مقهى

2 0 0
                                    

تنظر اليه ... وفي اللحظه التي تتلاقى فيها العينان تغض النظر كي لا يمسك بها و هي تنظر اليه
في كل يوم تأتي الى نفس المقهى و تجلس على نفس الطاوله  و تطلب نفس الطلب لتكون في مكانها المخصص للنظر إليه

تسترق النظرات منه، تلاحظ بأن ملامحه الآن متعبه أكثر من باقي الايام تلاحظ بأن جسده منهك و كأن العمل قد ارهقه تلاحظ اشياء ،لم تكن تراها مسبقا الى ان يرفع هو عيناه عن الكتاب الذي بين يديه لتلتفت هي مبعدتاً عيناها عنه.

و بعد ان استجمعت قواها في يوم من الأيام و قررت ان تتحدث معه لتعبر عن ما في داخل قلبها له ، جهزت نفسها و بقيت امام المرآة  ساعات تحاول اتقان مكياجها لتبدوا جميله و ليناسب الملابس التي اشترتها البارحه فقط لاجله تركض مسرعتا الى المقهى لا تعلم هل ضربات قلبها عاليه من الركض ام من التوتر الذي يجتاح جسدها لتجلس على نفس الطاوله في نفس الوقت و في نفس المكان منتظرتا لتراه ...لكنه لم يأتي.
لم يأتي بعد ساعه ولا حتى بعد 5 ساعات ، ذهب التوتر ليأتي مكانه الحزن لم ياتي، لم ياتي لأول مره بعد ان اعتادت  على رؤيته لعام كامل و لكل الفصول الى ان وصلت إلى هذا اليوم البارد من الشتاء الكئيب .
خرجت و الهم يأكلها و الحزن يسكنها و الدمع يملئ عيناها التي لم ترى غيره .

و بقيت تعود لنفس المقهى بنفس الوقت و على نفس الطاوله تطلب نفس الطلب و تنظر إلى طاولته التي أصبحت ملكاً لاشخاص عديدين غيره تنتظر لكنه لم يعد يأتي فتغادر .

و في احد الايام و هي تجلس تنظر طاولته جلس شخص أمامها ببطء نظرت إليه "من هذا و كيف يجرأ على الجلوس بغير إذن" ملامح الانزعاج بدأت تملئ وجهها الى ان تمعنت بالنظر إليه الى ان رأت قرب الملامح الى ان رأت نفس لون العينين و تدويرة الوجه

قال لها ببطء: اكون اخاه حدثني عنك كثير و قد كان يصر على المجيئ هنا لرؤيتك و كان يعود إلى غرفته سعيدا يصف للجميع تفاصيلك و هكذا عرفتك انا ، أعطاني هذا الكتاب هديةً لك قال بأن هذا آخر كتاب رأيته يحمله .
فقاطعته و قالت: الى اين ذهب ؟ متى يعود ؟ هل سيعود ؟ هل سافر إلى الخارج ام ماذا ؟

فنظر لها بحزن و قال: كنتِ اخر شخص أراد رؤيته فأتى الى هنا لرؤيتك فقط،  فقد علم من الأطباء ان العلاجات لم تنفع معه لا الإشعاع و لا الكيمياوي و قد علم بأن ساعاته و أيامه محدوده و كنتِ حقا اخر من رأى فبعد خروجه من المقهى نقل مباشره الى المستشفى وبين ضربات جهاز الإنعاش و على اسمك توفى.

#مقهى

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 22, 2018 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

قصص قصيره Where stories live. Discover now