" أَصِـنع لحَظاتِـكَ السعيِدة بِنفسَـك ، فَهـي لَا تأتِي
إليِـك بِـلـ مِـنكَ ".
البَـارِت الثَـانِي و العَشرون.
﹀﹀﹀﹀﹀﹀﹀﹀﹀
7:54 AM.
دخلت مبنى المدرسة بخطوات ثقيلة متعبة
لتتفاجئ بصديقاتها اللتين وقفن عند باب الفصل يشرن
لها بالدخول بسرعة بكل حماس.
استغربت في البداية لتسترق النظر من نافذة
الفصل اولاً.
لتشعر بقلبها يدق بسرعة عندما لمحته يجلس
في مكانه بجانبها.
" أنت هُـنا ".
همست بسعادة.
كان مزاجها مُعكراً بسبب حلم مُخيف حلمت بهِ
اليوم لكنها قد نسته الان بالفعل.
اشتاقت لرؤيته عندما تدخل الفصل ، هي لا تصدق
انه قد استمع لها و حضر.
و لأول مرة بعد اسبوعين من خصامهم تدخل
الفصل متحمسة.
" صباح الخير جميعاً ".
اردفت يون عندما دخلت الفصل.
" صبـاح النور ".
رد عليها معظم من في الفصل.
ابتسم بومقيو بخفة و بدون ان يرفع ناظريه من على
كتبه عندما سمع صوتها دلالتاً على قدومها.
لقد فوت الكثير و الكثير من الدروس لذا منذ البارحة
و هو يحاول اتمام جميعها.
القى نظرة خاطفة عليها عندما شعر بها بجانبه
تعلق حقيبتها قبل ان تجلس في مكانها.
تفاجأ عندما لمحها تسدل بشعرها الاسود الطويل دون
رفعه كلعادة ، بدت فاتنة.
سكن تالياً للحظات وهو يفكر ان كانت تفعل هذا
طول مدة غيابه و أن كان هذا سبب انجذاب الفتيان لها بكثرة.
هز رأسه بخفة يبعد الفتيان عن افكاره فهي قد
اعترفت تحت مسمعه البارحة انها لازالت واقعة له.
ليصوب فكره نحو كيفية شرح الموضوع بدون
اخافتها و كيفية منع نفسه من الالتصاق بها.
-
11:57AM.
" يون ، ستتناولين الغداء معنا؟ ".
التفتت نحو اماي بعدما كانت تنظم كتبها
للمغادرة.
لحظات حتى استوعبت ان هدف سؤال اماي
لها هو معرفة ان كانت ستتغدى مع بومقيو بشكل غير مباشر.
" أجل ".
اجابتها.
ليعبس بومقيو الذي كان يستمع لمحادثتهم و هو
يأمل ان ترفض.
ليحصل على فرصة طلب منها الحديث
بعد المدرسة و ربما تناول الغداء معاً كما كانا يفعلان من يدري؟ ، لكن مخططاته بائت بالفشل.
" حسناً اذاً سنذهب قبلك ".
اردفت سوهي لتومئ لهن ايجاباً.
لحظها تعود لتنظيم اغراضها بنية وضعها في
خزانتها و المغادرة.
' التنظيم الذي تطبقه عادةً يعتمد على جمع الكتب
اولاً ثمَ اقلامها و محفظتها ، لذا.. '.
فكر داخل رأسه.
ليدحرج احد اقلامه عمداً ناحية محفظتها
و يمد كفه تزامناً مع مدها لكفها لتلتقط محفظتها.
ليحدث ما كان يهدف له.
وضع كفه على خاصتها يشابكهما بشيء من الخفة.
ابتسم بمكر عند تحسسه لكفها بين خاصته قبل
ان تبعد خاصتها بسرعة متفاجئة.
" أسف اردت التقاط قلمي ".
اردف يتصنع البراءة بعدما التقط قلمه.
" همم ارى ذلك ، لا بأس ".
جمعت اشيائها بين كفيها لتهم مغادرة بعد ان اتلقطت
تنهيدة قصيرة فهي تعلم انه تعمد ذلك.
و حالما غادرت الصف حتى اطلق ضحكة قصيرة
بينما يسند ذقنه على كفه ينظر بالفراغ.
" دفعت القلم عمداً صحيح؟ ".
سأله سوبين ليومئ بحرج.
" تحدثا معاً فحسب اثق انها ستتقبل الامر فقد اصبحت
مشرقة فجاءة اليوم بوجودك ".
اردف تايهيون.
" أهدف لذلك بالفعل ، لكن بشأن الجزء الذي اصبحت
فيه مشرقة بوجودي .. تعني ذلك حقاً؟ ".
اردف بومقيو بسعادة ليومئ له ايجاباً.
" ذهب يونجون و كاي للكافيتريا اولاً كلعادة؟ ".
سألهما تالياً ليومئا له.
بقي ساكناً للحظات و هو يفكر بِـيون بشرود.
متى اصبحت من اكبر الاهداف في حياته؟ ، تسائل.
" لمَ عُدت؟ ، ظننت انكما ستحجزان طاولة لنا
و تنتظرانا؟ ".
سأل سوبين يوجه كلامه ليونجون الذي دلف
الفصل للتو بينما يشرب عصيراً.
" أيها العاشق ، حبيبة قلبك في وسط الكافيتريا
تتشاجر و تلقي و تتلقى ابشع الشتائم ".
اردف يونجون.
ليجفل بومقيو بعدما اتسعت عيناه صدمتاً ، قد غادرت
قبل قليل متى استطاعت ان تبدأ شجاراً؟.
استقام بجذعه في ثواناً قبل ان يتجه بخطوات سريعة
نحو الباب ليردف قاصداً يونجون قبل مغادرته:
" لا تقل لي انه شجاراً مع تشينغ؟ ".
" لكنه كذلك ".
" أكرهك ".
تذمر قبل ان يغادر.
و بعد ان هرول لدقائق في الممر وصل الكافيتيريا
ليدخلها و هو يشتم كون حقيقته و قدراته سراً.
" هذا لكونك وضيعة تلجئ لألقاء الكلام من بعيد بينما
تتجنب المواجهة ، اوه كذلك انا اسفة لا استطيع احتمالكِ
بعد الان ".
سمع صوتها الذي صدح في جميع الارجاء ليتنهد بتعب.
شق حشود الطلاب الذين كانوا مجتمعين
ليجدها تقف مواجهةً تشينغ و كل من كاي و صديقاتها
ورائها بمسافة.
استنتج انهم ارادوا مساعدتها لكنها ابعدتهم مستدلاً
بصديقات تشينغ اللتين يقفن بعيداً ايضاً.
ليتفاجئ تالياً بمظهرهم فقد كان فوضوي
و خاصتاً يون الذي غطى شعرها شيئاً من الطحين.
و قد اشتعل غضباً عندما لمح اول زرين من قميصها
مفتوحين مظهرين عظمة ترقوتها.
" توقفي رجاءاً عن التعرض لي ، لأنني لم أخذ
شيئاً لكِ! ".
اردف يون بهدوء فقد تعبت من الصراخ.
" لمَ تتظاهرين و كأنك البريئة و الضحية هنا؟
بومقيو لا تحسبينه شيئ- ".
اردفت تشينغ لتقاطعها يون قائلتاً بصوت عالاً:
" هو لم يكن لكِ اصلاً ! ".
" لمَ تستمرين بمعاملته كجماد لا يستطيع اختيار
هوية صاحبه؟ ، تطمعين لماله لهذه الدرجة ام ماذا؟ ".
اكملت.
" أنا أحبه من اعماق قلبي ، مالذي تعرفينه انتِ اصلاً! ".
اجابتها تشينغ لتتنهد.
" اذاً تقولين لي أن السبب في تعرضك لي هو بومقيو؟ ".
" ها هو واقف هنا ، أساليه بنفسك عن ما يريده
و لأول مرة في حياتك ".
ابتسم بسخرية للحظات عندما توجهت انظار
كل من في القاعة ناحيته.
يون تتغابى ام تريد التباهي بوقوعه لها؟ ، تسائل في نفسه.
نظر بسخرية تالياً لتشنيغ التي وقفت امامه مرتبكة
تهدف سؤاله.
" بومقيو .. مع من تُري- ".
اردفت تشينغ مرتبكة ليقاطعها كلام الاخر
بعدما توجه صوب حبيبته بقلق مردفاً :
" يون اغلقي ازرار قميصك ، و تعالي لغسل
شعرك لن تبقي هكذا حتى نهاية الدوام ".
حاول جميع من في القاعة كتم صوت ضحكاتهم
الساخرة فقد تخطى تشينغ و كأنها شبح.
بومقيو لم يهتم تالياً بأي شيء غير ان يعمل على
استفادة فرصة تواجد الجميع حولهم اذ يون لا تستطيع ابعاده.
ليرفع كفيه يغلق ازرار قميصها و قد تشكلت
ابتسامة منتصرة على وجهه عندما لمح يون تهمس
له و تحرك عينيها بمعنى ابتعد.
عقد كفه حول رسغها ليسحبها بخفة ورائه
لكنها أبت التحرك.
" همم؟ ، تحركِ ".
اردف بينما يرمقها بمكر هي لا تستطيع
أبداء ابسط معارضة.
هما يتواعدان و هذا ما في حسبان الجميع.
انصاعت له بعدما تنهدت بحنق ليسحبها ورائه
لوجهة مجهولة بالنسبة لها.
و ما ان دلفوا الممر الخالي من الطلاب حتى اردفت:
" ماذا تظن نفسك فاعلاً؟ ، اخبرتك سابقاً
بومقيو لا اريد التحد- ".
" ظننت انكِ لا تريدين افساد التمثيلية امامهم
كما انتِ من قُلتِ ' لمَ تستمرين بمعاملته كجماد لا يستطيع اختيار هوية صاحبه ' و انتِ الان تتجاهلين رغباتي ".
قاطعها.
" رغباتك؟ ".
" رغباتي بأن نعود لبعضنا ، لا أستطيع العيش
من دونكِ لمَ لا تستمعين إلي؟ ".
اردف بأستياء في اخر كلامه.
ليتوقف عن المشي عندما وصلا حمام الفتيات.
" اخبرني ارجوك أنك لا تنوي فعلها ".
" لكني نويت ذلك منذ رأيت شعرك المغطى بالطحين ".
" يالاحراج ".
اردفت لتغطي وجهها بخجل عندما اطل
برأسه من الباب ليستأذن الفتيات افراغ الحمام.
" ستقع بمشكلة على فكرة ".
" وقعت بأكبر مشكلة قد اقع بها عندما احببتك بهذا القدر ".
سكتت لحظات تقلب كلامه بعقلها
بينما تراقب الفتيات التين يخرجن من الحمام واحدة
تلو الاخرى.
" يعني ان حبك لي كان غلطة؟ ".
سحبها للداخل تالياً متوجهاً بها لأحدى المغاسل.
" حتى لو كان ، فهي أفضل غلطة قد قمت بها ".
اردف بدفئ مع ابتسامة خفيفة.
لتكتفي بالسكوت تحاول ان تهدأ من معدل دقات قلبها.
الطريقة التي قالها بها لم تكن تمثلياً ابداً.
اخذ تالياً يبعد شعرها عن عنقها بكفيه ليجمعه بجهة
واحد ليردف بحيرة:
" كيف سأغسله بدون ان أبلل ملابسك الأن ".
" أدني برأسك قليلاً ".
" أياكَ ان تُبللني ".
حذرته قبل ان تدنو ليفتح الصنبور سامحاً
للمياه بالتدفق و يقوم بشطف شعرها.
" لن أفعل على الرغم أني اجزم انكِ ستبدين
مُثيرة بقميص مُبلل ".
اردف بخبث يعض على شفتيه السفليتين.
" اخرس ان لم تكن تريد ان تضرب امام الفتيات ".
اكتفى بالضحك بخفة بعد ان القى نظرة خاطفة
على شعرها الذي يبدو بحالة مزرية.
ليزفر الهواء بتعب ، هي كمغناطيس يجذب المشاكل
مثله تماماً.
بقي يغسل شعرها برفق بينما يوزع النظرات
الخاطفة ناحية وجهها من حين لأخر.
اما الاخرى فَـلم تنتبه لنظراته لبالها المشغول بالتفكير
حول سبب عدم خوفها منه.
ليست خائفة منه على الرغم ان لا شيء يضمن
لها انه لن يستطيع ايذائها.
" يبدو أنه لا حاجة لتبليل قميصك ، تبدين مُثيرة
بالشعر المبلل وحده ".
اردف بينما ينشف شعرها بأحدى المناشف
التي التقطها للتو لتتنهد بيأس.
-
2:14 pm.
تنهد بحسرة عندما لمحها تغادر كما فعل معظم
طلاب الفصل ، لقد انتهى الدوام للتو بالفعل.
لكنه لم يطلب منها ان يجتمعا ليتحدثا.
شتم نفسه الخرقاء التي لم تطلب منها عندما ساعدها
بعد مشاجرة الكافيتريا.
" دعني احزر ، لم تطلب منها ان تتحدثا؟ ".
اردف كاي بسخرية.
" اخرس اعلم انني اخرق ".
رد.
" انا فقط لا افهم لقد حضرت اليوم لأطلب منها ذلك
و قد تحملت ألم بعدها عني طوال اليوم ، لمَا لم أطلب ! ".
أستمر البقية بالسخرية من حالته التي يرثى لها
عدا يونجون الذي وقف بملامح ساكنة يفكر.
" رفاق سأذهب لأنجز شيئاً مهماً ، لا تعودوا
للمنزل بدوني سأعود بسرعة ".
اردف يونجون ليغادر الفصل دون سماع ردهم.
" شيء مهم لأنجازه؟ ".
تسائل تايهيون.
" رُبما نسي احد دفاتره لكنه لا يريد
الاعتراف انه مهمل ".
اردف سوبين بسخرية.
-
- في نفس الوقَت ، صالـة الرياضـة.
كانت تدندن بعض الالحان بينما ترمي بعض
الكرات بهدف التنفيس عن غضبها و اشغال نفسها.
تفعل هذا منذ ان باتت علاقتها مع بومقيو حساسة.
" جيون يون ، علينا التحدث ".
اردف يونجون الذي دلف الصالة للتو لتلفت بأستغراب.
" يونجون؟ ".
" أجل يونجون ، أجلسي هنا رجاءاً ".
اردف يشير لها على المصطبة بجانبه.
كبحت خوفها منه لترسم اول خطواتها جالستاً
بجانبه ، هي قد قامت بحساباتها التي تتضمن كون
البقية يملكون نفس سر بومقيو وارداً.
" مالخطب؟ ".
سألته.
" كلمة واحدة ، بومقيو ".
اردف لتتنهد بأنزعاج.
" أسمعي ، لقد وثقنا اربعتنا بكِ و لم نعترض طريق
بومقيو عندما اراد مواعدتك و اطلاعك على سره ".
" لكن يون انتِ بأفعالك هذه تخيبين ثقتنا بك ، على
الاقل اسمعي ما يريد قوله انتِ لم تتركي له فرصة لتبرير موقفه ".
اكتفت بالسكوت و البقاء مقطبة الحاجبين
بينما تنظر للفراغ.
رأسها يابس كما توقع.
" يون .. بومقيو عاش حياة عصيبة منذ طفولته
و لم يختر ان يحمل هذا السر على عاتقه و أنما أُجبر ".
" سيطلعك هو على التفاصيل بنفسه ، هو كان خائفاً
من ان تتركيه لذا لم يخبرك و احتاج وقتاً ، ألا تعتقدين أنه يستحق ان يمتلك سبب واحداً على الاقل ليبقى سعيداً؟ ".
لم تنبس بحرف وقد بانت ملامح الندم
على وجهها ، هي تفكر بالامر اخيراً.
" صدقيني بومقيو هو اكثر شخص يحبك في هذا الكون
أتعلمين لمَ؟ ".
" و لمَ ؟ ".
اردفت بسخرية.
" لأنه يملك قوة شيطان الدم الاسود و لم يقم بالتحكم بك
لفعل ما يريده على الرغم من اشتياقه الحاد لكِ
و سهولة الامر عليه! ".
" ماللعنة التي تتفوه بها؟ ، لا تتحدث بالالغاز ".
" لن اشرح لكِ أكثر لكنه يستطيع تحريكك كما يشاء
بمجرد تحريكه لاصابعه ناحيتك ، عليك ان تكوني
ممتنة لأنه فضل رغباتك على نفسه ".
" لا يزال طاهر ولو قام الجميع بأذيته .. ".
همس بغير وعي.
بقيت تعلو ملامح وجهها الاستغراب قبل ان تتحول
إلى غضب عندما لمحت يونجون ينوي الاستقامة.
" يونجون عُد لهنا و فسر لي كلامك الغبي! ".
" قلت لكِ لا استطيع ، أن اردتِ جواباً هرولي
ناحية الفصل و أسألي بومقيو قبل ان يغادر ".
" سيجيبك على كل شيء ، بينما يضعك بين ذراعيه رُبما ".
اردف ليغمز في اخر كلامه متعمداً اغاضتها.
" تشوى يونجون ! ".
صاحت لكنه لم يجبها و اكتفى بكتم ضحكاته.
تنهدت بحنق هو يجبرها على مُصالحة بومقيو بشكل
غير مباشر.
" بالمناسبة يا يون ".
اردف قبل ان يخرج لتلتفت ناحيته آملة انه غير رأيه.
" بوجهة نظري ، أرى ان البشر من انجس المخلوقات
و اجشعها لطمعكم و انانيتكم ".
" لذا اتمنى أن تغيري وجهة نظري فيهم اليوم ".
اردف ليغادر تاركاً اياها مستغربة.
" البشر؟ ، سحقاً ، يعني أن يونجون يمتلك نفس سر
بومقيو كما حزرت ".
كلمت نفسها.
" لكن السؤال الحقيقي الأن .. أسأذهب لرؤية
بومقيو ؟ ".
اردفت بحيرة.
-
- بَـعد حَوالِي ربـع ساعة.
يجلس لوحده في ذلك الفصل الخالي من الطلاب
يحل بعض الواجبات التي فاتته بملل.
كان يشرد بين تارةً و اخرى يفكر بِـيون كعادته
قبل ان يتفاجئ بيداً تدير الكرسي الذي امامه لتجعله يقابله.
رفع رأسه تلقائياً ليشعر بدقات قلبه تخرج عن سيطرته
عندما لمح يون التي تبتسم بحرج.
قررت أخيراً اعطائه فرصة.
" يون؟ ".
اردف يحاول كبت سعادته.
" أجل ، كنت تنتظر احداً غيري؟ ".
اردفت لتجلس على الكرسي امامه.
" لا ".
رد ليغلق كتبه صاباً كُل تركيزه على التي امامه.
بقيت ساكنة تفكر بما ستقوله و بما ستفعله
هي جائت بدوت خطط مسبقة.
طبقت كلام جونغكوك الذي كان يقول لها دائماً
' أذهبِ بدون تفكير لأنك أن بقيتِ تتذكرين ما فعله
ذاك الشخص اتجاهك فأنتِ لن تسامحيه أبداً '.
" همم؟ ".
خرجت من ثغره بعدما دنى من رأسه ناحيتها بلطف.
" سأختصر ، لا أملك اي خطط او شيء لقوله
لكني اريد تصليح الامر معك لأني .. أشتقت إليك ".
اردفت اخر كلامها بصوت منخفض إلا أنه سمعها.
بقي يبتسم بأتساع كالأبله اما هي فقد احست
بحرج كبير لتستقيم بسرعة بحركة فاجئت الاخر.
ليمسك رسغ يدها مثبتاً اياها لكي لا تهرب.
لحظات حتى استقام هو الاخر من مكانه ليحتضنها
بقوة دافناً اياها بصدره بدونِ مُقدمات.
لم تقدر على ابعاده بكلماتها او ذراعيها ، قد اشتاقت
لدفئ حضنه لمَ تكذب على نفسها؟.
لترفع ذراعيها مبادلتاً اياه بعد ان اغمضت عينيها
تستشعر وجوده بهذا القرب منها بعد مدة.
لتفتحهما مجدداً على مصرعيهما صدمتاً عندما احست
بقطرات دموعه الدافئه التي حطت على سترتها.
" قيو .. أتبكي؟ ".
اردفت بأنكسار.
لكنه لم يجبها و أكتفى بالسكوت لتمسد على شعره
تالياً ، لم تكن تحمل فكرة حول تعلقه بها لهذه الدرجة.
كان صوته يتعالى من دموع و شهقات مكبوتة ليبات
بكاء حاداً و قد ملئ صوت شهقاته المكان.
سببت له كل هذا الألم بدون وعي منها ؟.
ادمعت عينيها هي بدورها لرؤيتها أعز شخص
عليها منهاراً بهذه الطريقة بسبب أهمالها لمشاعره.
" أسفة .. أعلم أن الأعتذار وحده لن يُصلح شيئاً
لكني أسفة ".
اردفت بهدوء تحارب غصتها.
" سأصلح لك قلبك بومقيو أعدك فقط اعطني فرصة ".
هي تعيد قول نفس الكلام الذي قاله لها بدون وعي.
اكتفى الأخر بمحاولة أيقاف نوبة بكائه القوية
هذهِ و التي جعلت الاخرى تبكي ايضاً.
مسحت دموعه تالياً بمنديل كان يستقر بجيب سترتها
لتقبل جبينه بحركة سريعة.
" أسف لجعلك تبكين ".
اردف ببحة و هو يمسح دموعها بأبهامه.
" لا بأس
أفضل أن أبكي معك على البكاء لوحدي في الغرفة ".
" قال جونغكوك انه سيعود عند الخامسة اليوم ، لنذهب
لمنزلي و نتحدث ".
أقترحت ليومئ موافقاً على الفكرة.
ليحيط رقبتها بذراعه التي استقرت على لوح كتفها
تالياً بحركته المعتادة لتبتسم بخفة كونها استطاعت التهوين عليه.
" أووه لحظة سوبين ! ".
صاح بصوت عالاً مناداً الاخر الذي لمحه
في الممر برفقة يونجون و البقية.
ليسحب يون معه متوجهاً نحوهم ليبتسم يونجون
عندما لمحها مع بومقيو أما البقية فتـفاجئوا.
" تستطيع ان تعيرني خيط ذكريات صحيح؟ ".
سأله عندما اقتربت مواقعهم.
" من أجِل .. ".
اردف سوبين بأستفهام يوجه نظره نحو يون
ليومئ له الاخر ايجاباً.
بقيت مستغربة لا تفهم شيئاً مما يقولونه
لتتحول ملامحها المستغربة إلى اخرى مندهشة عندما
تمتم سوبين بكلماتاً لم تفهمها لتتكون خيوطاً براقة من اطراف
اصابعه.
" تشابكا الايدي ثم اعقداه فوقهما ، على يون ان
تصفي ذهنها و انت عليك أن تتذكر ماضيك
لتراه هي بدورها ".
اردف سوبين يقطع الخيوط عن اصابعه.
" حسناً فهمت ".
" أياك ان تضيعه بومقيو ".
" لن أفعل ، و شكراً ".
التقطه ليسحبها و يغادرا.
حيثُ خرجا من المدرسة ليستقلا الحافلة العامة
معاً و لم تسأله يون عن شيء فهي على علم انه سيفهمها
عندما يصلان فقط عليها التحلي بالصبر.
غفى على كتفها و هما متعاقدان الايدي بعدما
تجاهل تذمر يون حول حميميته المفاجئة.
-
3:09 pm.
ها هما يجلسان في شرفة غرفتها هي تنتظر
ان ينطق و هو متوتر لا يعلم من أين يبدأ.
" أسفة قيو ، لكن صبري بدأ ينفذ بالفعل تكلم! ".
تنهد الاخر ليردف:
" حسناً لكن كُل ما سأقوله لكِ سر قد نُقتل أن
تفشى بين الناس لذا عليكِ حفظه بأي طريقة ".
اومئت ايجاباً على الرغم ان فكرة انها قد تقتل
ان فشت السر اخافتها.
" سأبدأ بالتحدث حول الابعاد و قوانينها بعدها
سننتقل لقصة حياتي ، لأني لا أضمن أنكِ ستفهمين كل
شيئاً بوضوح عندما أريك ذاكرتي ".
" ركزي معي ارجوك لأني اعرف ان الامر
معقد بعض الشيء ".
لتومئ مرة اخرى ايجاباً.
" اولاً كوكب الارض يضم ثلاث مخلوقات غير
البشر و الحيوانات ، التنانين و الألف و أخيراً .. الشياطين ".
" تتميز الشياطين بمختلف اصنافها بِتسع قُدرات
تختلف من صنف لأخر و يقومون بأنعاش قدراتهم بشرب
دماء البشر ".
" الإلف يتميزون بطاقة ' ميون ' التي تتدفق بأجسادهم
تجعلهم يمتلكون طبيعة طاقة سحرية ، لكنهم مخلوقات
مسالمة لا تتغذى على الدماء و تحتاج للراحة لأنعاش طاقتهم ".
" تقصد بِـ ' الإلف ' المخلوقات الناصعة البياض
و تملك اذان طويلة مدببة النهاية ؟ ".
" أجل هُـمّ ".
" و كان الجميع يعيش معاً في بادئ الأمر إلى أن
بدأت النزاعات لتغذي بقية الاجناس عدا الالف على البشر ".
" و بعد حرب دامت 4 سنين ، أُكتشف أن للأرض
أكثر من بُعد أو مجال ، فأذا أخذتكِ لبُعد الشياطين مثلاً ستجدين
انه المكان يشبه الارض التي نعيش عليها الأن من ناحية
مواقع اليابسة و المسطحات المائية و نفس الشي مع البقية الابعاد".
" زُرت بقية الابعاد قبلاً ؟ ".
سألته بحماس.
" المفروض أن تكوني خائفة لوجود مخلوقات أقوى
من البشر تستطيع احتلال بُعدكم! ".
اردف بومقيو بتفاجئ.
" لكنك موجود لذا لا اتوقع أن اصاب بأذى.. ".
اردفت يون ليقهقه بخفة.
" زُرت بُعد الشياطين و التنانين فقط ".
" الأن دعيني أكمل و لا تقاطعيني! ".
اردف لتومئ له.
" كان هناك أربعة أبعاد فحسب بينما عدد المخلوقات
خمسة بما أن الحيوانات من ضمنهم ".
" بعدها قامت كُل أمةً بجمع أهلها بعدما اقتسموا
الابعاد فيما بينهم ، أمسى للشياطين بُعد و الإلف بُعد
و التنانين بُعد ، و تشارك الحيوانات و البشر هذا البُعد ".
" و بات من الممنوع التعمق في علاقة مع الاجناس
الباقية و فضلوا تجاهل بعضهم البعض ".
" و للتنقل بين الابعاد هناك مقص خاص يمكنك من ذلك
و في ذاك الزمن كان وجودها في انحاء المكان
امراً شائعاً و ليس سرياً كما الان ".
" تالياً بعد مدة ، طمع البشر اخذهم للاتفاق على اغتيال
الإلف لأحتلال بعدهم ، و قد تكبد ذلك العديد من الضحايا ".
" لكن لحسن الحظ ملك الإلف أوقفهم بسحره ".
" و بعد هذه الحادثة سُلبت كل مقصات الابعاد
و مُسحت ذاكرة البشر التي تتعلق بوجود ابعاد موازية
لبعدهم عقاباً و اقاموا اغلفة قوية لا تخترق بسهولة ".
" و أُنشئ مجلس يتكون من اربعة حُكام
واحد بشري و الثاني ألف و الثالث شيطان و الاخير تنين
يحافظون على نظام الابعاد هذا و سمُوا بِـ ' حكام الابعاد ' ".
" أشعر بالخجل لأني أنتمي للبشر الأن ".
اردفت ليقهقه بخفة و يعبثر شعرها.
" لم تكوني مولودةً حتى في ذاك الوقت لمَ تشعرين
بالخجل و ما لكِ يداً بالامر ".
واساها.
" لكن .. قلت سابقاً ان بقية المخلوقات قد تغذت على البشر
فمالذي فعلوه عندما انفصلوا و انتقلوا للابعاد
مالذي تغذوا عليه؟ ".
" و هذا ينقلنا لموضوع ستجدينه مثير للأشمئزاز ".
" اتفق الحكام على جلب بعض الدماء البشرية و دماء الحيوانات لبُعد الشياطين الذين بين فترة و اخرى
لا يستطيعون العيش بدون دماء ".
" و من أين؟ ".
" كانوا يقتلون سابقاً من اجلها ، لكن الان يبتاعون
من المستشفيات ".
اردف بحرج.
" مع ذلك معظم الشياطين لم يرضوا بهذا و بعد
عدة اجتماعات أجبروا على تقبل الامر ".
" تبدو كقصة خيالية حقاً ".
اردفت يون لتضم ساقيها لصدرها ليمسد
على رأسها.
لم يرد ان يكون من يخبر يون بهذه الحقائق المُرة.
" و أنت؟ ، لمن تنتمي؟ ".
سكت لحظات يفكر بأجابته.
" من الصعب كونك نكرة لا تنتمي لأي بعد
تامايو نُـونا! ".
" لا بومقيو ، فأنت تنتمي لكلا البُعدين ".
مرت هذه اللحظة من طفولته بذاكرته.
" أعتقد أنني انتمي لكل من بُعدي البشر و الشياطين ".
أجابها بشيئاً من الشك.
" ماذا؟ ".
" ينعتون امثالي بالهجين في بعد الشياطين ".
اردف لتتسع عينيها.
" يعني ان احد والديك شيط- ".
اردفت ليقاطعها نافياً بكلامه:
" لا كلاهما بشريان ".
" لكن الهجين هو ما ينتج عن تزاوج صنفين
مختلفين ، بومقيو ".
" أعلم فقط هم يطلقون هذا اللقب استهزاءاً ربما ".
" أعتقد أن الوقت حان لتعرفي كُل شيء عني ".
اردف يتظاهر الحماس ليخرج الخيط الذي اعطاه اياه سوبين.
هو لا يريد ان توجه نظرة الشفقة ناحيته
بعد أن ترى ذكرياته.
مدت يدها بتردد لتشبكها مع يده.
عقد يده معها ليردف بينما يحاول شد الخيط
حول يديهما و هي تساعده :
" أسف حقاً لأنني أطلعك على هذا متأخراً ".
" لا بأس بومقيو ، أتفهم خوفك اتجاه الامر فهو
كقصة خيالية لا استطيع تخييل وجودها على ارض الواقع ".
قبلت وجنته بدفئ عندما انهت كلامها ليشعر
بتحسن كبير.
" في الحقيقة هناك اكثر من هذا السبب ، سترينهم
الأن هيا اغمضِ عينيك و صفي فكرك ".
اخذت نفساً عميقاً لتثق به و تصفي فكرها و هي
مغمضة العينين.
سمعت بومقيو يتمتم بنفس كلمات تعويذة سوبين
قبلاً لتشعر بحرارة الخيط المتوهج على كفها.
Flash back start:
و وسط الحديقة الكبيرة تلك لمحت طفلاً صغيراً
يلعب بالكرة مع أمرآة بدت تنتمي لخدم القصر الذي
يقبع خلفهم.
" أيفيليـا مرري لي الكُرة ! ".
صاح الطفل بحماس.
" لكن السيدة تشوى أخبرتني بأن أدخلك المنزل
لتناول الغداء وقت اللعب قد أنتهى بومقيو ".
اردفت الخادمة بلطف تحاول أقناعه.
" لكني أريد اللعب أيفيلياا ".
" لندخل و نتناول الغداء ليكبر بومقيو بسرعة من و يبات
عمره خمسة عشر سنة بدل خمس سنين ".
اردفت بلطف قبل ان تتحول ملامح وجهها البشوشة
لأخرى مرتعبة عندما لمحت عينيه.
التي اصبحت مخيفة مغيرتاً لونها من الاسود للفضي
و قد تغيرت تعابير وجهه الطفولية لأخرى تشبه خاصة مغتال.
" قلت لكِ أني اريد اللعب أيفيليا ، مرري الكرة ".
اردف بهدوء.
لتشعر الاخرى بجسدها يتحرك بدون ان تأمره
لتلقط الكرة و ترميها ناحية بومقيو الذي التقطها لتعود
ملامح و لون عينيه لحالهما السابق.
" تمريرتك جيدة حقاً ايفيلياا ".
اردف بحماس.
--
في ذلك المكتب الكبير يقف الطفل بومقيو منزلاً
رأسه نحو الارض.
بينما يجلس رجل شاب و أمرآة ذات شعر اسود
على الاريكة امامه.
" أسفة سيد تشوى لكن هذا الشيء الذي تجده عصيباً
شيء طبيعي جداً بالنسبة لفتى في الخامسة من عمره ".
" اعني بالطبع ستظهر قواه بشكل لا أرادي منه و لن
يستطيع التحكم بها بدون تدريب ".
اردفت الأمرآة.
" و كيف من المفترض ان ندربه سيدة كيم تامايو ؟ ".
" سأتكفل بكل التجهيزات مع الخدم .. لكني أحتاج
التأكد من شيء واحد فحسب ".
اردفت لتتجه نحو بومقيو.
" عزيزي بومقيو ، أيمكنني أزالت هذه الضمادة
عن ذراعك للحظة؟ ".
سألته ليومئ بهدوء.
ابعدت تلك الضمادة من على جرحه
بنية شم رائحة دمائه لتفتح عينيها على مصرعيهما.
" هناك خطب ما؟ ".
اردف السيد تشوى بقلق.
" لا فقط .. فالواقع أبنك مميز .. و كثيراً ".
اردفت تعيد الضمادة على جرحه.
" أبنك شيطان من الصنف الاكثر ندوره ، صنف
الدم الأسود ".
" انسى امر التجهيزات لاني سأتكفل حتى بتدريبه ".
" شكراً سيدة كيم ، انا ممتن لأنه سيخضع على
التدريب من قبل خبيرة مثلك ".
" لا شكر على واجب ، سأحضر لاحقاً لمناقشة
تفاصيل اكثر حول قدراته معك لأني مشغولةً الان ".
و حالما غادرت حتى رفع بومقيو رأسه ليهتف
بحماس :
" سأخضع لتدريب يمكنني من أن اكون مثل
بات مان صحيح أبي؟ ".
" بل ستكون أقوى منه بُني ".
" و سأستطيع أدارة شركتك و جعلها عالمية؟ ".
اردف تالياً بسعادة.
" بالطبع ستستطيع بُني ".
" لكن أبي .. كان يراودني سؤال حول .. بما أنك
و أمي و البقية شياطين مثلي ، لمَا لم تقوموا بجعل الشركة
عالمية و كبيرة ؟ ".
ليتوتر والده بشكل واضح قبل ان يردف:
" حاولت لكني لم أنجح ، مع ذلك انا متأكد أن
ولدي المميز سينجح بدلاً عني ".
" من الرائع ان تكون تحت حسن ظن الجميع شكراً
أبي ، متى سأبدأ التدريب ما رأيك بالأن؟ ".
اكمل بسعادة يتحرك بشكل عشوائي بالمكتب.
--
دلف المنزل و هو يحمل حقيبته على
ظهره و قد بلغ الثانية عشر من عمره اليوم.
لينزع حقيبته بعد ان اشار لها لتبدو و كأنها
تطير بالهواء عندما حطت على حافة الدرج ، فبعد
تدريب شاق بدأ يتقن قدراته.
" ايفيليا ، حضرتِ الكعكة صحيح؟ ".
اردف لتومئ له و تناولها له بصحن زجاجي.
ابتسم بخفة قبل ان يستقبلها بعدما شكرها ليتجه
يبحث عن والديه ليحتفل معهما.
" أمي ، أبي لقد عُدت .. لن تحزرا لكن قد قام
زُملائي بالصف بمفاجأتي بأحتف- ".
اردف بسعادة قبل يقاطعه سماعه لصوت امه
العالي الخارج من مكتب أبيه.
" بسببك و بسبب شركتك أبني الأن وحش ذو
قدرات مخيفة! ، تدرك أنه قد استمر بتحريك الخدم
كما يشاء طيلة الايام الماضية؟ ".
سكن مكانه و هو يحاول استيعاب ما تقوله أمه
و قد نعتته بالوحش تواً.
" لمَ تتظاهرين بأنك تواً تعلمين بعواقب الأبرة التي ستبقيه
حياً ،هو يبلغ الان الثانية عشر من عمر يا أيرينا! ".
" أبرة؟ ".
همس يكلم نفسه قبل ان يقترب من باب
مكتب ابيه يستمع لما يقولونه.
" لم أعد أهتم ، لا اريد لأبني ان يكبر امامي بهذه
الطريقة ، هو يبدو كمُغتال بطرق قتاله و دفاعه عن نفسه ".
" على فكرة ما هي إلا مسألة وقت حتى يفهم أن
الطفولة التي عاشها ليست بعادية و يدرك أننا بشر و هو
الشيطان الوحيد بيننا! ".
نزلت تلك الكلمات على مسمعه كالصاعقة
التي جمدته بعدما علت وجهه ملامح الصدمة.
لينزلق صحن الكعكة من بين يديه ساقطاً على الارض
بعدما تكسر لأشلاء.
خرج كل من والديه الهلعين تالياً على صوت
تحطم الصحن ليجداه امامهما ينظر لهما بفراغ و قد
تاكدا انه قد سمعهما.
" بومقيو بُني- ".
" كُنتما تكذبان علي طيلة الوقت ، أمي أبي؟ ".
" انا حقاً لا اصدق أنكما فعلتما هذا بي .. قد كان
الشيء الوحيد الذي يواسيني عندما اكون مجهداً بالتدريب
هو أني لستُ الوحيد من يعاني من كونه شيطاناً ".
" لا أصدق انك فعلت هذا لأجل شركتك أبي ".
هذا اخر ما اردف به قبل ان يهرول مغادراً المنزل
و هو يكبت دموعه و غصته و مناداتهم و ترجيهم له
قد كانا تحت مسامعه لكنه لم يعد يهتم.
و كان ذلك اول يوم له يتأخر بالعودة للمنزل
إذ بقي يبكي بحرقة عند نهر لساعات.
و هناك التقى يونجون و سوبين الذان حاولا
مساعدته.
--
كان يعبث بهاتفه بملل و قد كبر اربع سنين ليبلغ
السادسة عشرة من عمره.
قبل ان يدخل جده الذي حُمِل بالأكياس لينهض
بهدف مساعدته و قد ارتسمت ابتسامة واسعة على محياه.
" جدي جدي ، لن تحزر ابداً لكن التقيت بفتيان
غير يونجون و سوبين ، الاول يدعى كاي و الثاني تايهيون ".
" و هُما يملكان نفس مشكلتك؟ ".
" أجل ، لقد استشعرت قواهما لأول مرة اليوم
بعدها صارحنا بعضنا بشأن سرنا و تحولنا لهيئاتنا
كان الامر مجنوناً تمينت لو كنت هناك لترى ".
" كما أن كاي ينتمي للإلف و البشر كـسوبين
لذا لم يعد سوبين الوحيد الذي يستخدم السحر ".
قهقه جده بخفة على حماس حفيده الذي دفعه لتفريغ
و ترتيب محتويات الاكياس و هو يتكلم بدون ان يشعر.
" اذاً بما أنك سعيد الأن لكونك لستَ بوحيد
بهذه المشكلة ، ستتصالح مع والديك؟ ".
" لمَ تريد التخلص مني جدي؟ ".
تذمر.
" لا اريد التخلص منك يا اخرق و أنما مقاطعتهما
لأربع سنوات امراً قاساً عليهما ".
" لا أكترث ، كما أنه كان يضربني بالسوط عندما
اتهاون بالتدريب و هذا ما لن اسامحه عليه ".
رد.
لتدخل جدته بهدف تفحص الطعام الذي وضعته
بالفرن.
" جدتي ، لنلعب بعض العاب الفيديو معاً
يونجون مشغول اليوم بالتدرب على تحكمه بالضوء ".
" لا بأس معي لكن لا تبكي طوال الليل عندما
تخسر امامي ".
ردت عليه لتعود ناحية غرفة المعيشة.
" سأريك من سيخسر ".
اردف بومقيو.
" جدي أنت و بحق محظوظ بجدتي ، هي مفعمة
بالحيوية و المتعة حتى بعدما باتت عجوز! ".
اردف ليقهقه جده.
" ستجد الشخص الذي يحبك و يملك نفس
اهتمامتك انت ايضاً بومقيو ".
" لا أظن ، جميع الفتيات في المدرسة مملات و متصنعات
و مغرورات و لا يهتممن بشيء غير مظهرهن ".
" كما لا أظن ان احداهن ستتقبلني كما انا ، و لا
اريد الزواج بشيطانة قد تمتص دمي و انا نائم ".
" ستجد تلك الفتاة و ستجد سعادتك معها انا متأكد ".
" رُبما و رُبما لا ، أنا ذاهب لأهزم جدتي ".
اردف ليغادر المطبخ.
صدحت تالياً اصوات ضحكاتهم و تشجيع
الجد لبومقيو اشتموا رائحة دخان.
استقام الجد تالياً ليلمح النار التي احرقت المطبخ
بأكمله و بدأت بأشعال الدرج المجاور للمطبخ.
و قد خمنوا ان السبب هو الفرن الذي لم تقم
جدته بأطفاء ناره.
ليجد جده و جدته هلعين بعدما قالا ان أن مفاتيح
الابواب كان بالمطبخ و قد اكلتها النار بالفعل.
تجمد بومقيو مكانه لا يملك فكرة حول ما يجب
ان يفعله.
" بومقيو أتصل بالاطفاء بسرعة! ".
صاح جده.
" ح-حاضر ".
اردف ليرفع هاتفه بيديه المرتجفتين
يحاول تذكر رقم مركز الاطفاء.
اتصل بهم تالياً و اخبرهم بموقع المنزل لكن
قلقه لم يزل حتى بعدما اقفل الخط.
ليشعر بقلبه ينزلق ليقع بمعدته خوفاً عندما
سمع جده يردف :
" خاتم الالماس الذي اهدتنا اياه أمي لا يزال
بالاعلى ".
" جدي! اياك ان تصعد ، النيران قد بدأت
بالصعود للأعلى بالفعل ".
" لكنه الذكرى الوحيدة بعد مماتها ، سأعود بسرعة
البرق بعد ان احضره ".
شعر بحباله الصوتية تتقطع و هو ينادي جده
ليعيد التفكير و ينزل كما تفعل جدته.
لكن لا مجال فقد صعد بالفعل لتمتلئ مقلتيه
دموعاً غير قادر على تخيل حياته أن اصاب جده أذى.
قد قام برعايته منذ هجر منزل اهله و عاش
معه افضل ايام عمره.
يحاول التحكم بجسده لاستخدام اي واحدة من
قواه التسعة لأنقاذ جده بأي طريقة ممكنة لكن لم تخطر
بباله ولا طريقة وقد سار الخوف في جميع اطرافه.
ليقاطع نوبة هلعه سماع صوت اقتلاع الباب من
قبل رجال الاطفاء فقد اخبرهم بالفعل ان الباب مقفول.
ليباشروا بأخراجهم و اطفاء الحريق.
" جدي بالاعلى ارجوك اطفىء النار و أخرجه ! ".
صاح بصوت عالاً وسط دموعه.
ليخرجه بقية رجال الاطفاء مع جدته لحديقة المنزل
حيث جلس القرفصاء يبكي بحرقة و يتمنى ان يكون جده سالم.
ليستقيم تالياً بهلع عندما لمح رجال الاطفاء
يخرجون واحداً تلو الاخر بملامح شاحبة.
" أين هو؟ ، أنقذتموه صحيح؟ ".
اردف بهلع ليسقط فكه عندما لمح جثة جده
التي يلفونها بغطاء أبيض.
كان أكثر منظراً بشع قد سبق و رأه.
بقي ساكناً بدون تعابير و هو ينظر للجثة و جدته
المنهارة.
و قد كره نفسه لأنه لم يستطع انقاذ أعز شخص
على قلبه من حادث حريق لخوفه.
Flash back end.
فتحت عينيها اخيراً و هي تشعر بصداع و دوار
قويان بعد أن ارخى بومقيو يده عن خاصتها.
" يون أنتِ بخير؟ ".
اردف بقلق عندما امسكت رأسها و عادت
لأغماض عينيها.
سحبها ناحيته تالياً ليستقر رأسها على صدره بينما
يمسد على شعرها.
" أكانت فكرة أن أريك ذكرياتي سيئة حقاً؟ ، مازال
هناك الكثير من الاشياء التي لم أوضحها .. ".
" أنا بخير شعرت ببعض الدوار فحسب ".
اردفت بهدوء.
" مهلاً مازال هناك اشياء لم تخبرني بها؟ ، لمَ
حياتك مُعقدة بهذا الشكل يا فتى ".
تذمرت ليقهقه.
" بعدما غادرت المنزل بأيام اتجهت لمنزل تامايو
و سألتها عن القصة الحقيقية ".
" أخبرتني تالياً انها نصف شيطانة نُفيت لعالم البشر لمساعدتها
لأنسان قبلاً ، و أخذت تعمل كطبيبة ".
" و أستخدمت كلمة نُفيت لأن أي صاحب دم مختلط
يستطيع اختيار البعد الذي سيعيش به و هي أختارت بعد
الشياطين لكن نُفيت لبعد البشر بعد عدة سنين ".
" و عندما انجباني والدي .. كُنت ضعيف البنية
لذا كُنت سأموت في غضون ايام ".
" لكن أهلي أستدعوا كل الاطباء على آمل أن أتعالج
و أعيش لكن لم يفلح الأمر .. حتى أستدعوا تامايو في
مرحلةً ما ".
" بعدما رأت نظرات الخوف التي بأعينهم قررت أن تساعدهم
بالطريقة الغير قانونية ".
" و ما هي؟ ".
سألته بينما لا يزالان على وضعيتهما السابقة.
" بما أن الشياطين تملك قدرة على التجدد و اصلاح
أعضائها بنفسها ، أقترحت على والدي أن تحولني لنصف
شيطان ، و الادهى انهما وافقا ".
" مهلاً ، قدرة تجدد؟ .. لهذا جروح يدك بعد مشروع
الكيمياء و بعد ان خدشت بسطح مكتبي قد ألتئمت بسرعة إذاً ".
" ذكية ".
" تالياً جرحت نفسها لتضع بعضاً من دمها في أبرة
و لقحتني به ، و بعدها اصبحت دمائي مُختلطة ما بين
دماء بشر و شياطين ".
" أنا آسفة لأجبارك على التحدث حول هذا بومقيو ".
اردفت تُمسد على لوح كتفه ليومئ نافياً.
" شعرت براحة اكبر عندما أطلعتك على أكبر
اسراري ، و الأدهى أنكِ لازلتِ نائمتاً على صدري بدون
خوف ".
تحمحمت تالياً بحرج عندما ادركت أنها لم تخف
منه و لا قليلاً للتو.
تملك نفس طباع والدها الذي تجاهل خطورة الامر
و أخذ بالبحث عن منقذة حياته حتى مماته.
سكتا للحظات قبل ان تردف:
" قلت أن لكل شيطان تسع قدرات .. لكنك لم تذكر
لي قدراتك ".
" صحيح ".
اردف بعدما تذكر.
" بما أن دمي مُختلط فأنا أملك هيئتين الأولى البشرية
التي أنا عليها الان و الثانية الشيطانية التي رأيتها في ذلك اليوم ".
" إذاً و بطبيعة الحال ، بقية الشياطين لا يستطيعون
التحول كبشر مثلك؟ ".
" بالضبط ، فقط من دمهم مختلط يمتلكون هذهِ الخاصية ".
" المهم .. أتحول عادةً لهيئتي الشيطانية بأرادتي لكن عند
نقص الدم الذي اشربه أضعف و أتحول بغير ارادة مني ".
" تشتري الدماء من المستشفيات؟ ".
سألته ليومئ بحرج.
" أما بالنسبة لِقدرات- ".
اردف لتقاطعه قائلتاً بحماس:
" بما أنك تستطيع التحول بأرادتك هلا تتحول الأن؟ ".
" ماللعنة ظننتك خفتـي؟ ".
اردف بتفاجئ لتجيب:
" لا ، بدوت وسيماً أكثر بشعرك الأسود ".
ضحك بخفة و قد تذكر أنه يملك تلك الفتاة التي تختلف
عن بقيتهن ، كما وعده جده أن يمتلكها.
" حسناً لكن لندخل ، سيتاح لي فرصة لأريك قدراتي
بشكل أفضل ان تحولت بالاساس ".
ابتسمت بأتساع لتستقيم سابقتاً اياه بالدخول.
تمتم بكلمات قليلة بينما يتمشى للداخل ورائها
ليبدأ شعره بالتصبغ باللون الاسود من جذوره حتى اطرافه
كما بدأت لون عينيه بالميول للفضي و بشرته بالميول للأبيض
الشاحب و قد كَبِر احد انيابه ليبات حاداً.
خرجت ضحكة ساخرة من بين شفتيه عندما وجد
يون امامه ترمقه بنظرات اعجاب بينما تتأمله.
" ما هذهِ النظرات؟ ".
" أ-أخبرتك سابقاً أنني حلمت بالارتباط بمصاص دماء؟ ".
" أجل فعلتِ ، كما أني نصف شيطان لا مصاص دماء ".
" لا يهم تبدو وسيماً مثلهم تماماً ".
قهقه بخفة قبل ان يردف بمكر :
" كما أستطيع شرب دمائك كما كانوا ليفعلوا عند
الارتباط بكِ ".
لكنها لم تفهم مزحته و انما اكتفت برمقه بنظرات
ازدراء ممزوجة بخوف.
لحظات حتى انفجر الأخر ضاحكاً لأنه قد نجح
بأخافتها بالفعل لتستوعب انه كان يمزح.
" وغد ماهر بالتمثيل ".
تذمرت تركله بخفة.
ليقاطع جوهم السعيد صوت هاتف بومقيو
الذي يعلن ان هناك من يتصل بهِ.
اخرج هاتفه من جيبه ليردف بشيئاً من القلق :
" أنه جونغكوك ".
" رُد عليه ".
أومئ لها ليقبل المكالمة و قد وضع
الهاتف على أذنه.
" اهلاً هيونغ ".
" بومقيو ، أرجوك أخبرني أنك مع يون
و أنك لم تدعها تعود للمنزل وحيدة ".
" أنا معها بالفعل و نحن في المنزل ، مالذي طرأ؟ ".
" طوقت الشرطة معظم أحياء بوسان فقد
طرأت جريمة قتل مجدداً لكن في حي مختلف هذه المرة ".
" ماللعنة؟ ".
-
.‧₊ 𝑏𝑒 𝐶𝑜𝑛𝑡𝑖𝑛𝑢𝑒𝑑ᔾᔾ. ➥
اكثر فصل عانيت فيه بالشرح اكتمل 😭.
اتمنى يعجبكم و تكون الفكرة واضحة رغم لسا
ما وضحت قدرات بيوم.
بس تقريباً شرحت 90% من الفكرة و اعتبر
ذا انجاز عن نفسي :).
اعتذر اذا كان في أي أخطاء أملائية.
- رأيكم؟.
- أنتقادات / أقتراحات / اضافات؟ .
- أسألة حول الفكرة؟ .
- شي ما فهمتوه؟ .
سـي يِـو 💗.