- فلنلعب لعبة الأسئلة من جديد..
- مجدّدا؟!
- نعم، أرجوك!
- حسن؛ كم عمركِ؟
- سبع سنوات.
- هل تفضلينَ قضاء العطلة مع جدّتَك أو معي؟
- معك... لدَيها فمٌ كبير مرعب، وتستطيعُ اقتلاع أسنانها منه..
-إنّه طاقم أسنان، وليست أسنانا حقيقية؛ رُمية، هل تحبينني يا بُنيَّتي؟
- جدًّا جدًّا.
- كمْ؟
- بقدر ما أُحب الطيران وأمي.
- هل ستُغادِرينني يوما؟
- أبدًا..!
- ستكبرين وتغادرين..
- لا.. لا لا!!
- وعندما تتزوجين وتُصبح لك عائلة وزوج ومنزل خاصٌ بك؟
- لن أتزوج...
- وعندما أغادر أنا؟
- سأتبعك.
- وإن كنت غادرت هذه الدنيا؟
- سأتبعك إلى الفضاء.
- حتى الفضاء؟ لم كل هذا التعب؟!
- لأنّني أحبك بابا!
بعد 20 سنة
كثيرة هي الكلماتِ التي نَسمعُها تُخفي معنى أكبرَ ممّا تُظهره أحرُفها، ولم نكن لنفهمها، كثيرةٌ هي الوعود التي قطعناها ولم نستطع إيفاءها، كثيرةٌ هي القلوب التي كسرناها ولم نستطع جبرَها، وعندما يغيبُ كل شيء، ونستيقظ على واقعنا المدَّمر الذي مهما حاولنا إصلاحه لا نستطيعُ جبرَ ولو شقٍّ فيه، كل ما سنملكهُ بين أيدينا هي الذكرياتُ التي نتمنّى نسيانها، لأنّها تؤرق ليالينا وتعيد لنا ما فات دون فرصةٍ لتغيير أيّ شيء منه، مجرد جرعةٍ من الألم.
- هل طلبتني يا سيدي؟
- ادخل يا صادق، كم مرة أقول لك أن تدعوني بأبي.
YOU ARE READING
فَلْسَفَةُ حَيَاة
Randomهي رواية إجتماعية لكلّ واحد منّا يشعر بالوحدة والضّياع. لكلّ واحد منّا يخاف خسارة من يحب تحت قانون سنّة الحياة. لكلّ من ظُلم ويبحث عن العدل؛ لكلّ من طُعن من أقرب الناس إلى قلبه. لكلّ من أخطأ وييحث عن تكفير ذنوبه؛ لكلّ من لا يزال يتنفس وقلبه على حافة...