على هامش الحياة
لم أكن من هواة النظر إلى المرآة فهى تذكرنى بنحافتى التى يعارينى بها الجميع وكانت ذنب أحاسب عليه كما أحاسب الآن على كونى إمرأة .
أنا فتاة عربية كانت لنا حياة قبل الحرب عادية لم نكن أغنياء ولم نكن فقراء , المهم أننا كنا نعيش حياة ليست معقدة كان أبى وأخى الكبير يعملان ولم نكن نعانى من أى مشاكل مادية .
إلى أن أندلعت الحرب وأنقلبت الموازين ودمر حينا بأكمله وأصبحنا نواجه الكثير من المشكلات فى الحياة وأضطررنا أن ننزح من بيوتنا ونتشرد فى بلدان كثيرة منها من رحب بنا ومنها من تنكر لنا . ولكن الحمدلله أننا كنا محظوظين بلجوئنا إلى تركيا هذا البلد الذى أحتضننا وأحتونا وقدم لنا مساعدات سواء على مستوى القيادة أو الشعب ورحب بنا ترحيب الأنصار للمهاجرين .
واستأجر أبي شقة صغيرة وبدأنا رحلة أخرى فأبي رجل مسن وأشقائى مازلوا صغار وشقيقى الأكبر متزوج وله عائلة ومن هنا بدأت مشكلتى أو بمعنى أصح هى مشكلة تفشت فى جميع الأسر المنكوبة التى شردتها الحرب فى نظرتهم لبناتهم كونهم عبئاً مالياً وعبئاً يتعلق بخوفهم من أن يفوتنا قطار الزواج فأصبحن يزوجن بناتهن وهن قاصارت ومما ترتب عليه من مشاكل أسرية كبيرة بسبب زواجنا فى بيت يضم عائلته بأكملها ؛ مثلى أنا الآن فقد تزوجت قبل أن أكمل عامى الثامن عشر فى شقة بها أربع أشقاء ذكور لزوجي غير أمه الآمر الناهى فى البيت تزوجته دون رغبة منه فلم أعجبه من أول يوم رأنى فيه وكنت أعلم بذلك أنا وعائلتى ولكني لم أكن أملك الخيار لرفضه أو قبوله ؛ فعائلتى رأت فيه المنقذ الذى سينتشلنى من بئر العنوسة بما أننى لم أكن أملك المواصفات التى تجعلنى محط أعجاب للرجال أما هو فعذره الوحيد أنه لم يكن بأستطاعته عصيان أمه التى وهبت حياتها لهم وكانت الأم والأب لهم بعد أن تنصل أبوهم من مسؤليتهم التي تحملتها أمهم وظلت تعمل ليل نهار حتى كبرتهم وأعتمدوا على أنفسهم .
تزوجته وحرمت أن أرتدي الثوب الأبيض كحلم كل فتاة لأن أسرتى فقيرة لم تطلب منهم أى شيئ ولهذا السبب زوجتنى أمه له.
أعيش فى جحيم مسمي زواج ؛ فزوجى لا يريد أن يتقبلنى كزوجة أبدا ولا يريد أن ينجب مني وأكثر الأوقات لا يشاركنى حجرتي ؛ ولا يأتينى فى فراشي محبة أو شوقاً ! لا ؛ بل فقط كا غريزة لا أكثر يشعرنى فيها أننى لست إنسانة لها مشاعر مثله.....
حاولت أن أشتكى إلى أمي فلم تنصفنى وقالت أحمدي الله أنك تعيشين مع رجل يطعمك ويلبسك وأنظرى على غيرك من المشردين فأسكت ليس لأننى مقتنعة بكلامها لا ؟ بل من القهر الذى أشعر به داخلى ولكن زوجي لا يتركنى بحالى فهو دائم التذكير لى انه لا يحبنى ولا يطيقنى ويريد أن يتزوج إمرأة وليس لوح من الثلج ؛ وهل بقى عندى مشاعر....؟
لم يكتفى بهذا لا بل أخذنى من يدى وأوصلنى إلى بيت عائلتى وقال لى أعتربى نفسك فى عطلة مفتوحة وتركنى وذهب وجلست فى بيت عائلتى أسبوع وكان أسبوع أسود ، فلقد رأيت هذه المرة كم تعانى عائلتى وكم يشقى والدي المسن فهو وأشقائى الصغار بالكاد يلحقون على مطتلبات الحياة وهنا قالت لى أمي هيا أرتدى ملابسك وأخذتنى إلى بيت زوجى وهناك تركتنى وقبل أن تذهب قالت لي عيشي يا إبنتى فهكذا حكمت علينا الحياة .
يتبع.....
الرجاء التصويت بنجمة يا قمرات
وعمل متابعة ....فلوووو...بليزززززز