إخْتِلال

700 40 138
                                    










" ألتمح في عينيك القدسية روحي المظلمة
وعمق خطيئتي "



















داخل قسم الأهرام
وتحديدًا داخل الغرفة الحمراء

كان ياسر جالسًا على كرسيه مفرقًا ساقيه
وهالة البرود تحيط به، وعلى الطرف الآخر
من الطاولة يناظره إياد بعيون فارغة مُشبكًا
كلتا يديه ببعض على الطاولة أمامه بدون
أية أصفاد وهذا طبعًا بأمر من ياسر .

ياسر:
قبل ما نبدأ عايز أعرفك علي صديق
هتتبسط أوي أما تشوفه.

أنهى كلامه بإبتسامة خبيثة
ثم نادى رؤوف:
دخل صاحبنا يا رؤوف

دخل رؤوف وفي يده رجل يبدو على مظهره
انه في بداية الأربعينات.

شاور ياسر بيده لرؤوف ليخرج ومن ثم أستقام
مقتربًا من الرجل والذي للآن لا يفهم
ما الذي يحصل.

ياسر:
ها أيه رأيك في المفاجأة الحلوة دي

إياد بنفس الوضعية والنظرات الفارغة:
مش فاهم مفاجأة أيه

ياسر:
توء توء أيه يا شيخنا مش عارفه،
ده صديقك وصديق الزنزانة

إياد بسخرية:
هو اللي يدخلي أكل يبقى صديقي
وصديق الزنزانة؟

توجه ياسر ناحية الرجل ماسكًا رقبته من
الخلف واقترب به ناحية إياد راميًا إياه
بعنف جانب كرسيه قائلًا:
إياد ما بحبش اللف والدوران، يعني عايز
تفهمني أنه بيغيب عندك بالعشر دقايق
بيعمل ايه بينفخلك في الأكل ليلسع
لسانك مثلاً، خليك فاهم إن اللي يقعد
عالكرسي ده ما ينفعش يكدب.

إياد:
عايز أيه يا ياسر، فسر كلامك.

ياسر بإبتسامة باردة:
شوف إسمي طالع من بقك حلو إزاي

ثم أكمل بصوت عال:
إياد أيه اللي بينكم، بينقلك الأخبار مش كدا.

إياد:
آه فهمتك كدا، طب ما تسيبه يتكلم ويقول
أيه اللي بيني وبينه.

ياسر مقتربًا من إياد دافعًا الرجل بقدمه بعنف
مُبعدًا إياه من جانب إياد.

ياسر:
عايزه يتكلم ليه، عشان تظبط كلامك على كلامه
ليه شايفني أراجوز قدامك.

إياد بسخرية:
أراجوز أيه بس لا سمح الله

ثم أكمل بجدية ناظرًا في أعين الذي أمامه:
مفيش حاجة بينا، الراجل أوقات بيدخل يلاقيني
بقرأ قرآن فعجبه صوتي فسألني عالمقامات في
التلاوة وأحكام التجويد الصح، ودي بس مرة أو
مرتين اللي أتأخر فيهم عندي، مفيش حاجة
حصلت لكل ده إنك تهينه بالطريقة دي
سواء قدامي أو قدام غيري.

المَهدWhere stories live. Discover now