البِدايَة: مُبهَم~°

124 18 46
                                    


تمنيتُ كثيرًا أن أجد شخصاً ما يُشبهني ، للمرة التي لا تُحصى اكره كوني مميزاً .
أفتقر المشاعر
أفتقد الألم أحياناً
أبحث عني ولا أجد ذاتي
من أنا
من هؤلاء
أين أنا ؟!
لا تحكم عليّ من منظور خارجي ،يمكنني أن أُثبت لك من موقعي هذا ما أوصلني لهذا الحال، العديد من الناس يقولون أن الحياة غير عادلة ، لكن إذا نظرت للحياة ك ساحة الآلام و المتاعب ستعرِف إنها عادلة كفاية .
و أكبر دليل على ذلك
أنا ..
لقد ترعرعت في استراليا ، في بيئة جيدة ليست فاحشة الثراء ولا اسفل خط الفقر ، أب و أم أقل ما يقال عنهما رقيقي القلب و أنا ابنهما الوحيد
ينتابني الفضول احياناً حول ملامحي التي تتخذ طابع حاد و نفحات من الملامح الشرق اسيوية عكس عائلتي التي تمتلك هالة اللطافة و ملامح خلابة كباقي سكان هذه البلدة ولكن لا يهم

عُرفت في سِن صغير بذكائي الحاد و مهاراتي الغير متوقعة من طفل في ذلك السن .
لم أمرض في حياتي قط ، سريع التحكم فيما حولي بطريقة مريبة
لكن الاعتياد على الامر أنساني غرابة الوضع و ها قد مر الوقت و اصبحت شاباً ذا السادسة و العشرين ربيعاً
و لازلت ابحث عن حل لألغاز ماضيي المُبهم .. ماضييّ الذي لا أعلم عنه شئ سوا انني وجِدت بين هذه العائلة .
ينظر إلي الناس كنابغة العصر لكن ما من شخص يعلم ما أمر به كل ليلة
و أُمرر لك هذا السؤال لعلك تجد إجابة مقنعة لما يحدث لي الآن
هل تعرضت لحريق من قبل و أخمدت نيرانه بإشارة واحدة من يدك ؟!
الأمر جنوني صحيح ..
كنت أعلم هذه الإجابة

هذا تميزي الذي اخبرتكم عنه،
صحيح! لأعرفكم بنفسي، أنا سيهون..جون سيهون والرياح هي تميزي الذي كرهته ولطالما سبب لي المتاعب وسأقص عليكم بعضها
.
.
.
و لكن مهلاً ، هل تعتقد إنني بمفردي ؟!
يؤسفني أن أجيب ب لا

لحظة !

من الممكن أن تكون شقيقي ذا الـ .....
اوه آسف قد نسيت
شقيقنا
نحن أبناء الطبيعة

.
.
.
.
.
.

تبددت غيوم الليل و ها قد ظَهرت شمس النهار مُصدرة خيوطها الذهبية الدافئة
التي تتسلل واحدة تلو الأخرى من خلال النافذة تُداعب جفونه المغمضة
و تُخبره
"هيا استيقظ ، لقد تجاوزت التاسعة بالفعل ايها الكسول "
لتنشط حواسه و تلتقط أُذنه صوت والدته فيستجيب عقله و يقوم بفتح عيناه فتستقبله ابتسامتها اللطيفة و صوتها الحنون
"صباح الخير بُني"
نظر لها نظرة مُبهمة لا يظهر من خلالها الحزن ، السعادة أو حتى الحب الفطري لوالدته
و إكتفى بقول " صباح الخير "
حاولَت إبتلاع كلماته الجافة و عدم إظهار تأثرها بها عن طريق زرع ابتسامتها المشرقة والتي كأنها لم تغادر شفتيها قط
لينهض و يتخطاها
و هي ككل يوم تجلس تحاول معرفة ما الخطأ الذي ارتكبته ليكون بهذا الجفاء معها
فمهما حدث
هي في نهاية المطاف
أمه

خَفَايَا~Where stories live. Discover now