
لو كانت شقراء لما اهتمت ، انما كونها صهباء !..
افقدها عقلها وجن جنونها، قالت بينما تنقض على خصلاتها الحمراء:-
- هو دا اجتماع العمل اللي هتحضره يا بيجاد باشا، أنا جاية وبكذب عيني اللي شافت صورتك وانت بترقص مع السنيورة الحمرا، واقول لا يا حور دا بيجادو حبيبك مستحيل يعملها ، مستحيل يقرب من ست غيرك، لكن الظاهر انى كنت هبله ... بتخوني يا بيجاد ومع الحمرا دي ...
ألتفت جميع من بالمطعم لهم، بينما هو قد صعق من حديثها وسوء ظنها به، ينصت لها بغضب عاصف، تنعته بالخائن هو!. لحظات واستوعب الأمر ، وانتبه لتلك القابعة تحت يديها تصرخ مستنجدة ، اقترب مسرعاً يحاول تسليك خصلاتها من يدي مجنونته، لتتضاعف شراستها و غضبها من دفاعه عنها قائلة
بألم يتسلل بقلبها :-
-كمان خايف عليها ، صعبانه عليك أوى السنيورة الحمرا، طلقني يا بيجاد
طلقني يا خاين ، أنا دلوقت أتأكد اني مش ظلماك
ذي المرة الأولى لما شفتك وانت واخد شغف في حضنك وظهرت العيلة وطلعت بنت عمك ....
ما أن انهت حديثها، حتى صدح صوت عاصي من خلفها، القادم من المرحاض لتوه، الذي ذهل من وجودها وحديثها ، فأسرع أليهم قائلاً:-
- حور! ، انتي إيه اللي جابك هنا
ألتفتت له بصدمة من وجوده، وهلة واستنتجت أنه ربما قد لحق بها، فأجابت قائلة:-
- جاية اقفشه وهو بيخوني مع الحمرا دي
يا بابا... طلقني منه الخاين دا ...
اعترته الدهشة من حديثها ورمق بيجاد بنظرة
وجد ملامح وجهه مذهولة مقتضبه ، فمن يلومه، لقد افتعلت ابنته المجنونة فضيحة له للتو
فأسرع قائلاً بتسأل :-
- مين اللي خاين يا حور !، دا اجتماع عمل، وانا كنت معاهم واستئذت ادخل الحمام ثواني وجيت
فوجئت بيكي وباللي بتعمليه دا...
صدمة اعترتها مما استمعت له، رمقته بنظرة متفحصه، قائلة:-
- يعني بيجاد مش بيخوني مع الحمرا دي؟
أومئ له مؤكداً حديثه، استدارت له ، تطالعه
لتجد ملامحه قد تبدلت، عيناه غاضبة متوعدة و الأكثر تشعر بالخذل منها واللوم
بادلته ذات النظرة والحيرة تعتريها، قائلة :-
- بس انا شفت صورته وهو بيرقص معاها
بعيني، أنت أكيد بتكدب عليا وبتغطي عليه، هو بيخوني مع الحمرا دي ...
انهت حديثها، وبدأت بالشعور بألم رحمها
الذي كان ألمها لرؤيته بأحضان أخرى قد طغى عليه ،
لكنها شعرت به يتضاعف والسائل ينساب على قدميها، فصدحت صوت صراختها عالياً، وانحنت من شدة الألم ، انتفض قلبه عليها، متناسي كل ما حدث وغضبه وحنقه منها، واسرع نحوها، يطمئن عليها
يحاول دعمها فتشتد صراختها ، و تلكمه بصدره تدفعه عنها قائلة:-
- أبعد انت خاين انا شفتك بعيني و أنت بترقص معها الحمرا دي ...
بينما هو لم يهتم لحديثها او لكماتها، بل كان يشعر بالقلق عليها... قال محاولاً تهدئتها، فكانت تتألم بشدة وألمها يضعفه ويؤلمه :-
- طيب أهدى يا حبيبتي، انتي بتولدي ولازم نروح المشفى .....
صاحت به قائلة:- لا أنا هروح لوحدي مع بابا ، خليك مع الحمرا بتاعتك يا خاين..
زفر متنهداً، يجاهد للجم غضبه عنها حالياً، نظراً لوضعها، اي خيانة ترددها وهو متيم عاشق حد النخاع لها، كيف لها ان تتفوه بمثل تلك الحماقة!،
الا تعرف بان قلبه وروحه وعقله قد وشم بها
صرخاتها أدمت قلبه عليها، و رق لها قائلاً:-
- والله العظيم ما خنتك، انا بعشقك يا مجنونة
دا كان اجتماع عمل، وباباكى كان معانا...
هنا وتحدث عاصى قائلاً مؤكداً لحديثه:-
- انتِ متخيله انه لو بيخونك هغطي عليه!
كان اجتماع عمل يا مجنونة أجابته قائلة:-
- خاني لما رقص معاها ولمسها وخدها فى حضنه
ثم داهمها آلام المخاض مرة اخري، يبدو انها
تشتد و يتقلص الفارق بين نوبه واخري، وجهها شحب وتناثرت حبوب العرق عليه، ألامها كان نصلا يغرس بقلبه، لم يعد يتحمل صدوح صراختها وانينها... رجفة اجتاحت قلبه قلقاً عليها، طالعها بنظرات حانيه، متفهمه، يدرك انها تغار بجنون ، لذا تمتم قائلاً:-
- أنا اسف يا حورى، انا غلطان و عاقبيني بعدين،
بس الأول لازم نروح المشفى ..
لم تجيبه ، فقد رمقته بنظرات متوعده
حتى داهمها الألم مرة اخرى، لتشتد صراختها، فتهذي من بينها بجمله واحده:-
- عجبتك الحمرا يا بيجاد
حقاً كانت تدفعه للجنون، من وسط قلقه وتوتره يكبت قهقهته بصعوبة كلما نطقتها
هل هذا ما يفرق معها الآن أنها صهباء!.
خرج بها متوجه إلى السيارة ومن خلفه عاصي، وهى تسبه وتلكمه وتزداد في صراخها و نحيبها، كانت تهزي من شدة الألم...
ولج بها الى السيارة، بينما قادها عاصي لكن لم يسعفهم الوقت، كان ألم المخاض تضاعف ، صرخت بهم صائحة:- أن يوقفوا السيارة الآن، فما من وقت
فقد شعرت برأس جنينها ...
توقفت السيارة في الطريق، وطلبت حور من بيجاد ان يعينها على الولادة الآن ، وإلا أختنق طفلهم
صدم بيجاد مما تقوله، فصرخت به أن يسرع
فلا مجال للذهول الأن ...
أمرت عاصي ان يناوله زجاجة ماء، جذبها عاصى ومد يديه بها لبيجاد القابع بالمقعد الخلفي بجانبها
والذي كان يطالعها مشدوهاً، وجيب قلبه يتعالى قلقاً يمسد علي خصلاته بقلق ، حتى عاودت صراخها عليه، فتدارك ذاته، وبدأ بتنفيذ ما تلقيه عليه من تعليمات حتى صدح صراخ طفله، ليلد صغيرة علي يديه ، كان يطالعه بصدمة، يحمله ولا يدرك ماذا يفعل؟، فقد فقدت حور وعيها من شدة الآلام و الطفل بيديه، تدارك عاصى الأمر و خلع جاكيت بدلته و اعطاه له ليضعه على الطفل ريثما يصلا إلي المشفى، وقاد السيارة سريعاً حتى وصل...
ترجل عاصي من السيارة، ولج المشفى مسرعاً صارخاً بهم ان يأتي احدهم الى السيارة فأبنته قد ولدت لتوها بها، اسرع الطبيب إلى السيارة و اسرعت الممرضات معه ..
وصل الطبيب الى السيارة وفتح بابها، ليجد بيجاد تائه، ذعر، قلق، يحمل الطفل الذي ما زال مرتبط بوالدته و حور غائبة عن الوعى، أمره الطبيب بالخروج ، ثم أمر الممرضة بجلب بعض الاشياء سريعاً حتى لا يحدث تلوث لأى من الام والجنين ، اسرعت بجلب الأشياء وفصل الطبيب الطفل عن حور و اخذته الممرضة و الطبيب وبعض الممرضين حملوا حور إلى الداخل لأجراء اللازم لها و كلا من بيجاد وعاصي يلحقان بهم ، بينما هو كان يطالعها و قلبه يعتريه الخوف والقلق على مجنونته ، أنحني بجزعه وقبل جبينها قبل ان تدلف إلى الغرفة هامساً لها :- قسمًا بالله بعشقك يا مجنونه ...
وقف كلاً منهم بالردهة والتوتر السائد بينهم ،يرمقه بيجاد بحده وغضب، فهو المسؤول عن جنون احداث اليوم، لكن القلق على مجنونته جعله يتغاضى حالياً عما حدث فقط يرغب بالاطمئنان عليها، بينما اجري عاصي اتصال على حورية يخبرها بكون حور بالمشفى الان وانها ولدت طفلها، مر بعض الوقت، حتى خرج الطبيب وطمئنها على حالها وأخبره ان الولادة كانت سهله ولما تتأثر حور او الجنين بشيء
وأنهم بأفضل حال وأنها الآن بغرفتها...
اطمئن قلبه الذعر، خشى أن يكون أصابها مكروه
بسبب تلك الولادة المفاجئة...
جاءت الممرضة تدله على غرفتها، توجه معها وقلبه يسبقه لها، رامقاً عاصي بنظرة حانقة مؤنبه..
ولج إلى الغرفة وجدها ماتزال غافية تأثير
اجهادها... اقترب منها وانحنى بجذعيه ولثم شفتيها بقبلة رقيقه، ثم جلس بجانبها يغمرها بين يديه
خاطره منكسر من اتهامها ،لكن قلبه يلتمس لها عذراً
لكن تذكره لنطقها بالطلاق جعل عيناه تقدح لهب، شدد بضمها اكثر بقوة، دون وعي منه انه يعتصرها بين يديه، شارداً بتلك الكلمة التي تقتحم رأسه مراراً وتكراراً، تتركه!؟، ألم تفهم ان فى فراقها الموت
فهي الانفاس والدقات.. كان حائر ما بين العذر لها والغضب منها، ليفوز القلب بأيجاد الف عذر لها. إلا عند نطقها للفراق .. تأوهت هى من اعتصره لها ، فأنتبه حينها وخفف من قبضته عليها، وظلا يطالعها منتظر ان تفيق، مدركا لثورتها عليه حينها، لحظات وتعالت قهقهته فلم يستطع كبتها حينما تفوهت قائلة بين اللاوعي:- عجبتك الحمرا يا بيجاد
تلك الحور تصيبه بالجنون...
اثناء ذلك آتى الجميع سريعاً حورية و جوليا واكرم
وزياد ومنار، للاطمئنان عليها، ألتقي بهم عاصي بالردهة، من ثم توجهوا لغرفتها، طرقوا الباب فأذن لهم بيجاد بالدلوف.. تململت حور بالفراش ورمشت بعينيها عدة مرات حتى بدأت فى استعادة وعيها
و انفرجت عينيها حينما داهمها ذكرى ما حدث
لتجد أنها بأحضان بيجاد، انتفضت مبتعدة عنه
رغم وهن وسهاد جسدها
قائله بقلق: - إيه اللي حصل و أبني فين!؟
أنا ولدته!، سمعت بكائه...
أجابها بيجاد مهدئاً لها قائلاً بينما يقربها أليه مرة اخري:-
- ابننا اتولد وبخير وشوية والممرضة تجيبه
دفعته عنها بحده وغضب قائله:-
-وانت هنا ليه!؟، وسايب السنيورة الحمرا بتاعتك
يا خاين...
طالعهم الجميع بدهشه، بينما هو امتعضت ملامحه
جاهد للجم غضبه عنها، قائلاً بعدما استنشق نفساً طويلاً:-
- لسانك يا حور!، انا بحاول اهدى نفسي، عشان ما تعصبش عليكِ على اللي عملتيه يا هانم
خروجك فى الوقت دا من غير اذن، واقتحمك للمطعم والفضيحة اللي عملتيها من غير داعى
و كانت النتيجة ولادتك الطارئة اللي كان ممكن اخسرك فيه انتي والطفل ...
رمقته بحده و دفعته عنها قائلة:-
- بقيت انا اللي غلطانه دلوقت، طبعاً ما انت لازم
تجيب الغلط عليا، عشان كشفتك وأنت بتخوني
بس أنا مش هسامحك يا بيجاد وهتطلقني
عند نطقها لتلك الكلمة وتلبسه شيطانه، انتفض من على الفراش ،يطالعها بملامح وجه غاضب ونظرات عين مقتدحه لهب ازرق، قائلاً بينما يرفع سبابته بوجهها:-
-قسماً بربي يا حور لو ما اتعدلتي وعقلتي
و بطلتي تنطقي الكلمة دي تاني لهوريكي وش
عمرك ما شفتيه ولا تتمني تشوفيه ..
ما أن استمع عاصي لحديث بيجاد و شعر بخروج الامور عن السيطرة، حتي تقدم مسرعاً موضحاً الأمور قائلاً:- اهدي يا بيجاد ، حور اكيد اعصابها تعبانة من الولادة..
ثم ألتفت لحور موضحاً قائلاً:-
- اعقلي يا حور وبلاش جنان، قولتلك انا كنت معاهم
اقسم بالله كان اجتماع عمل، واللى حصل هو ان لينا
كانت حابه ترقص معايا أنا...
قالها وحدقتيه تتابع جنيته بذعر، التى بالفعل رمقته بنظره حاده، فأشاح بنظره عنها متظاهرا بانه لم يراها
موجه نظره ل حور متابع حديثه قائلاً:-
- بس انا كنت وعدت حوريه اني مستحيل اقرب لست او حتي اسلم عليها، فأنا اللي احرجت بيجاد وطلبت منه يرقص معاها وهو مقدرش يرفض،
هو دا اللي حصل كله، يعني بيجاد كان مجبور
تجمعت العبرات في عين حور قائلة:-
- يعني انت يا بابتي احترمت وعدك و مراتك
ورفضت تقرب لوحده تانية وهو لا، هي اكيد الحمرا دي عجبته، عشان كده رقص معها...
قالتها وتعالت شهقاتها، رق قلبه لها، تقدم نحوها
دون ان يهتم لوجود الجميع بالغرفة معهم، فهو لا يخشي اظهار عشقه وعاطفته اتجاهها امام الجميع،
جلس امامها، وأحاط وجهها الصغير بكفيه قائلاً:-
- هو انتي تتوقعي ان في حد ممكن يبقي معه الحور وعايش في جنتها ويفكر فى غيرها، بعد الحور مفيش أي ست موجوده بالدنيا، واوعدك من دلوقت يستحيل اقرب لأي ست بالدنيا غيرك، بس كفاية عياط، قلبي ما بيتحملش يشوف دموعك..
قالها وهو يزيل بأنامله دموعها، خفضت شهقاتها قائلة:-
- يعني انت الحمرا مش عجبتك ولا حاجه
ما ان تفوهت بتلك الكلمة، حتى تعالت قهقهته قائلاً:-
- هو ايه حكاية الحمرا دي، هو كل اللي مضيقك أنها حمرا، يعني لو شقرا عادى!
ازاحت يديه عنه قائلة:- لا شقرا ولا حمرا
ولا حتى زرقاء، مش مسموح تقرب من اى وحده تانية، اتسعت ابتسامته قائلاً:-
- الحور تؤمر وطلبها مجاب تنفيذه، ممكن بقي تبطلي دموع وتوريني ابتسامتك، انتي عارفه عملتي فيا ايه بسبب جنانك ، أنا بالعربية ومطلوب مني أولدك، انا لحد الان مش مستوعب أني ولدت ابنى بأيدي ...
ما ان استمع الجميع لحديثهم، حتي تعالت قهقهتاهم
و مخيلتهم ترسم ذاك المشهد، مر الوقت عليهم
وبيجاد يجلس جانبها يجذبها ألي صدره
يستمع لعاصي يروي لهم ما حدث، فتتعالى اصوات قهقهتهم عالياً، حتى اتت الممرضة وهي تحمل طفلهم الصغير بين يديها، متوجهه إلى الأم لتعطيه لها
جذبته منها حور وما ان حملت وليدها بين يديها ، رجفه اجتاحت قلبها حينها وابتسم قلبها قبل شفتيها
طالعه بيجاد من خلفها بينما لا يزال ظهرها ملتصق به، وضع رأسه عل كتفيها يطالع هو الاخر وجه صغيره الذي ولد على يديه، لم يراه قبلا ، فقد كان فى حالة يرثي لها ، ما ان رآه حتى ارتسمت البسمة على محياه، هذا الطفل وطريقة ولادته غريبة،
اقترب أكرم قائلا مباركاً:- مبروك يا بيجاد يتربى فى عزك، اقتربت جوليا تبارك هي الاخرى قائلة بلغة غربية مكسرة، فقد بدأت تتقنها:-
- مبروك يا بيجاد، هتسميه أيه يا حور؟
ألتفتت حور ل بيجاد الذي مايزال كما هو
بابتسامه ونظرة مبهمه، ليبادلها الابتسام
قائلاً:- جسور..... جسور بيجاد الحديدي
كان لحظات مليئة بالبهجة، اقترب عاصى من جنيته
رفع ذراعه كي يحيط بها خصرها، اشاحت يديه عنها ترمقه بحده قائلة:- كانت عايزهحح ترقص معاك
اجابها قائلا بنبرة مهزوزة:- كانت!. بس انا طبعاً
ما رقصتش وحافظت على وعدى ليكى طالعته بنظرة حانقه غاضبة قائلة:-
- ما هو مش هتطلب ترقص معاك من غير سبب
إلا ما تكون حضرتك اوحيت لها بكده، اكيد ضحكت وهزرت معها .... قالت جملتها وابتعدت متوجها لحور
طالعها بنظره مصدومة مشدوهاً من تفكيرها
متمتما محدثاً ذاته قائلاً:- يعني ما رقصتش واتزعل مني بردك ، أمال لو رقصت كانت عملت اية !!.
والله الستات دي محد فاهم لهم حاجه..
ثم تابعها قائلاً:- استني بس انا غلطت في ايه دلوقت....
طيلة الوقت يحاول استجدائها، لكنها كانت تدلل عليها، حتى عادا إلي البيت وسبقته إلى غرفتهما،
ما ان ولجت حتى جذبت إحدى تلك الاثواب الذي يعشقها عاصى وبات ينتقيها لها بذاته، يصر منذ تلك الليلة على ابتياع الكثير منها لها معوضًا ذاك الحرمان وكانت هي بالمقابل لا تعترض، بل باتت شغوفه بفعل كل ما يعشقه، فقد اقسمت على أسعاد قلبه وإغداقه بعشقها واهتمامها، لذا اسرعت بالولوج إلى المرحاض
ترتديه وتتزين له..
بينما هو صعد إلى الغرفه حانقًا لا يستعب لما غضبها
الآن وهو لم يراقص المرأة ولم يقترب منها كما وعدها، رغم ان عمله يتحتم عليه الاختلاط بالجنس الاخر وبعض المجاملات بينهم والتي يجاهد للامتناع عمها خنوعًا لقسمه لها، دلف الى الغرفه ببطيء، حدقتيه تجول بحثًا عنها في أنحاءها دون أرادته جنيته من يتهافت قلبه لقربها ، ليفتح باب المرحاض
في ذات اللحظة، استدار يطالعها، تصدمه بهيئتها الجديدة التى لم يعتاد عليها بعد رغم مرور عدة اشهر عليها، تتقدم نحوه تتهادي في خطواتها تمنحه ابتسامه خلابة ،طالعها مندهشًا، الم تكن غاضبه منه منذ لحظات، لكن اكثر ما فجأة تلك النغمات الهادئة التى صدحت من هاتفها الذي كان بين يديها من ثم وضعته على الفراش ، و تقدمت نحوه اكثر، إلا ان بات لا يفصل بينهم إلا خطوه واحده قائلة بدلال انثوي يلازمها بالفترة الاخيره:-
- يا تري عاصي بيك ممكن يسمح لي بالرقصه دي
ولا تضيقك بطني المنفوخه دي؟
قطع هو تلك الخطوة ويديه تحتضن خصرها قائلًا بابتسامته المليحة:-
- مش كنتِ زعلانه من شويه؟
اتسعت ابتسامتها وهتفت قائلة بغنج:-
- تؤ تؤ انا بس بحب إني أدلل عليك
بحب تصالحني..
بينما هو عيناه كانت تجول على ملامحها بعشق واعجاب وذهول مما اصبحت عليه، رفع انامله يزيح خصلاتها خلف اذنيها قائلًا بنبرة صوت اجش:-
- بقيتي شقيه اوي يا حورية وهتتعبيني معاكِ قهقهت قائلة:-
- هاا يا عاصي بك تقبل ترقص معايا ولا تضيقك بطني المنفوخه دي...
هبط بنظره يطالع بروز طفله براحمها، يمسد بيده عليه قائلًا بحشرجه ونبرة متأثره:-
- شكرًا يا حورية على وجودك بحياتي، شكرًا على انك ام اولادي..
وضعت اناملها على فاه تمنعه من الاسترسال قائلة بندم يتخلل بين طياتها:-
- أنا إللي بشكرك على وجودك وأنك لسه جانبي ومعايا وادتني فرصه تانية معاك، وماحرمتنيش من حبك...
قبل اناملها الموضوعة على فاه بعشق قائلًا:-
- ما كان قدامي غير إني اسامحك وارجع لك، لان قلبي بينبض بحبك، انتِ حياتي يا حورية، عشقي ليكِ في دمي، انا بتنفس بقربك وببعدك بك العبرات ون ميت، جسد من غير روح....
سكنت مقلتيها من حديثه، ووضعت رأسها على صدره قائلة:-
- وانا كمان بحبك أوي يا عاصي، ربنا ما يحرمني منك ومن حبك...
شدد في ضمها اكثر، يتهادى بها على انغام تلك الغنوة مستنشق عبيرها مأججًا نيران العشق والتوق لها....
🌺🌺😂🌺
يتبع مع حلقه قد تكون مؤلمه مع خبايا قدر يقودنا لأبطالنا الشباب