هيتروكروميا .. (تحت الأرض )

By CyrineAdel

108K 5.8K 718

هيتروكروميا هي تَغَايُرُ تَلَوُّنِ القُزَحِيَّتين More

المقدمة
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل لثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون .. الخاتمة .. والاخير

الفصل العاشر

2.8K 188 15
By CyrineAdel

رمش كريم بدموع لا يستوعب أنه يعيش هذا الحدث

يعيش نفس الألم مرة اخري ..

من ظلم لا بد أن يُظلم يوماً.

وهل يؤمن بتلك المقولة !..

لا يعلم ..

هو فقط يعلم أنهم لا يُظلمون!

هم جبابرة ليس لديهم رحمة..

اغمض عينيه يري عمه جابر يعتدي علي شقيقته الراحلة بينما صراخها يطن في أذنيه

وكان يتمني أن يكون موجود لينقذها..

ابتلع ريقه بتشوش
وها هو الأن موجود لكنه عاجز
!..

يشاهد ما يحدث بصدمة ..

رمش عدة مرات يري بسمة شقيقته وتقبيلها لوجنته ليتقاسم معها الخبز الخاص به

يري ركضها في الارض الذراعية وخوفها من بهيمة عمهما لتحتمي به بضحك طفولي

ونعم كان يراها طفلة وكأنه ليس طفل

ولم تترك له الحياة خيارات ليختار أن يحيا طفولة يستحقها أي صغير في سنه

- لا

همس بأنين محاولا النهوض ولن يترك عمه ينهش شقيقته الصغيرة كما ينهش جاسم عنق رونزا في تقبيل شرس

لن يتركه يأكل من كل قطعة بها ليمزقها كما يمزق الاسد الغزال الصغير




- ابتعد

همس بوهن متوقفا وفارت دمائه وهو يري معافرة رونزا قبل أن تستلم فاقدة وعيها بألم وصدمة

وكأن الحياة دبت به! ..

كأنه اصبح ذو طاقة خارقة مكنته من التحرك!..

فقط التحرك رغم دمار جسده الصغير من الضربات العنيفة..

- لا

صرخ عليه يري الدماء حول شقيقته في المطبخ بعدما انتحرت من الصدمة

يري صراخ والدته واحتضنها للجثة بينما هو كان قد جلس القرفصاء يكتم أذنيه بنفي مصدوم

وكم تمني قتل عمه .. كم تمني تمزيقه اربًا..

وها قد أتته الفرصة!!

نظر حوله وركض لا يشعر بألم ولا عضمه وكأنه لم يتلقي الضرب من الاساس

حمل اكبر حجر كان قد سقط اثناء تكسيرها وحفرها للحائط ليضربه بقوة فوق رأسه !

تآوه جاسم والتفت ناظرا له بغضب
ولكنه لم يتوقع حفنة التراب التي ملأت عينيه ليصرخ بإحتراق محاولا فتحهما

وكان كريم يتوقع عدم موته من ضربة الحجر وقد ضربته رونزا بعبوة العسل

سقط جاسم ارضا محاولا فتح عينيه بهياج وتناول كريم احدي زجاجات العصير ليهبط بها بكل قوته فوق رأسه!

وتفتت من انكسارها.. وثبت كل شئ للحظة!

كما صرخ جاسم للحظة متحسسا رأسه وتلك الدماء التي سالت قبل أن تدور به الارض ليرتمي فاقدا وعيه !

رمش كريم ناظرا له برجفة وركض عليها ببكاء جاذبا بقايا القميص الممزق ليحتضنها بنحيب متوسلا بقائها ولن يتحمل رحيلها هي الآخرى

ذلك الألم يفوق طاقة احتماله

- ارجوكِ .. انا اتيت لا ترحلي .. اتوسل لكِ

تمتم ببكاء محيطا رأسها بذاعيه الصغيرة بينما دموعه تهبط مغرقة وجهها برجفة

ومر الوقت قبل أن تتحرك بأنين وضياع

رفرفت جفونها بتشوش ناظرة امامها وانتفضت برعشة وذعر محاولة اخفاء جسدها
لتصرخ بألم من اصابعها المكسورة

وفي لحظة التفتت لتتسع عينيها من نوم جاسم نازفا جانبها

شهقت لا تتذكر شئ وعادت تتلفت بصدمة حتي رأت كريم جالسا في الخلف بسكون لتستوعب أن كريم ضربه !

ارتجفت شفتيها لا تصدق وتحرك ذراعها السليم محيطًا جسدها بذلك القميص للمتهالك عليها

نظرت له بدموع واهتزاز وشهقت ببكاء زاحفة نحوه ولا تعلم متي أنقذها

لكن...

هو حقا أنقذها ..

- كريم

همست بإسمه ونظر لها بدموع مجروحة لتشهق ببكاء عنيف محتضنة جسده بقوة منتفضة بينما اصابعها المكسورة ترتعش

- لقد قتلته

همس بها بتعرق وذعر وفي النهاية هو مجرد طفل ولا يتحمل ما فعله

وشهقت هي ببكاء عالي منتحبة كطفلة ضاعت في الطريق تصرخ ببكاء قوي

اغمضت عينيها مشددة من احتضان جسده وحقا لا تعلم هل تحميه أم تحتمي به

وكم تشعر بضعفها وذعرها ..

عقلها لا يستوعب ما تعرضت له ..

لا تستوعب ما تعرض كريم له ولا كل ما يخوضه في تلك الحياة ..

- ابي

همست مناجية دون شعور وذراعها السليم يشدد من احتضان الصغير وكم تتمني رؤية ابيها وليته يعلم وهو سيقلب الكون ويأتي بها ..

هو سيحميها ويحمي كريم ..

هو يأمنهما من كل شئ وشر ..

شهق كريم منتفضًا وفي تلك اللحظة يشعر حقا وكأنه يعانق شقيقته لاول مرة ..

كما كانت هي تشعر وكأن ذراع ابيها تضمها لتطمئنها ..

******

عواقب الغضب أخطر بكثير من أسبابه
وعواقب غضبه كانت مرعبة!
.

جلس حسام في الخارج يشعر بالاختناق ومازال لديه طاقة قادرة علي تدمير الفندق والمطعم وحتي المكان بأكمله بجميع الاشخاص الموجودين به
وليس مجرد تحطيم شخصين كما حدث!!
- حسام
همست له بقلق من جلوسه مستندًا بمرفقيه فوق ركبتيه بنهيج حارق بينما يديه مصابة بكدمات حمراء من قوة ضربه لوجه الرجال
وكأنه مارس المصارعة دون قفازات!
- حسام
عادت هامسة بينما كان هو في عالم اخر ولا يستطيع التحمل أكثر
لا يستطيع انتظار ساعة اضافية دون البحث عن رونزا ..
وكم يخفق قلبه بذعر عندما يتخيلها فاقدة للحياة في مكان ما ..
- حاول الهدوء
- اصمتي
قاطعها بغضب مكبوت
وصمتت بإرتباك من لهجته وأمره القاسي
لتلتفت ناظرة لسيارة الاسعاف التي حضرت حاملة النادل وذلك الرجل الذي كان ينظر لها
ابتلع حسام ريقه وليس نادم علي ضربهما وإن كانا دون مبادئ وشرف من اجل المال فاليحترقوا بجحيمهم

******

قالوا أن الخوف وليد الجهل
فإن من يجهل الشيء يخافه
.
لكنه يخاف بسبب علمه بقوة وتجبر هذا الشئ!


ابتعدت رونزا بعد وقت ناظرة لوجه كريم الثابت دون حياة والتفتت تنظر نحو جاسم لتزحف بيدها السليمة
ولا تقوي علي النهوض والحركة حقا

تحسست عرق رقبته ورمشت من شعورها بالنبض لتنظر بدموع نحو كريم

- لم تقتله.. هو فاقد للوعي فقط

وكانت تتحدث وكأنها تريحه من خوفه وعذاب الضمير
ولا تعلم أن ما خاضه جعل ضميره يموت
ليهمس بشرود

- علينا قتله قبل أن ينهض ..

قضبت جبينها ناظرة له بصدمة ونهض ملتفت حوله ليقترب من الاحجار

- علي قتله قبل أن يستيقظ

ونهضت بأنين محاولة ابعاد اصابعها عن اي تلامس لتسرع نحوه ملتقطة الحجر من بين يديه

- لا كريم .. انت لست قاتل .. لن نقتله

رفع بصره لها نافيا بخوف

- إن استيقظ سيعتدي عليكِ ويقتلني ..

رمشت بدموع وما يقوله صحيح
ولكن لا تستطيع تركه ليقتل انسان وهو مجرد طفل

هي نفسها لا تستطيع القتل لتجعل طفل يعيش هذا الشعور المرعب
ودائما كانت تعلم من أبيها عندما تسأله عن قسوة قلوب الارهابيين

فيجيب بدموع متذكرا ابنته روما

- من يقتل مرة يخاف في البداية ويذعر ويهتز حتي انه يبكي بصدمة لان طبيعتنا البشرية ليست بتلك القوة
ولكن هذا يحدث اول مرة فقط وكأنه من تأثير الصدمة

ثم يصبح الأمر عاديا وسهلا وكأنه ترك الشيطان يتلبسه فيتحول لسفاحًا دون شعور
والارهابيين هكذا ..
مجرد شياطين دون شعور

نفت بدموع واقتربت محتضنة كريم بيدها السليمة لتبكي بقوة وحقا عاجزة عن التصرف
ولكن مستحيل أن تجعله يقتل وإن تحتم الامر علي أحدا فيهما فمؤكد ستكون هي من تقتل!!

ألا تضحي الامهات من أجل اطفالهن!

- دعينا نحرقه

همس بها كريم وابتعد برأسه عن فخذها لينظر لها للاعلي قبل أن يتحرك ببطء من ألم جسده متناولا اكبر شمعة من عبوة الشموع الكبيرة واضائها من احدي المشتعلات لتُضئ

- سنحرقه ويموت وحده

همس لها ناظرا للشمعة بذعر ونفت ببكاء شديد لتقترب نافخة فوق الشعلة بين يديه
قبل أن تجلس فوق ركبتيها امامه متحسسة خصلاته ووجهه بكفها السليم

- لا تفكر بطريقة للقتل .. انت لن تقتل احد كريم .. انا من سيفعل ذلك وليس أنت ..
يكفي انك انقذتني
نظر لها بأمل ودموع من نطقها انه انقذها
وتابعت متأملة وجهه الجميل
- حبيبي حقا انت رجلا وكان علي والدتك الوثوق بك.. حقًا هي من خسرت

رمش ناظرا لها ببكاء وكأنه يريد تصديق ما تقوله
ومن واقع خبرة دراستها وعملها كانت تعلم أن عدم ثقة والدته به كسرته كما كسره انتحار شقيقته

- حقا؟!

همس متسائلا واومأت ببكاء ماسحة وجنته بحنان

- بالطبع .. انظر انت انقذت حياتي ..
لو لم تكن هنا لكنت ضعت
..
انا واثقة انك لست عاجز
فقط الظروف كانت ضدك وإن كنت مع شقيقتك كنت ستنقذها وما فعلته معي خير دليل

سقطت دموعه ناظرا لها بحدقات لامعة وكم كان يموت من تأنيب ضميره وانه عاجز ولم يكن سيستطيع تخلص شيقيته حتي وإن كان معها

شهقت دموع عندما احتضن رقبتها ليبكي بصوت طفولي منحور داخل كتفها حتي همس بذعر

- لكنه سيقتلنا إن فاق

ابتلعت ريقها بصمت، وتمتم هو بيأس حزين

- لا نستطيع الخروج من الباب فالمفتاح ببصمة يده.. لا نستطيع حمله وإيقافه معا أليس كذلك؟

نفت بدموع وبالفعل رغم أن المفتاح اصبح معهم إلا أن إستخدامه والخروج مستحيل!

تنهدت ببكاء مشددة من ضمه لها لتهمس بإرهاق

- لا تخف .. سنكون بخير .. سيساعدنا الله

*****

تكره الأنثى الكذب ...

ويكره الرجل الخيانة ...

كلاهما يكره ما يتقنه جيداً !!

شرد لا يصدق ما يعيشه ولا يصدق كون كل ما يحدث مجرد لُعبة مدبرة!

نظرت له بصمتٍ رغم قفز قلبها في الداخل من سعادتها ومازال مشهد ضربه للعامل والرجل أمامها وقد تحول لوحشٍ كاسر دون مبالغة فقط من غيرته عليها!

- هل انت بخير؟!

سألته بهمس مقتربة من الأريكة حتي جلست جانبه بهدوء وقد صعد للغرفة ليجلس دون حديث وكأنه يفكر أو يهدأ نفسه

ونظر لها بصمتٍ لعدة ثوانٍ وكأنه يحاول الغوص في عقلها الخبيث ومأمرتها الدنيئة

- بخير

ابتسمت له رافعة يدها في لمسة حانية لكتفه وذراعه وظل ثابتاً فقط تحركت عضلة في فكة من جزه فوق ضروسه

- لكنك مازلت غاضب

تنهد بنفاذ صبر

وقطبت جبينها بحزن من غضبه وشعوره المُختنق مائلة برأسها فوق كتفه

- أعتذر منك.. ما كان علي إرتداء ذلك الثوب من البداية

نظر بثبات للفراغ أمامه وعيناه تشتعل بجمر دُفن في قلبه من فكرة ضياع رونزا منه
وعدم معرفته عن حالتها ومكانها بينما زادت هي من ضغطها فوق عضل ذراعه لتهمس بنعومة

- حُسام

تحركت حدقتيه المتشعلة في نظرة للفراغ امامه

- امممم

- لا تغضب

اغمض عينيه للحظة وكأنه يهدأ نفسه بالفعل
قبل أن يبتسم بسخرية من دلالها عليه وما تحاول اثارته به
وعلي الأغلب تلك الحمقاء لم تكن تعرف أن رونزا كانت بعيدة كل البعد عنه
بل ولم تكُن تَكن له ولو مجرد الشعور


- يجب أن نعود ظهراً لدي عمل

زمت شفتيها بضيق وإعتدلت في جلستها ناظرة لجانب وجهه لتشرد كثيراً داخل حدقتيه الفيروزية وحقاً لا تعلم كيف تتموج عينيه بهذا الجمال بمجرد إرتدائه لألوان عدة، هبطت بنظراتها لعنقه وماظهر من صدره
لتذهب لعضلات ذراعه وكتفه المفتولة

بينما نظراته كانت ثابتة عليها ويفهما جيدا
وليس أحمق ليخطئ في قراءة افكارها


- دعنا نبقي يوماً آخر
تنفس بقوة ناظرًا امامه

- وماذا سنخبر السيد برهان.. تعلمي أنه سيغضب إن علم بسفرك مجدداً

ابتسمت ناظرة لجانب وجهه
- سنخبره أننا سافرنا صباح اليوم لعمل طارئ!

ابتلع ريقه قوة والتفت ينظر لوجهها بينما ابتسمت هي بنعومة لنظراته وأخيراً إلتفت مجددًا ينظر نحوها
ولا تعلم كيف غرقت في عينيه لتقترب دون شعور رافعة كفها في تحسس لجانب وجهه قبل أن تقترب طابعة قُبلة رقيقة فوق شفتيه
!

وهذا ما كان يريده!!

تعمقت بقبلتها له تحت ثباته القاتم
وحقا هذا ما يريده وكانت يعلم أنها ستقدم عليه ولو تعلم كم أصبحت مكشوفه أمامه
!!

- دكتور رونزا

همس مبتعدا عنها مُتصنعاً الذهول وتنقلت بين نظراته بقلبٍ خافق وكأنها تري تأثير قُبلتها عليه وهل دمرته كما دمرتها فكرة لمس شفتيه!




- حُسام.. انا ...

همست بإرتباك واوقفها ناهضاً من مكانه بغضب

- من فضلك إجمعي أغراضك سأنتظرك في السيارة .. سيدتي!

عضت فوق شفتها برعشة وفركت يديها بصدمة من فعلتها وعلي الاغلب ما كان عليها التمادي لتلك الدرجة، وإن لم تتمادي كانت ستأمره بأن تظل يومًا آخر هنا
حتي وإن أجبرت لإخبار والدها بالسفر حقا .. فقط لتظل معه


وما لا تعرفه أنه يعلم هذا جيدا وإن لم يبسط لها طريق الخطأ معه كانت بكل سهولة ستأمره بأن يبقي وتخبر أبيها عن سفرها
وكان سيظل مرغما تحت واقع مهنته بينما هو يريد العودة

يريد رؤية هذا البيت مجددا ..

يريد البحث عنها في كل مكان قبل أن يواجه تلك الافعي ويقتلع عنقها حتي تخبره !!

*****

تنهدت رونزا في جلستها بينما كريم يجلس فوق قدميها واضعا رأسه فوق صدرها بصمت

- هل تعلم عندما كنت أخبر أبي أني ادعوا كثيرا لأنال شئ ولكن ادعيتي لا تتحقق

كان يقول لي أن الله يجيب الدعوات بطرق عدة

يقول نعم ويعطيك ما تريد ..
يقول لا ويعطيك الافضل
..

يقول اصبر واحتسب ويعطيك ما هو عظيم وجميل ..

كان يخبرني أن الله ارحم بنا من امهاتنا نفسهن رغم أن الأم علي استعداد لتضحي بنفسها
من اجل صغراها ..

تخيل أن الله ارحم بنا من هذا ايضا

رمش كريم ببسمة هادئة ناظرا لضوء الشموع وتابعت ماسحة فوق خصلاته بحنان

- الغبي هو من يعتقد أنه يستطيع فعل اي شئ وكل شئ .. نحن لا نستطيع وعلينا الدعاء وطلب المساعدة

كان ابي يخبرني انا وشقيقتي حتي لا نغتر بالمال والسلطة أننا لا شئ مقابل ذرة من القوة الإلاهية

بل حتي أن قوتنا وسلطتنا لا شئ مقابل شخص ضعيف وفقير ولكنه يستعين بالله

وهذا ما حذرنا منه ربنا في اول سورة له
رمش كريم بصمت حتي همس
بتساؤل هادئ

- ما هي ؟!.. وماذا قال؟

واستندت بذقنها فوق رأسه لتمسح فوق ظهره بحنان

- هل تعلم اني سألت نفس السؤال عندما كان ابي يتحدث الينا ولكن من كانت تجلس مثلك في حضنه كانت شقيقتي روما اما انا فكنت جالسة في حضن جدتي رحمها الله


تنهدت بدموع من فعلة روما بها وتابعت بعدما ابتلعت ريقها بصعوبة

- سورة اقرأ هي اول سورة .. وحذرنا بها من الاستغناء عنه ولو مهما بلغت قوتنا وتجبرنا
حذرنا من الاستغناء عنه ولو مهما بلغ يأسنا

- هل تخبريني بهذا حتي لا اقتله؟!

سألها بهدوء واغمضت عينيها بدموع هامسة في احتضان قوي لجسده الهزيل

- انت تريد قتله لانك تراه جابر ..
لكنه ليس عمك
!

تغضنت ملامحه بغضب وتابعت مسحها فوق ظهره مهدئة

- نعم كريم .. لا اريد مضايقتك ولكن تلك الحقيقة .. هذا جاسم وليس جابر .. هذا يحاول امتلاكني أنا وليس من تسبب بالأذي لعائلتك

سقطت دموعه ورفع بصره نحوها ليهمس بألم

- انا اعتبرك عائلتي

اومأت لعينيه اللامعة من الدموع وضوء الشموع وانحنت مقبلة رأسه قبل أن يخفق قلبها وتنتفض من صوت جاسم وعلي الاغلب عاد لوعيه!!

*******

-حسام

نادته بهمس ونظر لها بهدوء ورسمية

- تفضلي

زمت شفتيها من طريقته ونفخت ناظرة لتحرك الحافلة بهم لتعود ناظرة لجانب وجهه بصمت وكان يبدو هادئ رغم تلك النيران التي تتزايد داخله

ومازال يسترجع نبرة عامل الريسيبشن

- ارجوك سامحني سيدي

فلاش باك ...

خرج حسام من الغرفة ماسحًا شفتيه بمقت ليذهب ضاغطا ذر المصعد بعنف ودلف إليه متنفسا بقوة وعليه الهدوء وإلا قتلها

فقط عليه الهدوء وترتيب افكاره

عليه الذهاب اولا لذلك المنزل ..
عليه تفقده ومسح تلك القرية
اللعينة..

اغمض عينيه بقوة وخرج عندما فُتح باب المصعد ليتوقف في الرسبشن مواجها بسمة العامل اللبقة قبل أن يُخرج له بطاقة من محفظته

- اعتقد تستيطع القراءة .. تحرك معي !

تحدث بأمر خافت ونظر له العامل بإرتباك
ولا يعلم هل جعله يري هويته الحكومية ليقبض عليه أم ماذا سيفعل به
!

اشار لزميله بهدوء وتحرك بصمت معه حتي ذهب بإتجاه دورات المياه كما أمره حسام
قبل أن يشهق بذعر من ادخال حسام له للداخل بعنف
واتسعت عينيه بصدمة من ذلك السلاح الذي اشهره بوجهه

- تعلم أني استطيع قتلك والتغاضي عن الأمر .. حتي الكاميرات استطيع بسلطاتي الوصول لها وحتي مسح تقابلنا من الاساس
وحتي زيارتي للفندق بأكلمه

انت لا تعلم من انا ..

ابتلع العامل ريقه بخوف ناظرا له بتوسل وتنقل حسام بين عينيه قبل أن يتحدث بحقد

- سؤال اعرف اجابته ولكن سأسمعها منك إن راقت لي سأتركك
وإن لم تفلح بإقناعي سأفجر لك ذلك الرأس الغبي

اومأ الرجل مسرعا ناظرا لفواهة السلاح الموجه إليه

- كان يوجد غرف متاحة وكذبت بشأن الحجوزات.. أليس كذلك ؟

ارتجف الرجل بقلق حتي اومأ مبتلعًا ريقه بقلق ويشعر أن صراحته بها أمل لنجاته
رغم انها ستأتي بغضب ذلك المجنون


- السيدة قامت بحجز كل المتاح حتي الغرف الاضافية وامرت بأن نخبرك بعدم اتاحة اي غرفة

اومأ ناظرا للرجل

- حادث المطعم ما كان غرضه ؟.. هل تخديري أم فقط افتعال مشكلة مع النادل

اغمض الرجل عينيه مستدعيا كل ما لديه من جراءة

- تخديرك بالقهوة وعندما انسكبت جلبنا غيرها .. وتخديرك بالطعام إن لم تفلح القهوة
ولكنك لم تتناول أيًا منهم ..
وحادث النادل كان الاتفاق هو خلاف بسيط وليس رميها للنادل ككبش فداء للموقف

- اممم

تمتم ضاغطا ضروسه ودفع العامل الذي تراجع بذعر محاولا الاتزان

- اختفي من امامي وإن تحدثت بكلمة سأقضي عليك وعلي من تحدثت إليه .. هيا اذهب

اومأ سريعا بذعر وركض خارجا من امامه بينما دفع هو احد الابواب بغضب مكبوت ويشعر أنه علي بعد لحظة من الفتك بالجميع
كل شئ مجرد لعُبة مدبرة!..

- هل انت بخير ؟!

فاق علي سؤالها واومأ بصمت

- لما تتحدث برسمية معي!

سألته بضيق من اسلوبه ونظر لها ببرود صقيعي جمدها ليتحدث مشددا علي كلماته

- لان هذا هو الطبيعي .. وما فعلتيه من حماقة في الاعلي خارج حدود العمل وحدودك معي

- حماقة!

رددها بصدمة من وصفه للقُبلة واومأ مؤكدا

- نعم للاسف .. لا اجد وصف آخر للهراء الذي حدث

- حسنا اريد الصمت من فضلك

تحدثت سريعا بحزن ونظر للامام ببرود
وحقا شعرت وكأنه قسم قلبها وكيف لم تؤثر قبلتها به
..

كيف وهي متأكدة من عشقه لرونزا ..

عل كانت مخطئة وحقا لم يكن يشعر بشئ تجاهها كما اخبرتها رونزا !!!
ألم يكن بينهما علاقة ولو مجرد اعجاب !

******

تحرك جاسم مصدرًا انين قوي وانتفضت هي كما نظر كريم نحوه بذعر

لتهمس بإرتباك مشاهدة محاولة تحرك جاسم ونهوضه

- انهض وابتعد عني .. ايضا ابتعد عنه كريم ارجوك .. اذهب لتلك الزاوية.. هيا اسرع

اومأ كريم ناهضًا بقلق
حتي توقف واعتدل جاسم متكئًا فوق معصميه في محاولة للاعتدال والنهوض بينما كفه يتحسس رأسه حيث الجرح وذلك الدوار المداهم له بخلاف احتراق عينيه

- رونزا

نادي اسمها بخفوت ورفع رأسه محاولا استجماع رؤيته بوضوح حتي رأها جالسة جانبا تضم القميص فوق جسدها
بينما خط من الدماء وصل من انفها حتي لامس شفتها السفلية
..

ابتلع ريقه ناظرا لها بمفاجئة وكأنه لا يستوعب أنه أقدم علي ضربها بتلك الطريقة الوحشية

- رونزا ... اااه

همس اسمها متأوها من ألم رأسه
ليتذكر تلك الضربة التي نالها
من ذلك الحقير كما اصبح يلقبه
وسرعان ما اتسعت عينيه عندما لامس رأسه لتتلوث يده بالدماء

- ماذا فعلت ايها الحقير !

صرخ عليه بغل ونهض يريد قتله بينما كريم انكمش علي نفسه بذعر ويعلم أن تلك النهاية

وتوقف جاسم علي صرختها !!

توقف ناظرا لها ليخفق قلبه بصدمة
كما اتسعت عيني كريم بذعر !

وكانت تتمسك بقطعة زجاجية حادة تغرزها بقوة في رقبتها من الجانب بينما صوتها يهدد بكل حدية وصدق

- إن اقتربت منه سأقتل نفسي

نفي جاسم بخوف متراجعًا
ونهض كريم ينظر لها بصدمة ولا يريد انتحارها كما فعلت شقيقته

لا يريد ذهابها هي ايضًا

- رونزا حبيبتي اهدئي لن افعل شئ

توسلها جاسم بمهاودة ونظرت له بحقد وبغض لم يراه يوما في عينيها

- اعلم أن حياتي تساوي الكثير بالنسبة إليك ويكفي ما فعلته وتفعله

سالت دموعها متابعة بشماتة

- كل محاولاتك لاستعادتي تؤكد هذا ..
ما فعلته من خطة حقيرة مع روما يؤكد هذا
..
كل شئ يؤكد هذا ايها المختل ..

ابتلع ريقه وحاول أن يقوي عليها ليهتف بها

- انتِ مخطئة.. حياتك لا تساوي لتلك الدرجة لا تحاولي تهديدي رونزا
وذلك الحقير أنا سأقتلع عنقه في النهاية



ابتسمت بإستهزاء لتنظر حولها بسخرية قبل أن تتحدث بإنبهار

- رونزا حبيبتي لقد بنيت منزل تحت الارض فقط من اجلكِ .. لقد بنيته في اشهر هل تعلمي كم يكلف بناء منزل كامل مجهز تحت الارض في تلك المناطق للمعدومة ..
لكن المال وكل شئ فداء لك حبيبتي ..
أليس كذلك جاسم؟
!!

تسارعت انفاسه من ثقتها وعلم أنها بالفعل ستخنقه من نقطة ضعفه

- حسنا.. حسنا .. انت .. انت ..

صمت نافخا بغضب ليتراجع مستسلما في توسل

- حسنا رونزا انا احبك وحياتك هي كل شئ بالنسبة لي .. ارجوك لا تفعلي هذا ..
لن أمسه بسوء

سالت دموعها ناظرة لكريم الذي توقف منذ هددت بإلانتحار لتأمره بصرامة

- وانت إن عصيتني او احتككت به سأنهي حياتي ايضا

نفي بدموع واومأ بطاعة جالسُا بصمت وخضوع

- الأن اخرجنا من هنا .. دعنا نذهب


قضب جاسم جبينه بعدم فهم ثم ضحك بقوة فجأة

- ما تقولينه معناه انهاء حياتكِ ايضا ..
انا لن اترككِ

اغمضت عينيها بقوة ونظرت له بهدوء بينما اقترب هو خطوة

- أتعلمي.. انت تقومين بالتهديد فقط لا تستطيعين الانتحار .. انا اعرفك جيدًا
ورونزا التي اعرفها لا تفعلها


- حسنا انظر !

تحديث بوعيد في نفس اللحظة التي هبطت بها يدها جارحة فخذها قليلا ليصرخ بذعر متراجعًا بصدمة حتي جلس فوق ركبيته بصراخ هستيري كي تتوقف

وتوقفت متابعة حديثها بغلٍ

- استطيع قطع شريان فخذي وتعلم أني طبيبة واجيد ذلك
وقتها لن يكون معك إلا دقائق فقط إن حاولت انقاذي ولن تفلح لان القرية دون مشفي
ودون معونات طبية بينما حالتي ستكون في حاجة لجراحة كبيرة بجراح ممتاز ..
هذا إن لم أذبح عنقي ايضا وسيكون الامر نفسه بنفس النتيجة

- حسنا .. حسنا لن اقترب منكِ
ارجوك لا تفعلي هذا
..

ابتلعت ريقها ناظرة لجرح فخذها النابض وكان جرح سطحي ورغم الألم إلا أنها كانت مضطرة لإيقافه وتعلم أنه مختل وإن أمسك بكريم سيقتله دون رحمه هذا إن لم يعذبه أولا

- رونزا

همس كريم مستجديًا ببكاء ناظرا لخيط الدماء الذي بدأ يسيل فوق فخذها
ولم تلين نظراتها ولا تستطيع تحجيم غضبه لا تستطيع انهاء بغضه لعمه او لجاسم
وايضا تلك طريقتها الوحيدة لتمنعه من أذية نفسه

*******

بعد عدة ساعات
كانت روما تدور في الغرفة بقلق من كون اليوم موعد عودة جاسم
ومازالت لا تعرف كيف ستتصرف عندما يعلم بموت رونزا تحت الانقاض
وقد هدم حسام المنزل بأكمله

نفخت بضيق جالسة بوزنها فوق المقعد المخملي وقد ذهب عقلها في تهورها وغبائها لتتمادي وتُقبل حسام..

نفخت مجدداً بضيق لا تعرف كيف إنساقت بتلك الطريقة وراء مشاعرها
ولا تعرف كيف يفكر الأن بها
..

لكن بدا لها وكأنه يبغضها
شعرت بالجرح من وصفه لقبلتها بالحماقة والهراء ليصدمها بأن لها حدود وغير مسموح بتخطيها معه!
مسحت وجهها صاعدة في مسحة لرأسها وخصلاتها
وذاكرتها تسترجع جديته ونهوضه من بعد قُبلتها ليعود بها ويذهب مُتحججاً بعملٍ طارئ، بينما الحديث انقطع طوال رحلة العودة ليظل صامتًا بوجهٍ متجهم

ابتلعت ريقها بإرهاق من تفكيرها وخرجت تريد الجلوس مع والدها عله يكون في فترة راحة من قرأته وأبحاثه المستمرة دون إنقطاع.

*****

-اذا دعه يذهب
قالتها رونزا وانتفض كريم نافيًا ولن يتركها بينما نظر جاسم لها بغضب ليهمس
- هذا في احلامك رونزا.. انا لن اترك هذا الفتي
ابتلعت ريقها برجفة وتعلم أنه صادق
- وهذا هو شرطي..
سأبقي معك للأبد فقط أتركه يذهب

نظر لها جاسم بصدمة من جديتها وعرضها كما صُدم كريم من تضحيتها بنفسها مقابل نجاته!

وحتي والدته لم تفعل هذا من اجله!

تنهد بملل ناظرًا لها وابتعد حتي جلس ببرود ليتكأ بمرفقيه فوق فخذيه وقد خلع قميصه كاتمًا دماء رأسه
- بربك رونزا يكفيكي هراء .. هل ستظلين هكذا لايام مثلا..
في النهاية ستسقطين من الإعياء أو ينتابك النعاس..
فانت بشر إن كنتِ غفيت عن تلك الحقيقة
امتلأت عينيها بالدموع واومأت بقوة
- لم اغفي .. اعلم هذا ولكني أعدك أني سأمزق وريدي مجرد ما اشعر بالتعب والتخاذل
اغمض عينيه بضيق وتابعت بقوة كما هي وكأن جسدها لا يرتجف
- دعه يذهب يكفي ما فعلتوه به ..
- لا رونزا
هتف كريم بغضب منها ورمشت بدموع ناظرة له بحزن وعليها أن تضحي بنفسها من أجله
لا يوجد لديها حل اخر ..
- اخرس انت .. من قال اني سأخرجك يا احمق
- وانا لن اتركها
هتف كريم بدموع وسرعان ما بكي متوسلا
- لا تتركيني اتوسل إليك .. لا اريد الخروج
وتجاهلت حديثه وتعلم مصلحته جيدًا
بينما هو طفل تعلق بها
ويري أن ما يراه في الخارج ليس مختلف عن هذا الجحيم ولكن للاسف هو مختلف
فجاسم لن يقتله حتي يعذبه تعذيب مُرعب تستطيع تخيله
- إن تركته يرحل سأكون لك وسأذهب اينما تريد .. في النهاية ليس لدي خيارٍ غيرك
زم جاسم شفتيه بتفكير وإن تنازل وتركه بالفعل سيفوز بها
- موافق بشرط
تحدث بهدوء ناظرًا لها واومأت لتسمع شرطه
- سأفتح الباب وهو سيتوقف قربه وقبل أن يخرج ستُلقي بتلك الزجاجة
رمشت بدموع وتابع بسخرية
- بالتأكيد لن أخرجه لتُنهي حياتك وتتخلصي مني بعدما تكوني قد ضمنت حياة ذلك القذر
- انا لن اخرج
هتف كريم بنحيب
ونظرت هي نحو جاسم موافقة لتمد ذراعها صاحب الاصابع المكسورة نحو كريم الذي ركض اليها ليحتضنها ببكاء متوسل
- ارجوكِ لا تتركيني .. اتوسل إليكِ
سقطت دموعها ببسمة شاحبة وتتذكر اول لقاء بينهما عندما نهض ليختبئ خلف الفراش من قلقه منها قبل أن يُخبرها بخطفه ويريها حرق قدمه

- أنا لن أترككِ

صرخ بها بغضب طفولي وكتمت فاهه ناظرة لعيني جاسم الشيطانية بينما صوته خرج ساخطاً

- أري تعطشك علي موتك ايها ال***

- لا جاسم.. إن أذيته لن أظل معك وسأكرهك.. هذا مجرد طفل وعاني كثيراً.. إطلق سراحه كما اتفقنا وأنا سأبقي من أجلك

تنهد ناظرًا لها باشتياق وحقًا يتمني لحظة امتلاكها – وها انا وافقت.. فقط لتري كم أعشقكِ

- أنا لن أذهب بدونكِ

صاح كريم بدموع وخوف
وهدر به جاسم

- إخرس ايها الغبي.. هيا ابتعد عنها
ضمته رونزا ببكاء هامسة بتوسل

- من أجلي إرحل .. ارجوك يا كريم

نفي بشهقات من بكائه الشديد ومسحت وجهه تحت تنهيدة جاسم الغاضبة لتعود هامسة في اذنه

- لن ننجوا من هنا هذه فرصتك الاخيرة
وابتعد ناظرًا لعينيها بتوسل مرتجف

- لا أريد الذهاب ..

ابتلعت ريقها ناظرة لجاسم الذي بدأ ينفخ بنفاذ صبر واصتنعت تحركها البسيط لتعود هامسة

- إن إستطعت النجاة ستستطيع انقاذي ..

اتسعت عيني كريم من فكرة خروجه وجلبه للدعم من أجلها
وقبل أن يتحدث شهق بألم من جذب جاسم له من خصلاته

- قلت لك لا تقترب منها .. يكفي



رفعت رونزا يديها بإستسلام ومهاودة

- حسنا جاسم.. انا من اقتربت منه..
هيا دعه يذهب

نظر لها بغضب وهتف ناظرًا للزجاجة التي عادت لتستقر فوق فخذها

- اتفقنا.. هيا سأفتح الباب وتُلقي بالزجاجة بعيدًا

اومأت موافقة ناظرة له تحت بكاء كريم

وفتح الباب ممسكًا به من ياقته ليأمرها
- هيا القي بالزجاجة
- اخرجه اولًا
نظر لها بضيق ودفع كريم للخارج دون أن يتركه
- هيا ابعديها عن فخذكِ
اومأت رافعة يدها للاعلي واقترب هو من كريم بحديث ساخط
- فكر بإخبار أحدا لتري أن الجميع في الخارج معي.. حاول الإستنجاد علهم يتخلصون منك !

قطبت رونزا جبينها بصدمة مما قاله وكان كريم سيقترب ليدلف مجدداً
وحقًا كان من الغباء تفكيرهم بأنه سيخرجه بمخاطرة وكأن طلبه للدعم لم يخطر بباله!
صاح يريد الدخول مجددًا


ولكن جاسم دفعه بقدمه ضارباً صدره بغل ليسقط للخلف مشاهداً بدوار إنغلاق الباب عليهم
ابتلع ريقه بصعوبة من ألم صدره ونهض رغم قوة الضربة عليه وكان جاسم قد تعمد قوتها علها تقتله!!

*****

نظر كريم بصدمة للحائط المزغرف امامه
وكأن لا يوجد باب ولا غرفة بالداخل
ونهض يصرخ ببكاء ضارباً فوق الحائط بقوة حتي جلس يبكي بحرقة متخيل انتحارها هي الآخرى لتتركه كما تركته أخته وذهبت

نظر حوله حيث الغرفة الخشبية الصغيرة التي جلست بها معه وتحدثت له بلعبٍ قبل أن تحضر شبيهتها الشريرة كما وصفها

سقط ارضًا بألم من صدره وحاول النهوض بكل قوته يريد الذهاب وإخبار الشرطة علهم يساعدونه وينقذونها..
وفي الداخل تراجعت رونزا أكثر والتفت لها جاسم مشيرا بيديه
- ها قد نفذت طلبكِ

ابتلعت ريقها بإرتعاش ولا تعلم كيف ستتخلص من هذا الكابوس

- وانا سأبقي معك للابد.. لكن لا تأذيني ارجوك

رقت نظراته بحنان ليُنفي برأسه

- مستحيل أن أأذيك رونزا.. انتِ حياتي
انا اسف لضربكِ ولكن فقدت اعصابي دون شعور .. لقد شعرت بالغيرة عليكِ
اومأت بصمت وابتسم لها بحنان حتي تحدثت برجفة

- اريد ملابس جاسم اشعر بالبرد الشديد..
انا هكذا منذ ايام واصابعي يجب أن تُجبر وإلا ستُصاب بالغرغرينة

نظر لها بإشفاق من حالتها وقلق من انكسار اصابعها
- حسنًا سأخرج واتي بممرض ليراكي
أنا اعرف كل القرية تقريبا لا تخافي .. وسأجلب لك ملابس ولكن لن تكون جديدة فقط لحين خروجنا سأجلب لكِ كل ما تشتهي

اومأت بحماس من فكرة فتحه للباب مجدداً وقررت دفعه بكل قوتها والخروج
وبالفعل حدث ما خططت له
بخلاف توقعه للغدر منها ومحاولة هربها ليمسك بها بقوة ضارباً رأسها في الحائط الخشبي جانبها بعدما خرجت من الغرفة المُصفحة محاولة الصعود من الغرفة الخشبية للاعلي

تأوهت بألم شديد
وانحني عليها بعدما سقطت ارضاً بدوار
و رأسٍ نازف ليصفعها بحقد دون شعور بقوة ضرباته
حتي اخرج في النهاية اقراص من جيب بنطاله داساً احدهما في فمها بالقوة

- كنت أعلم أنك حقيرة وستحاولين تركي كما فعلتها مُسبقا عندما دمرتي خطبتنا

نظرت له بضباب من تشوش رؤيتها ومال عليها جاذباً خصلاتها حتي أصبح وجهها ملامساً للحيته الحادة

- هذا القرص مخدر سيجعلك موافقة علي اقترابي منكِ.. بل وستساعديني بقضاء وقت لطيف وانا سأُريك تلك الليلة لاحقا لاني سأسجلها من أجلنا !!

انهي همسه تاركاً خصلاتها وسقطت برأسها ممددة بدوار شديد بينما تحرك هو صاعداً للاعلي بسرعة حتي يأتي بشئ لجرح رأسه النازف ورأسها ايضًا كما شفتيها وقد ألغي فكرة جلب الملابس والممرض
وهي طبيبة وبالتأكيد افضل من الف ممرض !

****** 

وفي الخارج كان حُسام قد استقام بإنتباه وصدمة من خروج طفل يركض..
وكان إنتظاره لإقتراب أحدٍ ودخوله للمنزل وليس خروج احدا منه وقد بحث جيدا قبل ساعة ولم يجد أي احدا في الداخل
!!

ومرت لحظة وآخرى قبل أن يشهق كريم بذعر من جذب حسام له ليصرخ ببكاء محاولًا التخلص منه وفي اعتقاده انه احد رجال جاسم!

******

فلاش باك ...

كان حسام ينظر في ساعته والهواء يصفع وجهه بكل قوة وقد أخذ مروحية ليصل اسرع للمكان وليس لديه وقت لفقدها اكثر
- توقف هنا
أمر الحارس صديقه وابطئ الحركة حتي توقف محلقًا في مكانه
- بعدما اهبط عد للخلف لا تقترب من القرية بالمروحية لا اريد لفت الانتباه
اومأ صديقه وهبط حسام بحبل من الطائرة بينما حلق السائق مختفيا للخلف كما امره

تنهد ناظرًا حوله وبدأ بالركض السريع نحو القرية وبعد اكثر من نصف ساعة كان قد وصل بلهاث قوي قُرب البيت ليتوقف مشاهداً ظلمته وابوابه المغلقة
وازداد إنقباض قلبه من فكرة عدم وجودها في البلدة بأكملها
..

مسح فوق خصلاته مشاهداً لعب الأطفال رغم تأخر الوقت وحاول الإقتراب والدخول عدة مرات دون لفت الانتباه حتي نجح ودلف !
سار داخل المنزل مفتشاً جميع أرجائه بهدوء شديد
لتضربه خيبة الأمل وللاسف المنزل مهجور دون سكان كما توقع !

اغمض عينيه بقلق عاصف وخرج متوقفاً عن بُعدٍ منه لحين رؤية أي حركة حوله من أهل البلدة
وكان سيعود في النهاية لمواجهة تلك الأفعي ومعرفة مكان رونزا
ولكنه تسمر بصدمة من خروج صبي صغير من المنزل !
اتسعت عينيه لا يستوعب خروجه ومتأكد من بحثه في جميع الاماكن وليس ببيت كبير ليتوقع مكان اخر به!

******  

Continue Reading

You'll Also Like

11.4M 456K 25
"الحقيقة أغَـرب مِـن الخَـيال دائماً" #الكاتبة_سارة_الحسن #الأشيب #ملجأ_الغرباء
3.6M 102K 59
قصة رومانسية بقلمي ملك إبراهيم
215K 11.9K 28
إذ كنتَ تبحث عن المثالية والكمال فـلا تقرأها ... لانها ستصدمك وتلوث اوهامك بواقعيتها وحقيقتها والظلم والجشع الذي يسود بها ..... عن سيكلوجية گهير هنا...
849K 40.3K 33
احَبّت احدهُم وآخر يُحبها غالَبت التّقاليد والأعرافَ من أجله ظَنًّا مِنها أنّها ستكُون مِن نَصيبَه ليَحاربهُم الجميع على ذلك الحُب المَمنوع هيَ حَارب...